15. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
المؤلف : نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي
15480 - وعن ابن عباس قال :
ص . 439
كان لأبي بكر مجلس من النبي صلى الله عليه و سلم لا يقوم عنه إلا للعباس فكان يسر
ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فأقبل العباس يوما فزال له أبو بكر عن مجلسه فقال
له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما لك ؟ " . قال : يا رسول الله
عمك قد أقبل فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم أقبل على أبي بكر مبتسما
فقال : " هذا العباس قد أقبل وعليه ثياب بيض وسيلبس ولده من بعده السواد
ويملك منهم اثنا عشر رجلا " . فلما جاء العباس قال : يا رسول الله قلت لأبي
بكر ؟ فقال : " ما قلت إلا خيرا " . قال : صدقت بأبي وأمي ولا تقول إلا
خيرا قال : " قلت قد أقبل العباس عمي وعليه ثياب بياض وسيلبس ولده من بعده
السواد ويملك منهم اثنا عشر رجلا "
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وفيه جماعة لم أعرفهم
(9/438)
15481 - وعن عبد الله بن حارثة قال : لما أن قدم صفوان بن أمية
الجمحي على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" على من نزلت يا أبا وهب ؟ " . قال : نزلت على العباس قال : " على
أشد قريش لقريش حبا "
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(9/439)
15482 - وعن أبي رزين قال : قيل للعباس : أيما أكبر أنت أم
النبي صلى الله عليه و سلم ؟ فقال : هذا أكبر مني وأنا ولدت قبله . وكان العباس
أسن من النبي صلى الله عليه و سلم ولد قبل الفيل بثلاث سنين
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/439)
15483 - عن الهيثم بن عدي قال : هلك العباس بن عبد المطلب وابن
مسعود وأبو سفيان بن حرب لتسع سنين مضت من إمارة عثمان وبعض الناس يقول : هلك سنة
أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان رضي الله عنهما
ص . 440
(9/439)
15484 - وبلغني أن عبد المطلب كف بصره وكف بصر العباس وكف بصر عبد الله بن العباس
(9/440)
15485 - وبلغني أن العباس كان له عشرة أولاد ذكور سوى الإناث
فمن ولده : الفضل بن العباس وعبد الله وقثم وعبد الرحمن ومعبد وأم حبيب . وأم ولد
العباس هؤلاء : أم الفضل الصغرى واسمها : لبابة بنت الحارث بن حزن بن قيس غيلان
وكانت قديمة الإسلام أسلمت بمكة وفي أم الفضل يقول الشاعر :
ما ولدت نجيبة من فحل . . . بجبل نعلمه أو سهل
كستة من بطن أم الفضل . . . أكرم بها من كهلة وكهل
عم النبي المصطفى ذي الفضل . . . وخاتم الرسل وخير الرسل
والحارث بن العباس أمه حجيلة بنت جندب بن ربيعة من ولد تميم بن سعد بن هذيل بن
مدركة
وأمه بنت العباس تزوجها العباس بن عتبة بن أبي لهب
وصفية هي أخت الحارث لأبيه وأمه ويقول بعض الناس : لا بل أمها غير أم الحارث
وكثير بن العباس وعون بن العباس وروح وتمام بن العباس - وكان أصغر ولد أبيه - يقال
: إن تماما أخو كثير لأبيه وأمه وفي تمام يقول العباس بن عبد المطلب :
تموا بتمام فصاروا عشرة
يا رب فاجعلهم كراما بررة
اجعلهم ذكرى وأنم الثمرة
رواه الطبراني والهيثم بن عدي متروك
(9/440)
15486 - وعن الهيثم بن عدي قال : هلك الفضل بن العباس قبل أبيه
بأربع سنين سنة ثمان وعشرين
ص . 441
وقد اختلفوا في موت الفضل بن العباس فقال بعض الناس : استشهد بالشام يوم أجنادين
وقيل : يوم مرج الصفر وكان اليومان جميعا سنة ثلاث عشرة ويقال : استشهد يوم
اليرموك سنة خمس عشرة ويقال : مات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وتوفي وهو ابن
إحدى وعشرين سنة
رواه الطبراني والهيثم متروك
(9/440)
66 - . باب مناقب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه
(9/441)
15487 - قال الطبراني : جعفر بن أبي طالب الطيار في الجنة رضي الله عنه يكنى أبا عبد الله وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم
(9/441)
15488 - وعن أبي جحيفة قال : قدم جعفر بن أبي طالب على رسول
الله صلى الله عليه و سلم من أرض الحبشة فقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم بين
عينيه وقال : " ما أدري أنا بقدوم جعفر أسر أم بفتح خيبر "
رواه الطبراني في الثلاثة وفي رجال الكبير أنس بن سلم ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(9/441)
15489 - وعن الشعبي قال : لما أتى رسول الله صلى الله عليه و
سلم فتح خيبر قيل له : قد قدم جعفر من عند النجاشي فقال النبي صلى الله عليه و سلم
: " لا أدري أيهما أنا أشد فرحا بقدوم جعفر أو فتح خيبر " . فأتاه فقبل
ما بين عينيه
ص . 442
قلت : روى أبو داود منه أنه قبل بين عينيه . فقط
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح
(9/441)
15490 - وعن جابر قال : لما قدم جعفر من الحبشة عانقه النبي صلى
الله عليه و سلم
رواه أبو يعلى وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/442)
15491 - وعن جابر قال : لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة
تلقاه رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما نظر جعفر إلى رسول الله صلى الله عليه و
سلم خجل إعظاما منه لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقبل رسول الله صلى الله عليه
و سلم بين عينيه وقال : " يا حبيبي أشبه الناس بخلقي وخلقي وخلقت من الطينة
التي خلقت منها "
قلت : فذكر الحديث وقد تقدم في كتاب الخلافة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مكي بن عبد الله الرعيني وهذا من مناكيره
(9/442)
15492 - وعن عبد الله بن أسلم مولى رسول الله صلى الله عليه و
سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لجعفر : " أشبهت خلقي وخلقي "
رواه أحمد وإسناده حسن
(9/442)
15493 - وعن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
لجعفر :
خلقك كخلقي وأشبه خلقي خلقك فأنت مني وأنت يا علي فمني وأبو ولدي
ص . 443
رواه الطبراني عن شيخه أحمد بن عبد الرحمن بن عفال وهو ضعيف
(9/442)
15494 - عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن جعفر مر مع جبريل صلى الله عليه و سلم وميكائيل له جناحان عوضه الله من يديه
فسلم ثم أخبرني كيف كان أمره حيث لقي المشركين فلذلك سمي جعفر الطيار في الجنة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(9/443)
15495 - وبسنده قال : بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس
وأسماء بنت عميس قريبة منه إذ رد السلام ثم قال : " يا أسماء هذا جعفر بن أبي
طالب مع جبريل وميكائيل صلى الله عليهما مروا فسلموا علينا فرددت عليهم السلام
وأخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا فأصبت في جسدي من مقاديمي ثلاثا وسبعين بين
طعنة وضربة ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى فقطعت ثم أخذته باليسار فقطعت فعوضني الله
من يدي جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل في الجنة أنزل بهما حيث شئت وآكل من
ثمارها ما شئت " . فقالت أسماء : هنيئا لجعفر ما رزقه الله من الخير ولكني
أخاف أن لا يصدقني الناس فاصعد المنبر فأخبر الناس يا رسول الله . فصعد المنبر
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أيها الناس إن جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل له جناحان عوضه الله من يديه
يطير بهما في الجنة حيث شاء فسلم علي
فأخبر كيف كان أمرهم حين لقي المشركين فاستبان للناس بعد ذلك أن جعفرا لقيهم فسمي
جعفر الطيار في الجنة
(9/443)
15496 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم :
ص . 444
رأيت جعفر بن أبي طالب ملكا يطير في الجنة ذا جناحين يطير بهما حيث شاء مقصوصة
قوادمه بالدماء
رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن
(9/443)
15497 - وعن ابن عباس قال : لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب دخل
النبي صلى الله عليه و سلم على أسماء بنت عميس فوضع عبد الله ومحمد ابني جعفر على
فخذه ثم قال :
إن جبريل أخبرني أن الله استشهد جعفرا وأن له جناحين يطير بهما مع الملائكة في
الجنة
ثم قال :
اللهم اخلف جعفرا في ولده
رواه الطبراني وفيه عمر بن هارون وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات
(9/444)
15498 - وعن عبد الله بن جعفر قال : قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم :
هنيئا لك يا عبد الله بن جعفر أبوك يطير مع الملائكة في السماء
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/444)
15499 - وعن سالم بن أبي الجعد قال : أريهم النبي صلى الله عليه
و سلم في النوم فرأى جعفرا ملكا ذا جناحين مضرجين بالدماء وزيد مقابله على السرير
رواه الطبراني مرسلا بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح
قلت : ويأتي حديث في فضل زيد بن حارثة وفيه فضل جعفر وعلي
(9/444)
15500 - وعن الشعبي : أن جعفرا قتل يوم مؤتة بالبلقاء
ص . 445
رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح
(9/444)
15501 - وعن عبد الله بن جعفر قال : قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم :
علي أصلي وجعفر فرعي - أو جعفر أصلي وعلي فرعي -
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(9/445)
67 - . باب ما جاء في عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه
(9/445)
15502 - عن أبي إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
لعقيل بن أبي طالب :
يا أبا يزيد إني أحبك حبين : حبا لقرابتك وحبا لما كنت أعلم من حب عمي إياك
رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات
(9/445)
15503 - قال الطبراني : وقد حضر فتح خيبر وقسم له النبي صلى الله عليه و سلم من خيبر
(9/445)
68 - . باب ما جاء في أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه
(9/445)
15504 - قال الطبراني : المغيرة أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم أسلم يوم الفتح لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم في الطريق وكان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين توفي سنة عشرين
(9/445)
15505 - وعن أبي حبة البدري قال :
ص . 446
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين لا ينظر في ناحية إلا رأى أبا سفيان
بن الحارث يقاتل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن أبا سفيان خير
أهلي - أو من خير أهلي - "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن
(9/445)
69 - . باب فضل زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم ورضي عنه
(9/446)
15507 - عن محمد بن إسحاق قال : زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب
بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن
عذرة بن زيد الله بن رفيدة بن كليب بن وبرة بن الحارث بن قضاعة
ويقال : إن أم زيد : سعاد بنت زيد بن طيئ
(9/446)
15508 - قال ابن هشام :
وكان حكيم بن حزام قدم من الشام بزيد بن حارثة وصيفا فاستوهبته منه عمته خديجة وهي
يومئذ عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" إن شئت فأقم معي وإن شئت فانطلق مع أبيك ؟ " . قال : لا بل أقيم عندك
فلم يزل عند رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بعثه الله فصدقه وأسلم وصلى معه
فلما أنزل الله عز و جل : { ادعوهم لآبائهم } . قال : أنا زيد بن حارثة
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/446)
15508 - وبسنده عن ابن عباس قال : أسلم زيد بن حارثة بعد علي
فكان أول من أسلم بعده
ص . 447
(9/446)
15509 - وعن ابن شهاب قال : أول من أسلم زيد بن حارثة
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن
(9/447)
15510 - وعن أسامة بن زيد قال : اجتمع جعفر وعلي وزيد بن حارثة
فقال جعفر : أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم . وقال علي : أنا أحبكم
إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم . وقال زيد : أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله
عليه و سلم . فقالوا : انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نسأله
قال أسامة : فجاءوا يستأذنونه فقال : " اخرج فانظر من هؤلاء ؟ " . فقلت
: هذا جعفر وعلي وزيد ما أقول أبي قال : " ائذن لهم " . فدخلوا فقالوا :
يا رسول الله من أحب إليك ؟ قال : " فاطمة " . قالوا : نسألك عن الرجال
قال : " أما أنت يا جعفر فأشبه خلقك خلقي وأشبه خلقك خلقي وأنت مني وشجرتي .
وأما أنت يا علي فختني وأبو ولدي وأنا منك وأنت مني . وأما أنت يا زيد فمولاي ومني
وأحب القوم إلي "
رواه الترمذي باختصار
رواه أحمد وإسناده حسن
(9/447)
15511 - وعن عائشة قالت : لما أصيب زيد بن حارثة جيء بأسامة بن
زيد فأوقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم فدمعت عينا رسول الله صلى الله
عليه و سلم فأخر ثم عاد من الغد فوقف بين يديه فقال :
ألاقي منك اليوم ما لقيت منك أمس
ص . 448
رواه البزار عن شيخه عمر بن إسماعيل بن مجالد وهو كذاب
(9/447)
15512 - وعن زيد بن حارثة أنه قال : يا رسول الله آخيت بيني
وبين حمزة بن عبد المطلب
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن صالح الأزدي وهو ثقة
(9/448)
70 - . ( أبواب في مناقب أبناء العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم )
(9/448)
1 - . باب مناقب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
(9/448)
15513 - عن ابن عباس قال : لما كان النبي صلى الله عليه و سلم
بالشعب أتى أبي النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد ما أرى أم الفضل إلا قد
اعتلمت على جمل قال : " لعل الله أن يقر أعيننا بغلام " . فأتى بي النبي
صلى الله عليه و سلم وأنا في خرقتي فحنكني
قال مجاهد : لا نعلم أحدا حنك بريق النبوة غيره
رواه الطبراني متصلا ورجاله وثقوا وفيهم ضعف ورواه مختصرا بإسناد منقطع
(9/448)
15514 - وعن ابن عباس قال : حدثنتي أم الفضل بنت الحارث قالت : بينا
أنا مارة والنبي صلى الله عليه و سلم في الحجر فقال : " يا أم الفضل " .
قلت : لبيك يا رسول الله قال : " إنك حامل بغلام " . قلت : كيف وقد
تحالفت قريش لا يولدون النساء ؟ قال : " هو ما أقول لك فإذا وضعتيه فائتيني
به " . فلما وضعته أتيت به النبي صلى الله عليه و سلم فسماه عبد الله وألباه
بريقه قال : " اذهبي به فلتجدنه كيسا " . قال : فأتيت العباس فأخبرته
ص . 449
فتبسم ثم أتى النبي صلى الله عليه و سلم وكان رجلا جميلا مديد القامة فلما رآه
النبي صلى الله عليه و سلم قام إليه فقبل ما بين عينيه وأقعده عن يمينه ثم قال :
" هذا عمي فمن شاء فليباه بعمه " . فقال العباس : بعض القول يا رسول
الله قال : " ولم لا أقول وأنت عمي وبقية آبائي ؟ والعم والد "
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/448)
2 - . باب جامع فيما جاء في علمه وما سئل عنه وغير ذلك
(9/449)
15515 - عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم وضع
يده على كتفي أو على منكبي - شك سعيد - ثم قال : " اللهم فقهه في الدين وعلمه
التأويل "
قلت : هو في الصحيح غير قوله : " وعلمه التأويل "
رواه أحمد والطبراني بأسانيد وله عند البزار والطبراني :
اللهم علمه تأويل القرآن
ولأحمد طريقان رجالهما رجال الصحيح
(9/449)
15516 - وعن ابن عباس قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه و
سلم فقال :
نعم ترجمان القرآن أنت
ودعا لي جبريل عليه السلام مرتين
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف
(9/449)
15517 - وعن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
وضع يده على رأس ابن عباس فقال : " اللهم أعط الحكمة وعلمه التأويل " .
ووضع يده على صدره فوجد
ص . 450
عبد الله بردها في صدره ثم قال : " اللهم احش جوفه علما وحلما " . فلم
يستوحش في نفسه إلى مسألة أحد من الناس ولم يزل خير هذه الأمة حتى قبضه الله
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(9/449)
15518 - وعن ابن عباس قال : كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله
عليه و سلم وعنده رجل يناجيه فكان كالمعرض عن أبي فخرجنا من عنده فقال أبي : أي
بني ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني ؟ فقلت : يا أبت إنه كان عنده رجل يناجيه قال
: فرحنا إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال أبي : يا رسول الله قلت لعبد الله كذا
وكذا فأخبرني أنه كان عندك رجل يناجيك فهل كان عندك أحد ؟ فقال رسول الله صلى الله
عليه و سلم : " وهل رأيته يا عبد الله ؟ " . قلت : نعم قال : " فإن
ذلك جبريل عليه السلام هو الذي شغلني عنك "
رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجالها رجال الصحيح
(9/450)
15519 - وعن ابن عباس قال : مررت برسول الله صلى الله عليه و
سلم وعليه ثياب بيض وهو يناجي دحية بن خليفة الكلبي وهو جبريل عليه السلام وأنا لا
أعلم فلم يسلم فقال جبريل : يا محمد من هذا ؟ قال : " هذا ابن عمي هذا ابن
عباس " . قال : ما أشد وضح ثيابه أما إن ذريته ستسود بعده لو سلم علينا رددنا
عليه . فلما رجعت قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما منعك أن تسلم
؟ " . قلت : بأبي وأمي رأيتك تناجي دحية بن خليفة فكرهت أن تنقطع عليكما
مناجاتكما قال : " وقد رأيت ؟ " . قلت : نعم قال : " أما إنه سيذهب
بصرك ويرد عليك في موتك "
قال عكرمة : فلما قبض ابن عباس ووضع علي سريره جاء طائر شديد الوهج فدخل في أكفانه
فأرادوا نشر [ أكفانه ] فقال عكرمة : ما تصنعون ؟ هذه بشرى
ص . 451
رسول الله صلى الله عليه و سلم التي قال له فلما وضع في لحده تلقى بكلمة سمعها من
على شفير قبره { يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في
عبادي وادخلي جنتي }
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(9/450)
15520 - وعن ابن عباس قال : بعث العباس بعبد الله إلى رسول الله
صلى الله عليه و سلم في حاجة فوجد معه رجلا فرجع ولم يكلمه فقال : " رأيته ؟
" . قال : نعم قال : " ذاك جبريل أما إنه لن يموت حتى يذهب بصره ويؤتى
علما "
رواه الطبراني بأسانيد ورجاله ثقات
(9/451)
15521 - وعن ابن عباس قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه و
سلم قلت لرجل : هلم فلنتعلم من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فإنهم كثير فقال :
العجب والله لك يا ابن عباس أترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس من ترى من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه و سلم فركبت ذلك وأقبلت على المسألة وتتبع أصحاب رسول الله
صلى الله عليه و سلم فإن كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله
صلى الله عليه و سلم فأجده قائلا فأتوسد ردائي على باب داره تسفي الرياح على وجهي
حتى يخرج إلي فإذا رآني قال : يا ابن عم رسول الله - صلى الله عليه و سلم - ما لك
؟ . قلت : حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فأحببت أن أسمعه
منك فيقول : هلا أرسلت إلي فآتيك فأقول : أنا كنت أحق أن آتيك وكان ذلك الرجل
يراني فذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد احتاج الناس إلي فيقول : أنت
أعلم مني
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
ص . 452
(9/451)
15522 - وعن عبد الملك بن ميسرة [ عن طاوس ] قال : جالست سبعين
أو ثمانين شيخا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أحد منهم خالف ابن عباس
فيلتقيان إلا قال : القول كما قلت أو قال : صدقت
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/452)
15523 - عن أبي بكر الهذلي قال : دخلت على الحسن فقلت : إن ابن
عباس من القرآن بمنزلة قال : كان عمر يقول : ذاكم فتى الكهول إن له لسانا سؤولا
وقلبا عقولا كان يقوم على منبرنا هذا - أحسبه قال : - عشية عرفة فيقرأ سورة البقرة
وآل عمران [ ثم ] يفسرهما آية آية وكان يتجه نجدا غربا
رواه الطبراني وأبو بكر الهذلي ضعيف
(9/452)
15524 - عن ابن عباس أن هرقل كتب إلى معاوية وقال : إن كان بقي
فيهم من النبوة فيجيبوني عما أسألهم عنه وكتب إليه يسأله عن المجرة وعن القوس وعن
البقعة التي لم تصبها الشمس إلا ساعة واحدة
قال : فلما أتى معاوية الكتاب والرسول قال : إن هذا شيء ما كنت أراه أسأل عنه إلى
يومي هذا فطوى معاوية الكتاب - كتاب هرقل - فبعث به إلى ابن عباس فكتب إليه
إن القوس أمان لأهل الأرض من الغرق والمجرة باب السماء الذي تنشق منه
ص . 453
وأما البقعة التي لم تصبها الشمس إلا ساعة من نهار فالبحر الذي أفرج عن بني
إسرائيل
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/452)
15525 - عن الضحاك بن مزاحم الهلالي قال : خرج نافع بن الأزرق
ونجده بن عويمر في نفر من رؤوس الخوارج ينقرون عن العلم ويطلبونه حتى قدموا مكة
فإذا هم بعبد الله بن عباس قاعدا قريبا من زمزم وعليه رداء له أحمر وقميص فإذا ناس
قيام يسألونه عن التفسير يقولون : يا أبا عباس ما تقول في كذا وكذا ؟ فيقول : هو
كذا وكذا . فقال له نافع : ما أجرأك يا ابن عباس على ما تخبر به منذ اليوم فقال له
ابن عباس : ثكلتك أمك وعدمتك ألا أخبرك من هو أجرأ مني ؟ قال : من هو يا ابن عباس
؟ قال : رجل تكلم بما ليس له به علم أو رجل كتم علما عنده . قال : صدقت يا ابن
عباس إني أتيتك لأسألك قال : هات يا ابن الأزرق فسل قال : أخبرني عن قول الله عز و
جل : { يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس } ما الشواظ ؟ قال : اللهب الذي لا دخان فيه
. قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم
؟ قال : نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت :
ألا من مبلغ حسان عني . . . مغلغلة تذب إلى عكاظ
أليس أبوك قينا كان فينا . . . إلى القينات فسلا في الحفاظ
يمانيا يظل يشب كيرا . . . وينفخ دائبا لهب الشواظ
قال : صدقت . فأخبرني عن قوله : { ونحاس فلا تنتصران } . قال : الدخان الذي
ص . 454
لا لهب فيه قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله
عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت نابغة بني ذبيان يقول :
يضيء كضوء سراج السليط . . . لم يجعل فيه نحاسا
يعني دخانا قال : صدقت . فأخبرني عن قول الله : { أمشاج نبتليه } . قال : ماء
الرجل وماء المرأة إذا اجتمعا في الرحم كان مشيجا . قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك
قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول أبي
ذؤيب الهذلي وهو يقول :
كأن النصل والقوقين منه . . . خلال الريش سيط به مشيج
قال : صدقت . فأخبرني عن قول الله تعالى : { والتفت الساق بالساق } ما الساق
بالساق ؟ قال : الحرب قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد
صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول أبي ذؤيب :
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها . . . وإن شمرت الحرب عن ساقها شمرا
قال : صدقت . فأخبرني عن قول الله عز و جل : { بنين وحفدة } ما البنين والحفدة ؟
قال : أما بنوك فإنهم يتعاطونك وأما حفدتك فإنهم خدمك . قال : وهل كانت العرب تعرف
ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول
أمية بن أبي الصلت :
حفد الولائد حولهن وألقيت . . . بأكفهن أزمة الأحمال
قال : صدقت
ص . 455
فأخبرني عن قول الله عز و جل : { إنما أنت من المسحرين } قال : من المخلوقين قال :
وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال :
نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت الثقفي وهو يقول :
فإن تسألينا مم نحن فإننا . . . عصافير من هذا الأنام المسحر
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { فنبذناه في اليم وهو مليم } ما المليم
؟ قال : المذنب قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى
الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت وهو يقول :
بعيد من الآفات لست لها بأهل . . . ولكن المسيء هو المليم
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { قل أعوذ برب الفلق } ما الفلق ؟ قال :
هو الصبح قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله
عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة وهو يقول :
الفارج الهم مبذول عساكره . . . ما يفرج ضوء الظلمة الفلق
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا
بما آتاكم } ما الأساة ؟ قال : لا تحزنوا . قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن
ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة
:
ص . 456
قليل الأسى فيما أتى الدهر دونه . . . كريم الثناء حلو الشمائل معجب
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { إنه ظن أنه لن يحور } ما يحور ؟ قال :
يرجع قال : هل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و
سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة :
وما المرء إلا كشهاب وضوئه . . . يحور رمادا بعد إذ هو ساطع
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { يطوفون بينها وبين حميم آن } ما الآن
؟ قال : الذي انتهى حره قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على
محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول نابغة بني ذبيان :
فإن يقبض عليك أبو قبيس . . . تحط بك المنية في هوان
وتخضب لحية غدرت وخانت . . . بأحمر من نجيع الجوف آن
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { فأصبحت كالصريم } ما الصريم ؟ قال :
الليل المظلم قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله
عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول نابغة بني ذبيان :
لا تزجروا مكفهرا لا كفاء له . . . كالليل يخلط أصراما بأصرام
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { إلى غسق الليل } ما غسق الليل ؟ قال :
ص . 457
إذا أظلم قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل القرآن على محمد صلى الله
عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت بقول النابغة :
كأنما جد ما قالوا وما عدوا . . . آل تضمنه من دامس غسق
قال أبو خليفة : الآل : الشراب . قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { وكان
الله على كل شيء مقيتا } ما المقيت ؟ قال : قادر قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك
قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت النابغة
يقول :
وذي ضغن كففت النفس عنه . . . وإني في مساءته مقيت
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { والليل إذا عسعس } ؟ قال : إقبال
سواده قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و
سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول امرئ القيس :
عسعس حتى لو يشأ أدنى . . . كان له من ضوء نوره مقبس
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { وأنا به زعيم } قال : الزعيم الكفيل
قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟
قال : نعم أما سمعت قول امرئ القيس :
وإني زعيم إن رجعت مملكا . . . بسير يرى منه الغرانق أزورا
ص . 458
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { وفومها } ما الفوم ؟ قال : الحنطة قال
: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال
: نعم أما سمعت قول أبي ذؤيب الهذلي :
قد كنت أحسبني كأغنى وافد . . . قدم المدينة عن زراعة فوم
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { والأزلام } ما الأزلام ؟ قال : القداح
قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟
قال : نعم أما سمعت قول الحطيئة :
لا يزجر الطير إن مرت به سنحا . . . ولا يقام له قدح بأزلام
قال : صدقت فأخبرني عن قوله تعالى : { وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة } ؟ قال :
أصحاب الشمال قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله
عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى حيث يقول :
نزل الشيب بالشمال قريبا . . . والمرورات دانيا وحقيرا
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { وإذا البحار سجرت } ؟ قال : اختلط
ماؤها بماء الأرض قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى
الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى :
ص . 459
لقد عرفت ربيعة في جذام . . . وكعب حالها وابنا ضرار
لقد نازعتم حسبا قديما . . . وقد سجرت بحارهم بحارى
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { والسماء ذات الحبك } ما الحبك ؟ قال :
الطرائق قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه
و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى :
مكلل بأصول النجم تنسجه . . . ريح الشمال لضاح ما به حبك
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة } ؟
قال : ارتفعت عظمة ربنا قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على
محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول طرفة بن العبد للنعمان بن
المنذر :
إلى ملك يضرب الدارعين . . . لم ينقص الشيب منه قبالا
أترفع جدك أني امرؤ . . . سقتني الأعادي سجالا سجالا
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { حتى تكون حرضا } ؟ قال : الحرض :
الباكي قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه
و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول طرفة بن العبد :
أمن ذكر ليلى إن نأت غربة بها . . . أعد حريضا للكرام محرما
قال : صدقت
ص . 460
فأخبرني عن قول الله عز و جل : { وأنتم سامدون } ؟ قال : لاهون قال : وهل كانت
العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما
سمعت قول هزيلة بنت بكر وهي تبكي عادا :
نعيت عاد لصما . . . وأتى سعد شريدا
قيل : قم فانظر إليهم . . . ثم دع عنك السمودا
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { إذا اتسق } ما اتساقه ؟ قال : إذا
اجتمع قال : فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و
سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول أبي صرمة الأنصاري :
إن لنا قلائصا نفانقا . . . مستوسقات لو تجدن سائقا
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : الأحد الصمد أما الأحد فقد عرفناه فما {
الصمد } ؟ قال : الذي يصمد إليه في الأمور كلها قال : فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل
أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت بقول الأسدية :
ألا بكر الناعي بخبر بني أسد . . . بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد
قال : صدقت فأخبرني عن قوله تعالى : { يلق أثاما } ما الأثام ؟ قال : الجزاء قال :
وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال :
نعم أما سمعت قول بشر بن أبي حازم الأسدي :
وإن مقامنا يدعو عليهم . . . بأبطح ذي المجاز له أثام
قال : صدقت
ص . 461
فأخبرني عن قول الله عز و جل : { وهو كظيم } ؟ قال : الساكت قال : وهل كانت العرب
تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت
قول زهير بن خزيمة العبسي :
فإن تك كاظما بمصاب شاس . . . فإني اليوم منطلق اللسان
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { أو تسمع لهم ركزا } ما ركزا ؟ قال :
صوتا قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و
سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول خراش بن زهير :
فإن سمعتم بخيل هابط شرفا . . . أو بطن قف فأخفوا الركز واكتتموا
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { إذ تحسونهم بإذنه } ؟ قال : إذ
تقتلونهم بإذنه قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى
الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول عتبة الليثي :
نحسهم بالبيض حتى كأنما . . . نفلق منهم بالجماجم حنظلا
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { يا أيها النبي إذا طلقتم النساء } هل
كان الطلاق يعرف في الجاهلية ؟ قال : نعم طلاقا بائنا ثلاثا أما سمعت قول أعشى بن
قيس بن ثعلبة حين أخذه أختانه غيرة فقالوا : إنك قد أضررت بصاحبتنا وإنا نقسم
بالله أن لا نضع العصا عنك أو تطلقها فلما رأى الجد منهم وإنهم فاعلون به شرا قال
:
ص . 462
أجارتنا بيني فإنك طالقه . . . كذاك أمور الناس غاد وطارقه
فقالوا : والله لتبيتن لها الطلاق أو لا نضع العصا عنك فقال :
فبيني حصان الفرج غير دميمة . . . وماوموقة منا كما أنت وامقه
فقالوا : والله لتبينن لها الطلاق أو لا نضع العصا عنك فقال :
فبيني فإن البين خير من العصا . . . وأن لا تزال فوق رأسك وبارقه
فأبانها بثلاث تطليقات
رواه الطبراني وفيه جويبر وهو ضعيف
(9/453)
15526 - وعن ابن عباس قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم في
آخر الليل فصليت خلفه فأخذ بيدي فجرني حتى جعلني حذاءه فلما أقبل رسول الله صلى
الله عليه و سلم على صلاته خنست ( تراجعت إلى الوراء ) فصلى رسول الله صلى الله
عليه و سلم فلما انصرف قال : " ما شأنك أجعلك حذائي فتخنس ؟ " . فقلت :
يا رسول الله وينبغي لأحد أن يصلي بحذائك وأنت رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي
أعطاك الله ؟ قال : فأعجبه فدعا لي أن يزيدني الله علما وفقها . قلت : فذكر الحديث
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(9/462)
15527 - وعن ابن أبي ملكية قال : شهدت ابن الزبير وابن عباس
فقال ابن الزبير لابن عباس : أتذكر حين استقبلنا رسول الله صلى الله عليه و سلم
وقد جاء من سفر ؟ قال : نعم فحملني أنا وغلاما من بني هاشم وتركك
ص . 463
قلت : هو في الصحيح من رواية ابن الزبير وعبد الله بن جعفر وهذا من حديث ابن عباس
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(9/462)
15528 - عن ابن بريدة الأسلمي قال : شتم رجل ابن عباس فقال ابن
عباس : إنك لتشتمني وأنا في ثلاث خصال إني لآتي على الآية في كتاب الله فلوددت أن
جميع الناس يعلمون ما أعلم وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه
فأفرح ولعلي لا أقاضى إليه أبدا وإني لأسمع بالغيث قد أصاب البلد من بلاد المسلمين
فأفرح وما لي به سائمة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/463)
15529 - وعن حسان بن ثابت قال : بدت لنا معشر الأنصار حاجة إلى
الوالي وكان الذي طلبنا إليه أمرا صعبا فمشينا إليه برجال من قريش وغيرهم فكلموه
وذكروا له وصية رسول الله صلى الله عليه و سلم بنا فذكر لهم صعوبة الأمر فعذره
القوم وألح عليه ابن عباس فوالله ما وجد بدا من قضاء حاجته فخرجنا حتى دخلنا
المسجد وإذا القوم أندية . قال حسان : فضحكت وأنا أسمعهم إنه والله كان أولاكم بها
إنها والله صبابة النبوة ووراثة أحمد صلى الله عليه و سلم ويهديه أعراقه وانتزاع
شبه طباعه فقال القوم أجمل يا حسان فقال ابن عباس : صدقوا فأحمل فأنشأ يمدح ابن
عباس رضي الله عنه فقال :
إذا ما ابن عباس بدا لك وجهه . . . رأيت له في كل مجمعة فضلا
إذا قال لم يترك مقالا لقائل . . . بملتقطات لا ترى بينها فضلا
كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع . . . لذي أربة في القول جدا ولا هزلا
ص . 464
سموت إلى العليا بغير مشقة . . . فنلت ذراها لا دنيا ولا وغلا
خلقت حليفا للمروءة والندى . . . بليغا ولم تخلق كهاما ولا حلا
فقال الوالي : والله ما أراد بالكهام [ الخبل ] غيري والله يني وبينه
رواه الطبراني
(9/463)
15530 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي عبد الله بن عباس سنة ثمان
وسنه ثنتان وسبعون سنة وكان يصفر لحيته . قال : ولدت قبل الهجرة بثلاث سنين ونحن
في الشعب وتوفي النبي صلى الله عليه و سلم وأنا ابن ثلاث عشرة
رواه الطبراني وإسناده منقطع
(9/464)
15531 - وعن حبيب بن أبي ثابت قال : رأيت ابن عباس وله جمة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/464)
15532 - وعن محمد بن إسحاق قال : كان ابن عباس عبد الله طويلا
مشربا حمزة صفرة جسيما وسيما صبيح الوجه له صغيرتان
رواه الطبراني وإسناده من قطع
(9/464)
15533 - وعن أبي إسحاق قال :
ص . 465
رأيت ابن عباس أيام منى طويل الشعر عليه إزار فيه بعض الإسبال وعليه رداء أصفر
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/464)
15534 - وعن ابن عباس قال : توفي النبي صلى الله عليه و سلم
وأنا ابن خمس عشرة سنة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/465)
15535 - وعن سعيد بن جبير قال : مات ابن عباس بالطائف فشهدنا
جنازته فجاء طائر لم ير على خلقته حتى دخل في نعشه ثم لم ير خارجا منه فلما دفن
تليت هذه الآية على شفير القبر لم يدر من تلاها : { يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي
إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي }
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/465)
15536 - وروى عن عبد الله بن يامين عن أبيه نحوه إلا أنه قال : جاء طائر أبيض يقال له : الغرنوق
(9/465)
3 - . باب منه فيه وفي إخوته رضي الله عنهم
(9/465)
15537 - عن عبد الله بن الحارث قال : كان رسول الله صلى الله
عليه و سلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا بني العباس ويقول :
ص . 466
من سبق إلي فله كذا وكذا
فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيلتزمهم ويقبلهم
رواه أحمد وإسناده حسن
(9/465)
71 - . باب في عبد الله بن جعفر رضي الله عنه وغيره
(9/466)
15538 - عن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن جعفر أنهما بايعا
رسول الله صلى الله عليه و سلم وهما ابنا سبع سنين فلما رآهما رسول الله صلى الله
عليه و سلم تبسم وبسط يده فبايعهما
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه إسماعيل بن عياش وفيه خلاف وبقية رجاله رجال
الصحيح
(9/466)
15539 - وعن عبد الله بن جعفر قال : لقد رأيتني وقثم وعبيد الله
ابني عباس ونحن صبيان نلعب إذ مر رسول الله صلى الله عليه و سلم [ على دابة ] فقال
: " ارفعوا هذا إلي " . فحملني أمامه وقال لقثم : " ارفعوا هذا إلي
" . فحمله وراءه وكان عبيد الله أحب إلى عباس [ من قثم ] فما استحيا من عمه
أن حمل قثم وتركه قال : ثم مسح على رأسي ثلاثا كلما مسح قال : " اللهم أخلف
جعفرا في ولده "
قال : قلت لعبد الله : ما فعل قثم ؟ قال : استشهد قلت : الله ورسوله أعلم بالخير
قال : أجل
رواه أحمد ورجاله ثقات
(9/466)
15540 - وعن عمرو بن حريث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر
بعبد الله بن جعفر وهو يبيع بيع الغلمان - أو الصبيان - قال : " اللهم بارك
له في بيعه " . أو قال : " في صفقته "
ص . 467
رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات
(9/466)
15541 - عن محمد بن عبد الله بن نمير قال : وفيها مات عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بالمدينة ويكنى أبا جعفر . - يعني سنة ثمانين
(9/467)
72 - . باب في أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه و سلم رضي الله عنه
(9/467)
15542 - عن ابن عمر قال : لما استعمل رسول الله صلى الله عليه و
سلم أسامة بن زيد قال الناس فيه فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم أو شيء من ذلك
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
قد بلغني ما قلتم في أسامة ولقد قلتم ذلك في أبيه قبله وإنه لخليق للإمارة وإنه
لخليق بالإمارة وإنه لخليق للإمارة وإنه أتى حب الناس إلي
قال : من استثنى فاطمة وغيرها
(9/467)
15543 - وفي رواية : " إنه لأحب الناس إلي كلهم "
وكان ابن عمر يقول : حاشا فاطمة
قلت : هو في الصحيح باختصار
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(9/467)
15544 - وعن عائشة قالت : لا ينبغي لأحد أن يبغض أسامة بعد ما
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
من كان يحب الله ورسوله فليحب أسامة
ص . 468
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(9/467)
15545 - وعن أبي بكر بن شعيب بن الحبحاب قال : سمعت أشياخنا
يقولون : كان نقش خاتم أسامة بن زيد :
حب رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/468)
15546 - وعن الزهري قال : كان أسامة بن زيد يدعى بالأمير حتى
مات يقولون : بعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم لم ينزعه حتى مات
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح
(9/468)
73 - . باب ما جاء في عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
(9/468)
15547 - عن محمد بن إسحاق قال : عبد الله بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن الحارث بن تميم بن الهذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان حليف بني زهرة وقد شهد بدرا
(9/468)
15548 - وفي رواية : ابن مخزوم بن كاهل بن حارث بن سعد بن هذيل
حلفاء بني زهرة
رواه الطبراني بإسنادين ورجال الأول ثقات
(9/468)
15549 - وعن أحمد بن رشدين المصري قال : أملى علي موسى بن عون :
ص . 469
عبد الله بن عتبة بن مسعود بن كاهل بن حبيب بن ثابت بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن
الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار
رواه الطبراني وموسى بن عون لم أعرفه
(9/468)
15550 - عن عبد الله بن مسعود قال : لقد رأيتني وإني لسادس ستة
ما على الأرض مسلم غيرنا
رواه الطبراني والبزار ورجالهما رجال الصحيح
(9/469)
15551 - عن قيس بن مروان قال : جاء رجل إلى عمر وهو بعرفة فقال
: يا أمير المؤمنين جئت من الكوفة وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلب . قال :
فغضب عمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرجل فقال : ويحك من هو ؟ فقال : عبد
الله بن مسعود فما زال عمر يطفئ ويسري عنه الغضب حتى عاد إلى حاله التي كان عليها
فقال : ويحك والله ما أعلمه بقي أحد من الناس هو أحق بذلك منه وسأحدثك عن ذلك :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة كذلك لأمر من
أمر المسلمين وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه ثم خرج رسول الله صلى الله عليه و
سلم يمشي ونحن نمشي معه فإذا رجل قائم يصلي في المسجد فقام رسول الله صلى الله
عليه و سلم يستمع قرآنه فلما كدنا نعرف الرجل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد
قال : ثم جلس الرجل يدعو فجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " سل
تعطه " . قال
ص . 470
عمر : فقلت : والله لأعودن إليه فلأبشرنه قال : فغدوت إليه لأبشره فوجدت أبا بكر
قد سبقني فبشره فلا والله ما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه
(9/469)
15552 - وفي رواية : فأتى عمر عبد الله ليبشره فوجد أبا بكر
خارجا فقال : إن فعلت إنك لسباق بالخير
رواه أبو يعلى بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير قيس بن مروان وهو ثقة
(9/470)
15553 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال :
من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد
رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه عاصم بن أبي النجود وهو على ضعفه حسن الحديث
وبقية رجال أحمد رجال الصحيح ورجال الطبراني رجال الصحيح غير فرات بن محبوب وهو
ثقة
(9/470)
15554 - وعن عبد الله عن أبي بكر وعمر : أنهما بشراه أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال له : " سل تعطه "
رواه البزار وإسناده حسن
(9/470)
15555 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
:
من أحب أن يقرأ القرآن غريضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد
ص . 471
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار إلا أنهما قالا : " غضا " بدل : "
غريضا " . وفيه جرير بن أيوب البجلي وهو متروك
(9/470)
15556 - وعن عمار بن ياسر قال : قال رسولا لله صلى الله عليه و
سلم :
من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد
رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال البزار ثقات
(9/471)
15557 - وعن عبد الله بن عتبة قال : بينما ابن مسعود في المسجد
وهو يدعو [ بوعاء ] مر رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر فلما حاذاه رسول
الله صلى الله عليه و سلم سمع دعاءه ورسول الله صلى الله عليه و سلم لا يعرفه فقال
: " من هذا ؟ سل تعطه " . فرجع أبو بكر إلى عبد الله بن مسعود فقال :
الدعاء الذي كنت تدعو به ؟ فقال : حمدت الله ومجدته ثم قلت : اللهم لا إله إلا أنت
وعدك حق ولقاؤك حق وكتابك حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه و سلم حق والجنة حق
والنار حق ورسلك حق
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/471)
15558 - وعن ابن مسعود أنه بينا هو في المسجد مر النبي صلى الله
عليه و سلم وهو يدعو ومع النبي صلى الله عليه و سلم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما
فلما حاذى به سمع دعاءه وهو لا يعرفه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "
سل تعطه " . فرجع أبو بكر إلى ابن مسعود قال : الدعاء الذي [ دعوت ] به ما هو
؟ قال : حمدت الله ومجدته ثم فلت : اللهم لا إله إلا أنت وعدك حق ولقاؤك حق والجنة
حق والنار حق ورسلك حق والنبيون حق ومحمد ص - حق
قلت : رواه الترمذي وغيره باختصار
ص . 472
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وسعيد بن الربيع
السمان وهما ثقتان
(9/471)
15559 - وعن مجاهد عن ابن عباس قال : أي القراءتين كانت أخيرا ؟
قراءة عبد الله أو قراءة زيد ؟ قال : قلنا : قراءة زيد قال : [ لا ] ألا إن رسول
الله صلى الله عليه و سلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في كل عام مرة
فلما كان العام الذي قبض فيه عرضه عليه مرتين وكان آخر القراءة قراءة عبد الله
قلت : في الصحيح بعضه
رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح
(9/472)
15560 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : قرأت على رسول
الله صلى الله عليه و سلم سبعين سورة وختمت القرآن على خير الناس : علي بن أبي
طالب رضي الله عنه
قلت : هو في الصحيح غير قوله : وختمت القرآن إلى آخره
رواه الطبراني وفيه يحيى بن سالم وهو ضعيف
(9/472)
15561 - وعن علي قال : أمر النبي صلى الله عليه و سلم ابن مسعود
فصعد شجرة فأمره أن يأتيه منها بشيء فنظر أصحابه
ص . 473
إلى ساق عبد الله حين صعد فضحكوا من حموشة ( دقة ) ساقيه فقال النبي صلى الله عليه
و سلم :
ما تضحكون ؟ لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجالهم رجال الصحيح غير أم موسى وهي ثقة
(9/472)
15562 - وعن ابن مسعود أنه كان يجتني سواكا من أراك وكان دقيق
الساقين فجعلت الريح تكفؤه فضحك القوم منه . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" ما تضحكون ؟ " . قالوا : يا رسول الله صلى الله عليه و سلم من دقة
ساقيه . فقال : " والذي نفسي بيده لهما في الميزان أثقل من أحد "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني من طرق وفي بعضها : " لساقا ابن مسعود
يوم القيامة أشد وأعظم من أحد " . وفي بعضها : بينا هو يمشي وراء رسول الله
صلى الله عليه و سلم إذ همزه أصحابه أو بعضهم
وأمثل طرقها فيه : عاصم بن أبي النجود وهو حسن الحديث على ضعفه وبقية رجال أحمد
وأبي يعلى رجال الصحيح
(9/473)
15563 - وعن قرة بن إياس أن عبد الله بن مسعود رقي شجرة يجتني
منها سواكا فوضع رجليه عليها فضحك أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من دقة
ساقيه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لهما أثقل في الميزان من أحد
رواه البزار والطبراني ورجالهما رجال الصحيح
(9/473)
15564 - وعن أبي الطفيل قال : ذهب ابن مسعود وناس معه إلى كباث
( الفض عن ثمر الأراك ) فصعد ابن مسعود شجرة ليجتني
ص . 474
منها فنظروا إلى ساقيه فضحكوا من حموشتهما ( دقتهما ) فقال النبي صلى الله عليه و
سلم : " من أي شيء تضحكون ؟ " . قالوا : من حموشة ساقي ابن مسعود فقال
النبي صلى الله عليه و سلم : " والله إنهما لأثقل في الميزان من أحد " .
ثم ذهب كل إنسان فاجتنى فحلا يأكله وجاء ابن مسعود بجنائه قد جعله في حجره فوضعه
بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
هذا جناي وخياره فيه . . . وكل جان يده إلى فيه
فأكل منه النبي صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو متروك
(9/473)
15565 - وعن ابن مسعود قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم
لحاجته فلقيته بماء فقال : " من أمرك بهذا ؟ " . فقلت : ما أمرني به أحد
فقال : " قد أحسنت أبشر بالجنة " . ثم جاء علي فبشره بالجنة
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عبد الغفار بن القاسم وكان يضع الحديث
(9/474)
15566 - وعن ابن مسعود قال : ما كذبت منذ أسلمت إلا كذبة واحدة
كنت أرحل للنبي صلى الله عليه و سلم فأتى رجل من الطائف فسألني : أي الرحلة أحب
إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقلت : الطائفية المنكبة وكان يكرهها . فلما
أتى بها قال : " من رحل هذه ؟ " . قالوا : رحالك قال : " مروا ابن
أم عبد الله أن يرحل " . فأعيدت إلي الرحلة
رواه الطبراني وأبو يعلى وإسناده ضعيف
(9/474)
15567 - وعن أبي الدرداء قال :
ص . 475
خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم خطبة خفيفة فلما فرغ من خطبته قال : " يا
أبا بكر قم فاخطب " . فقصر دون رسول الله صلى الله عليه و سلم . فلما فرغ من
خطبته قال : " يا عمر قم فاخطب " . فقام فقصر دون رسول الله صلى الله
عليه و سلم ودون أبي بكر . فلما فرغ من خطبته قال : " يا فلان قم فاخطب
" . فشقق القول فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اسكت أو اجلس
فإن التشقيق من الشيطان وإن البيان من السحر " . وقال : " يا ابن أم عبد
قم فاخطب " . فقام ابن أم عبد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس
إن الله عز و جل ربنا وإن الإسلام ديننا وإن القرآن إمامنا وإن البيت قبلتنا وإن
هذا نبينا - وأومأ بيده إلى النبي صلى الله عليه و سلم - رضينا ما رضي الله تعالى
لنا ورسوله وكرهنا ما كره الله تعالى لنا ورسوله . فقال النبي صلى الله عليه و سلم
: " أصاب ابن أم عبد أصاب ابن أم عبد وصدق ورضيت بما رضي الله تعالى لي
ولأمتي وابن أم عبد "
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن عبيد الله بن عثمان بن خثيم لم يسمع من أبي
الدرداء والله أعلم
(9/474)
15568 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم :
رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد وكرهت لأمتي ما كره لها ابن أم عبد
رواه البزار والطبراني في الأوسط باختصار الكراهة ورواه في الكبير منقطع الإسناد .
وفي إسناد البزار محمد بن حميد الرازي وهو ثقة وفيه خلاف وبقية رجاله وثقوا
ص . 476
(9/475)
15569 - وعن ابن عباس قال : ما بقي مع النبي صلى الله عليه و
سلم يوم أحد إلا أربعة أحدهم عبد الله بن مسعود
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف
(9/476)
15570 - وعن الحسن قال : قال رجل لعمرو بن العاص : أرأيت رجلا
مات رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يحبه أليس رجلا صالحا ؟ قال : بلى قال : قد
مات رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يحبك وقد استعملك قال : قد استعملني فوالله
ما أدري حبا كان لي منه أو استعانة بي ؟ ولكن سأحدثك برجلين مات رسول الله صلى
الله عليه و سلم وهو عنهما راض : عبد الله ابن مسعود وعمار بن ياسر
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال : مات رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو عنهما
راض
ورجال أحمد رجال الصحيح . قلت : وله طرق في ترجمة عمرو بن العاص
(9/476)
15571 - وعن زيد بن وهب قال : إنا لجلوس مع عمر إذ جاء عبد الله
يكاد الجلوس يوازونه من قصره فضحك عمر حين رآه فجعل يكلم عمر ويضاحكه وهو قائم
عليه ثم ولى فاتبعه عمر بصره حتى توارى فقال : كنيف ( وعاء ) ملئ فقها
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/476)
15572 - وعن حارثة بن مضرب قال : كتب عمر إلى أهل الكوفة : قد
بعثت عمارا أميرا وعبد الله بن مسعود وزيرا وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى
الله عليه و سلم من أهل بدر فاقتدوا بهما
ص . 477
واسمعوا من قولهما وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حارثة وهو ثقة
(9/476)
15573 - وعن قيس بن أبي حازم قال : رأيت ابن مسعود نظيفا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/477)
15574 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي عبد الله بن مسعود رضي
الله عنه ويكنى أبا عبد الرحمن وهو ابن بضع وستين سنة في سنة اثنتين وثلاثين
بالمدينة وأوصى إلى الزبير بن العوام ودفن بالبقيع
رواه الطبراني
(9/477)
74 - . باب في أخيه عتبة رضي الله عنه
(9/477)
15575 - عن الزهري قال : ما كان عبد الله بن مسعود بأقدم هجرة
من أخيه عتبة ولكنه مات قبله
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح
(9/477)
15576 - وعن القاسم بن عبد الرحمن قال : توفي عتبة بن مسعود في
زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/477)
15577 - وعن الليث بن سعد قال : توفي عتبة بن مسعود سنة أربع
وأربعين
ص . 478
رواه الطبراني وإسناده منقطع
(9/477)
75 - . ( بابان في مناقب عمار بن ياسر وآله رضي الله عنهم )
(9/478)
1 - . باب فضل عمار بن ياسر وأهل بيته رضي الله عنهم
(9/478)
15578 - عن محمد بن إسحاق قال : كان عمار بن ياسر وأبوه وأمه أهل بيت إسلام كلهم
(9/478)
15579 - قال ابن هشام : عمار بن ياسر بن عبس بن زيد بن مذحج شهد
بدرا والمشاهد كلها . ويقال : إن اسم أمه سمية بنت سلم بن لخم . يكنى أبا اليقظان
قتل مع علي رضي الله عنهما يوم صفين سنة سبع وثلاثين
رواه الطبراني ورجاله إلى قائليه ثقات
(9/478)
15580 - وعن عطاء بن أبي رباح قال : هاجر أبو سلمة وأم سلمة
وخرج معهم عمار بن ياسر وكان حليفا لهم
رواه الطبراني وفيه عمر بن قيس المكي وهو متروك
(9/478)
15581 - وعن سعيد بن أبي مريم قال : قلت لعطاف بن خالد : أرأيت
عمار بن ياسر كان حليفا لكم ؟ قال : بل مولانا
رواه الطبراني وإسناده منقطع وعطاف مختلف فيه
(9/478)
15582 - وعن أبي كعب الحارثي أنه دخل على عثمان رضي الله عنه
فجاء رجل آدم أصلع في مقدم رأسه شعرات فقلت : من هذا ؟ قالوا : عمار بن ياسر
رواه الطبراني وفيه زياد بن جبل قال الذهبي : مجهول
(9/478)
15583 - وعن كليب بن منفعة عن أبيه قال :
ص . 479
رأيت عمارا بالكناسة أسود جعدا وهو يقرأ هذه الآية : { ومن آياته أن خلقكم من تراب
ثم إذا أنتم بشر تنتشرون }
رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف
(9/478)
15584 - وعن عبد الله بن سلمة قال : رأيت عمار بن ياسر يوم صفين
آدم طوالا بيده الحربة
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/479)
15585 - وعن مطرف قال : دخلت على عمار بن ياسر وعنده خياط يقطع
بردا على قطيفة ثعالب
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/479)
15586 - وعن طارق بن شهاب قال : قال رجل لعمار بن ياسر : يا
أجدع . وكانت أذنه جدعت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال : خير أذني سببت
رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف وقال ابن دقيق العيد : وقد وثق
وبقية رجاله ثقات
(9/479)
15587 - وعن عبد الله بن سلمة قال : لقي علي رجلين قد خرجا من
الحمام متدهنين فقال : من أنتما ؟ قالا : من المهاجرين فقال : كذبتما أنتما من
المهاجرين ؟ إنما المهاجر عمار بن ياسر
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/479)
15588 - وعن عبد الله بن جعفر قال : ما رأيت مثل عمار بن ياسر
ومحمد بن أبي بكر كانا لا يحبان أن يعص الله طرفة عين ولا يخالفا الحق قيد شعرة
ص . 480
رواه الطبراني وفيه أحمد بن الحجاج بن الصلت وهو ضعيف
(9/479)
15589 - وعن سالم بن أبي الجعد قال : دعا عثمان ناسا من أصحاب
النبي صلى الله عليه و سلم فيهم عمار بن ياسر فقال : إني سائلكم وإني أحب أن
تصدقوني نشدتكم بالله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يؤثر قريشا
على سائر الناس ويؤثر بني هاشم على سائر قريش ؟ فسكت القوم فقال : لو أن [ بيدي ]
مفاتيح الجنة أعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم
فبعث إلى طلحة والزبير فقال عثمان : ألا أحدثكما عنه - يعني عمارا - ؟ أقبلت مع
رسول الله صلى الله عليه و سلم آخذا بيدي نتمشى بالبطحاء حتى أتى على أبيه وأمه
وعليه يعذبون فقال أبو عمار : يا رسول الله الدهر هكذا ؟ فقال النبي صلى الله عليه
و سلم : " اصبر " . ثم قال : " اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت
"
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(9/480)
15590 - وعن عثمان بن عفان قال : سمعت النبي صلى الله عليه و
سلم يقول لأبي عمار وأم عمار وعمار :
اصبروا آل ياسر موعدكم الجنة
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(9/480)
15591 - وعن عمار قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : "
اصبروا آل ياس موعدكم الجنة "
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/480)
15592 - وعن جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم مر بعمار بن
ياسر وبأهله يعذبون في الله عز و جل فقال :
أبشروا آل ياسر موعدكم الجنة
ص . 481
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن عبد العزيز المقوم وهو
ثقة
(9/480)
15593 - وعن عمار بن ياسر أن النبي صلى الله عليه و سلم كان
مضطجعا في حجر عمار فدخل رجل فقال : ماذا يقول المشركون آنفا لهذا - يعني عمارا -
؟ قال : فأدخل النبي صلى الله عليه و سلم يده من وراء ظهره ورأسه في حجره حتى أحاط
بظهره وقال : " إنهم ليحورون أديما طيبا "
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وقد وثق وضعف وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/481)
15594 - وعن الحسن قال : كان عمار يقول : قاتلت مع رسول الله
صلى الله عليه و سلم الجن والإنس أرسلني إلى بئر بدر فلقيت الشيطان في صورة الإنس
فصارعني فصرعته فجعلت أدقه بفهر ( حجر ) معي أو حجر فقال رسول الله صلى الله عليه
و سلم : " عمار لقي الشيطان عند البئر فقاتله " . فما عدا أن رجعت
فأخبرته فقال : " ذاك الشيطان "
رواه الطبراني عن شيخه يعقوب بن إسحاق المخرمي ولم أعرفه والحكم بن عطية مختلف فيه
وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/481)
15595 - وعن خالد بن الوليد قال : كان بيني وبين عمار كلام
فأغلظت له في القول فانطلق عمار يشكوني إلى النبي صلى الله عليه و سلم [ وجاء خال
] وهو يشكوه إلى النبي صلى الله عليه و سلم
قال : فجعل يغلظ له ولا يزيده إلا غلظة والنبي صلى الله عليه و سلم ساكت فبكى عمار
وقال : يا رسول الله ألا تراه ؟ فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسه فقال :
" من عادى عمارا عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله "
ص . 482
قال خالد : فخرجت فما كان شيء أحب إلي من رضا عمار فلقيته فرضي
رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/481)
15596 - وعن خالد بن الوليد قال : ما عملت عملا أخوف عندي على
أن يدخلني النار من شأن عمار فقلنا : يا أبا سليمان وما هو ؟ قال : بعثني رسول
الله صلى الله عليه و سلم في ناس من أصحابه إلى حي من أحياء العرب فأصبتهم وفيهم
أهل بيت مسكين فكلمني عمار في أناس من أصحابه فقال : أرسلهم فقلت : لا حتى آتي بهم
رسول الله صلى الله عليه و سلم فإن شاء أرسلهم وإن شاء صنع بهم ما أراد فدخلت على
رسول الله صلى الله عليه و سلم واستأذن عمار فدخل فقال : يا رسول الله ألم تر إلى
خالد فعل وفعل فقال خالد : أما والله لولا مجلسك ما سبني ابن سمية فقال رسول الله
صلى الله عليه و سلم : " اخرج يا عمار " . فخرج وهو يبكي فقال : ما
نصرني رسول الله صلى الله عليه و سلم على خالد فقال لي رسول الله صلى الله عليه و
سلم : " ألا أجبت الرجل " . فقال : يا رسول الله ما منعني منه إلا
محقرته فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من يحقر عمارا يحقره الله ومن
يسب عمارا يسبه الله ومن ينتقص عمارا ينتقصه الله " . فخرجت فاتبعته حتى
استغفر لي
وفي رواية : " من يعاد عمارا يعاده الله "
رواه الطبراني مطولا ومختصرا بأسانيد منها ما وافق أحمد ورجاله ثقات ومنها ما هو
مرسل
(9/482)
15598 - وفي الأوسط منه : " من سب عمارا سبه الله ومن أبغض
عمارا أبغضه الله " . فقط
وفي إسناده غير واحد مختلف فيه
(9/482)
15599 - وعن الحسن قال : قال عمرو بن العاص : ما كنا نرى أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم مات يوم مات وهو يحب رجلا فيدخله الله النار
ص . 483
قيل : قد كان يستمعلك فقال : الله أعلم ولكنه كان يحب رجلا قالوا : من هو ؟ قال :
عمار بن ياسر
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وزاد فيه : قال : ذاك قتيلكم يوم صفين قال : قد
والله قتلناه
وقد تقدم في فضل عبد الله بن مسعود نحوه بمحبة النبي صلى الله عليه و سلم لعمار
وابن مسعود
ورجال أحمد رجال الصحيح
(9/482)
15600 - وعن عائشة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول :
كم من ذي طمرين لا ثوب له لو أقسم على الله لأبره منهم عمار بن ياسر
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عيسى بن قرطاس وهو متروك
(9/483)
15601 - عن سعيد بن عبد العزيز أن عمار بن ياسر أقسم يوم أحد
فهزم المشركون وأقسم يوم الجمل فغلبوا أهل البصرة وقيل له يوم صفين : لو أقسمت
فقال : لو ضربونا بأسيافهم حتى نبلغ سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وهم على الباطل
فلم يقسم فقتل يومئذ فقال يوم أحد :
أقسمت يا جبريل ويا ميكال
لا يغلبنا معشر ضلال
إنا على الحق وهم جهال
حتى خرق صف المشركين
رواه الطبراني منقطع الإسناد ورجاله رجال الصحيح
(9/483)
15602 - وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم :
ابن سمية ما عرض عليه أمران قط إلا اختار الأرشد منهما
ص . 484
(9/483)
15603 - وعن علي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
:
دم عمار ولحمه حرام على النار أن تطعمه
رواه البزار ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف لا يضر
(9/484)
15604 - وعن عائشة أنها قالت : ما أحد من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه و سلم إلا لو شئت لقلت فيه ما خلا عمارا فإني سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول : " ملئ إيمانا إلى مشاشه "
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(9/484)
15605 - وعن بلال بن يحيى قال : لما قتل عثمان رضي الله عنه أتى
حذيفة فقيل له : يا أبا عبد الله قتل هذا الرجل وقد اختلف الناس فيما يقول ؟ قال :
أسندوني فأسندوه إلى ظهر رجل فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
" أبو اليقظان على الفطرة لا يدعها حتى يموت أو يمسه الهرم "
رواه البزار والطبراني في الأوسط باختصار ورجالهما ثقات
(9/484)
15606 - وعن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
اقتدوا بالذين من بعدي : أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - واهتدوا بهدي عمار بن
ياسر وتمسكوا بعهد ابن أم عبد
ص . 485
قلت : روى الترمذي منه : " اقتدوا بالذين من بعدي : أبي بكر وعمر - رضي الله
عنهما - " . فقط
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف
(9/484)
2 - . باب منه في فضل عمار بن ياسر ووفاته رضي الله عنه
(9/485)
وقد تقدمت أحاديث منها في الفتن فيما كان بين الصحابة رضي الله عنهم
(9/485)
15607 - عن مولاة لعمار بن ياسر قالت : اشتكى عمار بن ياسر شكوى
ثقل منها فغشي عليه فأفاق ونحن نبكي حوله فقال : ما يبكيكم ؟ أتحسبون أني مت على
فراشي ؟ أخبرني حبيبي صلى الله عليه و سلم أنه تقتلني الفئة الباغية وأن آخر زادي
مذقة ( شربة ) من لبن
رواه أبو يعلى والطبراني بنحوه إلا أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم
أخبرني أني أقتل بين صفين
ورواه البزار باختصار وإسناده حسن . ومولاة عمار لم أعرفها وبقية رجاله ثقات
(9/485)
15608 - وعن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال : سمعت عمار بن
ياسر بصفين في اليوم الذي مات فيه وهو ينادي : إني لقيت الجبار وتزوجت الحور العين
اليوم نلقى الأحبة محمدا و حزبه عهد إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم أن :
" آخر زادك من الدنيا ضباح من لبن "
رواه الطبراني في الأوسط وأحمد باختصار ورجالهما رجال الصحيح ورواه البزار بنحوه
بإسناد ضعيف
(9/485)
15609 - وفي رواية عند أحمد : أنه لما أتي باللبن ضحك
ص . 486
(9/485)
15610 - وعن أبي رافع قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لعمار : " تقتلك الفئة الباغية "
رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف
(9/486)
15611 - وعن أبي أيوب قال : قال رسول الل صلى الله عليه و سلم :
" تقتل عمارا الفئة الباغية "
رواه الطبراني وفيه محمد بن موسى الواسطي وهو ضعيف
(9/486)
15612 - وعن أبي اليسر بن عمرو عن زياد بن العرد أنهما سمعا
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لعمار :
تقتلك الفئة الباغية
رواه الطبراني وفيه مسعود بن سليمان قال الذهبي : مجهول قلت : والزهري لم يدرك أبا
اليسر
(9/486)
15613 - وعن ابنة هشام بن الوليد بن المغيرة - وكانت تمرض عمارا
- قالت : جاء معاوية إلى عمار يعوده فلما خرج من عنده قال : اللهم لا تجعل منيته
بأيدينا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
تقتل عمارا الفئة الباغية
رواه أبو يعلى والطبراني وابنة هشام والراوي عنها لم أعرفهما وبقية رجالهما رجال
الصحيح
(9/486)
15614 - وعن أبي سعيد الخدري قال : كنا ننقل اللبن للمسجد لبنة
لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فنفض رسول الله صلى الله عليه و سلم عن رأسه
وقال : " ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية "
ص . 487
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
(9/486)
15615 - وعن أبي سعيد الخدري أيضا قال : أمرنا رسول الله صلى
الله عليه و سلم ببناء المسجد فجعلنا ننقل لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين
قال : فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :
يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(9/487)
15616 - وعن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
يبني المسجد فإذا نقل الناس حجرا نقل عمار حجرين فإذا نقلوا لبنة نقل لبنتين . قال
: فذكره
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(9/487)
15617 - وعن حبة قال : اجتمع حذيفة وأبو مسعود فقال أحدهما
لصاحبه : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
تقتل عمارا الفئة الباغية
وصدقه الآخر
رواه البزار
(9/487)
15618 - وعن عبد الله بن الحارث بن نوفل أنه سمع عبد الله بن
عمرو بن العاص وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان يقولون : إن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لعمار : " تقتلك الفئة الباغية "
ص . 488
رواه الطبراني وزاد : فقال معاوية : لا تزال داحضا في بولك نحن قتلناه ؟ إنما قتله
من جاء به
رواه الطبراني ورجاله ثقات وكذلك أحد اسانيد عبد الله بن عمرو
(9/487)
15619 - وعن عبد الله بن عمرو أن رجلين أتيا عمرو بن العاص
يختصمان في دم عمار وسلبه فقال عمرو : خليا عنه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه
و سلم يقول : " قاتل عمار وسالبه في النار "
رواه الطبراني وقد صرح ليث بالتحديث ورجاله رجال الصحيح
(9/488)
15620 - وعن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول : " قاتل عمار وسالبه في النار "
رواه الطبراني وفيه مسلم الملائي وهو ضعيف
(9/488)
15621 - وعن عبد الله بن الحارث أن عمرو بن العاص قال لمعاوية :
يا أمير المؤمنين أما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول حين كان يبني
المسجد لعمار : " إنك حريص على الجهاد وإنك لمن أهل الجنة ولتقتلنك الفئة
الباغية " . قال : بلى قال : فلم قتلتموه ؟ قال : والله ما تزال تدحض في بولك
نحن قتلناه ؟ إنما قتله الذي جاء به
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/488)
15622 - وعن هني مولى عمرو قال : كنت مع معاوية وعمرو بن العاص
بصفين فنظرت يومئذ في القتلى فإذا أنا بعمار بن ياسر مقتول فذهبنا إلى عمرو بن
العاص فقلت : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم في عمار ؟ قال : سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول لعمار : " تقتلك الفئة الباغية " . فقلت
: هذا عمار قتلتموه فأنكر ذلك علي
ص . 489
وقال : انطلق فأرنيه فذهبت فوقفت عليه وقلت له : ماذا تقول فيه ؟ قال : إنما قتله
أصحابه
رواه الطبراني مطولا ورواه مختصرا ورجال المختصر رجال الصحيح غير زياد مولى عمرو
وقد وثقه ابن حبان
(9/488)
15623 - وعن أبي البختري وميسرة أن عمار بن ياسر يوم صفين كان
يقاتل فلا يقتل فيجيء إلى علي فيقول : يا أمير المؤمنين يوم كذا وكذا هذا فيقول :
اذهب عنك . قال ذلك ثلاث مرات ثم أتي بلبن فشربه ثم قال : إن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال : إن هذا آخر شربة أشربها من الدنيا ثم قام فقاتل فقتل
رواه الطبراني وأبو يعلى بأسانيد وفي بعضها عطاء بن السائب وقد تغير وبقية رجاله
ثقات وبقية الأسانيد ضعيفة
(9/489)
15624 - وعن حذيفة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول وضرب جنب عمار قال :
إنك لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية الناكبة عن الحق يكون آخر زادك من الدنيا
شربة لبن
رواه الطبراني وفيه مسلم بن كيسان الأعور وهو ضعيف
(9/489)
15625 - وعن أبي سنان الدؤلي صاحب رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال : رأيت عمار بن ياسر دعا غلاما له بشراب فأتاه بقدح من لبن فشربه ثم قال :
صدق الله ورسوله اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال : إن آخر شيء أزوده من الدنيا ضيحة لبن . ثم قال : والله لو هزمونا حتى يبلغوا
سعفات هجر لعلمنا أنا على حق وأنهم على باطل
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/489)
15626 - وعن عمار بن ياسر قال :
ص . 490
ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم يده في خاصرتي فقال :
خاصرة مؤمنة تقتلك الفئة الباغية آخر زادك ضياح من لبن
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/489)
15627 - عن كلثوم بن جبر قال : كنت بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز القرشي في منزل عنبسة بن سعيد إذ جاء رجل فقال : إن قاتل عمار بالباب أفتأذنون له فيدخل ؟ فكره بعض القوم وقال بعض : أدخلوه فدخل فإذا رجل عليه مقطعات له فقال : لقد أدركت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أنفع أهلي فأرد عليهم الغنم فقال رجل من القوم : أبا الغادية كيف كان أمر عمار ؟ قال : كنا نعد عمارا من خيارنا حتى سمعته يوما في مسجد قباء يقع في عثمان فلو خلصت إليه لوطئته برجلي فما صليت بعد ذلك صلاة إلا قلت : اللهم لقني عمارا فلما كان يوم صفين استقبلني رجل يسوق الكتيبة فاختلفت أنا وهو ضربتين فبدرته فضربته فكبا لوجهه ثم قتلته
(9/490)
15628 - وفي رواية : قال عبد الأعلى : أدخلوه فأدخل عليه مقطعات
له فإذا رجل طوال ضرب من الرجال كأنه ليس من هذه الأمة
قلت : فذكر نحوه حتى قال : فلما كان يوم صفين أقبل يمشي أول الكتيبة راجلا حتى كان
بين الصفين طعن رجلا في ركبته بالرمح فصرعه فانكفأ المغفر عنه فاضربه فإذا رأس
عمار بن ياسر
قال : يقول له مولى لنا : أي يد كفتاه فلم أر رجلا أبين ضلالة منه
رواه كله الطبراني وعبد الله باختصار ورجال أحد إسنادي الطبراني رجال الصحيح
وقد تقدم في كتاب الفتن أحاديث وبعض ما كان بينهم رضي الله عنها الصحابة أجمعين
(9/490)
76 - . باب ما جاء في فضل خباب بن الأرت رضي الله عنه
(9/490)
15629 - ص . 491 عن كردوس : أن خبابا أسلم سادس ستة كان سدس
الإسلام
رواه الطبراني مرسلا ورجاله إلى كردوس رجال الصحيح وكردوس ثقة
(9/491)
15630 - وعن الزهري قال : كان خباب بن الأرت مولى زهرة يكنى أبا
عبد الله . توفي سنة سبع وثلاثين منصرف علي رضي الله عنه من صفين إلى الكوفة وهو
أول من قبر بالكوفة من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وكان إسلام خباب بمكة
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن
(9/491)
15631 - وعن عروة في تسمية من شهد بدرا : خباب بن الأرت بن
خويلد بن سعد بن جذيمة بن كعب بن سعد
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن
(9/491)
15632 - وعن زيد بن وهب قال : سرنا معه - يعني مع علي - حين رجع
من صفين حتى إذا كنا بباب الكوفة إذ نحن بقبور سبعة عن أيماننا فقال : على ما هذه
القبور ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين إن خباب بن الأرت توفي بعد مخرجك إلى صفين
وأوصى أن يدفن في ظهر الكوفة وكان الناس إنما يدفنون موتاهم في أقبيتهم وعلى أبواب
دورهم فلما رأوا خبابا أوصى أن يدفن بالظهر دفن الناس فقال علي رضي الله عنه : رحم
الله خبابا لقد أسلم راغبا وهاجر طائعا وعاش مجاهدا وابتلي في جسمه أحوالا ولن يضيع
الله أجر من أحسن عملا ثم دنا من القبور فقال : السلام
ص . 492
عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين أنتم لنا سلف فارط ونحن لكم تبع عما
قليل لاحق اللهم اغفر لنا ولهم وتجاوز عنا وعنهم طوبى لمن أراد المعاد وعمل للحسنا
وقنع بالكفاف ورضي عن الله عز و جل
رواه الطبراني وفيه معلى بن عبد الرحمن الواسطي وهو كذاب
(9/491)
77 - . باب فضل بلال المؤذن رضي الله عنه
(9/492)
15633 - عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
:
دخلت الجنة فإذا حس فنظرت فإذا بلال
رواه الطبراني في الصغير والكبير وفيه مصعب بن ثابت الزبيري وثقه ابن حبان وضعفه
جماعة وبقية رجاله ثقات
(9/492)
15634 - وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
:
إني دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي فقلت : يا جبريل ما هذه الخشفة ؟ قال : بلال
يمشي أمامك
رواه الطبراني في الصغير والأوسط والكبير بنحوه وأحمد في حديث طويل تقدم فيما
اجتمع من الفضل لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما وغيرهما ورجال الصغير ثقات
(9/492)
15635 - وعن وحشي بن حرب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
:
لما أسري بي في الجنة سمعت خشخشة فقلت : يا جبريل ما هذه الخشخشة ؟ قال : هذا بلال
ص . 493
قال أبو بكر : ليت أم بلال ولدتني وأبو بلال وأنا مثل بلال
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/492)
15636 - وعن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
:
نعم المرء بلال وهو سيد الشهداء والمؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة
رواه البزار وفيه حسام بن مصك وهو ضعيف
(9/493)
15637 - وعن ابن عباس قال : ليلة أسري بنبي الله صلى الله عليه
و سلم دخل الجنة فسمع وجسا فقال : " يا جبريل من هذا ؟ " . قال : هذا
بلال المؤذن فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم للناس حين جاء : " قد أفلح
بلال رأيت له كذا وكذا " . فذكر الحديث
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير قابوس وقد وثق وفيه ضعف
(9/493)
15638 - وعن ابن عمر قال : بشرت بلالا فقال لي : يا عبد الله
بما تبشرني ؟ فقلت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
يجيء بلال يوم القيامة على ناقة رجلها من ذهب وزمامها من در وياقوت معه لواء يتبعه
المؤذنون فيدخلهم الجنة حتى إنه ليدخل من أذن أربعين صباحا يريد بذلك وجه الله
تبارك وتعالى
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه خالد بن إسماعيل المخزومي وهو ضعيف
ص . 494
(9/493)
15639 - وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
مثل بلال مثل النحلة غدت تأكل من الحلو والمر ثم هو حلو كله
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
(9/494)
15640 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي بلال مولى أبي بكر ويقال :
إنه ترب أبي بكر بدمشق في الطاعون ودفن عند باب الصغي ويكنى أبا عبد الله وقيل :
كني أبا عمرو في سنة سبع عشرة وهو من مولدي السراة
رواه الطبراني
(9/494)
78 - . باب فضل سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه
(9/494)
15641 - عن عروة بن الزبير في تسمية من شهد بدرا من بني عبد شمس
بن عبد مناف : سالم مولى أبي حذيفة
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن
(9/494)
15642 - وعن عمرو بن العاص قال : كان فزع بالمدينة فأتيت على
سالم مولى أبي حذيفة وهو محتب بحمائل سيفه فأخذت سيفي فاحتبيت بحمائله فقال رسول
الله صلى الله عليه و سلم :
يا أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله ؟
قال : " ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان ؟ "
ص . 495
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(9/494)
15643 - وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم سمع سالما مولى
أبي حذيفة يقرأ من الليل فقال :
الحمد لله الذي جعل في أمتي مثله
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(9/495)
15644 - وعن عروة في تسمية من استشهد يوم اليمامة
رواه الطبراني هكذا في ترجمة سالم وإسناده حسن
(9/495)
79 - . باب فضل عامر بن فهيرة رضي الله عنه
(9/495)
15645 - قال الطبراني : عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق من المهاجرين الأولين هاجر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر من مكة إلى المدينة وهو بدري استشهد يوم بئر معونة
(9/495)
15646 - وعن عبد الرحمن بن عوف قال : كلم طلحة بن عبيد الله
عامر بن فهيرة بشيء فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " مهلا يا طلحة إنه قد
شهد بدرا كما شهدته وخيركم خيركم لمواليهم "
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه مصعب بن مصعب وهو ضعيف
(9/495)
80 - . باب فضل عامر بن ربيعة رضي الله عنه
(9/495)
15647 - قال الزهري : حدثني ابن عامر بن ربيعة وكان من كبراء
بني عدي وكان أبوه شهد بدرا
ص . 496
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/495)
15648 - وعن محمد بن إسحاق قال : من نسبه إلى عتر بن وائل قال :
عامر بن ربيعة بن كعب بن عميرة بن مالك بن كنانة بن عامر بن سعيد بن الحارث بن
رفيده بن عدنان ويقال : طاهر بن ربيعة من اليمن
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/496)
15649 - وعن عروة : ابن ربيعة من اليمن ويقول من نسبه إلى اليمن
: عامر بن ربيعة بن كعب بن عميرة بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن الحارث بن معاوية
بن عبس بن زيد بن عكة بن مذحج
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/496)
15650 - وعن مصعب بن عبد الله الزبيري قال : توفي عامر بن ربيعة
سنة اثنتين وثلاثين
رواه الطبراني
(9/496)
15651 - وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال : توفي ابن ربيعة
وهو يصلي بالليل حين نشب الناس في الفتنة فأري في المنام فقيل له : قم فسل الله أن
يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالح عباده فقام فصلى فاشتكى فما خرج إلا جنازته
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/496)
81 - . باب فضل عبد الله بن جحش رضي الله عنه
(9/496)
15652 - عن سعد بن أبي وقاص أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد
: ألا تدعو الله ؟ فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال : يا رب إذا لقيت العدو فلقني
رجلا
ص . 497
شديدا بأسه شديدا حرده أقاتله ويقاتلني فيك ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله وآخذ
سلبه . فأمن عبد الله بن جحش ثم قال : اللهم ارزقني رجلا شديدا حرده شديدا بأسه
أقاتله فيك ويقاتلني ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني فإذا لقتيك غدا قلت : من جدع أنفك
وأذنك ؟ فأقول : فيك وفي رسولك صلى الله عليه و سلم فتقول : صدقت قال سعد : يا بني
كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرا من دعوتي لقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه
لمعلقتان في خيط
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/496)
82 - . باب فضل عثمان بن مظعون رضي الله عنه
(9/497)
15653 - عن زيد بن ثابت أن عثمان بن مظعون لما قبر قالت أم
العلاء : طب أبا السائب نفسا إنك في لجنة . فسمعها رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقال : " من هذه ؟ " . قالت : أنا يا نبي الله قال : " وما يدريك ؟
" . قالت : يا رسول الله عثمان بن مظعون قال : " أجل ما رأينا إلا خيرا
أنا رسول الله والله ما أدري ما يصنع بي "
رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف
(9/497)
15654 - وعن ابن عباس قال : لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته
: هنيئا لك الجنة فنظر إليها النبي صلى الله عليه و سلم نظرة غضبان وقال : "
وما يدريك ؟ " . قالت : فارسك وصاحبك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" والله ما أدري ما يفعل بي " . فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله
عليه و سلم من قوله لعثمان وهو أفضلهم فلما ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال : " الحقي بسلفنا عثمان بن مظعون "
ص . 498
رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف
(9/497)
15655 - وعن الأسود بن سريع قال : لما مات عثمان بن مظعون أشفق
المسلمون عليه فلما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : "
الحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون "
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/498)
15656 - وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا مات
ميت قال :
قدموه على فرطنا نعم الفرط لأمتي عثمان بن مظعون
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه وإسناد الكبير ضعيف وفي إسناد الأوسط من لم
أعرفهم
(9/498)
15657 - وعن أنس بن مالك قال : لما ماتت رقية بنت النبي صلى
الله عليه و سلم قال :
الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح المري وهو ضعيف
(9/498)
15658 - وعن عائشة بنت مظعون أن النبي صلى الله عليه و سلم قبل
عثمان بن مظعون على خده بعدما مات ولا نعلم قبل أحدا غيره
رواه الطبراني وفيه عبد الرجمن بن عفان الحاطبي وهو ضعيف
(9/498)
15659 - وعن ابن عباس :
ص . 499
أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل على عثمان بن مظعون يوم مات فأحنى عليه كأنه
يوصيه ثم رفع رأسه فرأوا في عينيه أثر البكاء
ثم أحنى عليه الثانية ثم رفع رأسه فرأوه يبكي
ثم أحنى عليه الثالثة ثم رفع رأسه وله شهيق فعرفوا أنه قد مات فبكى القوم فقال
النبي صلى الله عليه و سلم :
مه إنما هذا من الشيطان فاستغفروا الله
ثم قال : " أذهب عنك أبا السائب فلقد خرجت ولم تتلبس منها بشيء "
رواه الطبراني عن عمر بن عبد العزيز بن مقلاص عن أبيه ولم أعرفهما وبقية رجاله
ثقات
قلت : وقد تقدم سبب إسلامه في التفسير ي سورة النحل
(9/499)
83 - . باب فضل حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه
(9/499)
15660 - عن جابر بن عبد الله أن حاطب بن أبي بلتعة كتب إلى أهل
مكة يذكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أراد غزوهم فدل رسول الله صلى الله
عليه و سلم على المرأة التي معها الكتاب فأرسل إليها فأخذ كتابها من رأسها . فقال
: " يا حاطب أفعلت ؟ " . قال : نعم أما إني لم أفعله غشا لرسول الله صلى
الله عليه و سلم ولا نفاقا قد علمت أن الله مظهر رسوله ومتم له أمره غير أني كنت
بين ظهرانيهم وكانت والدتي معهم فأردت أن أتخذها عندهم . فقال له عمر : ألا أضرب
عنق هذا ؟ فقال : " تقتل رجلا من أهل بدر ؟ وما يدريك لعل الله اطلع على أهل
بدر فقال : اعملوا ما شئتم "
رواه أبو يعلى وأحمد أتم منه وقال فيه : غير أني كنت عزيزا بين ظهرانيهم . ورجال
أحمد رجال الصحيح
ص . 500
(9/499)
15661 - وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
أتي بحاطب بن أبي بلتعة فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أنت كتبت
بهذا الكتاب ؟ " . قال : نعم أما والله يا رسول الله ما تغير الإيمان من قلبي
ولكن لم يكن رجل من قريش إلا وله جذم وأهل بيت يمنعون له أهله وكتبت كتابا رجوت أن
يمنع الله بذلك أهلي فقال عمر رحمه الله : ائذن لي فيه قال : " أو كنت قاتله
؟ " . قال : نعم إن أذنت لي قال : " وما يدريك لعله قد اطلع الله إلى
أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم "
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح
(9/500)
15662 - وعن عمر بن الخطاب قال : كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابا
إلى أهل مكة فأطلع الله عز و جل نبيه صلى الله عليه و سلم فبعث عليا والزبير في
أثر الكتاب فأدركا المرأة على بعير فاستخرجاه من قرونها فأتيا به رسول الله صلى
الله عليه و سلم فقرئ عليه فأرسل إلى حاطب فقال : " يا حاطب أنت كتبت هذا
الكتاب ؟ " . قال : نعم قال : " فما حملك على ذلك ؟ " . قال : يا
رسول الله أما والله إني لناصح لله ولرسوله ولكني كنت غريبا في أهل مكة وكان أهلي
بين ظهرانيهم وخشيت عليهم فكتبت كتابا لا يضر الله ورسوله شيئا وعسى أن يكون منفعة
لأهلي فقال عمر رضي الله عنه : فاخترطت سيفي ثم قلت : يا رسول الله أمكني من حاطب
فإنه قد كفر فأضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا ابن
الخطاب ما يدريك ؟ لعل الله اطلع على هذه العصابة من أهل بدر فقال : اعملوا ما
شئتم فقد غفرت لكم "
رواه أبو يعلى في الكبير والبزار والطبراني في الأوسط باختصار ورجالهم رجال الصحيح
ص . 501
(9/500)
15663 - وعن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة أنه حدث أن أباه
كتب إلى كفار قريش كتابا وهو مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قد شهد بدرا فدعا
رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا والزبير فقال : " انطلقا حتى تدركا
امرأة معها كتاب وائتياني به " . فانطلقا حتى لقياها فقالا : أعطينا الكتاب
الذي معك وأخبراها أنهما غير منصرفين حتى ينزعا كل ثوب عليها فقالت : ألستما رجلين
مسلمين ؟ قالا : بلى ولكن رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثنا أن معك كتابا فلما
أيقنت أنها غير منفلتة منهما حلت الكتاب من رأسها فدفعته إليهما فدعا رسول الله
صلى الله عليه و سلم حاطبا حتى قرأ عليه الكتاب فقال : " أتعرف هذا الكتاب ؟
" . قال : نعم قال : " فما حملك على ذلك ؟ " . قال : هناك ولدي
وقرابتي وكنت امرأ غريبا فيكم معشر قريش فقال عمر : ائذن لي في قتل حاطب فقال رسول
الله صلى الله عليه و سلم : " لا إنه قد شهد بدرا وإنك لا تدري لعل الله قد
اطلع إلى أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم إني غافر لكم "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات
(9/501)
15664 - وعن أم مبشر قالت : جاء غلام حاطب فقال : والله لا يدخل
حاطب الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " كذبت قد شهد بدرا
والحديبية "
قلت : له حديث غير هذا في الصحيح
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح
(9/501)
84 - . باب فضل عكاشة بن محصن الأسدي رضي الله عنه
(9/501)
15665 - عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
عرضت علي الأمم بالموسم فمرت علي أمتي فأريتهم فأعجبني كثرتهم قد ملؤوا السهل
والجبل قال : أرضيت يا محمد ؟ قلت : نعم قال : فإن مع هؤلاء
ص . 502
سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون
وعلى ربهم يتوكلون
فقام عكاشة فقال : يا نبي الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا له ثم قام آخر فقال :
يا نبي الله ادع الله أن يجعلني منهم . فقال : " سبقك بها عكاشة "
رواه أحمد مطولا ومختصرا ورواه أبو يعلى كذلك ورجالهما في المطول رجال الصحيح
ويأتي المطول في صفة الجنة فيمن يدخلها بغير حساب
(9/501)
85 - . باب في أيمن رضي الله عنه
(9/502)
15666 - عن أبي ميسرة قال : كان أيمن على مطهرة النبي صلى الله
عليه و سلم ونعلبه ويعاطيه حاجته
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عياد بن زكريا وهو ثقة
(9/502)
15667 - وبسنده عن أبي ميسرة قال : قال سعد : يا رسول الله لقد
رأيت أيمن وهو فار من القتال فعرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم الكراهية
. قال سعد : ما رأيت خطبة أبعد من كل خير ثم إنهم احتضروا القتال بعد ذلك فقال سعد
: لقد رأيت أيمن أعنت القوم فأعجب ذلك النبي صلى الله عليه و سلم . قال : فقال عمر
بن الخطاب لأيمن : لقد حدثت أنك لا تقوم بين الصفين جبنا فقال : إني لأرجو أن أقوم
مقاما يحبه الله ورسوله فقال عمر : إنك لخليق أن تفعل
رواه الطبراني بسند الذي قبله
(9/502)
86 - . باب فضل صهيب وغيره رضي الله عنه
(9/502)
15668 - ص . 503 عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم :
السباق أربعة : أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وسلمان سابق الفرس وبلال سابق
الحبش
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عمارة بن زاذان وهو ثقة وفيه خلاف
(9/503)
15669 - وعن أبي أمامة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول :
أنا سابق العرب إلى الجنة وصهيب سابق الروم إلى الجنة وبلال سابق الحبشة إلى الجنة
وسلمان سابق الفرس إلى الجنة
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/503)
15670 - وعن أم هانئ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
:
السباق أربعة : أنا سابق العرب وسلمان سابق الفرس وصهيب سابق الروم وبلال سابق
الحبش
رواه الطبراني وفيه فايد العطار وهو متروك
قلت : وقد تقدمت لهذا الحديث بعض طرق في فضل جماعة من الصحابة
(9/503)
15671 - وعن صهيب قال : صحبت النبي صلى الله عليه و سلم قبل أن
يوحى إليه
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
ص . 504
(9/503)
15672 - وعن عكرمة مولى ابن عباس أن صهيبا افتدى من أهله بنصف
ماله ثم خرج مهاجرا فأدركوه بالطريق فخرج عما بقي من ماله
رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات
(9/504)
15673 - وعن صهيب أن أبا بكر مر بأسير له يستأمن له من رسول
الله صلى الله عليه و سلم وصهيب جالس في المسجد فقال لأبي بكر : من هذا معك ؟ قال
: أسير من المشركين أستأمن له من رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال صهيب : لقد
كان في عنق هذا موضع للسيف فغضب أبو بكر فرآه النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
" ما لي أراك غضبانا ؟ " . فقال : مررت بأسيري هذا على صهيب فقال : لقد
كان في عنق هذا للسيف فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " فلعلك آذيته ؟
" . فقال : لا والله فقال : " لو آذيته لآذيت الله ورسوله "
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف
(9/504)
15674 - وعن صهيب قال : لم يشهد رسول الله صلى الله عليه و سلم
مشهدا قط إلا كنت حاضره ولا غزا غزوة قط أول الأمر وآخره إلا كنت فيها عن يمينه أو
عن شماله ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها ولم يسير سرية قط إلا كنت حاضرها وما
خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم وما جعلت رسول الله
صلى الله عليه و سلم بيني وبين العدو قط حتى توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف
ص . 505
(9/504)
15675 - وعن المسور بن مخرمة قال : لما طعن عمر رضي الله عنه
أمر صهيبا مولى بني جدعان أن يصلي بالناس
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/505)
87 - . باب فضل المقداد رضي الله عنه
(9/505)
15676 - عن أبي بكر بن أبي شيبة قال : المقداد بن الأسود أبو
عمرو
رواه الطبراني
(9/505)
15677 - وعن محمد بن إسحاق قال : المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد [ بن زهير ] بن ثور بن ثعلبة بن مالك بن هزل بن قابس بن رويم بن القين بن الهون بن بهز بن عمرو بن الحاف بن قضاعة . وإنما نسب إلى الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة لأنه تبناه وحالفه . وكان أبطن آدم ( شديد السمرة ) يصفر لحيته أقنى طويل الأنف . مات بالمدينة وهو ابن سبعين سنة وصلى عليه عثمان بن عوف رضي الله عنه
(9/505)
15678 - وعن عثمان وقال الطبراني / مقداد بن الأسود بن عمرو
بدري
ص . 506
يكنى أبا معبد وقيل : أبا عمرو حليف بني زهرة [ وقد اختلف في نسبه ] وهو مهاجري
أولي بدري رحمه الله
(9/505)
15679 - وعن همام بن الحارث قال : رأيت المقداد رضي الله عنه
وكان ضخما
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/506)
15680 - وعن الزهري قال : كان المقداد بن الأسود من كندة
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن
(9/506)
15681 - وعن سفيان بن صهبانة المهري قال : كنت صاحبا للمقداد بن
الأسود في الجاهلية وكان رجلا من بهز فأصاب فيهم دما فهرب إلى كندة فحالفهم ثم
أصاب فيهم دما فهرب إلى مكة فحالف الأسود بن عبد يغوث
رواه الطبراني وإسناده إلى أبي سفيان حسن
(9/506)
15682 - وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم :
إن الجنة تشتاق إلى أربعة : علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر وسلمان الفارسي
والمقداد بن الأسود
قلت : رواه الترمذي غير ذكر المقداد
رواه الطبراني وسلمة بن الفضل وعمران بن وهب اختلف في الاحتجاج بهما وبقية رجاله
ثقات
ص . 507
(9/506)
15683 - وعن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال [ يوم
الحديبية ] : " دعوني " . فانطلق بالهدي فنحره - أو كما قال - فقال
المقداد بن الأسود : لا والله لا نكون كالملأ من بني إسرائيل إذ قالوا لموسى : {
اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون } ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما
مقاتلون فنحر الهدي بالحديبية
قال قتادة : وكان معهم يومئذ سبعون بدنة
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(9/507)
15684 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي المقداد بن الأسود بالجرف
وحمله الرجال إلى المدينة على رقابهم في سنة ثلاث وثلاثين وصلى عليه عثمان بن عفان
رضي الله عنه ويكنى أبا معبد وسنه نحو من سبعين سنة
رواه الطبراني
(9/507)
88 - . باب ما جاء في فضل عتبة بن غزوان رضي الله عنه
(9/507)
تقدم في غزوة بدر : أنه فيمن شهدها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم
(9/507)
15685 - عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال : عتبة بن غزوان يكنى
: أبا عبد الله وقيل : أبو غزوان وكان طويلا جميلا مات سنة سبع عشرة وهو متوجه إلى
البصرة في المرة الثانية ودفن في بعض المياه وهو ابن خمس وخمسين سنة حليف بني نوفل
بن عبد مناف
رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله ثقات
ص . 508
(9/507)
15686 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي عتبة بن غزوان سنة سبع
عشرة بطريق البصرة عاملا لعمر بن الخطاب وسنه سبع وخمسون سنة . وقيل : مات سنة
عشرين وهو الذي مصر البصرة واختط بها المنازل وبنى مسجدها وهو الذي افتتح الأبلة
وكانت ولايته البصرة ستة أشهر ولاه إياها عمر بن الخطاب رضي الله عنه
رواه الطبراني
(9/508)
89 - . باب ما جاء في فضل سعد بن معاذ رضي الله عنه
(9/508)
15687 - قال الطبراني : سعد بن معاذ الأنصاري ثم الأشهلي بدري
أحدي يكنى أبا عمرو استشهد يوم الخندق
وقد تقدم بأسانيده في غزوة بدر
(9/508)
15688 - وعن عبد الرحمن بن عوف قال : كنا عند النبي صلى الله
عليه و سلم فجاء سعد بن معاذ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هذا
سيدكم "
رواه البزار الطبراني وفيه صدقة بن عبد الله السمين وهو ضعيف وقد وثقه غير واحد
وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/508)
15689 - وعن الماجشون قال : قال سعد بن معاذ : ثلاث أنا عما
سواهن ضعيف : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا إلا علمت أنه حق ولا
صليت صلاة فحدثت نفسي بغيرها حتى أنفتل عنها ولا تبعت جنازة فحدثت نفسي بغير ما
إياه قائلة ويقال لها
ص . 509
(9/508)
15690 - وفي رواية : ولا حضرت ميتا إلا حدثت نفسي بما يقول
ويقال له
رواه الطبراني بإسنادين أحدهما عن أبي سلمة مرسلا والآخر عن الماجشون منقطعا وفي
إسناده من لم أعرفه
(9/509)
15691 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لقد نزل لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه سبعون ألف ملك ما وطئوا الأرض قبلها
وقال حين دفن : " سبحان الله لو انفلت أحد من ضغطة القبر لانفلت منها سعد
"
رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح
(9/509)
15692 - وعن رميثة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم -
ولو شئت أن أقبل الخاتم الذي بين كتفيه من قربي منه لقبلت - وهو يقول لسعد بن معاذ
يوم مات : " اهتز له عرش الرحمن "
رواه أحمد بنحوه والطبراني واللفظ له في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح
غير شيخه وهو ثقة
(9/509)
15693 - وعن عائشة قالت : قدمنا من حج أو عمرة فتلقينا بذي
الحليفة وكان غلمان من الأنصار تلقوا أهليهم فلقوا أسيد بن حضير فنعوا له امرأته
فتقنع وجعل
ص . 510
يبكي فقلت : غفر الله لك أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ولك من السابقة
والقدم ما لك تبكي على امرأة ؟ فكشف عن رأسه وقال : صدقت لعمري حقي أن لا أبكي على
أحد بعد سعد بن معاذ وقد قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قال . قالت :
قلت له : ما قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال :
لقد اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ
قالت : وهو يسير بيني وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم
هكذا رواه أحمد
(9/509)
15695 - ورواه الطبراني عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله
عليه و سلم إذا قدم من سفر نزل ذا الحليفة فخرج إليهم الصبيان فيخبرونهم عن أهليهم
فأخبر أسيد بن حضير بموت امرأته فبكى فقيل له : أتبكي ؟ فقال : وما لي لا أبكي وقد
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
رواه الطبراني
إن العرش اهتزت أعواده لموت سعد ابن معاذ
وأسانيدها كلها حسنة
(9/510)
15696 - وعن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت : لما توفي سعد بن
معاذ صاحت أمه فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم : " ليرقأ ( لينقطع ) دمعك
ويذهب حزنك فإن ابنك أول من ضحك الله له واهتز له العرش "
رواه الطبراني إلا أنه قال : عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت : لما أخرج بجنازة
سعد بن معاذ صاحت أمه فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ليرقأ دمعك
ويذهب حزنك "
والباقي بنحوه ورجاله رجال الصحيح
ص . 511
(9/510)
15697 - وعن معيقيب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "
اهتز العرش لموت سعد بن معاذ "
رواه الطبراني وفيه عمرو بن ملك العنبري وثقه ابن حبان وقال : يغرب وضعفه أبو حاتم
وأبو زرعة وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/511)
15698 - وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال : مرت جنازة سعد بن
معاذ فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
لقد اهتز له العرش
رواه البزار وفيه يعقوب بن محمد الزهري وقد ضعفه الجمهور ووثق على ضعفه وصالح بن
محمد بن صالح التمار لم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(9/511)
15699 - وعن عائشة قالت : لما مات سعد بن معاذ بكى أبو بكر وبكى
عمر رضي الله عنهما حتى عرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر وبكاء عمر من بكاء أبي بكر
فقلت لعائشة : هل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبكي ؟ قالت : لا ولكنه كان
يقبض على لحيته صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف
(9/511)
15700 - وعن عائشة قالت : رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من
جنازة سعد بن معاذ ودموعه تحادر على لحيته
رواه الطبراني وسهل أبو حريز ضعيف
(9/511)
15701 - وعن عطارد : أنه أهدي إلى النبي صلى الله عليه و سلم
ثوب ديباج كساه إياه كسرى فدخل أصحابه فقالوا : أنزلت عليك من السماء ؟ فقال :
" وما تعجبون من ذا ؟ لمنديل
ص . 512
من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا " . ثم قال : " يا غلام اذهب
به إلى أبي جهم بن حذيفة وقل له يبعث إلي بالخميصة "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وهو ثقة
(9/511)
15702 - وعن أنس أن أكيدر الدومة بعث إلى رسول الله صلى الله
عليه و سلم جبة سندس فلبسها رسول الله صلى الله عليه و سلم فتعجب الناس منها فقال
: " أتعجبون من هذه فوالذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها
" . ثم أهداها إلى عمر فقال : يا رسول الله تكرهها وألبسها قال : " يا
عمر إنما أرسلت بها إليك لتبعث بها وجها فتصيب بها مالا " . وذلك قبل أن ينهى
عن الحرير
قلت : هو في الصحيح باختصار بعثها إلى عمر إلى آخره
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(9/512)
15703 - وعن عائشة قالت : ثلاثة من الأنصار كلهم من بني عبد
الأشهل لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم : سعد بن
معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس وهو ثقة
(9/512)
90 - . باب فضل سعد بن الربيع رضي الله عنه
(9/512)
15704 - عن أم سعد بنت سعد بن الربيع أنها دخلت على أبي بكر
الصديق رضي الله عنه فألقى لها ثوبا حتى جلست عليه فدخل عليه عمر بن الخطاب رضي
الله عنه فقال : يا خليفة رسول الله من هذه ؟ قال : هذه بنت من هو خير مني ومنك
إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل قبض على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ تبوأ مقعده من الجنة ] وبقيت أنا وأنت
ص . 513
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد وهو ضعيف
(9/512)
91 - . باب ما جاء في أسيد بن حضير رضي الله عنه
(9/513)
15705 - قد روى الطبراني : أنه شهد العقبة وهو نقيب بدري . وقد تقدم
(9/513)
15706 - عن عائشة أنها قالت : كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس
وكان يقول : لو أكون فيما أكون من حال من أحوال ثلاثة لكنت من أهل الجنة وما شككت
في ذلك حين أقرأ القرآن وحين أسمعه يقرأ وإذا سمعت خطبة رسول الله صلى الله عليه و
سلم وإذا شهدت جنازة وما شهدت جنازة قط فحدثت نفسي بسوى ما هو مفعول بها وما هي
صائرة إليه
رواه الطبراني وأحمد بنحوه ورجاله وثقوا . وقد تقدم حديث في فضله في آخر مناقب سعد
بن معاذ
(9/513)
15707 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي أسيد بن حضير ويكنى : أبا
يحيى سنة عشرين وحمله عمر بين أعواد السرير حتى وضعه بالبقيع وصلى عليه رضي الله
عنه
رواه الطبراني وروى عن الواقدي بعضه وإسنادهما منقطع
(9/513)
92 - . باب فضل معاذ بن جبل رضي الله عنه
(9/513)
وقد تقدم نسبه فيمن شهد بدرا
(9/513)
15708 - عن معاذ بن جبل :
ص . 513
أنه كان مريضا فبصق عن يمينه أو أراد أن يبصق عن يمينه فقال : ما بصقت عن يميني
منذ أسلمت
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/513)
15709 - وعن عبد الله بن مسعود قال : إن معاذا كان أمة قانتا
لله حنيفا مسلما ولم يك من المشركين
فقال بعض جلسائه : إن إبراهيم قال : لم أنس ثم قال : أتدرون ما الأمة ؟ قالوا : لا
قال : الذي يعلم الناس الخير
قال : هل تدرون ما القانت ؟ قالوا : لا قال : المطيع لله عز و جل
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حجاج بن إبراهيم وهو ثقة
(9/513)
15710 - وعن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه و سلم
قال :
خذوا القرآن من أربعة : من أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وسالم مولى
أبي حذيفة
رواه البزار ورجاله ثقات
(9/513)
15711 - وعن محمد بن كعب القرظي قال : قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم :
معاذ بن جبل إمام العلماء برتوة
رواه الطبراني مرسلا وفيه محمد بن عبد الله بن أزهر الأنصاري ولم أعرفه وبقية
رجاله رجال الصحيح
(9/513)
15712 - وعن يحيى بن بكير قال : سمعت مالك بن أنس يقول : مات
سعد بن معاذ وهو ابن ثمان وعشرين سنة وقائل يقول : ابن اثنتين وثلاثين سنة . وقال
رسول الله صلى الله عليه و سلم : " معاذ إمام العلماء برتوة "
ص . 515
قال ابن بكير : الرتوة : المنزلة
رواه الطبراني منقطع الإسناد
(9/513)
15713 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي معاذ بن جبل في طاعون
عمواس سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة
رواه الطبراني وإسناده منقطع
(9/515)
15714 - وعن سعيد بن المسيب قال : قبض معاذ بن جبل وهو ابن ثلاث
أو أربع وثلاثين سنة
رواه الطبراني مرسلا وفيه علي بن زيد وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/515)
15715 - وعن يحيى بن سعيد قال : توفي معاذ بن جبل وهو ابن ثمان
وعشرين سنة والذي يرفع في نسبه يقول : اثنتين وثلاثين
رواه الطبراني منقطع الإسناد وإسناده حسن
(9/515)
93 - . باب ما جاء في فضل أبي بن كعب رضي الله عنه
(9/515)
15716 - قلت : قد روى الطبراني : أنه قد شهد بدرا
(9/515)
15717 - وعن أبي حبة البدري قال : لما نزلت : { لم يكن الذين
كفروا من أهل الكتاب } إلى آخرها قال جبريل :
ص . 516
يا رسول الله إن ربك يأمرك أن تقرئها أبيا فقال النبي صلى الله عليه و سلم لأبي :
" إن جبريل أمرني أن أقرئك هذه السورة " . قال : إني قد ذكرت ثم يا رسول
الله ؟ قال : " نعم " . فبكى أبي
رواه أحمد والطبراني وفيه علي بن زيد وهو حسن الحديث وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/515)
15718 - وعن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم :
يا أبا المنذر إني أمرت أن أقرأ عليك القرآن
قال : بالله آمنت وعلى يديك أسلمت ومنك تعلمت قال : فرد رسول الله صلى الله عليه و
سلم القول فقال : يا رسول الله وذكرت هناك ؟ قال : " نعم باسمك ونسبك في
الملأ الأعلى " . قال : فاقرأ إذا يا رسول الله
(9/516)
15719 - وفي رواية : قال أبي : عرضت على النبي صلى الله عليه و
سلم القرآن فقال :
أمرني جبريل أن أعرض عليك القرآن
(9/516)
15720 - وفي رواية : قال أبي : قال لي رسول الله صلى الله عليه
و سلم :
أمرت أن أقرئك القرآن
قلت : رواه الترمذي باختصار
رواه الطبراني في الأوسط بأسانيد ورجال الرواية الأولى وثقوا
(9/516)
15721 - وقد تقدم في فضل معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال :
خذوا القرآن من أربعة : من أبي بن كعب
(9/516)
15722 - وعن عامر الشعبي قال :
ص . 517
جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ستة من الأنصار : زيد بن ثابت
وأبو زيد ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وسعد بن عبادة وأبي بن كعب وكان جارية بن مجمع
قد قرأه إلا سورة أو سورتين
رواه الطبراني مرسلا وفيه إبراهيم بن محمد بن عثمان الحضرمي ولم أعرفه وبقية رجاله
رجال الصحيح
(9/516)
15723 - وعن مسروق قال : كان أصحاب القضاء من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه و سلم ستة : عمر وعلي وعبد الله وأبي وزيد وأبو موسى
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/517)
15724 - وعن عتي السعدي قال : رأيت أبي بن كعب أبيض الرأس
واللحية ما خضب
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/517)
15725 - وعن زر بن حبيش قال : كانت في أبي بشاشة شرابه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن كناسة وهو ثقة
(9/517)
15726 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال : مات أبي بن كعب في
خلافة عمر سنة ثنتين وعشرين [ ويقول بعضهم : في خلافة عثمان رضي الله عنه ] وقائل
يقول : سنة ثلاثين في خلافة عثمان
ص . 518
(9/517)
15727 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي أبي بن كعب رضي الله عنه
يكنى أبا المنذر بالمدينة سنة ثنتين وعشرين
رواه الطبراني وإسناده منقطع من ابن نمير
(9/518)
94 - . باب فضل أبي طلحة رضي الله عنه
(9/518)
15728 - عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لصوت أبي طلحة أشد على المشركين من فئة
(9/518)
15729 - وفي رواية : " لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة
"
رواه أحمد وأبو يعلى ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح
(9/518)
15730 - وعن أنس أن أبا طلحة قرأ سورة براءة فأتى على هذه الآية
: { انفروا خفافا وثقالا } فقال : ألا أرى ربي يستنفرني [ شابا وشيخا جهزوني فقال
له بنوه : قد غزوت ] مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى قبض وغزوت مع أبي بكر
حتى مات وغزوت مع عمر فنحن نغزوا عنك . فقال : جهزوني فركب البحر فمات فلم يجدوا
له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام فلم يتغير
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(9/518)
15731 - وعن أنس بن مالك قال : خرج أبو طلحة غازيا في البحر
فمات في السفينة فلم يجدوا له مكانا
ص . 519
يدفنونه فيه فانتظروا به ستة أيام حتى وجدوا له بعد سبع مكانا يدفنونه فيه ولم
يتغير كما هو
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/518)
15732 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي أبو طلحة زيد بن سهل سنة
أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنهما وسنه سبعون سنة
رواه الطبراني وهو منقطع الإسناد
(9/519)
15733 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال : مات أبو طلحة زيد
بن سهل سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان بن عفان ومات وهو ابن سبعين سنة وقيل :
إن أبا طلحة مات سنة اثنتين وثلاثين
رواه الطبراني وإسناده منقطع من ابن نمير
(9/519)
95 - . باب فضل حارثة بن النعمان رضي الله عنه
(9/519)
15734 - عن ابن شهاب في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من بني
النجار : حارثة بن النعمان وهو الذي مر برسول الله صلى الله عليه و سلم وهو مع
جبريل عند المقاعد
رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات
(9/519)
15735 - وعن محمد بن إسحاق في تسمية من شهد بدرا : حارثة بن
نعمان بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار
ص . 520
رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات
(9/519)
15736 - وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت : من هذا ؟ قالوا : حارثة بن النعمان كذاكم البر
كذاكم البر
رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(9/520)
15737 - وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن حارثة بن النعمان قال
: مررت على رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه جبريل جالس في المقاعد فسلمت عليه
ثم أجزت فلما رجعت وانصرف النبي صلى الله عليه و سلم قال :
هل رأيت الذي كان معي ؟
قلت : نعم قال : " إنه جبريل صلى الله عليه و سلم وقد رد عليك السلام "
رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/520)
15738 - وعن موسى بن عقبة قال : حدثني أبو سلمة عن الرجل الذي
مر برسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يناجي جبريل صلى الله عليه و سلم فزعم أبو
سلمة أنه تجنب أن يدنو من رسول الله صلى الله عليه و سلم تخوفا أن يسمع حديثه فلما
أصبح قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما منعك أن تسلم إذ مررت بي
البارحة ؟ " . قال : رأيتك تناجي رجلا فخشيت أن تكره أن أدنو منكما قال :
" فهل تدري من الرجل ؟ " . قال : لا قال : " جبريل عليه السلام ولو
سلمت لرد السلام "
وقد سمعت من غير أبي سلمة أنه حارثة بن النعمان
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(9/520)
15739 - وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن حارثة بن النعمان قال
: مررت
ص . 521
على رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه جبريل في المقاعد فسلمت عليه ثم أجزت فلما
رجعت وانصرف النبي صلى الله عليه و سلم قال : " هل رأيت الذي كان معي ؟
" . قلت : نعم قال : " إنه جبريل صلى الله عليه و سلم وقد رد عليك
السلام "
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح
(9/520)
15740 - وعن موسى بن عقبة قال : حدثني أبو سلمة عن الرجل الذي
مر برسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يناجي جبريل عليه السلام فزعم أبو سلمة أنه
تجنب أن يدنو من رسول الله صلى الله عليه و سلم تخوفا أن يسمع حديثه فلما أصبح قال
له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما منعك أن تسلم إذ مررت بي البارحة
" . فقال : رأيتك تناجي رجلا فخشيت أن تكره أن أدنو منكما قال : " فهل
تدري من الرجل ؟ " . قال : لا قال : " جبريل صلى الله عليه و سلم ولو
سلمت لرد السلام "
وقد سمعت من غير أبي سلمة أنه حارثة بن النعمان
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(9/521)
15741 - وعن ابن عباس قال : مر حارثة بن النعمان على رسول الله
صلى الله عليه و سلم ومعه جبريل صلى الله عليه و سلم يناجيه فمر ولم يسلم فقال
جبريل عليه السلام : ما منعه أن يسلم ؟ إنه لو سلم لرددت عليه . ثم قال : أما إنه
من الثمانين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " وما الثمانون ؟ " .
قال : يفر الناس عنك غير ثمانين فيصبرون معك رزقهم وزرق أولادهم على الله في الجنة
. فلما رجع حارثة سلم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ألا سلمت
حين مررت ؟ " . قال : رأيت معك إنسانا فكرهت أن أقطع حديثك . قال : "
ورأيته ؟ " . قال : " ذاك جبريل صلى الله عليه و سلم وقد قال " .
فأخبره بما قال جبريل عليه السلام
ص . 522
رواه الطبراني والبزار بنحوه وإسناده حسن رجاله كلهم وثقوا وفي بعضهم خلاف
(9/521)
96 - . باب في عمرو بن الجموح رضي الله عنه
(9/522)
15742 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا معشر الأنصار من سيدكم ؟
قالوا : جد بن قيس وإنا لنبخله . قال : " ليس سيدكم ولكن سيدكم عمرو بن
الجموح وكان سخيا "
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو ضعيف
(9/522)
15743 - عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" من سيدكم يا بني سلمة ؟ " . قالوا : الجد بن قيس على أنا نبخله قال :
" بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح "
قال : وكان عمرو بن الجموح يولم على رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا تزوج
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير حميد بن الربيع وثقه عثمان بن أبي شيبة وابن
حبان وغيرهما وضعفه جماعة
(9/522)
15744 - وعن كعب بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم : " من سيدكم يا بني سلمة ؟ " . قالوا : الجد بن قيس على أنا نبخله
. قال : " وأي داء أدوأ من البخل بل سيدكم الجعد القطط عمرو بن الجموح "
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني
(9/522)
15745 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
:
ص . 523
يا بني سلمة من سيدكم اليوم ؟
قالوا : الجد بن قيس ولكنا نبخله قال : " وأي داء أدوأ من البخل ولكن سيدكم
عمرو بن الجموح "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن يزيد المكي وهو متروك
قلت : وقد تقدمت أحاديث نحو هذا في كتاب الزكاة في البخل والسخاء
(9/522)
15746 - وعن أبي قتادة أنه حضر ذلك قال : أتى عمرو بن الجموح
إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أرأيت إن قاتلت في سبيل
الله حتى أقتل أمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة - وكانت رجله عرجاء - ؟ فقال رسول
الله صلى الله عليه و سلم : " نعم " . فقتلوه يوم أحد هو وابن أخيه
ومولى لهم فمر عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " كأني أنظر إليه
يمشي برجله هذه صحيحة في الجنة " . فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بهما
وبمولاهما فجعلوا في قبر واحد
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن نصر الأنصاري وهو ثقة
(9/523)
97 - . باب ما جاء في بشر بن البراء بن معرور رضي الله عنه
(9/523)
15747 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: " من سيدكم يا بني عبيد ؟ " . قالوا : الجد بن القيس على أن فيه بخلا
قال : " فأي داء أدوأ من البخل ؟ بل سيدكم بشر بن البراء بن معرور "
رواه الطبراني والبزار وفيه سعد بن محمد الوراق وهو متروك
(9/523)
15748 - وعن كعب بن ملك ؟ ؟ أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
" من سيدكم يا بني سلمة ؟ " . قالوا : جد بن قيس على أنا نزنه ( نتهمه )
بالبخل فقال :
ص . 524
وأي داء أدوأ من البخل ؟
قالوا : فمن سيدنا يا رسول الله ؟ قال : " بشر بن البراء بن معرور "
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير شيخي الطبراني ولم أر من
ضعفهما
(9/523)
15749 - وعن ابن شهاب فيمن شهد العقبة من الأنصار ثم من بني
سلمة : بشر بن البراء بن معرور وهو [ الذي ] أكل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم
من الشاة التي سم فيها يوم خيبر
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن . قلت : وله طرق ذكرتها في مواضعها
(9/524)
98 - . باب في عبد الله بن رواحة رضي الله عنه
(9/524)
15750 - عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم :
رحم الله أخي عبد الله بن رواحة كان أينما أدركته الصلاة أناخ
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/524)
15751 - عن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم جلس يوم الجمعة
على المنبر فلما جلس قال : " اجلسوا " . فسمع عبد الله بن رواحة قول
رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اجلسوا " . فجلس في بني غنم قيل : يا
رسول الله ذاك
ابن رواحة جالس في بني غنم سمعك وأنت تقول للناس : " اجلسوا " . فجلس في
مكانه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف
(9/524)
99 - . باب ما جاء في أبي اليسر كعب بن عمرو رضي الله عنه
(9/524)
15752 - ص . 525 عن محمد بن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من
الأنصار ثم من بني الخزرج : أبو اليسر كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن غنم بن [
سواد بن غنم ] بن كعب بن سلمة بن علي
رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات
(9/525)
15753 - وعن أبي اليسر كعب بن عمرو قال : والله إني لمع رسول
الله صلى الله عليه و سلم بخيبر عشية إذ أقبلت غنم لرجل من اليهود تريد حصنهم ونحن
محاصروهم إذ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من [ رجل ] يطعمنا من هذه
الغنم ؟ " . قلت : أنا يا رسول الله قال : " فافعل " . قال : فخرجت
أشتد مثل الظليم ( ذكر النعام ) فلما رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم موليا
قال : " اللهم أمتعنا به " . قال : فأدركت الغنم وقد دخل أوائلها الحصن
فأخذت شاتين من أخراها فاحتضنتهما تحت يدي ثم أقبلت بهما أشتد كأنه ليس معي شيء
حتى ألقيتهما عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فذبحوهما وأكلوهما
فكان أبو اليسر من آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم هلاكا فكان إذا حدث
بهذا الحديث بكى ثم قال : أمتعوا بي لعمري حتى كنت آخرهم
رواه أحمد عن بعض رجال بني سلمة عنه وبقية رجاله ثقات
(9/525)
15754 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي أبو اليسر كعب بن عمرو سنة
خمس وخمسين بالمدينة وهو آخر من مات من أهل بدر
ص . 526
رواه الطبراني
(9/525)
15755 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال : مات أبو اليسر كعب
بن عمرو سنة خمس وخمسين بالمدينة
رواه الطبراني
(9/526)
100 - . باب ما جاء في عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري رضي الله عنه
(9/526)
15756 - عن جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله عنهما
قال : أمر أبي بحريرة فصنعت ثم أمرني فحملتها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقال لي : " ما هذا يا جابر ألحم ذا ؟ " . قلت : لا يا رسول الله ولكن
أبي أمرني بحريرة فصنعتها ثم أمرني فحملتها . قال : " ضعها " . فأتيت
أبي فقال : ما قال لك رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قلت : قال لي : " ما
هذا يا جابر ؟ ألحم ؟ " . قال أبي : أرى رسول الله صلى الله عليه و سلم - أو
أحسب - يشتهي اللحم . فقام إلى داجن فذبحها ثم أمر بها فشويت ثم أمرني فأتيت بها
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " جزاكم الله معشر الأنصار خيرا ولا
سيما آل عمرو بن حرام وسعد بن عبادة "
رواه البزار ورجاله ثقات
(9/526)
15757 - وعن عائشة أم المؤمنين قالت : قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم لجابر :
ألا أبشرك يا جابر ؟
قال : بلى يا رسول الله بالخير قال : " إن الله أحيا أباك فأقعده بين يديه
فقال : تمن علي ما شئت أعطيكه قال : يا رب ما عبدناك حق عبادتك أتمنى عليك أن
تردني إلى الدنيا فأقاتل مع نبيك فأقتل مرة أخرى فقال له : قد سلف مني إنك إليها
لا ترجع "
ص . 527
قلت : رواه الترمذي باختصار
رواه الطبراني والبزار من طريق الفيض بن وثيق عن أبي عبادة الزرقي وكلاهما ضعيف
(9/526)
15758 - وعن جابر قال : استشهد أبي وعمي وعلى أبي دين فأرسل إلي
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
يا جابر ألا أبشرك ببشارة من الله ورسوله ؟ إن الله تبارك وتعالى أحيا أباك وعمك
فعرض عليهما وسألا ربهما أن يردهما إلى الدنيا فقال : أبعد ما قضيت في الكتاب أنهم
إليها لا يرجعون ؟
قلت : رواه الترمذي وغيره خاليا عن ذكر عمه
رواه الطبراني وفيه حماد بن عمرو وهو كذاب
(9/527)
101 - . باب في عبد الله بن عبد الله بن أبي رضي الله عنه
(9/527)
15759 - عن أسامة بن زيد قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه
و سلم من بني المصطلق قام ابن عبد الله بن أبي فسل على أبيه السيف وقال : لله علي
ألا أغمده حتى تقول : محمد الأعز وأنا الأذل قال : ويلك محمد الأعز وأنا الأذل
فبلغت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعجبه وشكرها له
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف
(9/527)
15760 - وعن عبد الله بن عبد الله بن أبي أنه استأذن النبي صلى
الله عليه و سلم أن يقتل أباه قال : " لا تقتل أباك "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن عروة بن الزبير لم يدرك عبد الله بن عبد
الله بن أبي
ص . 528
(9/527)
15761 - وعن أبي هريرة قال : مر رسول الله صلى الله عليه و سلم
بعبد الله بن أبي وهو في ظل أطم فقال : غبر علينا ابن أبي كبشة فقال ابنه عبد الله
بن عبد الله : يا رسول الله والذي أكرمك لئن شئت لأتيتك برأسه فقال :
لا ولكن بر أباك وأحسن صحبته
رواه البزار ورجاله ثقات
(9/528)
102 - . باب ما جاء في عمارة بن حزم رضي الله عنه
(9/528)
15762 - عن شباب قال : عمارة بن حزم بن لوذان بن عمرو بن عبد
عوف بن مالك بن النجار وأمه أم إخوته عمرو ومعمر بنو حزم : خالدة بنت أنس بن شيبان
بن وهب بن لوذان بن عمرو بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة
رواه الطبراني
ص . 529
(9/528)
15763 - وعن شباب أيضا قال : شهد عمارة بن حزم العقبة وبدرا
وأحدا والمشاهد كلها
رواه الطبراني
(9/529)
15764 - وعن عروة في تسمية من استشهد يوم اليمامة من الأنصار ثم
من بني الخزرج ثم من بني مالك بن النجار : عمارة بن حزم
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن
(9/529)
15765 - وعن محمد بن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم
من بني الخزرج ثم من بني النجار : عمارة بن حزم بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن
غنم بن مالك بن النجار
رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق وثقوا ونسبه عن ابن إسحاق في تسمية من استشهد
يوم اليمامة من الأنصار عمارة بن حزم
(9/529)
103 - . باب في قتادة بن النعمان رضي الله عنه
(9/529)
15766 - عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من
الأوس ثم من بني ظفر : قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب - وكعب ظفر
- بن الخزرج بن عمرو بن الأوس
رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات
(9/529)
15767 - وعن قتادة بن النعمان قال :
ص . 530
خرجت ليلة من الليالي مظلمة فقلت : لو أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وشهدت
معه الصلاة وآنسته بنفسي . ففعلت فلما دخلت المسجد برقت السماء فرآني رسول الله صلى
الله عليه و سلم فقال : " يا قتادة ما هاج عليك ؟ " . قلت : أردت بأبي
وأمي أن أؤنسك قال : " خذ هذا العرجون فتخصر به فإنك إذا خرجت أضاء لك عشرا
أمامك وعشرا خلفك " . ثم قال لي : " إذا دخلت بيتك رأيت مثل الحجر
الأخشن في أستار بيتك فإن ذلك شيطان " . قال : فخرجت فأضاء لي ثم ضربت مثل
الحجر الأخشن حتى خرج من بيتي
رواه الطبراني وأحمد في حديث طويل تقدم في الصلاة في الساعة التي ترجى يوم الجمعة
وفي الصلاة في جماعة
ورواه البزار أيضا ورجال أحمد الذي تقدم في الصلاة رجال الصحيح
(9/529)
15768 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي قتادة بن النعمان ويكنى
أبا عثمان في سنة ثلاث وعشرين وصلى عليه عمر بن الخطاب وسنه خمس وستون سنة ونزل في
قبره أبو سعيد الخدري ومحمد بن مسلمة والحارث بن حزمة ويقال : خزمة
رواه الطبراني
(9/530)
104 - . باب في أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه
(9/530)
15769 - عن أبي قتادة الحارث بن ربعي أنه حرس رسول الله صلى
الله عليه و سلم ليلة بدر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اللهم احفظ
أبا قتادة كما حفظ نبيك هذه الليلة "
ص . 531
رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم
(9/530)
15770 - وبسنده عن أبي قتادة قال : أغار المشركون على لقاح رسول الله صلى الله عليه و سلم فركبت فأدركتهم فظفرت بهم وقتلت مسعدة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم حين رآني : " أفلح الوجه اللهم اغفر له " . - ثلاثا - ونفلني سلب مسعدة
(9/531)
105 - . باب ما جاء في قتادة بن ملحان رضي الله عنه
(9/531)
15771 - عن أبي العلاء بن عمير قال : كنت عند قتادة بن ملحان
حيث حضر فمر الرجل في أقصى الدار قال : فأبصرته في وجه قتادة
قال : وكنت إذا رأيته كأن على وجهه الدهان كان رسول الله صلى الله عليه و سلم مسح
وجهه
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(9/531)
106 - . باب ما جاء في محمد بن مسلمة رضي الله عنه
(9/531)
15772 - عن محمد بن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم
من بني حارثة : محمد بن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن
الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس وكان حليفا في بني عبد الأشهل
رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات
(9/531)
15773 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي محمد بن مسلمة بالمدينة
سنة ثلاث وأربعين وسنه سبع وسبعون سنة
رواه الطبراني
(9/531)
15774 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال :
ص . 532
مات محمد بن مسلمة في صفر سنة ثلاث وأربعين
رواه الطبراني
(9/531)
107 - . باب في عبادة بن الصامت رضي الله عنه
(9/532)
15775 - عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
له : " يا أبا الوليد "
وهو بدري عقبي أحدي شجري نقيب
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/532)
15776 - وعن عبادة بن الصامت أن معاوية قال لهم : يا معشر
الأنصار مالكم لا تلقوني مع إخوانكم من قريش ؟ قال عبادة : الحاجة قال : فهلا
النواضح قالوا : أنضيناها يوم بدر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط وبقية رجاله ثقات
(9/532)
15777 - وعن محمد بن إسحاق قال : عبادة بن الصامت بن قيس بن
أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/532)
15778 - وعن مكحول قال : كان عبادة بن الصامت وشداد بن أوس
يسكنان بيت المقدس
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف
(9/532)
15779 - وعن يحيى بن بكير قال :
ص . 533
ومات عبادة بن الصامت بالشام من أرض فلسطين بالرملة سنة أربع وثلاثين وهو ابن
اثنتين وسبعين سنة
رواه الطبراني
(9/532)
108 - . باب ما جاء في خزيمة بن ثابت رضي الله عنه
(9/533)
15780 - عن خزيمة بن ثابت أن النبي صلى الله عليه و سلم اشترى
فرسا من سواء بن الحارث فجحده فشهد له خزيمة بن ثابت فقال له رسول الله صلى الله
عليه و سلم : " ما حملك على الشهادة ولم تكن معنا حاضرا " . فقال : صدقك
بما جئت به وعلمت أنك لا تقول إلا حقا . فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" من شهد له خزيمة أو شهد عليه فحسبه "
رواه الطبراني ورجاله كلهم ثقات
(9/533)
15781 - وعن ابن شهاب عن عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري خزيمة
الذي جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم له شهادة رجلين
قال ابن شهاب : فأخبرني عمارة بن خزيمة عن عمه - وكان من أصحاب النبي صلى الله
عليه و سلم - أن خزيمة بن ثابت رأى في النوم أنه يسجد على جبهة رسول الله صلى الله
عليه و سلم فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك فاضطجع له رسول الله صلى
الله عليه و سلم فسجد على جبهته
رواه أحمد عن شيخه عامر بن صالح الزبيري وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة وبقية رجاله
ثقات
وقد تقدمت له طرق في التعبير
(9/533)
109 - . باب ما جاء في ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه
(9/533)
15782 - ص . 534 عن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري قال : قلت :
يا رسول الله والله لقد خشيت أن أكون هلكت قال : " لم ؟ " . قلت : نهى
الله المرء أن يحمد بما لم يفعل وأجدني أحب الحمد ونهى الله عن الخيلاء وأجدني أحب
الجمال
ونهى أن نرفع أصواتنا فوق صوتك وأنا امرؤ جهير الصوت . فقال رسول الله صلى الله
عليه و سلم :
ألا ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة ؟
قال : بلى يا رسول الله
فعاش حميدا ومات شهيدا يوم مسيلمة
رواه الطبراني في الأوسط والكبير مطولا هكذا ومختصرا ورجال المختصر ثقات وفي رجال
المطول شيخ الطبراني أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي ضعفه ابن حبان في ترجمة
أبيه في الثقات هو وأخوه عبيد الله وبقية رجاله ثقات ويعتضد بثقة رجال المختصر
ورواه من طريق إسماعيل بن ثابت أن ثابتا قال : يا رسول الله وإسناده متصل ورجاله
رجال الصحيح غير إسماعيل وهو ثقة تابعي سمع من أبيه
(9/534)
15783 - وعن ثابت بن قيس بن شماس قال : لما نزلت هذه الآية : {
لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي } قعد ثابت في الطريق يبكي فمر به عاصم بن عدي
فقال : ما يبكيك يا ثابت ؟ قال : أنا رفيع الصوت وأنا أخاف أن تكون هذه الآية نزلت
في فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا بني أما
ص . 535
ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة ؟ " . قال : رضيت ببشرى الله
ورسوله لا أرفع صوتي أبدا على رسول الله صلى الله عليه و سلم . فنزلت : { إن الذين
يغضون أصواتهم } لآية
رواه الطبراني وأبو ثابت بن قيس بن شماس لم أعرفه ولكنه قال : حدثني أبي ثابت بن
قيس فالظاهر أنه صحابي ولكن زيد بن الحباب لم يسمع من أحد من الصحابة والله أعلم
(9/534)
15784 - وعن عطاء الخراساني قال : قدمت المدينة فسألت عمن
يحدثني عن حديث ثابت بن قيس بن شماس فأرشدوني إلى ابنته فسألتها فقالت : سمعت أبي
يقول : لما أنزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم : { إن الله لا يحب كل مختال
فخور } اشتد على ثابت وأغلق بابه عليه وطفق يبكي فأخبر رسول الله صلى الله عليه و
سلم فأرسل إليه فسأله فأخبره بما كبر عليه منها وقال : أنا رجل أحب الجمال وأن
أسود قومي فقال :
إنك لست منهم بل تعيش بخير وتموت بخير ويدخلك الله الجنة
قال : فلما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه و سلم : { يا أيها الذين آمنوا لا
ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول } فعل مثل ذلك فأخبر النبي صلى
الله عليه و سلم فأرسل إليه فأخبره بما كبر عليه وإنه جهير الصوت وإنه يتخوف أن
يكون ممن حبط عمله فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
بل تعيش حميدا وتقتل شهيدا ويدخلك الله الجنة
فلما استنفر أبو بكر رضي الله عنه المسلمين إلى قتال أهل الردة واليمامة ومسيلمة
الكذاب سار ثابت بن قيس فيمن سار فلما لقوا مسيلمة وبني حنيفة هزموا المسلمين ثلاث
مرات فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة : ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله
عليه و سلم فجعلا لأنفسهما حفرة فدخلا فيها فقاتلا حتى قتلا
ص . 536
قال : وأري رجل من المسلمين ثابت بن قيس في منامه فقال : إني لما قتلت بالأمس مر
بي رجل من المسلمين فانتزع مني درعا نفيسة ومنزله في أقصى العسكر وعند منزله فرس
يستن في طوله وقد أكفأ على الدرع برمة وجعل فوق البرمة ( القدر ) رجلا فائت خالد
بن الوليد فليبعث إلى درعي فليأخذها فإذا قدمت على خليفة رسول الله صلى الله عليه
و سلم فأعلمه : أن علي من الدين كذا وكذا وفلان من رقيقي عتيق وإياك أن تقول هذا
حلم تضعيه
قال : فأتى خالد بن الوليد فوجه إلى الدرع فوجدها كما ذكر وقدم على أبي بكر رضي
الله عنه فأخبره فأنفذ أبو بكر رضي الله عنه وصيته بعد موته فلا نعلم أن أحدا جازت
وصيته بعد موته إلا ثابت بن قيس بن شماس
رواه الطبراني وبنت ثابت بن قيس لم أعرفها وبقية رجاله رجال الصحيح والظاهر أن بنت
ثابت بن قيس صحابية فإنها قالت : سمعت أبي والله أعلم
(9/535)
15785 - وعن أنس أن ثابت بن قيس بن شماس جاء يوم اليمامة وقد
نشر أكفانه وتحنط قال : اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء وأعتذر مما صنع
هؤلاء . فقتل وكانت له درع فسرقت فرآه رجل فيما يرى النائم فقال : إن درعي في قدر
تحت الكانون في مكان كذا وكذا ووصاه بوصايا فطلبوا الدرع فوجدوها وأنفذوا الوصايا
قلت : هو في الصحيح غير قصة الدرع
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/536)
15786 - وعن عروة :
ص . 537
في تسمية من قتل يوم اليمامة من الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج : ثابت بن قيس
بن شماس سنة ثنتي عشرة
رواه الطبراني وهو مرسل وإسناده حسن
(9/537)
110 - . باب ما جاء في أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه
(9/537)
15787 - عن أبي أيوب الأنصاري قال : كان رسول الله صلى الله
عليه و سلم يطوف بين الصفا والمروة فسقطت على لحيته ريشة فابتدر إليه أبو أيوب
فأخذها فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : " نزع الله عنك ما تكره "
رواه الطبراني وفيه نائل بن نجيح وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه الدارقطني وغيره وبقية
رجاله ثقات إلا أن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أبي أيوب
(9/537)
15788 - وعن أبي أيوب قال : نزل علي رسول الله صلى الله عليه و
سلم وكنت أول من نزل عليه
قلت : هو في الصحيح غير قوله : وكنت أول من نزل عليه
رواه الطبراني وفيه هياج بن بسطام التميمي وهو ضعيف
(9/537)
15789 - وعن ابن عباس أن أبا أيوب الأنصاري كان رسول الله صلى
الله عليه و سلم نزل عليه حين هاجر غزا أرض الروم فمر على معاوية رضي الله عنهما
فجفاه فانطلق ثم رجع من غزوته فجفاه ولم يرفع له رأسا فقال : إن رسول الله صلى
الله عليه و سلم أنباني أنا سنرى بعده أثرة قال معاوية : فبم أمركم ؟ قال : أمرنا
أن نصبر قال : اصبروا إذا
ص . 538
فأتى عبد الله بن عباس بالبصرة وقد أمره عليها علي رضي الله عنهما فقال : يا أبا
أيوب إني أريد أن أخرج لك عن مسكني كما خرجت لرسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر
أهله فخرجوا وأعطاه كل شيء أغلق عليه الدار فلما كان انطلاقه قال : حاجتك ؟ قال :
حاجتي عطائي وثمانية أعبد يعملون في أرضي وكان عطاؤه أربعة آلاف فأضعفها له خمس
مرات فأعطاه عشرين ألفا وأربعين عبدا
رواه الطبراني
(9/537)
15790 - وفي رواية : قدم أبو أيوب على معاوية - رحمهما الله -
فشكا له أن عليه دينا قال : فذكر الحديث بإسنادين
ورجال أحدهما رجال الصحيح إلا أن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أبي أيوب
(9/538)
111 - . باب ما جاء في أبي الدحداح رضي الله عنه
(9/538)
15791 - عن أنس أن رجلا قال : يا رسول الله إن لفلان نخلة وأنا
أقيم حائطي بها فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أعطه إياها بنخلة في
الجنة " . فأبى فأتاه أبو الدحداح فقال : بعني نخلك بحائطي فأجعلها له فقد
أعطتيكها . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " كم من عذق رداح لأبي
الدحداح " . قال ذلك مرارا
ص . 539
قال : فأتى امرأته فقال : يا أم الدحداح اخرجي من الحائط فإني قد بعته بنخلة في
الجنة فقالت : ربح البيع - أو كلمة تشبهها -
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح
(9/538)
15792 - وعن عبد الله بن مسعود قال : لما نزلت : { من ذا الذي
يقرض الله قرضا حسنا } قال أبو الدحداح : يا رسول الله إن الله يريد منا القرض ؟
قال : " نعم يا أبا الدحداح " . قال : أرنا يدك قال : فناوله يده قال :
قد أقرضت ربي حائطي - وحائطه فيه ستمائة نخلة - فجاء يمشي حتى أتى الحائط وأم
الدحداح فيه وعيالها فنادى : يا أم الدحداح قالت : لبيك قال : اخرجي فقد أقرضته
ربي
رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات ورجال أبي يعلى رجال الصحيح
(9/539)
15793 - وعن عبد الرحمن بن أبزي أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث إلى أبي الدحداح يستقرضه فلما جاءه الرسول قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم : بعث إلي يستقرضني ؟ قال : " نعم " . قال : فإني أشهد الله أن مالي في موضع كذا وكذا في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " كم من عذق لأبي الدحداح في الجنة "
(9/539)
112 - . باب ما جاء في البراء بن مالك رضي الله عنه
(9/539)
15794 - عن محمد بن سيرين أن أنس بن مالك دخل على البراء بن
مالك وهو يقول الشعر فقال له : أخي أما علمك الله ما هو خير من هذا ؟ فقال له
البراء : أتخشى أن أموت على
ص . 540
فراشي ؟ والله لا يكون ذلك أبدا بلاء الله إياي فقد قتلت مائة من المشركين منهم من
تفردت بقتله ومنهم من شاركت فيه
رواه الطبراني وفيه أبو هلال الراسي وضعفه جماعة وقد وثق ومحمد بن سيرين لم يسمع
من البراء بن مالك
(9/539)
15795 - وعن أنس بن مالك قال : استلقى البراء بن مالك على ظهره
ثم ترنم فقال له أنس : اذكر الله أي أخي فاستوى جالسا وقال : أي أنس أتراني أموت
على فراشي وقد قتلت مائة من المشركين مبارزة سوى من شاركت في قتله ؟
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/540)
15796 - وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال : بينما أنس بن
مالك وأخوه البراء بن مالك عند حصن من حصون العدو والعدو يلقون كلاليب في سلاسل
محماة فتعلق بالإنسان فيرفعونه إليهم فعلق بعض تلك الكلاليب بأنس بن مالك فرفعوه
حتى أقلوه من الأرض فأتى أخوه البراء فقيل له : أدرك أخاك وهو يقاتل الناس فأقبل
يسعى حتى نزا في الجدار ثم قبض بيده على السلسلة وهي تدار فما برح يجرهم ويداه
تدخنان حتى قطع الحبل ثم نظر إلى يديه فإذا عظامه تلوح قد ذهب ما عليها من اللحم
أنجى الله عز و جل أنس بن مالك رضي الله عنه بذاك
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/540)
113 - . باب ما جاء في أنس بن مالك رضي الله عنه
(9/540)
15797 - عن أنس بن مالك قال :
ص . 541
كناني رسول الله صلى الله عليه و سلم بأبي حمزة
قلت : روى له الترمذي كناني ببقلة كنت أجتنيها
رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف
(9/540)
15798 - وعن أنس قال : كانت لي ذؤابة وكان رسول الله صلى الله
عليه و سلم يمدها ويأخذ بها
رواه الطبراني وإسناده جيد
(9/541)
15799 - وعن أنس قال : إني لأرجو أن ألقى رسول الله صلى الله
عليه و سلم فأقول : يا رسول الله خويدمك
رواه أبو يعلى وفيه الحكم بن عطية وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال
الصحيح
(9/541)
15800 - وعن ثابت قال : كنت إذا أتيت أنسا يخبر بمكاني فأدخل
عليه فآخذ بيديه فأقبلهما وأقول : بأبي هاتين اليدين التين مستا رسول الله صلى
الله عليه و سلم وأقبل عينيه وأقول : بأبي هاتين العينين اللتين رأتا رسول الله
صلى الله عليه و سلم
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أبي بكر المقدمي وهو ثقة
(9/541)
15801 - وعن قتادة قال : لما مات أنس بن مالك قال مورق العجلي :
ذهب اليوم نصف العلم فقيل : وكيف ذاك يا أبا المغيرة ؟ قال : كان رجل من أهل
الأهواء إذا خالفنا في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قلنا له : تعال
إلى من سمعه منه
ص . 542
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/541)
15802 - وعن جرير بن حازم قال : قلت لشعيب بن الحبحاب : متى مات
أنس بن مالك ؟ قال : سنة تسعين
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/542)
15803 - ووعن السري بن يحيى قال : مات أنس بن مالك سنة ثلاث
وتسعين
رواه الطبراني وإسناده منقطع
(9/542)
114 - . باب ما جاء في حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
(9/542)
15804 - عن حذيفة قال : خيرني رسول الله صلى الله عليه و سلم
بين الهجرة والنصرة فاخترت الهجرة
رواه البزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد وهو حسن الحديث
(9/542)
115 - . باب ما جاء في عبد الله بن سلام وولده يوسف رضي الله عنهما
(9/542)
15805 - عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه
أن عبد الله بن سلام قال لأحبار يهود : إني أحدث بمسجد أبينا إبراهيم وإسماعيل
عهدا فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو بمكة فوافاهم وقد انصرفوا من
الحج فوجد رسول الله صلى الله عليه و سلم بمنى والناس حوله فقام مع الناس فلما نظر
إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " عبد الله بن سلام ؟ " . قال
: نعم قال : " ادن " . فدنوت منه قال : " أنشدك بالله
ص . 543
يا عبد الله بن سلام أما تجدني في التوراة رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ "
. فقلت له : انعت لنا ربنا قال : فجاء جبريل حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله
عليه و سلم فقال : { قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا
أحد } فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال عبد الله بن سلام : أشهد
أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ثم انصرف ابن سلام إلى المدينة فكتم إيمانه
فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم قدم المدينة وأنا على نخلة أجزها ( أقطع
تمرها ) فسمعت رجة في المدينة فقلت : ما هذا ؟ قالوا : هذا رسول الله صلى الله
عليه و سلم قد قدم . قال : فألقيت نفسي من أعلى النخلة ثم خرجت أحضر ( أعدو ) حتى
أتيته فسلمت عليه ثم رجعت فقالت أمي : والله لو كان موسى بن عمران عليه السلام ما
كان كذلك تلقي نفسك من أعلى النخلة فقلت : والله لأنا أشد فرحا بقدوم رسول الله
صلى الله عليه و سلم من موسى إذ بعث
رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله ثقات
(9/542)
15806 - وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - أن النبي صلى الله عليه
و سلم أتي بقصعة فأكل منها ففضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" يجيء رجل من هذا الفج من أهل الجنة يأكل هذه الفضلة ؟ " . قال سعد :
وكنت تركت أخي عميرا يتوضأ قال : فقلت : هو عمير فجاء عبد الله بن سلام فأكلها
قلت : له حديث في الصحيح غير هذا
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه عاصم بن بهدلة وفيه خلاف وبقية رجالهم رجال
الصحيح
(9/543)
15807 - وعن يوسف بن عبد الله بن سلام قال :
ص . 544
أجلسني رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجره ومسح على رأسي وسماني : " يوسف
"
رواه أحمد بأسانيد ورجال إسنادين منها ثقات . ورواه الطبراني بنحوه وقال : ودعا لي
بالبركة
(9/543)
116 - . باب ما جاء في أبي ذر رضي الله عنه
(9/544)
15808 - عن أبي ذر قال : إني لأقربكم يوم القيامة من رسول الله
صلى الله عليه و سلم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
إن أقربكم مني يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئته يوم تركته عليه وإنه والله ما
منكم من أحد إلا وقد تشبث منها بشيء غيري
رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن عراك بن مالك لم يسمع من أبي ذر فيما أحسب والله
أعلم
ورواه الطبراني بنحوه
(9/544)
15809 - وعن ابن عباس قال : قال أبو ذر : سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول :
إن أحبكم إلي وأقربكم مني الذي يخلفني على العهد الذي فارقني عليه
رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف
(9/544)
15810 - قال الطبراني في أبي ذر : هو جندب بن جنادة بن سفين بن
عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناف بن كنانة بن خزيمة بن
مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
ص . 545
(9/544)
15811 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال : اسم أبي ذر جندب بن
جنادة ويقال : اسم أبي ذر برير
رواه الطبراني
(9/545)
15812 - وعن زيد بن أسلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأبي
ذر : " يا برير "
رواه الطبراني في حديث اختصرناه وهو مرسل ورجاله ثقات
(9/545)
15813 - وعن جبير بن نفير قال : كان أبو ذر يقول : لقد رأيتني
ربع الإسلام لم يسلم قبلي إلا النبي صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وبلال رضي الله
عنهما
رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما متصل الإسناد ورجاله ثقات
(9/545)
15814 - وعن أبي ذر قال : كان لي أخ يقال له : أنيس وكان شاعرا
فتنافر هو وشاعر آخر فقال أنيس : أنا أشعر منك وقال الآخر : أنا أشعر منك فقال
أنيس : فبمن ترضى أن يكون بيننا ؟ قال : أرضى أن يكون بيننا كاهن مكة قال : نعم
فخرجا إلى مكة فاجتمعا عند الكاهن فأنشده هذا كلامه وهذا كلامه فقال لأنيس : قضيت
لنفسك فكأنه فضل شعر أنيس . فقال أخي : بمكة رجل يزعم أنه نبي وهو على دينك
قال ابن عباس : قلت لأبي ذر : وما كان دينك ؟ قال : رغبت عن آلهة قومي التي كانوا
يعبدون
فقلت : أي شيء كنت تعبد ؟ قال : لا شيء كنت أصلي من الليل حتى أسقط كأني خفاء حتى
يوقظني حر الشمس
ص . 546
فقيل له : أين كنت توجه وجهك ؟ قال : حيث وجهني ربي
قال لي أنيس : وقد سئموه - يعني كرهوه -
قال أبو ذر : فجئت حتى دخلت مكة فكنت بين الكعبة وأستارها خمس عشرة ليلة ويوما
أخرج كل ليلة فأشرب من ماء زمزم شربة فما وجدت على كبدي سحفة جوع وقد تعكن بطني
فجعلت امرأتان تدعوان ليلة ألهتهما وتقول إحداهما : يا أساف هب لي غلاما وتقول
الأخرى : يا نائلة هب لي كذا وكذا . فقلت : هن بهن فولتا وجعلتا تقولان : الصابئ
بين الكعبة وأستارها إذ مر رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر يمشي وراءه
فقالتا : الصابئ بين الكعبة وأستارها فتكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم بكلام
قبح ما قالتا
قال أبو ذر : فظننت أنه رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرجت إليه فقلت : السلام
عليك يا رسول الله فقال : " وعليك السلام ورحمة الله وبركاته " . -
ثلاثا - ثم قال لي : " منذ كم أنت ههنا ؟ " . قلت : منذ خمسة عشر يوما
وليلة . قال : " فمن أين كنت تأكل ؟ " . قلت : كنت آتي زمزم كل ليلة نصف
الليل فأشرب منها شربة فما وجدت على كبدي سحفة جوع ولقد تعكن بطني فقال رسول الله
صلى الله عليه و سلم : " إنها طعم وشرب وهي مباركة " - قالها ثلاثا - .
ثم سألني رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ممن أنت ؟ " . فقلت : من
غفار قال : وكانت غفار يقطعون على الحاج فكأن رسول الله صلى الله عليه و سلم تقبض
عني فقال لأبي بكر : " انطلق يا أبا بكر " . فانطلق بنا إلى منزل أبي
بكر فقرب لنا زبيبا فأكلنا منه وأقمت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فعلمني
الإسلام وقرأت شيئا من القرآن . فقلت : يا رسول الله إني أريد أن أظهر ديني فقال
رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إني أخاف عليك أن تقتل " . قلت : لا
بد
ص . 547
منه سل رسول الله وإن قتلت . فسكت عني رسول الله صلى الله عليه و سلم وقريش حلق
يتحدثون في المسجد فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فتنفضت
الحلق فقاموا إلي فضربوني حتى تركوني كأني نصب أحمر وكانوا يرون أنهم قد قتلوني
فقمت فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأى ما بي من الحال فقال : "
ألم أنهك ؟ " . فقلت : يا رسول الله حاجة كانت في نفسي فقضيتها فأقمت مع رسول
الله صلى الله عليه و سلم فقال لي : " الحق بقومك فإذا بلغك ظهوري فائتني
" . فجئت وقد أبطأت عليهم فلقيت أنيسا فبكى وقال : يا أخي ما كنت أراك إلا قد
قتلت لما أبطأت علينا ما صنعت ؟ ألقيت صاحبك الذي طلبت ؟ فقلت : أشهد أن لا إله
إلا الله وأن محمدا رسول الله فأسلم مكانه ثم أتيت أمي فلما رأتني بكت وقالت : يا
بني أبطأت علينا حتى تخوفت أن قد قتلت ما فعلت ؟ ألقيت صاحبك الذي طلبت ؟ قلت :
نعم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قالت : فما صنع أنيس ؟ قلت :
أسلم فقالت : وما بي عنكما رغبة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
فأقمت في قومي فأسلم منهم ناس كثير حتى بلغنا ظهور رسول الله صلى الله عليه و سلم
فأتيته
قلت : هو في الصحيح باختصار
رواه الطبراني في الأوسط
(9/545)
15815 - وفي رواية عنده أيضا : فاحتملت أمي وأختي حتى نزلنا
بحضرة مكة فقال أخي : إني مدافع رجلا على الماء بشعر - وكان امرأ شاعرا - فقلت :
لا تفعل فخرج به اللجاج حتى دافع دريد بن الصمة صرمته إلى صرمته وايم الله لدريد
يومئذ أشعر من أخي قتقاضيا إلى خنساء فقضت لأخي على دريد وذلك أن دريدا خطبها إلى
أبيها فقالت :
ص . 548
شيخ كبير لا حاجة لي فيه فحقدت ذلك عليه فضممنا صرمته إلى صرمتنا فكانت لنا هجمة
ثم أتيت مكة فابتدأت بالصفا فإذا عليه رجالات قريش وقد بلغني أن بها صابئا أو
مجنونا أو شاعرا أو ساحرا فقلت : أين الذين يزعمون ؟ فقالوا : هو ذاك حيث ترى
فانقلبت إليه فوالله ما جزت عنهم قيس ( قدر ) حجر حتى أكبوا على كل حجر وعظم ومدر
فضرجوني بالدم فأتيت البيت فدخلت بين الستور والبناء وصمت فيه ثلاثين يوما لا آكل
ولا أشرب إلا ماء زمزم حتى إذا كانت ليلة قمراء فأقبلت امرأتان من خزاعة فطافتا
بالبيت
قلت : فذكر الحديث بنحو ما في الصحيح
وفي الطريق الأولى أبو الطاهر يروي عن أبي يزيد المديني ولم أعرف أبا الطاهر .
وبقية رجالها رجال الصحيح
وفي الرواية الثانية جماعة لم أعرفهم
(9/547)
15816 - وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
:
ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر
رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه علي بن زيد وقد وثق وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات
(9/548)
15817 - وعن عبد الرحمن بن غنم أنه زار أبا الدرداء بحمص فمكث
عنده
ص . 549
ليالي فأمر بحماره فأوكف ( أسرج ) له فقال أبو الدرداء : لا أراني إلا متبعك فأمر
بحماره فأسرج فسارا على حماريهما فلقيا رجلا شهد الجمعة بالأمس عند معاوية
بالجابية فعرفهما الرجل ولم يعرفاه فأخبرهما خبر الناس
ثم إن الرجل قال : وخبر آخر كرهت أن أخبركماه أراكما تكرهانه فقال أبو الدرداء :
فلعل أبا ذر نفي قال : نعم والله فاسترجع أبو الدرداء وصاحبه قريبا من عشر مرات .
ثم قال أبو الدرداء : { ارتقبهم واصطبر } كما قيل لأصحاب الناقة اللهم إن كذبوا
أبا ذر فإني لا أكذبه اللهم إن اتهموه فإني لا أتهمه اللهم وإن استغشوه فإني لا
أستغشه فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأتمنه حين لا يأتمن أحدا ويسر إليه
حين لا يسر لأحد أما والذي نفس أبي الدرداء بيده لو أن أبا ذر قطع يميني ما أبغضته
بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر
رواه أحمد والطبراني بنحوه وزاد : وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
من أحب أن ينظر إلى المسيح عيسى بن مريم إلى بره وصدقه وجده فلينظر إلى أبي ذر
والبزار باختصار ورجال أحمد وثقوا وفي بعضهم خلاف
(9/548)
15818 - وعن أبي الدرداء قال : والله إن كان رسول الله صلى الله
عليه و سلم ليدني أبا ذر إذا حضر ويفتقده إذا غاب
رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبي مريم وقد اختلط
(9/549)
15819 - وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم :
ص . 550
إن أبا ذر ليباري عيسى بن مريم صلى الله عليه و سلم في عبادته
رواه الطبراني وفيه إبراهيم العحري وهو ضعيف وإبراهيم مع ضعفه لم يدرك ابن مسعود
(9/549)
15820 - وبسنده عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم :
من سره أن ينظر إلى شبيه عيسى بن مريم صلى الله عليه و سلم خلقا وخلقا فلينظر إلى
أبا ذر رضي الله عنه
(9/550)
15821 - وعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا أبا ذر رأيت كأني وزنت بأربعين أنت فيهم فوزنتهم
رواه البزار ورجاله ثقات
(9/550)
15822 - وعن الحسين بن علي قال : أتى جبريل النبي صلى الله عليه
و سلم فقال : يا محمد إن الله يحب من أصحابك ثلاثة فأحبهم : علي بن أبي طالب وأبو
ذر والمقداد بن الأسود
رواه أبو يعلى وفيه النضر بن حميد وهو متروك
(9/550)
15823 - وعن أنس رفعه قال :
الجنة تشتاق إلى ثلاثة علي وعمار - أحسبه قال : - وأبو ذر
قلت : رواه الترمذي غير ذكر أبي ذر
رواه البزار وإسناده حسن
(9/550)
15824 - وعن أبي ذر قال :
ص . 551
ما ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا مما صبه جبريل وميكائيل عليهما السلام
في صدره إلا صبه في صدري . وما تركت شيئا صبه في صدري إلا صببته في صدر مالك بن
ضمرة
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(9/551)
15825 - وعن عبد الله بن خراش قال : رأيت أبا ذر بالربذة في ظلة
سوداء ومعه امرأة شحماء وهو جالس على قطعة جوالق فقيل له : يا أبا ذر إنك امرؤ لا
يبقى لك ولد فقال : الحمد لله الذي يأخذهم في الفناء ويدخرهم في دار البقاء فقالوا
: يا أبا ذر لو اتخذت امرأة غير هذه فقال : لأن أتزوج امرأة تضعني أحب إلي من
امرأة ترفعني قالوا له : لو اتخذت بساطا ألين من هذا فقال : اللهم غفرا خذ مما
خولت ما بدا لك
رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف
(9/551)
15826 - وعن محمد بن سيرين قال : بلغ الحارث - رجل كان بالشام
من قريش - أن أبا ذر كان به عوز فبعث إليه بثلاث مائة دينار فقال : ما وجد عبد
الله من هو أهون عليه مني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
من سأل وله أربعون فقد ألحف
ولأبي ذر أربعون درهما وأربعون شاة وماهنان
قال أبو بكر بن عياش : يعني خادمين
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس وهو
ثقة
(9/551)
15827 - وعن أبي شعبة قال : جاء رجل إلى أبي ذر فعرض عليه نفقة
فقال
ص . 552
أبو ذر : عندنا أعنز نحلبها وحمر تنقلنا ومحررة تخدمنا وفضل عباءة عن كسوتنا إني
لأخاف أن أحاسب على الفضل
رواه الطبراني وأبو شعبة البكري لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/551)
15828 - وعن أبي الأسود الديلي قال : رأيت أصحاب النبي صلى الله
عليه و سلم فما رأيت لأبي ذر شبيها
رواه عبد الله
(9/552)
15829 - وعن إبراهيم - يعني ابن الأشتر - أن أبا ذر حضره الموت
وهو بالربذة فبكت امرأته فقال : ما يبكيك ؟ فقالت : أبكي أنه لا يد لي بنفسك وليس
عندي ثوب يسع لك كفنا قال : لا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
: " ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين " . قال :
فكل من كان علي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية لم يبق منهم غيري وقد أصحبت بالفلاة
أموت فراقبي الطريق فإنك سوف ترين ما أقول فإني والله ما كذبت ولا كذبت قالت :
وأنى ذلك وقد انقطع الحاج قال : راقبي الطريق
قال : فبينا هي كذلك إذا هي بالقوم تخب بهم رواحلهم كأنهم الرخم فأقبل القوم حتى
وقفوا عليها فقالوا : ما لك ؟ فقالت : امرؤ من المسلمين تكفنوه وتؤجرون فيه قالوا
: ومن هو ؟ قالت : أبو ذر ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ووضعوا سياطهم في محورها
يبتدرونه فقال : أبشروا فأنتم النفر الذي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيكم
ما قال ثم أصبحت اليوم حيث
ص . 553
ترون ولو أن لي ثوبا من أثوابي يسع لأكفن فيه فأنشدكم بالله لا يكفني رجل منكم كان
عريفا أو أميرا أو بريدا فكل القوم قد نال من ذلك شيئا إلا فتى من الأنصار كان مع
القوم قال : أنا صاحبك ثوبان في عيبتي من غزل أمي وأحد ثوبي هذين الذين علي قال :
أنت صاحبي
رواه أحمد من طريقتين أحدهما هذه والأخرى مختصرة عن إبراهيم بن الأشتر عن أم ذر
ورجال الطريق الأولى رجال الصحيح ورواه البزار بنحوه باختصار
(9/552)
15830 - وعن محمد بن كعب أن ابن مسعود أقبل في ركب عمار فمر
بجنازة أبي ذر على ظهر الطريق فنزل هو وأصحابه فواروه وكان أبو ذر دخل مصر واختط
بها دارا
رواه الطبراني ومحمد بن كعب لم يدرك أبا ذر وابن إسحاق مدلس
(9/553)
15831 - وعن يزيد بن أبي حبيب وكان أبو ذر ممن شهد الفتح مع
عمرو بن العاص
رواه الطبراني وإسناده منقطع
(9/553)
15832 - وعن يحيى بن بكير قال : مات أبو ذر بالربذة سنة ثنتين
وثلاثين واسمه جندب بن جنادة
وإسناده منقطع
(9/553)
117 - . باب ما جاء في سلمان الفارسي رضي الله عنه
(9/553)
15833 - عن سلمان الفارسي قال : كنت رجلا فارسيا من أهل أصبهان
من
ص . 554
[ أهل ] قرية منها يقال لها : جي وكان أبي دهقان قريته وكنت أحب خلق الله إليه فلم
يزل به حبه إياي حتى حبسني في بيت كما تحبس الجارية واجتهدت في المجوسية حتى كنت
قطن النار يوقدها لا أتركها تخبو ساعة
قال : فكانت لأبي ضعية عظيمة قال : فشغل في بنيان له يوما فقال لي : يا بني قد
شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضعيتي فاذهب فاطلعها وأمرني فيها ببعض ما يريد فخرجت أريد
ضيعته فمررت بكنيسة من كنائس النصارى فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون وكنت لا أدري
ما أمر الناس بحبس أبي إياي في بيته فلما مررت بهم وسمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر
ماذا يصنعون فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم ورغبت في أمرهم وقلت : هذا والله خير من
الدين الذي نحن عليه فوالله ما تركتهم حتى غربت الشمس وتركت ضيعة أبي ولم آتها
فقلت لهم : أين أصل هذا الدين ؟ قالوا : بالشام . قال : ثم رجعت إلى أبي وقد بعث
في طلبي وقد شغلته عن عمله كله قال : فلما جئته قال : أي بني أين كنت ؟ ألم أكن
عهدت إليك ما عهدت ؟ قلت : يا أبتي مررت بناس يصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت
من دينهم فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس . قال : أي بني ليس في ذلك الدين خير
دينك ودين آبائك خير منه قال : قلت : كلا والله إنه لخير من ديننا قال : فخافني
فجعل في رجلي قيدا ثم حسبني في بيته
ص . 555
قال : وبعثت إلى النصارى وقلت لهم : إذا قدم عليهم من الشام تجار من النصارى
فأخبروني بهم فأقبل عليهم ركب الشام تجار من النصارى فأخبروني . قال : فقلت : إذا
قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني بهم . قال : فلما أرادوا الرجعة
إلى بلادهم ألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم حتى الشام فلما قدمتها قلت : من
أفضل أهل هذا الدين ؟ قالوا : الأسقف في الكنيسة . قال : فجئته فقلت : إني قد رغبت
في هذا الدين وأحببت أن أكون معك في كنيستك أخدمك في كنيستك وأتعلم منك وأصلي معك
قال : ادخل فدخلت معه . قال : فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها فإذا
جمعوا فيها شيئا اكتنزه لنفسه ولم يعط المساكين حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق .
قال : وأبغضته بغضا شديدا لما رأيته يصنع ثم مات فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه
فقلت لهم : إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها فإذا جمعتم له منها
أشياء جئتموه بها اكتنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئا قالوا : وما علمك بذلك
؟ قلت : أنا أدلكم على كنزه قالوا : فدلنا عليه قال : فأريتهم موضعه فاستخرجوا منه
سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا فلما رأوها قالوا : والله لا ندفنه أبدا قال : فصلبوه
ثم رجموه بالحجارة ثم جاءوا برجل آخر فجعلوه بمكانه
قال : يقول سلمان : قلما رأيت رجلا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه ولا أزهد في
الدنيا ولا أرغب في الآخرة ولا أدأب ليلا ونهارا منه قال : فأحببته حبا لم أحبه من
قبله فأقمت معه زمانا ثم حضرته الوفاة فقلت
ص . 556
له : يا فلان إني كنت معك وأحببتك حبا لم أحبه أحدا قبلك وقد حضرك ما ترى من أمر
الله فإلى من توصي بي ؟ وما تأمرني ؟ قال : أي بني والله ما أعلم أحدا اليوم على
ما كنت عليه لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه إلا رجل بالموصل وهو
فلان فهو على ما كنت عليه فالحق به
قال : فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل فقلت له : يا فلان إن فلانا أوصاني عند
موته أن ألحق بك وأخبرني أنك على مثل أمره قال : فقال : أقم عندي فأقمت عنده
فوجدته خير رجل فلم يلبث أن مات فلما حضرته الوفاة قلت له : يا فلان إن فلانا
أوصاني إليك وقد أمرني باللحوق بك وقد حضرك من أمر الله ما ترى فإلى من توصي بي ؟
وما تأمرني ؟ قال : أي بني والله ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه إلا رجلا
بنصيبين . فجئته فأخبرته خبري وما أمرني به صاحبي قال : أقم عندي فوجدته على أمر
صاحبيه فأقمت مع خير رجل فوالله ما لبث أن نزل به الموت فلما حضر قلت : يا فلان إن
فلانا كان أوصى بي إلى فلان ثم أوصى بي فلان إليك فإلى من توصي بي ؟ وما تأمرني ؟
قال : أي بني والله ما أعلم أحدا بقي على أمرنا آمرك أن تأتيه إلا رجلا بعمورية
فإنه على مثل ما نحن عليه فإن أحببت فائته فإنه على مثل أمرنا
قال : فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية فأخبرته خبري فقال : أقم عندي فأقمت مع رجل
على أمر أصحابه وهديهم واكتسبت حتى صارت لي بقيرات وغنيمة . قال : ثم نزل به أمر
الله عز و جل
ص . 557
قال : فلما حضر قلت له : يا فلان إني كنت مع فلان وأنه أوصى بي إلى فلان وأوصى إلى
فلان وأوصى إلى فلان وأوصاني فلان إلى فلان إليك فإلى من توصي بي ؟ وما تأمرني ؟
قال : يا بني والله ما أعلم أحدا على ما كنا عليه من الناس آمرك أن تأتيه ولكن قد
أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجره إلى أرض بين حرتي
بينهما نخل به علامات لا تخفى : يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم
النبوة فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل
قال : ثم مات وغيب فمكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث ثم مر بي نفر من كلب تجار
فقلت لهم : تحملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقيراتي هذه وغنيمتي هذه ؟ فقالوا : نعم
فأعطيتموها فحملوني حتى إذا قدموا بي وادي القرى ظلموني فباعوني من رجل من يهود
وكنت عنده ورأيت النخل ورجوت أن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي ولم يحق في نفسي
فبينا أنا عنده قدم عليه ابن عم له من المدينة من بني قريظة فابتاعني منه فحملني
إلى المدينة فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي فأقمت بها وبعث الله
رسوله صلى الله عليه و سلم فأقام بمكة لا أسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق
ثم هاجر إلى المدينة فوالله إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل فيه بعض العمل وسيدي جالس
إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال : فلان قاتل الله بني قيلة والله إنهم الآن
مجتمعون عند رجل قدم من مكة اليوم يزعم أنه نبي . قال : فلما سمعتها أخذتني
العوراء ( برد الحمى ) حتى ظننت سأسقط على سيدي . قال : ونزلت عن النخلة وجعلت
أقول لابن عمه : ماذا تقول ؟ ماذا
ص . 558
تقول ؟ فغضب سيدي فلكمني لكمة شديدة ثم قال : ما لك ولهذا ؟ أقبل على عملك . قال :
قلت : لا شيء إنما أردت أن أستثبته عما قال . وكان عندي شيء قد جمعته فلما أمسيت
أخذته ثم ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو بقباء فدخلت عليه فقلت له
: إنه بلغني أنك رجل صالح ومعك أصحاب لك غرباء ذو حاجة وهذا شيء كان عندي للصدقة
فرأيتكم أحق به من غيركم فقربته إليه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه
: " كلوا " . وأمسك يده فلم يأكل قال : فقلت في نفسي : هذه واحدة
ثم انصرفت عنه فجمعت شيئا وتحول رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة ثم
جئته فقلت : إني رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية أكرمتك بها قال : فأكل رسول الله
صلى الله عليه و سلم منها وأمر أصحابه فأكلوا معه قال : فقلت في نفسي : هذه اثنتان
قال : ثم جئت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو ببقيع الغرقد وقد تبع جنازة من
أصحابه عليه شملتان له وهو جالس في أصحابه فسلمت عليه ثم استدرت أنظر إلى ظهره هل
أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي فلما رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم استدبرته
عرف أني أستثبت في شيء قد وصف لي قال : فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم
وعرفته فانكببت عليه أقبله وأبكي فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : "
تحول " . فتحولت فقصصت عليه حديثي - كما حدثتك يا ابن عباس - فأعجب رسول الله
صلى الله عليه و سلم أن يسمع ذلك أصحابه
وشغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بدر وأحد
قال : ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " كاتب يا سلمان " .
فكاتبت صاحبي على ثلاث
ص . 559
مائة نخلة أحييها له بالعفير وبأربعين أوقية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لأصحابه : " أعينوا أخاكم " . فأعانوني بالنخل الرجل بثلاثين ودية
والرجل بعشرين ودية والرجل بخمس عشرة ودية والرجل بعشر يعين الرجل بقدر ما عنده
حتى إذا اجتمعت إلي ثلاث مائة ودية قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "
اذهب يا سلمان فعفر لها فإذا فرغت فائتني فأكون أنا أضعها بيدي " . قال :
فعفرت لها وأعانني أصحابي حتى إذا فرغت منها جئته فأخبرته فخرج رسول الله صلى الله
عليه و سلم معي إليها فجعلنا نقرب إليه الودي ويضعه رسول الله صلى الله عليه و سلم
بيده فوالذي نفس سلمان بيده ما مات منها ودية واحدة فأديت النخل وبقي علي المال
فأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم بمثل بيضة دجاجة من ذهب من بعض المعادن فقال :
" ما فعل الفارسي المكاتب ؟ " . قال : فدعيت له فقال : " خذ هذه
فأد بها ما عليك يا سلمان " . قال : قلت : وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي
؟ قال : " خذها فإن الله سيؤدي بها عنك " . قال : فأخذتها فوزنت لهم
منها والذي نفس سلمان بيده أربعين أوقية فأوفيتهم حقهم وعتقت فشهدت مع رسول الله
صلى الله عليه و سلم الخندق ثم لم يفتني معه مشهد
(9/553)
15834 - وفي رواية عن سلمان قال : لما قلت : وأين تقع هذه من
الذي علي يا رسول الله ؟ أخذها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلبها على لسانه ثم
قال : " خذها فأوفهم منها " . [ فأخذتها فأوفيتهم ] حقهم كله أربعين
أوقية
رواه أحمد كله والطبراني في الكبير بنحوه بأسانيد وإسناد الرواية الأولى عند أحمد
والطبراني رجالها رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع . ورجال الرواية
الثانية انفرد بها أحمد ورجالها رجال الصحيح غير عمرو بن أبي قرة الكندي وهو ثقة
ورواه البزار
ص . 560
(9/559)
15835 - عن سلمان قال : كنت من أبناء أساورة فارس قال : فذكر
الحديث . قال : فانطلقت ترفعني أرض وتخفضني أخرى حتى مررت على قوم من الأعراب
فاستعبدوني فباعوني حتى اشترتني امرأة فسمعتهم يذكرون النبي صلى الله عليه و سلم
وكان العيش عزيزا فقلت لها : هبي لي يوما قالت : نعم قال : فانطلقت فاحتطبت حطبا
فبعته فصنعت طعاما فأتيت به النبي صلى الله عليه و سلم فوضعته بين يديه فقال :
" ما هذا ؟ " . قلت : صدقة فقال لأصحابه : " كلوا " . ولم
يأكل فقلت : هذه من علاماته
ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث فقلت لمولاتي : هبي لي يوما قالت : نعم فانطلقت فاحتطبت
حطبا فبعته بأكثر من ذلك فصنعت طعاما فأتيته به وهو جالس بين أصحابه فوضعته بين
يديه فقال : " ما هذا ؟ " . فقلت : هدية فوضع يده وقال لأصحابه : "
خذوا بسم الله "
وقمت خلفه فوضع رداءه فإذا خاتم النبوة فقلت : أشهد أنك رسول الله فقال : "
وما ذاك ؟ " . فحدثته عن الرجل فقلت له : أيدخل الجنة يا رسول الله ؟ فإنه
حدثني أنك نبي قال : " لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة "
(9/560)
15836 - وعن بريدة قال : جاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه
و سلم حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب فوضعها بين يدي رسول الله صلى الله عليه و
سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما هذا يا سلمان ؟ " . قال
: صدقة عليك وعلى أصحابك قال : " ارفعها فإنا لا نأكل الصدقة " . فرفعها
وجاءه من الغد بمثله فوضعه بين يديه فقال : " ما هذا يا سلمان ؟ " . قال
: فقال : هذه هدية لك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه : " انشطوا
" . قال : فنظر إلى الخاتم الذي على ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم فآمن
به وكان لليهود فاشتراه رسول الله صلى الله عليه و سلم بكذا وكذا درهما
ص . 561
وعلى أن يغرس نخلا يعمل فيها سلمان حتى تطعم قال : فغرس رسول الله صلى الله عليه و
سلم النخل إلا نخلة واحدة غرسها عمر فحملت النخل من عامها ولم تحمل النخلة فقال
رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من غرس هذه ؟ " . قال عمر : أنا
غرستها يا رسول الله قال : فنزعها رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم غرسها فحملت
من عامها
رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح
(9/560)
15837 - وعن سلمان الفارسي قال : كنت رجلا من أهل جي وكان أهل
قريتي يعبدون الخيل البلق وكنت أعرف أنهم ليسوا على شيء فقيل لي : إن الدين الذي
تطلب إنما هو بالمغرب فخرجت حتى أتيت الموصل فسألت عن أفضل رجل فيها فدللت على رجل
في صومعة فأتيته فقلت : إني رجل من أهل جي وإني جئت أطلب العلم وأتعلم منك فضمني
إليك أخدمك وأصحبك وتعلمني شيئا مما علمك الله قال : نعم فصحبته فأجرى علي مثل ما
يجري عليه من الخل والزيت والحبوب فلم أزل معه حتى نزل به الموت فجلست عند رأسه
أبكيه فقال : ما يبكيك ؟ فقلت : والله يبكني أني خرجت من بلادي أطلب العلم فرزقني
الله عز و جل صحبتك فعلمتني وأحسنت صحبتي فنزل بك الموت فلا أدري أين أذهب ؟ قال :
لي أخ بالجزيرة بمكان كذا وكذا وهو على الحق فائته فأقرئه مني السلام وأخبره أني
أوصيت بك إليه وأوصيك بصحبته
قال : فلما أن قبض الرجل خرجت حتى أتيت الرجل الذي وصف فأخبرته بالخبر وأقرأته
السلام من صاحبه وأخبرته أنه هلك وأمرني بصحبته فضمني إليه وأجرى علي كما كان يجري
علي من الأجر فصحبته ما شاء الله ونزل به الموت فلما أن نزل به الموت جلست عند
رأسه أبكي فقال : ما يبكيك ؟ قلت :
ص . 562
خرجت من بلادي أطلب الخير فرزقني الله صحبة فلان فأحسن صحبتي وعلمني فلما نزل به
الموت أوصى بي إليك فضممتني فأحسنت صحبتي وعلمتني وقد نزل بك الموت فلا أدري أين
أتوجه ؟ قال : إن خالي على قرب الرومي فهو على الحق فائته فأقرئه مني السلام
واصحبه فإنه على الحق فلما قبض الرجل خرجت حتى أتيته فأخبرته بخبري وبوصية الآخر
قبله قال : فضمني إليه وأجرى علي كما كان يجري علي فلما نزل به الموت جلست أبكي
عند رأسه فقال : ما يبكيك ؟ فقصصت قصتي فقلت له : إن الله رزقني صحبتك فأحسنت
صحبتي وقد نزل بك الموت ولا أدري أين أتوجه ؟ قال : ما بقي أحد أعلمه على دين عيسى
عليه السلام في الأرض ولكن هذا أوان يخرج فيه نبي أو قد خرج بتهامة فائت على
الطريق لا يمر بك أحد إلا سألته عنه فإذا بلغك أنه خرج فأته فإنه النبي الذي بشر
به عيسى عليه السلام وآية ذلك أن بين كتفيه خاتم النبوة وأنه يأكل الهدية ولا يأكل
الصدقة
قال : وكان لا يمر بي أحد إلا سألته عنه فمر بي ناس من أهل مكة فسألتهم فقالوا :
نعم قد ظهر فينا رجل يزعم أنه نبي فقلت لبعضهم : هل لكم أن أكون عبدا لبعضكم على
أن تحملوني عقبة وتطعموني من الخبز كسرا ؟ فإذا بلغتم إلى بلادكم فإن شاء أن يبيع
باع وإن شاء أن يستعبد فقال رجل منهم : أنا فصرت عبدا له حتى قدم مكة فجعلني في
بستان له مع حبشان كانوا فيه فخرجت وسألت فلقيت امرأة من بلادي فسألتها فإذا أهل
بيتها قد أسلموا وقالت : إن النبي صلى الله عليه و سلم يجلس في الحجر هو وأصحابه
إذ صاح عصفور بمكة حتى إذا أضاء لهم الفجر تفرقوا . فانطلقت إلى البستان فكنت
أختلف ليلتي فقال لي الحبشان : ما لك ؟ قلت : أشتكي بطني فقال : وإنما صنعت ذلك
لئلا يفقدوني إذا ذهبت إلى النبي صلى الله عليه و سلم
ص . 563
قال : فلما كانت الساعة التي أخبرتني المرأة التي يجلس فيها هو وأصحابه خرجت أمشي
حتى رأيت النبي صلى الله عليه و سلم فإذا هو محتب وأصحابه حوله فأتيته من ورائه
فعرف النبي صلى الله عليه و سلم الذي أريد فأرسل حبوته فنظرت إلى خاتم النبوة بين
كتفيه فقلت : الله أكبر هذه واحدة ثم انصرفت فلما كانت الليلة المقبلة لقطت تمرا
جيدا ثم انطلقت به إلى النبي صلى الله عليه و سلم فوضعته بين يديه فقال : "
ما هذا ؟ " . قلت : هدية فأكل منها وقال للقوم : " كلوا " . قال :
قلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فسألني عن أمري فأخبرته قال :
" اذهب فاشتر نفسك " . فانطلقت إلى صاحبي فقلت : بعني نفسي فقال : نعم
على أن تنبت لي مائة نخلة فإذا أنبت جئتني بوزن نواة من ذهب . فأتيت النبي صلى
الله عليه و سلم فأخبرته فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " اشتر نفسك بالذي
سألك وائتني بدلو من ماء البئر التي كنت تسقي منها ذلك النخل " . قال : فدعا
لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم سقيتها فوالله لقد غرست مائة نخلة فما منها
نخلة إلا نبتت فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته أن النخل قد نبت
فأعطاني قطعة من ذهب فانطلقت بها فوضعتها في كفة الميزان ووضع في الجانب الآخر
نواة قال : فوالله ما استعلت القطعة من الذهب من الأرض قال : وجئت رسول الله صلى
الله عليه و سلم فأخبرته فأعتقني
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عبد القدوس التميمي ضعفه أحمد والجمهور ووثقه ابن
حبان وقال : ربما أغرب وبقية رجاله ثقات
(9/561)
15838 - وعن سلمان قال : كنت رجلا من أهل مدينة أصبهان فبينا
أنا إذ ألقى الله عز و جل في قلبي من خلق السماوات والأرض [ فانطلقت إلى رجل لم
يكن ] يكلم الناس يتحرج فسألته : أي الدين أفضل ؟ فقال : ما لك ولهذا الحديث ؟
أتريد دينا غير دينك ؟ قلت : لا ولكن أن أعلم من
ص . 564
خلق السماوات والأرض وأي دين أفضل . قال : ما أعلم على هذا غير راهب بالموصل
قال : فذهبت إليه فكنت عنده فإذا هو قد قتر عليه في الدينا يصوم بالنهار ويقوم
بالليل فكنت أعبد كعبادته فلبثت عنده ثلاث سنين ثم توفي فقلت : إلى من توصي بي ؟
فقال : ما أعلم أحدا من أهل المشرق على ما أنا عليه فعليك براهب من وراء الجزيرة
فأقرئه مني السلام
قال : فجئته فأقرأته السلام وأخبرته أنه قد توفي فمكثت عنده أيضا ثلاث سنين ثم
توفي فقلت : إلى من تأمرني أن أذهب ؟ قال : ما أعلم أحدا من أهل الأرض على ما أنا
عليه غير راهب بعمورية شيخ كبير وما أدري أتلحقه أم لا ؟ فذهبت إليه فكنت عنده
فإذا رجل موسع عليه فلما حضرته الوفاة قلت له : أين تأمرني أن أذهب ؟ قال : ما
أعلم أحدا من أهل الأرض على ما أنا عليه ولكن إن أدركت زمانا تسمع برجل يخرج من
بيت إبراهيم صلى الله عليه و سلم وما أراك تدركه وقد كنت أرجو إن أدركني إن استطعت
أن تكون معه فافعل فإنه الدين وأمارة ذلك [ أن ] قومه يقولون : ساحر مجنون كاهن
وإنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة وإن عند غضروف كتفه خاتم النبوة . فبينا أنا
كذلك أتى ركب من نحو المدينة فقيل : من أنتم ؟ فقالوا : نحن من أهل المدينة ونحن
قوم تجار نعيش بتجارتنا ولكنه قد خرج رجل من ولد إبراهيم صلى الله عليه و سلم فقدم
علينا وقومه يقاتلونه وقد خشينا أن يحول بيننا وبين تجارتنا ولكنه قد ملك المدينة
. فقلت : ما يقولون فيه ؟ قال : يقولون : ساحر مجنون كاهن فقلت : هذه الإمارة
دلوني على صاحبكم . فجئته فقلت : تحملني إلى المدينة ؟ فقال : ما تعطيني ؟ فقلت : ما
أجد شيئا أعطيك غير أني عبد لك فحملني فلما قدمت جعلني في نخله فكنت أسقي كما يسقي
البعير حتى دبر
ص . 565
ظهري وصدري من ذلك ولا أجد أحدا يفقه كلامي حتى جاءت عجوز فارسية تستقي فكلمتها
ففقهت كلامي فقلت لها : أين هذا الرجل الذي خرج ؟ دليني عليه قالت : سيمر عليك
بكرة إذا صلى الصبح من أول النهار فخرجت فجمعت تمرا فلما أصبحت جئت ثم قربت إليه
التمر فقال : " ما هذا أصدقة أم هدية ؟ " . فأشرت أنه صدقة فقال :
" انطلق إلى هؤلاء " . وأصحابه عنده فأكلوا ولم يأكل فقلت : هذه الإمارة
فلما كان الغد جئت بتمر فقال : " ما هذا ؟ " . فقلت : هذه هدية فأكل
ودعا أصحابه فأكلوا ثم رآني أتعرض لأرى الخاتم فعرف فألقى رداءه فأخذت أقبله
وألتزمه فقال : " ما شأنك ؟ " . فسألني فأخبرته فقال : " اشترطت
لهم أنك عبد فاشتر نفسك منهم " . فاشتراه النبي صلى الله عليه و سلم على أن
يحيي لهم ثلاث مائة نخلة وأربعين أوقية ذهب ثم هو حر . قال النبي صلى الله عليه و
سلم : " اغرس " . فغرس " ثم انطلق فألق الدلو على البئر ثم لا
ترفعه حتى يرتفع فإنه إذا امتلأ ارتفع ثم رش في أصولها " . ففعل فنبت النخل
أسرع النبات فقال : سبحان الله ما رأينا مثل هذا العبد إن لهذا العبد لشأنا فاجتمع
الناس عليه وأعطاه النبي صلى الله عليه و سلم تبرا فإذا فيه أربعون أوقية
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(9/563)
15839 - وعن سلامة العجلي قال : جاء ابن أخت لي من البادية يقال
له : قدامة فقال لي ابن أختي : أحب أن ألقى سلمان فأسلم عليه فخرجنا إليه فوجدناه
بالمدائن وهو يومئذ على عشرين ألفا فوجدناه على سرير يسف حوضا فسلمنا عليه قلت :
يا أبا عبد الله هذا ابن أخت لي قدم من البادية فأحب أن
ص . 566
يسلم عليك فقال : وعليه السلام ورحمة الله قلت : يزعم أنه يحبك قال : أحبه الله .
قال : فتحدثنا وقلنا له : يا أبا عبد الله ألا تحدثنا عن أصلك وممن أنت ؟ قال :
أما أصلي وممن أنا فأنا من رامهرمز كنا قوما مجوسا فأتى رجل نصراني من أهل الجزيرة
وكان يمر بنا فينزل فينا واتخذ فينا ديرا وكنت في كتاب الفارسية وكان لا يزال غلام
معي في الكتاب يجيء مضروبا ويبكي وقد ضربه أبواه فقلت له يوما : ما يبكيك ؟ قال :
يضربني أبواي قال : ولم يضرباك ؟ قال : آتي [ صاحب ] هذا الدير فإذا علما ذلك
ضرباني وأنت لو أتيته لسمعت منه حديثا عجبا قلت : اذهب بي معك فأتيناه فحدثنا عن
بدء الخلق خلق السماوات والأرض وعن الجنة والنار . قال : فحدثنا حديثا عجبا قال :
وكنت أختلف إليه معه . قال : ففطن غلمان من الكتاب فجعلوا يجيئون معنا فلما رأى
ذلك أهل القرية أتوه فقالوا له : يا هذا إنك قد جاورتنا فلم نر من جوارك إلا الحسن
وإنا نرى غلماننا يختلفون إليك وإنا نخاف أن تفتنهم علينا اخرج عنا قال : نعم .
فقال لذلك الغلام الذي يأتيه : اذهب معي قال : لا أستطيع ذلك قد علمت سنة أبوي علي
. قلت : لكني أخرج معك . وكنت يتيما لا أب لي . فخرجت معه فأخذنا جبل رامهرمز
فجعلنا نمشي ونتوكل ونأكل من ثمر الشجر حتى قدمنا الجزيرة فقدمنا نصيبين فقال لي
صاحبي : يا سلمان إن قوما ههنا هم عباد أهل
ص . 567
الأرض وأنا أحب أن ألقاهم . قال : فجئناهم يوم الأحد وقد اجتمعوا فسلم عليهم صاحبي
فحيوه وبشوا له قالوا : أين كانت غيبتك ؟ قال : كنت في إخوان لي من قبل فارس
فتحدثنا ما تحدثنا ثم قال لي صاحبي : قم يا سلمان انطلق . فقلت : دعني مع هؤلاء
قال : إنك لا تطيق ما يطيق هؤلاء يصومون من الأحد إلى الأحد ولا ينامون هذا الليل
. وإذا فيهم رجل من أبناء الملوك ترك الملك ودخل في العبادة فكنت فيهم حتى إذا
أمسينا قال الرجل الذي من أبناء الملوك : ما هذا الغلام ؟ يضيعوه ليأخذه رجل منكم
. قالوا : خذه أنت قالوا : يا سلمان هذا خبز وهذا أدم فكل إذا غربت وصم إذا نشطت
وصل ما بدا لك ونم إذا كسلت ثم قام في صلاته فلم يكلمني إلا ذاك ولم ينظر إلي
فأخذني الغم تلك السبعة الأيام لا يكلمني أحد حتى كان الأحد فانصرف إلي فذهبنا إلى
مكانهم الذي كانوا يجتمعون
قال : وهم يجتمعون كل أحد يفطرون فيه فيلقى بعضهم بعضا فيسلم بعضهم علي ثم لا
يلتفتون إلى مثله . قال : فرجعنا إلى منزلنا فقال لي مثل ما قال لي أول مرة : هذا
خبز وأدم فكل منه إذا غربت وصم إذا نشطت وصل ما بدا لك ونم إذا كسلت . ثم دخل في
صلاته فلم يلتفت إلي ولم يكلمني إلى الأحد الآخر فأخذني غم وحدثت نفسي بالفرار ثم
دخل في صلاته فقلت : أصبر أحدين أو ثلاثة فلما كان الأحد رجعنا إليهم فاجتمعوا
فقال لهم : إني أريد بيت المقدس فقالوا له : وما تريد إلى ذلك ؟ قال : لا عهد لي
به قالوا : إنا نخاف أن يحدث به حدث فيليك غيرنا وكنا نحب أن نليك قال : لا عهد لي
به فلما سمعته يذكر ذاك فرحت قلت : نسافر نلقى الناس فذهب عني الغم الذي كنت أجد .
فخرجنا أنا
ص . 568
وهو وكان يصوم من الأحد إلى الأحد ويصلي الليل كله ويمشي النهار فإذا نزلنا قام
يصلي فلم يزل ذلك دأبه حتى انتهينا إلى بيت المقدس وعلى الباب رجل مقعد يسأل [
الناس ] قال : أعطني قال : ما معي شيء فدخلنا بيت المقدس فلما رآه أهل بيت المقدس
بشوا إليه واستبشروا به فقال لهم : غلامي هذا فاستوصوا به فانطلقوا بي فأطعموني
خبزا ولحما ودخل في صلاته فلم ينصرف إلي حتى كان يوم الأحد الآخر ثم قال لي : يا
سلمان إني أريد أن أضع رأسي فإذا بلغ الظل مكان كذا وكذا فأيقطني فوضع رأسه فبلغ
الظل الذي قال فلم أوقظه مأواة ( شفقة ورقة ) له مما رأيت من اجتهاده ونصبه
فاستيقظ مذعورا فقال : يا سلمان ألم أكن قلت لك : إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا [
فأيقظني ] ؟ قلت : بلى وإنما منعني مأواة لك لما رأيت من دأبك قال : ويحك يا سلمان
اعلم أن أفضل ديننا اليوم النصرانية قلت : ويكون بعد اليوم دين أفضل من النصرانية
؟ - كلمة ألقيت على لساني - قال : نعم يوشك أن يبعث نبي يأكل الهدية ولا يأكل
الصدقة وبين كتفيه خاتم النبوة فإذا أدركته فاتبعه وصدقه قلت : وإن أمرني أن أدع
دين النصرانية ؟ قال : نعم فإنه نبي لا يأمر إلا بحق ولا يقول إلا حقا والله لو
أدركته ثم أمرني أن أقع في النار لوقعتها
ثم خرجنا من بيت المقدس فمررنا على ذلك المقعد فقال له : دخلت فلم تعطني وهذا تخرج
فأعطني فالتفت فلم ير حوله أحدا قال : فأعطني يدك قال : فناوله يده فقال : قم بإذن
الله صحيحا سويا فتوجه نحو بيته فأتبعته بصري تعجبا مما رأيت وخرج صاحبي وأسرع
المشي وتلقاني رفقة من كلب أعراب فسبوني فحملوني على بعير
ص . 569
وشدوني وثاقا فتداولني البياع حتى سقطت إلى المدينة فاشتراني رجل من الأنصار فجعلني
في حائط له من نخل فكنت فيه
قال : ومن ثم تعلمت عمل الخوص أشتري خوصا بدرهم وأعمله فأبيعه بدرهمين فأردهما إلى
الخوص وأستنفق درهما أحب أن آكل من عمل يدي وهو يومئذ على عشرين ألفا
فبلغنا ونحن بالمدينة أن رجلا خرج بمكة يزعم أن الله عز و جل أرسله فمكثنا ما شاء
الله أن نمكث فهاجر إلينا وقدم علينا فقلت : والله لأجربنه فذهبت إلى السوق
فاشتريت لحم جزور بدرهم ثم طبخته فجعلت قصعة من ثريد فاحتملتها حتى أتيته بها على
عاتقي حتى وضعتها بين يديه فقال : " ما هذه ؟ صدقة أم هدية ؟ " . قلت :
بل صدقة قال لأصحابه : " كلوا بسم الله " . وأمسك ولم يأكل . فمكثت
أياما ثم اشتريت أيضا بدرهم لحم جزور فأضع مثلها واحتملتها حتى أتيته بها فوضعها
بين يديه فقال : " ما هذه ؟ هدية أم صدقة " . قلت : لا بل هدية قال
لأصحابه : " كلوا بسم الله " . وأكل معهم قلت : هذا والله يأكل الهدية
ولا يأكل الصدقة فنظرت فرأيت بين كتفيه خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة فأسلمت ثم
قلت له ذات [ يوم ] : يا رسول الله أي قوم النصارى ؟ قال : لا خير فيهم ولا فيمن
يحبهم " . قلت في نفسي : فأنا والله أحبهم وذلك حين بعث السرايا وجرد السيف
فسرية تدخل وسرية تخرج والسيف يقطر فقلت : تحدث الآن إني أحبهم فيبعث إلي فيضرب
عنقي فقعدت في البيت فجاءني الرسول ذات يوم فقال : يا سلمان أجب قلت : من ؟ قال :
رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت : والله هذا الذي كنت أحذر قلت : نعم اذهب حتى
ألحقك قال : لا والله حتى تجيء وأنا أحدث نفسي أن لو
ص . 570
ذهب أن أفر . فانطلق بي فانتهيت إليه فلما رآني تبسم وقال لي : " يا سلمان
أبشر فقد فرج الله عنك " . ثم تلا هؤلاء الآيات : { الذين آتيناهم الكتاب من
قبله هم به يؤمنون . وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من
قبله مسلمين . أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤون بالحسنة السيئة ومما
رزقناهم ينفقون . وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم
سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين } . قلت : يا رسول الله والذي بعثك بالحق نبيا لقد
سمعته يقول : لو أدركته فأمرني أن أدخل النار لوقعتها إنه نبي لا يقول إلا حقا ولا
يأمر إلا بحق
(9/565)
15840 - وفي رواية مختصرة : قال : فأنزل الله عز و جل : { لتجدن
أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا } حتى بلغ : { تفيض من الدمع }
. فأرسل إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
يا سلمان إن أصحابك هؤلاء الذين ذكر الله
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير سلامة العجلي وقد وثقه ابن حبان
(9/570)
15841 - وعن أم الدرداء قالت : أتاني سلمان الفارسي يسلم علي
وعليه عباءة قطوانية مرتديا بها فطرحت وسادة فلم يردها ولف عباءته فجلس عليها فقال
: بحسبك ما بلغك المحل ثم حمد الله ساعة وكبر وصلى على النبي صلى الله عليه و سلم
ثم قال : أين صاحبك - يعني أبا الدرداء - ؟ قلت : هو في المسجد فانطلق إليه ثم
أقبلا جميعا وقد اشترى أبو الدرداء لحما بدرهم فهو في يده معلقة فقال : يا أم
الدرداء اخبزي واطبخي ففعلنا ثم أتينا سلمان بالطعام فقال أبو الدرداء : كل مع أم
الدرداء فإني صائم قال سلمان : لا آكل حتى تأكل فأفطر أبو الدرداء وأكل معه فلما
كانت الساعة التي
ص . 571
يقوم فيها أبو الدرداء ذهب ليقوم أجلسه سلمان فقال أبو الدرداء : أتنهاني عن عبادة
ربي ؟ فقال سلمان : إن لعينك عليك نصيبا وإن لأهلك عليك نصيبا . فمنعه حتى إذا كان
في وجه الصبح قاما فركعا ركعات ثم أوترا ثم خرجا إلى صلاة الصبح فذكرا أمرهما
للنبي صلى الله عليه و سلم فقال : " ما لسلمان ثكلته أمه ؟ لقد أشبع من العلم
"
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن جبلة ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(9/570)
15842 - وعن أبي أمامة قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و
سلم شخص ببصره إلى السماء قلنا : يا رسول الله ما هذا ؟ قال : " رأيت ملكا
عرج بعمل سلمان "
رواه الطبراني وفيه عبد النور بن عبد الله المسمعي وهو كذاب
(9/571)
15843 - وعن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ثلاثة
تشتاق إليهم الحور العين : علي وعمار وسلمان "
قلت : له عند الترمذي : " إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي ربيعة الأيادي وقد حسن الترمذي حديثه
(9/571)
15844 - وعن بقيرة امرأة سلمان قالت : لما حضر سلمان الموت
دعاني وهو في علية لها أربعة أبواب فقال : افتحي يا بقيرة هذه الأبواب فأرى اليوم
روادا لا أدري من أي هذه الأبواب يدخلون علي
ص . 572
ثم دعا بمسك له ثم قال : أديفيه ( اخلطيه بماء ) في تور ( إناء ) ففعلت ثم قال :
انضحي ( رشي ) حول فراشي ثم انزلي فامكثي فسوف تظلمين فترين على فراشي فاطلعت فإذا
هو قد أخذ روحه مكانه على فراشه أو نحو هذا
رواه الطبراني من طريق الجزل عن بقيرة ولم أعرفهما وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/571)
118 - . باب مناقب عبد الله بن أنيس رضي الله عنه
(9/572)
تقدم في المغازي في سرية إلى خالد بن سفيان . رواه أحمد وغيره
(9/572)
119 - . باب في أبي الهيثم رضي الله عنه
(9/572)
15845 - عن ابن شهاب في تسمية من شهد العقبة من الأنصار : أبو
الهيثم وهو نقيب
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن . قلت : وقد تقدم حديث شهوده بدرا في غزوة بدر
(9/572)
15846 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي أبو الهيثم بن التيهان سنة
عشرين واسمه مالك
رواه الطبراني
(9/572)
120 - . باب ما جاء في زيد بن ثابت رضي الله عنه
(9/572)
15847 - عن زيد بن ثابت قال :
ص . 573
قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة وأنا ابن إحدى عشر سنة
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/572)
15848 - وعن زيد بن ثابت قال : أجازني رسول الله صلى الله عليه
و سلم [ يوم الخندق ] وكساني قبطية
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد وهو ضعيف
(9/573)
15849 - وعن مصعب بن سعد قال : قال عثمان - يعني ابن عفان - :
ادعوا لي زيد بن ثابت كاتب رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن عبد بن أبي كريمة وهو ثقة
(9/573)
15850 - وعن مصعب بن سعد قال : قال عثمان : أي الناس أكتب ؟
قالوا : زيد بن ثابت
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/573)
15851 - وعن الشعبي أن زيد بن ثابت كبر على أمه أربعا ثم أتى
بدابته فأخذ له ابن عباس بالركاب فقال له زيد : دعه أو ذره فقال ابن عباس : هكذا
نفعل بالعلماء الكبراء
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير رزين الرماني وهو ثقة
(9/573)
15852 - وعن يحيى بن سعيد قال : قال أبو هريرة حين مات زيد بن
ثابت : اليوم مات حبر هذه الأمة وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا
ص . 574
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن يحيى بن سعيد الأنصاري لم يسمع من أبي
هريرة
قلت : وقد تقدم في ذهاب العلم كلام لابن عباس حين مات زيد بن ثابت
(9/573)
15853 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي زيد بن ثابت سنة خمس
وأربعين وسنه ست وخمسون . ومن الناس من يقول : مات سنة ثمان وأربعين وسنه تسع
وخمسون لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم أجازه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة
والخندق في شوال سنة أربع وقد اختلف في وفاته
رواه الطبراني وإسناده منقطع
(9/574)
121 - . باب ما جاء في قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه
(9/574)
15854 - عن أنس قال : كانت منزلة قيس بن سعد من رسول الله صلى
الله عليه و سلم منزلة صاحب الشرطة من الأمير
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/574)
15855 - وعن أنس قال : لما قدم النبي صلى الله عليه و سلم مكة
كان قيس بن سعد في مقدمته بين يديه بمنزلة صاحب الشرطة فكلم النبي صلى الله عليه و
سلم في قيس أن يصرفه عن الموضع الذي وضعه به مخافة أن يتقدم على شيء فصرفه عن ذلك
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/574)
122 - . باب ما جاء في رافع بن خديج رضي الله عنه
(9/574)
15856 - ص . 575 عن امرأة رافع بن خديج أن رافعا رمي مع رسول
الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد أو يوم خيبر - شك عمرو - بسهم في ثندوته ( ثديه
) فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله انزع السهم فقال : "
يا رافع إن شئت نزعت السهم والقطبة جميعا وإن شئت نزعت السهم وتركت القطبة وشهدت
لك يوم القيامة أنك شهيد " . قال : فنزع رسول الله صلى الله عليه و سلم السهم
وترك القطبة فعاش بها حتى كان في خلافة معاوية فانتفض به الجرح فمات بعد العصر
فأتى ابن عمر فقيل له : يا أبا عبد الرحمن مات رافع فترحم عليه وقال : إن مثل رافع
لا يخرج به حتى يؤذن من حول المدينة من أهل القرى فلما خرجنا بجنازته نصلي عليه
جاء ابن عمر حتى جلس على رأس القبر . فذكر الحديث
رواه الطبراني وامرأة رافع إن كانت صحابية وإلا فإني لم أعرفها وبقية رجاله ثقات
(9/575)
15857 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي رافع بن خديج سنة ثلاث
وسبعين بالمدينة
رواه الطبراني
(9/575)
15858 - وعن الواقدي قال : وفيها مات رافع بن خديج في أول السنة
وحضر ابن عمر رحمه الله جنازته . - يعني سنة ثلاث وسبعين - . وكان لرافع يوم مات
ست وثمانون سنة
رواه الطبراني
ص . 576
(9/575)
15859 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال : مات رافع بن خديج
في سنة أربع وسبعين في أولها
رواه الطبراني
(9/576)
123 - . باب ما جاء في عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
(9/576)
15860 - عن ميمون بن مهران قال : سمعت ابن عمر يقول : لقد
رأيتنا بفج الروحاء في غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه و سلم فبصر بي ودعا لي
بدعوات ما يسرني بها الدنيا وما فيها
رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عمر بن عمرو بن ميمون بن مهران ولم أعرفه
وبقية رجاله ثقات
(9/576)
15861 - وعن مجاهد قال : شهد ابن عمر رحمه الله الفتح وهو ابن
عشرين ومعه فرس حرون ورمح ثقيل فذهب ابن عمر يختلي لفرسه فقال رسول الله صلى الله
عليه و سلم : " إن عبد الله رجل صالح "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن مجاهدا أرسله
(9/576)
15862 - وعن إسحاق بن عبد الله الطفاوي قال : كان ابن عمر لا
يذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا بكى
رواه الطبراني في الأوسط وإسحاق الطفاوي لم أعرفه وبقية رجاله وثقوا
(9/576)
15863 - وعن نافع عن ابن عمر أنه كان يحيي الليل صلاة ثم يقول :
يا نافع أسحرنا ؟ فيقول : لا فيعاود
ص . 577
الصلاة ثم يقول : يا نافع أسحرنا ؟ فأقول : نعم فيقعد فيستغفر ويدعو حتى يصبح
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة
(9/576)
15864 - وعن نافع قال : إن كان ابن عمر ليقسم في المجلس ثلاثين
ألفا ثم يأتي عليه شهر ما يأكل فيه مزعة ( قطعة ) لحم
قال برد : قلت لنافع : هل كان يأكل اللحم ؟ قال : كان إذا صام أو سافر فإنه أكثر
طعامه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير برد بن سنان وهو ثقة
(9/577)
15865 - وعن نافع أن ابن عمر اشتكى فاشترى له عنقود عنب بدرهم
فجاء مسكين فقال : أعطوه إياه ثم خالف إنسان فاشتراه بدرهم ثم جاء به إليه فجاء
المسكين يسأل فقال : أعطوه إياه ثم خالف إنسان فاشتراه منه بدرهم فأراد أن يرجع
حتى منع ولو علم بذلك العنقود ما ذاقه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير نعيم بن حماد وهو ثقة
(9/577)
15866 - وعن زيد بن أسلم قال : مر ابن عمر براعي غنم فقال : يا
راعي الغنم هل من جزرة ؟ قال : ما ههنا ربها . قال : تقول أكلها الذئب فرفع الراعي
رأسه إلى السماء ثم قال : فأين الله ؟ فقال ابن عمر : فأنا والله أحق أن أقول :
فأين الله . فاشترى ابن عمر الراعي واشترى الغنم فأعتقه وأعطاه الغنم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن الحارث الحاطبي وهو ثقة
ص . 578
(9/577)
15867 - وعن المطعم بن مقدام الصنعاني قال : كتب الحجاج بن يوسف
إلى عبد الله بن عمر أنه : بلغني أنك تطلب الخلافة لا تصلح لعيي ولا بخيل ولا غيور
فكتب إليه ابن عمر : أما ما ذكرت من أمر الخلافة أني أطلبها فما طلبتها وما هي من
بالي
وأما ما ذكرت من أمر العي والبخل والغيرة فإن من جمع كتاب الله فليس بعيي ومن أدى
زكاة ماله فليس ببخيل . وأما ما ذكرت من الغيرة فإن أحق ما غرت فيه ولدي أن يشركني
فيه غيري
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن مرسل المطعم لم يسمع من ابن عمر
(9/578)
15868 - وعن مالك قال : أقام ابن عمر بعد النبي صلى الله عليه و
سلم ستين سنة تفد عليه وفود الناس
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أنه مرسل
(9/578)
15869 - وعن نافع قال : جاء رجل إلى ابن عمر فقال : ما يمنعك من
هذا الأمر وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم وابن أمير المؤمنين ؟ قال :
يمنعني منه أن الله عز و جل حرم علي دم أخي المسلم
رواه الطبراني وفيه جعفر بن الحارث أبو الأشهب وهو ضعيف
(9/578)
15870 - وعن مكحول قال : بينا أنا مع ابن عمر وهو يمشي إذ مر به
رجل أسود معه رمح فوضع زج
ص . 579
الرمح بين السبابة والإبهام من قدم ابن عمر فحمل الشيخ فأدخل فورمت ساقه فأتاه
الحجاج يعوده فقال : يا أبا عبد الرحمن من أصابك بهذا حتى آخذ لك منه ؟ قال : الله
ليأخذن منه الله ليأخذن منه . قال : ما بال حرم الله وأمنه يحمل فيه السلاح ؟
قلت : في الصحيح بعضه
رواه الطبراني بإسنادين ورجال هذا ثقات
(9/578)
15871 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي عبد الله بن عمر ويكنى أبا
عبد الرحمن بمكة بعد الحج ودفن بالمحصب . وبعض الناس يقولون : بفخ وسنه حين أجازه
النبي صلى الله عليه و سلم يوم الخندق في القتال وهو ابن خمس عشرة وكان الخندق في
شوال سنة أربع فسنه يوم توفي أربع وثمانون سنة
رواه الطبراني
(9/579)
15872 - وعن مالك بن أنس قال : سن ابن عمر يوم مات أربع وثمانون
سنة
رواه الطبراني
(9/579)
15873 - وعن الواقدي قال : مات ابن عمر رضي الله عنهما سنة أربع وسبعين ودفن بفخ وهو ابن أربع وثمانين . رواه الطبراني
(9/579)
124 - . باب ما جاء في خالد بن الوليد رضي الله عنه
(9/579)
15874 - ص . 580 قال الطبراني : خالد بن الوليد يكنى : أبا سليمان وهو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك وأمه لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤبية بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة وسماه رسول الله صلى الله عليه و سلم سيفا من سيوف الله
(9/580)
15875 - وعن وحشي بن حرب أن أبا بكر رضي الله عنه عقد لخالد بن
الوليد على قتال أهل الردة وقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سله الله على الكفار
والمنافقين
رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجالهما ثقات
(9/580)
15876 - وعن عبد الملك بن عمير قال : استعمل عمر أبا عبيدة على
الشام وعزل خالد بن الوليد
قال : فقال خالد بن الوليد : بعث عليكم أمين هذه الأمة سمعت رسول اله صلى الله
عليه و سلم يقول :
أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح
فقال أبو عبيدة : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
خالد سيف من سيوف الله ونعم فتى العشيرة
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن عبد الملك بن عمير لم يدرك أبا عبيدة
(9/580)
15877 - وعن ناشرة بن سمي اليزني قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي
الله عنه يوم الجابية وهو يخطب وإني أعتذر إليكم من عزل خالد بن الوليد فإني
ص . 581
أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين فأعطاه ذا البأس وذا الشرف وذا اللسان
فعزلته ووليت أبا عبيدة بن الجراح . قال أبو عمرو بن حفص بن المغيرة : والله ما
أعذرت يا عمر بن الخطاب لقد نزعت عاملا استعمله رسول الله صلى الله عليه و سلم
ولقد قطعت الرحم وحسدت ابن العم . فقال عمر بن الخطاب : إنك قريب القرابة حديث
السن معصب في ابن عمك
رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجالهما ثقات
(9/580)
15878 - وعن عبد الله بن أبي أوفى قال : شكا عبد الرحمن بن عوف
خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم
:
يا خالد لا تؤذ رجلا من أهل بدر فلو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله
فقال : يقعون في فأرد عليهم فقال : " لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله
صبه الله على الكفار "
رواه الطبراني في الصغير والكبير باختصار والبزار بنحوه ورجال الطبراني ثقات
(9/581)
15879 - وعن قيس - يعني ابن حازم - قال : أخبرت أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال :
لا تسبوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله سله الله على الكفار
رواه أبو يعلى ولم يسم الصحابي ورجاله رجال الصحيح
(9/581)
15880 - وعن أنس بن مالك قال : نعى رسول الله صلى الله عليه و
سلم أهل مؤتة على المنبر قال :
ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله
ص . 582
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/581)
15881 - وعن عبد الله بن جعفر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
لما نعى أهل مؤتة قال :
ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وهو إمام ثبت
(9/582)
15882 - وعن جعفر بن عبد الله بن الحكم أن خالد بن الوليد فقد
قلنسوة له يوم اليرموك فقال : اطلبوها فلم يجدوها فقال : اطلبوها فوجدوها فإذا هي
قلنسوة خلقة فقال خالد : اعتمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فحلق رأسه فابتدر
الناس جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالا وهي
معي إلا رزقت النصرة
رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه ورجالهما رجال الصحيح وجعفر سمع من جماعة من
الصحابة فلا أدري سمع من خالد أم لا
(9/582)
15883 - وعن عمرو بن العاص قال : ما عدل رسول الله صلى الله
عليه و سلم بي وبخالد بن الوليد أحدا منذ أسلمنا في حربه
رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله ثقات
(9/582)
15884 - وعن أبي السفر قال : نزل خالد بن الوليد الحيرة على
أمير بني المرازبة فقالوا له : احذر السم
ص . 583
لا تسقيكه الأعاجم فقال : ائتوني به فأتي به فأخذه بيده ثم اقتحمه وقال : بسم الله
. فلم يضره شيئا
رواه أبو يعلى والطبراني بنحوه وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح وهو متصل
ورجالهما ثقات إلا أن أبا السفر وأبا بردة بن أبي موسى لم يسمعا من خالد والله
أعلم
(9/582)
15885 - وعن قيس - يعني ابن أبي حازم - قال : قال خالد بن
الوليد : ما ليلة تهدى إلى بيتي فيها عروس أنا لها محب وأبشر فيها بغلام بأحب إلي
من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بها العدو
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(9/583)
15886 - وعن قيس - يعني ابن أبي حازم - قال : قال خالد بن
الوليد : لقد منعني كثيرا من القراءة الجهاد في سبيل الله
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(9/583)
15887 - وعن أبي وائل قال : لما حضر خالد بن الوليد الوفاة قال
: لقد طلبت القتل فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي وما من عملي أرجى من لا إله
إلا الله وأنا متترس بها
ثم قال : إذا أنا مت فانظروا سلاحي وفرسي فاجعلوه عدة في سبيل الله
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/583)
15888 - وعن يونس بن أبي إسحاق قال :
ص . 584
دخلوا على خالد بن الوليد يعودونه فقال بعضهم : إنه لفي السباق قال : نعم والله
أستعين على ذلك
رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله ثقات
(9/583)
15889 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال : مات خالد بن الوليد
بحمص سنة إحدى وعشرين
رواه الطبراني
(9/584)
125 - . ( بابان في عمرو بن العاص وأهل بيته )
(9/584)
1 - . باب ما جاء في عمرو بن العاص رضي الله عنه
(9/584)
15890 - عن راشد مولى حبيب بن أوس الثقفي قال : حدثني عمرو بن
العاص من فيه إلى في قال : لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق جمعت رجالا من قريش
كانوا يرون مكاني ويسمعون مني فقلت لهم : تعلمون والله إني لأرى أمر محمدا صلى
الله عليه و سلم يعلو الأمور علوا [ كبيرا ] منكرا وإني قد رأيت أمرا فما ترون فيه
؟ قالوا : وما رأيت ؟ قلت : رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده فإن ظهر محمد على
قومنا كنا عند النجاشي فإنا أن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد
وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلن يأتينا منهم إلا خير . قالوا : إن هذا الرأي .
قال : قلت لهم : فاجمعوا لي ما يهدى إليه وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم
فجمعنا له أدما كثيرا ثم خرجنا حتى قدمنا عليه فوالله إنا لعنده إذ جاء عمرو بن
أمية الضمري وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه
ص . 585
فلما دخل إليه وخرج من عنده قال : فقلت لأصحابي : هذا عمرو بن أمية لو قد دخلت على
النجاشي وسألته إياه فأعطانيه فضربت عنقه فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت
عنها حين قتلت رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال : فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع فقال : مرحبا بصديقي أهديت لي من بلادك
شيئا ؟ قال : قلت : نعم أيها الملك ثم قلت : أيها الملك لقد أهديت لك أدما كثيرا
ثم قدمته إليه فأعجبه واشتهاه ثم قلت : أيها الملك إني رأيت رجلا خرج من عندك وهو
رسول رجل عدو لنا فأعطنيه فأقتله فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا
قال : فغضب ومد يده وضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره فلو انشقت لي الأرض لدخلت
فيها فرقا منه . ثم قلت : أيها الملك والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألته . قال :
تسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله ؟ قال :
قلت : أيها الملك أكذاك هو ؟ قال : ويحك يا عمرو أطعني واتبعه فإنه والله لعلى
الحق وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده . قال : فتبايعني له على
الإسلام ؟ قال : نعم فبسط يده وبايعه على الإسلام
ثم خرجت إلى أصحابي وقد حال رأيي عما كنت عليه وكتمت أصحابي إسلامي ثم خرجت عامدا
لرسول الله صلى الله عليه و سلم فلقيت خالد بن الوليد وكان قبيل الفتح وهو مقبل من
مكة فقلت : [ أين ] يا أبا سليمان ؟ قال : والله لقد استقام الميسم وإن الرجل نبي
اذهب فأسلم فحتى متى ؟ قال : قلت : والله ما جئت إلا لأسلم قال : فقدمنا على رسول
الله صلى الله عليه و سلم فتقدم خالد بن الوليد فأسلم وبايع ثم دنوت فقلت : يا
رسول الله إني أبايعك على أن تغفر
ص . 586
لي ما تقدم من ذنبي ولا أذكر ما تأخر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا عمرو بايع فإن الإسلام يجب ما قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها
قال : فبايعته ثم انصرفت
قال ابن إسحاق : وقد حدثني من لا أتهم أن عثمان بن طلحة كان معهما أسلم حين أسلما
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال : حدثني عمرو بن العاص من فيه إلى أذني ورجالهما
ثقات
(9/584)
15891 - وعن علقمة بن رمثة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
بعث عمرو بن العاص إلى البحرين فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في سرية وخرجنا
معه فنعس رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
يرحم الله عمرا
فتذاكرنا كل من اسمه عمرو
فنعس رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " يرحم الله عمرا " . قال :
ثم نعس الثالثة فاستيقظ فقال : " يرحم الله عمرا " . فقلنا : يا رسول
الله من عمرو هذا ؟ قا