2

احكام فروق الطلاق بين سورتي البقرة والطلاق

السبت، 2 يوليو 2022

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد13و14.للهيثمي {{ من13574.الي15479}}

 

13. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
المؤلف : نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي

15 - . باب الإخاء بين المسلمين

(8/312)


13574 - عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم آخى بين الزبير وابن مسعود
رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجال الأوسط ثقات

(8/312)


13575 - وعن أنس قال : آخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أصحابه آخى بين سلمان وأبي الدرداء وبين عوف بن مالك وبين صعب بن جثامة
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح

(8/312)


13576 - وعن زيد بن حارثة قال : قلت : يا رسول الله آخيت بيني وبين حمزة
ص . 313
رواه البزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح وكذلك أحد إسنادي الطبراني

(8/312)


13577 - وعن ابن عباس قال : آخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بين زيد بن حارثة وحمزة
رواه البزار وفيه إسحاق الفروي وهو متروك

(8/313)


13578 - وعن ابن عباس قال : كان زيد بن حارثة - مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم - أخا حمزة آخى بينهما رسول الله صلى الله عليه و سلم

(8/313)


13579 - وفي رواية عن ابن عباس أيضا قال : قال زيد بن حارثة في ابنة أخي : آخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بيني وبين أبيها
وفي إسنادهما الحجاج بن أرطاة وهو مدلس وبقية رجالهما رجال الصحيح

(8/313)


13580 - وعن عمرو بن قيس وعسل بن كعب أحد بني مازن أن جده مازن بن خيثمة - يعني جد عمرو بن قيس - بعثهما معاذ بن جبل حين نزل بين السكون والسكاسك وقال : حتى أسلم الناس وافدين إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وآخى بين السكون والسكاسك
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(8/313)


13581 - وعن أبي أمامة
ص . 314
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم آخى بين أبي الدرداء وسلمان
رواه الطبراني وفيه جسر بن فرقد وهو ضعيف . وتأتي أحاديث نحوها

(8/314)


16 - . باب ما جاء في الحلف

(8/314)


13582 - عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
شهدت حلف المطلبين مع عمومتي وأنا غلام فما أحب أن لي حمر النعم وأني أنكثه
قال الزهري : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لم يصب الإسلام حلفا إلا زاده شدة ولا حلف في الإسلام
وقد ألف رسول الله صلى الله عليه و سلم بين قريش والأنصار
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال حديث عبد الرحمن بن عوف رجال الصحيح وكذلك مرسل الزهري

(8/314)


13583 - وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ما يسرني أن لي حمر النعم وأني نقضت الحلف الذي في دار الندوة
رواه الطبراني وفيه مرزوق بن المرزبان ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح

(8/314)


13584 - وعن بديل بن ورقاء أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أدخل في حلف يوم الحديبية خزاعة وكتب إليهم وإلى بديل بن ورقاء سروات ( رؤساء ) بني عمرو :
سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد : فإني لم أثم بالكم ولم أضع في جنبكم وإن أكرم تهامة علي لأنتم ومن تبعكم من المطيبين وقد أخذت لمن هاجر مثل ما أخذت لنفسي ولو هاجر بأرضه غير ساكن مكة وإنكم غير خائفين من قبلي ولا مخوفين
هذا أو نحوه
ص . 315
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم

(8/314)


13585 - وعن سلمة بن بديل بن ورقاء قال : دفع إلي أبي بديل بن ورقاء هذا الكتاب فقال : يا بني هذا كتاب النبي صلى الله عليه و سلم فاستوصوا به ولن تزالوا بخير ما دام فيكم :
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بديل بن ورقاء وبشر سروات ( رؤساء ) بني عمرو فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو وأما بعد : فإني لم أثم بالكم ولم أضع في جنبكم وإن أكرم تهامة علي أنتم وأقربه مني رحما ومن تبعكم من المطيبين وإني أخذت لمن هاجر منكم مثل ما أخذت لنفسي ولو هاجر بأرضه غير ساكن مكة إلا معتمرا أو حاجا وإني لم أضع فيكم أو سلمت وإنكم غير خائفين من قبلي ولا محصرين . أما بعد : فإنه قد أسلم علقمة بن علاثة وابنا عون وبايعا [ وهاجرا ] على من تبعهم من عكرمة وأخذ لمن تبعه منكم مثل ما أخذ لنفسه وإن بعضنا من بعض أبدا في الحل والحرم
قال أبو محمد : وحدثني أبي قال : سمعت أشياخنا يقولون : هو خط علي بن أبي طالب رضي الله عنه
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(8/315)


13586 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا حلف في الإسلام وما كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة أو حدة
رواه أبو يعلى وأحمد باختصار ورجالهما رجال الصحيح
ص . 316

(8/315)


13587 - وعن قيس بن عاصم أنه سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن الحلف فقال :
ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به ولا حلف في الإسلام
رواه أحمد وأخرجه الطبراني

(8/316)


13588 - وعن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا حلف في الإسلام وإنما حلف كان في الجاهلية فلم يزد في الإسلام إلا شدة
رواه أبو يعلى والطبراني وفيه جده ابن أبي مليكة ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات

(8/316)


13589 - وعن فرات بن حبان العجلي أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن حلف الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لعلك تسأل عن [ حليف ] لخم وتميم ؟ " . قال : نعم يا رسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا يزيده الإسلام إلا شدة "
ورجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف

(8/316)


17 - . باب الزيارة وإكرام الزائرين

(8/316)


13590 - عن عبد الله بن قيس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يكثر زيارة الأنصار خاصة وعامة فكان إذا زار خاصة أتى الرجل في منزله وإذا زار عامة أتى المسجد
رواه أحمد وفيه راو لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح
ص . 317

(8/316)


13591 - وعن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ما من عبد مسلم أتى أخاه يزوره في الله إلا ناداه مناد من السماء أن طبت وطابت لك الجنة . وإلا قال الله في ملكوت عرشه : عبدي زارني في وعلي قراه . فلم يرض له بثواب دون الجنة
رواه البزار وأبو يعلى ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وهو ثقة

(8/317)


13592 - وعن أبي رزين العقيلي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا أبا رزين إن المسلم إذا زار أخاه المسلم شيعه سبعون ألف ملك يصلون عليه يقولون : اللهم كما وصله فيك فصله
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن الحصن وهو متروك

(8/317)


13593 - وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ألا أخبركم برجالكم في الجنة ؟ " . قلنا : بلى يا رسول الله . قال : " النبي في الجنة والصديق في الجنة والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة "
قلت : فذكر الحديث وقد تقدم في النكاح في حق الزوج على المرأة هو وبقية طرقه

(8/317)


13594 - وعن أم سلمة قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أصلحي لنا المجلس فإنه ينزل ملك إلى الأرض لم ينزل إليها قط
رواه أحمد وفيه تابعي لم يسم وبقية رجاله ثقات

(8/317)


13595 - وعن أنس قال :
ص . 318
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤاخي بين الاثنين من أصحابه فتطول على أحدهما الليلة حتى يلقى أخاه فيلقاه بود ولطف فيقول : كيف كنت بعدي ؟ وأما العامة فلم يكن يأتي على أحدهما ثلاث لا يعلم علم أخيه
رواه أبو يعلى وفيه عمران بن خالد الخزاعي وهو ضعيف

(8/318)


13596 - وعن أم نجيد أنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتينا في بني عمرو بن عوف فأتخذ له سويقا في قعبة فإذا جاء سقيته إياها
رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس

(8/318)


13597 - وعن ابن عمر أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فألقى إلي وسادة حشوها ليف فلم أقعد عليها بقيت بيني وبينه
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(8/318)


13598 - وعن أنس بن مالك قال : دخل عمر على سلمان الفارسي فألقى له وسادة فقال : ما هذا يا أبا عبد الله ؟ فقال سلمان الفارسي : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ما من مسلم يدخل عليه أخوه المسلم فيلقي له وسادة إكراما وإعظاما إلا غفر الله له
رواه الطبراني في الصغير وفيه عمران بن خالد الخزاعي وهو ضعيف

(8/318)


13599 - وعن أنس بن مالك قال : دخل سلمان على عمر وهو متكئ على وسادة قال : فألقاها [ له فقال سلمان : الله أكبر صدق الله ورسوله . فقال عمر : حدثنا
ص . 319
يا أبا عبد الله . قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو متكئ على وسادة فألقاها ] إلي ثم قال :
يا سلمان ما من مسلم يدخل على أخيه المسلم فيلقي إليه وسادة إكراما له إلا غفر الله له
رواه الطبراني وفيه عمران بن خالد الخزاعي وهو ضعيف

(8/318)


13600 - وعن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
انطلقوا بنا إلى بني واقف نزور البصير
رجل كان مكفوف البصر
رواه البزار واللفظ له والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح غير إبراهيم بن المستمر العروقي وهو ثقة

(8/319)


13601 - وعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " انطلقوا بنا إلى بني واقف نزور البصير "
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن عبد الرحمن المسروقي وهو ثقة إلا أن البزار قال : لم يروه من حديث جابر إلا حسين بن علي الجعفي وأحسبه أخطأ فيه

(8/319)


13602 - وعن عوف قال : قال عبد الله لأصحابه حين قدموا عليه : هل تجالسون ؟ قالوا : لا نترك ذاك . قال : فهل تزاورون ؟ قالوا : نعم يا أبا عبد الرحمن إن الرجل منا ليفقده أخاه فيمشي على رجليه إلى آخر الكوفة حتى يلقاه . قال : إنكم لن تزالوا بخير ما فعلتم ذلك
رواه الطبراني وإسناده منقطع
ص . 320

(8/319)


13603 - وعن حبيب بن إبراهيم بن سبيط أنه دخل على عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي فرمى إليه بوسادة كانت تحته وقال : من لم يكرم جليسه فليس من أحمد ولا من إبراهيم عليهما السلام
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(8/320)


13604 - وعن أبي هريرة قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا أبا هريرة زر غبا تزدد حبا "
رواه البزار والطبراني في الأوسط وقال البزار : لا يعلم فيه حديث صحيح

(8/320)


13605 - وعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " زر غبا تزدد حبا "
رواه البزار وفيه عويد بن أبي عمران وهو متروك

(8/320)


13606 - وعن حبيب بن سلمة الفهري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " زر غبا تزدد حبا "
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه محمد بن مخلد الرعيني وهو ضعيف
ص . 321

(8/320)


13607 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " زر غبا تزدد حبا "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات

(8/321)


13608 - وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " زر غبا تزدد حبا "
رواه الطبراني وإسناده جيد

(8/321)


18 - . ( أبواب في الضيف والضيافة )

(8/321)


1 - . باب ما جاء في الضيافة

(8/321)


13609 - عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : " لا خير فيمن لا يضيف "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وحديثه حسن

(8/321)


13610 - وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروما فله أن يأخذ بقدر قراه ولا حرج عليه
رواه أحمد ورجاله ثقات

(8/321)


13611 - وعن سمرة بن جندب
ص . 322
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأمر بقرى الضيف
رواه الطبراني والبزار وإسناده ضعيف

(8/322)


13612 - وعن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
للضيف على من نزل به من الحق ثلاث فما زاد فهو صدقة وعلى الضيف أن يرتحل لا يؤثم أهل منزله
قلت : رواه أبو داود باختصار
رواه أبو يعلى والبزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله ثقات

(8/322)


13613 - وعن التلب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
الضيافة ثلاثة أيام حق لازم فما كان بعد ذلك فصدقة
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفه

(8/322)


13614 - وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه
قالها ثلاثا قال : وما كرامة الضيف يا رسول الله ؟ قال : " ثلاثة أيام فما جلس بعد ذلك فهو صدقة "
رواه أحمد مطولا هكذا ومختصرا بأسانيد وأبو يعلى والبزار وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح

(8/322)


13615 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 323
الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة وكل معروف صدقة
رواه البزار ورجاله ثقات

(8/322)


13616 - وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة "
رواه البزار ورجاله ثقات

(8/323)


13617 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه رشدين بن كريب وهو ضعيف

(8/323)


13618 - وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه طارق أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
الضيافة ثلاثة أيام فما كان فوق ذلك فمعروف
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(8/323)


13619 - وعن زيد بن خالد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت والضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة
رواه البزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح

(8/323)


13620 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت
ص . 324
رواه البزار وفي بعض رجاله ضعف وقد وثقوا

(8/323)


13621 - وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت
رواه البزار وفيه محمد بن ثابت البناني وهو ضعيف

(8/324)


13622 - وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره
رواه الطبراني وأحمد وإسنادهما حسن . ويأتي في كتاب الزهد في باب الصمت حديث عائشة وغيرها

(8/324)


13623 - وعن حميد الطويل عن أنس قال : دخل عليه قوم يعودونه في مرض له فقال : يا جارية هلمي لأصحابنا ولو كسرا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " مكارم الأخلاق من أعمال الجنة "
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد

(8/324)


13624 - وعن شهاب بن عباد أنه سمع بعض وفد عبد القيس وهم يقولون : قدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فاشتد فرحهم بنا فلما انتهينا إلى القوم أوسعوا لنا فقعدنا فرحب بنا النبي صلى الله عليه و سلم ودعا لنا ثم نظر إلينا فقال : " من سيدكم وزعيمكم ؟ " . فأشرنا جميعا إلى المنذر بن عائذ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أهذا الأشج ؟ " . فكان أول يوم وضع عليه هذا الاسم بضربه [ بوجهه ] بحافر حمار قلنا : نعم يا رسول الله
ص . 325
فتخلف بعد القوم فعقل رواحلهم وضم متاعهم ثم أخرج عيبته فألقى عنه ثياب السفر ولبس من صالح ثيابه ثم أقبل إلى النبي صلى الله عليه و سلم وقد بسط النبي صلى الله عليه و سلم رجله واتكأ فلما دنا منه الأشج أوسع القوم له وقالوا : ههنا يا أشج . فقال النبي صلى الله عليه و سلم واستوى قاعدا وقبض رجله : " ههنا يا أشج " . فقعد عن يمين رسول الله صلى الله عليه و سلم فرحب به وألطفه وسألهم عن بلادهم وسمى لهم قرية قرية الصفا والمشقر وغير ذلك من قرى هجر فقال : بأبي وأمي يا رسول الله لأنت أعلم بأسماء قرانا منا . فقال : " إني وطئت بلادكم وفسح لي فيها " . قال : ثم أقبل على الأنصار فقال : " يا معشر الأنصار أكرموا إخوانكم فإنهم أشباهكم في الإسلام أشبه شيء بكم أشعارا وأبشارا أسلموا طائعين غير مكرهين ولا موتورين إذا أبى قوم أن يسلموا حتى قتلوا " . قال : فلما أصبحوا قال : " وكيف رأيتم كرامة إخوانكم لكم وضيافتهم إياكم ؟ " . قالوا : خير إخوان ألانوا فراشنا وأطابوا مطعمنا وباتوا وأصبحوا يعلمونا كتاب ربنا تبارك وتعالى وسنة نبينا صلى الله عليه و سلم . فأعجبت النبي صلى الله عليه و سلم وفرح بها ثم أقبل علينا رجلا رجلا يعرضنا على من يعلمنا وعلمنا فمنا من علم التحيات وأم الكتاب والسورة والسورتين والسنن فأقبل علينا بوجهه فقال : " هل معكم من أزوادكم شيء ؟ " . ففرح القوم بذلك وابتدروا رواحلهم فأقبل كل رجل منهم معه صبرة من تمر فوضعها على نطع بين يديه وأومأ بجريدة في يده كان يتخصر بها فوق الذراع ودون الذراعين فقال : " تسمون هذا التعضوض ؟ " . قلنا : نعم . ثم أومأ إلى صبرة أخرى فقال : " تسمون هذا الصرفان ؟ " . قلنا : نعم . ثم أومأ إلى صبرة فقال : " تسمون هذا البرني ؟ " . قلنا : نعم . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أما إنه من خير تمركم وأنفعه لكم "
ص . 326
قال : فرجعنا من وفادتنا تلك فأكثرنا الغرز منه وعظمت رغبتنا فيه حتى صار أعظم نخلنا وتمرنا البرني . قال : فقال الأشج : يا رسول الله إن أرضنا أرض ثقيلة وخمة وإنا إذا لم نشرب هذه الأشربة هيجت ألواننا وعظمت بطوننا . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا تشربوا في الدباء والحنتم والنقير وليشرب أحدكم على سقاء يلاث على فيه " . فقال له الأشج : بأبي وأمي يا رسول الله رخص لنا في مثل هذه وأومأ بكفيه . فقال : " يا أشج إني إن رخصت لك في مثل هذه - وقال بكفيه هكذا - شربته في مثل هذه " . وفرج بين يديه وبسطهما - يعني أعظم منها - " حتى إذا ثمل أحدكم من شرابه قام إلى ابن عمه فهزر ( ضرب ) ساقه بالسيف " . وكان في القوم رجل من بني عضل يقال له : الحارث قد هزرت ساقه في شراب لهم في بيت من الشعر تمثل به في امرأة منهم فقام بعض أهل ذلك البيت فهزر ساقه بالسيف فقال الحارث : لما سمعتها من رسول الله صلى الله عليه و سلم جعلت أسدل ثوبي فأغطي الضربة بساقي وقد أبداها [ الله ] لنبيه صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد ورجاله ثقات

(8/324)


13625 - وعن نمير بن خرشة الثقفي قال : وفدنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأدركناه بالجحفة فاستبشر الناس بقدومنا فأسلمنا وأمرهم بالقدوم معه إلى المدينة فكان يحض إخوانهم من الناس كل عشية عليهم يضيفونهم فيقول : " إخوانكم ضيفانكم كل امرئ بقدر ما وسع الله عليه " . فيقوم الرجل فيأخذ الرجل والرجلين وكان يأخذ الثلاثة عبد الرحمن بن عوف
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن يزيد المستملي وهو وضاع

(8/326)


2 - . باب أدب الضيف

(8/326)


13626 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 327
من ألبسه الله نعمة فليكثر من الحمد لله ومن كثرت همومه فليستغفر ومن أبطأ عنه رزقه فليكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله ومن نزل مع قوم فلا يصومن إلا بإذنهم ومن دخل دار قوم فليجلس حيث أمروه فإن القوم أعلم بعورة دارهم
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وزاد فيه : " وإن من الذنب المسخوط به على صاحبه الحقد في الحسد والكسل في العبادة والضنك في المعيشة "
وفيه يونس بن تميم ذكره الذهبي في الميزان وذكر هذا الحديث في ترجمته ولم يذكر عن أحد تضعيفه

(8/326)


3 - . باب النهي عن التكلف

(8/327)


13627 - عن شقيق أو نحوه - شك قيس - أن سلمان دخل عليه رجل فدعا له بما كان عنده فقال : لولا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى - أو لولا أنا نهينا - أن يتكلف أحدنا لصاحبه لتكلفنا لك
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد وأحد أسانيد الكبير رجاله رجال الصحيح

(8/327)


13628 - وعن شقيق بن سلمة قال : دخلت أنا وصاحب لي إلى سلمان
ص . 328
الفارسي فقال سلمان : لولا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن التكلف لتكلفت لكم ثم جاء بخبز وملح فقال صاحبي : لو كان في ملحنا صعتر فبعث سلمان بمطهرته فرهنها ثم جاء بصعتر فلما أكلنا قال صاحبي : الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا . فقال سلمان : لو قنعت بما رزقك لم تكن مطهرتي مرهونة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الطوسي وهو ثقة

(8/327)


13629 - وفي رواية عنده : نهانا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نتكلف للضيف ما ليس عندنا

(8/328)


4 - . باب فيمن احتقر ما قدم إليه

(8/328)


13630 - عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : دخل علي جابر في نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فقدم إليهم خبزا وخلا فقال : كلوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
نعم الإدام الخل إنه هلاك بالرجل أن يدخل عليه النفر من إخوانه فيحتقر ما في بيته أن يقدمه إليهم وهلاك بالقوم أن يحتقروا ما قدم إليهم
قلت : هو في الصحيح باختصار
رواه أحمد والطبراني في الأوسط وأبو يعلى إلا أنه قال : " وكفى بالمرء شرا أن يحتقر ما قرب إليه "
ص . 329
وفي إسناد أبي يعلى أبو طالب القاص ولم أعرفه وبقية رجال أبي يعلى وثقوا

(8/328)


13631 - وعن أبي عوانة أنه قال : صنعت طعاما فدعوت سليمان الأعمش فبلغني عنه أنه قال : إن وضاحا
دعانا على عرق عامر ورمان حامض قال : فلقيت رقبة بن مصقلة فشكوته إليه فقال : أكفيك . فلقيه فقال : يا أبا محمد دعاك أخ من إخواننا فأكرمك ثم تقول : على عرق عامر ورمان حامض ؟ أما والله ما علمتك إلا شرس الطبيعة دائم القطوب سريع الملل مستخف بحق الزور كأنك تسعط الخردل إذا سئلت الحكمة
رواه أبو يعلى وإسناده حسن

(8/329)


5 - . باب فيمن قدم إليه طعام فليأكل ولا يسأل عنه

(8/329)


13632 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأطعمه طعاما فليأكل من طعامه ولا يسأل عنه وإن سقاه شرابا فليشرب من شرابه ولا يسأل عنه
رواه أحمد وأبو يعلى وفيه مسلم بن خالد الزنجي وثقه ابن معين وغيره وضعفه أحمد وغيره وبقية رجالهما رجال الصحيح

(8/329)


19 - . ( أبواب في المعروف ونحوه )

(8/329)


1 - . باب شكر المعروف ومكافأة فاعله

(8/329)


13633 - عن الأشعث بن قيس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن أشكر الناس لله تبارك وتعالى أشكرهم للناس
ص . 330

(8/329)


13634 - وفي رواية : " لا يشكر الله من لا يشكر الناس "
رواه كله أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات

(8/330)


13635 - وعن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم كثيرا ما يقول لي : " يا عائشة ما فعلت أبياتك ؟ " . فأقول : وأي أبياتي تريد يا رسول الله فإنها كثيرة ؟ فيقول لي : " في الشكر " . فأقول : نعم بأبي أنت وأمي قال الشاعر :
ارفع ضعيفك لا يجر بك ضعفه . . . يوما فتدركه العواقب قد نما
يجزيك أو يثني عليك وإن من . . . أثنى عليك بما فعلت كمن جزى
إن الكريم إذا أردت وصاله . . . لم تلف رثا حبله واهي القوى
قال : فيقول : " يا عائشة إذا حشر الله الخلائق يوم القيامة قال لعبد من عباده اصطنع إليه عبد من عباده معروفا : هل شكرته ؟ فيقول : أي رب علمت أن ذلك منك فشكرتك عليه . فيقول : لم تشكرني إن لم تشكر من أجريت ذلك على يديه "
رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه ذاكر بن شيبة العسقلاني ضعفه الأزدي

(8/330)


13636 - وعن أبي المليح عن أسامة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لا يشكر الله من لا يشكر الناس "
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(8/330)


13637 - وعن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أشكر الناس لله عز و جل أشكرهم للناس
ص . 331
رواه الطبراني وفيه عبد المنعم بن نعيم وهو ضعيف

(8/330)


13638 - وعن جرير قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من لم يشكر للناس لم يشكر لله "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(8/331)


13639 - وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز و جل "
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(8/331)


13640 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من اصطنع إليكم معروفا فجازوه فإن عجزتم عن مجازاته فادعوا له حتى يعلم أنه قد شكرتم فإن الله شاكر يحب الشاكرين
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك وهو عند أبي داود والنسائي بلفظ :
حتى تروا أنكم قد كافأتموه
بدل : " حتى يعلم أن قد شكرتم " . دون ما بعده

(8/331)


13641 - وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
من أتي إليه معروف فليكافئ به ومن لم يستطع فليذكره فإن من ذكره فقد شكره ومن تشبع بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور
رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه صالح بن أبي الأخضر وقد وثق على ضعفه وبقية رجال أحمد ثقات
ص . 332

(8/331)


13642 - وعن طلحة - يعني ابن عبيد الله - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أولي معروفا فليذكره فمن ذكره فقد شكره ومن كتمه فقد كفره
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه

(8/332)


13643 - وعن الحكم بن عمير قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له
رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف

(8/332)


13644 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إذا قال الرجل : جزاك الله خيرا . فقد أبلغ في الثناء
رواه الطبراني في الصغير وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف

(8/332)


13645 - وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بينما هو يمشي في شدة حر انقطع شسع نعله فجاء رجل بشسع فوضعه في نعله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لو تعلم ما حملت عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يفعل ما حملت عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد والطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف

(8/332)


13646 - وعن ابن عباس قال : لو قال لي فرعون : بارك الله فيك . قلت : وفيك . وفرعون قد مات
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(8/332)


2 - . باب إتمام المعروف

(8/332)


13647 - ص . 333 عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " استتمام المعروف أفضل من ابتدائه "
رواه الطبراني في الصغير وفيه عبد الرحمن بن قيس الضبي وهو متروك

(8/333)


3 - . باب شكر القليل

(8/333)


13648 - عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله والتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب
رواه عبد الله . وأبو عبد الرحمن راويه عن الشعبي لم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(8/333)


13649 - وعن أنس قال : أتى النبي صلى الله عليه و سلم سائل فأمر له بتمرة فلم يأخذها أو وحش بها
قال : وجاء آخر فأمر له بتمرة قال : سبحان الله تمرة من رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال : فقال لجارية :
اذهبي إلى أم سلمة وأعطيه الأربعين درهما التي عندها
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عمارة بن زاذان وثقه جماعة وضعفه الدارقطني

(8/333)


20 - . باب ما يقول إذا سئل عن حاله

(8/333)


13650 - عن أنس
ص . 334
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يلقى رجلا فيقول : " يا فلان كيف أنت ؟ " . فيقول : بخير أحمد الله . فيقول له النبي صلى الله عليه و سلم : " جعلك الله بخير " . فلقي النبي صلى الله عليه و سلم ذات يوم فقال : " كيف أنت يا فلان ؟ " . قال : بخير إن شكرت . فسكت عنه النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا نبي الله إنك كنت تسألني فتقول : " جعلك الله بخير " . وإنك اليوم سكت عني ؟ فقال له : " إني كنت أسألك فتقول : بخير أحمد الله . فأقول : جعلك الله بخير وإنك اليوم قلت : بخير إن شكرت فشككت فسكت عنك "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير مؤمل بن إسماعيل وهو ثقة وفيه ضعف

(8/334)


21 - . باب فيمن يرجى خيره وخير الناس وشرارهم

(8/334)


13651 - عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم وقف على ناس جلوس فقال : " أخبركم بخيركم من شركم ؟ " . فسكت القوم فأعادها ثلاث مرات فقال رجل من القوم : بلى يا رسول الله . قال : " خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره "
رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح

(8/334)


13652 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ألا أنبئكم بشراركم ؟ " . قالوا : بلى إن شئت يا رسول الله . قال : " إن شراركم الذي ينزل وحده ويجلد عبده ويمنع رفده " . قال : " أفلا أنبئكم بشر من ذلك ؟ " . قالوا : بلى إن شئت يا رسول الله . قال : " من يبغض الناس ويبغضونه " . قال : " أفلا أنبئكم بشر من ذلك ؟ " . قالوا : " بلى إن شئت يا رسول الله . قال : " الذين لا يقيلون عثرة ولا يقبلون معذرة ولا يغفرون ذنبا " . قال : " أفلا أنبئكم بشر من ذلك ؟ " . قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره "
ص . 335
رواه الطبراني وفيه عنبس بن ميمون وهو متروك

(8/334)


13653 - وعن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ألا أنبئكم بشراركم ؟ " . قالوا : بلى . قال : " شراركم من يتقى شره ولا يرجى خيره وخياركم من يرجى خيره ولا يتقى شره "
رواه أبو يعلى وفيه مبارك بن سحيم وهو متروك

(8/335)


22 - . باب فيمن يصلح له المعروف

(8/335)


13654 - عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن المعروف لا يصلح إلا لذي حسب أو دين أو لذي حلم
رواه الطبراني وفيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو متروك

(8/335)


13655 - وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا تدخل بيتك إلا تقيا ولا تول معروفك إلا مؤمنا
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من أعرفهم

(8/335)


13656 - وعن عائشة مرفوعا قالت :
لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين كما لا تصلح الرياضة إلا في النجيب
رواه البزار وفيه عبيد بن القاسم وهو كذاب

(8/335)


23 - . باب أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما

(8/335)


تقدم

(8/335)


24 - . باب تنقه وتوقه

(8/335)


تقدم

(8/335)


25 - . باب أخبر تقله

(8/335)


تقدم هذا كله في الأدب

(8/335)


26 - . باب سيكون الناس ذئاب

(8/335)


تقدم في الأدب

(8/335)


27 - . باب مداراة الناس ومن لا يؤمن شره

(8/335)


نقدم في الأدب وبقي منها شيء

(8/335)


13657 - ص . 336 وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن أول هذه الأمة خيارهم وآخرها شرارهم مختلفين متفرقين فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلتأته منيته وهو يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه
رواه الطبراني وفيه المفضل بن معروف ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(8/336)


28 - . ( بابان في الحقوق )

(8/336)


1 - . باب حق المسلم على المسلم

(8/336)


13658 - عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول :
المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله
ويقول :
والذي نفسي بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما
وكان يقول :
للمسلم على أخيه من المعروف ست : يشمته إذا عطس ويعوده إذا مرض وينصحه إذا غاب ويشهده ويسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويتبعه إذا مات
ص . 337
[ ونهى عن هجر المسلم أخاه فوق ثلاث ]
رواه أحمد وإسناده حسن

(8/336)


13659 - وعن رجل من بني سليط قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وهو في أزفلة ( جماعة ) من الناس فسمعته يقول : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله التقوى ههنا "
قال حماد : وقال بيده إلى صدره
رواه أحمد بأسانيد وإسناده حسن . ورواه أبو يعلى بنحوه

(8/337)


13660 - وعن عبد الرحمن بن عوف بن زياد بن أنعم قال : سمعت أبي يقول : إنه جمعهم مرسا لهم في البحر ومركب أبي أيوب الأنصاري . قال : فلما حضر غداؤنا أرسلنا إلى أبي أيوب وإلى أهل مركبه [ فأتى أبو أيوب ] فقال : دعوتموني وأنا صائم وكان علي من الحق أن أجيبكم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
للمسلم على أخيه المسلم ست خصال واجبة فمن ترك خصلة منها فقد ترك حقا واجبا : إذا دعاه أن يجيبه وإذا لقيه أن يسلم عليه وإذا عطس أن يشمته وإذا مرض أن يعوده وإذا مات أن يشيع جنازته وإذا استنصحه أن ينصحه
قال : وكان فينا رجل مزاح وكان على نفقاتنا رجل فقال المزاح للذي يلي الطعام : جزاك الله خيرا وبرا . فلما أكثر عليه جعل يغضب ويشتمه فقال المزاح : يا أبا أيوب كيف ترى في رجل إذا أنا قلت له : جزاك الله خيرا وبرا غضب وشتمني ؟ فقال أبو أيوب : كنا نقول : من لم يصلحه الخير أصلحه الشر فأقلب له . فلما جاء
ص . 338
ذلك الرجل قال له ذلك المزاح : جزاك الله شرا عسرا . فضحك الرجل ورضي وقال : إنك لا تدع بطالتك [ على كل حال ] فقال المزاح : جزى الله أبا أيوب خيرا وبرا فقد قال لي
رواه الطبراني وعبد الرحمن وثقه يحيى القطان وغيره وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات

(8/337)


13661 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
حق المؤمن على المؤمن ست خصال : يسلم عليه إذا لقيه ويشمته إذا عطس وإذا دعاه أن يجيبه وإذا مرض أن يعوده وإذا مات أن يشهده وإذا غاب أن ينصحه

(8/338)


13662 - وفي رواية : " وإن دعاه ولو على كراع أجابه "
رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين رجال أحدهما ثقات

(8/338)


13663 - وعن واثلة بن الأسقع قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله التقوى ههنا - وأشار بيده إلى القلب - وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم
قلت : عزاه في الأطراف باختصار إلى أبي داود في غير رواية اللؤلؤي
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات

(8/338)


13664 - وعن عبيد الله بن زياد الحضرمي قال : لقي مالك بن دينار سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو راكب على حمار ساقطة أذناه رث السرج والثياب فقال له سالم : ممن الرجل ؟ فقال له : منك وإليك ومن بعض مواليك . فقال : حدثني أبي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 339
المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يخونه ولا يسلمه في مصيبة نزلت به وإن تلف خيار العرب والموالي يحب بعضهم بعضا لا يجدون من ذلك بدا وإن تلف شر الفريقين يبغض بعضهم بعضا لا يجدون من ذلك بدا
رواه الطبراني وإسناده جيد

(8/338)


13665 - وعن عبد الله قال : للمسلم على المسلم ست بالمعروف : يسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويشمته إذا عطس ويشهده إذا مات وينصح له بالغيب ويحب له ما يحب لنفسه
رواه الطبراني وقال : لم يرفعه أبو جعفر الفراء ورفعه أبو إسحاق السبيعي ولم يسق إسناده إلى أبي إسحاق ورجاله ثقات

(8/339)


13666 - وعن ابن عمر قال : سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن رجل فقال : " من يعرفه ؟ " فقال رجل منهم : أنا
قال : " ما اسمه ؟ " . قال : لا أدري . قال : " اسم أبيه ؟ " . قال : لا أدري . قال : " ليست هذه معرفة بمعرفة حتى تعرف اسمه واسم أبيه وقبيلته إن مرض عدته وإن مات اتبعت جنازته "
رواه الطبراني وفيه عمر بن دينار قهرمان آل الزبير وهو متروك

(8/339)


2 - . باب إكرام المسلم

(8/339)


تقدم في أوائل الأدب

(8/339)


29 - . باب أحب للناس ما تحب لنفسك

(8/339)


13667 - عن خالد بن عبد الله القشيري عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لجده يزيد بن أسد :
ص . 340
أحب للناس ما تحب لنفسك

(8/339)


13668 - وفي رواية عن خالد أيضا قال : حدثني أبي عن جدي أنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أتحب الجنة ؟
قال : قلت : نعم . قال : " أحب لأخيك ما تحب لنفسك "
رواه عبد الله والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه ورجاله ثقات

(8/340)


13669 - وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول صلى الله عليه و سلم :
من سره أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله ثقات

(8/340)


30 - . باب رحمة الناس

(8/340)


13670 - عن أبي سعيد - يعني الخدري - عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إن من لا يرحم الناس لا يرحم "
رواه أحمد وفيه عطية - أي العوفي - وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح

(8/340)


13671 - وعن أبي موسى الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
لن تؤمنوا حتى تراحموا
قالوا : يا رسول الله كلنا رحيم . قال : " إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة الناس رحمة العامة "
ص . 341
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(8/340)


13672 - وعن جرير قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(8/341)


13673 - وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
والذي نفسي بيده لا يضع الله رحمته إلا على رحيم
قالوا : يا رسول الله كلنا يرحم . قال : " ليس برحمة أحدكم صاحبه يرحم الناس كافة "
رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا إلا أن ابن إسحاق مدلس

(8/341)


13674 - وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء
رواه أبو يعلى والطبراني في الثلاثة ورجال أبي يعلى رجال الصحيح إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه فهو مرسل

(8/341)


13675 - وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " من لا يرحم لا يرحم "
رواه البزار والطبراني وفيه عطية وقد وثق على ضعفه وبقية رجال البزار رجال الصحيح

(8/341)


13676 - وعن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 342
من لا يرحم لا يرحم
رواه البزار وفيه من لم أعرفه

(8/341)


13677 - وعن ابن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " من لم يرحم الناس لم يرحمه الله "
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(8/342)


13678 - وعن معاوية بن حيدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من لا يرحم الناس فلن يرحمه الله "
وفيه زكريا بن أبي عبيدة وفيه ضعف

(8/342)


13679 - وعن الأشعث بن قيس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من لم يرحم المسلمين فلن يرحمه الله
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه . قلت : وتأتي أحاديث في التوبة من هذا الباب

(8/342)


31 - . باب مثل المؤمن من أهل الإيمان

(8/342)


13680 - عن سهل بن سعد الساعدي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد يألم المؤمن من أهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح

(8/342)


13681 - وعن بشير بن سعد - صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 343
منزلة المؤمن من المؤمن منزلة الرأس من الجسد متى ما اشتكى الجسد اشتكى له الرأس ومتى ما اشتكى الرأس اشتكى سائر الجسد
رواه الطبراني وفيه عبد الله المديني وهو متروك

(8/342)


13682 - وعن أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح بن نبهان وهو ضعيف

(8/343)


32 - . باب مكارم الأخلاق والعفو عمن ظلم

(8/343)


13683 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(8/343)


13684 - وعن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله بعثني بتمام مكارم الأخلاق وكمال محاسن الأفعال
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن إبراهيم القرشي وهو ضعيف

(8/343)


13685 - وعن أنس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " مكارم الأخلاق من أعمال الجنة "
رواه الطبراني في الأوسط في حديث تقدم في الضيافة

(8/343)


13686 - وعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله جميل يحب الجمال ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها
ص . 344
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه

(8/343)


13687 - وعن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله عز و جل كريم يحب الكرماء ويحب معالي الأمور ويكره سفسافها
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه إلا أنه قال : " يحب معالي الأخلاق " . ورجال الكبير ثقات

(8/344)


13688 - وعن حسين بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها
رواه الطبراني وفيه خالد بن إلياس ضعفه أحمد وابن معين والبخاري والنسائي وبقية رجاله ثقات

(8/344)


13689 - وعن عقبة بن عامر قال : ثم لقيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذت بيده فقلت : يا رسول الله أخبرني بفواضل الأعمال . فقال :
يا عقبة صل من قطعك وأعط من حرمك وأعرض عمن ظلمك

(8/344)


13690 - وفي رواية : " واعف عمن ظلمك "
رواه أحمد والطبراني وأحد إسنادي أحمد رجاله ثقات

(8/344)


13691 - وعن علي قال : قال لي النبي صلى الله عليه و سلم :
ألا أدلك على أكرم أخلاق الدنيا والآخرة ؟ أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وأن تعفو عمن ظلمك
ص . 345
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحارث وهو ضعيف

(8/344)


13692 - وعن كعب بن عجرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ألا أدلكم على خير أخلاق الدنيا والآخرة ؟ من وصل من قطعه وعفا عمن ظلمه وأعطى من حرمه
رواه الطبراني وفيه محمد بن جابر السحيمي وهو متروك . ورواه مرسلا وفيه من لم أعرفه

(8/345)


13693 - وعن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :
أفضل الفضائل : أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتصفح عمن شتمك
رواه الطبراني وفيه زبان بن فائد وهو ضعيف

(8/345)


13694 - وعن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات ؟
قالوا : نعم يا رسول الله . قال : " تحلم عن من جهل عليك وتعفو عن من ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك "
رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو كذاب

(8/345)


13695 - وعن عبادة أيضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ألا أنبئكم بما يشرف الله تعالى به البنيان ويرفع به الدرجات ؟
قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " أن تحلم على من جهل عليك وأن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عن من ظلمك "
رواه الطبراني وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف
ص . 346

(8/345)


13696 - وعن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من سره أن يشرف له البنيان وأن ترفع له الدرجات فليعف عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من قطعه
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف

(8/346)


13697 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا وأدخله الجنة برحمته
قال : ما هن يا رسول الله ؟ بأبي أنت وأمي . قال : " تعطي من حرمك وتصل من قطعك وتعفو عمن ظلمك " . قال : فإذا فعلت هذا فما لي يا نبي الله ؟ قال : " يدخلك الله الجنة "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن داود اليمامي وهو ضعيف

(8/346)


13698 - وعن أبي هريرة أن رجلا شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه و سلم جالس فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يعجب ويبسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه و سلم وقام فلحقه أبو بكر فقال : يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت ؟ قال :
إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان
ثم قال : " يا أبا بكر ثلاث كلهن حق : ما من عبد ظلم بمظلمة فيفضي عنها لله عز و جل إلا أعز الله بها نصره وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده بها كثرة وما فتح باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة "
قلت : روى أبو داود منه إلى قوله : " فلم أكن لأقعد مع الشيطان "
رواه أحمد والطبراني في الأوسط بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح
ص . 347

(8/346)


13699 - وعن السائب بن عبد الله قال : جيء بي إلى النبي صلى الله عليه و سلم [ يوم فتح مكة ] جاء بي عثمان بن عفان وزهير فجعلوا يثنون علي عنده فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا تعلموني به قد كان صاحبي في الجاهلية " . قال : قال : نعم يا رسول الله فنعم الصاحب كنت . قال : فقال : " يا سائب انظر أخلاقك التي كنت تصنعها في الجاهلية فاصنعها في الإسلام : أقر الضيف وأكرم اليتيم وأحسن إلى جارك "
قلت : رواه أبو داود باختصار
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(8/347)


13700 - وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
من لم تكن فيه واحدة من ثلاث فلا يجني من عمله : تقوى تحجزه عن معاصي الله أو حلم يكف به سفيها أو خلق يعيش به في الناس
وأن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
من كان فيه واحدة من ثلاث وزوجه الله من الحور العين : من كانت عنده أمانة خفية شهية فأداها مخافة الله أو رجل عفا عن قاتله أو رجل قرأ : { قل هو الله أحد } دبر كل صلاة
رواه الطبراني عن شيخه إبراهيم بن محمد بن عرق وضعفه الذهبي

(8/347)


13701 - وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من عفا عند قدرة عفا الله عنه يوم العسرة
رواه الطبراني وفيه العلاء بن كثير وهو ضعيف

(8/347)


33 - . ( أبواب في قضاء الحوائج ونحوها )

(8/347)


1 - . باب فضل قضاء الحوائج

(8/347)


13702 - ص . 348 عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من مشى إلى حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة إلى أن يرجع من حيث فارقه فإن قضيت حاجته خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وإن هلك فيا من هالك دخل الجنة بغير حساب
رواه أبو يعلى وفيه عبد الرحيم بن زيد العمي وهو متروك

(8/348)


13703 - وعن أنس أيضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة يخطوها سبعين حسنة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحيم بن زيد العمي وهو متروك

(8/348)


13704 - وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من ألطف مؤمنا أو خف في شيء من حوائجه صغر ذلك أو كبر كان حقا على الله أن يخدمه من خدم الجنة
رواه البزار وفيه معلى بن ميمون وهو متروك

(8/348)


13705 - وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثا وسبعين حسنة واحدة منهن يصلح الله بها له أمر دنياه وآخرته واثنتين وسبعين في الدرجات
رواه أبو يعلى والبزار وفي إسنادهما زياد بن أبي حسان وهو متروك
ص . 349

(8/348)


13706 - وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله
رواه أبو يعلى والبزار وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو متروك

(8/349)


13707 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
الخلق كلهم عيال الله فأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمير وهو أبو هارون القرشي متروك

(8/349)


13708 - وعن ابن عمر أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله وأي الأعمال أحب إلى الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أحب الناس إلى الله عز و جل أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا في مسجد المدينة ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غضبه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رخاء يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه سكين بن سراج وهو ضعيف

(8/349)


13709 - وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 350
من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في مبلغ بر أو تيسير عسير أعانه الله على إجازة الصراط عند دحض الأقدام
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه إبراهيم بن هشام النسائي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو حاتم وغيره

(8/349)


13710 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن لله خلقا خلقهم لحوائج الناس تفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن أيوب وضعفه الجمهور وحسن حديثه الترمذي وأحمد بن طارق الراوي عنه لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح

(8/350)


13711 - وعن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في مبلغ بر أو إدخال سرور رفعه الله في الدرجات العلا في الجنة
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم ورواه بإسناد آخر ضعيف ورواه في الأوسط

(8/350)


13712 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن الله عز و جل قال : أنا خلقت الخير والشر فطوبى لمن قدرت على يده الخير وويل لمن قدرت على يده الشر
رواه الطبراني وفيه مالك بن يحيى النكري وهو ضعيف
ص . 351

(8/350)


13713 - وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن لله عند أقوام نعما يقرها عندهم ما كانوا في حوائج الناس ما لم يملوا فإذا ملوا نقلها إلى غيرهم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن الحصين وهو متروك

(8/351)


13714 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن لله أقواما اختصهم بالنعم لمنافع العباد يقرهم فيها ما بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه محمد بن حسان السمتي وثقه ابن معين وغيره وفيه لين ولكن شيخه أبو عثمان عبد الله بن زيد الحمصي ضعفه الأزدي

(8/351)


13715 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ثم جعل من حوائج الناس إليه فتبرم فقد عرض تلك النعمة للزوال
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد

(8/351)


13716 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
من مشى في حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكافه عشر سنين ومن اعتكف
ص . 352
يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق كل خندق أبعد مما بين الخافقين
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد

(8/351)


13717 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من فرج عن مسلم كربة جعل الله تعالى له يوم القيامة شعبتين من نور على الصراط يستضيء بضوئهما عالم لا يحصيهم إلا رب العزة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه العلاء بن سلمة بن عثمان وهو ضعيف

(8/352)


13718 - وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه ابن حبان وضعفه غيره

(8/352)


13719 - وعن الحسن بن علي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن من موجبات المغفرة إدخال السرور على أخيك
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه جهم بن عثمان وهو ضعيف

(8/352)


13720 - وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أدخل على أهل بيت من المسلمين سرورا لم يرض الله له ثوابا دون الجنة
ص . 353
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عمر بن حبيب القاضي وهو ضعيف

(8/352)


13721 - وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من لقي أخاه المسلم بما يحب الله ليسره بذلك سره الله عز و جل يوم القيامة
رواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن

(8/353)


13722 - وعن كعب بن عجرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من نفس عن مؤمن كربة من كربه نفس الله كربه يوم القيامة ومن ستر على مؤمن عورته ستر الله عورته ومن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربته
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه شعيب بياع الأنماط وهو مجهول

(8/353)


13723 - وعن زيد بن ثابت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
لا يزال الله في حاجة العبد ما دام في حاجة أخيه
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(8/353)


13724 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من فرج عن مسلم كربة في الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر عورة مسلم ستر الله عورته عليه يوم القيامة والله في حاجة العبد ما كان العبد في حاجة أخيه
ص . 354
رواه الطبراني في الأوسط وفي الكبير طرف من آخره وفيه عبيد الله بن زحر وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون وبقية رجاله ثقات

(8/353)


13725 - وعن عبد الله بن عمرو وأبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من مشى في حاجة أخيه المسلم أظله الله تعالى بخمسة وسبعين ألف ملك يدعون له ولم يزل يخوض في الرحمة حتى يفرغ فإذا فرغ كتب الله له حجة وعمرة
فذكر الحديث
وقد تقدم في الجنائز في عيادة المريض

(8/354)


13726 - وعن معاوية بن حيدة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن صدقة السر تطفئ غضب الرب وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء وإن صلة الرحم تزيد في العمر وتنفي الفقر وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنه كنز من كنوز الجنة وإن فيها شفاء من كل داء أدناها الهم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أصبغ غير معروف وبقية رجاله وثقوا وفيهم خلاف

(8/354)


13727 - وعن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
أفضل الصدقة اللسان
فقيل : يا رسول الله وما صدقة اللسان ؟ قال : " الشفاعة يفك بها الأسير ويحقن بها الدم وتجر بها المعروف والإحسان إلى أخيك وتدفع بها عنه الكريهة "
رواه الطبراني وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف

(8/354)


2 - . باب فيمن رحم طالب حاجة

(8/354)


13728 - ص . 355 عن سهل بن سعد أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم وعنده أصحابه فأطافت بهم فلم تجد مكانا ففطن لها رجل فقام وجلست فقضت حاجتها ثم قامت فقال النبي صلى الله عليه و سلم للرجل : " أتعرفها ؟ " . قال : لا . قال : " فرحمتها رحمك الله " [ ثلاثا ]
رواه الطبراني وفيه عبد الحميد بن سليمان وثقه أبو داود وغيره وضعفه ابن معين وغيره وبقية رجاله ثقات

(8/355)


3 - . باب ما يفعل طالب الحاجة وممن يطلبها

(8/355)


13729 - عن ابن عباس قال : لا تطلبن حاجة إلى أعمى ولا تطلبها ليلا وإذا طلبت الحاجة فاستقبل الرجل بوجهك فإن الحياء في العينين وباكر حاجتك فإن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " اللهم بارك لأمتي في بكورها "
رواه الطبراني وفيه عمرو بن مساور وهو ضعيف

(8/355)


13730 - وعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اطلبوا الخير عند حسان الوجوه "
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه عمر بن صهبان وهو متروك

(8/355)


13731 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من آتاه الله وجها حسنا واسما حسنا وجعله في موضع غير شائن فهو صفوة الله من خلقه
ص . 356
وقال ابن عباس : قال الشاعر :
أنت شرط النبي إذ قال يوما . . . فابتغوا الخير في صباح الوجوه
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه خلف بن خالد البصري وهو ضعيف

(8/355)


13732 - وعن مجاهد عن ابن عباس - أراه رفعه - قال : " اطلبوا الخير إلى حسان الوجوه "
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن خراش بن حوشب وثقه ابن حبان وقال : ربما أخطأ وضعفه غيره وبقية رجاله ثقات

(8/356)


13733 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اطلبوا الحوائج إلى حسان الوجوه "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه طلحة بن عمرو وهو متروك

(8/356)


13734 - وعن يزيد بن خصيفة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
التمسوا الخير عند حسان الوجوه
رواه الطبراني من طريق يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي عن أبيه وكلاهما ضعيف

(8/356)


13735 - وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " التمسوا الخير عند حسان الوجوه "
رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم
ص . 357

(8/356)


13736 - وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
التمسوا الخير إلى الرحماء من أمتي تعيشوا في أكنافهم ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم فإنهم ينتظرون سخطي
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن مروان السدي الصغير وهو متروك

(8/357)


4 - . باب شكر المعروف والثناء على فاعله

(8/357)


تقدم في الكراسة قبل هذه

(8/357)


5 - . باب كتمان الحوائج

(8/357)


13737 - عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه سعيد بن سلام العطار قال العجلي : لا بأس به وكذبه أحمد وغيره وبقية رجاله ثقات إلا أن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ

(8/357)


13738 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن لأهل النعم حسادا فاحذروهم "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان

(8/357)


35 - . باب إكرام النعم وتقييدها بالطاعة

(8/357)


13739 - عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 358
أحسنوا جوار نعم الله لا تنفروها فقلما زالت عن قوم فعادت إليهم
رواه أبو يعلى وفيه عثمان بن مطر وهو ضعيف

(8/357)


36 - . باب الإحسان إلى الدواب

(8/358)


13740 - عن ضرار بن الأزور قال : هدينا لرسول الله صلى الله عليه و سلم لقحة ( ناقة حلوبا ) فحلبتها فلما أخذت لأجهدها قال : " لا تفعل دع داعي اللبن "
رواه أحمد والطبراني وقال : " دع دواعي اللبن ودع لي " . بأسانيد ورجال أحدها رجال ثقات

(8/358)


13741 - وعن نقادة قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا نقادة أبغني ناقة حلبانة ركبانة غير أن لا تولد والدة
قال : فجئت فبغيتها في نعم فلم أجد ناقة مريا ذلولا ووجدتها في نعم ابن عم لي فقدمت بها على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " يا نقادة أبق دواعي الدر " أو قال : " دواعي اللبن "
رواه الطبراني

(8/358)


13742 - وفي رواية : بعث عمي بلقوح إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لي : " احلبها " . فحلبتها فقال : " يا نقادة دع دواعي اللبن " . قال : فتركت أخلاقها قائمة لم تنفض اللبن كله
وهذه الرواية رواها الطبراني في الكبير والأوسط وفي إسناد الرواية الأولى : إسحاق الفروي وهو متروك وفي إسناد الثانية : يعقوب بن محمد الزهري وهو متروك وجماعة لا يعرفون
ص . 359

(8/358)


13743 - وعن عبد الله بن عمرو قال : مر رسول الله صلى الله عليه و سلم برجل يحلب شاة فقال :
أي فلان إذا حلبت فأبق لولدها فإنها من أبر الدواب
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الكبير رجال الصحيح غير عبد الله بن جبارة وهو ثقة

(8/359)


13744 - وعن سوادة بن الربيع قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فسألته فأمر لي بذود ثم قال لي :
إذا رحت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم ومرهم فليقلموا أظفارهم لا يغيطوا بها ضروع مواشيهم إذا حلبوا
رواه أحمد وإسناده جيد

(8/359)


13745 - عن الزبير قال : سألت جابرا : أبصرت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي راكبا ؟ فقال : نعم . ثم أتاه رجل قد اشترى ناقة ليدعو الله عليها فكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يصلي فسكت رسول لله صلى الله عليه و سلم ثم دعا له حين سلم
قلت : هو في الصحيح غير قصة الناقة والدعاء لها
رواه أحمد وإسناده حسن

(8/359)


13746 - وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى الظهر فوجد ناقة معقولة فقال : " أين صاحب هذه الراحلة ؟ " . فلم يستجب له أحد فدخل المسجد فصلى حتى فرغ فوجد الراحلة كما هي فقال : " أين صاحب هذه الراحلة ؟ "
ص . 360
فاستجاب له صاحبها فقال : أنا يا نبي الله . فقال : " ألا تتقي الله تعالى فيها ؟ إما أن تعقلها وإما أن ترسلها حتى تبتغي لنفسها "
رواه الطبراني وإسناده جيد

(8/359)


كتاب فيه ذكر الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه على نبينا وعليهم أجمعين

(8/360)


35 - . باب ذكر أبينا آدم أبي البشر صلى الله عليه و سلم

(8/360)


13747 - ص . 363 عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن الله خلق آدم من تراب ثم جعله طينا ثم تركه حتى إذا كان حمأ مسنونا خلقه وصوره ثم تركه حتى إذا كان صلصالا كالفخار - قال : فكان إبليس يمر به فيقول : لقد خلقت لأمر عظيم - ثم نفخ الله فيه من روحه فكان أول شيء جرى فيه الروح بصره وخياشيمه فعطس فلقاه أنه حمد ربه فقال الرب : يرحمك ربك . ثم قال : يا آدم اذهب إلى أولئك النفر فقل لهم وانظر ما يقولون . فجاء فسلم عليهم فقالوا : وعليك السلام ورحمة الله . فجاء إلى ربه فقال : ماذا قالوا لك ؟ - وهو أعلم بما قالوا له - قال : يا رب لما سلمت عليهم قالوا : وعليك السلام ورحمة الله . قال : يا آدم هذه تحيتك وتحية ذريتك . قال : يا رب وما ذريتي ؟ قال : اختر [ يدي ] يا آدم . قال : أختار يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين فبسط الله كفه فإذا كل ما هو كائن من ذريته في كف الرحمن عز و جل
فذكر الحديث
رواه أبو يعلى وفيه إسماعيل بن رافع قال البخاري : ثقة مقارب الحديث وضعفه الجمهور وبقية رجاله رجال الصحيح
ص . 364

(8/363)


13748 - وعن أبي موسى - رفعه - قال :
لما أخرج الله آدم من الجنة زوده من ثمار الجنة وعلمه صنعة كل شيء فثماركم هذه من ثمار الجنة غير أن هذه تغير وتلك لا تغير
رواه البزار والطبراني ورجاله ثقات

(8/364)


13749 - وعن أبي بريدة - رفعه - قال :
لو أن بكاء داود صلى الله عليه و سلم وبكاء جميع أهل الأرض يعدل ببكاء آدم ما عدله
رواه الطبراني في لأوسط ورجاله ثقات

(8/364)


13750 - وعن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله آدم أنبي كان ؟ قال : " نعم كان نبيا رسولا كلمه الله قبلا قال له : { يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة } "
رواه الطبراني في الأوسط وأحمد بنحوه في حديث طويل وفيه المسعودي وقد اختلط

(8/364)


13751 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ألا أخبركم بأفضل الملائكة ؟ جبريل عليه السلام وأفضل النبيين آدم وأفضل الأيام يوم الجمعة وأفضل الشهور شهر رمضان وأفضل الليالي ليلة القدر وأفضل النساء مريم بنت عمران
ص . 365
رواه الطبراني وفيه نافع بن هرمز وهو متروك

(8/364)


13752 - وعن عبد الرحمن بن قتادة السلمي : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
خلق الله آدم
قال : فذكر الحديث
رواه الطبراني وإسناده حسن

(8/365)


13753 - وعن أبي برزة قال :
إن آدم لما طوطى عن كلام الملائكة وكان يستأنس لكلامهم بكى على الجنة مائة سنة فقال الله تعالى : يا آدم ما يحزنك ؟ قال : كيف لا أحزن وقد أهبطتني من الجنة ولا أدري أعود إليها أم لا ؟ فقال الله : يا آدم قل : اللهم لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك سبحانك اللهم وبحمدك رب إني عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت أرحم الراحمين . والثانية : اللهم لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك سبحانك رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت أرحم الراحمين . والثالثة : اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك لا شريك لك رب عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم . فهذه الكلمات التي أنزل الله على محمد صلى الله عليه و سلم : { فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم } قال : وهي لولده من بعده . وقال آدم لابن له يقال له : هبة الله - ويسميه أهل التوراة وأهل الإنجيل شيث - : تعبد لربك وسله : يردني إلى الجنة أم لا ؟ فتعبد وسأل فأوحى الله إليه : إني أرده إلى الجنة . قال : أي رب إني لم آمن أبي أحسب أن أبي سيسألني العلامة . فألقى الله إليه سوارا من أسورة الجنة فلما أتاه قال : ما وراءك ؟ قال : أبشر قد أخبرني أنه رادك إلى الجنة . قال : فما سألته العلامة ؟ فأخرج السوار فعرفه فخر ساجدا فبكى حتى سال من عينيه نهر من دموع وآثاره تعرف بالهند وذكر أن كنز الذهب بالهند مما ينبت من ذلك السوار ثم قال :
ص . 366
استطعم لي ربك من ثمر الجنة . فلما خرج من عنده مات آدم فجاء جبريل عليه السلام فقال : إلى أين ؟ فقال : إن أبي أرسلني أن أطلب إلى ربي أن يطعمه من ثمر الجنة . قال : فإن ربه قضى أن لا يأكل منها شيئا حتى يعاد إليها وإنه قد مات فارجع فواره . فأخذ جبريل عليه السلام فغسله وكفنه وحنطه وصلى عليه ثم قال جبريل : هكذا فاصنعوا بموتاكم
رواه الطبراني وفيه سوار بن مصعب وهو متروك

(8/365)


13754 - وعن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن آدم غسلته الملائكة بماء وسدر وكفنوه وألحدوا له ودفنوه وقالوا : هذه سنتكم يا بني آدم في موتاكم

(8/366)


13755 - وفي رواية : " لما توفي آدم غسلته الملائكة بالماء وترا ولحدت له وقالت : هذه سنة آدم وولده "
رواه كله الطبراني في الأوسط بإسنادين في أحدهما الحسين بن أبي السري وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وكذلك روح بن أسلم في السند الآخر وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور

(8/366)


13756 - وعن عتي قال : رأيت شيخا بالمدينة يتكلم فسألت عنه فقالوا : هذا أبي بن كعب . فقال :
إن آدم صلى الله عليه و سلم حضره الموت فقال لبنيه : أي بني إني أشتهي من ثمار الجنة . فذهبوا يطلبون له فاستقبلتهم الملائكة معهم أكفانه وحنوطه ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل فقالوا : يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون ؟ أو ما تريدون وأين تذهبون ؟ قالوا : أبونا مريض فاشتهى من ثمار الجنة . قالوا لهم : ارجعوا فقد قضى أبوكم . فجاؤوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم فقال : إليك عني فإنما أتيت من قبلك خلي بيني وبين ملائكة ربي تبارك وتعالى . فقبضوه
ص . 367
وغسلوه وكفنوه وحنطوه وحفروا له ولحدوا له فصلوا عليه ثم دخلوا قبره فوضعوه في قبره ووضعوا عليه اللبن ثم خرجوا من القبر ثم حثوا عليه ثم قالوا : يا بني آدم هذه سنتكم
رواه عبد الله بن أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عتي بن ضمرة وهو ثقة

(8/366)


2 - . باب في ذكر إدريس صلى الله عليه و سلم

(8/367)


13757 - عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن إدريس صلى الله عليه و سلم كان صديقا لملك الموت فسأله أن يريه الجنة والنار فصعد بإدريس فأراه النار ففزع منها وكاد يغشى عليه فالتف عليه ملك الموت بجناحه فقال ملك الموت : أليس قد رأيتها ؟ قال : بلى ولم أر كاليوم قط . ثم انطلق به حتى أراه الجنة فدخلها فقال ملك الموت : انطلق قد رأيتها . قال : إلى أين ؟ قال ملك الموت : حيث كنت . قال إدريس : لا والله لا أخرج منها بعد أن دخلتها . فقيل لملك الموت : أليس أنت أدخلته إياها ؟ وأنه ليس لأحد دخلها أن يخرج منها ؟
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي وهو متروك

(8/367)


3 - . باب في ذكر نوح صلى الله عليه و سلم

(8/367)


13758 - عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
لو رحم الله من قوم نوح أحدا لرحم أم الصبي
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
كان نوح صلى الله عليه و سلم مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم حتى كان آخر زمانه وغرس شجرة فعظمت وذهبت كل مذهب ثم قطفها وجعل يعملها سفينة ويمرون عليه يسألونه فيقول : أعملها سفينة . فيسخرون منه ويقولون : يعمل سفينة في البر وكيف تجري ؟ قال : سوف تعلمون . فلما فرغ منها وفار التنور وكثر
ص . 368
الماء في السكك خشيت أم الصبي عليه وكانت تحبه حبا شديدا فخرجت إلى الجبل حتى بلغت ثلثه فلما بلغها الماء خرجت حتى بلغت ثلثي الجبل فلما بلغها الماء خرجت به حتى استوت به على الجبل فلما بلغ الماء فيها رفعته بيديها حتى ذهب بهما الماء فلو رحم الله منهم أحدا رحم الصبي
رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن يعقوب الزمعي وثقه ابن معين وغيره وضعفه ابن المديني وبقية رجاله ثقات

(8/367)


4 - . باب في ذكر إبراهيم الخليل وبنيه صلى الله على نبينا وعليهم وسلم

(8/368)


13759 - عن أبي طفيل قال : قلت لابن عباس : يزعم قومك أن النبي صلى الله عليه و سلم سعى بين الصفا والمروة وأن ذلك سنة ؟ قال : صدقوا إن إبراهيم عليه السلام لما أمر بالمناسك عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه فسبقه إبراهيم عليه السلام ثم ذهب به جبريل عليه السلام إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان - قال سريج : شيطان - فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات قال : قد تله . قال يونس : ثم تله للجبين وعلى إسماعيل قميص أبيض قال : يا أبت ليس لي ثوب تكفنني فيه غيره فاخلعه حتى تكفنني فيه فعالجه ليخلعه فنودي من خلفه : أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا . فالتفت إبراهيم فإذا هو بكبش أبيض أقرن أعين "
قلت : فذكر الحديث وقد تقدم في الحج
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي عاصم الغنوي وهو ثقة
وقد تقدم له طريق رواها أحمد والطبراني وفيها أن الذبيح إسحاق وفيها عطاء بن السائب وقد اختلط
ص . 369

(8/368)


13760 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله اتخذ إبراهيم خليلا
رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف

(8/369)


13761 - وعن سمرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لنا :
إن الأنبياء يوم القيامة كل اثنين منهم خليلان دون سائرهم
قال : " فخليل منهم يومئذ خليل الله إبراهيم عليه السلام "
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(8/369)


13762 - وعن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
لما عرج بإبراهيم رأى رجلا يفجر بامرأة فدعا عليه فأهلك ثم رأى رجلا على معصية فدعا عليه فأوحى الله إليه : إنه عبدي وإن مصيره مني خصال ثلاث : إما أن يتوب فأتوب عليه وإما أن يستغفرني فأغفر له وإما أن يخرج من صلبه من يعبدني يا إبراهيم أما علمت أن من أسمائي إني أنا الصبور ؟
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن أبي علي اللهبي وهو متروك

(8/369)


13763 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن في الجنة ذخرا من درة لا صدع فيه ولا وهن أعده الله لخليله إبراهيم صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه ورجالهما رجال الصحيح
ص . 370

(8/369)


13764 - وعن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
أريت الأنبياء فأنا شبيه إبراهيم عليه السلام
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف

(8/370)


13765 - وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " أول من يكسى من الخلائق إبراهيم - يعني يوم القيامة - "
رواه البزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس

(8/370)


13766 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لما ألقي إبراهيم في النار قال : اللهم إنك في السماء واحد وأنا في الأرض واحد أعبدك
رواه البزار وفيه عاصم بن عمر بن حفص وثقه ابن حبان وقال : يخطئ ويخالف وضعفه الجمهور

(8/370)


13767 - وعن العباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
قال داود صلى الله عليه و سلم : أسألك بحق آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب فقال : أما إبراهيم فألقي في النار فصبر من أجلي وتلك بلية لم تنلك وأما إسحاق فبذل نفسه ليذبح فصبر من أجلي وتلك بلية لم تنلك وأما يعقوب فغاب عنه يوسف وتلك بلية لم تنلك
ص . 371
رواه البزار من رواية أبي سعيد عن علي بن زيد وأبو سعيد لم أعرفه وعلي بن زيد ضعيف وقد وثق

(8/370)


13768 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه سئل : من أكرم الناس ؟ قال :
يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله
رواه الطبراني وبقية مدلس وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه

(8/371)


13769 - وعن أبي الأحوص قال : فاخر أسماء بن خارجة رجلا فقال : أنا ابن الأشياخ الكرام . فقال عبد الله : ذاك يوسف بن يوسف بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله
رواه الطبراني موقوفا بإسنادين رجال أحدهما ثقات غير أن مشايخ الطبراني لم أعرفهم

(8/371)


13770 - وعن ابن عباس قال : قيل : يا رسول الله من السيد ؟ قال :
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
قالوا : فما في أمتك سيد ؟ قال : " بلى رجل أعطي مالا حلالا ورزق سماحة فأدنى الفقير وقلت شكاته الناس "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه نافع أبو هرمز وهو متروك

(8/371)


5 - . باب ذكر إسماعيل الذبيح صلى الله عليه و سلم

(8/371)


تقدم الحديث في أول الباب قبل هذا

(8/371)


6 - . باب ذكر إسحاق صلى الله عليه و سلم

(8/371)


13771 - عن العباس - يعني ابن عبد المطلب - عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " الذبيح إسحاق "
ص . 372
رواه البزار وفيه مبارك بن فضالة وقد ضعفه الجمهور

(8/371)


13772 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله خيرني بين أن يغفر لنصف أمتي أو شفاعتي فاخترت شفاعتي ورجوت أن تكون أعم لأمتي ولولا سبق الذي دعا إليه العبد الصالح لعجلت دعوتي إن الله لما فرج عن إسحاق كرب الذبح قيل له : يا إسحاق سل تعطه . قال : أما والله لأتعجلنها قبل نزغات الشيطان اللهم من مات لا يشرك بك شيئا وقد أحسن فاغفر له
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف وشيخ الطبراني لم أعرفه

(8/372)


7 - . باب ذكر يوسف صلى الله عليه و سلم

(8/372)


13773 - عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : أعطي يوسف وأمه ثلثي حسن الناس في الوجه والبياض وغير ذلك فكانت المرأة إذا أتته غطى وجهه مخافة أن تفتتن
رواه الطبراني موقوفا ورجاله رجال الصحيح

(8/372)


13774 - ورواه الطبراني أيضا فقال : " أعطي يوسف وأمه ثلث الحسن
والظاهر أنه وهم والله أعلم

(8/372)


13775 - وعن أنس قال : أعطي يوسف شطر الحسن
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح

(8/372)


8 - . باب ذكر موسى الكليم صلى الله عليه و سلم

(8/372)


13776 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 373
إن الله عز و جل ناجى موسى بمائة ألف وأربعين ألف كلمة في ثلاثة أيام فلما سمع موسى كلام الآدميين مقتهم لما وقع في مسامعه من كلام الرب جل وعز وكان فيما ناجى به أن قال : يا موسى إنه لم يتصنع لي المتصنعون بمثل الزهد في الدنيا ولم يتقرب إلي المتقربون بمثل الورع عما حرمت عليهم ولم يتعبد المتعبدون بمثل البكاء من خشيتي . قال موسى : يا رب البرية كلها ويا مالك يوم الدين ويا ذا الجلال والإكرام ماذا أعددت لهم وماذا جزيتهم ؟ قال : أما الزهاد في الدنيا فإني أبحتهم جنتي يتبوءون منها حيث شاءوا وأما الورعون عما حرمت عليهم فإنه إذا كان يوم القيامة لم يبق عبد إلا ناقشته وحاسبته إلا الورعون فإني أستحييهم وأجلهم وأكرمهم فأدخلهم الجنة بغير حساب وأما البكاءون من خشيتي فأولئك لهم الرفيق الأعلى لا يشاركون فيه
رواه الطبراني وفيه جويبر وهو ضعيف جدا

(8/372)


13777 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لما كلم الله موسى كان يبصر دبيب النمل على الصفا في الليلة المظلمة من مسيرة عشرة فراسخ
رواه الطبراني في الصغير وفيه الحسين بن أبي جعفر الجفري وهو متروك

(8/373)


13778 - وعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إذا سئلت : أي الأجلين قضى موسى ؟ فقل : خيرهما أتمهما وأبرهما وإن سئلت : أي المرأتين تزوج ؟ فقل : الصغرى منهما وهي التي جاءت فقالت : يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين . قال : ما رأيت من قوته ؟ قالت : أخذ
ص . 374
حجرا ثقيلا فألقاه على البئر . قال : وما الذي رأيت من أمانته ؟ قالت : قال : امشي خلفي ولا تمشي أمامي
رواه الطبراني في الصغير والأوسط والبزار باختصار وفي إسناد الطبراني عويد بن أبي عمران الجوني ضعفه ابن معين وغيره ووثقه ابن حبان وبقية رجال الطبراني ثقات . وقد تقدمت أحاديث هذا الباب في سورة القصص

(8/373)


13779 - وعن جابر بن عبد الله قال : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم : أي الأجلين قضى موسى ؟ قال : " أوفاهما "
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه موسى بن سهل ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف

(8/374)


13780 - وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
كأني أنظر إلى موسى في هذا الوادي محرما بين قطوانيتين
رواه الطبراني وفيه يزيد بن سنان الرهاوي وهو متروك

(8/374)


13781 - وعن عبد الله بن مسعود قال : كان طول موسى صلى الله عليه و سلم اثني عشر ذراعا وعصاه اثني عشر ذراعا ووثبته اثني عشر ذراعا فضرب عوج بن عناق فما أصاب [ منه ] إلا كعبه
رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط وبقية رجاله ثقات
ص . 375

(8/374)


13782 - وعن جابر قال : لما كلم الله تبارك وتعالى موسى صلى الله عليه و سلم يوم الطور كلمه بغير الكلام الذي كلمه به يوم ناداه فقال له موسى : يا رب هذا كلامك الذي كلمتني به ؟ قال : يا موسى إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان ولي قوة الألسن كلها وأقوى من ذلك . فلما رجع موسى إلى بني إسرائيل قالوا : يا موسى صف لنا كلام الرحمن عز و جل . قال : لا تستطيعونه ألم تروا إلى أصوات الصواعق التي تقبل من أجلى جلاوة سمعتموه ؟ فذاك قريب منه وليس به
رواه البزار وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو ضعيف

(8/375)


13783 - وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
كان ملك الموت يأتي الناس عيانا قال : فأتى موسى فلطمه ففقأ عينيه فأتى ربه عز و جل فقال : يا رب عبدك موسى فقأ عيني ولولا كرامته عليك لعتبت به . - قال يونس : لشققت عليه - قال له : اذهب إلى عبدي فقل له : ليضع يده على جلد أو مسك ثور فله لكل شعرة وارت يده سنة . فأتاه فقال : ما بعد هذا ؟ قال : الموت . قال : فالآن . قال : فشمه شمة فقبض روحه - قال يونس : فرد الله إليه عينه فكان يأتي الناس خفية -
قلت : في الصحيح طرف منه
ص . 376
رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح

(8/375)


13784 - وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
رأيت موسى صلى الله عليه و سلم عند الكثيب الأحمر يصلي في قبره
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه جبلة بن سليمان وهو متروك

(8/376)


13785 - وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم مر على موسى عليه السلام وهو قائم يصلي في قبره
رواه الطبراني وفيه فياض بن محمد وجماعة لم أعرفهم وقد روى عن فياض ثلاثة : موسى بن إسماعيل ومحمد بن عبد الله النجار الرقي وأبو يوسف الصيدلاني

(8/376)


13786 - وعن الشعبي عن جابر بن عبد الله أو غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أنا أول إفاقة فأرفع رأسي فإذا برجل بيني وبين العرش فقيل : هو موسى صلى الله عليه و سلم فإن كان في الأرض فقد أفاق قبل
رواه البزار وفيه مجالد بن سعيد وهو مختلف فيه وبقية رجاله رجال الصحيح

(8/376)


9 - . باب ذكر المسيح عيسى بن مريم صلى الله عليه و سلم

(8/376)


13787 - عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 377
إني لأرجو إن طال بي عمر أن ألقى عيسى بن مريم صلى الله عليه و سلم فإن عجل بي موت فمن لقيه منكم فليقرئه مني السلام
رواه أحمد مرفوعا وموقوفا ورجالهما رجال الصحيح

(8/376)


13788 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ألا إن عيسى بن مريم ليس بيني وبينه نبي ولا رسول إلا أنه خليفتي في أمتي من بعدي ألا إنه يقتل الدجال ويكسر الصليب ويضع الجزية وتضع الحرب أوزارها ألا فمن أدركه منكم فليقرأ عليه السلام
قلت : في الصحيح بعضه
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه محمد بن عقبة السدوسي وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم

(8/377)


13789 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ينزل عيسى بن مريم فيمكث في الناس أربعين سنة
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات

(8/377)


13790 - وعن أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(8/377)


13791 - وعن الشعبي قال : قال رجل عند المغيرة بن شعبة صلى الله على محمد خاتم الأنبياء لا نبي
ص . 378
بعده . فقال المغيرة : حسبك أن تقول خاتم الأنبياء فإنا كنا نحدث أن عيسى بن مريم خارج فإن كان خارجا فقد كان قبله وبعده
رواه الطبراني وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف وقد ضعفه جماعة ووثق وبقية رجاله ثقات

(8/377)


13792 - وعن عبد الله بن سلام قال : يدفن عيسى بن مريم عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وصاحبيه رضي الله عنهما فيكون قبره رابع
رواه الطبراني وفيه عثمان بن الضحاك وثقه ابن حبان وضعفه أبو داود وقد ذكر المزي رحمه الله هذا في ترجمته وعزاه إلى الترمذي وقال : حسن ولم أجده في الأطراف والله أعلم

(8/378)


13793 - وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن عيسى بن مريم مكث في بني إسرائيل أربعين سنة
رواه أبو يعلى عن الحسين بن علي بن الأسود ضعفه الأزدي ووثقه ابن حبان ويحيى بن جعدة لم يدرك فاطمة

(8/378)


10 - . باب ذكر نبي الله داود صلى الله عليه و سلم

(8/378)


13794 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أول من جحد آدم عليه السلام - قالها ثلاث مرات - إن الله عز و جل لما خلقه مسح ظهره وأخرج ذريته فعرضهم عليه فرأى فيهم رجلا يزهر فقال : أي رب من هذا ؟ قال : هذا ابنك داود . قال : كم عمره ؟ قال : ستون . قال : أي رب زد
ص . 379
في عمره قال : لا إلا أن تزيده أنت من عمرك . فزاده أربعين سنة من عمره فكتب الله عليه كتابا وأشهد عليه الملائكة فلما أراد أن يقبض روحه قال : قد بقي من أجلي أربعون . فقيل له : إنك قد جعلته لابنك داود . قال : فجحد فأخرج الله عز و جل الكتاب وأقام عليه البينة فأتمها لداود مائة سنة وأتمها لآدم عمره ألف سنة
رواه أحمد والطبراني وقال في أوله : لما نزلت آية الدين وقال : كم عمره ؟ قال : ستون سنة والباقي بمعناه وفيه علي بن زيد وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات

(8/378)


13795 - وعن أبي الدرداء قال : وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ذكر داود صلى الله عليه و سلم قال : " كان أعبد البشر "
رواه البزار في حديث طويل وإسناده حسن

(8/379)


13796 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
كان داود النبي صلى الله عليه و سلم فيه غيرة شديدة فكان إذا خرج أغلقت الأبواب فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع قال : فخرج ذات يوم وغلقت الأبواب فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار فإذا رجل قائم وسط الدار فقالت لمن في البيت : من أين دخل هذا الرجل الدار والدار مغلقة ؟ والله ليفتضحن بداود . فجاء داود فإذا الرجل قائم وسط الدار فقال له داود : من أنت ؟ قال : أنا الذي لا أهاب الملوك ولا يمتنع مني الحجاب . قال له داود : أنت والله إذا والله ملك الموت مرحبا بأمر الله . فزمل داود مكانه حيث قبضت نفسه حتى فرغ من شأنه وطلعت عليه الشمس قال سليمان للطير : أظلي على داود . فأظلت عليه الطير حتى أظلمت عليهم الأرض قال لها سليمان صلى الله عليه و سلم :
ص . 380
اقبضي جناحا
فقال أبو هريرة : يرينا رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف فعلت الطير وقبض رسول الله صلى الله عليه و سلم يده وصلت عليه يومئذ المصرخية
رواه أحمد وفيه المطلب بن عبد الله بن حنطب وثقه أبو زرعة وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح

(8/379)


13797 - وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأصحابه :
لقد قبض الله روح داود عليه السلام من بين أصحابه فما فتنوا ولا بدلوا ولقد مكث أصحاب المسيح على سننه وهديه مائتي سنة
رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف

(8/380)


11 - . باب ذكر نبي الله سليمان بن داود عليهما السلام

(8/380)


13798 - عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
أول من صنعت له النورة ودخل الحمام سليمان بن داود فلما دخله ووجد حره وغمه قال : أوه من عذاب الله أوه أوه قبل أن لا ينفع أوه
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه إسماعيل بن عبد الرحمن الأودي وهو ضعيف

(8/380)


13799 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
كان سليمان نبي الله صلى الله عليه و سلم إذا قام في مصلاه رأى شجرة نابتة بين يديه فيقول لها : ما اسمك ؟ فتقول : كذا . فيقول : لأي شيء أنت ؟ فتقول : لكذا فإن كانت
ص . 381
لغرس غرست وإن كانت لداء كتب فبينا هو ذات يوم يصلي إذا شجرة بين يديه فقال لها : ما اسمك ؟
قالت : الخرنوب . قال : لأي شيء أنت ؟ قالت : لخراب هذا البيت . قال سليمان : اللهم عم على الجن موتي حتى تعلم الإنس أن الجن لا تعلم الغيب . قال : فتحتها عصا يتوكأ عليها فأكلتها الأرضة فسقط فحزروا أكلها - والجن تعمل - الأرضة فوجدوه حولا فتبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب المهين
وكان ابن عباس يقرؤها هكذا فشكرت الجن الأرضة فكانت تأتيها بالماء حيث كانت
رواه الطبراني والبزار بنحوه مرفوعا وموقوفا وفيه عطاء وقد اختلط وبقية رجالهما رجال الصحيح

(8/380)


12 - . باب ذكر نبي الله أيوب عليه السلام

(8/381)


13800 - عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن نبي الله أيوب كان في بلائه ثماني عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد إلا رجلان من إخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان إليه فقال أحدهما لصاحبه : تعلم والله قد أذنب ذنبا ما أذنبه أحد . قال صاحبه : وما ذاك ؟ قال : منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف الله عنه . فلما راحا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له قال أيوب : ما أدري ما تقول إلا أن الله يعلم [ أني ] كنت أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله فأرجع
ص . 382
إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق . قال : وكان يخرج إلى حاجته فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ فلما كان ذات يوم أبطأ عليها وأوحي إلى أيوب في مكانه أن { أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب } فاستبطأته فتلقيته ينتظروا وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو على أحسن ما كان فلما رأته قالت : أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله هذا المبتلى ؟ والله على ذلك ما رأيت أحدا أشبه به مذ كان صحيحا منك . قال : فإني أنا هو . ز وكان له أندران : أندر القمح وأندر الشعير فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح فرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى على أندر الشعير الورق حتى فاض
رواه أبو يعلى والبزار ورجال البزار رجال الصحيح

(8/381)


13 - . باب في ذكر يحيى بن زكريا عليهما السلام

(8/382)


13801 - عن ابن عباس قال : كنت في حلقة في المسجد نتذاكر فضائل الأنبياء أيهم أفضل فذكرنا نوحا وطول عبادته ربه وذكرنا إبراهيم خليل الرحمن وذكرنا موسى مكلم الله وذكرنا عيسى بن مريم وذكرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " ما تذكرون بينكم ؟ " . قلنا : يا رسول الله ذكرنا فضائل الأنبياء أيهم أفضل فذكرنا نوحا وطول عبادته ربه وذكرنا إبراهيم خليل الرحمن وذكرنا موسى مكلم الله وذكرنا عيسى بن مريم وذكرناك يا رسول الله . قال : " فمن فضلتم ؟ " . فقلنا :
ص . 383
فضلناك يا رسول الله بعثك الله إلى الناس كافة وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وأنت خاتم الأنبياء . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما ينبغي أن يكون أحد خيرا من يحيى بن زكريا " . قلنا : يا رسول الله وكيف ذاك ؟ قال : " ألم تسمعوا كيف نعته في القرآن { يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا } إلى قوله تعالى : { حيا } { مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين } لم يعمل سيئة ولم يهم بها "
رواه البزار والطبراني وفيه علي بن زيد بن جدعان وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات

(8/382)


13802 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما من أحد من ولد آدم إلا وقد أخطأ أو هم [ بخطيئة ] ليس يحيى بن زكريا
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وزاد : " فإنه لم يهم لها ولم يعملها "
والطبراني وفيه علي بن زيد وضعفه الجمهور وقد وثق وبقية رجال أحمد رجال الصحيح

(8/383)


13803 - وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا ينبغي لأحد أن يقول : أنا خير من يحيى بن زكريا ما هم بخطيئة
أحسبه قال : " ولا عملها "
رواه البزار ورجاله ثقات

(8/383)


13804 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 384
كل بني آدم يلقى الله يوم القيامة بذنب وقد أذنبه يعذبه عليه إن شاء أو يرحمه إلا يحيى بن زكريا فإنه [ كان ] سيدا وحصورا ونبيا من الصالحين
وأهوى النبي صلى الله عليه و سلم إلى قذاة من الأرض فأخذها وقال : " ذكره مثل هذه القذاة "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حجاج بن سليمان الرعيني وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو زرعة وغيره وبقية رجاله ثقات

(8/383)


14 - . باب ذكر يونس عليه السلام

(8/384)


13805 - عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
لا ينبغي لأحد أن يقول : أنا عند الله خير من يونس بن متى
رواه الطبراني وفيه أبو يحيى القتات وهو ضعيف وقد وثق

(8/384)


15 - . باب ذكر الأنبياء صلى الله عليهم وسلم

(8/384)


13806 - عن أبي ذر قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وهو في المسجد فجلست فقال : " يا أبا ذر هل صليت ؟ " . فقلت : لا . قال : " قم فصل " . قال : فقمت فصليت ثم جلست فقال : " يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن " . قال : قلت : يا رسول الله وللإنس شياطين ؟ قال : " نعم " . قلت : يا رسول الله الصلاة ؟ قال : " خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر " . قال : قلت : يا رسول الله فالصوم ؟ قال : " فرض مجزي وعند الله مزيد " . قلت : يا رسول الله فالصدقة ؟ قال : " أضعاف مضاعفة " . قال : قلت : فأيها أفضل ؟ قال : " جهد من مقل أو سر إلى فقير "
ص . 385
قلت : يا رسول الله أي الأنبياء كان أول ؟ قال : " آدم " . قلت : يا رسول الله ونبي كان ؟ قال : " نعم نبي مكلم " . قلت : يا رسول الله كم المرسلون ؟ قال : " ثلاث مائة وبضعة عشر جما غفيرا " . أو قال مرة : " خمسة عشر " . قلت : يا رسول الله آدم نبي ؟ قال : نعم مكلم " . قال : قلت : يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم ؟ قال : " آية الكرسي { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } "
قلت : روى النسائي طرفا منه
رواه أحمد وقد تقدم هو وحديث أبي أمامة والكلام عليهما في العلم في حسن السؤال

(8/384)


13807 - وعن أبي أمامة أن رجلا قال : يا رسول الله أنبي كان آدم ؟ قال : " نعم " . قال : كم كان بينه وبين نوح ؟ قال : " عشرة قرون " . قال : كم كان بين نوح وإبراهيم ؟ قال : " عشرة قرون " . قال : يا رسول الله كم كانت الرسل ؟ قال : " ثلاث مائة وثلاثة عشر "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن خليد الحلبي وهو ثقة

(8/385)


13808 - وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
بعث الله ثمانية آلاف نبي أربعة آلاف إلى بني إسرائيل وأربعة آلاف إلى سائر الناس
ص . 386
رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف جدا

(8/385)


13809 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لقد سر في ظل سرحة ( الشجرة العظيمة ) سبعون نبيا لا سرف ولا عرد ولا تعبل
رواه أبو يعلى من رواية الأعمش عن عبد الله بن ذكوان ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(8/386)


13810 - وعن أنس بن مالك قال : بعث نبي الله صلى الله عليه و سلم بعد ثمانية آلاف نبي منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن مهاجر بن مسمار وهو ضعيف ووثقه ابن معين ويزيد الرقاشي وثق على ضعفه

(8/386)


13811 - وعن ابن عباس قال : الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة : نوح وهود ولوط وصالح وشعيب وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق وعيسى ومحمد صلى الله عليهم وليس من نبي إلا له اسمان إلا عيسى ويعقوب عليهما السلام
رواه الطبراني موقوفا ورجاله ثقات

(8/386)


13812 - وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون
ص . 387
رواه أبو يعلى والبزار ورجال أبو يعلى ثقات

(8/386)


13813 - وعن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى بن مريم إماما مقسطا وحكما عدلا فليكسرن الصليب ويقتلن الخنزير وليصلحن ذات البين وليذهبن الشحناء وليعرضن المال فلا يقبله أحد ثم لئن قام على قبري فقال : يا محمد لأجبته
قلت : هو في الصحيح باختصار
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح

(8/387)


13814 - وعن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
كان فيمن خلا من إخواني من الأنبياء ثمانية آلاف نبي ثم كان عيسى بن مريم ثم كنت أنا
رواه أبو يعلى وفيه محمد بن ثابت العبدي وهو ضعيف وهذا الحديث في ترجمته

(8/387)


16 - . باب ما جاء في الخضر عليه السلام

(8/387)


13815 - عن أنس بن مالك قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض الليالي أحمل له الطهور إذ سمع مناديا فقال : " يا أنس صه " . فقال : اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني منه . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " لو قال أختها " . فكأن الرجل لقن ما أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : وارزقني شوق الصادقين إلى ما شوقتهم إليه . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " يا أنس ضع الطهور وائت هذا
ص . 388
المنادي فقل له أن يدعو لرسول الله صلى الله عليه و سلم أن يعينه على ما ابتعثه به وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق " . فأتيته فقلت : ادع لرسول الله صلى الله عليه و سلم أن يعينه الله على ما ابتعثه به وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق . فقال : ومن أرسلك ؟ فكرهت أن أعلمه ولم أستأذن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : وما عليك رحمك الله بما سألتك ؟ فقال : أولا تخبرني من أرسلك ؟ فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته بما قال فقال : " قل له : أنا رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم " . فقال لي : مرحبا برسول الله ومرحبا برسوله أنا أحق أن آتيه أقرئ رسول الله السلام وقل له : الخضر يقرئك السلام ويقول لك : إن الله قد فضلك على النبيين كما فضل شهر رمضان على سائر الشهور وفضل أمتك على الأمم كما فضل يوم الجمعة على سائر الأيام . فلما وليت عنه سمعته يقول : اللهم اجعلني من هذه الأمة المرحومة المرشدة المتاب عليها
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الوضاح بن عباد الكوفي تكلم فيه أبو الحسين بن المنادي وشيخ الطبراني بشر بن علي بن بشر العمي لم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(8/387)


13816 - وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ألا أحدثكم عن الخضر ؟
قالوا : بلى يا رسول الله قال : " بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب فقال : تصدق علي بارك الله فيك . فقال الخضر : آمنت بالله ما شاء الله من أمر يكون ما عندي شيء أعطيكه . فقال المسكين : أسألك بوجه الله لما تصدقت علي فإني نظرت السماحة في وجهك ورجوت البركة عندك . فقال الخضر : آمنت بالله ما عندي شيء أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني . فقال المسكين : وهل يستقيم هذا ؟ قال : نعم [ الحق ] أقول لقد
ص . 389
سألتني بأمر عظيم أما إني لا أخيبك بوجه ربي بعني . قال : فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شيء فقال له : إنك إنما اشتريتني التماس خير عندي فأوصني بعمل . قال : أكره أن أشق عليك إنك شيخ كبير ضعيف . قال : ليس يشق علي . قال : قم فانقل هذه الحجارة . وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم فخرج الرجل لبعض حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة قال : أحسنت وأجملت وأطقت ما لم أرك تطيقه . قال : ثم عرض للرجل سفر فقال : إني أحسبك أمينا فاخلفني في أهلي خلافة حسنة . قال : وأوصني بعمل . قال : إني أكره أن أشق عليك . قال : ليس يشق علي . قال : فاضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك . قال : فمر الرجل لسفره . قال : فرجع الرجل وقد تشيد بناؤه فقال : أسألك بوجه الله ما سبيلك وما أمرك ؟ قال : سألتني بوجه الله ووجه الله أوقعني في العبودية . فقال الخضر : سأخبرك من أنا أنا الخضر الذي سمعت به سألني مسكين صدقة فلم يكن عندي شيء أعطيه فسألني بوجه الله فأمكنته من رقبتي فباعني وأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله وهو يقدر وقف يوم القيامة جلد ولا لحم له عظم يتقعقع . فقال الرجل : آمنت بالله شققت عليك يا نبي الله ولم أعلم . قال : لا بأس أحسنت واتقيت . فقال الرجل : بأبي أنت وأمي يا نبي الله احكم في أهلي ومالي بما شئت أو اختر فأخلي سبيلك . قال : أحب أن تخلي سبيلي فأعبد ربي . فخلى سبيله . فقال الخضر : الحمد لله الذي أوثقني في العبودية ثم نجاني منها "
رواه الطبراني ورجاله موثقون إلا أن بقية مدلس . ويأتي حديث آخر في وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم في الخضر

(8/388)


17 - . باب ما جاء في خالد بن سنان

(8/389)


13817 - ص . 390 عن ابن عباس أن رجلا من بني عبس يقال له : خالد بن سنان قال لقومه : أنا أطفئ عنكم نار الحرتين . فقال له عمارة بن زياد - رجل من قومه - : والله ما قلت لنا يا خالد قط إلا حقا فما شأنك وشأن نار الحرتين ؟ تزعم أنك تطفئها ؟ قال : فانطلق معه عمارة بن زياد في ناس من قومه حتى أتوها وهي تخرج من شق جبل في حرة يقال لها : حرة أشجع قال : فخط لهم خالد خطة فأجلسهم فيها وقال : إن أبطأت عنكم فلا تدعوني باسمي . فخرجت كأنها خيل شقر يتبع بعضها بعضا فاستقبلها خالد [ فجعل ] يضربها بعصاه ويقول : بدا بدا كل سها مردا زعم ابن راعية المعزى أني لا أخرج منها وثيابي تندى حتى دخل معها الشق فأبطأ عليهم . قال : فقال عمارة بن زياد : والله لو كان صاحبكم حيا لقد خرج إليكم بعد . فقالوا : إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه . قال : فادعوه باسمه فوالله لو كان صاحبكم حيا لقد خرج بعد . فقال : إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه . قال : فدعوه باسمه . فخرج إليهم آخذا برأسه قال : ألم أنهكم أن تدعوني باسمي ؟ فقد والله قتلتموني فادفنوني فإذا مرت بكم الحمر فيها حمار أبتر فانبشوني فإنكم ستجدوني حيا . قال : فمرت بهم الحمر فيها حمار أبتر فقال : انبشوه فإنه أمرنا أن ننبشه . فقال عمارة بن زياد : لا تحدث مضر عنا أنا ننبش موتانا والله لا تنبشوه أبدا . وقد كان خالد أخبرهم أن في علم امرأته لوحين فإذا أشكل عليكم أمر فانظروا فيهما فإنكم سترون ما تسألون عنه ولا تمسهما حائض
ص . 391
قال : فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتهما وهي حائض فذهب ما كان فيهما من علم
قال : وقال أبو يونس : قال سماك : أن ابن خالد بن سنان أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " مرحبا بابن أخي "
رواه الطبراني موقوفا وفيه المعلى بن مهدي ضعفه أبو حاتم قال : يأتي أحيانا بالمناكير . قلت : وهذا منها

(8/390)


13818 - وعن ابن عباس قال : ذكر خالد بن سنان عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " ذاك نبي ضيعه قومه "
رواه البزار والطبراني إلا أنه قال : جاءت بنت خالد بن سنان إلى النبي صلى الله عليه و سلم فبسط لها ثوبه
وفيه قيس بن الربيع وقد وثقه شعبة والثوري ولكن ضعفه أحمد مع ورعه وابن معين وهذا الحديث معارض للحديث الصحيح قوله صلى الله عليه و سلم : " أنا أولى الناس بعيسى بن مريم الأنبياء أخوة لعلات وليس بيني وبينه نبي "
قال البزار : رواه الثوري عن سالم عن سعيد بن جبير مرسلا

(8/391)


36 - . كتاب علامات النبوة

(8/391)


1 - . باب في كرامة أصله صلى الله عليه و سلم

(8/391)


13819 - ص . 395 عن ابن عباس { وتقلبك في الساجدين } قال : من صلب نبي إلى نبي حتى صرت نبيا
رواه البزار ورجاله ثقات

(8/395)


13820 - وعن علي أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن جعفر بن محمد بن علي صحح له الحاكم في المستدرك وقد تكلم فيه وبقية رجاله ثقات

(8/395)


13821 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما ولدني من سفاح الجاهلية شيء وما ولدني إلا نكاح كنكاح الإسلام
ص . 396
رواه الطبراني عن المديني عن أبي الحويرث ولم أعرف المديني ولا شيخه وبقية رجاله وثقوا

(8/395)


13822 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله تعالى قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما فذلك قوله : { أصحاب اليمين } { وأصحاب الشمال } فأنا من أصحاب اليمين وأنا من خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا فذلك قوله : { أصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون } فأنا من خير السابقين ثم جعل البيوت قبائل فجعلني في خيرها قبيلة فذلك قوله : { شعوبا وقبائل } فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله عز و جل ولا فخر ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا فذلك قوله : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا }
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وعباية بن ربعي وكلاهما ضعيف

(8/396)


13823 - وعن عبد الله بن عمر قال : إنا لقعود بفناء رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم : هذه ابنة محمد . فقال رجل من القوم : إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن . فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه و سلم فجاء النبي صلى الله عليه و سلم يعرف في وجهه الغضب ثم قام على القوم فقال :
ما بال أقوال تبلغني عن أقوام ؟ إن الله عز و جل خلق السماوات سبعا
ص . 397
فاختار العليا منها فسكنها وأسكن سماواته من شاء من خلقه [ وخلق الأرض سبعا فاختار العليا منها فأسكنها من شاء من خلقه ] وخلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا من خيار إلى خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم
رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال : " فمن أحب العرب فلحبي أحبهم ومن أبغض العرب فلبغضي أبغضهم "
وفيه حماد بن واقد وهو ضعيف يعتبر به وبقية رجاله وثقوا

(8/396)


13824 - وعن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال : أتى ناس من الأنصار النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : إنا نسمع من قومك حتى يقول القائل منهم : إنما مثل محمد نخلة نبتت في الكبا - قال حسين : الكبا : الكناسة - فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أيها الناس من أنا ؟ " . قالوا : أنت رسول الله . قال : " أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب " . قال : فما سمعناه ينتمي قبلها " إلا أن الله عز و جل خلق خلقه ثم فرقهم فرقتين فجعلني في خير الفريقين ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا فأنا خيرهم بيتا وخيرهم نفسا " . صلى الله عليه و سلم
قلت : روى له الترمذي حديثا غير هذا
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(8/397)


13825 - وعن عبد الله بن الزبير عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 398
مثلي ومثل أهل بيتي كمثل نخلة نبتت في مزبلة
رواه الطبراني وهو منكر والظاهر أنه من قول الزبير إن صح عنه فإن فيه ابن لهيعة ومن لم أعرفه

(8/397)


13826 - وعن ابن الزبير أن قريشا قالت : إن مثل محمد صلى الله عليه و سلم مثل نخلة في كبوة
رواه البزار بإسناد حسن وهذا الظن به

(8/398)


13827 - وعن ابن عباس قال : توفي ابن لصفية عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم فبكت عليه وصاحت فأتاها النبي صلى الله عليه و سلم فقال لها : " يا عمة ما يبكيك ؟ " . قالت : توفي ابني . قال : " يا عمة من توفي له ولد في الإسلام فصبر بنى الله له بيتا في الجنة " . فسكتت . ثم خرجت من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستقبلها عمر بن الخطاب فقال : يا صفية قد سمعت صراخك إن قرابتك من رسول الله صلى الله عليه و سلم لن تغني عنك من الله شيئا . فبكت فسمعها النبي صلى الله عليه و سلم وكان يكرمها ويحبها فقال : " يا عمة أتبكين وقد قلت لك ما قلت ؟ " . قالت : ليس ذاك أبكاني يا رسول الله استقبلني عمر بن الخطاب فقال : إن قرابتك من رسول الله صلى الله عليه و سلم لن تغني عنك من الله شيئا . قال : فغضب النبي صلى الله عليه و سلم وقال : " يا بلال هجر بالصلاة " . فهجر بلال بالصلاة فصعد المنبر النبي صلى الله عليه و سلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع ؟ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي فإنها موصولة في الدنيا والآخرة " . فقال عمر : فتزوجت أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما لما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ أحببت أن يكون لي منه سبب ونسب
ص . 399
ثم خرجت من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فمررت على نفر من قريش فإذا هم يتفاخرون ويذكرون أمر الجاهلية فقلت : منا رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقالوا : إن الشجرة لتنبت في الكبا . قال : فمررت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرته فقال : " يا بلال هجر بالصلاة " . فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " يا أيها الناس من أنا ؟ " . قالوا : أنت رسول الله . قال : " انسبوني " . قالوا : أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب . قال : " أجل أنا محمد بن عبد الله وأنا رسول الله فما بال أقوام يبتذلون أصلي ؟ فوالله لأنا أفضلهم أصلا وخيرهم موضعا " . قال : فلما سمعت الأنصار بذلك قالت : قوموا فخذوا السلاح فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أغضب . قال : فأخذوا السلاح ثم أتوا النبي صلى الله عليه و سلم لا ترى منهم إلا الحدق حتى أحاطوا بالناس فجعلوهم في مثل الحرة حتى تضايقت بهم أبواب المساجد والسكك ثم قاموا بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا : يا رسول الله لا تأمرنا بأحد إلا أبرنا عترته . فلما رأى النفر من قريش ذلك قاموا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فاعتذروا وتنصلوا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الناس دثار والأنصار شعار " . فأثنى عليهم وقال خيرا
رواه البزار وفيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل وهو متروك

(8/398)


13828 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله حين خلق الخلق بعث جبريل فقسم الناس قسمين فقسم العرب قسما وقسم العجم قسما وكانت خيرة الله في العرب ثم قسم العرب قسمين فقسم اليمن قسما وقسم مضر قسما وقريشا قسما وكانت خيرة الله في قريش ثم أخرجني من خير من أنا منه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه

(8/399)


13829 - وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم عن جبريل عليه السلام قال :
ص . 400
قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أر رجلا أفضل من محمد صلى الله عليه و سلم ولم أر بيتا أفضل من بيت بني هاشم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف

(8/399)


13830 - وعن خريم بن أوس بن جارية بن لام قال : كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال له العباس بن عبد المطلب رحمه الله : يا رسول الله إني أريد أن أمدحك . فقال له صلى الله عليه و سلم : " هات لا يفضض الله فاك " . فأنشأ يقول :
من قبلها طبت في الظلال وفي . . . مستودع حيث يخصف الورق
ثم هبطت البلاد لا بشر . . . أنت ولا مضغة ولا علق
بل نطفة تركب السفين وقد . . . ألجم نسرا وأهله الغرق
تنقل من صالب إلى رحم . . . إذا مضى عالم بدا طبق
حتى احتوى بيتك المهيمن من . . . خندف علياء تحتها النطق
وأنت لما ولدت أشرقت الأ . . . رض [ الأرض ] وضاءت بنورك الأفق
فنحن في ذلك الضياء وفي الن . . . ور [ النور ] وسبل الرشاد نخترق
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(8/400)


13831 - وعن ميمون قال : سألت زيد بن أرقم : ما كان اسم أم رسول الله صلى الله عليه و سلم [ آمنة بنت وهب ]
رواه الطبراني وهذا مما لا يحتاج إلى إسناد

(8/400)


13832 - وعن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
لما بلغ معد بن عدنان أربعين رجلا وقعوا في عسكر موسى فانتهبوه فدعا عليهم موسى بن عمران صلى الله عليه و سلم قال : يا رب هؤلاء ولد معد قد أغاروا على عسكري
ص . 401
فأوحى الله عز و جل إليه : يا موسى بن عمران لا تدع عليهم فإن منهم النبي الأمي النذير البشير يجيء ومنهم الأمة المرحومة أمة محمد الذين يرضون من الله باليسير من الرزق ويرضى الله عنهم بالقليل من العمل فيدخلهم الله الجنة بقول لا إله إلا الله نبيهم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب المتواضع في هيئته المجتمع له اللب في سكوته ينطق بالحكمة ويستعمل الحلم أخرجته من خير جيل من أمته قريشا ثم أخرجته [ من هاشم ] صفوة من قريش فهم خير من خير إلى خير يصير وهو وأمته إلى خير يصيرون
رواه الطبراني وفيه حسن بن فرقد وهو ضعيف

(8/400)


13833 - وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب أنا أعرب العرب ولدت ف بنيي قريش ونسبنا في بني سعد بن بكر فأنى يأتيني اللحن
رواه الطبراني وفيهم مبشر بن عبيد وهو متروك

(8/401)


13834 - وعن الجفشيس الكندي قال : جاء قوم من كندة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا : أنت منا . وادعوه فقال : " لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا نحن ولد النضر بن كنانة "

(8/401)


13835 - وفي رواية عن الجفشيش قال : قلت للنبي صلى الله عليه و سلم . فذكر نحوه
ص . 402
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه

(8/401)


13836 - وعن سيابة بن عاصم السلمي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم حنين : " أنا ابن العواتك "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(8/402)


13837 - وعن رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم - وكانت لدة عبد المطلب - قالت : تتابعت على قريش سنون أمحلت الضرع وأدقت العظم فبينا أنا راقدة الهم أو مهمومة إذا هاتف يصرخ بصوت صحل ( خشن ) يقول : يا معشر قريش إن هذا النبي المبعوث قد أظلتكم أيامه وهذا إبان نجومه فيحيهلا بالحيا والخصب ألا فانظروا رجلا منكم وسيطا عظاما جساما أبيض بضا أوطف أهدب سهل الخدين أشم العرنين له فخر يكظم عليه وسنة يهدي إليه فليخلص هو وولده وليهبط إليه من كل بطن رجل فليشنوا من الماء وليمسوا من الطيب وليستلموا الركن ثم ليرقوا أبا قبيس ثم ليدعو الرجل وليؤمن القوم فغثتم ما شئتم . فأصبحت - علم الله - اقشعر جلدي ووله عقلي واقتصصت الرؤيا وفشت في شعاب مكة فوالحرمة والحرم ما بقي بها أبطحي إلا قال : هذا شيبة الحمد . وتناهت إليه رجالات قريش وهبط إليه من كل بطن رجل فشنوا ومسوا واستلموا ثم ارتقوا أبا قبيس واصطفوا حوله ما يبلغ سعيهم مهله حتى استووا بذروة الجبل قام عبد المطلب ومعه رسول الله صلى الله عليه و سلم غلام أيفع أو كرب فرفع يده وقال : اللهم ساد الخلة وكاشف الكربة أنت عالم معلم غير معلم ومسؤول غير مبخل وهذه عبداؤك وإماؤك بعد راتب حرمك يشتكون إليك سنيهم أذهبت الخلف والظلف اللهم فأمطرن
ص . 403
علينا غيثا مغدقا مربعا . فورب الكعبة ما راحوا حتى تفجرت السماء بمائها واكتظ الوادي بثجيجه فسمعت شيخان قريش وجلتها عبد الله بن جدعان وحرب بن أمية وهشام بن المغيرة يقولون لعبد المطلب : هنيئا لك أبا البطحاء . وفي ذلك تقول رقيقة بنت أبي صيفي :
بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا . . . وقد فقدنا الحيا واجلوذ المطر
فجاد بالماء جوني له سبل . . . سحا فعاشت به الأنعام والشجر
منا من الله بالميمون طائره . . . وخير من بشرت يوما به مضر
مبارك الأمر يستسقى الغمام به . . . ما في الأنام له عدل ولا خطر
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(8/402)


2 - . باب ما جاء في مولده ورضاعه وشرح صدره صلى الله عليه و سلم

(8/403)


13838 - عن ابن عباس قال : ولد النبي صلى الله عليه و سلم يوم الاثنين
فذكر الحديث وقد تقدم في العلم في باب التاريخ
رواه أحمد والطبراني

(8/403)


13839 - وعن عثمان بن أبي العاص قال : أخبرتني أمي قالت : شهدت آمنة لما ولدت رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما ضربها المخاض نظرت إلى النجوم تنزل حتى إني أقول : لتقعن علي . فلما ولدت خرج لها نور أضاء له البيت الذي نحن فيه والدار فما شيء أنظر إليه إلا نور
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك

(8/403)


13840 - وعن حليمة بنت الحارث أم رسول الله صلى الله عليه و سلم السعدية التي أرضعته قالت :
ص . 404
خرجت في نسوة من بني سعد بن بكر نلتمس الرضعاء بمكة على أتان لي قمراء ( شديدة البيضاء ) قد أذمت ( انقطع سيرها ) فزاحمت بالركب . قالت : وخرجنا في سنة شهباء لم تبق لنا شيئا ومعي زوجي الحارث بن عبد العزى . قالت : ومعنا شارف ( الناقة المسنة ) لنا والله إن تبض ( تسيل قليلا قليلا ) علينا بقطرة من لبن ومعي صبي لي إن ننام ليلتنا مع بكائه ما في ثديي ما يعتبه وما في شارفنا من لبن نغذوه إلا أنا نرجو . فلما قدمنا مكة لم يبق منا امرأة إلا عرض عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فتأباه وإنما كنا نرجو كرامة رضاعه من والد المولود وكان يتيما فكنا نقول : ما عسى أن تصنع أمه ؟ حتى لم يبق من صواحبي امرأة إلا أخذت صبيا غيري وكرهت أن أرجع ولم آخذ شيئا وقد أخذ صواحبي فقلت لزوجي : والله لأرجعن إلى ذلك فلآخذنه . قالت : فأتيته فأخذته فرجعته إلى رحلي فقال زوجي : قد أخذتيه ؟ فقلت : نعم والله ذاك أني لم أجد غيره . فقال : قد أصبت فعسى الله أن يجعل فيه خيرا . فقالت : والله ما هو إلا أن جعلته في حجري قالت : فأقبل عليه ثديي بما شاء من اللبن قالت : فشرب حتى روي وشرب أخوه - تعني ابنها - حتى روي وقام زوجي إلى شارفنا من الليل فإذا هي حافل ( مليئة الضروع باللبن ) فحلبت لنا ما سنننا فشرب حتى روي
ص . 405
قالت : وشربت حتى رويت فبتنا ليلتنا تلك بخير شباعا رواء وقد نام صبينا قالت : يقول أبوه - يعني زوجها - : والله يا حليمة ما أراك إلا أصبت نعمة مباركة قد نام صبينا وروي . قالت : ثم خرجنا فوالله لخرجت أتاني أمام الركب قد قطعته حتى ما يبلغونها حتى أنهم ليقولون : ويحك يا بنت الحارث كفي علينا أليست هذه بأتانك التي خرجت عليها ؟ فأقول : بلى والله وهي قدامنا . حتى قدمنا منازلنا من حاضر بني سعد بن بكر فقدمنا على أجدب أرض الله فوالذي نفس حليمة بيده إن كانوا ليسرحون أغنامهم إذا أصبحوا ويسرح راعي غنمي فتروح غنمي بطانا لبنا حفلا وتروح أغنامهم جياعا هالكة ما بها من لبن . قالت : فشربنا ما شئنا من لبن وما في الحاضر أحد يحلب قطرة ولا يجدها فيقولون لرعاتهم : ويلكم ألا تسرحون حيث يسرح راعي حليمة ؟ فيسرحون في الشعب الذي يسرح فيه راعينا وتروح أغنامهم جياعا ما بها من لبن وتروح غنمي حفلا لبنا . قالت : وكان صلى الله عليه و سلم يشب في اليوم شباب الصبي في شهر ويشب في الشهر شباب الصبي في سنة فبلغ ستا وهو غلام جفر . قالت : فقدمنا أمه فقلنا لها وقال لها أبوه ردوا علينا ابني فلنرجع به فإنا نخشى عليه وباء مكة . قالت : ونحن أضن بشأنه لما رأينا من بركته قالت : فلم نزل بها حتى قالت : ارجعا به . فرجعنا به فمكث عندنا شهرين
ص . 406
قالت : فبينا هو يلعب وأخوه يوما خلف البيوت يرعيان بهما لنا إذ جاءنا أخوه يشتد فقال لي ولأبيه : أدركا أخي القرشي قد جاءه رجلان فأضجعاه فشقا بطنه فخرجنا نحوه نشتد فانتهينا إليه وهو قائم منتقع لونه فاعتنقه أبوه واعتنقته ثم قلنا : مالك أي بني ؟ قال : " أتاني رجلان عليهما ثياب بياض فأضجعاني ثم شقا بطني فوالله ما أدري ما صنعا " . قالت : فاحتملناه فرجعنا به قالت : يقول أبوه : والله يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلا قد أصيب فانطلقي فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف عليه . قالت : فرجعنا به إليها فقالت : ما ردكما وقد كنتما حريصين عليه ؟ قالت : فقلت : لا والله إنا كفلناه وأدينا الحق الذي يجب علينا فيه . ثم تخوفت الأحداث عليه فقلت : يكون في أهله قالت : فقالت أمه : والله ما ذاك بكما فأخبراني خبركما وخبره . قالت : فوالله ما زالت بنا حتى أخبرناها خبره قالت : فتخوفتما عليه ؟ كلا والله إن لابني هذا لشأنا ألا أخبركما عنه ؟ إني حملت به فلم أر حملا قط كان أخف ولا أعظم بركة منه ثم رأيت نورا كأنه شهاب خرج من حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى ثم وضعته فما وقع كما تقع الصبيان وقع واضعا يده بالأرض رافعا رأسه إلى السماء دعاه والحقا بشأنكما
رواه أبو يعلى والطبراني بنحوه إلا أنه قال : حدثتني حليمة بنت أبي ذؤيب ورجالهما ثقات

(8/403)


3 - . باب في أول أمره وشرح صدره أيضا صلى الله عليه و سلم

(8/406)


13841 - ص . 407 عن عتبة بن عبد أنه حدثهم أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : كيف كان أول شأنك يا رسول الله ؟ فقال :
كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادا فقلت : يا أخي اذهب فائتنا بزاد من عند أمنا . فانطلق أخي ومكثت عند البهم فأقبل طائران أبيضان كأنهما نسران فقال أحدهما لصاحبه : أهو هو ؟ قال : نعم . فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني إلى القفا فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين فقال أحدهما لصاحبه : ائتني بماء ثلج . فغسلا به جوفي ثم قال : ائتني بماء برد . فغسلا به قلبي ثم قال : ائتني بالسكينة . فذارها في قلبي ثم قال أحدهما لصاحبه : حصه فحصه وختم عليه بخاتم النبوة
- وفي رواية : " واختم عليه بخاتم النبوة - قال أحدهما لصاحبه : اجعله في كفة واجعل ألفا من أمته في كفة . فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر علي بعضهم فقال : لو أن أمته وزنت به لمال بهم . فانطلقا وتركاني قد فرقت فرقا شديدا ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيت فأشفقت علي أن يكون البس بي فقالت : أعيذك بالله . فرحلت بعيرا لها فجعلتني - أو فحملتني - على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي فقالت : أديت أمانتي وذمتي . فحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك قالت : إني رأيت خرج مني نور أضاءت له قصور الشام "
رواه أحمد والطبراني ولم يسق المتن وإسناد أحمد حسن

(8/407)


13842 - وعن أبي أمامة قال : قلت : يا رسول الله ما كان بدء أول أمرك ؟ قال :
دعوة إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منه قصور الشام
ص . 408
رواه أحمد وإسناده حسن وله شواهد تقويه . ورواه الطبراني

(8/407)


13843 - وعن أبي بن كعب أن أبا هريرة كان حريصا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره فقال : يا رسول الله ما أول ما رأيت من أمر النبوة ؟ فاستوى رسول الله صلى الله عليه و سلم جالسا وقال :
لقد سألت أبا هريرة إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهر وإذا بكلام فوق رأسي وإذا برجل يقول لرجل : أهو هو ؟ قال : نعم . فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط وأرواح لم أجدها من خلق قط وثياب لم أرها على أحد قط فأقبلا إلي يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي لا أجد لأخذهما مسا فقال أحدهما لصاحبه : أضجعه . فأضجعاني بلا قصر ولا هصر فقال أحدهما لصاحبه : افلق صدره . فهوى أحدهما إلى صدري ففلقها فيما أرى بلا دم ولا وجع فقال له : أخرج الغل والحسد . فأخرج شيئا كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها فقال له : أدخل الرحمة والرأفة . فإذا مثل الذي أخرج شبيه الفضة ثم هز إبهام رجلي اليمنى فقال : اغد واسلم . فرجعت بها أغدو بها رقة على الصغير ورحمة على الكبير
رواه عبد الله ورجاله ثقات وثقهم ابن حبان

(8/408)


13844 - وعن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أن جبريل عليه السلام أخرج حشوة في طست من ذهب فغسلها ثم كساها حكمة ونورا وحكمة وعلما
قلت : في الصحيح بعضه
رواه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وضعفه الجمهور

(8/408)


4 - . باب قدم نبوته صلى الله عليه و سلم

(8/408)


13845 - ص . 409 عن العرباض بن سارية قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إني عند الله لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته وسأنبئكم بأول ذلك : أنا دعوة إبراهيم وبشرى عيسى ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات المؤمنين يرين

(8/409)


13846 - وفي رواية : " وإن أم رسول الله صلى الله عليه و سلم رأت حين وضعته نوارا أضاءت منه قصور الشام "

(8/409)


13847 - وفي رواية : " وبشارة عيسى قومه "
رواه أحمد بأسانيد والبزار والطبراني بنحوه وقال : " سأحدثكم تأويل ذلك : دعوة إبراهيم دعا : وابعث فيهم رسولا منهم . وبشارة عيسى بن مريم قوله : ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد . ورؤيا أمي التي رأت في منامها أنها وضعت نورا أضاءت منه قصور الشام " . وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سويد وقد وثقه ابن حبان

(8/409)


13848 - وعن ميسرة الفجر قال : قلت : يا رسول الله متى كتبت نبيا ؟ قال : " وآدم بين الروح والجسد "
رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح

(8/409)


13849 - وعن عبد الله بن شقيق عن رجل قال : قلت : يا رسول الله متى جعلت نبيا ؟ قال :
وآدم بين الروح والجسد
ص . 410
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(8/409)


13850 - وعن ابن عباس قال : قيل : يا رسول الله متى كتبت نبيا ؟ قال : " وآدم بين الروح والجسد "
رواه الطبراني في الأوسط والبزار وفيه جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف

(8/410)


13851 - وعن أبي مريم قال : أقبل أعرابي حتى أتى النبي صلى الله عليه و سلم وعنده خلق من الناس فقال : ألا تعطيني شيئا أتعلمه وأحمله وينفعني ولا يضرك ؟ فقال الناس : مه اجلس . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " دعوه فإنما يسأل الرجل ليعلم " . فأفرجوا له حتى جلس فقال : أي شيء كان من نبوتك ؟ قال : " أخذ الله الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم " . ثم تلا : " { وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا } وبشرى المسيح عيسى بن مريم ورأت أم رسول الله صلى الله عليه و سلم في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام " . فقال الأعرابي : هاه . وأدنى منه رأسه وكان في سمعه شيء فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ووراء ذلك "
رواه الطبراني ورجاله وثقوا

(8/410)


5 - . باب ختانه صلى الله عليه و سلم

(8/410)


13851 - عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 411
من كرامتي على ربي عز و جل أن ولدت مختونا ولم ير أحد سوأتي
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه سفيان بن الفزاري وهو متهم به

(8/410)


13852 - وعن أبي بكرة أن جبريل عليه السلام ختن النبي صلى الله عليه و سلم حين طهر قلبه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن عيينة وسلمة بن محارب ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات

(8/411)


6 - . باب

(8/411)


13854 - عن كندير بن سعد عن أبيه قال : حججت في الجاهلية فإذا رجل يطوف بالبيت وهو يرتجز يقول :
رب رد [ علي ] راكبي محمدا . . . رده لي واصطنع عندي يدا
قلت : من هذا تعني ؟ قال : عبد المطلب بن هاشم ذهبت إبل له فأرسل ابن ابنه في طلبتها فاحتبس عليه ولم يرسله في حاجة قط إلا جاء بها . قال : فما برحت حتى جاء النبي صلى الله عليه و سلم وجاء بالإبل فقال : يا بني لقد حزنت عليك هذه المرة حزنا لا يفارقني أبدا
رواه أبو يعلى والطبراني وإسناده حسن

(8/411)


13855 - وعن عمار قال : كان أبو طالب يصنع الطعام لأهل مكة وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل لم يحبس حتى يأخذ شيئا فيضعه تحته فقال أبو طالب : إن ابن أخي ليحس بكرامة
ص . 412
رواه الطبراني وفيه عمرو بن جميع وهو كذاب

(8/411)


7 - . ( أبواب في عصمته صلى الله عليه و سلم )

(8/412)


1 - . باب عصمته صلى الله عليه و سلم من القرين

(8/412)


13856 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الشياطين
قالوا : وأنت يا رسول الله ؟ قال : " نعم ولكن الله أعانني عليه فأسلم "
رواه أحمد والطبراني والبزار ورجاله رجال الصحيح غير قابوس بن أبي ظبيان وقد وثق على ضعفه

(8/412)


13857 - وعن المغيرة بن شعبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما من أحد إلا جعل معه قرين من الجن
قالوا : ولا أنت ؟ قال : " ولا أنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير "
رواه الطبراني وفيه أبو حماد المفضل بن صدقة وهو ضعيف

(8/412)


13858 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
فضلت على الأنبياء بخصلتين : كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه حتى أسلم ونسيت الخصلة الأخرى
رواه البزار وفيه إبراهيم بن صرمة وهو ضعيف

(8/412)


13859 - وعن أسامة بن شريك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ما منكم أحد إلا معه شيطان
قلنا : وأنت ؟ قال : " وأنا إلا أن الله عز و جل أعانني عليه فأسلم "
رواه الطبراني وفيه المفضل بن صالح وهو ضعيف
ص . 413

(8/412)


13860 - وعن شريك بن طارق قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما منكم من أحد إلا له شيطان
قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : " ولا أنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم "
رواه الطبراني والبزار ورجال البزار رجال الصحيح

(8/413)


2 - . باب عصمته صلى الله عليه و سلم من الباطل

(8/413)


13861 - عن عروة بن الزبير قال : حدثني جار لخديجة بنت خويلد قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول لخديجة : " أي خديجة والله لا أعبد اللات أبدا والله لا أعبد العزى أبدا " . قال : تقول [ خديجة ] : خل العزى
قال : وكان صنمهم الذي يعبدون ثم يضطجعون
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(8/413)


13862 - وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لست من دد ولا دد مني
قال أبو محمد يحيى بن محمد بن قيس : لست من الباطل ولا الباطل مني
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن محمد بن قيس وقد وثق ولكن ذكروا هذا الحديث من منكرات حديثه والله أعلم وقال الذهبي : قد تابعه عليه غيره

(8/413)


13863 - وعن معاوية عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 414
لست من دد ولا دد مني
رواه الطبراني عن محمد بن أحمد بن نصر الترمذي عن محمد بن عبد الوهاب الأزهري ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات

(8/413)


13864 - وعن علي بن أبي طالب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون به غير مرتين كل ذلك يحول الله بيني وبين ما أريد من ذلك ثم ما هممت بعدها بشيء حتى أكرمني الله برسالته
رواه البزار ورجاله ثقات

(8/414)


13865 - وعن عمار بن ياسر قال : سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم : هل أتيت في الجاهلية شيئا حراما ؟ قال :
لا وقد كنت منه على ميعادين أما أحدهما فغلبتني عيني وأما الآخر فحال بيني وبينه سائر قومي
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه من لم أعرفهم وقال في الأوسط : عن عمار أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم : هل أتيت من النساء حراما ؟

(8/414)


13866 - وعن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يشهد مع المشركين مشاهدهم قال : فسمع ملكين خلفه وأحدهما يقول لصاحبه : اذهب بنا حتى نقوم خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال : فقال : كيف نقوم خلفه وإنما عهده بإسلام الأصنام قبل ؟ قال : فلم يعد بعد ذلك أن يشهد مع المشركين مشاهدهم
رواه أبو يعلى وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل ولا يحتمل هذا من مثله إلا أن يكون يشهد تلك المشاهد للإنكار وهذا يتجه وبقية رجاله رجال الصحيح
ص . 415

(8/414)


13867 - وعن زيد بن حارثة قال : طفت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فمسست بعض الأصنام فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا تمسها " . قال : فذكر الحديث
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح وهذا يفسر ما تقدم من أن شهوده للإنكار عليهم

(8/415)


3 - . باب عصمته صلى الله عليه و سلم ممن أراد قتله

(8/415)


13868 - عن جعدة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ورأى رجلا سمينا فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يومئ إلى بطنه ويقول : " لو كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك "
قال : وأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم برجل فقالوا : هذا أراد أن يقتلك . فقال له النبي صلى الله عليه و سلم :
لم ترع لم ترع لو أردت ذلك لم يسلطك الله علي
رواه أحمد والطبراني باختصار ورجاله رجال الصحيح غير أبي إسرائيل الجشمي وهو ثقة

(8/415)


13869 - وعن سلمة بن الأكوع قال : كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في قبة حمراء إذ جاء
ص . 416
رجل على فرس عطوف تتبعها مهرة فقال : من أنت ؟ قال : أنا رسول الله . قال : فمتى الساعة ؟ قال : " غيب ولا يعلم الغيب إلا الله " . قال : فمتى يمطر الغيث ؟ قال : " غيب ولا يعلم الغيب إلا الله " . قال : فما في بطن فرسي ؟ قال : " غيب ولا يعلم الغيب إلا الله " . قال : فأعطني سيفك هذا . قال : " ها " . فأخذه فسله ثم هزه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنك لن تستطيع الذي أردت " . ثم قال : إن هذا أقبل ثم قال : ائته قاتله ثم أخذ سيفي فاقتله ثم غمد السيف
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(8/415)


13870 - وعن قيس بن حبتر قال : قالت بنت الحكم : قلت لجدي : ما رأيت يوما أعجز ولا أسوأ رأيا في رسول الله صلى الله عليه و سلم منكم يا بني أمية . قال : لا تلومينا يا بنيه إني لا أحدثك إلا ما رأيت بعيني هاتين . قلنا : والله ما نزال نسمع قريشا تعلي هذا الصابئ في مسجدنا تواعدوا له حتى تأخذه فتواعدنا إليه فلما رأيناه سمعنا أصواتا ظننا أنه ما بقي بتهامة خيل إلا تفتت علينا فما عقلنا حتى قضى صلاته ورجع إلى أهله ثم تواعدنا ليله أخرى فلما جاء نهضنا إليه فرأيت الصفا والمروة التقتا أحدهما بالأخرى فحالتا بيننا وبينه فوالله ما نفعنا ذلك
رواه الطبراني ورجاله ثقات غير بنت الحكم فلم أعرفها

(8/416)


13871 - وعن عباس بن عبد المطلب قال : كنت يوما في المسجد فأقبل أبو جهل فقال : إن لله علي إن رأيت محمدا ساجدا أن أطأ على رقبته . فخرجت حتى دخلت عليه فأخبرته بقول أبي جهل فخرج غضبان حتى جاء المسجد فعجل أن يدخل من الباب فاقتحم الحائط فقلت : هذا يوم شر . فأتزرت ثم اتبعته فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ : { اقرأ باسم ربك الذي خلق
ص . 417
خلق الإنسان من علق } فلما بلغ شأن أبي جهل { إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى } قال إنسان لأبي جهل : يا أبا الحكم هذا محمد . فقال : ألا ترون ما أرى ؟ والله لقد سد أفق السماء علي . فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم آخر السورة سجد
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إسحاق بن أبي فروة وهو متروك

(8/416)


13872 - وعن ابن عباس قال : إن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى وإساف ونائلة لو قد رأينا محمدا لقد قمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله فأقبلت ابنته فاطمة رضي الله عنها تبكي حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : هذا الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك لو قد رأوك لقد قاموا إليك فيقتلوك فما منهم رجل إلا وقد عرف نصيبه من دمك . قال : " يا بنية أريني وضوءا " . فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد فلما رأوه قالوا : هذا هو . وخفضوا أبصارهم وسقطت أذقانهم في صدورهم وعقروا في مجالسهم فلم يرفعوا إليه بصرا ولم يقم إليه رجل منهم فأقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى قام على رؤوسهم فأخذ قبضة من التراب فقال : " شاهت الوجوه " . ثم حصبهم بها فما أصاب رجلا منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافرا
رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح
قلت : وقد تقدمت أحاديث في المغازي في تبلغيه صلى الله عليه و سلم وصبره على ذلك

(8/417)


8 - . باب تأييده صلى الله عليه و سلم على أعدائه من الإنس والجن

(8/417)


13873 - ص . 418 عن ابن عباس قال : قال أبو جهل : لئن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لآتينه حتى أطأ على عنقه . قال : فقال : لو فعل لأخذته الملائكة عيانا ولو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا ورأوا مقاعدهم من النار ولو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه و سلم لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا
قلت : في الصحيح طرف من أوله
رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أبي يعلى رجال الصحيح

(8/418)


13874 - وعن ابن عباس قال : مر أبو جهل فقال : ألم أنهك ؟ فانتهره النبي صلى الله عليه و سلم . فقال : لم تنتهرني
يا محمد ؟ فوالله لقد علمت ما بها رجل أكثر ناديا مني . قال : فقال جبريل عليه السلام : فليدع ناديه
قال ابن عباس : فوالله لو دعا ناديه لأخذته الزبانية بالعذاب
قلت : في الصحيح بعضه
رواه أحمد من طريق ذكوان عن عكرمة ولم أعرف ذكوان وبقية رجاله رجال الصحيح

(8/418)


13875 - وعن طلحة بن عبيد الله قال : كان نفر من المشركين حول الكعبة فيهم أبو جهل لعنه الله فأقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم فوقف عليهم فقال : " قبحت الوجوه " . فخرسوا فما أحد منهم تكلم
ص . 419
بكلمة ولقد نظرت إلى أبي جهل يعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : أمسك عنا . ويقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا أمسك عنكم أو أقتلكم " . فقال أبو جهل لعنه الله : أنت تقدر على ذلك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الله يقتلكم "
رواه البزار عن شيخه علي بن شبيب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(8/418)


13876 - وعن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن الشيطان عرض لي فجعل يلقي علي شر النار فلولا دعوة أخي سليمان لأخذته
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

(8/419)


13877 - وعن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
دخلت البيت فإذا شيطان خلف الباب فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي فلولا دعوة العبد الصالح لأصبح مربوطا يراه الناس
رواه الطبراني وإسناده حسن

(8/419)


13878 - وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان ساجدا بمكة فجاء إبليس أن يطأ على عنقه فنفخه جبريل عليه السلام نفخة بجناحه فما استوت قدماه على الأرض حتى بلغ الأردن
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عثمان بن مطر وهو ضعيف

(8/419)


9 - . باب ما كان يدعى به صلى الله عليه و سلم قبل البعثة

(8/419)


13879 - عن مجاهد عن مولاه أنه حدثه أنه كان فيمن يبني الكعبة في
ص . 420
الجاهلية فذكر اختلافهم في وضع الحجر الأسود قال : اجعلوا بينكم حكما . قالوا : أول رجل يطلع من الفج . فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : أتاكم الأمين
فذكر الحديث وقد تقدم في الحج في شأن الكعبة ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة

(8/419)


13880 - وعن علي بن أبي طالب في بناء الكعبة قال : لما رأوا النبي صلى الله عليه و سلم قد دخل قالوا : قد جاء الأمين
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير حفص بن عمر الضرير وخالد بن عرعرة وكلاهما ثقة

(8/420)


10 - . باب

(8/420)


13881 - عن عبد الرحمن بن عوف قال : مر بنا النبي صلى الله عليه و سلم ونحن نجتني ثمر الأراك فقال : " عليكم بالأسود منه فإني كنت أجتنيه وأنا أرعى الغنم " . قالوا : رعيت يا رسول الله ؟ قال : " نعم ما من نبي إلا وقد رعاها "
رواه الطبراني في الأوسط وأبو سلمة لم يسمع من أبيه

(8/420)


13883 - وعن أبي سعيد الخدري قال : وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
بعث موسى صلى الله عليه و سلم وهو يرعى غنما على أهله وبعثت وأنا أرعى غنما لأهلي بجياد

(8/420)


11 - . ( بابان في بشارة الكتب السابقة )

(8/420)


1 - . باب ما كان عند أهل الكتاب من أمر نبوته صلى الله عليه و سلم

(8/420)


13883 - عن سلمة بن سلامة بن وقش - وكان من أصحاب بدر - قال : كان لنا جار من اليهود في بني عبد الأشهل
ص . 421
[ قال : فخرج علينا يوما من بيته قبل مبعث النبي صلى الله عليه و سلم بيسير فوقف على مجلس عبد الأشهل ] . قال سلمة : وأنا يومئذ أحدث من فيه سنا علي بردة مضطجع فيها بفناء أهلي فذكر البعث والقيامة والحساب والميزان والجنة والنار فقال ذلك لقوم أهل أوثان أصحاب شرك لا يرون أن بعثا كائنا بعد الموت . فقالوا له : ويحك يا فلان ترى هذا كائنا أن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار يجزون فيها بأعمالهم ؟ قال : نعم والذي يحلف به ود أن له بحظه من تلك النار أعظم تنور في الدار يحمونه ثم يدخلونه إياه فيطينونه عليه وإنه ينجو من تلك النار غدا . قال : ويحك وما آية ذلك ؟ قال : نبي يبعث من نحو هذه البلاد وأشار بيده نحو مكة واليمن قالوا : ومتى نراه ؟ فنظر إلي وأنا من أحدثهم سنا فقال : إن يستنفذ هذا الغلام عمره يدركه . قال سلمة : فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله تعالى نبيه صلى الله عليه و سلم وهو حي بين أظهرنا فآمنا به وكفر به بغيا وحسدا فقلنا له : ويلك يا فلان أليس قلت لنا فيه ما قلت ؟ قال : بلى وليس به
رواه أحمد والطبراني

(8/420)


13884 - وفي رواية عنده عن أم سلمة أيضا : أن يهوديا كان في بني عبد الأشهل فقال لنا ونحن في المجلس : قد أطل هذا النبي القرشي الحرمي . ثم التفت في المجلس فقال : إن يدركه أحد يدركه هذا الفتى وأشار إلي فقضى الله أن جاء
ص . 422
بالنبي صلى الله عليه و سلم المدينة فقلت : هذا النبي قد جاء . فقال : أما والله إنه لأنه . فقلت : ما لك عن الإسلام ؟ فقال : والله لا أدع اليهودية
ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع

(8/421)


13885 - وعن العباس بن عبد المطلب قال : قال عبد المطلب : خرجت إلى اليمن في إحدى رحلتي الإيلاف فنزلت على رجل من اليهود فرآني رجل من أهل الديور فنسبني فانتسبت له فقال : أتأذن لي أن أنظر إلى بعضك ؟ قلت : نعم ما لم يكن عورة . ففتح إحدى منخري فنظر ثم نظر في الآخر قال : أشهد أن في إحدى يديك ملكا وفي الأخرى نبوة وإنا لنجد ذلك في بني زهرة فكيف ذلك ؟ قلت : لا أدري . قال : هل لك من ساعة ؟ قلت : وما الساعة ؟ قال : زوجة . قلت : أما اليوم فلا . قال : فإذا رجعت فتزوج في بني زهرة . فرجع عبد المطلب فتزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة فولدت له حمزة وزوج ابنه آمنة بنت وهب فقالت قريش : نبح عبد الله على أبيه . فولدت له رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان حمزة رضي الله عنه أخا رسول الله صلى الله عليه و سلم من الرضاعة أرضعتهما لونيه مولاة أبي لهب وكان أسن من رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك

(8/422)


13886 - وعن ابن مسعود قال : إن الله عز و جل بعث نبيه صلى الله عليه و سلم لإدخال رجل الجنة فدخل الكنيسة فإذا هو بيهود وإذا بيهودي يقرأ عليهم التوراة فلما أتوا على صفة النبي صلى الله عليه و سلم أمسكوا وفي ناحيتها رجل مريض فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ما لكم أمسكتم ؟ " . قال المريض : إنهم أتوا
ص . 423
على صفة نبي فأمسكوا . ثم جاء اليهودي يحبو حتى أخذ التوراة فقرأ حتى أتى على صفة النبي صلى الله عليه و سلم وأمته فقال : هذه صفتك وصفة أمتك أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . ثم مات فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " لوا أخاكم "
رواه أحمد والطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط

(8/422)


13887 - وعن أبي سفيان بن حرب أن أمية بن أبي الصلت كان معه بغزة - أو قال : بإيلياء - فلما قفلنا قال : يا أبا سفيان هل لك أن تتقدم عن الرفقة فنتحدث ؟ قلت : نعم . قال : ففعلنا . قال : يا أبا سفيان أيهن عن عتبة بن ربيعة ؟ قلت : إنهن عن عتبة بن ربيعة . قال : كريم الطرفين ويجتنب المظالم والمحارم ؟ قلت : نعم . قال : وشريف مسن . قال : السن والشرف أزريا به . فقلت له : كذبت ما ازداد سنا إلا ازداد شرفا . قال : يا أبا سفيان إنها لكلمة ما سمعتها من أحد يقولها لي منذ تنصرت لا تعجل علي حتى أخبرك . قلت : هات . قال : إني كنت أجد في كتبي نبيا يبعث من حرمنا فكنت أظن بل كنت لا أشك أني هو فلما دارست أهل العلم إذا هو من بني عبد مناف فنظرت في بني عبد مناف فلم أجد أحدا يصلح لهذا الأمر غير عتبة بن ربيعة فلما أخبرني بنسبه عرفت أنه ليس به حين جاوز الأربعين ولم يوح إليه . قال أبو سفيان : فضرب الدهر ضرباته وأوحي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرجت في ركب من قريش أريد اليمن في تجارة فمررت بأمية بن أبي الصلت فقلت له كالمستهزئ به : يا أمية قد خرج النبي الذي كنت تنتظر . قال : أما إنه حق فاتبعه . قلت : ما يمنعك من اتباعه ؟ قال : الاستحياء من نسيات ثقيف إني كنت أحدثهم أني هو ثم يروني تابعا لغلام من بني عبد مناف . ثم قال أمية : كأني بك يا أبا سفيان إن خالفته قد ربطت كما يربط الجدي حتى يؤتى بك إليه فيحكم فيك ما يريد
رواه الطبراني وفيه مجاشع بن عمرو وهو ضعيف

(8/423)


13888 - وعن خليفة بن عبدة بن جرول قال : سألت محمد بن عدي بن ربيعة
ص . 424
بن سواءة بن جشم : كيف سماك أبوك في الجاهلية محمدا ؟ قال : أما إني سألت أبي عما سألتني عنه فقال : خرجت رابع أربعة من بني تميم أنا أحدهم وسفيان بن مجاشع بن دارم وأسامة بن مالك بن جندب بن العنبر ويزيد بن ربيعة بن كامن بن حرقوص بن مازن نريد بن جفنة ملك حسان بالشام فلما قدمنا الشام نزلنا على غدير عليها شجيرات لديراني - يعني صاحب صومعة - فقلنا : لو اغتسلنا من هذا الماء وادهنا ولبسنا ثيابنا ثم أتينا صاحبنا . فأشرف علينا الديراني فقال : إن هذه لغة ما هي لغة أهل البلد . فقلنا : نعم نحن قوم من مضر . قال : من أي مضر ؟ قلنا : من خندف . قال : أما إنه سيبعث منكم وشيكا نبي فسارعوا وجدوا بحظكم منه ترشدوا فإنه خاتم النبيين . فقلنا : ما اسمه ؟ قال : محمد . فلما انصرفنا من عند ابن جفنة ولد لكل واحد منا غلام فسماه محمد قال العلاء : قال قيس بن عاصم للنبي صلى الله عليه و سلم : تدري [ من أول ] من علم بك من العرب قبل أن تبعث ؟ قال : لا . قال : بنو تميم . وقص عليه هذه القصة
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(8/423)


13889 - وعن جبير بن المطعم قال : كنت أكره أذى قريش للنبي صلى الله عليه و سلم فلما ظننت أنهم سيقتلوه خرجت حتى لحقت بدير من الديارات فذهب أهل الدير إلى رأسهم فأخبروه فقال : أقيموا له حقه الذي ينبغي له ثلاثا فلما رأوه لم يذهب فانطلقوا إلى صاحبهم فأخبروه فقال : قولوا له : قد أقمنا لك بحقك الذي ينبغي لك فإن كنت وصبا فقد ذهب وصبك وإن كنت واصلا فقد أنى لك أن تذهب إلى من تصل وإن كنت تاجرا
ص . 425
فقد أنى لك أن تخرج إلى تجارتك فقال : ما كنت واصلا ولا تاجرا وما أنا بنصب . فذهبوا إليه فأخبروه فقال : إن له لشأنا فاسئلوه . قال : فأتوه فسألوه فقال : لا والله إلا أن في قرية إبراهيم ابن عمي يزعم أنه نبي فآذاه قومه [ وتخوفت أن يقتلوه ] فخرجت لئلا أشهد ذلك . فذهبوا إلى صاحبهم فأخبروه قولي قال : هلموا . فأتيته فقصصت عليه قصصي قال : تخاف أن يقتلوه ؟ قلت : نعم . قال : وتعرف شبهه لو تراه مصورا ؟ قلت : عهدي به منذ قريب . فأراه صورا مغطاة يكشف صورة صورة ثم يقول : أتعرف ؟ فأقول : لا . حتى كشف صورة مغطاة فقلت : ما رأيت شيئا أشبه بشيء من هذه الصورة به كأنه طوله وجسمه وبعد ما بين منكبيه قال : فتخاف أن يقتلوه ؟ قلت : أظنهم قد فرغوا منه . قال : والله لا يقتلوه وليقتلن من يريد قتله وإنه لنبي وليظهرنه الله ولكن قد وجب حقك علينا فامكث ما بدا لك وادع بما شئت . قال : فمكثت عندهم [ حينا ] ثم قلت : لو أطعتهم . فقدمت مكة فوجدتهم قد أخرجوا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة فلما قدمت قامت آل قريش فقالوا : قد تبين لنا أمرك فعرفنا شأنك فهلم أموال الصبية التي عندك التي استودعكها أبوك . فقلت : ما كنت لأفعل هذا حتى تفرقوا بين رأسي وجسدي ولكن دعوني أذهب فأدفعها إليهم . فقالوا : إن عليك عهد الله وميثاقه أن لا تأكل من طعامه . قال : فقدمت المدينة وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم الخبر فدخلت عليه فقال لي فيما يقول : " إني لأراك جائعا هلموا طعاما " . قلت : إني لا آكل حتى أخبرك فإن رأيت أن آكل أكلت . قال : فحدثته بما أخذوا علي قال : " فأوف بعهد الله وميثاقه أن لا تأكل من طعامنا ولا تشرب من شرابنا "
ص . 426
رواه الطبراني عن شيخه مقدام بن داود ضعفه النسائي وقال ابن دقيق العيد في الإمام : إنه وثق وهو حديث حسن

(8/424)


13890 - وعن جبير بن مطعم قال : خرجت تاجرا إلى الشام في الجاهلية فلما كنت بأدنى الشام لقيني رجل من أهل الكتاب فقال : هل عندكم رجل نبئ ؟ قلت : نعم . قال : هل تعرف صورته إذا رأيتها ؟ قلت : نعم فأدخلني بيتا فيه [ صور فلم أر ] صورة النبي صلى الله عليه و سلم فبينا أنا كذلك إذ دخل رجل منهم علينا فقال : فيم أنتم ؟ فأخبرناه فذهب بنا إلى منزله فساعة ما دخلت نظرت إلى صورة النبي صلى الله عليه و سلم فإذا رجل آخذ بعقب النبي صلى الله عليه و سلم قلت : من هذا الرجل القائم على عقبه ؟ قال : إنه لم يكن نبي إلا كان بعده نبي إلا هذا فإنه لا نبي بعده وهذا الخليفة بعده . وإذا صفة أبي بكر رضي الله عنه
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفهم

(8/426)


13891 - وعن أبي صخر العقيلي قال : حدثني رجل من الأعراب قال : جلبت حلوبة إلى المدينة في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما فرغت من بيعتي قلت : لألقين هذا الرجل فلأسمعن منه . قال : فتلقاني بين أبي بكر وعمر يمشون فتبعتهم في أقفائهم حتى أتوا على رجل من اليهود ناشر التوراة يقرأها يعزي بها نفسه على ابن له كأحسن الفتيان في الموت [ وأجمله ] فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
أنشدك بالذي أنزل التوراة هل تجدني في كتابك [ ذا ] صفتي ومخرجي ؟
فقال برأسه هكذا أي : لا . فقال ابنه : إني والذي أنزل التوراة إنا لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . فقال : " أقيموا اليهودي عن أخيكم " . ثم ولي كفنه وحنطه والصلاة عليه
ص . 427
رواه أحمد وأبو صخر لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح

(8/426)


13892 - وعن المسور قال : مر بي يهودي وأنا قائم خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم والنبي صلى الله عليه و سلم يتوضأ قال : فقال : ارفع أو اكشف ثوبه عن ظهره . قال : فذهبت أرفعه عن ظهره قال : فنضح النبي صلى الله عليه و سلم في وجهي من الماء
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات

(8/427)


13893 - وعن جابر بن سمرة قال : جاء جرمقاني إلى أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فقال : أين صاحبكم هذا الذي يزعم أنه نبي ؟ لئن سألته لأعلمن نبي هو أو غير نبي . قال : فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال الجرمقاني : اقرأ علي أو قص علي . قال : فتلا عليه آيات من كتاب الله عز و جل فقال الجرمقاني : هذا والله الذي جاء به موسى
رواه عبد الله وقال : منكر . قلت : ما فيه غير أيوب بن جابر وثقه أحمد وغيره وضعفه ابن معين وغيره

(8/427)


13894 - وعن سعيد بن أبي راشد قال : رأيت التنوخي رسول هرقل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بحمص وكان جارا لي شيخا كبيرا قد بلغ الفند أو قرب فقلت : ألا تخبرني عن رسالة هرقل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ورسالة رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى هرقل ؟ قال : بلى وقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم تبوك وبعث دحية الكلبي إلى هرقل فلما أن جاء كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا قسيسي الروم وبطارقتها ثم أغلق عليه وعليهم الدار . قال : نزل هذا الرجل حيث رأيتم وقد أرسل إلي يدعوني إلى ثلاث خصال : يدعوني أن أتبعه على دينه أو أن نعطيه ما لنا على أرضنا والأرض أرضنا أو نلقي
ص . 428
إليه الحرب والله لقد عرفتم فيما تقرؤون من الكتب لتأخذن ما تحت قدمي فهلم نتبعه على دينه أو نعطيه ما لنا على أرضنا فنخروا نخرة رجل واحد حتى خرجوا من برانسهم وقالوا : تدعونا إلى أن نذر النصرانية أو نكون عبيدا لأعرابي جاء من الحجاز ؟ فلما ظن أنهم إن خرجوا [ من عنده ] أفسدوا عليه رفاقهم وملكه قال : إنما قلت ذلك لكم لأعلم صلابتكم على أمركم . ثم دعا رجلا من عرب تجيب كان على نصارى العرب قال : ادع لي رجلا حافظا للحديث عربي اللسان أبعثه إلى هذا الرجل بجواب كتابه . فجاءني فدفع إلي هرقل كتابا فقال : اذهب بكتابي إلى هذا الرجل فما ضيعت من حديثه فاحفظ منه ثلاث خصال : انظر هل يذكر صحيفته التي كتب إلي بشيء ؟ وانظر إذا قرأ كتابي هل يذكر الليل ؟ وانظر في ظهره هل به شيء يريبك ؟ فانطلقت بكتابه حتى جئت تبوك فإذا هو جالس بين أصحابه محتبيا على الماء فقلت : أين صاحبكم ؟ قيل : ها هو ذا . فأقبلت أمشي حتى جلست بين يديه فناولته كتابي فوضعه في حجره ثم قال : " ممن أنت ؟ " . قلت : أنا أحد تنوخ . فقال : " هل لك في الحنيفية ملة أبيكم إبراهيم ؟ " . قلت : إني رسول قوم وعلى دين قوم لا أرجع عنه حتى أرجع إليهم . [ فضحك و ] قال : " { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين } يا أخا تنوخ إني كتبت بكتاب [ إلى كسرى فمزقه والله ممزقه وممزق ملكه . وكتبت ] إلى النجاشي فخرقها والله مخرقه ومخرق ملكه وكتبت إلى صاحبكم بصحيفة فأمسكها فلن يزال الناس يجدون منه بأسا ما دام في العيش خير " . قلت : هذه إحدى الثلاث التي أوصاني بها [ صاحبي ] . وأخذت سهما من جعبتي فكتبتها في جلد سيفي ثم أنه ناول الصحيفة رجلا عن يساره فقلت : من صاحب كتابكم الذي يقرأ لكم ؟ قالوا : معاوية . فإذا في كتاب صاحبي : يدعوني إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين فأين
ص . 429
النار ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " سبحان الله فأين الليل إذا جاء النهار ؟ " . فأخذت سهما من جعبتي فكتبته في جلد سيفي فلما فرغ من قراءة كتابي قال : إن لك حقا وإنك رسول فلو وجدت عندنا جائزة جوزناك بها إنا سفر مزملون . قال : فناداه رجل من طائفة الناس : أنا أجوزه . ففتح رحله فإذا هو يأتي بحلة صفورية فوضعها في حجري فقلت : من صاحب الحلة ؟ قيل : عثمان . ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من ينزل هذا الرجل ؟ " . فقال فتى من الأنصار : أنا . فقام الأنصاري وقمت معه فلما خرجت من طائفة المجلس ناداني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " يا أخا تنوخ " . فأقبلت أهوي [ إليه ] حتى كنت قائما في مجلسي الذي كنت فيه بين يديه فحل حبوته عن ظهره فقال : " ههنا امض لما أمرت به " . فجلت في ظهره فإذا أنا بخاتم في موضع غضروف الكتف مثل الحجمة الضخمة
رواه عبد الله بن أحمد وأبو يعلى ورجال أبي يعلى ثقات ورجال عبد الله بن أحمد كذلك

(8/427)


13895 - وعن دحية الكلبي أنه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم بكتاب إلى قيصر فقدمت عليه فأعطيته الكتاب وعنده ابن أخ له أحمر أزرق سبط الرأس فلما قرأ الكتاب كان فيه : " من محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى هرقل صاحب الروم " . قال : فنخر ابن أخيه نخرة وقال : لا يقرأ هذا اليوم . فقال له قيصر : لم ؟ قال : إنه بدأ بنفسه وكتب : " صاحب الروم " ولم يكتب : ملك الروم . فقال قيصر : لتقرأنه . فلما قرأ الكتاب وخرجوا من عنده أدخلني عليه وأرسل إلى الأسقف وهو صاحب أمرهم فأخبروه وأخبره وأقرأه الكتاب فقال له الأسقف : هذا الذي كنا ننتظر وبشرنا به عيسى . قال له قيصر : كيف تأمرني ؟ قال له الأسقف : أما أنا فمصدقه ومتبعه . فقال له قيصر : أما أنا إن فعلت ذلك ذهب ملكي
ص . 430
ثم خرجنا من عنده فأرسل قيصر إلى أبي سفيان وهو يومئذ عنده قال : حدثني عن هذا الذي خرج بأرضكم ما هو ؟ قال : شاب . قال : فكيف حسبه فيكم ؟ قال : هو في حسب ما لا يفضل عليه أحد . قال : هذه آية النبوة . قال : كيف صدقه ؟ قال : ما كذب قط . قال : هذه آية النبوة . قال : أرأيت من خرج من أصحابكم إليه هل يرجع إليكم ؟ قال : لا . قال : هذه آية النبوة . قال : أرأيت من خرج من أصحابه إليكم يرجعون إليه ؟ قال : نعم . قال : / هذه آية النبوة . قال : هل ينكب أحيانا إذا قاتل هو في أصحابه ؟ قال : قد قاتله قوم فهزمهم وهزموه . قال : هذه آية النبوة . قال : ثم دعاني فقال : أبلغ صاحبك أني أعلم أنه نبي ولكن لا أترك ملكي . قال : وأما الأسقف فإنه كانوا يجتمعون إليه في كل أحد فيخرج إليهم ويحدثهم ويذكرهم فلما كان يوم الأحد لم يخرج إليهم وقعد إلى يوم الأحد الآخر فكنت أدخل إليه فيكلمني ويسألني فلما جاء الأحد الآخر انتظروه ليخرج إليهم فلم يخرج إليهم واعتل عليهم بالمرض وفعل ذلك مرارا وبعثوا إليه : لتخرجن إلينا أو لندخلن عليك فنقتلك فإنا قد أنكرناك منذ قدم هذا العربي . فقال الأسقف : خذ هذا الكتاب واذهب إلى صاحبك فاقرأ عليه السلام وأخبره أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأني قد آمنت به وصدقته واتبعته وأنهم قد أنكروا علي ذلك فبلغه ما ترى . ثم خرج إليهم فقتلوه ثم خرج دحية إلى النبي صلى الله عليه و سلم وعنده رسل عمال كسرى على صنعاء بعثهم إليه وكتب إلى صاحب صنعاء يتوعده يقول : لتكفيني رجلا خرج بأرضك يدعوني إلى دينه أو أؤدي الجزية أو لأقتلنك - أو قال : لأفعلن بك - فبعث صاحب صنعاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم خمسة عشر
ص . 431
رجلا فوجدهم دحية عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما قرأ كتاب صاحبهم تركهم خمس عشرة ليلة فلما مضت خمس عشرة ليلة تعرضوا له فلما رآهم دعاهم فقال : " اذهبوا إلى صاحبكم فقولوا له : إن ربي قتل ربه الليلة " . فانطلقوا فأخبره بالذي صنع فقال : أحصوا هذه الليلة . قال : أخبروني كيف رأيتموه ؟ قالوا : ما رأينا ملكا أهيأ منه يمشي فيهم لا يخاف شيئا مبتذلا لا يحرس ولا يرفعون أصواتهم عنده . قال دحية : ثم جاء الخبر أن كسرى قتل تلك الليلة
رواه البزار وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى وهو ضعيف

(8/429)


13896 - وعن علقمة بن وقاص قال : قال عمرو بن العاص : أخرج جيش من المسلمين أنا أميرهم حتى نزلنا الإسكندرية فقال عظيم من عظمائهم : أخرجوا إلي رجلا أكلمه ويكلمني . فقلت : لا يخرج إليه غيري . فخرجت مع ترجمانه حتى وضع لنا منبران فقال : ما أنتم ؟ فقلنا : نحن العرب ونحن أهل الشوك والقرظ ونحن أهل بيت الله كنا أضيق الناس أرضا وأشده عيشا نأكل الميتة والدم ويغير بعضنا على بعض بشر عيش عاش به الناس حتى خرج فينا رجل ليس بأعظمنا يومئذ شرفا ولا بأكثرنا مالا قال : أنا رسول الله إليكم . يأمرنا بأشياء لا نعرف وينهانا عما كنا عليه وكان عليه آباؤنا فشنفنا له وكذبناه ورددنا عليه مقالته حتى خرج إليه قوم من غيرنا فقالوا : نحن نصدقك ونؤمن بك ونتبعك ونقاتل من قاتلك . فخرج إليهم وخرجنا إليه فقاتلناه فظهر علينا وغلبنا وتناول من يليه من العرب فقاتلهم حتى ظهر عليهم فلو
ص . 432
يعلم من ورائي من العرب ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد إلا جاءكم حتى يشرككم فيما أنتم فيه من العيش . فضحك ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد صدق قد جاءتنا رسلنا بمثل الذي جاء به رسولكم فكنا عليه حتى ظهرت فينا فتيان فجعلوا يعملون فينا بأهوائهم ويتركون أمر الأنبياء فإن أنتم أخذتم بأمر نبيكم لم يقاتلكم أحد إلا غلبتموه ولم يشارركم أحد إلا ظهرتم عليه فإذا فعلتم مثل الذي فعلنا وتركتم أمر نبيكم وعملتم مثل الذي عملوا بأهوائهم فهم لم يكونوا أكثر عددا منا ولا أشد قوة منا . فقال عمرو بن العاص : فما كلمت رجلا أنكر منه
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عمرو بن علقمة وهو ثقة

(8/431)


13897 - وعن كرز بن علقمة قال : قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم وفد نصارى نجران منهم أربعة وعشرون من أشرافهم والأربعة والعشرون منهم ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم العاقب : أمير للقوم وذو رأيهم وصاحب مشورتهم والذي لا يصدرون إلا عن رأيه وأمره واسمه عبد المسيح والسيد : عالمهم وصاحب رحلهم ومجتمعهم وأبو حارثة بن علقمة أخو بكر بن وائل أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارستهم وكان أبو حارثة قد شرف فيهم حتى حسن علمه في دينهم وكانت ملوك النصرانية قد شرفوه وقبلوه وبنوا له الكنائس وبسطوا عليه الكرامات لما يبلغهم من اجتهاده في دينهم فلما وجهوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من نجران جلس أبو حارثة على بغلة له موجها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وإلى جنبه أخ له يقال له : كرز بن علقمة يسائله إذ عثرت بغلة أبي حارثة فقال كرز : تعس الأبعد . يريد رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : بل أنت تعست . قال : ولم يا أخ ؟ قال : والله إنه النبي الذي كنا ننتظر . قال له كرز : ما يمنعك وأنت تعلم
ص . 433
هذا ؟ قال : ما صنع بنا هؤلاء القوم شرفونا وأكرمونا وقد أبوا إلا خلافه ولو قد فعلت نزعوا منا كل ما ترى . وأضمر عليها أخوه كرز بن علقمة يعني : أسلم بعد ذلك
رواه الطبراني في الأوسط وفيه بريدة بن سفيان وهو ضعيف

(8/432)


13898 - وعن عبد الله بن سلام قال : إن الله عز و جل لما أراد هدي زيد بن سعنة قال زيد بن سعنة : ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه و سلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه : يسبق حلمه جهله ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما [ فكنت ألطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه كمن جهله ] . قال زيد بن سعنة : فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأتاه رجل على راحلة كالبدوي فقال : يا رسول الله لي نفر في قرية بني فلان قد أسلموا ودخلوا في الإسلام وكنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغدا وقد أصابتهم سنة وشدة وقحط من الغيث فأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا من الإسلام طمعا كما دخلوا فيه طمعا فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تغيثهم به فعلت . فنظر إلى رجل إلى جانبه
أراه عليا - فقال : يا رسول الله ما بقي منه شيء . قال زيد بن سعنة : فدنوت إليه فقلت : يا محمد هل لك أن تبيعني تمرا معلوما في حائط بني فلان إلى أجل معلوم إلى أجل كذا وكذا ؟ قال : " لا يا يهودي ولكن أبيعك تمرا معلوما إلى أجل معلوم إلى كذا وكذا ولا تسمي حائط بني فلان " . قلت : نعم . فبايعني فأطلقت همياني فأعطيته ثمانين مثقالا من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا فأعطا الرجل
ص . 434
وقال : " اغد عليهم وأغثهم بها " . قال زيد بن سعنة : فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاث خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه أبو بكر وعمر وعثمان في نفر من أصحابه فلما صلى على الجنازة ودنا إلى الجدار ليجلس إليه أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه ونظرت إليه بوجه غليظ قلت له : يا محمد ألا تقضيني حقي ؟ فوالله ما علمتم بني عبد المطلب لمطل ولقد كان بمخالطتكم علم . ونظرت إلى عمر وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير ثم رماني ببصره فقال : يا عدو الله أتقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم ما أسمع وتصنع به ما أرى ؟ فوالذي نفسي بيده لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي رأسك . ورسول الله صلى الله عليه و سلم ينظر إلي في سكون وتؤدة فقال :
يا عمر أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن اتباعه اذهب به يا عمر فأعطه حقه وزده عشرين صاعا من تمر مكان ما رعته
قال زيد : فذهب بي عمر فأعطاني حقي وزادني عشرين صاعا من تمر فقلت : ما هذه الزيادة يا عمر ؟ قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أزيدك مكان ما رعتك . قال : وتعرفني يا عمر ؟ قال : لا [ من أنت ؟ ] قلت : أنا زيد بن سعنة . قال : الحبر ؟ قلت : الحبر . قال : فما دعاك إلى أن فعلت برسول الله صلى الله عليه و سلم ما فعلت وقلت له ما قلت ؟ قلت : يا عمر لم يكن من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه : يسبق حلمه جهله ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما وقد اختبرتهما فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وأشهدك أن شطر مالي - فإني أكثرها مالا - صدقة على أمة محمد صلى الله عليه و سلم . قال عمر : أو على بعضهم فإنك لا تسعهم ؟ قلت : أو
ص . 435
على بعضهم . فرجع عمر وزيد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال زيد : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . وآمن به وصدقه وبايعه وشهد معه مشاهد كثيرة ثم توفي في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر رحم الله زيدا
قلت : روى ابن ماجة منه طرفا
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(8/433)


13899 - وعن سلمان قال : كنت من أبناء أساورة فارس قال : فذكر الحديث . فانطلقت ترفعني أرض وتخفضني أخرى حتى مررت على قوم [ من الأعراب ] فاستعبدوني فباعوني حتى اشترتني امرأة فسمعتهم يذكرون النبي صلى الله عليه و سلم وكان العيش عزيزا فقلت لها : هبي لي يوما . قالت : نعم . فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته فصنعت طعاما فأتيت به النبي صلى الله عليه و سلم فوضعته بين يديه فقال : " ما هذا ؟ " . فقلت : صدقة . فقال لأصحابه : " كلوا " . ولم يأكل فقلت : هذه من علاماته . ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث فقلت لمولاتي : هبي لي يوما . قالت : نعم . فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته بأكثر من ذلك فصنعت طعاما فأتيته به وهو جالس بين أصحابه فوضعته بين يديه فقال : " ما هذا ؟ " . فقلت : هدية . فوضع يده وقال لأصحابه : " خذوا باسم الله " . وقمت خلفه فوضع رداءه فإذا خاتم النبوة فقلت : أشهد أنك رسول الله . فقال : " وما ذاك ؟ " . فحدثته عن الرجل فقلت له : أيدخل الجنة يا رسول الله فإنه حدثني أنك نبي ؟ فقال : " لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة "
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات
ص . 436

(8/435)


13900 - وعن سلمان أيضا قال : خرجت أبتغي الدين فوقعت في الرهبان بقايا أهل الكتاب قال الله عز و جل : { يعرفونه كما يعرفون أبناءهم } فكانوا يقولون : هذا زمان نبي قد أطل يخرج من أرض العرب له علامات من ذلك : شامة مدورة بين كتفيه خاتم النبوة . فلحقت بأرض العرب وخرج النبي صلى الله عليه و سلم فرأيت ما قالوا كله ورأيت الخاتم فشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . فذكر الحديث
رواه الطبراني ورجاله ثقات . قلت : وتأتي بقية أحاديث سلمان في مناقبه

(8/436)


2 - . باب منه

(8/436)


13901 - عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : مر يهودي بالنبي صلى الله عليه و سلم وهو يحدث أصحابه قال : فقالت قريش : يا يهودي إن هذا يزعم أنه نبي ؟ قال : لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي . قال : فجاء حتى جلس ثم قال : يا محمد مم يخلق الإنسان ؟ قال :
يا يهودي من كل يخلق من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعصب وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم
فقام اليهودي فقال : هكذا كان يقول من قبلك
رواه أحمد والطبراني والبزار بإسنادين وفي أحد إسناديه عامر بن مدرك وثقه ابن حبان وضعفه غيره وبقية رجاله ثقات . وفي إسناد الجماعة عطاء بن السائب وقد اختلط

(8/436)


13902 - وعن ابن عباس قال :
ص . 437
أقبلت اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا : يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك . فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قالوا : { الله على ما نقول وكيل } قال : " هاتوا " . قالوا : خبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر ؟ قال : " يلتقي الماآن فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت " . قالوا : أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه ؟ قال : " كان يشتكي عرق النسا فلم يجد شيئا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا - قال بعضهم : يعني الإبل - فحرم لحومها " . قالوا : صدقت
قالوا : أخبرنا ما هذا الرعد ؟ قال : " ملك من ملائكة الله عز و جل موكل بالسحاب بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله عز و جل " . قالوا : فما هذا الصوت الذي نسمع ؟ قال : " صوته " . قالوا : صدقت إنما بقيت واحدة إنما نبايعك إن أخبرتنا [ بها ] فأنه ليس من نبي إلا له من يأتيه بالخبر فأخبرنا عن صاحبك ؟ قال : " جبريل عليه السلام " . قالوا : جبريل ذلك الذي ينزل بالعذاب والحرب والقتال وهو عدونا لو قلت : ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان . فأنزل الله عز و جل : { قل من كان عدوا لجبريل } الآية
ص . 438

(8/436)


13903 - وفي رواية : كلما أخبرهم بشيء فصدقوه قال : " اللهم اشهد " . وقال فيها : " أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه ؟ " . قالوا : اللهم نعم . وقال أيضا : " فإن وليي جبريل ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه "
قلت : رواه الترمذي باختصار
رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات

(8/438)


13904 - وعن الفلتان بن عاصم قال : كنا قعودا مع النبي صلى الله عليه و سلم فشخص بصره إلى رجل في المسجد فقال : " يا فلان " . فقال : لبيك يا رسول الله . قال : ولا ينازعه الكلام إلا قال : يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أتشهد أني رسول الله ؟ " . قال : لا . قال : " أتقرأ التوراة ؟ " . قال : نعم والإنجيل . قال : " والقرآن ؟ " . قال : والذي نفسي بيده لو أشاء لقرأته . قال : ثم ناشده : " هل تجدني في التوراة والإنجيل ؟ " . قال : أجد مثلك ومثل هيأتك ومثل مخرجك وكنا نرجو أن يكون منا فلما خرجت تحيرنا أن يكون أنت هو فنظرنا فإذا ليس أنت هو . قال : " ولم ذاك ؟ " . قال : إن معه من أمته سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ومعك يسير . قال : " فوالذي نفسي بيده لأنا هو وإنهم لأمتي إنهم لأكثر من سبعين ألفا وسبعين ألفا "
رواه الطبراني ورجاله ثقات من أحد الطريقين

(8/438)


13905 - وعن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام أن جده عبد الله بن سلام قال لأحبار اليهود : إني أحدث بمسجد إبراهيم وإسماعيل عهدا . فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو بمكة فوافاه وقد انصرفوا من الحج فوجد رسول الله صلى الله عليه و سلم بمنى والناس حوله فقمت مع الناس فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " أنت عبد الله بن سلام ؟ " . قال : قلت : نعم . قال : " ادن " . فدنوت منه قال : " أنشدك بالله يا عبد الله بن
ص . 439
سلام أما تجدني في التوراة رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ " . فقلت : انعت ربنا . فجاء جبريل حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " { قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد } " . فقرأها عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ابن سلام : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ثم انصرف ابن سلام إلى المدينة فكتم إسلامه فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم قدم المدينة وأنا فوق نخلة لي أجدها ( أقطع ثمره ) فسمعت رجة فقلت : ما هذا ؟ فقالوا : هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قدم . فألقيت نفسي من أعلى النخلة ثم خرجت أحضر حتى أتيته فسلمت عليه ثم رجعت فقالت أمي : لله أنت لو كان موسى بن عمران عليه السلام ما كان بذلك تلقي نفسك من أعلى النخلة ؟ فقلت : والله لأنا أشد فرحا بقدوم رسول الله صلى الله عليه و سلم من موسى إذ بعث
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن حمزة بن يوسف لم يدرك جده عبد الله بن سلام

(8/438)


12 - . باب فيمن أخبر بنبوته صلى الله عليه و سلم

(8/439)


13906 - عن جابر بن عبد الله قال : إن أول خبر قدم علينا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أن امرأة كان لها تابع . قال : فأتاها في صورة طير فوقع على جذع لهم . قال : فقالت : ألا تنزل لتخبرنا ونخبرك ؟ قال : إنه قد خرج بمكة رجل حرم علينا الزنا ومنع منا القرار
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا

(8/439)


13907 - وعن مجاهد قال : حدثني شيخ أدرك الجاهلية ونحن في غزوة رودس يقال له : ابن عبس قال :
ص . 440
كنت أسوق لآل لنا بقرة فسمعت من جوفها : يا آل ذريح قول فصيح رجل نصيح أن لا إله إلا الله قال : فقدمنا مكة فوجدنا النبي صلى الله عليه و سلم قد خرج بمكة
رواه أحمد ورجاله ثقات

(8/439)


13908 - وعن جبير بن مطعم قال : كنا حول صنم لنا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه و سلم بشهر وقد نحرنا جزورا إذ صاح صائح من جوفه : اسمعوا العجب ذهب الشرك والرجز ورمي بالشهب لنبي بمكة اسمه أحمد ومهاجره إلى يثرب
رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف

(8/440)


13909 - وعن عمرو بن مرة الجهني قال : خرجت حاجا في جماعة من قومي في الجاهلية فرأيت في المنام وأنا
بمكة نورا ساطعا من الكعبة حتى وصل إلى جبال يثرب أشعر جهينة فسمعت صوتا في النور وهو يقول :
انقشعت الظلماء
وسطع الضياء
وبعث خاتم الأنبياء
ثم أضاء إضاءة أخرى حتى نظرت إلى قصور الحيرة وأبيض المدائن فسمعت صوتا في النور وهو يقول :
ظهر الإسلام
وكسرت الأصنام
ووصلت الأرحام
فانتبهت فزعا وقلت لقومي : والله ليحدثن في هذا الحي من قريش حدث . وأخبرتهم بما رأيت فلما انتهينا إلى بلادنا جاءنا أن رجلا يقال له : أحمد قد بعث فأتيته فأخبرته ما رأيت فقال :
ص . 441
يا عمرو بن مرة أنا النبي المرسل إلى العباد كافة أدعوهم إلى الإسلام وآمرهم بحقن الدماء وصلة الأرحام وعبادة الله ورفض الأصنام وحج البيت وصيام شهر رمضان من اثنى عشر شهرا فمن أجاب فله الجنة ومن عصى فله النار فآمن بالله يا عمرو يؤمنك الله من هول جهنم
قلت : أشهد أن لا آله إلا الله وأنك رسول الله وآمنت بكل ما جئت به بحلال وحرام وأن أرغم ذلك كثيرا من الأقوام . ثم أنشدته أبياتا قلتها حين سمعت به وكان لنا صنم وكان أبي سادنا له فقمت إليه فكسرته ثم لحقت بالنبي صلى الله عليه و سلم وأنا أقول :
شهدت بأن الله حق وإنني . . . لآلهة الأحجار أول تارك
وشمرت عن ساقي الإزار مهاجرا . . . إليك أجوب الفوز بعد الدكادك
لأصحب خير الناس نفسا ووالدا . . . رسول مليك الناس فوق الحبائك
فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " مرحبا بك يا عمرو بن مرة " . فقلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ابعثني إلى قومي لعل الله أن يمن بي عليهم كما من بك علي . فبعثني عليهم فقال : " عليك بالرفق والقول السديد ولا تكن فظا ولا متكبرا ولا حسودا " . فأتيت قومي فقلت : يا بني رفاعة يا معاشر جهينة إني رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم إليكم أدعوكم إلى الجنة وأحذركم النار وآمركم بحقن الدماء وصلة الأرحام وعبادة الله ورفض الأصنام وحج البيت وصيام شهر رمضان شهر من اثني عشر شهرا فمن أجاب فله الجنة ومن عصى فله النار . يا معشر جهينة إن الله عز و جل جعلكم خيار من أنتم منه وبغض إليكم في جاهليتكم ما حبب إلى غيركم - من أنهم كانوا يجمعون بين الأختين ويخلف الرجل منهم على امرأة أبيه والغزاة في الشهر
ص . 442
الحرام - فأجيبوا هذا النبي المرسل من بني لؤي بن غالب تنالوا شرف الدنيا وكرامة الآخرة وسارعوا في ذلك يكن لكم فضيلة عند الله . فأجابوه إلا رجلا واحدا قال : يا عمرو بن مرة - أمر الله عليك - تأمرنا أن نرفض آلهتنا ونفرق جماعتنا ونخالف دين آبائنا إلى ما يدعو إليه هذا القرشي من أهل تهامة ؟ لا ولا حبا ولا كرامة . ثم أنشأ الخبيث يقول :
إن ابن مرة قد أتى بمقالة . . . ليست مقالة من يريد صلاحا
إني لأحسب قوله وفعاله . . . يوما وإن طال الزمان رياحا
أيسفه الأشياخ ممن قد مضى . . . من رام ذاك فلا أصاب فلاحا
فقال عمرو بن مرة : الكاذب مني ومنك أمر الله فمه وأبكم لسانه وأكمه عينيه وأسقط أسنانه . قال عمرو بن مرة : فوالله ما مات حتى سقط فوه وكان لا يجد طعم الطعام وعمي وخرس فخرج عمرو بن مرة ومن تبعه من قومه حتى أتوا النبي صلى الله عليه و سلم فرحب بهم وحباهم وكتب لهم كتابا هذه نسخته :
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله جل وعز على لسان رسول الله صلى الله عليه و سلم كتاب صادق وحق ناطق لعمرو بن مرة الجهني لجهينة بن زيدان لكم بطون الأرض وسهولها وتلاع الأودية وظهورها ترعون نباته وتشربون صافية على أن تقروا بالخمس وتصلوا صلاة الخمس وفي التيعة والصريمة شاتان إذا اجتمعتا وإن تفرقتا فشاة شاة ليس على أهل المثيرة صدقة
ص . 443
وشهد على نبينا ومن حضرنا من المسلمين بكتاب قيس بن شماس فذلك حين يقول عمرو بن مرة الجهني :
ألم تر أن الله أظهر دينه . . . وبين برهان القرآن لعامر
كتاب من الرحمن يجعلنا معا . . . وأخلافنا في كل باد وحاضر
إلى خير من يمشي على الأرض كلها . . . وأفضلها عند اعتكار الضرائر
أطعنا رسول الله لما تقطعت . . . بطون الأعادي بالظباء الخواطر
فنحن قبيل قد بني المجد حولنا . . . إذا اختليت في الحرب هام الأكابر
بنو الحرب نفريها بأيد طويلة . . . وبيض تلألأ في أكف المغاور
ومن حوله الأنصار يحموا أميرهم . . . بسمر العوالي والسيوف البواتر
إذا الحرب دارت عند كل عظيمة . . . ودارت رحاها بالليوث الهواصر
تبلج منه اللون وازدان وجهه . . . كمثل ضياء البدر بين الزواهر
وذكر ياسر بن سويد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم وجهه في خيل أو سرية وامرأته حامل فولدت له مولودا فحملته أمه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله قد ولد هذا المولود وأبوه في الخيل فسمه . فأخذه النبي صلى الله عليه و سلم وأمر يده عليه وقال :
اللهم أكثر رجالهم وأقل أياماهم ولا تحوجهم ولا تر أحدا منهم خصاصة
فقال : " سميه مسرعا فقد أسرع في الإسلام "
رواه الطبراني

(8/440)


13910 - وعن عباس بن مرداس السلمي قال :
ص . 444
كان إسلام عباس بن مرداس أنه كان بغمرة في لقاح له نصف النهار إذ طلعت له نعامة بيضاء مثل القطن عليها راكب عليه ثياب بيض مثل القطن فقال : يا عباس بن مرداس ألم تر أن السماء كعت أجراسها وأن الحرب جرعت أنفاسها وأن الخيل وضعت أحلاسها وأن الذي نزل بالبر والهدى لفي يوم الاثنين ليلة الثلاثاء صاحب الناقة . قال : فخرجت مرعوبا قد راعني ما رأيت وسمعت حتى جئت وثنا لنا كان يدعى : الضماد وكنا نعبده ويكلم من جوفه فكنست ما حوله وتمسحت به وقبلته فإذا صائح يصيح من جوفه : يا عباس بن مرداس
قل للقبائل من سليم كلها . . . هلك الضماد وفاز أهل المسجد
إن الذي جاء بالنبوة والهدى . . . بعد ابن مريم من قريش مهتد
هلك الضماد وكان يعبد مرة . . . قبل الصلاة على النبي محمد
قال : فخرجت مرعوبا حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة وأخبرتهم الخبر فخرجت في ثلاث مائة راكب من قومي من بني حارثة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فدخلنا المسجد فلما رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم تبسم ثم قال : " يا عباس بن مرداس كيف كان إسلامك ؟ " . فقصصت عليه القصة فقال : " صدقت " . فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فأسلمت أنا وقومي
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي ضعفه الجمهور ووثقه سعيد بن منصور وقال : كان مالك يرضاه وبقية رجاله وثقوا
ص . 445

(8/443)


13911 - وعن مازن بن الغضوبة قال : كنت أسدن صنما يقال له : بأحر بسمائل قرية بعمان فعبرنا ذات يوم وعنده عتيرة - وهي الذبيحة - فسمعت صوتا من الصنم يقول :
يا مازن اسمع تسر . . . ظهر خير وبطن شر
بعث نبي من مضر . . . بدين الله الأكبر
فدع نحيتا من حجر . . . تسلم من حر سقر
قال : ففزعت من ذلك وقلت : إن هذا لعجب . ثم عبرت بعد أيام فسمعت صوتا من الصنم يقول :
أقبل إلي أقبل . . . تسمع ما لا تجهل
هذا نبي مرسل . . . جاء بحق منزل
آمن به كي تعدل . . . عن حر نار تشعل
وقودها بالجندل
فقلت : إن هذا لعجب وإنه لخير يراد بي . فبينا نحن كذلك قدم علينا رجل من الحجاز فقلنا : ما الخبر وراءك ؟ قال : ظهر رجل يقول لمن أتاه : " أجيبوا داعي الله " . فقلت : هذا نبأ ما قد سمعت . فسرت إلى الصنم فكسرته وركبت راحلتي فقدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فشرح لي الإسلام فأسلمت وقلت :
كسرت ناجزا جذاذا وكان لنا . . . ربا نطيف به عميا بطلال
بالهاشمي هدينا من ضلالته . . . ولم يكن دينه مني على بال
يا راكبا بلغن عمرا وإخوته . . . أني لمن قال : ربي ناجز قال
ص . 446
يعني عمرو بن الصلت وإخوته بني خطامة . قال مازن : فقلت : يا رسول الله إني امرؤ مولع بالطرب وشرب الخمر والهلوك - قال ابن الكلبي : والهلوك الفاجرة من النساء - وألحت علينا السنون فأذهبت الأموال وأهزلت الدراري وليس لي ولد فادع الله أن يذهب عني ما أجد ويأتيني بالحياء ويهب لي ولدا . فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن وبالحرام الحلال وبالعهر عفة الفرج وبالخمر ريا لا إثم فيه وآتهم بالحيا وهب له ولدا
قال مازن : فأذهب الله عني ما كنت أجد وأتانا بالحيا وتعلمت القرآن وخصبت عمان وحججت حجا ووهب الله لي حبار بن مازن وأنشأ يقول :
إليك رسول الله خبت مطيتي . . . تجوب الفيافي من عمان إلى العرج
لتشفع لي يا خير من وطئ الحصى . . . فيغفر لي ربي فأرجع بالفلج
إلى معشر خالفت في الله دينهم . . . فلا رأيهم رأيي ولا شرجهم شرجي
وكنت امرأ بالرغب والخمر مولعا . . . حياتي حتى آذن الجسم بالنهج
فبدلني بالخمر خوفا وخشية . . . وبالعهر إحصانا فحصن لي فرجي
فلما أتيت قومي أنبوني وشتموني وأمروا شاعرهم فهجاني فقلت : إن رددت عليهم فإنما أهجو نفسي فاعتزلتهم إلى ساحل البحر وقلت :
ص . 447
بغضكم عندنا مرمدا فيه . . . وبغضنا عندكم يا قومنا لين
لا نفطن الدهر إن بثت معايبكم . . . وكلكم حين يبدو عيبنا فطن
شاعرنا معجم عنكم وشاعركم . . . في حربنا مولع في شتمنا لسن
ما في القلوب عليكم فاعلموا وغر . . . وفي صدوركم البغضاء والإحن
فأتتني منهم أزفلة عظيمة فقالوا : يا ابن عمنا عبنا عليك أمرا وكرهناه لك فإن أبيت فشأنك ودينك فارجع فقم بأمورنا . وكنت القيم بأمورهم فرجعت إليهم ثم هداهم الله بعد إلى الإسلام
رواه الطبراني من طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وكلاهما متروك

(8/445)


13912 - وعن محمد بن كعب القرظي قال : بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاعد في المسجد إذ مر به رجل في مؤخر المسجد فقال رجل : يا أمير المؤمنين أتعرف هذا الجائي ؟ قال : لا فمن هو ؟ قال : هذا سواد بن قارب وهو من أهل اليمن له فيهم شرف وموضع قد أتاه رأيه بظهور رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال عمر : علي به . فدعا به فقال : أنت سواد بن قارب ؟ قال : نعم . قال : أنت
ص . 448
الذي أتاك رئيك بظهور رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم . قال : فأنت على ما كنت عليه من كهانتك ؟ فغضب غضبا شديدا وقال : يا أمير المؤمنين ما استقبلني بهذا أحد منذ أسلمت . فقال عمر : يا سبحان الله ما كنا عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه من كهانتك أخبرني بإتيانك رئيك بظهور رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال : نعم يا أمير المؤمنين بينا أنا ذات ليلة بين النائم واليقظان إذ أتاني رئيي فضربني برجله وقال : قم يا سواد بن قارب فافهم واعقل إن كنت تعقل إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله عز و جل وإلى عبادته ثم أنشأ يقول :
عجبت للجن وتجساسها . . . وشدها العيس بأحلاسها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى . . . ما خير الجن كأنجاسها
فارحل إلى الصفوة من هاشم . . . واسم بعينيك إلى راسها
قال : فلم أرفع بقوله رأسا وقلت : دعني أنم فإني أمسيت ناعسا . فلما كانت الليلة التالية أتاني فضربني برجله وقال : ألم أقل لك يا سواد بن قارب قم وافهم واعقل إن كنت تعقل ؟ إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله عز و جل وإلى عبادته ثم أنشأ الجني يقول :
عجبت للجن وتطلابها . . . وشدها العيس بأقتابها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى . . . ما صادق الجن ككذابها
فارحل إلى الصفوة من هاشم . . . ليس قداماها كأذنابها
قال : فلم أرفع لقوله رأسا فلما كانت الليلة الثالثة أتاني فضربني برجله
ص . 449
وقال : ألم أقل لك يا سواد بن قارب افهم واعقل إن كنت تعقل ؟ إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله عز و جل وإلى عبادته . ثم أنشأ الجني يقول :
عجبت للجن وأخبارها . . . وشدها العيس بأكوارها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى . . . ما مؤمن الجن ككفارها
فارحل إلى الصفوة من هاشم . . . بين روابيها وأحجارها
فوقع في نفسي حب الإسلام ورغبت فيه فلما أن أصبحت شددت على راحلتي فانطلقت متوجها إلى مكة فلما كنت ببعض الطريق أخبرت أن النبي صلى الله عليه و سلم قد هاجر إلى المدينة فأتيت المدينة فسألت عن النبي صلى الله عليه و سلم فقيل لي : في المسجد . فانتهيت إلى المسجد فعقلت راحلتي وإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم والناس حوله قلت : اسمع مقالتي يا رسول الله . فقال أبو بكر رضي الله عنه : ادنه ادنه . فلم يزل بي حتى صرت بين يديه فقال : هات فأخبرني بإتيانك رئيك . فقلت :
أتاني نجيي بين هدء ورقدة . . . ولم يك فيما قد بلوت بكاذب
ثلاث ليال كلهن يقول لي . . . أتاك رسول من لؤي بن غالب
فشمرت عن ذيلي الإزار ووسطت . . . بي الذعلب الوجناء بين السباسب
فأشهد أن الله لا رب غيره . . . وأنك مأمون على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين وسيلة . . . إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل . . . وإن كان فيما جاء شيب الذوائب
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة . . . سواك بمغن عن سواد بن قارب
قال : ففرح رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه بإسلامي فرحا شديدا حتى رئي ذلك في وجوههم
ص . 450
قال : فوثب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إليه والتزمه وقال : قد كنت أحب أن أسمع هذا منك
رواه الطبراني

(8/447)


13913 - وفي رواية عنده : عن سواد بن قارب الأزدي قال : كنت نائما على جبل من جبال السراة فأتاني آت فضربني برجله وقال فيه : أتيت مكة فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم قد ظهر فأخبرته الخبر واتبعته
وكلا الإسنادين ضعيف

(8/450)


13914 - وعن الحسن بن الزبير الأسدي قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات يوم لابن عباس : حدثني بحديث يعجبني . فقال : حدثني خريم بن فاتك الأسدي قال : خرجت بغاء إبل لي فأصبتها بالأبرق أبرق العزاف فعقلتها وتوسدت ذراع بعير منها وذلك حدثان خروج النبي صلى الله عليه و سلم ثم قلت : أعوذ بكبير هذا الوادي أعوذ بعظيم هذا الوادي . - قال : وكذلك كانوا يصنعون في الجاهلية - فإذا هاتف يهتف ويقول :
ويحك عذ بالله ذي الجلال . . . منزل الحرام والحلال
ووحد الله ولا تبال . . . ما هول ذي الجن من الأهوال
إذ يذكر الله على الأميال . . . وفي سهول الأرض والجبال
وصار كيد الجن في سفال . . . إلا التقي وصالح الأعمال
قال : فقلت :
يا أيها الداعي ما تحيل . . . أرشد عندك أم تضليل
ص . 451
قال :
هذا رسول الله ذو الخيرات . . . جاء بياسين وحاميمات
وسور بعد مفصلات . . . محرمات ومحللات
يأمر بالصوم وبالصلاة . . . ويزجر الناس عن الهنات
قد كن في الأيام منكرات
قال : قلت : من أنت يرحمك الله ؟ قال : أنا مالك بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم على جن أهل نجد . قال : قلت : لو كان لي من يكفيني إبلي هذه لأتيته حتى أؤمن به : قال : أنا أكفيكها حتى أؤديها إلى أهلك سالمة إن شاء الله . فاعتقلت بعيرا منها ثم أتيت المدينة فوافقت الناس يوم الجمعة وهم في الصلاة فقلت : يقضون صلاتهم ثم أدخل . قال : فإني [ دائب ] أنيخ راحلتي إذ خرج إلي أبو ذر رحمه الله فقال لي : يقول لك رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ادخل " . فدخلت فلما رآني قال : " ما فعل الشيخ الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك ؟ أما إنه قد أداها سالمة " . قال : فقلت : يرحمه الله . قال : فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أجل رحمه الله " . فقال : أشهد أن لا إله إلا الله
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(8/450)


13915 - وعن أبي هريرة قال : قال خريم بن فاتك لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين ألا أخبرك كيف كان بدء إسلامي ؟ قال : بلى . قال : بينما أنا أطوف في طلب نعم لي إذا أنا منها على أثر إذ اجتن الليل بأبرق العزاف فقلت بأعلى صوتي : أعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه . فإذا هاتف يهتف :
ويحك عذ بالله ذي الجلال . . . والمجد والنعماء والإفضال
ص . 452
واقتر آيات من الأنفال . . . ووحد الله ولا تبال
قال : فذعرت ذعرا شديدا فلما رجعت إلى نفسي قلت :
يا أيها الهاتف ما تقول . . . أرشد عندك أم تضليل
بين لنا هديت ما الحويل
قال :
هذا رسول الله ذو الخيرات . . . بيثرب يدعو إلى النجاة
يأمر بالصوم وبالصلاة . . . ويزع الناس عن الهنات
قال : فانبعثت راحلتي فقلت :
أرشدني رشدا هديت . . . لا جعت ولا عريت
ولا برحت سعيدا ما بقيت . . . ولا تؤثرن علي الخير الذي أتيت
قال : فاتبعني وهو يقول :
سلمك الله وسلم نفسكا . . . وبلغ الأهل وأدى رحلكا
آمن به أفلح ربي حقكا . . . وانصره أعز ربي نصركا
قال : فدخلت المدينة وذلك يوم الجمعة فاطلعت في المسجد فخرج لي أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال : ادخل رحمك الله فقد بلغنا إسلامك . فقلت : لا أحسن الطهور . فعلمني فدخلت المسجد فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم على المنبر يخطب كأنه البدر وهو يقول :
ص . 453
ما من مسلم توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى صلاة يخففها ويعقلها إلا دخل الجنة
فقال لي عمر بن الخطاب : لتأتين على هذا ببينة أو لأنكلن بك . قال : فشهد شيخ قريش عثمان بن عفان رضي الله عنه . فأجاز شهادته
رواه الطبراني وفي إسناده . . . ( كذا في الأصل )
قلت : ويأتي باب أخبار الذئب والضب والظبية بنبوته في المعجزات إن شاء الله

(8/451)


13 - . باب عظم قدره صلى الله عليه و سلم

(8/453)


13916 - عن عبد الله بن سعيد قال : إن الله نظر إلى قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه و سلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته
وقد تقدم في باب الإجماع بتمامه
رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله موثقون

(8/453)


13917 - وعن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لما أذنب آدم عليه السلام الذنب الذي أذنبه رفع رأسه إلى العرش فقال : أسألك بحق محمد إلا غفرت لي . فأوحي الله إليه : وما محمد ؟ قال : تبارك اسمك لما
ص . 454
خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فرأيت فيه مكتوبا : لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدرا ممن جعلت اسمه مع اسمك . فأوحى الله إليه : يا آدم إنه آخر النبيين من ذريتك وإن أمته آخر الأمم من ذريتك ولولا هو ما خلقتك
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه من لم أعرفهم

(8/453)


13918 - وعن علي الهلالي قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم في مكانه الذي قبض فيه فإذا فاطمة عند رأسه قال : فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم طرفه إليها فقال : " حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك ؟ " . قالت : أخشى الضيعة من بعدك . قال : " يا حبيبتي أما علمت أن الله اطلع على الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فابتعثه برسالته ثم اطلع على الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك وأوحى الله إلي أن أنكحك إياه يا فاطمة ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعط أحدا قبلنا ولا يعطي أحدا بعدنا : أنا خاتم النبيين وأنا أكرم النبيين على الله وأنا أحب المخلوقين إلى الله وأنا أبوك " . فذكر الحديث وهو بتمامه في فضل أهل البيت
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه الهيثم بن حبيب وقد اتهم بهذا الحديث

(8/454)


13919 - وعن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لفاطمة رضي الله عنها :
أما علمت أن الله عز و جل اطلع إلى أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبيا ثم اطلع الثانية فاختار بعلك فأوحى الله إلي فأنكحته واتخذته وصيا
رواه الطبراني
ص . 455

(8/454)


13920 - وله في الصغير عن أيوب أيضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
نبينا خير الأنبياء
رواه بأسانيد وأحدها حسن

(8/455)


13921 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
سألت ربي مسألة فوددت أني لم أسأله قلت : يا رب قد كانت قبلي رسل منهم من سخرت له الرياح ومنهم من كان يحيي الموتى . فقال : ألم أجدك يتيما فآويتك ؟ ألم أجدك ضالا فهديتك ؟ ألم أجدك عائلا فأغنيتك ؟ ألم أشرح لك صدرك ووضعت عنك وزرك ؟ قال : قلت : بلى يا رب
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط

(8/455)


13922 - وعن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :
أتاني جبريل فقال : إن ربي وربك يقول : كيف رفعت ذكرك ؟ قال : الله أعلم . قال : إذا ذكرت ذكرت معي
رواه أبو يعلى وإسناده حسن

(8/455)


13923 - وعن عبد الله بن سلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع ومشفع بيدي لواء الحمد تحتي آدم فمن دونه
ص . 456
رواه أبو يعلى والطبراني وفيه عمرو بن عثمان الكلابي وثقه ابن حبان على ضعفه وبقية رجاله ثقات

(8/455)


13924 - وعن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
أنا قائد المرسلين ولا فخر وأنا خاتم النبيين ولا فخر وأنا أول شافع ومشفع ولا فخر
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح بن عطاء بن خباب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(8/456)


13925 - وعن عبد الله بن سلام قال : إن أكرم خليقة الله يوم القيامة على الله أبو القاسم صلى الله عليه و سلم . قالوا : رحمك الله الملائكة ؟ فقال : إن أكرم خليقة الله على الله أبو القاسم صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وفيه يحيى بن طلحة اليربوعي وثقه ابن حبان وضعفه النسائي وبقية رجاله ثقات

(8/456)


13926 - وعنه قال : والذي نفسي بيده إن أقرب الناس يوم القيامة محمد صلى الله عليه و سلم جالس عن يمينه على الكرسي
وفيه رجل لم يسم

(8/456)


13927 - وعن ابن عباس قال : إن الله فضل محمدا على أهل السماء وعلى أهل الأرض . فقال رجل : يا أبا عباس وبما فضله على أهله السماء والأرض ؟ قال : إن الله عز و جل يقول لأهل السماء : { ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزى الظالمين } . وقال الله عز و جل لمحمد صلى الله عليه و سلم : { إنا فتحنا لك فتحا مبينا
ص . 457
ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر } فقيل له : يا أبا عباس فما فضله على الأنبياء ؟ قال : إن الله عز و جل قال : { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه } وقال لمحمد صلى الله عليه و سلم : { وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا } فأرسله الله إلى الإنس والجن
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير الحكم بن أبان وهو ثقة . ورواه أبو يعلى باختصار كثير

(8/456)


13928 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله اتخذ إبراهيم خليلا وإن صاحبكم خليل الله ومحمد صلى الله عليه و سلم سيد ولد آدم يوم القيامة - ثم قرأ - { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا }
قلت : في الصحيح منه : " وإن صاحبكم خليل الله " . فقط في أثناء حديث
رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف

(8/457)


13929 - وعن أبي هريرة قال : خيار ولد آدم خمسة : نوح وإبراهيم وعيسى وموسى ومحمد صلى الله عليه و سلم وخيرهم محمد صلى الله عليه و سلم وصلى الله عليهم أجمعين وسلم
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

(8/457)


14 - . باب ما جاء في بعثته صلى الله عليه و سلم وعمومها ونزول الوحي

(8/457)


13930 - عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لخديجة :
إني أرى ضوءا وأسمع صوتا وأنا أخشى أن يكون
ص . 458
بي جن
قالت : لم يكن الله ليفعل ذلك بك يا ابن عبد الله . ثم أتت ورقة بن نوفل فذكرت ذلك له فقال : إن يكن صادقا فإن هذا ناموس مثل ناموس موسى عليه السلام وإن بعث وأنا حي فسأعززه وأنصره وأومن به
رواه أحمد متصلا ومرسلا والطبراني بنحوه وزاد : وأعينه . ورجال أحمد رجال الصحيح

(8/457)


13931 - وعن أبي ذر قال : قلنا : يا رسول الله كيف علمت أنك نبي ؟ قال :
ما علمت ذلك حتى أتاني ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة فقال أحدهما : أهو هو ؟ قال : زنه برجل . [ فوزنت برجل ] فرجحته قال : فزنه بعشرة . فوزنني بعشرة فوزنتهم ثم قال : زنه بمائة . فوزنني بمائة فرجحتهم ثم قال : زنه بألف [ فوزنني بألف ] فرجحتهم فقال أحدهما للآخر : لو وزنته بأمته لرجحها . ثم قال أحدهما لصاحبه : شق بطنه . فشق بطني ثم أخرج منه نقيز الشيطان وعلق الدم فطرحها فقال أحدهما للآخر : اغسل بطنه غسل الإناء واغسل قلبه غسل الملاء ثم دعا بالسكينة كأنها رهرهة بيضاء فأدخلت قلبي ثم قال أحدهما لصاحبه : خط بطنه . فخاط بطني وجعلا الخاتم بين كتفي فما هو إلا أن وليا عني كأنما أعاين الأمر معاينة
وزاد محمد بن معمر في حديثه : " فجعلوا ينتثرون علي من كفة الميزان "
قلت : لأبي ذر حديث في الصحيح في الإسراء غير هذا
رواه البزار وفيه جعفر بن عبد الله بن عثمان بن كبير وثقه أبو حاتم الرازي وابن حبان وتكلم فيه العقيلي وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح
ص . 459

(8/458)


13932 - وعن أبي سعيد قال : افتخر أهل الإبل وأهل الغنم عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
بعث موسى صلى الله عليه و سلم وهو يرعى غنما [ على أهله ] . وبعثت وأنا أرعى غنما لأهلي بجياد
رواه أحمد والبزار وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس

(8/459)


13933 - وعن ورقة الأنصاري قال : قلت : يا محمد كيف يأتيك الذي يأتيك ؟ يعني جبريل عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ وباطن قدميه أخضر "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف

(8/459)


13934 - وعن عبد الله بن عمرو قال : سألت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله هل تحس بالوحي ؟ قال : " نعم أسمع صلصلة ثم أسكت عند ذلك فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تقبض "
رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن

(8/459)


13935 - وعن خديجة قالت : قلت : يا رسول الله يا ابن عم هل تستطيع إذا جاءك الذي يأتيك أن تخبرني به ؟ فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " نعم يا خديجة " . قالت خديجة : فجاءه جبريل ذات يوم وأنا عنده فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا خديجة هذا صاحبي الذي يأتيني قد جاء " . فقلت له : قم فاجلس على فخذي الأيمن . فقلت له : هل تراه ؟ قال : " نعم "
ص . 460
فقلت له : تحول فاجلس على فخذي الأيسر . فجلس فقلت له : هل تراه ؟ قال : " نعم " . فقلت له : تحول فاجلس في حجري . فجلس فقلت له : تراه ؟ قال : " نعم " . قالت خديجة : فتحسرت وطرحت خماري وقلت : هل تراه ؟ قال : " لا " . فقلت : هذا والله ملك كريم والله ما هو شيطان . قالت خديجة : فقلت لورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي ذلك مما أخبرني به محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ورقة : حقا يا خديجة حديثك
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(8/459)


13936 - وعن الحارث بن هشام قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم : كيف يأتيك ؟ قال :
يأتيني صلصلة كصلصلة الجرس ويأتي أحيانا في صورة رجل فيكلمني كلاما وهو أهون علي فيفصم عني وقد وعيت
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما ثقات

(8/460)


13937 - وعن عائشة قالت : إن كان ليوحى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو على راحلته فتضرب بجرانها
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(8/460)


13938 - وعن زيد بن ثابت قال : كنت أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه و سلم وكان إذا نزل عليه أخذته برحاء شديدة وعرق عرقا شديدا مثل الجمان ثم سري عنه فكنت
ص . 461
أدخل بقطعة العسب أو كسره فأكتب وهو يملي علي فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن حتى أقول : لا أمشي على رجلي أبدا . فإذا فرغت قال : " اقرأه " . فأقرأه فإن كان فيه سقط أقامه ثم أخرج به إلى الناس
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما ثقات

(8/460)


13939 - وعن قيس بن مخرمة قال : ولد رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الفيل وبين الفجار وبين الفيل عشرون سنة . قال : سموه الفجار لأنهم [ فجروا ] وأحلوا أشياء كانوا يحرمونها وكان بين الفجار وبين بناء الكعبة خمس عشرة سنة وبين بناء الكعبة ومبعث النبي صلى الله عليه و سلم خمس سنين فبعث النبي صلى الله عليه و سلم وهو ابن أربعين
قلت : روى الترمذي منه المولود فقط
رواه الطبراني وفيه جعفر بن مهران السباك وقد وثق وفيه كلام وبقية رجاله ثقات

(8/461)


13940 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنما بعثت رحمة مهداة "
رواه البزار والطبراني في الصغير والأوسط ورجال البزار رجال الصحيح

(8/461)


13941 - وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول : " يأتيني جبريل على صورة دحية الكلبي "
قال أنس : وكان دحية رجلا جميلا أبيض
ص . 462
رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف

(8/461)


13942 - وعن ابن عباس قال : سأل النبي صلى الله عليه و سلم جبريل عليه السلام أن يراه في صورته قال : ادع ربك عز و جل . فطلع عليه سواد من قبل المشرق . قال : فجعل يرتفع وينتشر فلما رآه النبي صلى الله عليه و سلم صعق فأتاه فتغشاه وجعل يمسح البزاق عن شدقيه
رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات

(8/462)


13943 - وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
رأيت جبريل منهبطا قد ملأ ما بين السماء والأرض عليه ثياب سندس معلقا به اللؤلؤ والياقوت
رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط

(8/462)


15 - . باب عموم بعثته صلى الله عليه و سلم

(8/462)


13944 - عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أعطيت خمسا : بعثت إلى الأحمر والأسود وجعلت لي الأرض طهورا [ ومسجدا ] وأحلت لي الغنائم ولم تحل لمن كان قبلي ونصرت بالرعب شهرا وأعطيت الشفاعة وليس من نبي إلا وقد سأل شفاعة وإني اختبأت شفاعتي ثم جعلتها لمن مات لا يشرك بالله شيئا
رواه أحمد متصلا ومرسلا والطبراني ورجاله رجال الصحيح
ص . 463

(8/462)


13945 - وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي ولا أقولهن فخرا : بعثت إلى الأحمر والأسود ونصرت بالرعب مسيرة شهر وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي فهي لمن مات لا يشرك بالله شيئا

(8/463)


13946 - وفي رواية : " فليس من أحمر ولا أسود يدخل في أمتي إلا كان منهم "
رواه أحمد والبزار والطبراني بنحوه إلا أنه قال : " حتى إن العدو ليخافني من مسيرة شهر أو شهرين وقيل لي : سل تعطه فادخرت دعوتي شفاعة لأمتي "
ورجال أحمد رجال الصحيح غير يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث

(8/463)


13947 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أعطيت خمسا لم يعطها أحد قبلي من الأنبياء : جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا ولم يكن من الأنبياء . . . ( كذا ) يصلي حتى يبلغ محرابه ونصرت بالرعب مسيرة شهر يكون بين يدي إلى المشركين فيقذف الله الرعب في قلوبهم وكان النبي يبعث إلى خاصة قومه وبعثت أنا إلى الجن والإنس وكانت الأنبياء يعزلون الخمس فتجيء النار فتأكله وأمرت أنا أن أقسمها في فقراء أمتي ولم يبق نبي إلا أعطي شفاعة وأخرت أنا شفاعتي لأمتي
ص . 464
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم

(8/463)


13948 - وعن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي : نصرت بالرعب وأعطيت جوامع الكلم وأحلت لي الغنائم
وذكر خصلتين ذهبتا عني . قال : وذكر الحديث
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث
قلت : وقد تقدمت أحاديث في التيمم وبقيتها في الخصائص

(8/464)


13949 - وعن ابن عباس قال : نصر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالرعب على عدوه مسيرة شهرين
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر وهو ضعيف

(8/464)


13950 - وعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي : جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأحلت لي الغنائم ولم تحل لنبي قبلي ونصرت بالرعب مسيرة شهر على عدوي وبعثت إلى كل أحمر وأسود وأعطيت الشفاعة وهي نائلة من أمتي من لا يشرك بالله شيئا
وفي رواية : " من مات لا يشرك بالله شيئا "
قلت : عند أبي داود طرف منه
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . قلت : وقد تقدمت أحاديث في التيمم من نحو هذا

(8/464)


13951 - وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 465
فضلت بأربع : جعلت الأرض لأمتي مسجدا وطهورا وأرسلت إلى الناس كافة ونصرت بالرعب من مسيرة شهر يسير بين يدي وأحلت لأمتي الغنائم

(8/464)


13952 - وفي رواية : " فأينما أدركت رجلا من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره "
قلت : روى الترمذي طرفا منه
رواه أحمد والطبراني بنحوه إلا أنه قال : " وبعثت إلى كل أبيض وأسود " . ورجال أحمد ثقات

(8/465)


13953 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أعطيت خمسا لم يعطها نبي قبلي : بعثت إلى الناس كافة الأحمر والأسود وإنما كان كل نبي يبعث إلى قريته ونصرت بالرعب يرعب مني عدوي مسيرة شهر وأعطيت المغنم وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن يحيى بن كهيل وهو ضعيف

(8/465)


13954 - وعن السائب بن يزيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
فضلت على الأنبياء بخمس : بعثت إلى الناس كافة ودخرت شفاعتي لأمتي ونصرت بالرعب شهرا أمامي وشهرا خلفي وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك

(8/465)


16 - . باب تسليم الحجر والشجر عليه صلى الله عليه و سلم

(8/465)


13955 - عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 466
لما أوحي إلي - أو نبئت أو كلمة نحوها - جعلت لا أمر بحجر ولا شجر إلا قال : السلام عليك يا رسول الله
رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف

(8/465)


13956 - وعن علي قال : خرجت مع النبي صلى الله عليه و سلم فجعل لا يمر على حجر ولا شجر إلا سلم عليه
رواه الطبراني في الأوسط والتابعي أبو عمارة الحيواني لم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(8/466)


17 - . باب في مثله ومثل من أطاعه صلى الله عليه و سلم

(8/466)


13957 - عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاه فيما يرى النائم ملكان فقعد أحدهما عند رجليه والآخر عند رأسه فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه : اضرب مثل هذا ومثل أمته . فقال : إن مثل هذا ومثل أمته كمثل قوم سفر انتهوا إلى رأس مفازة فلم يكن معهم من الزاد ما يقطعون به المفازة ولا ما يرجعون به فبينا هم كذلك إذ أتاهم رجل في حلة حبرة فقال : أرأيتم إن وردت بكم رياضا معشبة وحياضا رواء أتتبعوني ؟ قالوا : نعم . فانطلق بهم فأوردهم رياضا معشبة وحياضا رواء فأكلوا وشربوا وسمنوا فقال لهم : ألم ألقاكم على تلك الحال فجعلتم لي أن أوردكم رياضا معشبة وحياضا رواء أن تتبعوني ؟ قالوا : بلى . قال : فإن بين أيديكم رياضا هي أعشب من هذه وحياضا أروى من هذه فاتبعوني . قال : فقامت طائفة قالت : صدق والله لنتبعنه . وقالت طائفة : قد رضينا بهذا نقيم عليه
رواه أحمد والطبراني والبزار وإسناده حسن
ص . 467

(8/466)


13958 - وعن ربيعة الجرشي أن نبي الله صلى الله عليه و سلم أتي فقيل له : لتنم عينك ولتسمع أذنك وليعقل قلبك قال : فنامت عيني وسمعت أذني وعقل قلبي قال : فقيل له : سيد بنى دارا وصنع مأدبة وأرسل داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ورضي عليه السيد ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم ينل من المأدبة وسخط عليه السيد والسيد هو الله والداعي محمد صلى الله عليه و سلم والمأدبة الجنة . قال : وذكره
رواه الطبراني بإسناد حسن

(8/467)


13959 - وعن عبد الله بن مسعود قال : استبعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فانطلقنا حتى أتينا مكان كذا وكذا فخط رسول الله صلى الله عليه و سلم خطة فقال : " كن بين ظهري هذه لا تخرج منها فإنك إن خرجت منها هلكت " . قال : فكنت فيها . قال : فمضى رسول الله صلى الله عليه و سلم خذفة أو أبعد شيئا - أو كما قال - ثم إنه ذكر هنينا كأنهم الزط - قال [ عفان ] : أو كما قال عفان إن شاء الله - ليس عليهم ثياب ولا أرى سوءاتهم طوالا قليل لحمهم قال : فأتوا فجعلوا يركبون رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : وجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ عليهم قال : وجعلوا يأتون فيخيلون [ أو يميلون ] حولي ويعترضون [ لي ] . قال عبد الله : فأرعبت منهم رعبا شديدا . قال : فجلست
أو كما قال - فلما انشق عمود الصبح جعلوا يذهبون - أو كما قال - ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم جاء ثقيلا وجعا أو يكاد أن يكون وجعا مما ركبوه قال : " إني أجدني ثقيلا " . - أو كما قال - [ فوضع رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسه في حجري - أو كما قال - ] قال : ثم إن هنينا أتوا عليهم ثياب
ص . 468
بيض طوال - أو كما قال - وقد أغفى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال عبد الله : فأرعبت أشد مما أرعبت في المرة الأولى . قال عارم في حديثه : فقال بعضهم لبعض : لقد أعطي هذا الرجل خيرا - أو كما قالوا - إن عينيه نائمتان أو قال : عينه نائمة ثم قال بعضهم لبعض : هلم فلنضرب له مثلا - أو كما قالوا - قال بعضهم لبعض : اضربوا لهم مثلا ونؤول نحن أو نضرب نحن وتؤولون أنتم . فقال بعضهم لبعض : مثله كمثل سيد بنى بنيانا حصينا ثم أرسل إلى الناس بطعام - أو كما قال - فمن لم يأت طعامه - أو قال - لم يتبعه عذب عذابا شديدا - أو كما قالوا - قال الآخرون : أما السيد فهو رب العالمين وأما البنيان فهو الإسلام والطعام الجنة وهو الداعي فمن اتبعه كان في الجنة . قال عارم في حديثه : - أو كما قالوا - ومن لم يتبعه عذب - أو كما قال - ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " ما رأيت يا ابن أم عبد ؟ " . قال عبد الله : رأيت كذا وكذا . فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم : " ما خفي علي شيء مما قالوا " . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هم نفر من الملائكة - أو قال - هم من الملائكة أو كما شاء الله "
قلت : رواه الترمذي باختصار
رواه أحمد ورجاله ورجال الصحيح غير عمرو البكالي وذكره العجلي في ثقات التابعين وابن حبان وغيره في الصحابة

(8/467)


18 - . باب فيمن سمع به ولم يؤمن به صلى الله عليه و سلم

(8/468)


13960 - عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار
فقلت : ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا في كتاب الله عز و جل فقرأت فوجدت { ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده }
ص . 469

(8/468)


13961 - وفي رواية : " فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة "
رواه الطبراني واللفظ له وأحمد بنحوه في الروايتين ورجال أحمد رجال الصحيح والبزار أيضا باختصار

(8/469)


13962 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني [ ومات ] ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار
قلت : هو في الصحيح ولفظه : " لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(8/469)


19 - . باب وجوب اتباعه صلى الله عليه و سلم على من أدركه

(8/469)


13963 - عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه على النبي صلى الله عليه و سلم فغضب وقال :
أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب ؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني
رواه أحمد وقد تقدم هذا وغيره في العلم

(8/469)


20 - . باب تبلغ بعثته صلى الله عليه و سلم كل أحد

(8/469)


13964 - عن تميم الداري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ليبلغ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله
ص . 470
هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز به الإسلام ويذل الله به الكفر
وكان تميم الداري يقول : قد عرفت ذلك في أهل بيتي قد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ولقد أصاب من كان منهم كافرا الذل والصغار والجزية
رواه أحمد وغيره وقد تقدم في الجهاد والمغازي

(8/469)


13965 - وعن أبي ثعلبة الخشني قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم ثنى بفاطمة ثم تلقى أزواجه فقدم من سفر فصلى في المسجد ركعتين ثم أتى فاطمة فتلقته على باب البيت فجعلت تلثم فاه وعينيه وتبكي فقال : " ما يبكيك ؟ " فقالت : أراك شعثا نصبا قد اخلولقت ثيابك . فقال لها : " لا تبكي فإن الله عز و جل بعث أباك بأمر لا يبقى على وجه الأرض بيت مدر ولا حجر ولا وبر ولا شعر إلا أدخل الله به عزا أو ذلا حتى يبلغ حيث بلغ الليل "
رواه الطبراني وفيه يزيد بن سنان أبو فروة وهو مقارب الحديث مع ضعف كثير

(8/470)


21 - . باب قوله صلى الله عليه و سلم : " أنا مبلغ والله يهدي "

(8/470)


13966 - عن معاوية عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إنما أنا مبلغ والله يهدي " . فذكر الحديث
رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن

(8/470)


22 - . باب لا نبي بعده صلى الله عليه و سلم

(8/470)


13967 - عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في خطبته تمام حجة الوداع :
ص . 471
أيها الناس إنه لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم
فذكر الحديث
رواه الطبراني ورجال أحد الطريقين ثقات وفي بعضهم ضعف

(8/470)


23 - . باب فيما أوتي من العلم صلى الله عليه و سلم

(8/471)


13968 - عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس : { إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير }
قلت : لابن عمر في الصحيح : " مفاتيح الغيب خمس "
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح

(8/471)


13969 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : أوتي نبيكم صلى الله عليه و سلم مفاتيح كل شيء غير الخمس : { إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير }
رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح

(8/471)


13970 - وعن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أوتيت فواتح الكلم وخواتمه
قلنا : يا رسول الله علمنا مما علمك الله . فعلمنا [ التشهد ]
ص . 472
رواه أبو يعلى وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف

(8/471)


13971 - وعن أبي ذر قال : لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا ذكرنا منه علما
رواه أحمد والطبراني وزاد : فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد بين لكم " . ورجال الطبراني رجال الصحيح غير محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ وهو ثقة وفي إسناد أحمد من لم يسم

(8/472)


13972 - وعن المغيرة بن شعبة أنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم مقاما خبرنا بما يكون في أمته إلى يوم القيامة وعاه من وعاه ونسيه من نسيه
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير عمر بن إبراهيم بن محمد وقد وثقه ابن حبان

(8/472)


13973 - وعن أبي الدرداء قال : لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وما في السماء طائر يطير بجناحيه إلا ذكرنا منه علما
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(8/472)


13974 - وعن عمرو بن العاص قال : عقلت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ألف مثل
رواه أحمد وإسناده حسن
ص . 473

(8/472)


13975 - وعن عمران بن حصين قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدثنا عامة ليله عن بني إسرائيل لا يقوم إلا إلى عظم صلاة

(8/473)


13976 - وفي رواية : يعني : الفريضة المكتوبة
رواه أحمد وإسناده حسن

(8/473)


24 - . باب ما جاء في الخصائص

(8/473)


13977 - عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " كتب علي الفجر ولم يكتب عليكم "

(8/473)


13978 - وفي رواية : " أمرت بركعتي الضحى ولم تؤمروا بها وأمرت بالضحى ولم تكتب "

(8/473)


13979 - وفي رواية عن ابن عباس أيضا قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ثلاث هن علي فرائض وهن لكم تطوع : الوتر والفجر وصلاة الضحى

(8/473)


13980 - وفي رواية : " أمرت بركعتي الضحى والوتر ولم تكتب "
رواه كله أحمد بأسانيد والبزار بنحوه باختصار والطبراني في الكبير والأوسط وفي إسناد : " ثلاث هن فرائض " . أبو خباب الكلبي وهو مدلس وبقية رجالها عند أحمد رجال الصحيح وفي بقية أسانيدها جابر الجعفي وهو ضعيف

(8/473)


13981 - وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ثلاث هن علي فريضة وهم لكم سنة : الوتر والسواك وقيام الليل
ص . 474
رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عبد الرحمن الصنعاني وهو كذاب

(8/473)


13982 - وعن أم سلمة قالت : صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم العصر ثم دخل بيتي فصلى ركعتين فقلت : يا رسول الله صليت صلاة لم تكن تصليها ؟ قال :
قدم علي مال فشغلني عن ركعتين كنت أركعهما بعد الظهر فصليتهما الآن
فقلت : يا رسول الله أفنقضيهما إذا فاتتنا ؟ قال : " لا "
قلت : في الصحيح بعضه بمعناه خاليا عن قولها : أفنقضيهما إذا فاتتنا ؟ . قال : " لا "
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه ورجالهما رجال الصحيح

(8/474)


13983 - وعن أبي أمامة { نافلة لك } قال : إنما كانت النافلة خاصة لرسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه وقال فيه : في قوله : { ومن الليل فتهجد به نافلة لك }
وقال في الكبير : كانت للنبي صلى الله عليه و سلم نافلة ولكم فضيلة . وبعض أسانيد أحمد وغيره حسن

(8/474)


13984 - وعن معاذة قالت : سألت امرأة عائشة [ وأنا شاهدة ] عن [ وصل ] صيام رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت لها : أتعملين كعمله ؟ فإنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كان عمله له نافلة
ص . 475
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وفي الصحيح بعضه

(8/474)


13985 - وعن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أتي بطعام من غير أهله سأل عنه فإن
قيل : هدية أكل وإن قيل : صدقة قال : " كلوا " . ولم يأكل
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(8/475)


13986 - وعن جابر بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا أتي بطعام فأكل منه بعث بفضله إلى أبي أيوب وكان أبو أيوب يضع أصابعه حيث يرى أصابع رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتي النبي صلى الله عليه و سلم بقصعة فوجد فيها ريح ثوم فلم يذقها وبعث بها إلى أبي أيوب فنظر فلم ير فيها أثر أصابع النبي صلى الله عليه و سلم فلم يذقها فأتاه فقال : يا رسول الله لم أر فيها أثر أصابعك . قال : " إني وجدت منها ريح ثوم " . قال : تبعث إلي ما لم تأكل ؟ قال : " إني يأتيني الملك "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(8/475)


13987 - وعن عمران بن حصين الضبي أنه أتى البصرة وبها عبد الله بن عباس أمير فإذا هو برجل قائم في ظل القصر يقول : صدق الله ورسوله صدق الله ورسوله . لا يزيد على ذلك فدنوت منه فقلت : لقد أكثرت من قولك صدق الله ورسوله قال : أما والله إن شئت لأخبرتك . فقلت : أجل . فقال : إذن اجلس . وقال : إني أتيت النبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة من كذا وكذا وكان شيخان للحي قد انطلق ابن لهما فلحقا به فقالا : إنك قادم المدينة وإن ابنا لنا قد لحق بهذا الرجل فائته فاطلبه منه فإن أبى إلا الفداء فافتده . فأتيت المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله إن شيخين للحي قد أمراني أن أطلب ابنا لهما عندك . فقال : " تعرفه ؟ " . فقال : أعرف نسبه . فدعا الغلام فجاء فقال : " هو ذا فائت به أباه " . قلت : الفداء يا نبي الله ؟
ص . 476
فقال : " إنه لا يصلح لنا آل محمد أن نأكل ثمن أحد من آل إسماعيل " . [ ثم ضرب على كتفي ] ثم قال : " لا أخشى على قريش إلا أنفسها " . قلت : وما لهم يا نبي الله ؟ قال : " إن طال بك عمر رأيتهم ههنا حتى ترى الناس بينها كالغنم بين الحوضين مرة إلى هنا ومرة إلى هنا " . فأنا أرى ناسا يستأذنون على ابن عباس رأيتهم العام يستأذنون على معاوية فذكرت قول النبي صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد وعمران هذا لم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(8/475)


13988 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ينام مستلقيا حتى ينفخ ثم يقوم فيصلي ولا يتوضأ
قلت : رواه ابن ماجة غير قوله : مستلقيا
رواه أبو يعلى والبزار وقال : ينام وهو ساجد . ورجال أبي يعلى رجال الصحيح

(8/476)


13989 - وعن رجل قال : رأيت نبي الله صلى الله عليه و سلم نام حتى نفخ ثم صلى ولم يتوضأ
رواه أحمد وإسناده جيد

(8/476)


13990 - وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا يصافح النساء في البيعة
رواه أحمد وإسناده حسن
ص . 477

(8/476)


13991 - وعن أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إني لست أصافح النساء "
رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن

(8/477)


25 - . باب ما جاء في دعائه واشتراطه فيه صلى الله عليه و سلم

(8/477)


13992 - عن أبي سعيد وعن أبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
اللهم إني أتخذ عندك عهدا لا تخلفنيه فإنما أنا بشر فأي المؤمنين آذيته أو سببته - أو قال : - لعنته أو جلدته فاجعلها له زكاة وصلاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة
رواه أحمد وأبو يعلى وإسناده حسن

(8/477)


13993 - وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دفع إلى حفصة بنت عمر رجلا وقال لها : " احتفظي به " . فغفلت حفصة ومضى الرجل فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " يا حفصة ما فعل الرجل ؟ " . قالت : غفلت عنه يا رسول الله فخرج . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " قطع الله يدك " . فقالت بيدها هكذا فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " ما شأنك يا حفصة ؟ " . قالت : يا رسول الله قلت قبل [ لي ] كذا وكذا . قال : " ضعي يدك فإني سألت ربي تبارك وتعالى أيما إنسان من أمتي دعوت عليه أن يجعلها له مغفرة "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
ص . 478

(8/477)


13994 - وعن عائشة قالت : إن أمداد العرب كثروا على رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى غموه وقام إليه المهاجرون يفرجون عنه حتى قام على عتبة عائشة فأرهقوه فأسلم رداءه في أيديهم ووثب عن العتبة فدخل قال :
اللهم العنهم
قالت عائشة : يا رسول الله هلك القوم . قال : " كلا [ والله ] يا بنت أبي بكر إني اشترطت على ربي شرطا لا خلف له . قلت : إنما أنا بشر أضيق بما يضيق به البشر فأي المؤمنين بدرت إليه مني بادرة فاجعلها له كفارة "
قلت : لعائشة حديث في الصحيح بغير هذا السياق
رواه أحمد وإسناده حسن إلا أن محمد بن جعفر بن الزبير لم يدرك عائشة

(8/478)


13995 - وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول لنا :
إني أتغيظ عليكم وأعذركم ثم أدعو الله بيني وبينه : اللهم ما لعنتهم أو سببتهم أو تغيظت عليهم فاجعله لهم بركة ورحمة ومغفرة وصلاة فإنهم أهلي وأنا لهم ناصح
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(8/478)


13996 - وعن معاوية قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
اللهم من لعنت في الجاهلية ثم دخل في الإسلام فاجعل ذلك قربة له إليك
رواه الطبراني وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف . قلت : ويأتي حديث حال أبي السوار في مناقبه
ص . 479

(8/478)


13997 - وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
اللهم إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر وأرضى كما يرضى البشر فمن لعنته من أحد من أمتي فاجعلها له زكاة ورحمة
رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك

(8/479)


13998 - وعن عبد الله بن عثمان بن خيثم قال : دخلت على أبي الطفيل عامر بن واثلة فوجدته طيب النفس فقلت : يا أبا الطفيل أخبرني عن النفر الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه و سلم . فهم أن يخبرني فقالت امرأته سودة : مه يا أبا الطفيل أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد من المؤمنين دعوت عليه بدعوة فاجعلها له زكاة ورحمة
؟
رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له وأحمد بنحوه وإسناده حسن

(8/479)


26 - . باب بركة دعائه صلى الله عليه و سلم

(8/479)


13999 - عن جابر قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في السوق إذ امرأة أخذت بعنان دابته وهو على حمار فقالت : يا رسول الله إن زوجي لا يقربني ففرق بيني وبينه ومر زوجها فدعاه النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " ما لك ولها جاءت تشكو منك جفاء تشكو منك أنك لا تقربها ؟ " . قال : يا رسول الله والذي أكرمك إن بعهدي بها بهذه الليلة وبكت المرأة فقالت : كذب فرق بيني وبينه فإنه من أبغض خلق الله إلي . فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم أخذ برأسه ورأسها فجمع بينهما وقال : " اللهم أدن كل واحد منهما من صاحبه " . قال جابر : فلبثنا ما شاء الله أن نلبث ثم مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالسوق فإذا نحن
ص . 480
بامرأة تحمل أدما فلما رأته طرحت الأدم وأقبلت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما خلق من بشر أحب إلي منه إلا أنت
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير يوسف بن محمد بن المنكدر وثقه أبو زرعة وغيره وضعفه جماعة

(8/479)


27 - . باب فيمن دعا له صلى الله عليه و سلم

(8/480)


14000 - عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا دعا لرجل أصابته وأصابت ولده وولد ولده

(8/480)


14001 - وفي رواية عن حذيفة أيضا : أن صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم لتدرك الرجل وولده وولد ولده
رواه أحمد عن ابن لحذيفة عن حذيفة ولم أعرفه

(8/480)


14002 - وعن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم جالسا في حلقة فأراد القيام فقام غلام فتناول نعله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أردت رضا ربك ؟ رضي الله عنهاك
فكان لذلك الغلام نحو في المدينة حتى استشهد
رواه البزار وفيه عمرو بن أبي خليفة ولم أعرفه

(8/480)


14003 - وعن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ذات يوم لغلام من الأنصار : " ناولني نعلي " . فقال الغلام :
ص . 481
يا نبي الله بأبي أنت وأمي اتركني حتى أجعلها أنا في رجلك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
اللهم إن عبدك هذا يترضاك فارض عنه
رواه الطبراني في الصغير وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو متروك

(8/480)


14004 - وعن دهر الأسلمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في مسيره إلى خيبر لعامر بن الأكوع فذكر الحديث إلى أن قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يرحمه الله " . فقال عمر : وجبت والله يا رسول الله لو أمتعتنا به فقتل يوم خيبر شهيدا . وقد تقدم في غزوة خيبر
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(8/481)


28 - . ( أبواب في الخصائص )

(8/481)


1 - . باب فيما خص به عمن تقدمه صلى الله عليه و سلم

(8/481)


14005 - عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
فضلت على الأنبياء بست لم يعطهن أحد كان قبلي غفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد كان قبلي وجعلت أمتي خير الأمم وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأعطيت الكوثر ونصرت بالرعب والذي نفسي بيده إن صاحبكم لصاحب لواء الحمد يوم القيامة تحته آدم فمن دونه
رواه البزار وإسناده جيد

(8/481)


14006 - وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أعطيت خمسا لم يعطها نبي قبلي بعثت إلى الأحمر والأسود وإنما كان النبي يبعث إلى قومه ونصرت بالرعب مسيرة شهر . وأطعمت المغنم ولم يطعمه أحد كان قبلي . وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وليس من نبي إلا وقد أعطي دعوة فتعجلها وإني أخرت دعوتي شفاعة لأمتي وهي بالغة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(8/481)


2 - . باب عصمته من القرين

(8/481)


تقدم

(8/481)


3 - . باب منه في الخصائص

(8/481)


14007 - ص . 482 عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
أعطيت قوة أربعين في البطش والنكاح
قلت : فذكر الحديث وهو بطوله في النكاح . وفيه المغيرة بن قيس وهو ضعيف

(8/482)


14008 - وعن أنس قال :
فضلت على الناس بأربع : السخاء والشجاعة وكثرة الجماع وشدة البطش
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده رجاله موثقون

(8/482)


14009 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
فضلت على الأنبياء بخصلتين : كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه حتى أسلم ونسيت الخصلة الأخرى
رواه البزار وفيه إبراهيم بن صرمة وهو ضعيف . وقد تقدم أحاديث هذا الباب في باب عصمته من القرين

(8/482)


4 - . باب منه

(8/482)


14010 - عن عبد الله بن الزبير أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم وهو يحتجم فلما فرغ قال :
يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهريقه حيث لا يراه أحد
فلما برزت عن
ص . 483
رسول الله صلى الله عليه و سلم عمدت إلى الدم فحسوته فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ما صنعت يا عبد الله ؟ " . قال : جعلته في مكان ظننت أنه خاف عن الناس قال : " فلعلك شربته ؟ " . قال : نعم قال : " ومن أمرك أن تشرب الدم ؟ ويل لك من الناس وويل للناس منك "
رواه الطبراني والبزار باختصار ورجال البزار رجال الصحيح غير جنيد بن القاسم وهو ثقة

(8/482)


14011 - وعن سفينة قال : احتجم النبي صلى الله عليه و سلم قال :
خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير والناس
فتغيبت فشربته ثم ذكرت ذلك له فضحك
رواه الطبراني والبزار باختصار الضحك ورجال الطبراني ثقات

(8/483)


14012 - وعن أبي سعيد الخدري أن أباه مالك بن سنان لما أصيب رسول الله صلى الله عليه و سلم في وجهه يوم أحد مص دم رسول الله صلى الله عليه و سلم وازدرده فقيل له : أتشرب الدم ؟ فقال : نعم أشرب دم رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " خلط دمي بدمه لا تمسه النار "
رواه الطبراني في الأوسط ولم أر في إسناده من أجمع على ضعفه

(8/483)


14013 - وعن سلمى امرأة أبي رافع قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فوق بيته جالسا فقال :
يا سلمى ائتيني بغسل
فجئته بإناء فيه سدر فصفيته له ثم جثا على مرفقة حشوها ليف وأنا أصب على رأسه فغسلها وإني أنظر إلى كل قطرة تقطر من رأسه في الإناء كأنه الدر يلمع ثم جئته بماء فغسله فلما فرغ من غسله قال : " يا سلمى أهريقي ما في الإناء في موضع لا يتخطاه أحد "
ص . 484
فأخذت الإناء فشربت بعضه ثم أهرقت الباقي على الأرض فقال لي : " ماذا صنعت بما في الإناء ؟ " . قلت : يا رسول الله حسدت الأرض عليه فشربت بعضه ثم أهرقت الباقي على الأرض فقال : " اذهبي حرم الله بدنك على النار "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه معمر بن محمد وهو كذاب

(8/483)


14014 - وعن حكيمة بنت أميمة عن أمها قالت : كان للنبي صلى الله عليه و سلم قدح من عيدان يبول فيه ويضعه تحت سريره فقام فطلبه فلم يجده فسأل فقال : " أين القدح ؟ " . قالوا : شربته برة - خادم أم سلمة التي قدمت معها من أرض الحبشة - فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " لقد احتظرت من النار بحظار "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وحكيمة وكلاهما ثقة

(8/484)


14015 - وعن أم أيمن قالت : قام رسول الله صلى الله عليه و سلم من الليل إلى فخارة في جانب البيت فبال فيها فقمت من الليل وأنا عطشانة فشربت ما فيها وأنا لا أشعر فلما أصبح النبي صلى الله عليه و سلم قال :
يا أم أيمن قومي فأهريقي ما في تلك الفخارة
قالت : قد والله شربت ما فيها . فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بدت نواجذه ثم قال : " أما إنك لا تتجعين بطنك أبدا "
رواه الطبراني وفيه أبو مالك النخعي وهو ضعيف

(8/484)


14016 - وعن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي مرداس السلمي قال : كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فدعا بطهور فغمس يده فتوضأ فتتبعناه فحسوناه فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ما حملكم على ما فعلتم ؟ " . قلنا : حب الله ورسوله قال : " فإن أحببتم أن
ص . 485
يحبكم الله ورسوله فأدوا إذا ائتمنتم واصدقوا إذا حدثتم وأحسنوا جوار من جواركم "
رواه الطبراني وفيه عبيد بن واقد القيسي وهو ضعيف

(8/484)


29 - . باب

(8/485)


14017 - عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال : ما مات النبي صلى الله عليه و سلم حتى قرأ وكتب
رواه الطبراني وقال : هذا حديث منكر وأبو عقيل ضعيف وهذا معارض لكتاب الله تعالى وأظن إن معناه أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يتوف حتى قرأ عبد الله بن عتبة وكتب . يعني : أنه كان يعقل في زمانه والله أعلم

(8/485)


30 - . ( بابان في صفة النبي صلى الله عليه و سلم )

(8/485)


1 - . باب صفته صلى الله عليه و سلم

(8/485)


14018 - عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
صفتي أحمد المتوكل ليس بفظ ولا غليظ يجزي بالحسنة الحسنة ولا يكافئ بالسيئ مولده بمكة ومهاجره بطيبة وأمته الحمادون يأتزرون على أنصافهم ويوضئون أطرافهم أنا جليهم في صدورهم يصفون للصلاة كما يصفون للقتال قربانهم الذي يتقربون به إلي دماؤهم رهبان بالليل ليوث بالنهار
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(8/485)


14019 - وعن يزيد الفارسي قال : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في النوم زمن ابن عباس
[ قال : ] وكان يزيد يكتب المصاحف
ص . 486
قال : فقلت لابن عباس : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في النوم . قال ابن عباس : إن
النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول : " إن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي فمن رآني في النوم فقد رآني " . فهل تستطيع أن تنعت لنا هذا الرجل الذي رأيت ؟ قال : نعم . رأيت رجلا بين الرجلين جسمه ولحمه أسمر إلى البياض حسن المضحك أكحل العينين جميل دوائر الوجه قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه حتى كادت تملأ نحره قال عوف : لا أدري ما كان مع هذا من النعت . قال : فقال ابن عباس : لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا
رواه أحمد ورجاله ثقات

(8/485)


14020 - وعن يوسف بن مازن أن رجلا سأل عليا : يا أمير المؤمنين انعت لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم صفه لنا . قال : كان ليس بالذاهب طولا فوق الربعة إذا جاء مع القوم غمرهم أبيض شديد الوضح ضخم الهامة أغر أبلج أهدب الأشفار شثن ( ضخم ) الكفين والقدمين إذا مشى يتقلع كأنما ينحدر في صبب كأن العرق في وجهه اللؤلؤ لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه و سلم بأبي وأمي
قلت : له عند الترمذي حديث طويل وفي هذا زيادة
رواه عبد الله بإسنادين في أحدهما رجل لم يسم والآخر من رواية يوسف بن مازن عن علي وأظنه لم يدرك عليا والله أعلم

(8/486)


14021 - ورواه البزار باختصار وزاد : حسن الشعر رجله

(8/486)


14022 - وفي رواية عنده : ضخم العينين
ص . 487

(8/486)


14023 - وعن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أسمر
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح

(8/487)


14024 - وعن عائشة أنها تمثلت بهذا البيت وأبو بكر رضي الله عنه ينصت :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه . . . ربيع اليتامى عصمة للأرامل
فقال أبو بكر رضي الله عنه : ذاك رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات

(8/487)


14025 - وعن رجل من بلعدوية قال : حدثني جدي قال : انطلقت إلى المدينة فنزلت هذا الوادي فإذا رجلان بينهما عنز واحدة وإذا المشتري يقول للبائع : أحسن مبايعتي . قال : فقلت في نفسي : هذا الهاشمي الذي أضل الناس أهو هو ؟ فنظرت فإذا رجل حسن الجسم عظيم الجبهة دقيق الأنف دقيق الحاجبين وإذا من ثغرة نحره إلى سرته مثل الخيط الأسود شعر أسود . فذكر الحديث
رواه أبو يعلى . والذي من بلعدوية لم أعرفه وبقية رجاله وثقوا

(8/487)


14026 - وعن الحسن بن علي قال : سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي - وكان وصافا - عن صفة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به فقال :
ص . 488
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر وأطول من المربوع وأقصر من المشذب [ عظيم الهامة ] رجل الشعر إذا تفرقت عقيصته فرق وإلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب سوابغ من غير قرن بينهما عرق يدره الغضب أقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم كث اللحية سهل الخدين ضليع الفم أشنب مفلج الأسنان دقيق المسربة كأن عنقه جيد دمنة في صفاء الفضة معتدل الخلق بادن متماسك سواء البطن والصدر عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس أنور المتجرد موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر [ طويل الزندين ] رحب الراحة سبط القصب شثن الكفين والقدمين سائر الأطراف خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء إذا زال زال قلعا وتخطى تكفيا ويمشي هونا ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب وإذا التفت التفت معا خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء جل نظره الملاحظة يسوق أصحابه يبدر من لقي بالسلام
قلت : صف لي منطقه . قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم متواصل الأحزان دائم الفكرة ليست له راحة لا يتكلم في غير حاجة طويل الصمت يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ويتكلم بجوامع الكلم فضل لا فضول ولا تقصير دمث ليس بالجافي ولا المهين يعظم النعمة وإن دقت [ لا يذم منها شيئا ] لا يذم ذواقا ولا يمدحه ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها فإذا نوزع الحق لم يعرفه أحد ولم يقم لغضبه شيء [ حتى ينتصر له ] لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها إذا أشار أشار بكفه
ص . 489
كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث اتصل بها فيضرب بباطن راحة اليمنى باطن إبهامه اليسرى وإذا غضب أعرض وأشاح وإذا ضحك غض طرفه جل ضحكه التبسم ويفتر عن مثل حب الغمام
فكتمها الحسين زمانا ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسألته عما سألته ووجدته قد سأل أباه عن مدخله ومجلسه ومخرجه وشكله فلم يدع منه شيئا
قال الحسين : سألت أبي عن دخول رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : كان دخوله لنفسه مأذون له في ذلك فكان إذا أوى إلى منزله جزأ نفسه ثلاثة أجزاء : جزء لله وجزء لأهله وجزء لنفسه . ثم جزأ نفسه بينه وبين الناس فيرد ذلك على العامة بالخاصة فلا يدخر عنهم شيئا فكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم في الدين فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم فيما يصلحهم ويلائمهم ويخبرهم بالذي ينبغي لهم ويقول : " ليبلغ الشاهد الغائب وأبلغوني في حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها [ إياه ] يثبت الله قدميه يوم القيامة " . لا يذكر عنده إلا ذاك ولا يقبل من أحد غيره يدخلون روادا ولا يتفرقون إلا عن ذواق ويخرجون أذلة
قال : فسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه فقال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخزن لسانه إلا مما ينفعهم ويؤلفهم ولا يفرقهم أو قال : ولا ينفرهم فيكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه يتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس ويحسن الحسن ويقويه ويقبح القبح ويوهنه معتدل الأمر غير مختلف لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا لكل حال عنده عتاد لا يقصر عن الحق ولا يجوزه الذين يلونه من الناس خيارهم أفضلهم عنده أعظمهم نصيحة وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة
ص . 490
فسألته عن مجلسه فقال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر ولا يوطن الأماكن وينهي عن إيطانها وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك ويعطي كل جلسائه بنصيبه لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المتصرف ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس منه بسطة وخلقة فصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحرم ولا تنثى فلتاته متعادلين متواصين فيه بالتقوى متواضعين يوقرون الكبير ويرحمون الصغير ويؤثرون ذوي الحاجة ويحفظون الغريب
قال : قلت : كيف كانت سيرته في جلسائه ؟ قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا فاحش ولا عياب ولا مداح يتغافل عما لا يشتهى [ ولا يؤنس منه ] ولا يخيب فيه قد ترك نفسه من ثلاث : المراء والإكبار ومما لا يعنيه وترك نفسه من ثلاث : كان لا يذم أحدا ولا يعيره ولا يطلب عورته ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير وإذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عنده من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث أوليتهم يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر للغريب على الهفوة في منطقه ومسألته حتى إذا كان أصحابه ليستجلبوهم ويقول : " إذا رأيتم طالب الحاجة فأرشدوه " . ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوزه فيقطعه بنهي أو قيام
قال : قلت : كيف كان سكوته ؟ قال : كان سكوت رسول الله صلى الله عليه و سلم على أربع : على الحلم والحذر والتقدير والتفكر فأما تقديره ففي تسويته النظر واستماع بين الناس وأما تذكره أو قال : تفكره ففيما يبقى ويفنى وجمع له الحلم في الصبر فكان لا يوصبه ولا يستفزه وجمع له الحذر في أربع أخذه بالحسنى ليقتدوا به وتركه
ص . 491
القبيح لينتهوا عنه وإجهاده الرأي فيما يصلح أمته والقيام فيما يجمع لهم الدنيا والآخرة
قال أبو عبيد : أبو هالة كان زوج خديجة قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم واسمه النباش [ وابنه هند بن النباش ] من بني أسيد بن عمرو بن تميم
قال علي بن عبد العزيز : حدثني الزبير بن بكار قال : حدثني عمر بن أبي بكر الموصلي قال : أبو هالة مالك بن زرارة من بني نباش بن زرارة
قال علي بن عبد العزيز : سمعت أبا عبيد يقول : قوله : فخما [ مفخما ] : الفخامة - [ في الوجه ] - نبله وامتلاؤه مع الجمال والمهابة . والمربوع : الذي بين الطويل والقصير . والمشذب : المفرط في الطول وكذلك هو في كل شيء قال جرير :
ألوي بها شذب العروق مشذب . . . فكأنما كتب على طربال
وقوله : رجل الشعر : الذي ليس بالسبط الذي لا تكسر فيه . والقطط : الشديدة الجعودة يقول : فيه جعودة بين هذين . والعقيصة : الشعر المعقوص وهو نحو من المضفور ومنه قول عمر : من عقص أو ضفر فعليه الحق . وقوله : أزج الحاجبين سوابغ : الزجج في الحواجب أن يكون فيها تقوس مع طول في أطرافها وهو السبوغ قال جميل بن معمر :
إذا ما الغانيات برزن يوما . . . وزججن الحواجب والعيونا
قوله : في غير قرن : فالقرن التقاء الحاجبين حتى يتصلا [ يقول : ] فليس هو كذلك ولكن بينهما فرجة يقال للرجل إذا كان كذلك : أبلج وذكر الأصمعي أن العرب تستحب هذا
ص . 492
وقوله : بينهما عرق يدره الغضب يقول : إذا غضب در العرق الذي بين الحاجبين . ودروره : غلظه ونتوؤه وامتلاؤه . وقوله : أقنى العرنين : يعني الأنف والقنا أن يكون فيه دقة مع ارتفاع في قصبته يقال منه : رجل أقن وامرأة قنواء . والأشم : أن يكون الأنف دقيقا لا قنا فيه . وقوله : كث اللحية الكثونة : أن تكون اللحية غير رقيقة ولا طويلة ولكن فيها كثاثة من غير عظم ولا طول . وقوله : ضليع الفم : أحسبه يعني : حدة الشفتين . وقوله : أشنب [ الأشنب ] هو الذي في أسنانه رقة وتحديد يقال منه : رجل أشنب وامرأة شنباء ومنه قول ذي الرمة :
لمياء في شفتيها حدة لعس . . . وفي اللثات وفي أنيابها شنب
والمفلج : هو الذي في أسنانه تفرق . والمسربة : الشعر الذي بين اللبة إلى السرة . شعر يجري كالخط : قال الأعشى :
الآن لما ابيض مسربتي . . . وعضضت من نابي على جذمي
وقوله : جيد دمنة : الجيد : العنق والدمنة : الصورة . وقوله : ضخم الكراديس : قال بعضهم : هي العظام ومعناه أنه عظيم الألواح وبعضهم يجعل [ الكراديس رؤوس العظام والكراديس ] الكراديس في غير هذا الكتائب
ص . 493
والزندان : العظمان اللذان في الساعدين المتصلان بالكفين وصفه بطول الذراعين . سبط القصب : [ القصب ] : كل عظم ذي مخ مثل الساقين والعضدين والذراعين وسبوطهما : امتدادهما يصفه بطول العظام قال ذو الرمة :
جواعل في البري قصبا خدالا . . . أراد بالبرى : الأسورة والخلاخل
وقوله : شثن الكفين والقدمين : يريد أن فيهما بعض الغلظ . والأخمص من القدم في باطنها ما بين صدرها وعقبها : وهو الذي لا يلصق بالأرض من القدمين في الوطء قال الأعشى يصف امرأة بإبطاء في المشي :
كأن أخمصها بالشوك منتعل
وقوله : خمصان : يعني أن ذلك الموضع من قدميه فيه تجاف عن الأرض وارتفاع وهو مأخوذ من خموصة البطن وهي ضمره يقال منه : رجل خمصان وامرأة خمصانة . وقوله : مسيح القدمين : يعني أنهما ملسان وأنه ليس في ظهورهما تكسر ولهذا قال : ينبو عنهما الماء : يعني أنه لا ثبات للماء عليهما . وقوله : إذا خطا تكفأ : يعني التمايل أخذه من تكفئ السفن . وقوله : ذريع المشية : يعني واسع الخطا . كأنما ينحط في صبب : أراه يريد أنه مقبل على ما بين يديه غاض بصره لا يرفعه إلى السماء وكذلك يكون المنحط ثم فسره فقال : خافض الطرف نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء . وقوله : إذا التفت التفت جميعا : يريد أنه لا يلوي عنقه دون جسده فإن في هذا بعض الخفة والطيش . وقوله : دمث : هو اللين السهل ومنه قيل للرمل : دمث ومنه حديثه أنه أراد يبول فمال إلى دمث
ص . 494
وقوله : إذا غضب أعرض وأشاح : والإشاحة : الحد وقد يكون الحذر . وقوله : يفتر عن مثل حب الغمام : [ والافترار : أن تكشر الأسنان ضاحكا من غير قهقهة وحب الغمام ] أراد البرد شبه [ به ] بياض أسنانه قال جرير :
يجري السواك على أغر كأنه . . . يرد تحدر من متون غمام
وقوله : يدخلون روادا : الرواد : الطالبون واحدهم رائد ومنه قولهم : الرائد لا يكذب أهله . وقوله : لكل حال عنده عتاد : يعني عدة وقد أعد له . وقوله : لا يوطن الأماكن : أي لا يجعل لنفسه موضعا يعرف إنما يجلس حيث يمكنه في الموضع الذي تكون فيه حاجته ثم فسره فقال : يجلس حيث ينتهي به المجلس ومنه حديثه عليه السلام أنه نهى أن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير . وقوله : في مجلسه لا تؤبن فيه الحرم : يقول : لا توصف فيه النساء ومنه حديثه صلى الله عليه و سلم أنه نهى عن الشعر إذا أبنت فيه النساء . قال أبو عبيد : حدثنا أبو إسماعيل المؤدب عن مجالد عن الشعبي قال : كان رجال في المسجد يتناشدون الشعر فأقبل ابن الزبير فقال : في حرم الله وعند بيت رسول الله تتناشدون الشعر ؟ فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم : إنه ليس بك بأس يا ابن الزبير إنما نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الشعر إذا أبنت فيه النساء أو تروزئت فيه الأموال . وقوله : لا تنثى فلتاته : الفلتات : السقطات لا يتحدث بها . يقال : نثوت أنثو والاسم منه النثا وهذه الهاء التي في فلتاته راجعة على المجلس ألا ترى أن صدر الكلام أنه سأله عن مجلسه وقال أيضا : أنه لم يكن لمجلسه فلتات يحتاج أحد أن يحكيها فلتاته : يريد فلتات المجلس لا يتحدث بها بعضهم عن بعض
رواه الطبراني وفيه من لم يسم
ص . 495

(8/487)


14027 - وعن أم سلمة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا غضب احمر وجهه
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه الدارقطني وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح

(8/495)


14028 - وعن ابن مسعود قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا غضب احمرت وجنتاه
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي وهو ضعيف

(8/495)


14029 - وعن حكيم بن حزام قال : خرجت إلى اليمن فابتعت حلة ذي يزن فأهديتها إلى النبي صلى الله عليه و سلم في المدة التي كان بينه وبين قريش فقال : " لا أقبل هدية مشرك " . فردها فبعتها فاشتراها فلبسها ثم خرج إلى أصحابه وهي عليه فما رأيت شيئا في شيء أحسن منه فيها صلى الله عليه و سلم فما مكثت أن قلت :
وما ينظر الحكام في الفصل بعد ما . . . بدا واضح من غرة وحجول
إذا قايسوه المجد أربى عليهم . . . كمستفرغ ماء الذناب سجيل
فسمعها رسول الله صلى الله عليه و سلم فتبسم ثم دخل
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وضعفه الجمهور وقد وثق
قلت : وقد تقدمت له طريق أطول من هذه في الهدية

(8/495)


14030 - وعن محمد بن سليمان بن سليط عن أبيه عن جده قال : لما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في الهجرة معه أبو بكر رضى الله عنه وعامر بن فهيرة
ص . 496
مولى أبي بكر وابن أريقط يدلهم على الطريق فمر بأم معبد الخزاعية وهي لا تعرفه فقال لها : " يا أم معبد هل عندك من لبن ؟ " . قالت : والله إن الغنم عازبة . قال : " فما هذه الشاة التي أراها في كفاء البيت ؟ " . قالت : شاة خلفها الجهد عن الغنم . قال : " أتأذنين في حلابها ؟ " . قالت : والله ما ضربها من فحل قط وشأنك بها . فمسح ظهرها وضرعها ثم دعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه فملأه فسقى أصحابه به عللا بعد نهل ثم حلب فيه أخرى فغادره عندها وارتحل فلما جاء زوجها عند المساء قال لها : يا أم معبد ما هذا اللبن ولا حلوبة في البيت والغنم عازب ؟ قالت : لا . والله إلا أنه مر بنا رجل ظاهر الوضاء مليح الوجه في أشفاره وطف وفي عينيه دعج وفي صوته صحل غصن بين غصنين لا تشناه من طول ولا تقتحمه عين من قصر لم تعبه ثجلة ولم تزر به صعلة كأن عنقه إبريق فضة إذا نظرته علاه البهاء وإذا صمت فعليه الوقار كلامه كخرز النظم أزين أصحابه منظرا وأحسنهم وجها محسود غير مفند له أصحاب يحفون به إذا أمروا تبادروا أمره وإذا نهى انتهوا عند نهيه . فقال : هذا صاحب قريش ولو رأيته لاتبعته ولأجهدن أن أفعل ولم يعلموا بمكة أين توجه رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى سمعوا هاتفا يهتف على أبي قبيس :
جزى الله خيرا والجزاء بكفه . . . رفيقين قالا : خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به . . . فقد فاز من أمسى رفيق محمد
فما حملت من ناقة فوق رحلها . . . أبر وأوفى ذمة من محمد
وأكسى لبرد الحال قبل ابتدائه . . . وأعطى برأس السانح المتجرد
ليهن بني كعب مكان فتلتهم . . . ومقعدها للمؤمنين بمرصد
ص . 497
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن يحيى المديني ونسبه البخاري وغيره إلى الكذب وقال الحاكم : صدوق فالعجب منه وفيه مجاهيل أيضا . وقد تقدم هذا الحديث من غير الطريق في المغازي في الهجرة إلى المدينة

(8/495)


14031 - وعن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن أبي ثابت وهو ضعيف

(8/497)


14032 - وعن أبي قرصافة قال : لما بايعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا وأمي وخالتي ورجعنا من عنده منصرفين قالت لي أمي وخالتي : يا بني ما رأينا مثل هذا الرجل أحسن منه وجها ولا أنقى ثوبا ولا ألين كلاما ورأينا كأن النور يخرج من فيه
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(8/497)


14033 - وعن جبير - يعني ابن مطعم - عن النبي صلى الله عليه و سلم التفت إلينا بوجهه مثل شقة القمر
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(8/497)


14034 - وعن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال : قلت للربيع بنت معوذ بن عفراء : صفي لي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : لو رأيت الشمس طالعة
ص . 498
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله وثقوا

(8/497)


14035 - وعن أبي الطفيل قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم فتح مكة فما أنسى بياض وجهه مع شدة سواد شعره إن من الرجال من هو أطول منه ومنهم من هو أقصر منه يمشي ويمشون حوله فقلت لأمي : من هذا ؟ قالت : هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم
قلت : له حديث في الصحيح غير هذا
رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف . ورواه البزار باختصار ورجاله رجال الصحيح

(8/498)


14036 - وعن أم هانئ قالت : ما نظرت إلى بطن رسول الله صلى الله عليه و سلم قط إلا ذكرت القراطيس بعضها على بعض
رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف

(8/498)


14037 - وعن جابر بن سمرة قال : كانت إصبع النبي صلى الله عليه و سلم متظاهرة
رواه عبد الله وفيه سلمة بن حفص وهو ضعيف

(8/498)


14038 - وعن ميمونة بنت كردم قالت : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم وكانت إصبعه التي تلي الإبهام لها فضل في الطول على الإبهام . تعني : من الرجل
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
ص . 499

(8/498)


14039 - وعن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يصف رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : كان رجلا ربعة وهو إلى الطول أقرب شديد البياض أسود اللحية حسن الشعر أهدب أشفار العينين بعيد ما بين المنكبين يطأ بقدميه جميعا ليس له أخمص يقبل جميعا ويدبر جميعا لم أر مثله قبله ولا بعده
رواه البزار ورجاله وثقوا

(8/499)


14040 - وعن أبي سعيد الخدري أنه سئل عن خاتم رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي بين كتفيه فقال بإصبعه السبابة هكذا : لحم ناشز بين كتفيه صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد وفيه عبد الله بن ميسرة وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات

(8/499)


14041 - وعن أبي زيد - يعني عمرو بن أخطب - قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا أبا زيد ادن مني وامسح ظهري " . وكشف ظهره فمسحت ظهره وجعلت الخاتم بين إصبعي قال : فغمزتها فقيل : وما الخاتم ؟ قال : شعر مجتمع
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وزاد في رواية عنده :
رأيت الخاتم على ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم هكذا بظهره كأنه يختم
وأحد أسانيده رجاله رجال الصحيح

(8/499)


14042 - وعن عباد بن عمرو أنه كان يخدم النبي صلى الله عليه و سلم فخاطبه يهودي فسقط رداؤه عن منكبيه وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكره أن يرى الخاتم فسويته عليه فقال : " من فعل هذا ؟ " . قلت : أنا قال : " تحول إلي " . فجلست بين يديه فوضع يده
ص . 500
على رأسي فأمرها على وجهي وصدري وقال : " إذا أتانا شيء فائتني " . فأتيته فأمر لي بجذعة وكان الخاتم على طرف كتفه الأيسر كأنه ركبة عنز
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه

(8/499)


14043 - وعن جابر بن سمرة قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم من خلفه لأنظر إلى موضع الخاتم فلما نظر إلي ألقى الرداء فنظرت إليه
قلت : له حديث في الخاتم في الصحيح غير هذا
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه

(8/500)


14044 - وعن أنس بن مالك قال : كانت للنبي صلى الله عليه و سلم أربع ضفائر في رأسه
رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات

(8/500)


14045 - وعنه قال : كانت للنبي صلى الله عليه و سلم جمة جعدة
رواه البزار وفيه محمد بن القاسم الأسدي وهو ضعيف

(8/500)


14046 - وعن فضالة بن عبيد أنه دخل على عائشة فأخرجت له شعرات من شعر النبي صلى الله عليه و سلم فإذا هو أحمر مصبوغ
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
ص . 501

(8/500)


14047 - وعن جهضم بن الضحاك قال : مررت بالرجيع فرأيت به شيخا قالوا : هذا العداء بن خالد بن هوذة فقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : صفه لي فقال : كان حسن السبلة وكانت العرب تسمي اللحية السبلة
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(8/501)


14048 - وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا مشى مشى مجتمعا ليس فيه كسل
رواه أحمد والبزار وزاد : لم يلتفت يعرف في مشيه أنه غير كسل ولا وهن
ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن التابعي غير مسمى وقد سماه البزار وهو عكرمة وهو من رجال الصحيح أيضا

(8/501)


14049 - وعن أبي عتبة قال : كان للنبي صلى الله عليه و سلم إذا مشي مشى مشيا يقلع الصخر
رواه البزار وفيه أبو مهدي سعيد بن سنان وقد وثق على ضعفه

(8/501)


14050 - وعن شداد قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأخذت بيده فإذا هي ألين من الحرير وأبرد من الثلج
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الكبير رجال الصحيح غير موسى بن أيوب النصيبي وهو ثقة
ص . 502

(8/501)


14051 - وعن بريدة قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم أكثر ما يضحك إلا حتى ترى أو تبدو رباعيته
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح

(8/502)


14052 - وعن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يأتي أم سليم وينام على فراشها وكان ثقيل النوم فذكر الحديث
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح

(8/502)


2 - . باب منه في صفته وطيب رائحته صلى الله عليه و سلم

(8/502)


14053 - عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مر في طريق من طرق المدينة وجد منه رائحة المسك قالوا : مر رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذا الطريق
رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط إلا أنه قال :
كنا نعرف رسول الله صلى الله عليه و سلم بطيب رائحته إذا أقبل إلينا
ورجال أبي يعلى وثقوا

(8/502)


14054 - وعن معاذ - يعني ابن جبل - قال : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فأردفني خلفه فما مسست شيئا قط ألين من جلد رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا وجدت رائحة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه و سلم . فذكر الحديث
رواه الطبراني والبزار بنحوه وفيه الحسن بن أبي جعفر وقد وثق على ضعفه
ص . 503

(8/502)


14055 - وعن أم عاصم امرأة فرقد بن عتبة قالت : كنا عند عتبة أربع نسوة ما منا امرأة إلا وهي تجتهد في الطيب لتكون أطيب من صاحبتها وما يمس عتبة الطيب إلا أن يمس دهنا يمسح لحيته وهو أطيب ريحا منا وكان إذا خرج إلى الناس قالوا : ما شممنا ريحا أطيب من ريح عتبة فقلت له يوما : إنا لنجتهد في الطيب ولأنت أطيب ريحا منا فمم ذاك ؟ فقال : أخذني الشرى على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فشكوت ذلك إليه فأمرني أن أتجرد فتجردت وقعدت بين يديه وألقيت ثوبي على فرجي فنفث في يده ثم وضع يده على ظهري وبطني فعبق بي هذا الطيب من يومئذ
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وقال في بعضها : ثلاث نسوة . وقال فيه : ثم بسط يديه فبصق فيهما فمسح إحداهما على الأخرى ومسح إحداهما على بطني والأخرى على ظهري
ورجال الأوسط رجال الصحيح غير أم عاصم فإني لم أعرفها

(8/503)


14056 - وعن أبي هريرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إني زوجت ابنتي وإني أحب أن تعينني بشيء فقال :
ما عندي من شيء ولكن إذا كان غد فتعال فجئ بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة وآية بيني وبينك أني أجيف ناحية الباب
فأتاه بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة فجعل يسلت العرق من ذراعيه حتى امتلأت فقال : " خذ ومر ابنتك إذا أرادت أن تطيب أن تغمس هذا العود في القارورة وتطيب به " . قال : فكانت إذا تطيبت شم أهل المدينة رائحة الطيب فسموا ببيت المطيبين
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حلبس الكلبي وهو متروك

(8/503)


14057 - وعن يزيد بن الأسود السوائي قال : حججت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حجة فصليت معه صلاة الفجر بمنى فلما فرغ من صلاته إذا رجلان خلف الناس لم يصليا
ص . 504
مع الناس قال : " علي بالرجلين " . فجيء بالرجلين ترعد فرائصهما فقال : " أما صليتما معنا ؟ " . قالا : يا رسول الله إنا كنا في رحالنا وظننا أنا لا ندرك الصلاة قال : " فلا تفعلا إذا صليتما في رحالكما ثم أدركتما الصلاة فصليا تكون لكما نافلة " . فقال أحدهما : استغفر لي يا رسول الله فقال : " اللهم اغفر له " . فازدحم الناس على رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا يومئذ كأشب الرجال وأقواهم فزاحمت الناس حتى أخذت بيد رسول الله صلى الله عليه و سلم فوضعتها على صدري فلم أر شيئا كان أبرد ولا أطيب من يد رسول الله صلى الله عليه و سلم
قلت : روى أبو داود والترمذي منه إلى قوله : " تكون لكما نافلة "
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وإسناده حسن

(8/503)


14058 - وعن جعفر بن محمود بن مسلمة أن جدته عميرة بنت مسعود أخبرته أنها دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم هي وأخواتها يبايعنه وهن خمس فوجدنه يأكل قديدا فمضغ لهن قديدة ثم ناولني القديدة فمضغتها كل واحدة قطعة فلقين الله وما يوجد لأفواههن خلوف
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن إدريس الأسواري وهو ضعيف

(8/504)


31 - . باب في سره وعلانيته صلى الله عليه و سلم

(8/504)


14059 - عن يحيى بن الجزار قال : دخل نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم على أم سلمة فقالوا : يا أم المؤمنين حدثينا عن سر رسول الله صلى الله عليه و سلم . قالت : كان سره وعلانيته سواء . ثم ندمت قالت : أفشيت سر رسول الله صلى الله عليه و سلم . قالت : فلما دخل أخبرته فقال : " أحسنت "
ص . 505
رواه أحمد والطبراني وقال : عن يحيى عن أم سلمة ورجالهما رجال الصحيح

(8/504)


32 - . باب في أسمائه صلى الله عليه و سلم

(8/505)


14060 - عن حذيفة قال : بينا أنا أمشي في طريق المدينة إذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فسمعته يقول :
أنا محمد وأحمد ونبي الرحمة ونبي التوبة والحاشر والمقفي ونبي الملاحم
رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه سوء حفظ

(8/505)


14061 - وعن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أنا أحمد وأنا محمد وأنا الحاشر الذي أحشر الناس على قدمي وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر فإذا كان يوم القيامة كان لواء الحمد معي وكنت إمام المرسلين وصاحب شفاعتهم
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عروة بن مروان قيل فيه : ليس بالقوي وبقية رجاله وثقوا

(8/505)


14062 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " أنا أحمد ومحمد والحاشر والمقفي والخاتم "
رواه الطبراني في الصغير والأوسط

(8/505)


33 - . باب إخباره صلى الله عليه و سلم بالمغيبات

(8/505)


14063 - ص . 506 عن محمد بن جعفر بن الزبير قال : جلس عمير بن وهب الجمحي وصفوان بن أمية بعد مصاب أهل بدر من قريش في الحجر بيسير وكان عمير بن وهب شيطانا من شياطين قريش وكان ممن يؤذي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه ويلقون منه عناء إذا هم بمكة وكان ابن وهب بن عمير في أسارى أصحاب بدر . قال : فذكروا أصحاب القليب بمصابهم فقال : والله إن في العيش خيرا بعدهم . فقال عمير بن وهب : صدقت والله لولا دين علي ليس عندي قضاؤه وعيالي أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله فإن لي فيهم علة ابني عندهم أسير في أيديهم . قال : فاغتنمها صفوان فقال : علي دينك أنا أقضيه عنك وعيالك مع عيالي أسويهم ما بقوا لا نسعهم بعجز عنهم . قال عمير : اكتم عني شأني وشأنك . قال : أفعل ثم أمر عمير بسيفه فشحذ وسم ثم انطلق إلى المدينة . فبينما عمر رضي الله عنه بالمدينة في نفر من المسلمين يتذاكرون يوم بدر وما أكرمهم الله به وما أراهم من عدوهم إذ نظر إلى عمير بن وهب قد أناخ بباب المسجد متوشح السيف فقال : هذا الكلب والله عمير بن وهب ما جاء إلا لشر هذا الذي حرش بيننا وحرزنا للقوم يوم بدر . ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله هذا عمير بن وهب قد جاء متوشح بالسيف قال : " فأدخله " . فاقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها وقال عمر لرجال من الأنصار ممن كان معه : ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فاجلسوا عنده واحذروا هذا الكلب عليه فإنه غير مأمون . ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم به
ص . 507
وعمر آخذ بحمالة سيفه فقال : " أرسله يا عمر ادن يا عمير " . فدنا فقال : أنعموا صباحا . وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير السلام تحية أهل الجنة " . فقال : أما والله يا محمد إن كنت لحديث عهد بها . قال : " فما جاء بك ؟ " . قال : جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسبه قال : " فما بال السيف في عنقك ؟ " . قال : قبحها الله من سيوف فهل أغنت عنا شيئا ؟ قال : " أصدقني ما الذي جئت له ؟ " . قال : ما جئت إلا لهذا . قال : " بلى قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر فتذاكرتما أصحاب القليب من قريش فقلت : لولا دين علي وعيالي لخرجت حتى أقتل محمدا . فتحمل صفوان لك بدينك وعيالك على أن تقتلني والله حائل بينك وبين ذلك " . قال عمير : أشهد أنك رسول الله قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان فوالله إني لأعلم ما أنبأك به إلا الله فالحمد لله الذي هداني للإسلام وساقني هذا المساق . ثم شهد شهادة الحق . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " فقهوا أخاكم في دينه وأقرئوه القرآن وأطلقوا له أسيره " . ثم قال : يا رسول الله إني كنت جاهدا على إطفاء نور الله شديد الأذى لمن كان على دين الله وإني أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم إلى الله وإلى الإسلام لعل الله أن يهديهم ولا أؤذيهم كما كنت أؤذي أصحابك في دينهم . فأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم فلحق بمكة
وكان صفوان حين خرج عمير بن وهب قال لقريش : أبشروا بوقعة [ تأتيكم الآن ] تنسيكم وقعة بدر . وكان صفوان يسأل عنه الركبان حتى قدم راكب فأخبره بإسلامه فحلف أن لا يكلمه أبدا ولا ينفعه بنفع أبدا . فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو إلى الإسلام ويؤذي من خالفه أذى شديدا فأسلم على يديه ناس كثير
رواه الطبراني مرسلا وإسناده جيد
ص . 508

(8/506)


14064 - وروى عن عروة بن الزبير نحوه مرسلا وقال فيه : ففرح المسلمون حين هداه الله وقال عمر بن الخطاب : لخنزير كان أحب إلي منه حين اطلع وهو اليوم أحب إلي من بعض بني
وإسناده حسن

(8/508)


14065 - وعن أبي عمران الجوني - لا أعلمه إلا عن أنس - قال : كان وهب بن عمير شهد أحدا كافرا فأصابته جراحة فكان في القتلى فمر به رجل من الأنصار فعرفه فوضع سيفه في بطنه حتى خرج من ظهره ثم تركه فلما دخل الليل وأصابه البرد لحق بمكة فبرأ فاجتمع هو وصفوان بن أمية في الحجر فقال لصفوان بن أمية : لولا عيالي ودين علي لأحببت أن أكون أنا الذي أقتل محمدا بنفسي . فقال صفوان : فكيف تصنع ؟ فقال : أنا رجل جواد لا ألحق آتيه فأغتره ثم أضربه بالسيف ثم ألحق بالجبل ولا يلحقني أحد . فقال له صفوان : فعيالك ودينك علي . فخرج فشحذ سيفه وسمه ثم خرج إلى المدينة لا يريد إلا قتل محمد صلى الله عليه و سلم . فلما قدم المدينة رآه عمر بن الخطاب فهاله ذلك وشق عليه وقال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : إني رأيت وهبا قدم فرابني قدومه وهو رجل غادر فأطيفوا بنبيكم صلى الله عليه و سلم . فأطاف المسلمون بالنبي صلى الله عليه و سلم فجاء وهب فوقف على النبي صلى الله عليه و سلم فقال : أنعم صباحا يا محمد . فقال : " قد أبدلنا الله خيرا منها " . فقال : عهدي بك تحدث بها وأنت معجب . فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : " ما أقدمك ؟ " . قال : جئت أفدي أساراكم . قال : " ما بال السيف ؟ " . قال : أما إنا قد حملناها يوم بدر فلم نفلح ولم ننجح . قال : " فما شيء قلت لصفوان وأنتما في الحجر : لولا عيالي وديني لكنت أنا الذي أقتل محمدا بنفسي ؟ " . فأخبره النبي صلى الله عليه و سلم الخبر فقال وهب : هاه كيف قلت ؟ فأعاد عليه . قال وهب : قد كنت
ص . 509
تخبرنا خبر أهل الأرض فنكذبك فأراك تخبر خبر أهل السماء أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . فقال : يا رسول الله أعطني عمامتك . فأعطاه النبي صلى الله عليه و سلم عمامته ثم خرج راجعا إلى مكة . فقال عمر : لقد قدم وإنه لأبغض إلي من الخنزير ثم رجع وهو أحب إلي من ولدي
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(8/508)


14066 - وعن أبان بن سلمان عن أبيه سلمان قال : كان إسلام قباث بن أشيم الليثي أن رجالا من العرب وغيرهم أتوه فقالوا : إن محمد بن عبد المطلب خرج يدعو إلى غير ديننا . فقام قباث حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما دخل عليه قال له : " اجلس يا قباث " . فأوجم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " [ أنت القائل : ] لو خرجت نساء قريش بأكملها ردت محمدا وأصحابه " . فقال قباث : والذي بعثك بالحق ما تحرك به لساني ولا ترمرمت به شفتاي ولا سمعه مني أحد وما هو إلا شيء هجس في نفسي أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا رسول الله وأن ما جئت به الحق
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفهم
قلت : وقد تقدمت قصة العباس في غزوة بدر . وقصة ذي الجوشن في غزوة الفتح
وحديث جابر بن عبد الله في قصة خزيمة بن ثابت الذي كان في عير خديجة في عجائب المخلوقات
ص . 510
وحديث عبد الله بن بسر في مناقبه . وغير ذلك

(8/509)


14067 - وعن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله عز و جل قد رفع لي الدنيا فأنا أنظر إليها وإلى ما هو كائن فيها إلى يوم القيامة كأنما أنظر إلى كفي هذه جليان جلاه الله لنبيه صلى الله عليه و سلم كما جلاه للنبيين من قبله
رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف كثير في سعيد بن سنان الرهاوي

(8/510)


14068 - وعن أبي بكرة قال : لما بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث كسرى إلى عامله على أرض اليمن ومن يليه من العرب وكان يقال له : باذام أنه بلغني أنه خرج رجل قبلك يزعم أنه نبي فقل له فليكف عن ذلك أو لأبعثن إليه من يقتله أو يقتل قومه . قال : فجاء رسول باذام إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال له هذا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لو كان شيء فعلته من قبلي كففت ولكن الله عز و جل بعثني " . فأقام الرسول عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن ربي قتل كسرى ولا كسرى بعد اليوم وقتل قيصر ولا قيصر بعد اليوم " . قال : فكتب قوله في الساعة التي حدثه واليوم الذي حدثه والشهر الذي حدثه فيه ثم رجع إلى باذام فإذا كسرى قد مات وإذا قيصر قد قتل
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير كثير بن زياد وهو ثقة وعند أحمد طرف منه وكذلك البزار

(8/510)


14069 - وعن خريم بن أوس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ص . 511
هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لي وهذه الشماء بنت بقيلة الأزدية على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود
قلت : يا رسول الله إن دخلنا الحيرة ووجدتها على هذه الصفة فهي لي ؟ قال : " هي لك "
ثم ارتدت العرب فلم يرتد أحد من طيئ فكنا نقاتل قيسا على الإسلام ومنهم عتبة بن حصن وكنا نقاتل طليحة بن خويلد الفقعسي فامتدحنا خالد بن الوليد وكان فيما قال فينا :
جزى الله عنا طيئا في ديارها . . . بمعترك الأبطال خير جزاء
هم أهل رايات السماحة والندى . . . إذا ما الصبا ألوت بكل خباء
هم ضربوا قيسا على الدين بعد ما . . . أجابوا منادي ظلمة وعماء
ثم سار خالد بن الوليد إلى مسيلمة فسرنا معه فلما فرغنا من مسيلمة وأصحابه أقبلنا إلى ناحية البصرة فلقينا هرمز بكاظمة في جمع عظيم ولم يكن أحد أعدى للعرب من هرمز
قال أبو السكين : وبه يضرب المثل تقول العرب : أكفر من هرمز
فبرز له ابن الوليد ودعا إلى البراز فبرز له هرمز فقتله خالد رضي الله عنه [ وكتب بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه ] فنفله سلبه فبلغت لأقلنسوة هرمز مائة ألف درهم وكانت الفرس إذا أشرف فيها رجل جعلوا ] قلنسوته بمائة ألف درهم ثم سرنا على طريق الطف حتى دخلنا الحيرة فكان أول من تلقانا فيها شيماء بنت بقيلة على بغلة لها شهباء بخمار أسود [ كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ] فتعلقت بها وقلت : هذه وهبها لي رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعاني خالد عليها البينة فأتيته بها فسلمها إلي ونزل إلينا أخوها عبد المسيح فقال لي : بعنيها فقلت له : لا أنقصها والله من عشر مائة
ص . 512
شيئا فدفع إلي ألف درهم فقيل لي : لو قلت : مائة ألف دفعها إليك . فقلت : لا أحسب أن مالا أكثر من عشر مائة . وبلغني في غير هذا الحديث أن الشاهدين كانا محمد بن مسلمة وعبد الله بن عمر
رواه الطبراني

(8/510)


14070 - وعن عائشة قالت : كان يوم من السنة تجتمع فيه نساء النبي صلى الله عليه و سلم عنده يوما إلى الليل قالت : وفي ذلك اليوم قال : " أسرعكن لحوقا أطولكن يدا " . قالت : فجعلنا نتذارع بيننا أينا أطول يدين . قالت : وكانت سودة أطولهن يدا فلما توفيت سودة علمنا أنها كانت أطولهن يدا في الخير والصدقة . قالت : وكانت زينب تغزل الغزل
وتعطيه سرايا النبي صلى الله عليه و سلم يخيطون به ويستعينون به في مغازيهم . قالت : وفي ذلك اليوم قال :
كيف بإحداكن ينبح عليها كلاب الحوأب
قلت : في الصحيح بعضه
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف

(8/512)


14071 - وعن أم سلمة قالت : لما دخل بي رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
يا أم سلمة إني أهديت للنجاشي مسكا وحلة ولا أراه إلا قد مات ولا أرى هديتي إلا سترد إلي
قالت : وكان كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعطى نساءه أوقية أوقية وأعطاني سائر المسك والحلة
ص . 513
رواه الطبراني . وأم موسى بن عقبة لا أعرفها . ومسلم بن خالد الزنجي وثقه ابن معين وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح . قلت : وقد تقدم حديث أم كلثوم بهذه القصة في الهدية في البيع من مسند الإمام أحمد وغيره

(8/512)


14072 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يهلك كسرى فلا يكون كسرى بعده فإنه يقول : أنا ملك الأملاك ويهلك قيصر فلا يكون قيصر بعده فإنه يقول : أنا ملك الأملاك
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح

(8/513)


14073 - وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله
رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه عبيد بن كثير التمار وهو متروك

(8/513)


14074 - وعن ابن عباس قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد أظلتنا سحابة نحن نطمع فيها فقال : " إن الملك الذي يسوقها أو يسوق هذه السحابة دخل علي فسلم فأخبرني أنه يسوقها إلى وادي كذا "
رواه البزار ورجاله ثقات

(8/513)


14075 - وعن رافع قال : كان بالرحال ابن غنمويه من الخشوع واللزوم لقراءة القرآن والخير فيما يرى
ص . 514
رسول الله صلى الله عليه و سلم شيء عجيب فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما والرحال معنا جالس مع نفر فقال : " أحد هؤلاء النفر في النار " . قال رافع : فنظرت في القوم فإذا أبو هريرة الدوسي وأبو أروى الدوسي والطفيل بن عمرو الدوسي ورجال بن غنفويه فجعلت أنظر وأتعجب وأقول : من هذا الشقي ؟ فلما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم رجعت بنو حنيفة فسألت : ما فعل الرجال بن غنفويه ؟ فقالوا : افتتن هو الذي شهد لمسيلمة على رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه أشركه في الأمر بعده . فقلت : ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو حق وسمع الرجال وهو يقول : كبشان انتطحا فأحبهما إلينا كبشنا
رواه الطبراني وقال فيه : الرحال بالحاء المهملة المشددة وهكذا قاله الواقدي والمدائني وتبعهما عبد الغني بن سعيد ووهم في ذلك . والأكثرون قالوا : إنه بالجيم الدارقطني وابن ماكولا وفي إسناد هذا الحديث الواقدي وهو ضعيف

(8/513)


14076 - وعن أوس بن خالد قال : كنت إذا قدمت على أبي محذورة سألني عن رجل وإذا قدمت على الرجل سألني عن أبي محذورة فقلت : لأبي محذورة إذا قدمت عليك سألتني عن فلان وإذا قدمت على فلان سألني عنك قال : كنت أنا وأبو هريرة وفلان في بيت فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
آخركم موتا في النار
فمات أبو هريرة ثم مات أبو محذورة ثم مات الرجل
رواه الطبراني وأوس بن خالد لم يرو عنه غير علي بن زيد وفيهما كلام وبقية رجاله رجال الصحيح

(8/514)


14077 - وعن أبي يونس قال : كنت تاجرا بالمدينة فإذا قدمت المدينة سألني
ص . 515
أبو هريرة عن سمرة بن جندب وإذا قدمت البصرة سألني سمرة عن أبي هريرة فقال أبو هريرة : كنا سبعة في بيت فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " آخركم موتا في النار " . فلم يبق إلا أنا وسمرة
قلت : لعله أراد نار الدنيا فإن سمرة مات كذلك والله أعلم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن زيد بن جدعان وقد وثق وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح

(8/514)


14078 - وعن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ليخرجن الظعن من المدينة حتى يدخل الحيرة لا يخاف أحدا إلا الله عز و جل
رواه الطبراني والبزار ورجال البزار رجال الصحيح غير أحمد بن يحيى الأودي وهو ثقة

(8/515)


14079 - وعن أبي جحيفة - فيما يعلم بعض الرواة - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجد بيوتكم كما تتنجد الكعبة
قلنا : ونحن على ديننا ؟ قال : " نعم " . قلنا : يومئذ خير من اليوم ؟ قال : " بل أنتم اليوم خير من يومئذ "
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(8/515)


14080 - وعن حذيفة قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : " يكون في أمتي رجل يتكلم بعد الموت "
ص . 516
قلت : وقد تقدم حديث النعمان بن بشير فيمن تكلم بعد الموت في الخلافة في الخلفاء الأربعة

(8/515)


34 - . باب إخبار الذئب بنبوته صلى الله عليه و سلم

(8/516)


14081 - عن أبي سعيد الخدري قال : عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبها الراعي فانتزعها منه فأقعى الذئب على ذنبه فقال : ألا تتقي الله تنزع مني رزقا ساقه الله عز و جل إلي ؟ فقال : يا عجبا ذئب مقعي على ذنبه يكلمني بكلام الأنس فقال الذئب : ألا أخبرك بأعجب من ذلك محمد صلى الله عليه و سلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق . قال : فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها ثم أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فنودي : الصلاة جامعة ثم خرج فقال للأعرابي : " أخبرهم " . فأخبرهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " صدق والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الأنس ويكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويخبر فخذه ما أحدث أهله بعده "
قلت : عند الترمذي طرف من آخره
رواه أحمد

(8/516)


14082 - وفي رواية : عن أبي سعيد أيضا قال : بينما رجل من أسلم في غنيمة له يهش عليه في بيداء ذي الحليفة إذ عدا عليه الذئب فانتزع شاة من غنمه فجهده الرجل يرمي بالحجارة حتى استنقذ منه شاته . فذكر نحوه
رواه أحمد والبزار بنحوه باختصار ورجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح

(8/516)


14083 - وعن أبي هريرة قال :
ص . 517
جاء ذئب إلى راعي غنم فأخذ منها شاة فطلبه الراعي حتى انتزعها منه . قال : فصعد الذئب على تل فأقعى واستذفر وقال : عمدت إلى رزق رزقنيه الله فانتزعته مني ؟ فقال الراعي : بالله إن رأيت كاليوم ذئبا يتكلم قال الذئب : أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرمين يخبركم بما مضى وبما هو كائن بعدكم . وكان الرجل يهوديا فجاء النبي صلى الله عليه و سلم [ فأسلم ] وخبره فصدقه النبي صلى الله عليه و سلم وقال النبي صلى الله عليه و سلم :
إنها أمارات من أمارات بين يدي الساعة وقد أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى تحدثه نعلاه وسوطه ما أحدث أهله بعده
قلت : هو في الصحيح باختصار
رواه أحمد ورجاله ثقات

(8/516)


35 - . باب سؤال الذئب القوت

(8/517)


14084 - عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : بنحوه - يعني بنحو حديث قبله - وزاد فيه : وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى يوما صلاة الغداة ثم قال :
هذا الذئب وما الذئب جاءكم يسألكم أن تعطوه أو تشركوه في أموالكم
فرماه رجل بحجر فمر أو ولى وله عواء
رواه البزار وقال : وهذا الذي زاده جرير لا نعلم أحدا رواه غيره ورجاله رجال الصحيح غير زياد بن أبي الأدبر وهو ثقة

(8/517)


36 - . باب شهادة الشجر بنبوته صلى الله عليه و سلم

(8/517)


14085 - عن ابن عمر قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فأقبل أعرابي فلما
ص . 518
دنا قال له النبي صلى الله عليه و سلم : " أين تريد ؟ " . قال : إلى أهلي . قال : " هل لك في خير ؟ " . قال : وما هو ؟ قال : " تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله " . قال : من شاهد على ما تقول ؟ قال : " هذه الشجرة " . فدعاها رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خدا حتى جاءت بين يديه فاستشهدها ثلاثا فشهدت أنه كما قال ثم رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه وقال : إن يتبعوني آتيك بهم وإلا رجعت إليك فكنت معك
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . ورواه أبو يعلى أيضا والبزار

(8/517)


37 - . باب شهادة الضب بنبوته صلى الله عليه و سلم

(8/518)


14086 - عن عمر بن الخطاب بحديث الضب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان في محفل من أصحابه إذ جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضبا وجعله في كمه فذهب به إلى رحله فرأى جماعة فقال : على من هذه الجماعة فقالوا : على هذا الذي يزعم أنه النبي فشق الناس ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد ما اشتملت النساء على ذي لهجة أكذب منك وأنقص ولولا أن تسميني العرب عجولا لعجلت عليك فقتلتك فسررت بقتلك الناس أجمعين . فقال عمر : يا رسول الله دعني أقتله . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أما علمت أن الحليم كاد يكون نبيا " . ثم أقبل الأعرابي على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : واللات والعزى لا آمنت بك
ص . 519
وقد قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا أعرابي ما حملك على أن قلت ما قلت وقلت غير الحق ولم تكرم مجلسي ؟ " . قال : وتكلمني أيضا - استخفافا برسول الله صلى الله عليه و سلم - واللات والعزى لا آمنت بك حتى يؤمن بك هذا الضب . فأخرج الضب من كمه فطرحه بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال : إن آمن بك هذا الضب آمنت بك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا ضب " . فكلمه الضب بلسان عربي مبين يفهمه القوم جميعا : لبيك وسعديك يا رسول رب العالمين . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من تعبد ؟ " . قال : الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه وفي البحر سبيله وفي الجنة رحمته وفي النار عذابه . قال : " فمن أنا يا ضب ؟ " . قال : أنت رسول رب العالمين وخاتم النبيين قد أفلح من صدقك وقد خاب من كذبك
فقال الأعرابي : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقا والله لقد أتيتك وما على وجه الأرض أحد هو أبغض إلي منك ووالله لأنت الساعة أحب إلي من نفسي ومن ولدي فقد آمنت بك شعري وبشري وداخلي وخارجي وسري وعلانيتي . فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الحمد لله الذي هداك [ الدين ] الذي يعلو ولا يعلى لا يقبله الله تعالى إلا بصلاة ولا تقبل الصلاة إلا بقرآن " . فعلمه رسول الله صلى الله عليه و سلم { الحمد } و { قل هو الله أحد } فقال : يا رسول الله ما سمعت في البسيط ولا في الرجز أحسن من هذا . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن هذا كلام رب العالمين وليس بشعر وإذا قرأت { قل هو الله أحد } [ مرة ] فكأنما قرأت ثلث القرآن وإذا قرأت { قل هو الله أحد } مرتين فكأنما قرأت ثلثي القرآن وإذا قرأت { قل هو الله أحد } ثلاث مرات فكأنما قرأت القرآن كله "
فقال الأعرابي : نعم الإله فإن إلهنا يقبل اليسير ويعطي الجزيل . ثم قال
ص . 520
رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أعطوا الأعرابي " . فأعطوه حتى أبظروه . فقام عبد الرحمن بن عوف فقال : يا رسول الله إني أريد أن أعطيه ناقة أتقرب بها إلى الله عز و جل دون البختي وفوق الأعرابي وهي عشر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " قد وصفت ما تعطي وأصف لك ما يعطيك الله تعالى جزاء " . قال : نعم . قال : " ناقة من درة جوفاء قوائمها من زمرد أخضر وعنقها من زبرجد أصفر عليها هودج وعلى الهودج السندس والإستبرق تمر بك على الصراط كالبرق الخاطف " . فخرج الأعرابي من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فتلقاه ألف أعرابي على ألف دابة بألف رمح وألف سيف . فقال لهم : أين تريدون ؟ فقالوا : نقاتل هذا الذي يكذب ويزعم أنه نبي . فقال الأعرابي : إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقالوا له : صبوت ؟ فقال لهم : ما صبوت . وحدثهم هذا الحديث فقالوا بأجمعهم : لا إله إلا الله محمد رسول الله . فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فتلقاهم في رداء فنزلوا عن ركابهم يقبلون ما رأوا منه إلا وهم يقولون : لا إله إلا الله محمد رسول الله فقالوا : مرنا بأمرك يا رسول الله قال : " تدخلون تحت راية خالد بن الوليد " . قال : فليس أحد من العرب آمن منهم ألف جميعا إلا بنوا سليم
رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه محمد بن علي بن الوليد البصري قال البيهقي : والحمل في هذا الحديث عليه . قلت : وبقية رجاله رجال الصحيح

(8/518)


38 - . باب حديث الظبية

(8/520)


14087 - ص . 14087 عن أنس بن مالك قال : مر رسول الله صلى الله عليه و سلم على قوم قد صادوا ظبية فشدوها إلى عمود فسطاط فقالت : يا رسول الله إني وضعت ولدين خشفين فاستأذن لي أن أرضعهما ثم أعود فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " خلوا عنها حتى تأتي خشفيها فترضعهما وتأتي إليكما " . قالوا : ومن لنا بذلك يا رسول الله ؟ قال : " أنا " . فأطلقوها فذهبت فأرضعت ثم رجعت إليهم فأوثقوها . قال : " تبيعوها " . قال : يا رسول الله هي لك فخلوا عنها فأطلقوها فذهبت
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح المري وهو ضعيف

(8/140)


14088 - وعن أم سلمة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في الصحراء فإذا مناد يناديه : يا رسول الله فالتفت فلم ير أحدا ثم التفت فإذا ظبية موثوقة فقالت : ادن مني يا رسول الله فدنا منها فقال : " حاجتك ؟ " . فقالت : إن لي خشفين في هذا الجبل فخلني حتى أذهب فأرضعهما ثم أرجع إليك . قال : " وتفعلين ؟ " . قالت : عذبني الله عذاب العشار إن لم أفعل . فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها وانتبه الأعرابي فقال : ألك حاجة يا رسول الله ؟ قال : " نعم تطلق هذه " . فأطلقها فخرجت تعدو وهي تقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
رواه الطبراني وفيه أغلب بن تميم وهو ضعيف

(8/140)


39 - . باب ما جاء في الشاة المسمومة

(8/140)


14089 - عن ابن عباس أن امرأة من اليهود أهدت لرسول الله صلى الله عليه و سلم شاة مسمومة فأرسل إليها فقال : " ما
ص . 522
حملك على ما صنعت ؟ " . قالت : أحببت أو أردت إن كنت نبيا فإن الله عز و جل سيطلعك [ عليه ] وإن لم تك نبيا أريح الناس منك . قال : وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا وجد من ذلك شيئا احتجم . قال : فسافر مرة فلما أحرم وجد من ذلك شيئا فاحتجم
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة

(8/140)


14090 - وعن أنس قال : بنحوه وزاد فيه : وأهدت امرأة يهودية إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم شاة سميطا
فلما مد يده إليها ليأكل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن عضوا من أعضائها يخبرني أنها مسمومة " . فامتنع رسول الله صلى الله عليه و سلم وامتنع من معه فأرسل إلى اليهودية فقال : " ما حملك على أن أفسدتيها بعد أن أصلحتيها ؟ " . قالت : أردت أن أعلم إن كنت نبيا فإنك ستعلم ذلك وإن كنت غير نبي أرحت الناس منك
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وهو ثقة وهو ضعيف

(8/522)


14091 - وعن أبي سعيد الخدري أن يهودية أهدت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم شاة سميطا فلما بسط القوم أبديهم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أمسكوا فإن عضوا من أعضائها يخبرني أنها مسمومة " . فأرسل إلى صاحبتها : " أسممت طعامك هذا ؟ " . قالت : نعم . قال : " ما حملك على ذلك ؟ " . قالت : أردت إن كنت كاذبا أن أريح الناس منك وإن كنت صادقا علمت أن الله تبارك وتعالى سيطلعك عليه . فبسط يده وقال : " كلوا بسم الله "
ص . 523
قال : فأكلنا وذكرنا اسم الله فلم يضر أحدا منا
رواه البزار ورجاله ثقات

(8/522)


14092 - وعن كعب بن مالك أن امرأة يهودية أهدت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم شاة مصلية بخيبر . فقال لها : " ما هذه ؟ " . قالت : هذه هدية وحذرت أن تقول من الصدقة . فأكل وأكل أصحابه ثم قال لهم : " أمسكوا " . ثم قال للمرأة : " هل سممت هذه الشاة ؟ " . فقالت : من أخبرك ؟ قال : " هذا العظم لساقها " . وهو في يده قالت : نعم . قال : " لم ؟ " . قالت : قلت : إن كنت كاذبا أن يستريح الناس منك وإن كنت نبيا لم يضرك . فاحتجم النبي صلى الله عليه و سلم [ على الكاهل ] وأمر أصحابه فاحتجموا فمات بعضهم
قال الزهري : وأسلمت المرأة فزعموا أنه قتلها
رواه الطبراني وفيه أحمد بن بكر البالسي وثقه ابن حبان وقال : يخطئ وضعفه ابن عدي وبقية رجاله رجال الصحيح

(8/523)


14093 - وعن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن أبيه عن جده قال : أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم شاة مسمومة مصلية فأكل منها هو وبشر بن البراء بن معرور فمرضا مرضا شديدا ثم أن بشرا مات فلما مات أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى اليهودية التي أهدتها له فقال : " ما أطعمتينا ويحك ؟ " . قالت : أطعمتك السم . قال : " ما حملك على ذلك ؟ " . قالت : سمعتك تذكر فإن كنت نبيا علمت أنها لا تضرك وإن كنت غير ذلك فأردت أن أريح الناس منك . ثم أمر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلبت
رواه الطبراني . ويحيى هذا إن كان ابن أبي لبيبة فقد ذكره الذهبي في الميزان وإن كان ابن لبيبة فلم أعرفه
ص . 524

(8/523)


14094 - وعن عمار بن ياسر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يأكل من هدية حتى يأمر صاحبها أن يأكل منها للشاة التي أهديت له بخيبر
رواه البزار عن شيخه إبراهيم بن عبد الله المخرمي وثقه الإسماعيلي وضعفه الدارقطني وفيه من لم أعرفه
قلت : وقد تقدم في غزوة خيبر من مرسل عروة

(8/524)


40 - . باب حبس الشمس له صلى الله عليه و سلم

(8/524)


14095 - عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(8/524)


14096 - وعن أسماء بنت عميس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى الظهر بالصهباء ثم أرسل عليا في حاجة فرجع وقد صلى النبي صلى الله عليه و سلم العصر فوضع النبي صلى الله عليه و سلم رأسه في حجر علي فنام فلم يحركه حتى غابت الشمس فقال : " اللهم إن عبدك عليا احتبس بنفسه على نبيه فرد عليه الشمس " . قالت أسماء : فطلعت عليه الشمس حتى وقفت على الجبال وعلى الأرض وقام علي فتوضأ وصلى العصر ثم غابت في ذلك بالصهباء

(8/524)


14097 - وفي رواية عنها أيضا قالت :
ص . 525
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا نزل عليه الوحي يكاد يغشى عليه فأنزل عليه يوما وهو في حجر علي فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " صليت العصر " . قال : لا يا رسول الله فدعا الله فرد عليه الشمس حتى صلى العصر . قالت : فرأيت الشمس طلعت بعدما غابت حين ردت حتى صلى العصر
رواه كله الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح عن إبراهيم بن حسن وهو ثقة وثقه ابن حبان وفاطمة بنت علي بن أبي طالب لم أعرفها

(8/524)


41 - . باب رده البصر صلى الله عليه و سلم

(8/525)


14098 - عن قتادة بن نعمان قال : أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قوس فدفعها رسول الله صلى الله عليه و سلم إلي يوم أحد فرميت بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى اندقت سيتها ولم أزل عن مقامي نصب وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم ألقى السهام بوجهي كلما مال سهم منها إلى وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم ميلت وجهي ورأسي لأقي وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا رمي أرميه فكان آخرها سهما ندرت منه حدقتي على خدي وافترق الجمع فأخذت حدقتي بكفي فسعيت بها في كفي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما رآها رسول الله صلى الله عليه و سلم دمعت عيناه فقال :
اللهم إن قتادة قد أوجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن عينيه وأحدهما نظرا
فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظرا
رواه الطبراني وأبو يعلى ولفظه : عن قتادة بن النعمان أنه أصيبت عينه يوم بدر فسالت حدقته على وجنته فأرادوا أن يقطعوها فسألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " لا " . فدعا به فغمز حدقته براحته فكان لا يدري أي عينيه أصيبت
ص . 526
وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم وفي إسناد أبي يعلى يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف

(8/525)


14099 - وعن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد عن جده قال : أصيبت عين أبي ذر يوم أحد فبزق فيها النبي صلى الله عليه و سلم فكانت أصح عينيه
رواه أبو يعلى وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف

(8/526)


14100 - وعن رجل من سلامان بن سعيد عن أمه أن خالها [ حبيب بن ] فريك حدثها أن أباها خرج به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وعيناه مبيضتان لا يبصر بهما شيئا فسأله ما أصابه قال : كنت أمري جمالي فوقعت رجلي على بيض حية فأصبت ببصري فنفث رسول الله صلى الله عليه و سلم في عينيه فأبصر فرأيته يدخل الخيط في الإبرة وإنه لابن ثمانين سنة وإن عينيه لمبيضتان
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وقد تقدم حديث رفاعة في غزوة بدر من طريق البزار والطبراني في الأوسط

(8/526)


42 - . باب شفاء السلعة

(8/526)


14101 - عن محمد بن عقبة بن شرحبيل عن جده عبد الرحمن عن أبيه قال : أتيت رسول صلى الله عليه و سلم وبكفي سلعة فقلت : يا نبي الله هذه السلعة قد أورمتني تحول بيني وبين قائم السيف أن أقبض عليه وعن عنان الدابة . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ادن مني " . فدنوت منه ثم قال : " افتح يدك " . ففتحتها ثم قال : " اقبضها " . فقبضتها قال : " ادن
ص . 527
مني " . فدنوت فنفث في كفي ثم وضع يده على السلعة فما زال يطحنها حتى رفع عنها وما أرى أثرها
رواه الطبراني . ومخلد ومن فوقه لم أعرفهم وبقية رجاله رجال الصحيح

(8/526)


43 - . باب شفاء الجرح

(8/527)


14102 - عن عبد الله بن أنيس قال : ضرب المستنير بن رزام اليهودي وجهي بمخرش ( عصا معوجة ) من
شوحط ( نوع من الشجر ) فشجني منقلة ( ما تنقل العظم عن موضعه ) أو مأمومة ( التي تبلغ أم الرأس ) فأتيت بها النبي صلى الله عليه و سلم فكشف عنها ونفث فيها فما أذاني منها شيئا
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف

(8/527)


44 - . باب تسبيح الحصى

(8/527)


14103 - عن سويد بن زيد قال : رأيت أبا ذر جالسا وحده في المسجد فاغتنمت ذلك فجلست إليه فذكرت له عثمان فقال : لا أقول لعثمان أبدا إلا خيرا لشيء رأيته عند رسول الله صلى الله عليه و سلم كنت أتبع خلوات رسول الله صلى الله عليه و سلم وأتعلم منه فذهبت يوما فإذا هو قد خرج فاتبعته فجلس في موضع فجلست عنده فقال : " يا أبا ذر ما جاء بك ؟ " . قال : قلت : الله ورسوله . قال : فجاء أبو بكر فسلم وجلس عن يمين النبي صلى الله عليه و سلم فقال له : " ما جاء بك يا أبا بكر ؟ " . قال : الله ورسوله . قال : فجاء عمر فجلس عم يمين أبي بكر فقال : " يا عمر ما جاء بك ؟ " . قال : الله ورسوله
ص . 528
ثم جاء عثمان فجلس عن يمين عمر فقال : " يا عثمان ما جاء بك ؟ " . قال : الله ورسوله . قال : فتناول النبي صلى الله عليه و سلم سبع حصيات أو تسع حصيات فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل ثم وضعهن فخرسن ثم وضعهن في يد أبي بكر فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل ثم وضعهن فخرسن ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل ثم وضعهن فخرسن
رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما ثقات وفي بعضهم ضعف
قلت : وقد تقدم في الخلافة له طريق عن أبي ذر أيضا وقال الزهري فيها : يعني الخلافة
رواه الطبراني في الأوسط وزاد في إحدى طريقيه : ويسمع تسبيحهن من في الحلقة في كل واحد وقال : ثم دفعهن إلينا فلم يسبحن مع أحد منا

(8/527)


45 - . باب معجزاته صلى الله عليه و سلم في الماء ونبعه من بين أصابعه

(8/528)


14104 - عن ابن عباس قال : أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فقال : " ما من ماء ؟ " . قالوا : لا فقال : " هل من شن ؟ " . فجاؤوا بشن فوضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ووضع يده عليه ثم فرق أصابعه فنبع الماء مثل عصا موسى من أصابع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " يا بلال اهتف بالناس بالوضوء " . فأقبلوا يتوضئون من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه و سلم وكانت همة ابن مسعود الشرب فلما توضؤوا صلى بهم الصبح ثم قعد للناس فقال : " يا أيها الناس من أعجب إيمانا ؟ " . قالوا : الملائكة
ص . 529
قال : " وكيف لا تؤمن الملائكة وهم يعاينون الأمر ؟ " . قالوا : فالنبيون يا رسول الله . قال : " وكيف لا يؤمن النبيون والوحي ينزل عليهم من السماء " . قالوا : فأصحابك يا رسول الله . قال : " وكيف لا يؤمن أصحابي وهم يرون ما يرون ولكن أعجب الناس إيمانا قوم يجيئون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ويصدقوني ولم يروني أولئك إخواني "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار والبزار باختصار وأحمد إلا أنه قال : فانفجر من بين أصابعه عيون . وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط

(8/528)


14105 - وعن البراء بن عازب قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسير فأتينا على ركية ذمة - أي قليلة الماء - قال : فنزل فيها ستة أنا سادسهم ماحة ( جافة ) . قال : فأدليت إلينا دلو . قال : ورسول الله صلى الله عليه و سلم على شفة الركي . قال : فجعلنا فيها نصفها أو قريب ثلثيها فرفعت إلى رسول الله قال البراء : فكدت بإنائي هل أجد شيئا أجعله في حلقي فما وجدت فرفعت الدلو إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فغمس يده فيها فقال ما شاء الله أن يقول فأعيدت إلينا الدلو بما فيها . قال : فقد رأيت آخرنا أخرج بقوة خشية الغرق . قال : ثم ساحت - يعني جرت نهرا -
قلت : هو في الصحيح باختصار كثير في غزوة الحديبية
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح
ص . 530

(8/529)


14106 - وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جهز جيشا إلى المشركين فيهم أبو بكر وعمر - أمرهما - والناس كلهم قال لهم : " أجدوا السير فإن بينكم وبين المشركين ماء إن سبق المشركون إلى ذلك الماء شق على الناس وعطشتم عطشا شديدا أنتم ودوابكم وركابكم " . وتخلف رسول الله صلى الله عليه و سلم في ثمانية هو تاسعهم فقال لأصحابه : " هل لكم أن نعرس قليلا ثم نلحق بالناس ؟ " . قالوا : نعم يا رسول الله فعرسوا فما أيقظهم إلا حر الشمس . فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه فقال لهم : " قوموا واقضوا حاجتكم " . ففعلوا ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هل مع أحد منكم ماء ؟ " . قال رجل منهم : يا رسول الله ميضأة فيها شيء من ماء . قال : " جئ بها " . فجاء بها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فمسحها بكفيه ودعا بالبركة ثم قال لأصحابه : " تعالوا فتوضؤوا " . فجاؤوا فجعل يصب عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى توضؤوا وأذن رجل منهم وأقام . قال : فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال لصاحب الميضأة : " ازدهر بميضأتك فسيكون لها نبأ " . فركب رسول الله صلى الله عليه و سلم [ وأصحابه ] قبل الناس فقال لأصحابه : " ما ترون الناس فعلوا ؟ " . قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " إن فيهم أبا بكر وعمر وسيرشدان الناس " . فقدم الناس وقد سبق المشركون إلى ذلك الماء [ فشق على الناس ] وعطشوا عطشا شديدا وركابهم ودوابهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أين صاحب الميضأة ؟ " . قال : ها هو ذا يا رسول الله . [ قال : " جئ بميضأتك " . ] فجاء بها وفيها شيء من ماء فقال لهم : " تعالوا فاشربوا "
ص . 531
فجعل يصب لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى شربوا كلهم وسقوا دوابهم وركابهم وملؤوا كل إداوة وقربة ومزادة ثم نهض رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه إلى المشركين . فبعث الله ريحا فضربت وجوه المشركين وأنزل الله تبارك وتعالى نصره وأمكن من أدبارهم فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وأسروا أسرى كثيرة واستاقوا غنائم كثيرة ورجع رسول الله صلى الله عليه و سلم والناس وافرين صالحين
رواه أبو يعلى وفيه سعيد بن سليم الضبي وثقه ابن حبان وقال : يخطئ وضعفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح

(8/530)


14107 - وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزاة فأصابنا عطش شديد فشكونا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " هل فضل ماء في إداوة ؟ " . فأتاه رجل بفضلة ماء في إداوة فحفر النبي صلى الله عليه و سلم في الأرض حفرة ووضع عليها نطعا ووضع كفه على الأرض ثم قال لصاحب الإداوة : " صب الماء على كفي وأذكر اسم الله " . ففعل
قال أبو ليلى : رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى روي القوم وسقوا ركابهم
وفي إسناده : خالد بن نافع الأشعري ضعفه أبو زرعة وأبو داود والنسائي وقال أبو حاتم : ليس بقوي يكتب حديثه وقد روى عنه أحمد بن حسر وقد اشتهر أن شيوخه كلهم ثقات عنده
قلت : وقد تقدم حديث زياد بن الحارث الصدائي وحديث حبان بن بح الصدائي في كراهية الإمارة

(8/531)


14108 - وعن أبي رجاء قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى دخل حائطا لبعض
ص . 532
الأنصار فإذا هو يسنو ( يستقي ) فيه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما تجعل لي إن أرويت حائطك هذا ؟ " . قال : إني أجهد أن أرويه فلا أطيق ذلك . فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " تجعل لي مائة تمرة أختارها من تمرك ؟ " . قال : نعم . فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم الغرب فما لبث أن أرواه حتى قال الرجل : غرقت علي حائطي . فاختار رسول الله صلى الله عليه و سلم مائة تمرة . قال : فأكل هو وأصحابه حتى شبعوا ثم رد عليه مائة تمرة كما أخذها منه
رواه الطبراني ورجاله وثقوا وقد ذكر لأبي عمران ترجمة

(8/531)


46 - . ( بابان في بركة الطعام ونحوه )

(8/532)


1 - . باب معجزته صلى الله عليه و سلم في الطعام وبركته فيه

(8/532)


14109 - عن علي قال : جمع رسول الله صلى الله عليه و سلم - أو قال : دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم - من بني عبد المطلب فيهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق قال : فصنع لهم مدا من طعام فأكلوا حتى شبعوا وبقي الطعام [ كما هو ] كأنه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا حتى شبعوا وبقي الشراب كأنه لم يمس أولم يشرب فقال : " يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس بعامة وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ؟ " . قال : فلم يقم إليه أحد . قال : فقمت إليه وكنت أصغر القوم . فقال : " اجلس " . ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي : " اجلس " حتى إذا كان في الثالثة ضرب بيده على يدي
رواه أحمد ورجاله ثقات
ص . 533

(8/532)


14110 - وعن علي قال : لما نزلت : { وأنذر عشيرتك الأقربين } قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام واجمع لي بني هاشم " . وهم يومئذ أربعون رجلا أو أربعون غير رجل . قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالطعام فوضعه بينهم فأكلوا حتى شبعوا وإن منهم لمن يأكل الجذعة بإدامها ثم تناول القدح فشربوا منه حتى رووا - يعني من اللبن - فقال بعضهم : ما رأينا كالسحر يرون أنه أبو لهب الذي قاله . فقال : " يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام وأعدد قعبا من لبن " . قال : ففعلت فأكلوا كما أكلوا في اليوم الأول وشربوا كما شربوا في المرة الأولى وفضل كما فضل في المرة الأولى فقال : ما رأينا كاليوم في السحر . فقال : " يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام وأعدد قعبا من لبن " . ففعلت . فقال : " يا علي اجمع لي بني هاشم " . فجمعتهم فأكلوا وشربوا فبدرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " أيكم يقضي عني ديني ؟ " . قال : فسكت وسكت القوم فأعاد رسول الله صلى الله عليه و سلم المنطق فقلت : أنا يا رسول الله . فقال : " أنت يا علي أنت يا علي "
رواه البزار واللفظ له وأحمد باختصار والطبراني في الأوسط باختصار أيضا ورجال أحمد وإسنادي البزار رجال الصحيح غير شريك وهو ثقة

(8/533)


14111 - وعن أبي أيوب قال : صنعت للنبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر طعاما قدر ما يكفيهما فأتيتهما به فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اذهب فادع لي ثلاثين من أشراف الأنصار " . فشق علي ذلك وقلت : ما عندي شيء أزيده . فكأني تغفلت فقال : " اذهب فائتني بثلاثين من أشراف
ص . 534
الأنصار " . فدعوتهم فجاءوا فقال : " اطعموا " . فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله ثم بايعوه قبل أن يخرجوا . ثم قال : " اذهب فادع لي ستين من أشراف الأنصار " . قال أبو أيوب : والله لأنا بالستين أجود مني بالثلاثين . قال : فدعوتهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " توقفوا " . فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم بايعوه قبل أن يخرجوا . ثم قال : " اذهب فادع لي تسعين من الأنصار " . فلأنا أجود بالتسعين والستين مني بالثلاثين . قال : فدعوتهم فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم بايعوه قبل أن يخرجوا . فأكل من طعامي ذلك مائة وثمانون رجلا كلهم من الأنصار
رواه الطبراني وفي إسناده من لم أعرفه

(8/533)


14112 - وعن أبي حبيش الغفاري أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تهامة حتى إذا كنا بعسفان جاءه الصحابة فقالوا : يا رسول الله جهدنا الجوع فائذن لنا في الظهر نأكله . قال : " نعم " . فأخبر بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا نبي الله ماذا صنعت ؟ أمرت الناس أن ينحروا الظهر فعلى ما يركبون ؟ قال : " فما ترى يا ابن الخطاب ؟ " . قال : أرى أن تأمرهم أن يأتوا بفضل أزوادهم فتجمعه في ثوب ثم تدعو الله لهم . فأمرهم فجعلوا فضل أزوادهم في ثوب ثم دعا لهم . ثم قال : " ائتوا بأوعيتكم " . فملأ كل إنسان منهم وعاءه . ثم أمر بالرحيل فلما جاوز مطروا فنزلوا فنزل ونزلوا معه فشرب من ماء السماء فجاء ثلاثة نفر فجلس اثنان مع النبي صلى الله عليه و سلم وذهب الآخر معرضا فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ألا أخبركم عن النفر الثلاثة أما واحد فاستحيا من الله فاستحيا الله منه وأما الآخر فأقبل تائبا فتاب الله عليه وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه "
رواه البزار والطبراني في الأوسط وزاد فقال : " ما ترى يا ابن الخطاب ؟ " . قال : أرى أن تأمرهم وأنت أفضل رأيا
ص . 535
وزاد أيضا : ونزل النبي صلى الله عليه و سلم ونزلوا معه وشربوا من الماء هم والكراع ثم خطبهم في ثلاثة نفر . فذكر الحديث ورجاله ثقات

(8/534)


14113 - وعن عمر بن الخطاب قال : كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في غزاة فقلنا : يا رسول الله إن العدو قد حضر وهم شباع والناس جياع فقالت الأنصار : ألا ننحر نواضحنا فنطعمها الناس ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " من كان عنده فضل طعام فليجئ به " . فجعل الرجل يجيء بالمد والصاع وأكثر وأقل فكان جميع ما في الجيش بضعة وعشرين صاعا فجلس النبي صلى الله عليه و سلم إلى جنبه ودعا بالبركة فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " خذوا ولا تنتهبوا " . فجعل الرجل يأخذ في جرابه وفي غرارته وأخذوا في أوعيتهم حتى إن الرجل ليربط كم قميصه فيملأه ففرغوا والطعام كما هو ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم : " أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يأتي بها عبد محق إلا وقاه الله حر النار "
رواه أبو يعلى في الصغير والكبير وفيه عاصم بن عبيد الله العمري وثقه العجلي وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات
قلت : وقد تقدم حديث أبي عمرة في الإيمان في أول باب

(8/535)


14114 - وعن النعمان بن مقرن قال : قدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم في أربعمائة من مزينة فأمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بأمره فقال بعض القوم : يا رسول الله ما لنا طعام نتزوده . فقال النبي صلى الله عليه و سلم لعمر : " زودهم " . فقال : ما عندي إلا فاضلة من تمر وما أراه يغني عنهم شيئا . قال : " انطلق فزودهم " . فانطلق بنا إلى علية فإذا فيها تمر مثل البكر الأورق . فقال : خذوا فأخذ
ص . 536
القوم حاجتهم قال : وكنت من آخر القوم قال : فالتفت وما أفقد موضع تمرة وقد احتمل منه أربعمائة رجل
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح

(8/535)


14115 - وعن دكين بن سعيد الخثعمي قال : أتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن أربعون وأربعمائة نسأله الطعام فقال النبي صلى الله عليه و سلم لعمر : " قم فأعطهم " . فقال : يا رسول الله ما عندي إلا ما يقيظني والصبية - قال وكيع : القيظ في كلام العرب أربعة أشهر - قال : " قم فأعطهم " . قال عمر : يا رسول الله سمع وطاعة . قال : فقام عمر وقمنا معه فصعد بنا إلى غرفة له فأخرج المفتاح من حجرته ففتح الباب . قال دكين : فإذا في الغرفة من التمر شبيه بالفصيل الرابض . قال : شأنكم . قال : فأخذ كل رجل منا حاجته ما شاء . قال : فالتفت وإني لمن آخرهم فكأنا لم نرزأ منه تمرة
قلت : روى أبو داود منه طرفا
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح

(8/536)


14116 - وعن واثلة بن الأسقع قال : كنت في أهل الصفة فدعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما بقرص فكسره في القصعة وصنع فيها ماء سخنا ثم صنع فيها ودكا ثم سفسفها ثم لبقها ثم
ص . 537
صنعها ثم قال : " اذهب فائتني بعشرة أنت عاشرهم " . فجئت بهم فقال : " كلوا وكلوا من أسفلها ولا تأكلوا من أعلاها فإن البركة تنزل في أعلاها " . فأكلوا منها حتى شبعوا
قلت : عند ابن ماجة طرف من أخره
رواه أحمد ورجاله موثقون

(8/536)


14117 - وعن واثلة بن الأسقع أيضا قال : كنت من أصحاب الصفة فشكا أصحابي الجوع فقالوا : يا واثلة اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستطعم لنا . فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله إن أصحابي شكوا الجوع . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعائشة : " هل عندك من شيء ؟ " . قالت : يا رسول الله ما عندي إلا فتات خبز . قال : " فائتيني به " . فجاءت بجراب فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بصحفة فأفرغ الخبز في الصحفة ثم جعل يصلح الثريد بيده وهو يربو حتى امتلأت الصحفة فقال : " يا واثلة اذهب فجئ بعشرة من أصحابي وأنت عاشرهم " . فذهبت فجئت بعشرة من أصحابي وأنا عاشرهم فقال : " اجلسوا وخذوا باسم الله خذوا من حواليها ولا تأخذوا من أعلاها فإن البركة تنزل من أعلاها " . فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا وفي الصحفة مثل ما كان فيها ثم جعل يصلحها بيده وهي تربو حتى امتلأت . قال : " يا واثلة اذهب فجئ بعشرة من أصحابك " . فجئت بعشرة فقال : " اجلسوا " فجلسوا فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا فقال : " اذهب فجئ بعشرة من أصحابك " . فذهبت فجئت بعشرة ففعلوا مثل ذلك . قال : " هل بقي من أحد ؟ " . قلت : نعم عشر . قال : " اذهب فجئ بهم " . فذهب فجئت بهم فقال : " اجلسوا " . فجلسوا فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا وبقي في الصحفة مثل ما كان ثم قال : " يا واثلة اذهب بهذا إلى عائشة " . رضي الله عنها
ص . 538

(8/537)


14118 - وفي رواية : كنت في الصفة وهم عشرون رجلا . فذكر نحوه إلا أنه قال : قالوا : ها هنا كسرة وشيء من لبن
رواه كله الطبراني بإسنادين وإسناده حسن

(8/538)


14119 - وعن أبي طلحة قال : دخلت المسجد فعرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم الجوع فخرجت حتى أتيت أم سليم - وهي أم أنس بن مالك - كانت تحت مالك بن أبي أنس فقلت : يا أم سليم إني عرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم الجوع فهل عندك من شيء ؟ فقالت : عندي شيء وأشارت بكفها . فقلت لها : اصنعي وانعمي . فأرسلت أنسا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : ساره في أذنه وادعه . فلما أقبل أنس قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ " هذا رجل قد جاء بخير " . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ] " أرسلك أبوك يدعونا يا بني ؟ " . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه : " اذهبوا باسم الله " . قال : فأدبر أنس يشتد حتى أتى أبا طلحة فقال : هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أتاك في الناس . قال : فخرجت حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه و سلم عند الباب على مستراح الدرجة فقلت : يا رسول الله ماذا صنعت بنا ؟ إنما عرف في وجهك الجوع فصنعنا لك شيئا تأكله . قال : " ادخل وأبشر " . قال : فأخذها رسول الله صلى الله عليه و سلم فجمعها في الصحفة بيده ثم أصلحها فقال : " هل من ؟ " . كأنه يعني الأدم قال : فأتوه بعكتهم فيها شيء أو ليس فيها شيء
ص . 539
فقال بها رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده فأسكب منها السمن ثم قال : " أدخل علي عشرة عشرة " . فأكلوا كلهم فشبعوا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم للفضل الذي فضل : " كلوا أنتم وعيالكم " . فأكلوا وشبعوا
رواه أبو يعلى والطبراني وزاد : وهم زهاء مائة . ورجالهما رجال الصحيح

(8/538)


14120 - وعن أنس بن مالك قال : جئت رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فوجدته جالسا مع أصحابه يحدثهم وقد عصب بطنه على حجر فقلت لبعض أصحابه : لم عصب رسول الله صلى الله عليه و سلم بطنه ؟ فقال : من الجوع . فذهبت إلى أبي طلحة - وهو زوج أم سليم بنت ملحان - فقلت : يا أبتاه قد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قد عصب بطنه بعصابة فسأله بعض أصحابه فقال : " من الجوع "
فدخل أبو طلحة على أمي فقال : هل من شيء ؟ فقالت : عندي كسر من خبز وتمرات فإن جاءنا النبي صلى الله عليه و سلم أشبعناه وإن جاء معه أحد قل عنهم . فقال أبو طلحة : اذهب يا أنس فقم قريبا من رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا قام فدعه حتى يتفرق ومن تبعه حتى إذا قام على عتبة بابه فقل : أبي يدعوك ففعلت ذلك فلما قلت : أبي يدعوك قال لأصحابه : " يا هؤلاء تعالوا " . ثم أخذ بيدي فشدها وأقبل بأصحابه حتى دنوا من بيتنا أرسل يدي فدخلت وأنا حزين لكثرة من جاء معه فقلت : يا أبتاه قد قلت لرسول الله صلى الله عليه و سلم الذي قلت لي فدعا أصحابه فقد جاءك بهم . فخرج أبو طلحة إليهم فقال : يا رسول الله إنما أرسلت أنسا يدعوك وحدك ولم يكن عندي ما يشبع من أرى . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ادخل فإن الله عز و جل سيشبعهم بما عندك " . فدخل معي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " اجمعوا ما عندكم ثم قربوه " . وجلس من كان معه بالسدة وقربت ما كان عندنا من خبز وتمر فجعلناه على
ص . 540
حصيرنا فدعا فيه بالبركة ثم قال : " أدخل علي ثمانية " . فأدخلت عليه ثمانية وجعل كفه فوق الطعام فقال : " كلوا وسموا الله " . فأكلوا من بين أصابعه حتى شبعوا ثم أمرني فأدخلت ثمانية فما زال ذلك حتى دخل عليه ثمانون رجلا كلهم يأكل حتى يشبع ثم دعاني ودعا أمي وأبا طلحة فقال : " كلوا " . فأكلنا حتى شبعنا ثم رفع يده فقال : " يا أم سليم أين هذا من طعامك حين قدمتيه ؟ " . قالت : بأبي وأمي لولا أني رأيتهم يأكلون لقلت : ما نقص من طعامنا شيء
قلت : لأنس حديث في الصحيح بغير سياقه
رواه الطبراني وفيه أسامة بن زيد بن أسلم وهو ضعيف

(8/539)


14121 - وعن أنس بن مالك قال : أتى أبو طلحة أم سليم أم أنس بن مالك وأبو طلحة رابه فقال : عندك يا أم سليم شيء ؟ فإني مررت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يقرئ أصحاب الصفة سورة النساء وقد ربط على بطنه حجرا من الجوع فقالت : عندي شيء من شعير فطحنته
قلت : فذكر الحديث إلى أن قال :
فانطلقوا يومئذ وهم ثمانون رجلا فأمسك بيدي فلما دنوت من الدار نزعت يدي من يده فجعل أبو طلحة يطلبني في الدار ويرميني بالحجارة ويقول : فضحتني عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم إنه خرج إليه فأخبره الخبر فأمرهم فجلسوا ثم دخل فأتيناه
ص . 541
بالقرص فقال : " هل من أدم ؟ " . فقالت أم سليم : يا رسول الله قد كان عندنا نحي قد عصرته أنا وأبو طلحة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هلموا فإن عصر الثلاثة أبلغ من عصر الاثنين " . فأتى به رسول الله صلى الله عليه و سلم فعصره رسول الله صلى الله عليه و سلم معهما بيده ثم دعا فيه بالبركة ثم قال : " ادعوا لي عشرة " . فأكلوا حتى تجشؤوا شبعا . فذكر الحديث وهو في الصحيح بغير هذا السياق
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(8/540)


14122 - وعن جابر بن عبد الله قال : صنعت أمي طعاما وقالت : اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فادعه . فجئت النبي صلى الله عليه و سلم فساررته فقلت : إن أمي قد صنعت شيئا . فقال لأصحابه : " قوموا " . فقام معه خمسون رجلا فجلس على الباب فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أدخل عشرة عشرة " . فأكلوا حتى شبعوا وفضل نحو ما كان
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا

(8/541)


14123 - وعن أبي هريرة قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اجمع لي أصحابك " . فجعلت أتبعهم في المسجد رجلا رجلا أوقظهم فأتينا باب النبي صلى الله عليه و سلم فدخلنا فوضعت بين أيدينا صحفة صنيع قدر مدي شعير فقال لنا : " كلوا بسم الله " . وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم حين وضعت الصحفة : " والذي نفس محمد بيده ما في آل محمد شيء غير ما ترونه " . فأكلنا حتى شبعنا وفيها منه بقية وكنا ما بين السبعين إلى الثمانين
فقلت لأبي هريرة : مثل أيش كانت حين فرغتم منها ؟ فقال : مثلها حين وضعت إلا أن فيها أثر الأصابع
ص . 541
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات

(8/541)


14124 - وعن أبي هريرة قال : أخطأني العشاء ذات ليلة مع النبي صلى الله عليه و سلم وأخطاني أن يدعوني أحد من أصحابنا فصليت العشاء ثم أردت أن أنام فلم أقدر ثم أردت أن أصلي فلم أقدر فإذا رجل عند حجرة النبي صلى الله عليه و سلم فأتيته فإذا هو النبي صلى الله عليه و سلم يصلي فصلى ثم استند إلى السارية التي كان يصلي إليها فقال : " من هذا أبو هريرة ؟ " . قلت : نعم . قال : " أخطاك العشاء معنا الليلة ؟ " . قلت : نعم . قال : " انطلق إلى المنزل فقل : هلموا الطعام الذي عندكم " . فأعطوني صحفة فيها عصيدة بتمر فأتيت بها النبي صلى الله عليه و سلم فوضعتها بين يديه فقال : " ادع أهل المسجد " . فقلت في نفسي : الويل لي مما أرى من قلة الطعام والويل لي من المعصية فآتي الرجل وهو نائم فأوقظه وأقول : أجب وآتي الرجل وهو يصلي فأقول : أجب حتى اجتمعوا عند النبي صلى الله عليه و سلم فوضع أصابعه فيها وغمز نواحيها وقال : " كلوا بسم الله " . فأكلوا حتى شبعوا وأكلت حتى شبعت قال : " خذها يا أبا هريرة فارددها إلى آل محمد فما في آل محمد طعام يأكله ذو كبد غير هذه أهداها إلينا رجل من الأنصار " . فأخذت الصحفة فرفعتها فإذا هي كهيئتها حين وضعتها إلا أن فيها آثار أصابع النبي صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات

(8/541)


14125 - وعن صفية زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت : جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم فقال : " أعندك شيء يا بنت حيي فإني جايع ؟ " . فقلت : لا والله يا رسول الله إلا مدين من طحين . قال : " فاسختيه " . قالت : فجعلته في القدر وأنضجته فقلت : قد نضج يا رسول الله . فقال : " أتعلمين في نحي بنت أبي بكر شيئا ؟ " . فقلت : ما أدري يا رسول الله . قال : فذهب هو بنفسه حتى أتى بيتها فقال : " في نحيك يا بنت أبي بكر شيء ؟ " . فقالت : ليس فيه شيء إلا قليل فجاء به هو بنفسه فعصر حافتيه في القدر حتى رأيت الذي يخرج فوضع يده فقال : " بسم الله ادعي أخواتك فإني أعلم أنهن يجدن مثل ما أجد " . فدعوتهن فأكلنا حتى شبعنا ثم جاء أبو بكر فدخل ثم جاء عمر فدخل ثم جاء رجل
ص . 543
قالت : فأكلوا حتى شبعوا وفضل عنهم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حديج بن معاوية وقد وثق على ضعفه وبقية رجاله ثقات

(8/541)


14126 - وعن أم أنس بن مالك قالت : كانت لنا شاة فجمعت من سمنها في عكة فملأت العكة ثم بعثت بها مع ربيبة فقلت : يا ربيبة أبلغي هذه العكة رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتدم بها . فانطلقت ربيبة حتى أتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله عكة سمن بعثت بها إليك أم سليم . فقال : " فرغوا لها عكتها " . ففرغت العكة فدفعت إليها فانطلقت فجاءت أم سليم فرأت العكة ممتلئة تقطر فقالت أم سليم : يا ربيبة أليس قد أمرتك أن تنطلقي [ بها ] إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قالت : قد فعلت فإن لم تصدقيني فانطلقي فسلي رسول الله صلى الله عليه و سلم . فانطلقت أم سليم ومعها ربيبة فقالت : يا رسول الله إني بعثت إليك معها بعكة فيها سمن . فقال : " قد فعلت قد جاءت بها " . فقالت : والذي بعثك بالهدى ودين الحق إنها لممتلئة تقطر سمنا . قال : فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أتعجبين إن كان الله أطعمك كما أطعمت نبيه ؟ كلي وأطعمي " . قالت : فجئت البيت فقسمت في قعب لنا كذا وكذا وتركت فيها ما ائتدمنا به شهرا أو شهرين
رواه أبو يعلى والطبراني إلا أنه قال : زينب بدل ربيبة . وفي إسنادهما محمد بن زياد الترجمي وهو اليشكري وهو كذاب
ص . 544

(8/543)


14127 - وعن أم مالك الأنصارية أنها جاءت بعكة سمن إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بلالا فعصرها ثم دفعها إليها فرجعت فإذا هي ممتلئة فأتت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : نزل في شيء يا رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال : " وما ذلك يا أم مالك ؟ " . فقالت : لم رددت هديتي ؟ فدعا بلالا فسأله عن ذلك فقال : والذي بعثك بالحق لقد عصرتها حتى استحييت . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هنيئا لك يا أم مالك عجل الله ثوابها " . ثم علمها في دبر كل صلاة سبحان الله عشرا والحمد لله عشرا والله أكبر عشرا
رواه الطبراني وفيه راو لم يسم وعطاء بن السائب اختلط وبقية رجاله رجال الصحيح

(8/544)


14128 - وعن أم أوس البهزية أنها ملأت سمنا لها فجعلته في عكة ثم أهدته إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقبله وأخذ ما فيها ودعا لها بالبركة فردوها إليها وهي مملوءة سمنا فظنت أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يقبلها فجاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم ولها صراخ فقال : " أخبروها بالقصة " . فأكلت منه بقية عمر النبي صلى الله عليه و سلم وولاية أبي بكر وولاية عمر وولاية عثمان حتى كان بين علي ومعاوية ما كان
رواه الطبراني وفيه عصمة بن سليمان ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا

(8/544)


14129 - وعن حمزة بن عمرو قال : كان طعام أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يدور على يدي أصحابه هذا ليلة وهذا ليلة . قال : فدار علي ليلة فصنعت طعام أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وتركت النحي ولم أوكه وذهبت بالطعام إليه فتحرك فأهريق ما فيه فقلت : أعلى يدي أهريق طعام رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ادنه " . فقلت : لا أستطيع يا رسول الله فرجعت مكاني فإذا النحي يقول : قب قب فقلت : مه قد أهريق فضلة فضلت فيه فجئت
ص . 545
أنظره فوجدته قد ملئ إلى ثدييه فأخذته فجئت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته فقال : " إنك لو تركته لملئ إلى فيه ثم أوكي "
رواه الطبراني وقد تقدمت له طريق في غزوة تبوك وفيها : " لو تركته لسال واديا سمنا "
ورجال الطريق التي هنا وثقوا

(8/544)


14130 - وعن مسعود بن خالد قال : بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم شاة ثم ذهبت في حاجة فرد إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم شطرها . فرجعت إلى أم خناس زوجته فإذا عندها لحم فقلت : يا أم خناس ما هذا اللحم ؟ قالت : رده إلينا خليلك صلى الله عليه و سلم من الشاة التي بعثت بها إليه . قال : ما لك لا تطعميه عيالك ؟ قالت : هذا سؤرهم وكلهم قد أطعمت وكانوا يذبحون الشاتين والثلاثة ولا تجزئ عنهم
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(8/545)


14131 - وعن جابر أن رجلا من الأنصار جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر له ضيفا فأمر له رسول الله صلى الله عليه و سلم بنصف وسق من شعير فأكلوا منه حينا ثم أخذه يوما فكاله لينظر كم بقي ؟ فلم يلبث أن فني فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له فقال : " كلتموه ؟ أما إنك لو لم تكله لبقي كذا وكذا " . أو قال : " عمركم "
رواه البزار وفيه محمد بن أبي ليلى وهو ثقة وفيه ضعف

(8/545)


14132 - وعن أبي هريرة قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم ليسأله عن شيء فدخل يطلب له فأصاب لقمة في بعض حجره فأخرجها ففتها أجزاء ثم وضع يده عليها ثم قال : " كل يا أعرابي " . فأكل الأعرابي وفضلت منه فضلة فجعل الأعرابي يرفع رأسه وينظر إليه ويقول : إنك
ص . 546
لرجل صالح . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أسلم " . فجعل يأبى الإسلام ويقول : إنك لرجل صالح
رواه البزار وفيه السري بن عاصم وهو كذاب

(8/545)


2 - . باب قوله صلى الله عليه و سلم ناولني الذراع

(8/546)


14133 - عن أبي رافع قال : صنع لرسول الله صلى الله عليه و سلم شاة مصلية فأتى بها فقال :
يا أبا رافع ناولني الذراع
فناولته . ثم قال : " يا أبا رافع ناولني الذراع " فناولته . ثم قال : " يا أبا رافع ناولني الذراع " . فقلت : يا رسول الله هل للشاة إلا ذراعان ؟ فقال : " لو سكت لناولتني منها ذراعا ما دعوت به " . قال : وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعجبه الذراع

(8/546)


14134 - وفي رواية : أهديت له شاة فجعلها في القدر فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
ما هذا يا أبا رافع ؟
فقلت : شاة أهديت لنا يا رسول الله نطبخها في القدر . قال : " ناولني الذراع "
رواه أحمد والطبراني من طرق وقال في بعضها : أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أصلي له شاة فصليتها . ورواه في الأوسط باختصار وأحد إسنادي أحمد حسن

(8/546)


14135 - وعن سلمى امرأة أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث إلى أبي رافع
ص . 547
بشاة وذلك يوم الخندق فيما أعلم فصلاها أبو رافع وجعلها في مكتل ثم انطلق بها فلقيه النبي صلى الله عليه و سلم راجعا من الخندق فقال : " يا أبا رافع ناولني الذراع " . فناولته ثم قال : " يا أبا رافع ناولني الذراع " . فناولته ثم قال : " يا أبا رافع ناولني الذراع " . فناولته ثم قال : " يا أبا رافع ناولني الذراع " . فقال : يا رسول الله هل للشاة إلا ذراعان ؟ فقال : " لو سكت لناولتني ما سألتك "
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(8/546)


14136 - وعن أبي عبيد أنه طبخ لرسول الله صلى الله عليه و سلم قدرا فيها لحم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ناولني ذراعها " . فناولته فقال : " ناولني ذراعها " . فناولته فقال : " ناولني ذراعها " . فقال : يا نبي الله كم للشاة من ذراع ؟ فقال : " والذي نفسي بيده لو سكت لأعطيت ذراعا ما دعوت به "
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير شهر بن حوشب وقد وثقه غير واحد

(8/547)


14137 - وعن يحيى بن [ أبي ] إسحاق قال : حدثني رجل من بني غفار في مجلس سالم بن عبد الله قال : حدثني فلان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتي بطعام خبز ولحم فقال : " ناولني الذراع " . فنوول ذراعا فأكلها قال يحيى : لا أعلمه إلا قال هكذا ثم قال : " ناولني الذراع " . فنوول ذراعا فأكلها ثم قال : " ناولني الذراع " . فقال : يا رسول الله إنما هما ذراعان . فقال : " وأبيك لو سكت ما زلت أناول منه ذراعا ما دعوت به "
رواه أحمد وفيه راو لم يسم

(8/547)


47 - . باب فيمن أكل من فيه شيئا

(8/547)


14138 - ص . 548 عن أبي أمامة قال : جاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم امرأة بذيئة اللسان قد عرف ذلك منها وبين يديه قديد يأكله فأخذ النبي صلى الله عليه و سلم قديدة فيها عصب فألقاها إلى فيه فجعل يلوكها مرة على جانبه هذا ومرة على جانبه الآخر فقالت المرأة : يا نبي الله ألا تطعمني ؟ قال : " بلى " . فناولها مما بين يديه قالت : لا إلا الذي في فيك . فأخرجه فأعطاها فألقته في فمها فلم تزل تلوكه حتى ابتلعته فلم يعلم من تلك المرأة بعد ذلك الأمر الذي كانت عليه من البذاء والذرابة
رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف وقد تقدمت له طريق

(8/548)


48 - . باب بركته صلى الله عليه و سلم في اللبن وآيته فيه

(8/548)


14139 - عن ابنة لخباب قالت : خرج خباب في سرية فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتعاهدنا حتى كان يحلب عنزا لنا فكان يحلبها في جفنة فكانت تمتلئ حتى تطفح . قالت : فلما قدم خباب حلبها فعاد حلابها إلى ما كان قالت : فقلنا لخباب : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحلبها حتى تمتلئ جفنتنا فلما حلبتها نقص حلابها
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن زيد القائش وهو ثقة

(8/548)


14140 - وعن قيس بن النعمان السكوني قال :
ص . 549
انطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه أبو بكر رضي الله عنه مستخفيا من قريش فمرا براع فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هل من شاة ضربها الفحل ؟ " . قال : لا ولكن ها هنا شاة قد خلفها الجهد فقال : " ائتني بها " . فأتاه بها فمسح ضرعها ودعا بالبركة فحلب فسقى أبا بكر ثم حلب فسقى الراعي ثم حلب فشرب فقال له : بالله ما رأيت مثلك من أنت ؟ قال : " إن أخبرتك تكتم علي ؟ " . قال : نعم . قال : " محمد رسول الله - صلى الله عليه و سلم - "
قال : الذي تزعم قريش أنه صابئ ؟ قال : " إنهم يقولون ذلك " . قال : فإني أشهد أنك رسول الله وأنه لا يقدر على ما فعلت إلا رسول ثم قال له : أتبعك ؟ فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : " أما اليوم فلا ولكن إذا سمعت أنا قد ظهرنا فائتنا " . فأتى النبي صلى الله عليه و سلم بعد ما ظهر بالمدينة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(8/548)


14141 - وعن أم معبد أنها قالت : بعثت إلى النبي صلى الله عليه و سلم بشاة داجن فردها وقال :
ابعثي شاة لا تحلب
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حزام بن هشام بن حبيش وأبيه وكلاهما ثقة

(8/549)


14142 - وعن سعد مولى أبي بكر قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم - أراه قال : في سفر - فنزلنا منزلا فقال لي : " يا سعد اذهب إلى تلك العنزة فاحلبها " . وعهدي بذلك المكان وما فيه عنز فأتيته فإذا فيه عنز حامل فحلبتها قال : لا أدري كم من مرة ثم وكلت بها إنسانا وشغلت بالرحلة
ص . 550
فذهبت العنز فاستبطأني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " أي سعد " . فقلت : يا رسول الله إن الرحلة شغلتنا فذهبت العنز . فقال : " إن العنز ذهب بها ربها "
رواه الطبراني ورجاله ثقات وقد تقدم حديث أم معبد في صفته وفي الهجرة إلى المدينة من طرق

(8/549)


49 - . ( أبواب في الجن )

(8/550)


1 - . باب قدوم وفد الجن وطاعتهم له صلى الله عليه و سلم

(8/550)


14143 - عن عبد الله بن مسعود قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة وهو في نفر من أصحابه إذ قال : " ليقم معي رجل منكم ولا يقومن معي رجل في قلبه من الغش مثقال ذرة " . قال : فقمت معه فأخذت الإداوة ولا أحسبها إلا ماء فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذ كنا بأعلى مكة رأيت أسورة مجتمعة قال : فخط لي رسول الله صلى الله عليه و سلم خطا ثم قال : " قم ههنا حتى آتيك " . فقمت ومضى رسول الله صلى الله عليه و سلم إليهم فرأيتهم يثورون إليه . قال : فسمر معهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلا طويلا حتى جاءني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لي : " ما زلت قائما يا ابن مسعود ؟ " . قلت له : يا رسول الله أو لم تقل لي : قم حتى آتيك ؟ قال : ثم قال لي : " هل معك من وضوء ؟ " . قال : فقلت : نعم . قال : ففتحت الأدواة فإذا هو نبيذ . قال : فقلت : له يا رسول الله والله لقد أخذت الإداوة ولا أحسبها إلا ماء فإذا هو نبيذ . قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " تمرة طيبة وماء طهور " . قال : ثم توضأ منها . فلما قام يصلي أدركه شخصان منهم فقالا : يا رسول الله إنا نحب أن تؤمنا في صلاتنا قال : فصفهما رسول الله صلى الله عليه و سلم خلفه ثم صلى بنا فلما انصرف قلت :
ص . 551
يا رسول الله من هؤلاء ؟ قال : " هؤلاء جن نصيبين جاءوني يختصمون في أمور كانت بينهم وقد سألوني الزاد فزودتهم " . قال : فقلت له : وهل عندك يا رسول الله شيء تزودهم إياه ؟ قال : " قد زودتهم الرجعة وما وجدوا من روث وجدوه شعيرا وما وجدوا من عظم وجدوه كاسيا " . قال : فعند ذلك نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أن يستطاب بالعظم والروث
قلت : رواه أبو داود وغيره باختصار . ورواه أحمد وفيه أبو زيد مولى عمرو بن حريث وهو مجهول

(8/550)


14144 - وعنه قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " إني قد أمرت أن أقرأ على إخوانكم من الجن فليقم معي رجل ولا يقم رجل في قلبه مثقال حبة من كبر " . فقمت معه فأخذت الإداوة فيها نبيذ فانطلقت فلما برز خط لي خطا وقال : " لا تخرج منه فإنك إن خرجت منه لم ترني ولا أراك إلى يوم القيامة " . قال : فانطلق وتوارى عني لم أره فلما سطع الفجر أقبل فقال لي : " أراك قائما ؟ " . فقلت : ما قعدت فقال : " ما عليك لو فعلت ؟ " . قلت : خشيت أن أخرج منه . قال : " أما إنك لو خرجت [ منه ] لم ترني ولم أرك إلى يوم القيامة هل معك وضوء ؟ " . قلت : لا . قال : " ما هذه الإداوة " . قلت : فيها نبيذ . قال : " تمرة طيبة وماء طهور " . فتوضأ وأقام الصلاة فلما قضى الصلاة قام إليه رجلان من الجن فسألاه الطعام قال : " ألم آمر لكما ولقومكما بما يصلحكم ؟ " . قالا : بلى ولكن أحببنا أن يشهد بعضنا معك الصلاة . قال : " فمن أنتما ؟ " . قالا : نحن من أهل نصيبين قال : " قد أفلح هذان وأفلح قومهما " . فأمر لهما بالروث والعظام طعاما ولحما . فذكر الحديث
ص . 552
رواه الطبراني وفيه أبو زيد وقيس بن الربيع أيضا وقد ضعفه جماعة

(8/551)


14145 - وعن عبد الله بن مسعود أيضا قال : استتبعني رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة الجن فانطلقت معه حتى بلغنا أعلى مكة فخط لي خطا وقال : " لا تبرح " . ثم انصاع في أجبال الجن فرأيت الرجال ينحدرون عليه من رؤوس الجبال حتى حالوا بيني وبينه فاخترطت السيف وقلت : لأضربن حتى أستنقذ رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم ذكرت قوله : " لا تبرح حتى آتيك " . قال : فلم أزل كذلك حتى أضاء الفجر فجاء النبي صلى الله عليه و سلم وأنا قائم فقال : " ما زلت على حالك ؟ " . قلت : لو لبثت شهرا ما برحت حتى تأتيني ثم أخبرته بما أردت أن أصنع فقال : " لو خرجت ما التقينا أنا وأنت إلى يوم القيامة " . ثم شبك أصابعه في أصابعي ثم قال : " إني وعدت أن يؤمن بي الإنس والجن فأما الإنس فقد آمنت بي وأما الجن فقد رأيت " . قال : " وما أظن أجلي إلا قد اقترب " . قلت : يا رسول الله ألا تستخلف أبا بكر ؟ فأعرض عني فرأيت أنه لم يوافقه فقلت : يا رسول الله ألا تستخلف عمر ؟ فأعرض عني فرأيت أنه لم يوافقه . فقلت : يا رسول الله ألا تستخلف عليا ؟ قال : " ذاك والذي لا إله إلا هو إن بايعتموه وأطعتموه أدخلكم الجنة أكتعين "
رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف

(8/552)


2 - . باب منه في طاعتهم

(8/552)


14146 - عن ابن عباس أن امرأة جاءت بولدها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وسلم فقالت : يا رسول الله إن له
ص . 553
لمما ( طرف من الجنون ) وإنه يأخذه عند طعامنا فيفسد علينا طعامنا . فمسح رسول الله صلى الله عليه و سلم صدره ودعا له فثع ( قاء ) ثعة فخرج من فيه مثل الجرو الأسود فشفي

(8/552)


14147 - وفي رواية : فثع [ ثعة يعني : ] فسعل
رواه أحمد والطبراني وفيه فرقد السبخي وثقه ابن معين والعجلي وضعفه غيرهما

(8/553)


14148 - وعن الوازع قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم والأشج المنذر بن ابن عاصم أو عامر بن المنذر ومعهم رجل مصاب فانتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما رأوا النبي صلى الله عليه و سلم وثبوا عن رواحلهم فقبلوا يده ثم نزل الأشج فعقل رواحلهم وأخرج عيبته ففتحها ثم أتى النبي صلى الله عليه و سلم فسلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " يا أشج إن فيك خلتين يحبهما الله ورسوله : الحلم والأناة " . قال : يا رسول الله أنا أتخلقهما أو جبلني الله عليهما ؟ قال : " بل جبلك الله عليهما " . قال : الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما الله ورسوله . فقال الوازع : يا رسول الله إن معي خالا مصابا فادع الله له . قال : " أين هو ؟ ائتني به " . قال : فصنعت به مثل ما صنع الأشج : ألبسته ثوبيه فأتيته فأخذ طائفة من ردائه فرفعها حتى رأيت بياض إبطه ثم ضرب بظهره . قال : " اخرج عدو الله " . فولى وجهه وهو ينظر نظر رجل صحيح
ص . 554
رواه أحمد وفيه هند بنت الوازع ولم أعرفها وبقية رجال ثقات

(8/553)


14149 - وعن أم أبان بنت الوازع عن أبيها أن جدها الوازع انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فانطلق معه بابن له مجنون أو ابن أخت له قال جدي : فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة قلت : يا رسول الله إن معي ابن لي أو ابن أخت لي مجنون آتيك به فتدعو الله عز و جل له . قال : " ائتني به " . فانطلقت إليه وهو في الركاب فأطلقت عنه وألقيت عليه ثياب السفر وألبسته ثوبين حسنين وأخذت بيده حتى انتهيت به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " ادنه مني واجعل ظهره مما يليني " . قال : فأخذ بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه ويقول : " اخرج عدو الله اخرج عدو الله " . فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس نظره الأول ثم أقعده رسول الله صلى الله عليه و سلم بين يديه فدعا له فمسح وجهه فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله صلى الله عليه و سلم يفضل عليه
رواه الطبراني وأم أبان لم يرو عنها غير مطر

(8/554)


14150 - وعن عثمان بن أبي العاص قال : شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم نسيان القرآن فضرب صدري بيده فقال : " يا شيطان اخرج من صدر عثمان " . فما نسيت منه شيئا بعد أحببت أن أذكره
رواه الطبراني وفيه عثمان بن بشر ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
قلت : وفي أحاديث نحو هذا المعنى في أثنائها في مواضعها

(8/554)


3 - . باب منه

(8/554)


14151 - عن سليمان بن عمرو بن الأحوص الأزدي قال : حدثتني أمي أنها رأت رسول الله صلى الله عليه و سلم رمى الجمرة من بطن الوادي وخلفه إنسان يستره من
ص . 555
الناس أن يصيبوه بالحجارة وهو يقول : " أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضا وإذا رميتم فارموا بمثل حصى الخذف " . ثم أقبل فأتته امرأة بابن لها فقالت : يا نبي الله إن ابني هذا ذاهب العقل فادع الله له قال لها : " ائتيني بماء " . فأتته بماء في تور ( إناء صغير ) من حجارة فتفل فيه وغسل فيه وجهه ثم دعا فيه ثم قال : " اذهبي فاغسليه به واستشفي الله "
فقلت لها : هبي لي منه قليلا لابني هذا فأخذت منه قليلا بأصابعي فمسحت بها شقة ابني فكان من أبر الناس فسألت المرأة [ بعد ] : ما فعل ابنها ؟ قالت : برئ أحسن البرء
قلت : روى أبو داود منه رمى الحجار
رواه أحمد والطبراني ورجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف

(8/554)


50 - . باب أدب الحيوانات معه صلى الله عليه و سلم

(8/555)


14152 - عن عائشة قالت : كان لآل رسول الله صلى الله عليه و سلم وحش فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم لعب واشتد وأقبل وأدبر فإذا أحس رسول الله صلى الله عليه و سلم ربض فلم يترمرم ما دام رسول الله صلى الله عليه و سلم في البيت كراهية أن يؤذيه
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح

(8/555)


51 - . باب في معجزاته صلى الله عليه و سلم في الحيوانات والشجر وغير ذلك

(8/555)


14153 - ص . 556 عن أنس بن مالك قال : كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون ( يستقون ) عليه وأنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره وأن الأنصار جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا : إنه كان لنا جمل نستني عليه وأنه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه : " قوموا " . فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحيته فمشى النبي صلى الله عليه و سلم نحوه . فقالت الأنصار : يا رسول الله قد صار مثل الكلب الكلب [ وإنا ] نخاف عليك صولته . قال : " ليس علي منه بأس " . فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل . فقال له أصحابه : يا رسول الله هذا بهيمة لا يعقل يسجد لك ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك قال : " لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه "
رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح غير حفص ابن أخي أنس وهو ثقة
ص . 557

(8/556)


14154 - وعن ابن عباس قال : جاء قوم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا : يا رسول الله إن بعيرا لنا قط في حائط . فجاء إليه النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " تعال " . فجاء مطأطأ رأسه حتى خطمه وأعطاه أصحابه . فقال له أبو بكر : يا رسول الله كأنه علم أنك نبي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما بين لابتيها أحد إلا يعلم أني نبي إلا كفرة الجن والإنس
رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف

(8/557)


14154 - وعن ابن عباس أن رجلا من الأنصار كان له فحلان فاغتلما فأدخلهما حائطا فسد عليهما الباب ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأراد أن يدعو له والنبي صلى الله عليه و سلم قاعد مع نفر من الأنصار . فقال : يا نبي الله إني جئت في حاجة وإن فحلين لي اغتلما وإني أدخلتهما حائطا وسددت عليهما الباب فأحب أن تدعوا لي أن يسخرهما الله لي . فقال لأصحابه : " قوموا معنا " . فذهب حتى أتى الباب فقال : " افتح " . فأشفق الرجل على النبي صلى الله عليه و سلم قال : " افتح " . ففتح الباب فإذا أحد الفحلين قريب من الباب فلما رأى النبي صلى الله عليه و سلم سجد له فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ائتني بشيء أشد برأسه وأمكنك منه " . فجاء بخطام فشد رأسه وأمكنه منه ثم مشى إلى أقصى الحائط إلى الفحل الآخر فلما رآه وقع له ساجدا فقال للرجل : " ائتني بشيء أشد رأسه " . فشد رأسه وأمكنه منه . ثم قال : " اذهب فإنهما لا يعصيانك " . فلما رأى أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ذلك قالوا : هذان فحلان لا يعقلان سجدا لك أفلا نسجد لك ؟ قال : " لا آمر أحدا أن يسجد لأحد ولو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها "
رواه الطبراني وفيه أبو عزة الدباغ وثقه ابن حبان واسمه الحكم بن طهمان وبقية رجاله ثقات
ص . 558

(8/557)


14156 - وعن يعلى بن مرة قال : لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثا ما رآها أحد قبلي ولا يراها أحد بعدي : لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها فقالت : يا رسول الله هذا صبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء يؤخذ في اليوم لا أدري كم مرة . قال : " ناولينيه " . فحملته إليه فحمله بينه وبين واسطة الرحل ثم فغر فاه ونفث فيه ثلاثا وقال : " بسم الله أنا عبد الله احبس عدو الله " . ثم ناولها إياه فقال : " القينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرينا ما فعل " . قال : فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث فقال : " ما فعل صبيك ؟ " . فقالت : والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة فاجتزر هذه الغنم . قال : " انزل فخذ منها واحدة ورد البقية " . قال : وخرجت ذات يوم إلى الجبانة حتى إذا برزنا قال : " انظر ويحك هل ترى شيئا يواريني ؟ " . قلت : ما أرى شيئا يواريك إلا شجرة ما أراها تواريك . قال : " فما قربها ؟ " . قلت : شجرة مثلها أو قريب منها . قال : " اذهب إليهما فقل : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمركما أن تجتمعا بإذن الله " . قال : فاجتمعتا فبرز لحاجته ثم رجع قال : " اذهب إليهما فقل : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمركما أن ترجع كل واحدة منكما إلى مكانها " . فرجعت . قال : وكنت عنده جالسا ذات يوم إذ جاء جمل يخبب حتى
ص . 559
ضرب بجرانه بين يديه ثم ذرفت عيناه فقال : " ويحك انظر لمن هذا الجمل ؟ إن له لشأنا " . فخرجت ألتمس صاحبه فوجدته لرجل من الأنصار فدعوته إليه فقال : " ما شأن جملك هذا ؟ " . قال : وما شأنه ؟ قال : لا أدري والله ما شأنه ؟ عملنا عليه ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية فأتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه . قال : " لا تفعل هبه لي أو بعنيه " . قال : بل هو لك يا رسول الله . قال : فوسمه بميسم الصدقة ثم بعث به

(8/558)


14157 - وفي رواية : عن يعلى قال : إني ما أظن أحدا رأى من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا دون ما رأيت فذكر نحوه إلا أنه قال لصاحب البعير : " [ ما لبعيرك ] يشكوك زعم أنك سنأته ( أسقيت عليه ) حتى كبر تريد أن تنحره " . قال : صدقت والذي بعثك بالحق قد أردت ذلك والذي بعثك بالحق لا أفعل

(8/559)


14158 - وفي رواية : ثم سرنا ونزلنا منزلا فنام النبي صلى الله عليه و سلم فجاءت شجرة تشق الأرض حتى غشيته ثم رجعت إلى مكانها فلما استيقظ ذكرت له فقال : " هي شجرة استأذنت ربها عز و جل أن تسلم على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأذن لها "
رواه أحمد بإسنادين والطبراني بنحوه وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح

(8/559)


14159 - وقال الطبراني في إحدى رواياته : فمر عليه بعير ماد بحرانه يرغو فقال : " علي بصاحب هذا " . فجاء فقال : " هذا يقول نتجت عندهم فاستعملوني حتى إذا كبرت أرادوا أن ينحروني "
ص . 560
وقال : " ما من شيء إلا يعلم أني رسول الله إلا كفرة أو فسقة الجن والإنس "

(8/559)


14160 - وعن يعلى بن مرة عن أبيه - قال وكيع مرة [ يعني الثقفي ولم يقل لي مرة ] - عن أبيه أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم معها صبي لها به لمم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " اخرج عدو الله أنا رسول الله " . قال : فبرئ . قال : فأهدت إليه كبشين وشيئا من سمن و [ شيئا من ] أقط
قال : فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " خذ الأقط والسمن وأحد الكبشين ورد عليها الآخر "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(8/560)


14161 - وبسنده عن مرة قال : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فنزل منزلا فقال [ لي ] : " ائت تلك الأشايتين ( نخلتين صغيرتين ) فقل لهما إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمركما أن تجتمعا " . فأتيتهما فقلت لهما فوثبت إحداهما إلى الأخرى فاجتمعتا فخرج النبي صلى الله عليه و سلم فاستتر بهما فقضى حاجته ثم وثبت كل واحدة منهما إلى مكانها
رواه أحمد أيضا

(8/560)


14162 - وعن يعلى بن سيابة قال : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في مسير له فأراد أن يقضي حاجته فأمر وديتين فانضمت إحداهما إلى الأخرى ثم أمرهما فرجعتا إلى منابتهما
ص . 561
وجاء بعير يضرب بجرانه إلى الأرض وجرجر حتى ابتل ما حوله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أتدرون ما يقول البعير ؟ إنه يزعم أن صاحبه يريد نحره " . فبعث إليه النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " أواهبه أنت لي ؟ " . فقال : يا رسول الله ما لي مال أحب إلي منه . فقال : " استوص به معروفا " . فقال : لا جرم ولا أكرم مالا لي كرامته يا رسول الله . وأتى على قبر يعذب صاحبه فقال : " إنه يعذب في غير كبير " . فأمر بجريدة فوضعت على قبره وقال : " عسى أن يخفف عنه مادامت رطبة "
رواه أحمد والطبراني بنحوه إلا أنه قال : ثم أتى على قبرين . وإسناده حسن

(8/560)


14163 - وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل حائطا فجاء بعير فسجد له فقالوا : نحن أحق أن نسجد لك . فقال : " لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها "
رواه البزار - وروى الترمذي طرفا من آخره - وإسناده حسن

(8/561)


14164 - وعن جابر بن عبد الله قال : أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من سفر حتى إذا دفعنا إلى حائط من حيطان بني النجار إذا فيه جمل لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه قال : فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فجاء حتى أتى الحائط فدعا البعير فجاء واضعا مشفره إلى الأرض حتى برك بين يديه . قال : فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " هاتوا خطاما " . فخطمه ودفعه إلى صاحبه ثم التفت إلى الناس فقال : " إنه ليس شيء بين السماء والأرض إلا يعلم أني رسول الله إلا عاصي الجن والإنس "
ص . 562
رواه أحمد ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف

(8/561)


14165 - وعن جابر بن عبد الله قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزة ذات الرقاع حتى إذا كنا بحرة واقم عرضت امرأة بدوية بابن لها فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله هذا ابني قد غلبني عليه الشيطان . فقال : " أدنيه مني " . فأدنته منه قال : " افتحي فمه " . ففتحته فبصق فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال : " اخس عدو الله أنا رسول الله " . قالها ثلاث مرات ثم قال : " شأنك بابنك ليس عليه فلن يعود إليه شيء مما كان يصيبه " . ثم خرجنا فنزلنا منزلا صحراء ديمومة ليس فيها شجرة فقال النبي صلى الله عليه و سلم لجابر : " يا جابر انطلق فانظر لي مكانا " - يعني للوضوء - فانطلقت فلم أجد إلا شجرتين متفرقتين لو أنهما اجتمعتا سترتاه . فرجعت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله لم أجد إلا شجرتين متفرقتين لو أنهما اجتمعتا سترتاك فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " انطلق إليهما فقل لهما : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لكما : اجتمعا " . فخرجت فقلت لهما فاجتمعتا حتى كأنهما في أصل واحد ثم رجعت فأخبرت النبي صلى الله عليه و سلم فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى قضى حاجته ثم رجع فقال : " ائتهما فقل لهما : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لكما : ارجعا كما أنتما " . فرجعتا . فنزلنا في واد من أودية بني محارب فعرض له رجل من بني محارب يقال له : غورث بن الحارث والنبي صلى الله عليه و سلم متقلد السيف . فقال : يا محمد أعطني سيفك هذا فسله وناوله إياه فهزه ونظر إليه ساعة ثم أقبل على النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال : يا محمد ما يمنعك مني ؟ قال : " الله يمنعني منك " . فارتعدت يده حتى سقط السيف من يده فتناوله النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال : " يا غورث من يمنعك مني ؟ " . قال : لا أحد بأبي أنت . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " اللهم اكفنا غورث وقومه "
ص . 563
ثم أقبلنا راجعين فجاء رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم بعش طير يحمله فيه فراخ وأبواها يتبعانه ويقعان على يد الرجل فأقبل النبي صلى الله عليه و سلم على من كان معه فقال : " أتعجبون بفعل هذين الطيرين بفراخهما ؟ والذي بعثني بالحق لله أرحم بعباده من هذين الطيرين بفراخهما " . ثم أقبلنا راجعين حتى إذا كنا بحرة واقم عرضت لنا الأعرابية - التي جاءت بابنها - بوطب من لبن وشاة فأهدته له . فقال : " ما فعل ابنك ؟ هل أصابه شيء مما كان يصيبه ؟ " . قالت : والذي بعثك بالحق ما أصابه شيء مما كان يصيبه . وقبل هديتها
وأقبلنا حتى إذا كنا بمهبط من الحرة أقبل جمل يرقل ( يعدو ) فقال : " أتدرون ما قال هذا الجمل ؟ " . فقالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " هذا جمل جاءني يستعديني على سيده يزعم أنه كان يحرث عليه منذ سنين حتى إذا أجربه وأعجفه وكبر سنه أراد أن ينحره اذهب يا جابر إلى صاحبه فائت به " . فقلت : يا رسول الله ما أعرف صاحبه . قال : " إنه سيدلك عليه " . قال : فخرج بين يديه معنقا ( مسرعا ) حتى وقف بي في مجلس بني خطمة فقلت : أين رب هذا الجمل ؟ قالوا : هذا جمل فلان بن فلان فجئته فقلت : أجب رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرج معي حتى جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " جملك يستعدي عليك زعم أنك حرثت عليه زمانا حتى أجربته وأعجفته وكبر سنه أردت أن تنحره ؟ " . فقال : والذي بعثك بالحق إن ذلك كذلك . فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " بعنيه " . قال : نعم يا رسول الله فابتاعه منه ثم سيبه في الشجر حتى نصب سناما فكان إذا اعتل على بعض المهاجرين أو الأنصار من نواضحهم شيء أعطاه إياه فمكث بذلك زمانا
ص . 564
قال محمد بن طلحة : كانت غزوة ذات الرقاع تسمى غزوة الأعاجيب
قلت : في الصحيح بعضه
رواه الطبراني في الأوسط والبزار باختصار كثير وفيه عبد الحكيم بن سفيان ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه أحد وبقية رجاله ثقات

(8/562)


14166 - وعن عبد الله بن مسعود أنه كان مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر إلى مكة وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا خرج إلى الغائط أبعد حتى لا يراه أحد . قال : فبصر رسول الله صلى الله عليه و سلم بشجرتين متباعدتين فقال : " يا ابن مسعود اذهب إلى هاتين الشجرتين فقل لهما : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمركما أن تجتمعا له ليتوارى بكما " . فمشت إحداهما إلى الأخرى فقضى رسول الله صلى الله عليه و سلم حاجته ثم رجعتا إلى مكانهما . ثم مضى حتى أتينا أزقة المدينة فجاء بعير يشتد حتى سجد لرسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قام بين يديه فذرفت عيناه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من صاحب هذا البعير ؟ " . فقالوا : فلان فقال : " ادعوه " . فأتوا به فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يشكوك " . فقال : يا رسول الله هذا البعير كنا نسنو ( نستقي ) عليه منذ عشرين سنة ثم أردنا نحره . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " شكا ذلك بئسما جازيتموه استعملتموه عشرين سنة حتى إذا أرق عظمه ورق جلده أردتم نحره ؟ بعنيه " . قال : بل هو لك يا رسول الله فأمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجه نحو الظهر ( الإبل ) فقال له أصحابه : يا رسول الله سجد لك هذا البعير ونحن أحق بالسجود . فقال سول الله صلى الله عليه و سلم : " معاذ الله أن يسجد أحد لأحد لو سجد أحد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها "
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار بنحوه إلا أنه قال : في غزوة حنين . وزاد فيه : ثم أصاب الناس عطش شديد . فقال لي : " يا عبد الله التمس لي ماء " . فأتيته بفضل ماء وجدته في إدواة فأخذه فصبه في ركوة ثم وضع يده فيها
ص . 565
وسمى فجعل الماء يتحادر من بين أصابعه فشرب الناس وتوضؤوا ما شاءوا
ورواه البزار بنحوه وفي إسناد الأوسط زمعة بن صالح وقد وثق على ضعفه وبقية رجاله حديثهم حسن وأسانيد الطريقين ضعيفة

(8/564)


14167 - وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان في نفر من المهاجرين والأنصار فجاء بعير فسجد له فقال أصحابه : يا رسول الله سجد لك البهائم والشجر فنحن أحق أن نسجد لك . فقال : " اعبدوا ربكم وأكرموا أخاكم "
قلت : فذكر الحديث
رواه أحمد وإسناده جيد

(8/565)


14168 - وعن يعلى بن أمية قال : بينا نحن نسير ذات يوم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا نحن ببعير قال : فلما رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم سما برأسه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا يعلى انطلق إلى أهل هذا البعير فاشتره منهم وإن لم يبيعوك فقل : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يوصيكم به " . قالوا : ايم الله لقد نضحنا ( سقينا ) عليه عشرين سنة وإن كنا لنريد أن ننحره بالغداة فأما إذا أوصى به رسول صلى الله عليه و سلم فإنا لا نألوه خيرا
رواه الطبراني وإسناده حسن

(8/565)


14169 - وبسنده عن يعلى قال : بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسير إذا نحن بثلاث أشاءات متفرقات فقال : " يا يعلى اذهب إلى تلك الأشاءات فقل : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمركن أن
ص . 566
تجتمعن بإذن الله " . فمشين حتى صرن في أصل واحد فاستتر بهن لبعض حاجته ثم قال : " يا يعلى انطلق إليهن فأمرهن أن يرجعن بإذن الله " . فمشين حتى رجعت كل واحدة إلى موقفها
رواه الطبراني

(8/565)


14170 - وعن بريدة قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : أرني آية . قال : " اذهب إلى تلك الشجرة فادعها " . فذهب إليها فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوك . فمالت على كل جانب منها حتى قلعت عروقها ثم أقبلت حتى جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمرها رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ترجع فقام الرجل فقبل رأسه ويديه ورجليه وأسلم
رواه البزار وفيه صالح بن حيان وهو ضعيف

(8/566)


14171 - وعن ابن عباس قال : جاء رجل من بني عامر إلى النبي صلى الله عليه و سلم كان يداوي ويعالج فقال له : يا محمد إنك تقول أشياء فهل لك أن أداويك ؟ قال : فدعاه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال له : " هل لك أن أداويك ؟ " . قال : إيه وعنده نخل وشجر . قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم عذقا منها فأقبل إليه وهو يسجد ويرفع ويسجد ويرفع حتى انتهى إليه فقام بين يديه ثم قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ارجع إلى مكانك " . فرجع إلى مكانه فقال : والله لا أكذبك بشيء تقوله بعدها أبدا . ثم قال : " يا عامر بن صعصعة والله لا أكذبه بشيء يقوله بعدها أبدا " . قال : والعذق : النخلة
ص . 567
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج الشامي وهو ثقة

(8/566)


14172 - وعن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان بالحجون فرد عليه المشركون فقال :
اللهم أرني آية اليوم لا أبالي من كذبني بعدها
فأتى فقيل : ادع شجرة فأقبلت تخط الأرض حتى انتهت إليه فسلمت عليه ثم أمرها فرجعت . - قال داود : إلى منبتها . وقال عفان : إلى موضعها - فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا أبالي من كذبني بعدها من قومي
رواه البزار وأبو يعلى وإسناد أبي يعلى حسن

(8/567)


14173 - وعن زيد بن ثابت قال : غدونا يوما غداة من الغدوات مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى كنا في مجمع طرق المدينة فبصرنا بأعرابي آخذ بخطام بعيره حتى وقف على النبي صلى الله عليه و سلم ونحن حوله فقال : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته . فرد عليه النبي صلى الله عليه و سلم قال : " كيف أصبحت ؟ " . قال : ورغا البعير وجاء رجل كأنه حرسي فقال الحرسي : يا رسول الله هذا الأعرابي سرق البعير . قال : فرغا البعير ساعة وحن فأنصت له رسول الله صلى الله عليه و سلم يسمع رغاءه وحنينه فلما هدأ البعير أقبل النبي صلى الله عليه و سلم على الحرسي فقال : " انصرف عنه فإن البعير شهد عليك أنك كاذب " . فانصرف الحرسي وأقبل النبي صلى الله عليه و سلم على الأعرابي فقال : " أي شيء قلت حين جئتني ؟ " . قال : قلت - بأبي أنت وأمي - : اللهم صل على محمد حتى لا تبقى صلاة اللهم وبارك على محمد حتى لا تبقى بركة اللهم وسلم على محمد حتى لا يبقى سلام اللهم وارحم محمدا حتى لا تبقى رحمة . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الله جل وعز أبدأها لي والبعير ينطق بعذره وإن الملائكة قد سدوا الأفق "
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
ص . 568

(8/567)


14174 - وعن الحكم بن الحارث السلمي قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم في السلب فمر بي رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد خلات ناقتي وأنا أضربها فقال : " لا تضربها " . وقال النبي صلى الله عليه و سلم : " حل " . [ فقامت ] فسارت مع الناس
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(8/568)


52 - . باب في حديث جابر في قصة بعيره

(8/568)


وقد تقدم حديث الحكم بن الحارث قبل هذا

(8/568)


14175 - عن جابر بن عبد الله قال : فقدت جملي ليلة فمررت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يشد لعائشة فقال لي : " ما لك يا جابر ؟ " . فقلت : فقدت جملي أو ذهب [ جملي ] في ليلة ظلماء . قال : فقال لي : " هذا جملك اذهب فخذه " . قال : فذهبت نحو ما قال لي فلم أجده فرجعت إليه فقلت : بأبي وأمي يا نبي الله ما وجدته . قال : فقال لي : " هذا جملك اذهب فخذه " . قال : فذهبت نحو ما قال لي فلم أجده فرجعت إليه فقلت : بأبي وأمي يا نبي الله [ لا ] والله ما وجدته . قال : فقال لي : " على رسلك " . حتى إذا فرغ أخذ بيدي فانطلق بي حتى أتينا الجمل فدفعه إلي فقال : " هذا جملك " . قال : وقد سار الناس قال : فبينا أنا أسير على جملي في عقبتي وكان جملي فيه قطاف ( تقارب الخطو في سرعة )
ص . 569
قال : فقلت [ يا ] لهف أمي أن يكون لي إلا جمل قطوف . [ قال : وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم بعدي بيسير . قال : فسمع ما قلت ] قال : فلحق بي فقال : " ما قلت [ يا جابر قبل ؟ " . قال : فنسيت ما قلت . قال : قلت : ما قلت شيئا يا نبي الله . قال : فذكرت ما قلت ] قال : قلت : يا نبي الله لهف أمي أن يكون لي إلا جمل قطوف . قال : فضرب النبي صلى الله عليه و سلم عجز الجمل بسوط أو بسوطي . قال : فانطلق أو ضع [ أو أسرع ] جمل ركبته قط هو ينازعني خطامه . قال : فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أنت بائعي جملك هذا ؟ " . قال : قلت : نعم . قال : " بكم ؟ " . قلت : بأوقية . قال : " بخ بخ كم في أوقية من ناضح وناضح " . قال : قلت : يا رسول الله ما بالمدينة ناضح أحب أنه لنا مكانه . قال : فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " قد أخذته بأوقية " . قال : فنزلت عن الرحل إلى الأرض . قال : قال : " ما شأنك ؟ " . قال : قلت : جملك . قال لي : " اركب جملك " . قال : قلت : ما هو بجملي ولكنه جملك . - قال : كنا نراجعه في الأمر مرتين فإذا أمرنا الثالثة لم نراجعه - . قال : فركبت الجمل حتى أتيت عمتي بالمدينة . قال : وقلت لها : ألم تري أني بعت ناضحنا من رسول الله صلى الله عليه و سلم بأوقية ؟ قال : فما رأيتها أعجبها ذاك . قال : وكان ناضحا فارها . قال : ثم أخذت شيئا من خيط فأوخزته إياه ثم أخذت بخطامه فقدته إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجدت رسول الله صلى الله عليه و سلم مقاوما رجلا يكلمه قلت : دونك يا رسول الله جملك . فأخذ بخطامه ثم أمر بلالا قال : " زن لجابر أوقية وأوفه " . فانطلقت مع بلال فوزن لي أوقية وأوفى لي الوزن . قال : فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو قائم يحدث ذاك الرجل فقلت : قد وزن لي أوقية وأوفاني
ص . 570
قال : فبينما هو كذلك إذ ذهبت إلى بيتي ولا أشعر فنادى : " أين جابر ؟ " . قالوا : ذهب إلى أهله . قال : " أدركه فائتني به " . فأتى رسوله يسعى قال : يا جابر يدعوك رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال : فأتيت قال : " خذ جملك " . قال : قلت : ما هو جملي إنما هو جملك يا رسول الله قال : " خذ جملك " . قال : قلت : ما هو جملي إنما هو جملك يا رسول الله . قال : " خذ جملك " . فأخذته فقال : " لعمري ما نفعناك لتنزل عنه " . قال : فجئت إلى عمتي بالناضح [ معي ] والأوقية . فقلت لها : ما ترين رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطاني أوقية ورد علي الجمل
قلت : هو في الصحيح باختصار
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير نبيح العنزي وثقة ابن حيان
قلت : وقد تقدم حديث جابر في قضاء دين أبيه بغير قصة الصحيح في قضاء الدين عن الميت

(8/568)


53 - . باب في شجاعته صلى الله عليه و سلم

(8/570)


14176 - عن علي - يعني ابن أبي طالب - قال : لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه و سلم وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأسا
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ولفظه : عن علي أنه سئل عن موقف النبي صلى الله عليه و سلم يوم بدر فقال : كان أشدنا يوم بدر من حاذى بركبته رسول الله صلى الله عليه و سلم
ص . 571

(8/570)


14177 - وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " فضلت على الناس بأربع : بالسخاء والشجاعة " . فذكر الحديث وقد تقدم في النكاح
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(8/571)


54 - . باب في جوده صلى الله عليه و سلم

(8/571)


14178 - عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ألا أخبركم عن الأجود الأجود ؟ الله الأجود الأجود وأنا أجود ولد آدم
رواه أبو يعلى وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك

(8/571)


14179 - وعن عبد الله بن أبي بكر أن أبا أسيد كان يقول : وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يمنع شيئا يسأله
قلت : رواه أحمد في حديث طويل تقدم في غزوة بدر ورجاله ثقات إلا أن عبد الله بن أبي بكر لم يسمع من أبي أسيد والله أعلم

(8/571)


14180 - وعن علي قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا سئل شيئا فأراد أن يفعله قال : " نعم " . وإذا أراد أن لا يفعل سكت وكان لا يقول لشيء : لا
رواه الطبراني في الأوسط في حديث طويل في كتاب الأدعية وفيه محمد بن كثير الكوفي وهو ضعيف
ص . 572

(8/571)


14181 - وعن زيد بن ثابت قال : جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل من العرب فسأله أرضا بين جبلين فكتب له بها فأسلم ثم أتى قومه فقال لهم : أسلموا فقد جئتكم من عند رجل يعطي عطية من لا يخاف الفاقة
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن يحيى العذري وقيل فيه : مجهول وبقية رجاله وثقوا

(8/572)


14182 - وعن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت : بعثني معوذ بن عفراء بصاع من رطب عليه آخر من قثاء زغب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان النبي صلى الله عليه و سلم يحب القثاء وكانت حلية قد قدمت من البحرين فملأ يده منها فأعطانيها

(8/572)


14183 - وفي رواية : فأعطاني ملء كفي حليا أو ذهبا
رواه الطبراني واللفظ له وأحمد بنحوه وزاد : فقال : " تحلي بهذا " . وإسنادهما حسن

(8/572)


14184 - وعن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأتى صاحب بز فاشترى منه قميصا بأربعة دراهم فخرج وهو عليه فإذا رجل من الأنصار فقال : يا رسول الله اكسني قميصا كساك الله من ثياب الجنة . فنزع القميص فكساه إياه ثم رجع إلى صاحب الحانوت فاشترى منه قميصا بأربعة دراهم وبقي معه درهمان فإذا هو بجارية في الطريق تبكي فقال : " ما يبكيك ؟ " . قالت : يا رسول الله دفع لي أهلي درهمين أشتري بهما دقيقا فهلكا فدفع النبي صلى الله عليه و سلم إليها الدرهمين الباقيين ثم ولت وهو تبكي . فدعاها فقال : " ما يبكيك وقد أخذت الدرهمين ؟ " . فقالت :
ص . 573
أخاف أن يضربوني فمشى معها إلى أهلها فسلم فعرفوا صوته ثم عاد فسلم ثم عاد فثلث فردوا . فقال : " أسمعتم أول السلام ؟ " . فقالوا : نعم ولكن أحببنا أن تزيدنا من السلام فما أشخصك بأبينا وأمنا ؟ قال : " أشفقت هذه الجارية أن تضربوها " . قال صاحبها : هي حرة لوجه الله لممشاك معها فبشرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالخير وبالجنة وقال : " لقد بارك الله في العشرة كسا الله نبيه قميصا ورجلا من الأنصار قميصا وأعتق منها رقبة وأحمد الله هو الذي رزقنا هذا بقدرته "
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف

(8/572)


14185 - وعن أم سنبلة أنها أتت النبي صلى الله عليه و سلم بهدية فأبى أزواجه أن يقبلنها فقلن : إنا لا نأخذ . فأمرهن النبي صلى الله عليه و سلم فأخذنها ثم أقطعها واديا فاشتراه عبد الله بن جحش من حسن بن علي
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن قيظي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(8/573)


14186 - وعن علي قال : اجتمعت أنا والعباس وفاطمة وزيد بن حارثة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال العباس : يا رسول الله كبرت سني ورقت عظمي وكثرت مؤونتي فإن رأيت أن تأمر لي بكذا وكذا وسقا من طعام فافعل . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " نفعل [ ذلك ] " . فقالت فاطمة : يا رسول الله إن رأيت أن تأمر لي كما أمرت لعمك فافعل . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " نفعل ذلك " . فقال زيد بن حارثة : يا رسول الله كنت أعطيتني أرضا كانت معيشتي منها ] ثم قبضتها ] فإن رأيت أن تردها علي فافعل . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " نفعل ذلك "
فذكر الحديث وبقيته رواها أبو داود
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وزاد : فقلت : يا رسول الله إن رأيت أن توليني هذا الحق الذي جعل الله لك في كتابه من هذا الخمس فاقسمه في مقامك كي لا ينازعني أحد بعدك فافعل . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " نفعل ذلك " . فولانيه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقسمته في حياته ثم ولانيه أبو بكر رضي الله عنه فقسمته
ورجالهما ثقات

(8/573)


14187 - وعن جابر قال : لما قتل أبي دعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " أتحب الدراهم ؟ " . قلت : نعم فقال : " لو قد جاءنا مال لأعطيتك هكذا وهكذا " . قال : فمات رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن يعطيني فلما استخلف أبو بكر رضي الله عنه أتاه مال من البحرين فقال : خذ كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم - أحسبه قال لك فأخذت -
قلت : هو في الصحيح بغير هذا السياق . رواه البزار وإسناده حسن

(8/573)


55 - . ( بابان في أخلاقه صلى الله عليه و سلم )

(8/573)


1 - . باب في حسن خلقه وحيائه وحسن معاشرته

(8/573)


14188 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . رواه البزار إلا أنه قال : " لأتمم مكارم الأخلاق "
ورجاله كذلك غير محمد بن رزق الله الكلوذاني وهو ثقة

(8/573)


14189 - وعن صفية بنت حيي قالت : ما رأيت أحدا أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد رأيته وقد ركب بي من خيبر على عجز ناقته ليلا فجعلت أنعس فضرب رأسي مؤخرة الرحل فمسني بيده يقول :
يا هذه مهلا يا بنت حيي مهلا
حتى إذا جاء الصهباء قال : " إني أعتذر إليك يا صفية مما صنعت بقومك إنهم قالوا لي كذا وقالوا لي كذا "
ص . 575
رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى باختصار ورجالهما ثقات إلا أن الربيع ابن أخي صفية بنت حي لم أعرفه

(8/573)


14190 - وعن عمرو بن العاص قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبل بوجهه وحديثه على شر القوم يتألفه بذلك وكان يقبل بوجهه وحديثه علي حتى ظننت أني خير القوم . فقلت : يا رسول الله أنا خير أم أبو بكر ؟ قال : " أبو بكر " . قلت : يا رسول الله أنا خير أم عمر قال عمر ؟ قال : " عمر " . قلت : يا رسول الله أنا خير أم عثمان ؟ قال : " عثمان " . فلما سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم صد عني فوددت أني لم أكن سألته
قلت : في الصحيح بعضه بغير سياقه
رواه الطبراني وإسناده حسن

(8/575)


14191 - وعن أبي هريرة قال : ما خير رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه

(8/575)


14192 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكن أحد يأخذ بيده فينزع يده [ من يده ] حتى يكون الرجل هو الذي يرسله ولم تكن ترى ركبتيه أو ركبته خارجا عن ركبة جليسه ولم يكن أحد يصافحه إلا أقبل عليه بوجهه ثم لم يصرفه عنه حتى يفرغ من كلامه
رواه البزار والطبراني في الأوسط وإسناد الطبراني حسن

(8/575)


14193 - وعن أبي هريرة :
ص . 576
أن أعرابيا جاء إلى رسول الله يستعينه في شيء قال عكرمة : أراه في دم فأعطاه رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا ثم قال : " أحسنت إليك ؟ " . قال الأعرابي : لا ولا أجملت . فغضب بعض المسلمين وهموا أن يقوموا إليه . فأشار النبي صلى الله عليه و سلم إليهم : أن كفوا . فلما قام النبي صلى الله عليه و سلم وبلغ إلى منزله دعا الأعرابي إلى البيت فقال له : " إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك فقلت ما قلت " . فزاده رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا فقال : " أحسنت إليك ؟ " . فقال الأعرابي : نعم فجزاك الله من أهل وعشير خيرا . فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : " إنك كنت جئتنا [ فسألتنا ] فأعطيناك فقلت ما قلت وفي نفس أصحابي عليك من ذلك شيء فإذا جئت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب عن صدورهم " . قال : فلما جاء الأعرابي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن صاحبكم كان جاءنا فسألنا فأعطيناه فقال ما قال وإنا قد دعوناه فأعطيناه فزعم أنه قد رضي أكذاك ؟ " . قال الأعرابي : نعم فجزاك الله من أهل وعشير خيرا . قال أبو هريرة : فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفورا فقال صاحب الناقة : خلو بيني وبين ناقتي فأنا أرفق بها وأعلم بها فتوجه إليها صاحب الناقة فأخذ لها من قشام الأرض ودعاها حتى جاءت واستجابت وشد عليها رحلها واستوى عليها ولو أني أطعتكم حيث قال ما قال دخل النار "
رواه البزار وفيه إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو متروك

(8/576)


14194 - وعن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ودع رجلا أخذ بيده فلا يدع يده حتى يكون الرجل هو الذي يدع يد النبي صلى الله عليه و سلم
ص . 577
رواه البزار وفيه يزيد بن عبد الرحمن بن أمية ولم أعرفه
ورواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله وثقوا

(8/576)


14195 - وعن أنس قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه و سلم تسع سنين فما قال لي لشيء يكرهه ما أقبح ما صنعت ؟ ولا قال لشيء يعجبه ما أحسن ما صنعت
قلت : هو في الصحيح بغير سياقه
رواه أبو يعلى عن شيخه سفيان بن وكيع وهو ضعيف

(8/577)


14196 - وعن أنس بن مالك أيضا قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه و سلم عشر سنين ما دريت شيئا قط وافقه ولا شيئا قط خالفه رضي من الله بما كان وإن كان بعض أزواجه ليقول : لو فعلت كذا وكذا يقول :
دعوه فإنه لا يكون إلا ما أراد الله عز و جل
وما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم انتقم لنفسه من شيء إلا إن انتهكت لله حرمة فإن انتهكت لله حرمة كان أشد الناس غضبا لله وما عرض عليه أمران إلا اختار أيسرهما ما لم يكن فيه سخط لله فإن كان فيه لله سخط كان أبعد الناس منه
قلت : في الصحيح بعضه
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه من لم أعرفهم
ص . 578

(8/577)


14197 - وعن مهاجر مولى أم سلمة قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه و سلم سنين فلم يقل لشيء صنعت : لم صنعته ؟ ولا لشيء تركت لم تركته ؟
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه

(8/578)


14198 - وعن محمد بن مسلمة قال : قدمت من سفر فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم يدي فما ترك يدي حتى تركت يده
رواه الطبراني وفيه الجلد بن أيوب وهو ضعيف

(8/578)


14199 - وعن خارجة بن زيد بن ثابت قال : دخل نفر على زيد بن ثابت فقالوا : حدثنا ببعض حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : وما أحدثكم ؟ كنت جاره فكان إذا نزل الوحي أرسل إلي فكتبت الوحي . وكان إذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا وإذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا وإن ذكرنا الطعام ذكره معنا . فكل هذا أحدثكم عنه
رواه الطبراني وإسناده حسن

(8/578)


14200 - وعن أبي أمامة قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم من أضحك الناس وأطيبهم نفسا
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف

(8/578)


14201 - وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إني لأمزح ولا أقول إلا حقا "
ص . 679
قالوا : إنك تداعبنا يا رسول الله . قال : " إني لا أقول إلا حقا "
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(8/578)


14202 - وعن جابر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أتاه الوحي أو وعظ قلت : نذير قوم أتاهم العذاب فإذا ذهب عنه ذلك رأيت أطلق الناس وجها وأكثرهم ضحكا وأحسنهم بشرا
رواه البزار وإسناده حسن

(8/679)


14203 - وعن عبد الله بن الحارث قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا بني العباس ثم يقول : " من سبق إلي فله كذا وكذا " . قال : فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم
رواه أحمد وإسناده حسن

(8/679)


14204 - وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا يلتفت إذا مشى وكان ربما تعلق رداؤه بالشجرة أو الشيء فلا يلتفت حتى يرفعوه لأنهم كانوا يمزحون ويضحكون وكانوا قد أمنوا التفاته صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(8/679)


14205 - وعن عمران بن حصين قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد حياء من عذراء في خدرها وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه
ص . 580
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح

(8/679)


14206 - وعن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد حياء من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الحياء خير كله "
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح عمر المقدمي وهو ثقة

(8/580)


14207 - وعن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يغتسل من وراء الحجرات وما رئي عورته قط
رواه البزار ورجاله ثقات

(8/580)


2 - . باب منه

(8/580)


14208 - عن حرب بن سريج قال : حدثني رجل من بلعدوية قال : حدثني جدي قال : انطلقت إلى المدينة فنزلت عند الوادي فإذا رجلان بينهما عنز واحدة وإذا المشتري يقول للبائع : " أحسن مبايعتي " . قال : فقلت في نفسي : هذا الهاشمي الذي قد أضل الناس أهو هو ؟ قال : فنظرت فإذا رجل حسن الجسم عظيم الجبهة دقيق الأنف دقيق الحاجبين وإذا من ثغرة نحره إلى سرته مثل الخيط الأسود شعر أسود وإذا هو بين طمرين
ص . 581
قال : فدنا منا فقال : " السلام عليكم " . فرددنا عليه فلم ألبث أن دعا المشتري . فقال : يا رسول الله قل له يحسن مبايعتي . فمد يده وقال : " أموالكم تملكون إني أرجو أن ألقى الله عز و جل يوم القيامة لا يطلبني أحد منكم بشيء ظلمته في مال ولا في دم ولا عرض إلا بحقه رحم الله امرأ سهل البيع سهل الشراء سهل الأخذ سهل العطاء سهل القضاء سهل التقاضي " . ثم مضى فقلت : والله لأقصن هذا فإنه حسن القول فتبعته فقلت : يا محمد فالتفت إلي بجميعه فقال : " ما تشاء ؟ " . فقلت : أنت الذي أضللت الناس وأهلكتهم وصددتهم عما كان يعبد آباؤهم ؟ قال : " ذاك الله " . قال : فقلت : ما تدعو إليه ؟ قال : " أدعو عباد الله إلى الله " . قال : قلت : ما تقول ؟ قال : " أشهد أن لا إلا الله وأني محمد رسول الله وتؤمن بما أنزله علي وتكفر باللات والعزى وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة " . قال : قلت : وما الزكاة ؟ قال : " يرد غنينا على فقيرنا " . قال : قلت : نعم الشيء تدعو إليه
قال : فلقد كان وما في الأرض أحد يتنفس أبغض إلي منه فما برح حتى كان أحب إلي من ولدي ووالدي ومن الناس أجمعين . قال : فقلت : قد عرفت . قال : " قد عرفت ؟ " . قلت : نعم . قال : " تشهد أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله وتؤمن بما أنزل علي ؟ " . قال : قلت : نعم يا رسول الله إني أرد ماء عليه كثير من الناس فأدعوهم إلى ما دعوتني إليه فإني أرجو أن يتبعوك . قال : " نعم فادعهم " . فأسلم أهل ذلك الماء رجالهم ونساؤهم فمسح رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسه
ص . 582
رواه أبو يعلى وفيه راو لم يسم وبقية رجاله وثقوا

(8/580)


56 - . باب في تواضعه صلى الله عليه و سلم

(8/582)


14209 - عن أبي هريرة قال : جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فنظر إلى السماء فإذا ملك ينزل فقال جبريل : [ إن ] هذا الملك ما نزل منذ [ يوم ] خلق قبل الساعة فلما نزل قال : يا محمد أرسلني إليك ربك [ قال ] : أفملكا نبيا أجعلك أو عبدا رسولا ؟ قال جبريل : تواضع لربك يا محمد . قال : بل عبدا رسولا
رواه أحمد والبزار وأبو يعلى ورجال الأولين رجال الصحيح

(8/582)


14210 - وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا عائشة لو شئت لسارت معي جبال الذهب جاءني ملك إن حجزته لتساوي الكعبة فقال : إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك : إن شئت نبيا عبدا وإن شئت نبيا ملكا ؟ قال : فنظرت إلى جبريل قال : فأشار إلي : أن ضع نفسك قال : فقلت : نبيا عبدا
قال : فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ذلك لا يأكل متكئا يقول : " آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد "
رواه أبو يعلى وإسناده حسن

(8/582)


14211 - وعن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
لقد هبط علي ملك من السماء ما هبط على نبي قبلي ولا يهبط على أحد
ص . 583
بعدي وهو إسرافيل وعنده جبريل عليه السلام فقال : السلام عليك يا محمد أنا رسول ربك إليك أمرني أن أخيرك إن شئت نبيا عبدا وإن شئت نبيا ملكا ؟ فنظرت إلى جبريل عليه السلام فأومأ جبريل إلي : أن تواضع
فقال النبي صلى الله عليه و سلم عند ذلك : " لو أني قلت : نبيا ملكا لسارت الجبال معي ذهبا "
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف

(8/582)


14212 - وعن ابن عباس قال : بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه جبريل عليه السلام يناجيه إذ انشق أفق السماء فأقبل جبريل يدنو من الأرض ويتمايل فإذا ملك قد مثل بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " يا محمد يأمرك ربك أن تختار بين نبي عبد أو ملك نبي ؟ فأشار جبريل إلي بيده : أن تواضع فعرفت أنه لي ناصح فقلت : عبد نبي فعرج ذلك الملك إلى السماء فقلت : يا جبريل قد كنت أردت أن أسألك عن هذا فرأيت من حالك ما شغلني عن المسألة فمن هذا يا جبريل ؟ قال : هذا إسرافيل خلقه الله يوم خلقه بين يديه صافا قدميه لا يرفع طرفه بينه وبين الرب سبعون نورا ما منها نور يكاد يدنو منه إلا احترق بين يديه لوح فإذا أذن الله في شيء في السماء أو في الأرض ارتفع ذلك فضرب جبهته فينظر فإن كان ذلك من عملي أمرني به وإن كان من عمل ميكائيل أمره به وإن كان من عمل ملك الموت أمره به . قلت : يا جبريل على أي شيء أنت ؟ قال : على الريح والجنود . قلت : على أي شيء ميكائيل ؟ قال : على النبات والقطر . قلت : على أي شيء ملك الموت ؟ قال : على قبض الأنفس وما ظننته إلا لقيام الساعة . وما الذي رأيت مني لا خوفا من قيام الساعة "
رواه الطبراني وفيه محمد بن أبي ليلى وقد وثقه جماعة ولكنه سيئ الحفظ . وبقية رجاله ثقات
ص . 584

(8/583)


14213 - وعن ابن عباس أنه كان يحدث : إن الله أرسل إلى النبي صلى الله عليه و سلم ملكا من الملائكة مع الملك جبريل عليه السلام فقال الملك : يا محمد إن الله يخيرك بين أن تكون نبيا عبدا أو نبيا ملكا ؟ فلتفت رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى جبريل عليه السلام كالمستشير فأومأ إليه : أن تواضع . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
بل نبيا عبدا
فما رئي رسول الله صلى الله عليه و سلم أكل متكئا حتى لحق بربه
رواه الطبراني وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس

(8/584)


14214 - وعن ابن عمر قال : خير رسول الله صلى الله عليه و سلم بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة
رواه الطبراني وإسناده حسن

(8/584)


14215 - وعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أوتيت بمقاليد الدنيا على فرس أبلق عليه قطيفة من سندس
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(8/584)


14216 - وعن أبي غالب قال : قلت لأبي أمامة : حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال : كان حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم القرآن يكثر الذكر ويقصر الخطبة ويطيل الصلاة ولا يأنف ولا يستكبر أن يذهب مع المسكين والضعيف حتى يفرغ من حاجته
رواه الطبراني وإسناده حسن

(8/584)


14217 - وعن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يركب حمارا اسمه عفير
ص . 585
رواه أحمد وفيه ابن إسحاق وهو مدلس

(8/584)


14218 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم حمار اسمه عفير
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن

(8/585)


14219 - وعن أبي موسى قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يركب الحمار ويلبس الصوف ويعتقل الشاة ويأتي مراعاة الضعيف
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . ورواه البزار باختصار

(8/585)


14220 - وعن جرير أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم من بين يديه فاستقبلته رعدة فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش [ كانت ] تأكل القديد "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم

(8/585)


14221 - وعن ابن عباس قال : إن كان الرجل من أهل العوالي ليدعو رسول الله صلى الله عليه و سلم بنصف الليل على خبز الشعير فيجيب
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله ثقات ورواه في الكبير باختصار
ص . 586

(8/585)


14222 - وعن ابن عباس قال : يجلس على الأرض ويأكل على الأرض ويعقل الشاة ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير
رواه الطبراني وإسناده حسن

(8/586)


14223 - وعن جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يجيب دعوة المملوك
رواه البزار وإسناده حسن

(8/586)


14224 - وعن عمر بن الخطاب أن رجلا نادى النبي صلى الله عليه و سلم ثلاثا كل ذلك يرد عليه : " لبيك لبيك "
رواه أبو يعلى في الكبير عن شيخه جبارة بن المغلس وثقة ابن نمير وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح

(8/586)


14225 - وعن عبد الله بن جبير الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يمشي في أناس من أصحابه فتستر بثوب فلما رأى ظله رفع رأسه فإذا هو بملاءة قد ستر بها فقال له : " مه " . وأخذ الثوب فوضعه فقال :
إنما أنا بشر مثلكم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(8/586)


14226 - وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد "
ص . 587
رواه البزار وفيه حفص بن عمارة الطلحي ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا

(8/586)


14227 - وعن أبي أمامة قال : كانت امرأة ترافث الرجال وكانت بذيئة فمرت بالنبي صلى الله عليه و سلم وهو يأكل ثريدا على طربال فقالت : أنظروا إليه يجلس كما يجلس العبد ويأكل كما يأكل العبد فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " وأي عبد أعبد مني ؟ " . قالت : ويأكل ولا يطعمني . قال : " فكلي " . قالت : ناولني بيدك . فناولها فقالت : أطعمني مما في فيك . فأعطاها فأكلت فغلبها الحياء فلم ترافث أحدا حتى ماتت
رواه الطبراني وإسناده ضعيف

(8/587)


14228 - وعن الحسين بن علي قال : أحبونا بحب الإسلام فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
لا ترفعوني فوق حقي فإن الله تعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني رسولا
رواه الطبراني وإسناده حسن

(8/587)


14229 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لو دعيت إلى كراع لأجبت "
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن حبان وقال : يخطئ واختلف كلام بن معين فيه وبقية رجاله رجال الصحيح

(8/587)


14230 - وعن حنظلة قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأيته جالسا متربعا
رواه الطبراني وفيه محمد بن عثمان القرشي وهو ضعيف
ص . 588

(8/587)


14231 - وعن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم مشى عن زميل له
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

(8/588)


14232 - وعن عامر بن ربيعة قال : خرجت مع النبي صلى الله عليه و سلم إلى المسجد فانقطع شسعه فأخذت نعله لأصلحها فأخذها من يدي وقال : " إنها أثرة ولا أحب الأثرة "
رواه البزار وفيه من لم أعرفه

(8/588)


14233 - وعن ابن عباس قال : قال العباس : قلت : لا أدري ما بقي رسول الله صلى الله عليه و سلم فينا . فقلت : يا رسول الله لو اتخذت عريشا يظلك ؟ قال :
لا أزال بين أظهرهم يطؤون عقبي وينازعون ردائي حتى يكون الله يريحني منهم
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

(8/588)


57 - . باب فيمن خدمه صلى الله عليه و سلم

(8/588)


14234 - عن أنس قال : كان عشرون شابا من الأنصار يلزمون رسول الله صلى الله عليه و سلم لحوائجه فإذا أراد أمرا بعثهم فيه
ص . 589
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم

(8/588)


14235 - عن عبد الرحمن بن عوف قال : كان لا يفارق النبي صلى الله عليه و سلم أو باب النبي صلى الله عليه و سلم خمسة أو أربعة من أصحابه
رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف

(8/589)


14236 - عن أبي سعيد قال : كنا نتناوب رسول الله صلى الله عليه و سلم تكون له الحاجة أو يرسلنا في الأمر فيكثر المحتسبون وأصحاب النوب فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن نتذاكر الدجال فقال : ما هذه النجوى ؟ ألم أنهكم عن النجوى ؟ "
رواه البزار ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف

(8/589)


14237 - وعن عاصم بن سفيان أنه سمع أبا الدرداء أو أبا ذر قال : استأذنت رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أبيت على بابه يوقظني لحاجته فأذن لي فبت ليلة
رواه البزار ورجاله ثقات

(8/589)


58 - . ( أبواب في وفاته صلى الله عليه و سلم )

(8/589)


1 - . باب في مرضه ووفاته صلى الله عليه و سلم وما أطلعه الله تعالى عليه من ذلك

(8/589)


14238 - عن معاذ بن جبل قال : لما بعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى اليمن خرج معه رسول الله صلى الله عليه و سلم يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه و سلم يمشي تحت راحلته فلما
ص . 590
فرغ قال : " يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا ولعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري " . فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال : " إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا "
رواه أحمد بإسنادين وقال في أحدهما : عن عاصم بن حميد أن معاذا وقال وفيها : قال : " لا تبك يا معاذ البكاء - أو إن البكاء - من الشيطان " . ورجال الإسنادين رجال الصحيح غير راشد بن سعد وعاصم بن حميد وهما ثقتان

(8/589)


14239 - وعن ابن مسعود قال : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم ليلة [ وفد ] الجن فلما انصرف تنفس فقلت : ما شأنك ؟ فقال : " نعيت إلى نفسي يا ابن مسعود "
رواه أحمد وفيه ميناء بن أبي ميناء وثقة ابن حبان وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات

(8/590)


14240 - عن ابن عباس قال : لما نزلت : { إذا جاء نصر الله والفتح } قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
نعيت إلي نفسي
بأنه مقبوض في تلك السنة
رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط
ص . 591

(8/590)


14241 - عن ابن عباس قال : لما نزلت { إذا جاء نصر الله والفتح } حتى ختم السورة قال : نعيت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه حين نزلت فأخذ بأشد ما كان قط اجتهادا في أمر الآخرة . وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ذلك : " جاء الفتح وجاء نصر الله وجاء أهل اليمن " . فقال رجل : يا رسول الله وما أهل اليمن ؟ قال : " قوم رقيقة أفئدتهم لينة قلوبهم الإيمان والفقه يمان "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد وزاد : " والحكمة يمانية " . وأحد أسانيده رجاله رجال الصحيح

(8/591)


14242 - عن ابن عباس قال : لما نزلت { إذا جاء نصر الله والفتح } دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم فاطمة فقال : " إنه نعيت إلي نفسي " . فبكت فقال لها : " لا تبكي فإنك أول أهلي لاحق بي " . فضحكت فرآها بعض أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : رأيتك بكيت وضحكت ؟ فقالت : إنه قال لي : " قد نعيت إلي نفسي " . فبكيت فقال : " لا تبكين فإنك أول أهلي لاحق بي " . فضحكت
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة وفيه ضعف

(8/591)


14243 - عن أم سلمة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن يموت يكثر أن يقول : " سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك " . قلت : يا رسول الله إني أراك تكثر أن تقول : " سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك " . فقال : " إني أمرت بأمر " . فقرأ : { إذا جاء نصر الله والفتح }
ص . 592
رواه الطبراني في الصغير ورجاله رجال الصحيح

(8/591)


14244 - عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الفتح : " هذا ما وعدني به ربي " . ثم قرأ : { إذا جاء نصر الله والفتح } قال : " فإذا دخل الناس في دين الله أفواجا فظهر دين الله على الدين كله فالناس خير ونحن خير "
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات

(8/592)


14245 - وعن عائشة أنها كانت تقول : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم في مرضه الذي قبض فيه قال لفاطمة : " إن جبريل صلى الله عليه و سلم كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرة وإنه عارضني بالقرآن العام مرتين . وأخبرني أنه أخبره أنه لم يكن نبي إلا عاش نصف عمر الذي كان قبله . وأخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة ولا أراني إلا ذاهبا على رأس الستين " . فأبكاني ذلك فقال : " يا بنية إنه ليس من نساء المسلمين امرأة أعظم رزية منك فلا تكوني أدنى من امرأة صبرا " . قلت : فذكر الحديث
رواه الطبراني بإسناد ضعيف وروى البزار بعضه أيضا وفي رجاله ضعف

(8/592)


2 - . باب في رؤيا العباس

(8/592)


14246 - ص . 593 عن العباس بن عبد المطلب قال : رأيت في المنام كأن الأرض تنزع إلى السماء بأشطان شداد فقصصت ذلك على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " ذاك وفاة ابن أخيك "
رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات

(8/593)


3 - . باب تخييره صلى الله عليه و سلم بين الدنيا والآخرة

(8/593)


14247 - عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم [ من جوف الليل ] فقال : " يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي " . فانطلقت معه فلما وقف بين أظهرهم قال : " السلام عليكم يا أهل المقابر ليهنكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه لو تعلمون ما نجاكم الله منه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى " . ثم أقبل علي فقال : " يا أبا مويهبة إني قد أوتيت [ مفاتيح ] خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة وخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي عز و جل والجنة " . قال : قلت : بأبي أنت وأمي فخذ مفاتيح الدنيا والخلد فيها ثم الجنة . قال : " لا والله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي ثم الجنة "
ص . 594
ثم استغفر لأهل البقيع ثم انصرف . فبدأ رسول الله صلى الله عليه و سلم في وجعه الذي قبضه الله عز و جل حين أصبح

(8/593)


14248 - وفي رواية عنه أيضا قال : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصلي على أهل البقيع فصلى عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث مرات فلما كانت الثالثة قال : " يا أبا مويهبة أسرج لي دابتي " . قال : فركب ومشيت حتى انتهى إليهم فنزل عن دابته وأمسكت الدابة . قلت : فذكر نحوه
رواه أحمد والطبراني بإسنادين ورجال أحدهما ثقات إلا أن الإسناد الأول عن عبيد بن جبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي مويهبة والثاني عن عبيد بن جبير عن أبي مويهبة

(8/594)


14249 - عن أبي واقد الليثي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
خير عبد من عباد الله بين الدنيا وملكها ونعيمها وبين الآخرة فاختار الآخرة
فقال أبو بكر : [ بل ] نفديك يا رسول الله بأموالنا وأنفسنا
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف

(8/594)


4 - . باب ما يحصل لأمته صلى الله عليه و سلم من استغفاره بعد وفاته

(8/594)


14250 - عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 595
إن لله ملائكة سياحين يبلغون عن أمتي السلام
قال : وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

(8/594)


59 - . ( أبواب فيما بعد وفاته صلى الله عليه و سلم )

(8/595)


1 - . باب في وداعه صلى الله عليه و سلم

(8/595)


14251 - عن عبد الله بن مسعود قال : نعي إلينا حبيبنا ونبينا بأبي هو ونفسي له الفداء قبل موته بست فلما دنا الفراق جمعنا في بيت أمنا عائشة فنظر إلينا فدمعت عيناه ثم قال : " مرحبا بكم وحياكم الله وحفظكم الله آواكم الله ونصركم الله هداكم الله رزقكم الله وفقكم الله سلمكم الله قبلكم الله أوصيكم بتقوى الله وأوصي الله بكم وأستخلفه عليكم إني لكم نذير مبين أن لا تعلوا على الله في عباده وبلاده فإن الله قال لي ولكم : { تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين } وقال : { أليس في جهنم مثوى للمتكبرين } " . ثم قال : " قد دنا الأجل والمنقلب إلى الله وإلى سدرة المنتهى وإلى جنة المأوى والكأس الأوفى والرفيق الأعلى " . أحسبه قال : فقلنا : يا رسول الله فمن يغسلك إذا ؟ قال : " رجال أهل بيتي الأدنى فالأدنى " . قلنا : ففيم نكفنك ؟ قال : " في ثيابي هذه - إن شئتم - أو في حلة يمنية أو في بياض مضر "
ص . 596
قال : فقلنا : فمن يصلي عليك منا ؟ فبكينا وبكى وقال : " مهلا غفر الله لكم وجازاكم عن نبيكم خيرا إذا غسلتموني ووضعتموني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري فاخرجوا عني ساعة فإن أول من يصلي علي خليلي وجليسي جبريل صلى الله عليه و سلم ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم ملك الموت مع جنوده ثم الملائكة صلى الله عليهم بأجمعها ثم ادخلوا علي فوجا فوجا فصلوا علي وسلموا تسليما ولا تؤذوني بباكية - أحسبه قال : - ولا صارخة ولا رانة وليبدأ بالصلاة علي رجال أهل بيتي ثم أنتم بعد وأقرئوا أنفسكم مني السلام ومن غاب من إخواني فأقرئوه مني السلام ومن دخل معكم في دينكم بعدي فإني أشهدكم أني أقرأ السلام - أحسبه قال : - عليه وعلى كل من تابعني على ديني من يومي هذا إلى يوم القيامة " . قلنا : يا رسول الله فمن يدخلك قبرك منا ؟ قال : " رجال أهل بيتي مع ملائكة كثيرة يرونكم من حيث لا ترونهم "
رواه البزار وقال : روي هذا عن مرة عن عبد الله من غير وجه والأسانيد عن مرة متقاربة وعبد الرحمن لم يسمع هذا من مرة إنما أخبره عن مرة ولا نعلم رواه عن عبد الله غير مرة قلت : رجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي وهو ثقة . ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال : قبل موته بشهر . وذكر في إسناده ضعفاء منهم أشعث بن طابق قال الأزدي : لا يصح حديثه . والله أعلم

(8/595)


2 - . باب

(8/596)


14252 - عن الفضل بن العباس قال : جاءني رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرجت إليه فوجدته موعوكا قد عصب رأسه قال : " خذ بيدي يا فضل " . فأخذت بيده حتى انتهى إلى المنبر فجلس عليه ثم قال : " صح في
ص . 597
الناس " . فصحت في الناس فاجتمع ناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " يا أيها الناس إني قد دنا مني حقوق من بين أظهركم فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه ألا ومن كنت قد شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه ومن كنت أخذت له مالا فهذا مالي فليستقد منه لا يقولن رجل : إني أخشى الشحناء من قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي ولا من شأني ألا وإن أحبكم إلي من أخذ حقا إن كان له أو حللني فلقيت الله وأنا طيب النفس ألا وإني لا أرى ذلك مغنيا عني حتى أقوم فيكم مرارا " . ثم نزل فصلى الظهر ثم عاد إلى المنبر فعاد لمقالته في الشحناء أو غيرها ثم قال : " يا أيها الناس من كان عنده شيء فليرده ولا يقل : فضوح الدنيا ألا وإن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة " . فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله إن لي عندك ثلاثة دراهم . قال : " أما إنا لا نكذب قائلا ولا نستحلفه فبم صارت لك عندي ؟ " . قال : تذكر يوم مر بك مسكين فأمرتني أن أدفعها إليه ؟ فقال : " ادفعها إليه يا فضل " . ثم قام إليه رجل آخر قال : عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله . قال : " ولم غللتها ؟ " . قال : كنت محتاجا إليها . قال : " خذها يا فضل " . ثم قال : " أيها الناس من خشي من نفسه شيئا فليقم أدعو له " . فقام رجل فقال : يا رسول الله والله إني لكذاب وإني لمنافق وإني لنؤوم ؟ قال : " اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وأذهب عنه النوم إذا أراد " . ثم قام آخر فقال : يا رسول الله إني لكذاب وإني لمنافق وما من شيء من الأشياء إلا وقد أتيته فقال له عمر : يا هذا فضحت نفسك قال : " مه يا ابن الخطاب فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة " . ثم قال : " اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وصير أمره إلى خير "
ص . 598
فكلمهم عمر بكلمة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " عمر معي وأنا معه والحق بعدي مع عمر حيث كان "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأبو يعلى بنحوه وقال في آخره : فقام رجل فقال : يا رسول الله إني رجل جبان كثير النوم . قال : فدعا له . قال الفضل : فلقد رأيته أشجعنا وأقلنا نوما . قال : ثم أتى بيت عائشة فقال للنساء مثل ما قال للرجال ثم قال : " ومن غلب عليه شيء فليسألنا ندع له " . قال : فأومأت امرأة إلى لسانها قال : فدعا لها . قال : فلربما قالت لي : يا عائشة أحسني صلاتك
وفي إسناد أبي يعلى عطاء بن مسلم وثقه ابن حبان وغيره وضعفه جماعة وبقية رجال أبي يعلى ثقات وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم

(8/596)


14253 - عن جابر وابن عباس في قوله : { إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا } قال : لما نزلت على محمد صلى الله عليه و سلم قال : " يا جبريل نفسي قد نعيت " . قال جبريل عليه السلام : { الآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى } . فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بلالا أن ينادي بالصلاة جامعة فاجتمع المهاجرون والأنصار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلى بالناس ثم صعد المنبر فحمد الله عز و جل وأثنى عليه ثم خطب خطبة وجلت منها القلوب وبكت منها العيون ثم قال : " أيها الناس أي نبي كنت لكم ؟ " . قالوا : جزاك الله من نبي خيرا كنت لنا كالأب الرحيم وكالأخ الناصح الشفيق أديت رسالات الله عز و جل وأبلغتنا وحيه ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فجزاك الله عنا أفضل
ص . 599
ما جازى نبيا عن أمته . فقال لهم : " معاشر المسلمين أناشدكم بالله وبحقي عليكم من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتص مني " . [ فلن يقم إليه أحد فناشدهم الثانية فلم يقن إليه أحد فناشدهم الثالثة : " معاشر المسلمين أنشدكم بالله وبحقي عليكم من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتص مني ] قبل القصاص في القيامة " . فقام من بين المسلمين شيخ كبير يقال له : عكاشة فتخطى المسلمين حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : فداك أبي وأمي لولا أنك نشدتنا بالله مرة بعد أخرى ما كنت بالذي أتقدم على شيء من هذا كنت معك في غزاة فلما فتح الله عز و جل علينا ونصر نبيه صلى الله عليه و سلم وكنا في الانصراف حاذت ناقتي ناقتك فنزلت عن الناقة ودنوت منك لأقبل فخذك فرفعت القضيب فضربت خاصرتي ولا أدري أكان عمدا منك أم أردت ضرب الناقة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أعيذك بجلال الله أن يتعمدك رسول الله صلى الله عليه و سلم بالضرب يا بلال انطلق إلى بيت فاطمة فائتني بالقضيب الممشوق " . فخرج بلال من المسجد ويده على أم رأسه وهو ينادي : هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطي القصاص من نفسه . فقرع الباب على فاطمة فقال : يا بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ناوليني القضيب الممشوق . فقالت له فاطمة : يا بلال وما يصنع أبي بالقضيب وليس هذا يوم حج ولا يوم غزاة ؟ فقال : يا فاطمة ما أغفلك عما فيه أبوك رسول الله صلى الله عليه و سلم يودع الناس ويفارق الدنيا ويعطي القصاص من نفسه . فقالت فاطمة رضي الله عنها : [ يا بلال ] ومن ذا الذي تطيب نفسه أن يقتص من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ يا بلال إذا فقل للحسن والحسين يقومان إلى هذا الرجل يقتص منهما ولا يدعانه يقتص من رسول الله صلى الله عليه و سلم
ص . 600
فرجع بلال إلى المسجد ودفع القضيب إلى النبي صلى الله عليه و سلم ودفع رسول الله صلى الله عليه و سلم القضيب إلى عكاشة . فلما نظر أبو بكر وعمر رضي الله عنهما إلى ذلك قاما وقالا : يا عكاشة هذا نحن بين يديك فاقتص منا ولا تقتص من رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال لهما رسول الله صلى الله عليه و سلم : " امض يا أبا بكر وأنت يا عمر فامض فقد عرف الله مكانكما ومقامكما " . فقام علي بن أبي طالب فقال : يا عكاشة أنا في الحياة بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا تطيب نفسي أن تضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم فهذا ظهري وبطني فاقتص مني بيدك واجلدني مائة ولا تقتص من رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " يا علي اقعد فقد عرف الله لك مقامك ونيتك " . وقام الحسن والحسين رضي الله عنهما فقالا : يا عكاشة أليس تعلم أنا سبطا رسول الله صلى الله عليه و سلم والقصاص منا كالقصاص من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال لهما النبي صلى الله عليه و سلم : " اقعدا يا قرة عيني لا نسي الله لكما هذا المقام " . ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم : " يا عكاشة اضرب إن كنت ضاربا " . قال : يا رسول الله ضربتني وأنا حاسر عن بطني . فكشف عن بطنه صلى الله عليه و سلم وصاح المسلمون بالبكاء وقالوا : أترى عكاشة ضارب رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فلما نظر عكاشة إلى بطن رسول الله صلى الله عليه و سلم كأنه القباطي لم يملك أن أكب عليه فقبل بطنه وهو يقول : فداك أبي وأمي ومن تطيب نفسه أن يقتص منك ؟ فقال له
ص . 601
النبي صلى الله عليه و سلم : " إما أن تضرب وإما أن تعفو " . قال : قد عفوت عنك يا رسول الله رجاء أن يعفو الله عني في يوم القيامة . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " من سره أن ينظر إلى رفيقي في الجنة فلينظر إلى هذا الشيخ " . فقام المسلمون فجعلوا يقبلون ما بين عيني عكاشة ويقولون : طوباك طوباك نلت درجات العلا ومرافقة النبي صلى الله عليه و سلم . فمرض النبي صلى الله عليه و سلم من يومه فكان مرضه ثمانية عشر يوما يعوده الناس وكان صلى الله عليه و سلم ولد يوم الاثنين وبعث يوم الاثنين وتوفي يوم الاثنين . فلما كان يوم الأحد ثقل في مرضه فأذن بلال بالأذان ثم وقف بالباب فنادى : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله أقيم الصلاة . فسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم صوت بلال فقالت فاطمة : يا بلال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم اليوم مشغول بنفسه . فدخل بلال المسجد فلما أسفر الصبح قال : والله لا أقيمها أو أستأذن سيدي رسول الله صلى الله عليه و سلم . فخرج بلال فقام بالباب ونادى : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته الصلاة يرحمك الله . فسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم صوت بلال فقال : " ادخل يا بلال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم اليوم مشغول بنفسه مر أبا بكر يصلي بالناس " . فخرج ويده على أم رأسه وهو يقول : واغوثاه بالله وانقطاع رجاه وانقصام ظهراه ليتني لم تلدني أمي وإذ ولدتني لم أشهد من رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا اليوم . ثم قال : يا أبا بكر [ ألا ] إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرك أن تصلي بالناس . فتقدم أبو
ص . 602
بكر فصلى بالناس وكان رجلا رقيقا فلما رأى خلو المكان من رسول الله صلى الله عليه و سلم [ لم يتمالك أن ] خر مغشيا عليه وصاح المسلمون بالبكاء فسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم ضجيج الناس فقال : " ما هذه الضجة ؟ " . قالوا : ضجيج المسلمين لفقدك يا رسول الله . فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب وابن عباس فاتكأ عليهما فخرج إلى المسجد فصلى بالناس ركعتين خفيفتين ثم أقبل عليهم بوجهه المليح فقال :
يا معشر المسلمين أستودعكم الله أنتم في رجاء الله وأمانة الله والله خليفتي عليكم . معاشر المسلمين عليكم باتقاء الله وحفظ طاعته من بعدي فإني مفارق الدنيا . هذا أول يوم من [ أيام ] الآخرة وآخر يوم من [ أيام ] الدنيا
فلما كان يوم الاثنين اشتد [ به ] الأمر وأوحى الله عز و جل إلى ملك الموت صلى الله عليه و سلم أن اهبط إلى حبيبي وصفيي محمد صلى الله عليه و سلم في أحسن صورة وأرفق به في قبض روحه . فهبط ملك الموت صلى الله عليه و سلم فوقف بالباب شبه أعرابي ثم قال : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة أدخل ؟ " . فقالت عائشة لفاطمة : أجيبي الرجل . فقالت فاطمة : آجرك الله في ممشاك يا عبد الله إن رسول الله مشغول بنفسه . فنادى الثانية فقالت عائشة : يا فاطمة أجيبي الرجل . فقالت فاطمة : آجرك الله في ممشاك يا عبد الله إن رسول الله صلى الله عليه و سلم مشغول بنفسه . ثم نادى الثالثة : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة أدخل ؟ فلا بد من الدخول . فسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم صوت ملك الموت فقال : " يا فاطمة من
ص . 603
بالباب " . فقالت : يا رسول الله إن رجلا بالباب يستأذن في الدخول فأجبناه مرة بعد أخرى فنادى في الثالثة صوتا اقشعر منه جلدي وارتعدت منه فرائصي . فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم : " يا فاطمة أتدرين من بالباب ؟ هذا هادم اللذات ومفرق الجماعات هذا مرمل الأزواج وموتم الأولاد وهذا مخرب الدور وعامر القبور هذا ملك الموت صلى الله عليه و سلم . ادخل يرحمك الله يا ملك الموت " . فدخل ملك الموت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " جئتني زائرا أم قابضا ؟ " . قال : جئتك زائرا وقابضا وأمرني الله عز و جل أن لا أدخل عليك إلا بإذنك ولا أقبض روحك إلا بإذنك فإن أذنت وإلا رجعت إلى ربي عز و جل . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا ملك الموت أين خلفت حبيبي جبريل ؟ " . قال : خلفته في سماء الدنيا والملائكة يعزونه فيك . فما كان بأسرع أن أتاه جبريل عليه السلام فقعد عند رأسه . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هذا الرحيل من الدنيا فبشرني ما لي عند الله ؟ " . قال : أبشرك يا حبيب الله أني تركت أبواب السماء قد فتحت والملائكة قد قاموا صفوفا صفوفا بالتحية والريحان يحيون روحك يا محمد . قال : " لوجه ربي الحمد فبشرني يا جبريل " . قال : أبشرك أن أبواب الجنان قد فتحت وأنهارها قد اطردت وأشجارها قد تدلت وحورها قد تزينت لقدوم روحك يا محمد . قال : " لوجه ربي الحمد فبشرني يا جبريل " . قال : أنت أول شافع وأول مشفع يوم القيامة . قال : : لوجه ربي الحمد " . قال جبريل : يا حبيبي عما تسألني ؟ قال : " أسألك عن غمي وهمي من لقراء القرآن من بعدي ؟ من لصوام شهر رمضان من بعدي ؟ من لحجاج بيت الله الحرام من بعدي ؟ من لأمتي المصطفاة من بعدي ؟ " . قال : أبشر يا حبيب الله فإن الله عز و جل يقول : قد حرمت الجنة على جميع الأنبياء والأمم حتى تدخلها أنت وأمتك . قال : " الآن طابت نفسي ادن يا ملك الموت فانته إلى ما أمرت به "
ص . 604
قال علي : يا رسول الله إذا أنت قبضت فمن يغسلك ؟ وفيم نكفنك ؟ ومن يصلي عليك ؟ ومن يدخلك القبر ؟ قال النبي صلى الله عليه و سلم : " يا علي أما الغسل فاغسلني أنت والفضل بن عباس يصب عليك الماء وجبريل عليه السلام ثالثكما فإذا أنتم فرغتم من غسلي فكفني في ثلاثة أثواب جدد وجبريل عليه السلام يأتيني بحنوط [ من الجنة ] فإذا أنتم وضعتموني على السرير فضعوني في المسجد واخرجوا فإن أول من يصلي علي الرب عز و جل من فوق عرشه ثم جبريل عليه السلام ثم ميكائيل ثم إسرافيل عليهما السلام ثم الملائكة زمرا زمرا ثم ادخلوا فقوموا صفوفا لا يتقدم علي أحد "
فقالت فاطمة : اليوم الفراق فمتى ألقاك ؟ قال : " يا بنية تلقيني يوم القيامة عند الحوض وأنا أسقي من يرد علي الحوض من أمتي " . قالت : فإن لم ألقك يا رسول الله ؟ قال : " تلقيني عند الصراط وأنا أنادي رب سلم أمتي من النار " . فدنا ملك الموت صلى الله عليه و سلم يعالج قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما بلغ الروح الركبتين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أوه " . فلما بلغ الروح السرة نادى رسول الله صلى الله عليه و سلم : " واكرباه " . فقالت فاطمة : كربي لكربك يا أبتاه . فلما بلغ الروح الثندوة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا جبريل ما أشد مرارة الموت " . فولى جبريل عليه السلام وجهه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا جبريل كرهت النظر إلي ؟ " . فقال جبريل عليه السلام : يا حبيبي ومن تطيق نفسه أن ينظر إليك وأنت تعالج سكرات الموت ؟ فقبض رسول الله صلى الله عليه و سلم فغسله علي بن أبي طالب وابن عباس يصب عليه الماء وجبريل عليه السلام معهما فكفن بثلاثة أثواب جدد وحمل على سرير ثم
ص . 605
أدخلوه المسجد ووضعوه في المسجد وخرج الناس منه . فأول من صلى عليه الرب تبارك وتعالى من فوق عرشه ثم جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم الملائكة زمرا زمرا . قال علي : لقد سمعنا في المسجد همهمة ولم نر لهم شخصا فسمعنا هاتفا يهتف ويقول : ادخلوا رحمكم الله فصلوا على نبيكم صلى الله عليه و سلم فدخلنا وقمنا صفوفا صفوفا كما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فكبرنا بتكبير جبريل عليه السلام ما تقدم منا أحد على رسول الله صلى الله عليه و سلم ودخل القبر أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وابن عباس ودفن رسول الله صلى الله عليه و سلم . فلما انصرف الناس قالت فاطمة لعلي : كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ أما كان في صدوركم لرسول الله صلى الله عليه و سلم الرحمة ؟ أما كان معلم الخير ؟ قال : بلى يا فاطمة ولكن أمر الله الذي لا مرد له . فجعلت تبكي وتندب وتقول : يا أبتاه الآن انقطع جبريل عليه السلام وكان جبريل يأتينا بالوحي من السماء
رواه الطبراني وفيه عبد المنعم بن إدريس وهو كذاب وضاع

(8/598)


14254 - عن يزيد بن بابنوس قال : ذهبت أنا وصاحب لي إلى عائشة فاستأذنا عليها فألقت إلينا وسادة وجذبت الحجاب إليها فسألها عن مباشرة الحائض . ثم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مر ببابي مما يلقى الكلمة ينفع الله بها فمر ذات يوم فلم يقل شيئا ثم مر أيضا فلم يقل شيئا مرتين أو ثلاثا . فقلت : يا جارية ضعي لي وسادة على الباب وعصبت رأسي فمر بي فقال :
ص . 606
يا عائشة ما شأنك ؟
قلت : أشتكي رأسي . قال : " أنا وارأساه " . فذهب فلم يلبث إلا يسيرا حتى جيء به محمولا في كساء فدخل وبعث إلى النساء فقال : " إني قد اشتكيت وإني لا أستطيع أن أدور بينكن فأذن لي فلأكون عند عائشة " . فأذن له فكنت أوصبه ولم أوصب أحدا قبله فبينما رأسه ذات يوم على منكبي إذ مال رأسه نحو رأسي فظننت أنه يريد من رأسي حاجة فخرجت من فيه نطفة باردة فوقعت على ثغرة نحري فاقشعر لها جلدي فظننت أنه غشي عليه فسجيته ثوبا فجاء عمر والمغيرة بن شعبة فاستأذنا فأذنت لهما وجذبت الحجاب فنظر عمر إليه فقال : واغشياه ما أشد ما غشي رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قام فلما دنوا من الباب قال المغيرة لعمر : مات رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : كذبت بل أنت رجل تحوسك فتنة إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يموت حتى يفني الله المنافقين ثم جاء أبو بكر فرفع الحجاب فنظر إليه فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون . مات رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم أتاه من قبل رأسه فحدر فاه وقبل جبهته [ ثم قال : وانبياه ثم رفع رأسه وحدر فاه وقبل جبهته ثم ] قال : واصفياه ثم رفع رأسه وحدر فاه وقبل جبهته وقال : واخليلاه مات رسول الله صلى الله عليه و سلم . فخرج إلى المسجد وعمر يخطب الناس [ ويتكلم ] ويقول : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يموت حتى يفني الله المنافقين . فتكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن الله عز و جل يقول : { إنك ميت وإنهم ميتون } حتى ختم الآية { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } الآية . من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت
ص . 607
ومن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات . فقال عمر : إنها لفي كتاب الله ما شعرت أنها في كتاب الله عز و جل . ثم قال عمر : يا أيها الناس هذا أبو بكر وهو ذو شيبة المسلمين فبايعوه . فبايعوه
قلت : في الصحيح وغيره طرف منه
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه وزاد : فدخل أبو بكر فقال : كيف ترين ؟ قلت : غشي عليه فدنا منه فكشف عن وجهه فقال : يا غشياه ما أكون هذا الغشي ثم كشف عن وجهه فعرف الموت فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ثم بكى فقلت : في سبيل الله انقطاع الوحي ودخول جبريل بيتي ووضع يده على صدغيه ووضع فاه على جبهته فبكى حتى سالت دموعه على وجه النبي صلى الله عليه و سلم ثم غطى وجهه وخرج إلى الناس وهو يبكي فقال : يا معشر المسلمين هل عند أحد منكم عهد بوفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قالوا : لا ثم أقبل على عمر فقال : يا عمر أعندك عهد بوفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : لا . قال : والذي لا إله غيره لقد ذاق طعم الموت وقد قال لهم : " إني ميت وإنكم ميتون " . فضج الناس وبكوا بكاء شديدا ثم خلوا بينه وبين أهل بيته فغسله علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد يصب عليه الماء فقال علي : ما نسيت منه شيئا لم أغسله إلا قلب لي حتى أرى أحدا فأغسله من غير أن أرى أحدا حتى فرغت منه ثم كفنوه ببرد يماني أحمر وريطتين قد نيل منهما ثم غسلا ثم أضجع على السرير ثم أذنوا للناس فدخلوا عليه فوجا فوجا يصلون عليه بغير إمام حتى لم يبق أحد بالمدنية حر ولا عبد إلا صلى عليه
ثم تشاجروا في دفنه أين يدفن ؟ فقال بعضهم : عند العود الذي كان يمسك بيده وتحت منبره . وقال بعضهم : في البقيع حيث كان يدفن موتاه . فقالوا : لا نفعل ذلك أبدا إذا لا يزال عبد أحدكم ووليدته قد غضب عليه مولاه فيلوذ بقبره فتكون سنة فاستقام رأيهم على أن يدفن في بيته تحت فراشه حيث قبض روحه
ص . 608
فلما مات أبو بكر دفن معه فلما حضر عمر بن الخطاب الموت أوصى قال : إذا أنا مت فاحملوني إلى باب بيت عائشة فقولوا لها : هذا عمر بن الخطاب يقرئك السلام ويقول : أدخل أو أخرج ؟ قال : فسكتت ساعة ثم قالت : أدخلوه فادفنوه معه أبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره . قالت : فلما دفن عمر أخذت الجلباب فتجلببت [ به ] . قال : فقيل لها : ما لك وللجلباب ؟ قالت : كان هذا زوجي وهذا أبي فلما دفن عمر تجلببت
ورجال أحمد ثقات وفي إسناد أبي يعلى عويد بن أبي عمران وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وقال بعضهم : متروك

(8/605)


14255 - وعن أسماء بنت عميس قالت : أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيت ميمونة فاشتد مرضه حتى أغمي عليه فتشاور نساؤه في لده فلدوه فلما أفاق قال : " ما هذا ؟ " . [ فقلنا : هذا ] فعل نساء جئن من ههنا . وأشار إلى أرض الحبشة وكانت أسماء بنت عميس فيهن . قالوا : كنا نتهم بك ذات الجنب يا رسول الله . قال : " إن ذلك لداء ما كان الله عز و جل ليقذفني به لا يبقين في البيت أحد لا يلد إلا عم رسول الله صلى الله عليه و سلم " . يعني العباس قالت : لقد التدت ميمونة يومئذ وإنها لصائمة لعزيمة رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . قلت : وقد تقدم حديث العباس في كتاب الخلافة
ص . 609

(8/608)


14256 - وعن جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده أبدا . قال : فخالف عليها عمر بن الخطاب حتى رفضها
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه خلاف

(8/609)


14257 - عن عمر بن الخطاب قال : لما مرض النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ادعوا لي بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لا تضلون بعدي أبدا " . فكرهنا ذلك أشد الكراهة ثم قال : " ادعوا لي بصحيفة أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا " . فقال النسوة من وراء الستر : ألا يسمعون ما يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقلت : إنكن صواحبات يوسف إذا مرض رسول الله صلى الله عليه و سلم عصرتن أعينكن وإذا صح ركبتن رقبته . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " دعوهن فإنهن خير منكم "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن جعفر بن إبراهيم الجعفري قال العقيلي : في حديثه نظر وبقية رجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف

(8/609)


14258 - عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : لأن أحلف تسعا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل وذلك بأن الله عز و جل جعله نبيا واتخذه شهيدا . ؟
قال الأعمش : فذكرت ذلك لإبراهيم فقال : كانوا يرون أن اليهود سموه
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(8/609)


14259 - وعن عائشة قالت :
ص . 610
ما مات رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا من ذات الجنب
رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى بنحوه وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات

(8/610)


14260 - وعن أم الفضل بنت الحارث - وهي أم ولد العباس أخت ميمونة - قالت : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم في مرضه فجعلت أبكي فرفع رأسه فقال : " ما يبكيك ؟ " . قالت : خفنا عليك ولا ندري ما نلقى من الناس بعدك يا رسول الله ؟ قال : " أنتم المستضعفون بعدي "
رواه أحمد وفيه يزيد بن أبي زياد وضعفه جماعة

(8/610)


14261 - عن علي بن الحسين قال : سمعت أبي يقول : لما كان قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاه جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن الله عز و جل أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة لك أسألك عما هو أعلم به منك يقول : كيف تجدك ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أجدني يا جبريل مغموما وأجدني يا جبريل مكروبا " . فلما كان اليوم الثالث هبط جبريل عليه السلام وهبط ملك الموت عليه السلام وهبط معهما ملك في الهواء يقال له : إسماعيل على سبعين ألف ملك ليس فيهم ملك إلا على سبعين ألف ملك يشيعهم جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن الله عز و جل أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة لك أسألك عما هو أعلم به منك يقول : كيف تجدك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أجدني يا جبريل مغموما وأجدني يا جبريل مكروبا " . قال : فاستأذن ملك الموت على الباب فقال جبريل : يا محمد هذا ملك الموت يستأذن عليك وما استأذن على آدمي قبلك ولا يستأذن على آدمي بعدك
ص . 611
فقال : " ائذن له " . فأذن له جبريل فأقبل حتى وقف بين يديه . فقال : يا محمد إن الله عز و جل أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك فيم أمرتني به إن تأمرني أن أقبض نفسك قبضتها وإن كرهت تركتها ؟ قال : " وتفعل يا ملك الموت ؟ " . قال : نعم وبذلك أمرت أن أطيعك فيما أمرتني به . فقال له جبريل عليه السلام : إن الله عز و جل قد اشتاق إلى لقائك . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " امض لما أمرت به " . فقال له جبريل : هذا آخر وطأتي في الأرض إنما كنت حاجتي في الدنيا
فلما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وجاءت التعزية جاء آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل نفس ذائقة الموت إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن ميمون القداح وهو ذاهب الحديث

(8/610)


14262 - وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مات من اللحم الذي كانت اليهودية سمته فانقطع أبهره من السم على رأس السنة . كان يقول : " ما زلت أجد منه حسا "
رواه الطبراني وإسناده حسن

(8/611)


14263 - وعن عائشة قالت : ما مرت علي ليلة مثل ليلة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا عائشة هل طلع الفجر ؟ " . فأقول : لا حتى أذن بلال بالفجر ثم جاء بلال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما هذا ؟ " . فقلت : هذا بلال . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " مري أبا بكر فليصل بالناس "
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
ص . 612

(8/611)


14264 - عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حين حضرته الوفاة وهو يمد يده وهو يقول :
يا جبريل أين أنت ؟
ثم يقبضها ويبسطها ففعل ذلك مرارا وهو يقول : " يا جبريل اشفع لي عند ربي يهون علي الموت " . فذكر أبو هريرة أنه سمع عائشة تقول : لقد سمعت ما لم تسمع أذن من جبريل وهو يقول : " لبيك لبيك "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حسين بن عبد الله بن ضميرة وهو كذاب

(8/612)


14265 - وعن ابن عباس قال : جاء ملك الموت إلى النبي صلى الله عليه و سلم في مرضه الذي قبض فيه فاستأذن ورأسه في حجر علي رضوان الله عليه فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فقال له علي : ارجع فإنا مشاغيل عنك . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " تدري من هذا يا أبا الحسن ؟ هذا ملك الموت ادخل راشدا " . فلما دخل قال : إن ربك يقرئك السلام . قال : " أين جبريل ؟ " . قال : ليس هو قريب مني الآن يأتي . فخرج ملك الموت حتى نزل جبريل عليه السلام فقال له جبريل وهو قائم بالباب : ما أخرجك يا ملك الموت ؟ قال : التمسك محمد صلى الله عليه و سلم . فلما جلسا قال جبريل : سلام عليك يا أبا القاسم هذا وداع مني ومنك
فبلغني أن ملك الموت لم يسلم على أهل بيت قبله ولا يسلم بعده
رواه الطبراني وفيه المختار بن نافع وهو ضعيف

(8/612)


14266 - عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم ثقل وعنده عائشة وحفصة إذ دخل علي فلما رآه النبي صلى الله عليه و سلم رفع رأسه ثم قال : " ادن مني ادن مني " . فأسنده إليه فلم يزل عنده حتى توفي فلما
ص . 613
قضى قام علي وأغلق الباب وجاء العباس ومعه بنو عبد المطلب فقاموا على الباب فجعل علي يقول : بأبي أنت طبت حيا وطبت ميتا وسطعت ريح طيبة لم يجدوا مثلها فقال : إيها دع حنينا كحنين المرأة وأقبلوا على صاحبكم قال علي : أدخلوا علي الفضل بن العباس . فقالت الأنصار : نشدناكم بالله ونصيبنا من رسول الله صلى الله عليه و سلم . فأدخلوا رجلا منهم يقال له : أوس بن خولي يحمل جرة بإحدى يديه فسمعوا صوتا في البيت : لا تجردوا رسول الله صلى الله عليه و سلم واغسلوه كما هو في قميصه فغسله علي يدخل يده من تحت القميص والفضل يمسك الثوب عنه والأنصاري ينقل الماء وعلى يد علي خرقة يدخل يده تحت القميص
قلت : روى ابن ماجة بعضه
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث على ضعفه وبقية رجاله ثقات

(8/612)


14267 - وعن علي قال : أوصاني النبي صلى الله عليه و سلم أن لا يغسله أحد غيري
فإنه لا يرى عورتي أحد إلا طمست عيناه
قال علي : فكان العباس وأسامة يناولاني الماء من وراء الستر
رواه البزار وفيه يزيد بن بلال قال البخاري : فيه نظر وبقية رجاله وثقوا وفيهم خلاف

(8/613)


14268 - عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ما من نبي إلا تقبض نفسه ثم يرى الثواب ثم ترد إليه فتخير بين أن ترد إليه إلى أن يلحق
فكنت قد حفظت ذلك منه فإني لمسندته إلى صدري فنظرت إليه حتى مالت
ص . 614
عنقه فقلت : قد قضى قالت : فعرفت الذي قال . قالت : فنظرت إليه حتى ارتفع ونظر قلت : إذا لا يختارنا فقال :
{ مع الرفيق الأعلى في الجنة مع النبيين والصديقين } إلى آخر الآية

(8/613)


14269 - وفي رواية : " الرفيق الأعلى الأسعد "
رواه أحمد والطبراني في الأوسط إلا أنها قالت : قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم بين سحري ونحري . قالت : وظننت أنه سيرد الله عليه روحه . قالت : وكذلك يفعل بالأنبياء فتحرك فقلت : إن خيرت اليوم فلن تختارنا
وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح

(8/614)


14270 - عن عائشة قالت : مات النبي صلى الله عليه و سلم فلما خرجت نفسه ما شممت رائحة قط أطيب منها
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

(8/614)


14271 - عن عائشة قالت : كشف رسول الله صلى الله عليه و سلم سترا وفتح بابا في مرضه فنظر إلى الناس يصلون خلف أبي بكر فسر بذلك وقال : " الحمد لله إنه لم يمت نبي حتى يؤمه رجل من أمته " . ثم أقبل على الناس فقال : " يا أيها الناس من أصيب منكم بمصيبة من بعدي فليتعز بمصيبته بي عن مصيبته التي تصيبه فإنه لن يصب أحد من أمتي من بعدي بمثل مصيبته بي "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن جعفر والد علي بن المديني وهو ضعيف

(8/614)


14272 - عن أبي موسى قال : أغمي على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في حجر عائشة فأفاق وهي تمسح صدره
ص . 615
وتدعو له بالشفاء قال : " لا ولكن أسأل الله الرفيق الأعلى الأسعد جبريل وميكائيل وإسرافيل "
رواه الطبراني وفيه محمد بن سلام الجمحي وهو ثقة وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات

(8/614)


14273 - عن أبي عسيب أو أبي عسيم - قال بهز : شهد الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم - قالوا : كيف نصلي عليه ؟ قال : ادخلوا أرسالا أرسالا . قال : فكانوا يدخلون من هذا الباب فيصلون عليه ثم يخرجون من الباب الآخر . قال : فلما وضع في لحده قال المغيرة : قد بقي من رجليه شيء لم يصلحوه قالوا : فادخل فأصلحه فدخل وأدخل يده فغمس قدميه صلى الله عليه و سلم قال : أهيلوا عليه التراب . فأهالوا عليه حتى بلغ أنصاف ساقيه ثم خرج فكان يقول : أنا أحدثكم عهدا برسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(8/615)


14274 - عن عائشة قالت : كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي فأضع ثوبي وأقول : إنما هو زوجي وأبي فلما دفن معهم عمر معهم فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر رضي الله عنه
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(8/615)


14275 - عن ابن عباس قال : دخل قبر النبي صلى الله عليه و سلم العباس وعلي والفضل وشق لحده رجل من الأنصار وهو الذي شق قبور الشهداء يوم أحد
ص . 616
قلت : رواه ابن ماجة أطول من هذا وليس فيه ذكر العباس ولا الذي شق لحده صلى الله عليه و سلم
رواه البزار عن شيخه أيوب بن منصور وقد وهم في حديث رواه له أبو داود وبقية رجاله رجال الصحيح

(8/615)


14276 - عن ابن عمر قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم كان أبو بكر في ناحية بالمدنية قال : فدخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فوضع فاه على جبين رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعل يقبله ويقول : بأبي وأمي طبت حيا وميتا . فلما خرج مر بعمر رحمة الله عليه وهو يقول : والله ما مات رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا يموت حتى يقتل المنافقين . قال : وقد كانوا استبشروا بموت رسول الله صلى الله عليه و سلم ورفعوا رؤوسهم فمر به أبو بكر فقال : أيها الرجل أربع على نفسك فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد مات ألم تسمع الله تعالى يقول : { إنك ميت وإنهم ميتون } { وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون } ؟ . قال : وأتى المنبر فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إن كان محمد إلهكم الذي تعبدون فإن إلهكم قد مات وإن كان إلهكم الذي في السماء فإن إلهكم حي لا يموت . ثم تلا : { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل } الآية
ثم نزل وقد استبشر المؤمنون بذلك واشتد فرحهم وأخذ المنافقون الكآبة
قال عبد الله بن عمرو : والذي نفسي بيده لكأنما كانت على وجوهنا أغطية فكشفت
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير علي بن المنذر وهو ثقة
ص . 617

(8/616)


14277 - عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
سيعزي الناس بعضهم بعضا من بعدي تعزية نبي
فكان الناس يقولون : ما هذا ؟ فلما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم لقي بعضنا بعضا يعزي بعضهم
بعضا برسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير موسى بن يعقوب الزمعي ووثقه جماعة

(8/617)


14278 - عن أبي سعيد قال : ما عدا وارينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في التراب فأنكرنا قلوبنا
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

(8/617)


14279 - عن عائشة أنها قالت : رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجري فقال أبو بكر : إن صدقت رؤياك دفن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثة . فلما مات رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لها أبو بكر : خير أقمارك يا عائشة . ودفن في بيتها أبو بكر وعمر
رواه الطبراني في الكبير واللفظ له والأوسط ورجال الكبير رجال الصحيح
وقد تقدم مرفوعا أنها قصته على رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنه أوله بهذا في باب تعبير الرؤيا وفي إسناده ضعيف

(8/617)


14280 - وعن عروة قال : قالت صفية بنت عبد المطلب ترثي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لهف نفسي وبت كالمسلوب . . . أرقب الليل فعلة المحروب
من هموم وحسرة أرقتني . . . ليت أني سقيتها بشعوب
حين قالوا إن الرسول قد أمسى . . . وافقته منية المكتوب
حين جئنا لآل بيت محمد . . . فأشاب القذال مني مشيب
حين رأينا بيوته موحشات . . . ليس فيهن بعد عيش غريب
فعراني لذاك حزن طويل . . . خالط القلب فهو كالمرعوب
وقالت أيضا
ألا يا رسول الله كنت رخاءنا . . . وكنت بنا برا ولم تك جافيا
وكان بنا برا رحيما نبينا . . . ليبك عليك اليوم من كان باكيا
لعمري ما أبكي النبي لموته . . . ولكن لهرج كان بعدك آتيا
كأن على قلبي لفقد محمد . . . ومن حبه من بعد ذاك المكاويا
أفاطم صلى الله رب محمد . . . على جدث أمسى بيثرب ثاويا
أرى حسنا أيتمته وتركته . . . يبكي ويدعو جده اليوم نائيا
فدى لرسول الله أمي وخالتي . . . وعمي ونفسي قصره وعياليا
صبرت وبلغت الرسالة صادقا . . . ومت صليب الدين أبلج صافيا
فلو أن رب العرش أبقاك بيننا . . . سعدنا ولكن أمره كان ماضيا
عليك من الله السلام تحية . . . وأدخلت جنات من العدن راضيا
رواه الطبراني وإسناده حسن

(8/617)


14281 - وعن محمد بن علي بن الحسين قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم خرجت صفية تلمع بردائها وهي تقول :
قد كان بعدك أنباء وهنبثة . . . لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب
ص . 619
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن محمدا لم يدرك صفية

(8/617)


14282 - وعن غنيم بن قيس قال : إني لأذكر ما قاله أبي على النبي صلى الله عليه و سلم يوم مات النبي صلى الله عليه و سلم :
ألا لي الويل على محمد . . . قد كنت في حياته بمرصد . . . أنام ليلي نائما إلى الغد
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير بشر بن آدم وهو ثقة

(8/619)


3 - . باب تمني رؤيته صلى الله عليه و سلم

(8/619)


14283 - عن سمرة بن جندب قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لنا :
إن أحدكم سيوشك [ أن يحب ] أن ينظر إلي نظرة بما له من أهل ومال
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(8/619)


60 - . باب فيما تركه صلى الله عليه و سلم

(8/619)


14284 - عن عمر قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم جئت أنا وأبو بكر إلى علي فقلنا : ما تقول فيما ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نحن أحق الناس برسول الله صلى الله عليه و سلم . قال : فقلت : والذي بخيبر ؟ قال : والذي بخيبر . قلت : والذي بفدك ؟ قال : والذي بفدك . فقلت : أما والله حتى تحزوا رقابنا بالمناشير فلا
رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن جعفر بن إبراهيم وهو ضعيف
ص . 620

(8/619)


14285 - عن جويرية قالت : ما ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم توفي إلا بغلة بيضاء وسلاحه وأرضا جعلها صدقة
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(8/620)


14286 - عن حذيفة قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : " لا نورث ما تركنا صدقة "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفيض بن وثيق وهو كذاب

(8/620)


14287 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنا لا نورث ما تركنا صدقة "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه ابن حبان وضعفه غيره وبقية رجاله ثقات

(8/620)


37 - . كتاب المناقب

(9/17)


1 - . ( أبواب في مناقب أبي بكر رضي الله عنه )

(9/17)


1 - . باب ما جاء في أبي بكر الصديق رضي الله عنه

(9/17)


14288 - ص . 17 عن عروة بن الزبير قال : أبو بكر الصديق اسمه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن لؤي . شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم . وأم أبي بكر أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك وأم أم الخير دلاف وهي أميمة بنت عبيد بن الناقد الخزاعي
وجدة أبي بكر أم أبي قحافة أمينة بنت عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/17)


14289 - عن عبد الله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه و سلم نظر إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال :
هذا عتيق الله من النار
فمن يومئذ سمي : عتيقا وكان قبل ذلك اسمه عبد الله بن عثمان
رواه البزار والطبراني بنحوه ورجالهما ثقات
ص . 18

(9/17)


14290 - عن عائشة قالت : والله إني لفي بيتي ذات يوم ورسول الله صلى الله عليه و سلم في الفناء وأصحابه والستر بيني وبينهم إذ أقبل أبو بكر فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
من سره أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى أبي بكر وإن اسمه الذي سماه أهله لعبد الله بن عثمان فغلب عليه اسم عتيق
قلت : بعضه رواه الترمذي
رواه أبو يعلى وفيه صالح بن موسى بن الطلحي وهو ضعيف

(9/18)


14291 - عن ابن عباس قال : أسلمت أم أبي بكر وأم عثمان وأم طلحة وأم الزبير وأم عبد الرحمن بن عوف وأم عمار بن ياسر وإنما سمي : عتيق بن عثمان لحسن وجهه
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف

(9/18)


14292 - عن الليث بن سعد قال : إنما سمي أبو بكر عتيقا لعتاقة وجهه وكان اسمه عبد الله بن عثمان
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/18)


14293 - عن القاسم بن محمد قال : سألت عائشة عن اسم أبي بكر فقالت : عبد الله فقلت : إنهم يقولون : عتيق ؟ فقالت : إن أبا قحافة كان له ثلاثة فسمى واحدا عتيقا ومعيتقا ومعتقا
رواه الطبراني وفيه قيس بن أبي قيس البخاري فإن كان ثقة فإسناده حسن

(9/18)


14294 - وعن أبي حفص عمرو بن علي أنه كان يقول :
ص . 19
كان أبو بكر معروق الوجه وإنما سمي عتيقا لعتاقة وجهه وكان اسمه عبد الله بن عثمان وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سماه عتيقا من النار
رواه الطبراني وإسناده جيد حسن

(9/18)


14295 - وعن حكيم بن سعد قال : سمعت عليا يحلف : لله أنزل اسم أبي بكر من السماء الصديق
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/19)


14296 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
عرج بي إلى السماء الدنيا فما مررت بسماء إلا وجدت فيها اسمي : محمد رسول الله وأبو بكر الصديق من خلفي
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري وهو ضعيف

(9/19)


14297 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لما عرج بي إلى السماء ما مررت بسماء إلا وجدت اسمي فيها مكتوبا محمد رسول الله أبو بكر الصديق
رواه البزار وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري وهو ضعيف

(9/19)


14298 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة أسري به :
ص . 20
إن قومي لا يصدقوني
فقال له جبريل : " يصدقك أبو بكر وهو الصديق "
رواه الطبراني في الأوسط

(9/19)


14299 - وفي رواية عنده : " إن قومي يتهموني "
وفي أحد إسناديه أبو وهب عن أبي هريرة ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/20)


14300 - عن أم هانئ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لما أسري به :
إني أريد أن أخرج إلى قريش فأخبرهم
فكذبوه وصدقه أبو بكر فسمي يومئذ : الصديق
رواه الطبراني وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو متروك

(9/20)


2 - . باب

(9/20)


14301 - عن معاوية قال : دخلت مع أبي على أبي بكر الصديق فرأيت أسماء قائمة على رأسه بيضاء ورأيت أبا بكر أبيض نحيفا فحملني وأبي على فرسين ثم عرضنا عليه وأجازنا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/20)


14302 - عن رجل من بني أسد قال : رأيت أبا بكر الصديق في غزوة ذات السلاسل وكأن لحيته لهب العرفج على ناقة له أدما أبيض نحيفا
رواه الطبراني ولم أعرف الرجل الذي من بني أسد وبقية رجاله رجال الصحيح
ص . 21

(9/20)


14303 - عن عائشة أنها رأت رجلا مارا وهي في هودجها فقالت : ما رأيت رجلا أشبه من أبي بكر من هذا فقيل لها : صفي لنا أبا بكر . فقالت : كان رجلا أبيض نحيفا خفيف العارضين أحنا لا تستمسك أزرته تسترخي عن حقويه معروق الوجه غائر العينين ناتئ الجبهة عاري الأشاجع . هذه صفته
رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف . وقد تقدمت أحاديث في الخضاب

(9/21)


14304 - عن رافع بن عمرو قال : مر بي أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزو أو حج فتأملتهم فلم أر منهم أحسن هيئة من أبي بكر قد جلل عليه كساء من الحر والبرد
قلت : فذكر الحديث وقد تقدم في كراهية الإمارة في الخلافة
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/21)


3 - . باب

(9/21)


14305 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار سدوا كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر
رواه عبد الله ورجاله ثقات

(9/21)


14306 - عن معاوية بن أبي سفيان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
صبوا علي من سبع قرب من آبار شتى حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم
ص . 22
قال : فخرج عاصبا رأسه صلى الله عليه و سلم حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " إن عبدا من عباد الله خير بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله " . فلم يلقنها إلا أبو بكر فبكى . فقال : نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " على رسلك أفضل الناس عندي في الصحبة وذات اليد ابن أبي قحافة انظروا هذه الأبواب الشوارع في المسجد فسدوها إلا ما كان من باب أبي بكر فإني رأيت عليه نورا "
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار إلا أنه زاد : وذكر قتلى أحد فصلى عليهم فأكثر . وإسناده حسن

(9/21)


14307 - وعن عائشة قالت : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بسد الأبواب التي في المسجد إلا باب أبي بكر . رواه الطبراني في الأوسط وفيه معلى بن عبد الرحمن وهو وضاع

(9/22)


14308 - وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
سدوا عني كل باب إلا باب أبي بكر ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا
رواه البزار وإسناده حسن

(9/22)


14309 - عن عائشة قالت : رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من البقيع . قلت : فذكر حديث مرضه إلى أن قال : قالت : فصبننا عليه حتى طفق يقول : " حسبكم حسبكم " . - قال محمد : يعني ابن إسحاق - ثم خرج - كما حدثني أيوب بن بشير - عاصبا رأسه فجلس على المنبر فكان أول ما تكلم به أن صلى على أصحاب أحد فأكثر الصلاة عليهم ثم قال : " إن عبدا من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله " . قال : ففهمها أبو بكر فبكى وعرف أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه
ص . 23
يريد . قال : " على رسلك يا أبا بكر انظروا في المسجد هذه الأبواب اللاصقة فسدوها إلا ما كان من بيت أبي بكر فإني لا أعلم أحدا كان أفضل عندي في الصحبة منه "
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات
قلت : وتأتي أحاديث تتضمن سد الأبواب غير بابه في أحاديث تأتي في مواضعها إن شاء الله

(9/22)


4 - . باب في إسلامه

(9/23)


14310 - عن الشعبي قال : سألت ابن عباس : من أول من أسلم ؟ قال ابن عباس : أما سمعت قول حسان بن ثابت :
إذا تذكرت شجوا من أخ ثقة . . . فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
خير البرية أتقاها وأعدلها . . . إلا النبي وأوفاها لما حملا
والثاني التالي المحمود مشهده . . . وأول الناس منهم صدق الرسلا
رواه الطبراني وفيه الهيثم بن عدي وهو متروك

(9/23)


14311 - عن ابن عمر قال : أول من أسلم أبو بكر
رواه الطبراني في الأوسط وفيه غير واحد ضعيف

(9/23)


14312 - عن زيد بن أرقم قال : أول من صلى مع النبي صلى الله عليه و سلم أبو بكر
رواه الطبراني في الأوسط وفيه غالب بن عبد الله بن غالب السعدي ولم أعرفه

(9/23)


5 - . باب جامع في فضله

(9/23)


14313 - ص . 24 عن جابر بن عبد الله قال : رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا الدرداء يمشي بين يدي أبي بكر فقال : " يا أبا الدرداء تمشي قدام رجل لم تطلع الشمس بعد النبيين على رجل أفضل منه ؟ " . فما رئي أبو الدرداء بعد يمشي إلا خلف أبي بكر
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي وهو كذاب

(9/24)


14314 - عن أبي الدرداء قال : رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أمشي أمام أبي بكر فقال :
لا تمشي أمام من هو خير منك إن أبا بكر خير ممن طلعت عليه الشمس أو غربت
رواه الطبراني وفيه بقية وهو مدلس وبقية رجاله وثقوا

(9/24)


14315 - عن سلمة بن الأكوع قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أبو بكر الصديق خير الناس إلا أن يكون نبي
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن زياد وهو ضعيف

(9/24)


14316 - عن أسعد بن زرارة قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم خطب الناس فالتفت التفاتة فلم ير أبا بكر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أبو بكر أبو بكر إن روح القدس جبريل عليه السلام أخبرني آنفا إن خير أمتك بعدك أبو بكر الصديق
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو غزية محمد بن موسى وهو ضعيف

(9/24)


14317 - عن ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه يسبحون في غدير فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ليسبح كل رجل
ص . 25
منكم إلى صاحبه " . فسبح كل رجل منهم إلى صاحبه وبقي النبي صلى الله عليه و سلم وأبو بكر فسبح النبي صلى الله عليه و سلم إلى أبي بكر حتى عانقه وقال : " أنا إلى صاحبي أنا إلى صاحبي "
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه

(9/24)


14318 - عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه داود بن يزيد الأودي وهو ضعيف

(9/25)


14319 - عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام أفضل
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن عبد الرحمن الواسطي ولم أعرفه

(9/25)


14320 - وعن ابن عمر أن أبا بكر نال من عمر شيئا ثم قال : استغفر لي يا أخي فغضب عمر فقال ذلك مرات فغضب عمر فذكر للنبي صلى الله عليه و سلم وانتهوا إليه وجلسوا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يسألك أخوك أن تستغفر له فلا تفعل ؟ " . فقال : والذي بعثك بالحق نبيا ما من مرة يسألني إلا وأنا أستغفر له وما من خلق الله أحب إلي بعدك منه . فقال أبو بكر : وأنا والذي بعثك بالحق ما من أحد بعدك أحب إلي منه . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا تؤذوني في صاحبي فإن الله عز و جل بعثني بالهدى ودين الحق فقلتم : كذبت وقال أبو بكر : صدقت ولولا أن الله عز و جل سماه صاحبا لاتخذته خليلا ولكن أخوة لله ألا فسدوا كل خوخة إلا خوخة ابن أبي قحافة "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
ص . 26

(9/25)


14321 - وعن ربيعة الأسلمي قال : كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعطاني أرضا وأعطى أبا بكر أرضا وجاءت الدنيا فاختلفنا في عذق نخلة فقال أبو بكر : هي في حدي وقلت : أنا هي في حدي . فكان بيني وبين أبي بكر كلام فقال أبو بكر كلمة كرهتها وندم فقال لي : يا ربيعة رد علي مثلها حتى تكون قصاصا فقلت : لا أفعل . فقال أبو بكر : لتفعلن أو لأستعدين عليك رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقلت : ما أنا ورفض الأرض فانطلق أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه و سلم وانطلقت أتلوه فجاء أناس من أسلم فقالوا : يرحم الله أبا بكر في أي شيء يستعدي عليك رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو الذي قال لك ما قال ؟ قلت : أتدرون من هذا ؟ هذا أبو بكر الصديق وهو ثاني اثنين وهو ذو شيبة المسلمين فإياكم لا يلتف فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم فيغضب لغضبه فيغضب الله لغضبهما فتهلك ربيعة . قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : ارجعوا فانطلق أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وتبعته وحدي وجعلت أتلوه حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فحدثه الحديث كما كان فرفع إلي رأسه فقال : " يا ربيعة ما لك وللصديق ؟ " . قلت : يا رسول الله كان كذا كان كذا قال لي كلمة كرهتها فقال لي : قل كما قلت حتى يكون قصاصا . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أجل فلا تردن عليه ولكن قل : غفر الله لك يا أبا بكر " . فولى أبو بكر وهو يبكي
رواه الطبراني وأحمد بنحوه في حديث طويل تقدم في النكاح وفيه مبارك بن فضالة وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات

(9/26)


14322 - وعن كعب بن مالك الأنصاري قال : عهدي بنبيكم صلى الله عليه و سلم قبل وفاته بخمس ليال فسمعته يقول : " لم يكن من نبي إلا وله خليل في أمته وإن خليلي أبو بكر بن أبي قحافة وإن الله اتخذ صاحبكم خليلا "
ص . 27
رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف

(9/26)


14323 - وعن أبي واقد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة ولكن صاحبكم خليل الله عز و جل
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف

(9/27)


14324 - عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا وإن خليلي أبو بكر
رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف

(9/27)


14325 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما من أحد أمن علي في يده من أبي بكر زوجني ابنته وأخرجني إلى دار الهجرة ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر ولكن إخاء ومودة إلى يوم القيامة
رواه الطبراني وفيه نهشل بن سعيد وهو متروك

(9/27)


14326 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما من أحد أعظم عندي يدا من أبي بكر واساني بنفسه وماله
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وزادوا : " وأنكحني ابنته " . وفيه أرطاة أبو حاتم وهو ضعيف
ص . 28

(9/27)


14327 - وعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما أراد أن يسرح معاذا إلى اليمن فاستشار ناسا من أصحابه فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وأسيد بن حضير فاستشارهم فقال أبو بكر : لولا أنك استشرتنا ما تكلمنا فقال : " إني فيما لم يوح إلي كأحدكم " . قال : فتكلم القوم فتكلم كل إنسان برأيه فقال : " ما ترى يا معاذ ؟ " . فقلت : أرى ما قال أبو بكر . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الله يكره فوق سمائه أن يخطئ أبو بكر "
رواه الطبراني . وأبو العطوف لم أعرفه وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف

(9/28)


14328 - وعن سهل بن سعد الساعدي قال : استشار رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر وعمر فأشاروا عليه فأصاب أبو بكر . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الله يكره أن يخطئ أبو بكر "
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات

(9/28)


14329 - وعن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لما أسري بي إلى السماء دخلت جنة عدن فوقعت في يدي [ تفاحة ] فلما وضعتها في يدي انفلقت عن حوراء عيناء مرضية أشفار عينيها كمقاديم أجنحة النسور قلت لها : لمن أنت ؟ قالت : أنا للخليفة من بعدك
رواه الطبراني في الكبير والأوسط عن شيخه بكر بن سهل قال الذهبي :
ص . 29
مقارب الحديث عن عبد الله بن سليمان العبدي وثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/28)


14330 - وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى خلف أبي بكر
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عبيد بن هشام وثقه أبو حاتم وغيره وفيه خلاف

(9/29)


14331 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يدخل الجنة رجل لا يبقى في الجنة أهل دار ولا غرفة إلا قالوا : مرحبا مرحبا إلينا إلينا
فقال أبو بكر : يا رسول الله ما ثواب هذا الرجل في ذلك اليوم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أجل أنت هو يا أبا بكر "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن أبي بكر السالمي وهو ثقة

(9/29)


14332 - وعن صلة بن زفر قال : كان علي إذا ذكر عنده أبو بكر قال : السباق يذكرون السباق قال : والذي نفسي بيده ما استبقنا إلى خير قط إلا سبقنا إليه أبو بكر
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل الحراني ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/29)


14333 - وعن محمد بن عقيل قال : خطبنا علي بن أبي طالب فقال : أيها الناس أخبروني من أشجع الناس ؟ قالوا : - أو قال : - قلنا : أنت يا أمير المؤمنين . قال : أما أني ما بارزت أحدا إلا انتصفت
ص . 30
منه ولكن أخبروني بأشجع الناس . قالوا : لا نعلم فمن ؟ قال : أبو بكر إنه لما كان يوم بدر جعلنا لرسول الله صلى الله عليه و سلم عريشا فقلنا : من يكون مع رسول الله صلى الله عليه و سلم لئلا يهوي إليه أحد من المشركين ؟ فوالله ما دنا منه أحد إلا أبو بكر شاهرا بالسيف على رأس رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يهوي إليه أحد إلا أهوى إليه فهذا أشجع الناس . فقال علي : ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخذته قريش فهذا يجأه وهذا يتلتله وهم يقولون : أنت الذي جعلت الآلهة إلها واحدا ؟ قال : فوالله ما دنا منا أحد إلا أبو بكر يضرب هذا ويحار ويتلتل هذا وهو يقول : ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟ ثم رفع علي بردة كانت عليه ثم بكى حتى اخضلت لحيته ثم قال علي : أنشدكم الله أمؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر ؟ فسكت القوم فقال : ألا تجيبوني ؟ فوالله لساعة من أبي بكر خير من مثل مؤمن آل فرعون ذاك رجل كتم إيمانه وهذا رجل أعلن إيمانه
رواه البزار وفيه من لم أعرفه

(9/29)


14334 - وعن شقيق قال : قيل لعلي : ألا تستخلف ؟ قال : ما استخلف رسول الله صلى الله عليه و سلم فأستخلف عليكم وإن يرد الله تبارك وتعالى بالناس خيرا فسيجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن أبي الحارث وهو ثقة

(9/30)


14335 - وعن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لما توفي أبو بكر سجي بثوب فارتجت المدنية بالبكاء ودهش الناس كيوم قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم وجاء علي بن أبي طالب مسرعا مسترجعا وهو يقول : اليوم
ص . 31
انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي هو فيه أبو بكر فقال : رحمك الله يا أبا بكر كنت أول القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا وأشدهم يقينا وأخوفهم لله وأعظمهم غناء وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه و سلم وأحدبهم على الإسلام وأمنهم على أصحابه وأحسنهم صحبة وأفضلهم مناقب وأكثرهم سوابق وأرفعهم درجة وأقربهم من رسول الله صلى الله عليه و سلم وأشبههم به هديا وخلقا وسمتا وأوثقهم عنده وأشرفهم منزلة وأكرمهم عليه منزلة فجزاك الله عن الإسلام وعن رسوله وعن المسلمين خيرا صدقت رسول الله صلى الله عليه و سلم حين كذبه الناس فسماك الله في كتابه : صديقا فقال : { والذي جاء بالصدق } محمد صلى الله عليه و سلم { وصدق به } أبو بكر آسيته حين بخلوا وقمت معه حين عنه قعدوا وصحبته في الشدة أكرم الصحبة والمنزل عليه السكينة رفيقه في الهجرة ومواطن الكربة خلفته في أمته بأحسن الخلافة حين ارتدت الناس فقمت بدين الله قياما لم يقمه خليفة نبي قط فوثبت حين ضعف أصحابك ونهضت حين وهنوا ولزمت منهاج رسوله برغم المنافقين وغيظ الكافرين فقمت بالأمر حين فشلوا ومضيت بنور الله إذ وقفوا . كنت أعلاهم فوقا وأقلهم كلاما وأصوبهم منطقا وأطولهم صمتا وأبلغهم قولا وكنت أكثرهم رأيا وأشجعهم قلبا وأشدهم يقينا وأحسنهم عملا وأعرفهم بالأمور . كنت للدين يعسوبا وكنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا وحفظت ما أضاعوا ورعيت ما أهملوا وصبرت إذ جزعوا فأدركت آثار ما طلبوا ونالوا بك ما لم يحتسبوا . كنت على الكافرين عذابا صبا وللمسلمين غيثا
ص . 32
وخصبا فطرت بغناها وفزت بحياها وذهبت بفضائلها وأحرزت سوابقها لم تفلل حجتك ولم يزغ قلبك ولم تضعف بصيرتك ولم تجبن نفسك . كنت كالجبل لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف . كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أمن الناس عليه بصحبتك وذات يدك " . وكما قال : " ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله " . متواضعا عظيما عند المسلمين جليلا في الأرض لم يكن لأحد فيك مهمز ولا لقائل فيك مغمز ولا فيك مطمع ولا عندك هوادة لأحد الضعيف الذليل عندك قوي حتى تأخذ له بحقه والقوي العزيز عندك ذليل حتى يؤخذ منه الحق والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء . شأنك الحق والصدق والرفق قولك . فأقلعت وقد نهج السبيل واعتدل بك الدين وقوي الإيمان وظهر أمر الله ولو كره الكافرون فسبقت والله سبقا بعيدا وأتعبت من بعدك إتعابا شديدا . وفزت بالجنة وعظمت رزيتك في السماء وهدت مصيبتك الأنام فإنا لله وإنا إليه راجعون . رضينا عن الله قضاءه وسلمنا لله أمره فلن يصاب المسلمون بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم بمثلك أبدا . كنت للدين عدة وكهفا وللمسلمين حصنا وفيئة وأنسا وعلى المنافقين غلظة وغيظا فألحقك الله بنبيه ولا حرمنا الله أجرك ولا أضلنا بعدك
قال : وسكت الناس حتى قضى كلامه . ثم بكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وقالوا : صدقت يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم ورضي عنهم
رواه البزار وفيه عمر بن إبراهيم الهاشمي وهو كذاب

(9/30)


14336 - وعن علي بن أحمد السدوسي عن أبيه قال : بلغ عائشة أن ناسا ينالون من أبي بكر فبعثت إلى أزفلة منهم فسدلت أستارها وعذلت وقرعت وقالت : أبي وما أبيه أبي لا تعطوه الأيدي . هيهات والله ذاك طود منيف وظل
ص . 33
مديد أنجح والله إذ أكدتيم وسبق إذ ونيتم سبق الجواد إذا استولى على الأمد فتى قريش ناشئا وكهفها كهلا . يفك عانيها ويريش مملقها ويرأب روعها ويلم شعثها حتى حليته قلوبها ثم استشرى في دينه فما برحت شكيمته في ذات الله حتى اتخذ بفنائه مسجدا يحيي فيه ما أمات المبطلون وكان رحمه الله غزير الدمعة وقيد الجوانح شجي النشيج فأصفقت إليه نسوان مكة وولدانها يسخرون منه ويستهزؤون به { الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون } فأكبرت ذلك رجالات قريش فحنت قسيها وفوقت سهامها وامتثلوه غرضا فما فلوا له صفاة ولا قصفوا له قناة ومر على سيسائه حتى إذا ضرب الدين بجرانه وألقى بركه ورست أوتاده ودخل الناس فيه أفواجا ومن كل فرقة أرسالا وأشتاتا اختار الله لنبيه ما عنده فلما قبضه الله عز و جل ضرب الشيطان رواقه ونصب حبائله ومد طنبه وأجلب بخليه ورجله فاضطرب حبل الإسلام ومرج عهده وماج أهله وعاد مبرمه أنكاثا وبغى الغوائل وظنت الرجال أن قد أكثبت أطماعهم ولات حين [ التي ] يرجعون وإني والصديق بين أظهرهم فقام حاسرا مشمرا
ص . 34
فرقع حاشيته وجمع قرطته فرد ينشر الإسلام على غرة ولم شعثه بطيه وأقام أوده بثقافه فابدعر النفاق بوطأته وانتاش الدين بنعشه . فلما راح الحق على أهله وأقر الرؤوس على كواهلها وحقن الدماء في أهبها حضرت منيته فسد ثلمته بشقيقه في المرحمة ونظيره في السيرة والمعدلة ذاك ابن الخطاب لله أم حملت به ودرت عليه لقد أوحدت به ففتح الكفرة وذيخها وشرد الشرك شذر مذر وبعج الأرض فقاءت أكلها ولفظت خبيثها ترأمه ويصدف عنها وتصدى له ويأباها ثم ورع فيها ثم تركها كما صحبها فأروني ماذا تقولون واي يومي أبي تنقمون أيوم إقامته إذ عدل فيكم أو يوم ظعنه إذ نظر لكم ؟ أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
رواه الطبراني وأحمد السدوسي لم يدرك عائشة ولم أعرفه ولا ابنه

(9/32)


14337 - وعن عائشة قالت : قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم فارتدت العرب واشرأب النفاق فنزل بأبي ما لو نزل بالجبال الراسيات لهاضها . قالت : فما اختلوا في نقطة إلا طار أبي بحظها وسباتها . ثم ذكرت عمر بن الخطاب فقالت : كان والله أحوذيا نسيج وحده قد أعد للأمور أقرانها
قال الرياشي : يقال للرجل البارع الذي لا يشبه به أحد : نسيج وحده وعبير وحده ويقال : جليس وحده وقال الشاعر :
جاءت به معتجرا ببرده . . . سعوى نردى بنسيج وحده
يقدح قيسا كلها بزنده . . . من يلقه من بطل يسرنده
أي يعلوه قال الرياشي : وأنشدني الأصمعي :
ما بال هذا اليوم يغرنديني . . . أدفعه عني ويسرنديني
رواه الطبراني في الصغير والأوسط من طرق ورجال أحدها ثقات

(9/34)


14338 - وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم استعمل أبا بكر على الحج ثم وجه ببراءة مع علي فقال أبو بكر : يا رسول الله وجدت علي في شيء ؟ قال : " لا أنت صاحبي في الغار وعلى الحوض "
قلت : روى له الترمذي حديثا غير هذا أطول منه . وفي هذا زيادة
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

(9/34)


14339 - عن أبي بكر - يعني الصديق - قال : جئت بأبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " هلا تركت الشيخ حتى آتيه ؟ " . قال : بل هو أحق أن يأتيك . قال : " إنا نحفظه لأيادي ابنه عندنا "
رواه البزار وفيه عبد الله بن عبد الملك الفهري ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/34)


14340 - عن عروة قال : أعتق أبو بكر سبعة ممن كان يعذب في الله . منهم : بلال وعامر بن فهيرة
ص . 36
رواه الطبراني ورجاله إلى عروة رجال الصحيح

(9/34)


14341 - عن عبد الله بن الزبير قال : نزلت في أبي بكر الصديق : { وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى }
رواه الطبراني وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات

(9/36)


14342 - عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما نفعنا مال أحد ما نفعنا مال أبي بكر "
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن إسرائيل وهو ثقة مأمون

(9/36)


14343 - وعن عائشة في قصة الإفك وفيها : فقال حسان بن ثابت يكذب نفسه :
حصان رزان ما تزن بريبة . . . وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم . . . فلا حملت سوطي إلي أناملي
وكيف ؟ وودي ما حييت ونصرتي . . . لآل رسول الله زين المحافل
أأشتم خير الناس بعلا ووالدا . . . ونفسا ؟ لقد أنزلت شر المنازل
رواه أبو يعلى في حديث طويل ورجاله رجال الصحيح غير حوثرة بن أشرس وهو ثقة
ص . 37

(9/36)


14344 - وعن موسى بن عقبة قال : لا يعلم أربعة أدركوا النبي صلى الله عليه و سلم وأبناؤهم إلا هؤلاء الأربعة : أبو قحافة وأبو بكر وعبد الرحمن وأبو عتيق بن عبد الرحمن واسم أبي عتيق محمد
رواه الطبراني وفيه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد ولم أعرفه

(9/37)


6 - . باب فيما ورد من الفضل لأبي بكر وعمر وغيرهما من الخلفاء وغيرهم

(9/37)


14345 - عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن في السماء ملكين أحدهما يأمر بالشدة والآخر يأمر باللين وكل مصيب جبريل وميكائيل ونبيان أحدهما يأمر بالشدة والآخر باللين وكل مصيب
وذكر إبراهيم ونوحا . " ولي صاحبان أحدهما يأمر بالشدة والآخر باللين وكل مصيب " . وذكر أبا بكر وعمر
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/37)


14346 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله عز و جل أيدني بأربعة وزراء نقباء
قلنا : يا رسول الله من هؤلاء
ص . 38
الأربع ؟ قال : " اثنين من أهل السماء واثنين من أهل الأرض " . فقلت : من الاثنين من أهل السماء ؟ قال : " جبريل وميكائيل " . قلنا : من الاثنين من أهل الأرض ؟ قال : " أبو بكر وعمر "
رواه الطبراني وفيه محمد بن محبب الثقفي وهو كذاب
ورواه البزار بمعناه وفيه عبد الرحمن بن مالك بن مغول وهو كذاب

(9/37)


14347 - عن أبي أروى الدوسي قال : كنت عند النبي صلى الله عليه و سلم فأقبل أبو بكر وعمر فقال : " الحمد لله الذي أيدني بكما "
رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير وفيه عاصم بن عمر بن حفص وثقه ابن حبان وقال : يخطئ ويخالف وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات

(9/38)


14348 - وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأبي بكر وعمر :
الحمد لله الذي أيدني بكما ولولا أنكما تختلفان علي ما خالفتكما
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حبيب بن أبي حبيب كاتب ملك وهو متروك

(9/38)


14349 - وعن ابن عمر وابن عباس في قوله تعالى : { وصالح المؤمنين } قال : نزلت في أبي بكر وعمر
رواه الطبراني في الأوسط وفيه فرات بن السائب وهو متروك

(9/38)


14350 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن لكل نبي خاصة من أمته وإن خاصتي من أصحابي أبو بكر وعمر
ص . 39
رواه الطبراني وفيه عبد الرحيم بن حماد الثقفي وهو ضعيف

(9/38)


14351 - عن ابن عمر قال : أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبعث رجلا في حاجة قد أهمته وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره فقال له علي : ما يمنعك من هذين ؟ فقال : " كيف أبعث هذين وهما من الدين بمنزلة السمع والبصر من الرأس "
رواه الطبراني وفيه فرات بن السائب وهو متروك . قلت : ولهذا الحديث طريق في باب مناقب جماعة من الصحابة

(9/39)


14352 - عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
خذوا القرآن من أربعة : من ابن أم عبد ومعاذ وأبي وسالم ولقد هممت أن أبعثهم في الأمم كما بعث عيسى بن مريم الحواريين في بني إسرائيل
فقال له رجل : يا رسول الله فأين أنت من أبي بكر وعمر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا غنى عنهما إنما مثلهما من الدين كمثل السمع والبصر "
قلت : في الصحيح طرف من أوله
رواه الطبراني وفيه محمد مولى بني هاشم ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
قلت : وله طريق عن ابن عمر ضعيفة تأتي في فضل جماعة من الصحابة في أول المجلد الذي يلي هذا

(9/39)


14353 - عن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
هممت أن أبعث معاذ بن جبل وسالما مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب وابن مسعود إلى الأمم كما بعث عيسى بن مريم الحواريين
فقال رجل : ألا تبعث أبا بكر وعمر فإنهما أبلغ ؟ قال : " لا غنى بي عنهما إنما منزلتهما من الدين منزلة السمع والبصر "
رواه الطبراني وفيه راو لم يسم

(9/39)


14354 - وعن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لقد هممت أن أبعث في الناس معلمين كما بعث عيسى بن مريم الحواريين
ص . 40
إلى بني إسرائيل
فقيل : أين أنت من أبي بكر وعمر ألا تبعث بهما ؟ قال : " إنهما من الدين كالرأس من الجسد "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حفص بن عمر الأيلي وهو ضعيف

(9/39)


14355 - وعن ابن غنم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأبي بكر وعمر : " لو اجتمعتما في مشورة ماخالفتكما "
رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن ابن غنم لم يسمع من النبي صلى الله عليه و سلم

(9/40)


14356 - عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر فإنهما حبل الله الممدود ومن تمسك بهما فقد تمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(9/40)


14357 - وعن أبي جحيفة قال : دخلت على علي في بيته فقلت : يا خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال : مهلا ويحك يا أبا جحيفة ألا أخبرك بخير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ أبو بكر وعمر . ويحك يا أبا جحيفة لا يجتمع حبي وبغض أبي بكر وعمر في قلب مؤمن
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف

(9/40)


14358 - وعن أنس بن مالك قال : كنا نجلس عند النبي صلى الله عليه و سلم كأنما على رؤوسنا الطير ما يتكلم أحد منا إلا أبو بكر وعمر
رواه الطبراني في الأوسط وفيه رحمة بن مصعب وهو ضعيف

(9/40)


14359 - عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبي بكر وعمر :
ص . 41
هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه علي بن عابس وهو ضعيف

(9/40)


14360 - وعن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين لا تخبرهما يا علي
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه المقدام بن داود وقد قال ابن دقيق العيد : إنه وثق وضعفه النسائي وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/41)


14361 - وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : بمثل حديث متنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
أبو بكر وعمر سيدا كهول الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين لا تخبرهما يا علي
رواه البزار وقال : لا نعلم . رواه عن عبيد الله بن عمر إلا عبد الرحمن بن ملك بن مغول قلت : وهو متروك

(9/41)


14362 - وعن أبي هريرة قال : خرج النبي صلى الله عليه و سلم بين أبي بكر وعمر فقال :
هكذا نبعث يوم القيامة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه خالد بن يزيد العمري وهو كذاب

(9/41)


14363 - وعن عمار بن ياسر قال : من فضل على أبي بكر وعمر أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد أزرى على المهاجرين والأنصار واثني عشر ألفا من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حازم بن جبلة ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
ص . 42

(9/41)


14364 - عن أبي حازم قال : جاء رجل إلى علي بن الحسين فقال : ما كان منزلة أبي بكر وعمر من النبي صلى الله عليه و سلم قال : كمنزلتهما الساعة
رواه عبد الله والطبراني وابن أبي حازم لم أعرفه وشيخ عبد الله ثقة

(9/42)


14365 - وعن علي قال : سبق رسول الله صلى الله عليه و سلم وصلى أبو بكر وثلث عمر ثم خبطنا فتنة أو أصابتنا فتنة يعفو الله عمن يشاء
رواه أحمد وقال : ثم خبطتنا فتنة يريد أن يتواضع بذلك . رواه الطبراني في الأوسط ورجال أحمد ثقات

(9/42)


14366 - وفي رواية عنده : خطب رجل يوم البصرة حين ظهر علي فقال علي : هذا الخطيب الشحشح . وذكر الحديث بنحوه

(9/42)


14367 - عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
إن أهل الدرجات العلى يراهم من هو أسفل منهم كما ترى الكواكب في أفق السماء وأبو بكر وعمر منهم وأنعما
رواه الطبراني وفيه الربيع بن سهل الواسطي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/42)


14368 - عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 43
إن الرجل من أهل عليين يشرف على أهل الجنة كأنه كوكب دري وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير سلم بن قتيبة وهو ثقة

(9/42)


14369 - عن سهل بن أبي حتمة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لرجل :
إذا أنا مت وأبو بكر وعمر فإن استطعت أن تموت فمت
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سلم بن ميمون الخواص وهو ضعيف لغفلته

(9/43)


14370 - عن ابن عمر قال : لم يجلس أبو بكر الصديق في مجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم على المنبر حتى لقي الله ولم يجلس عمر في مجلس أبي بكر حتى لقي الله ولم يجلس عثمان في مجلس عمر حتى لقي الله
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف

(9/43)


14371 - عن قيس بن أبي حازم قال : خطب عمر بن الخطاب الناس ذات يوم على منبر المدينة فقال في خطبته : إن في جنات عدن قصرا له خمسمائة باب على كل باب خمسة آلاف من الحور العين لا يدخله إلا نبي . ثم التفت إلى قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : هنيئا لك يا صاحب هذا القبر ثم قال : أو صديق . ثم التفت إلى قبر أبي بكر فقال : هنيئا لك يا أبا بكر . ثم قال : أو شهيد . ثم أقبل على نفسه فقال : وأنى لك الشهادة يا عمر ؟
ثم قال : إن الذي أخرجني من مكة إلى هجرة المدينة قادر أن يسوق إلي الشهادة . قال ابن مسعود : فساقها الله إليه على يد شر خلقه عبد مملوك للمغيرة
ص . 44
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير شريك النخعي وهو ثقة وفيه خلاف

(9/43)


14372 - عن سهل بن سعد أن أحدا ارتج وعليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمر وعثمان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اثبت أحد فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيدان "
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح

(9/44)


14373 - وعن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان جالسا على حراء ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فتحرك الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اثبت حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(9/44)


14374 - عن زيد بن أرقم قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
انطلق حتى تأتي أبا بكر فتجده في داره جالسا محتبيا فقل له : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ عليك السلام ويقول لك أبشر بالجنة . ثم انطلق حتى تأتي الثنية فتلقى عمر فيها على حمار تلوح صلعته فقل له : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ عليك السلام ويقول لك : أبشر بالجنة . ثم انطلق حتى تأتي السوق فتلقى عثمان فيها يبيع ويبتاع فقل له : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ عليك السلام ويقول : أبشر بالجنة بعد بلاء شديد
فانطلقت إلى أبي بكر فوجدته في بيته جالسا محتبيا كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت له : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ عليك السلام ويقول : " أبشر بالجنة " . فقال : وأين رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قلت : في مكان كذا وكذا . فقام إليه
ص . 45
ثم أتيت الثنية فإذا فيها عمر على حمار تلوح صلعته كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ عليك السلام ويقول : " أبشر بالجنة " . فقال : وأين رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قلت : في مكان كذا وكذا . فانطلق . ثم انطلقت حتى أتيت السوق فلقيت عثمان فيها يبيع ويبتاع كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ عليك السلام ويقول : " أبشر بالجنة بعد بلاء شديد " . فقال : وأين رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فأخذ بيدي فجئنا جميعا حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال له عثمان : يا رسول الله إن زيدا أتاني فقال : إن رسول الله يقرأ عليك السلام ويقول : " أبشر بالجنة بعد بلاء شديد " . فأي بلاء يصيبني يا رسول الله ؟ والذي بعثك بالحق ما تعنيت ولا تمنيت ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعتك . فقال : " هو ذاك "
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وزاد فيه : " إن الله مقمصك قميصا فإذا أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه " . وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وقد ضعفه الجمهور ووثق في رواية عن يحيى بن معين والمشهور عنه تضعيفه

(9/44)


14375 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : كنت عند النبي صلى الله عليه و سلم بحش من حشان المدينة فجاء رجل فاستأذن فقال : " قم فائذن له وبشره بالجنة " . فقمت فأذنت له فإذا هو أبو بكر فبشرته بالجنة فجعل يحمد الله حتى جلس . ثم جاء رجل فاستأذن فقال : " قم فائذن له وبشره بالجنة " . فقمت فأذنت له فإذا هو عمر فأذنت له وبشرته بالجنة فجعل يحمد الله حتى جلس . ثم جاء رجل فاستأذن فقال : " قم فائذن له وبشره بالجنة في بلوى تصيبه " . فقمت فأذنت له فإذا
ص . 46
هو عثمان فبشرته بالجنة على بلوى تصيبه فقال : اللهم صبرا حتى جلس . قلت : يا رسول الله فأين أنا ؟ قال : " أنت مع أبيك "
رواه الطبراني واللفظ له وأحمد باختصار بأسانيد وبعض رجال الطبراني وأحمد رجال الصحيح
قلت : ويأتي حديث ابن عمر في أواخر مناقب عمر

(9/45)


14376 - عن نافع بن عبد الحارث قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى دخل حائطا فقال : " أمسك على الباب " . فجاء حتى جلس على القف ودلى رجليه في البئر وضرب الباب فقلت : من هذا ؟ فقال : أبو بكر فقلت : يا رسول الله هذا أبو بكر قال : " ائذن له وبشره بالجنة " . قال : فأذنت له وبشرته بالجنة . قال : فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه و سلم على القفة ودلى رجليه في البئر . ثم ضرب الباب فقلت : من هذا ؟ فقال : عمر قلت : يا رسول الله هذا عمر . قال : " ائذن له وبشره بالجنة " . قال : فأذنت له وبشرته بالجنة . قال : فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه و سلم على القف ودلى رجليه في البئر . [ قال : ثم ضرب الباب فقلت : من هذا ؟ قال : عثمان فقلت : يا رسول الله هذا عثمان . قال : " ائذن له وبشره بالجنة معها بلاء " . فأذنت له وبشرته بالجنة فجلس مع رسول الله صلى الله عليه و سلم على القف ودلى رجليه في البئر ]
قلت : عند أبي داود بعضه
رواه أحمد والطبراني في الأوسط باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح

(9/46)


14377 - عن أبي سعيد الخدري قال :
ص . 47
وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم بالأسواف وبلال معه فدلى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه فجاء أبو بكر يستأذن فقال : " ائذن له يا بلال وبشره بالجنة " . فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه و سلم ودلى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه . ثم جاء عمر يستأذن فقال : " ائذن له يا بلال وبشره بالجنة " . فدخل فجلس عن يسار رسول الله صلى الله عليه و سلم ودلى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه . ثم جاء عثمان يستأذن فقال : " ائذن له يا بلال وبشره بالجنة على بلوى تصيبه " . فدخل عثمان فجلس قبالة رسول الله صلى الله عليه و سلم ودلى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني علي بن سعيد وهو حسن الحديث

(9/46)


14378 - عن جابر بن عبد الله قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم زائرا لسعد بن الربيع الأنصاري ومنزله بالأسواف فبسطت امرأته لرسول الله صلى الله عليه و سلم تحت صور من نخل فجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم وجلسنا معه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة " . فطلع أبو بكر . ثم قال : " يطلع عليكم رجل من أهل الجنة " . فطلع عمر . ثم قال : " يطلع عليكم رجل من أهل الجنة " . فطلع عثمان
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف

(9/47)


14379 - عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يطلع عليكم من تحت هذا الصور رجل من أهل الجنة
قال : فطلع أبو بكر فهنأناه بما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ص . 48
ثم لبث هنيهة ثم قال : " يطلع من تحت هذا الصور رجل من أهل الجنة " . فطلع عمر فهنأناه بما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم . ثم قال : " يطلع عليكم من تحت هذا الصور رجل من أهل الجنة اللهم إن شئت جعلته عليا " . ثلاث مرات قال : فطلع صلوات الله وسلامه عليهم

(9/47)


14380 - وفي رواية : " اللهم اجعله عليا "

(9/48)


14381 - وفي رواية : مشيت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى امرأة من الأنصار فذبحت له شاة فذكر نحوه
رواه أحمد والطبراني في الأوسط بنحوه والبزار باختصار ورجال أحد أسانيد أحمد رجال موثقون

(9/48)


14382 - عن أبي مسعود قال : دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما حائطا ثم قال :
يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة
فدخل أبو بكر الصديق . ثم قال : " يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة " . فدخل عمر بن الخطاب . ثم قال : " يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة اللهم اجعله عليا " . فدخل علي
رواه الطبراني وفيه سعيد بن عبد الكريم وهو متروك

(9/48)


14383 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
في الجنة شجرة - أو ما في الجنة شجرة شك علي بن جميل - ما عليها ورقة
ص . 49
إلا مكتوب عليها : لا إله إلا الله محمد رسول الله أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين
رواه الطبراني وفيه علي بن جميل الرقي وهو ضعيف

(9/48)


14384 - عن علي قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر ولأبي بكر :
مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو يكون في الصف
رواه أبو يعلى والبزار وأحمد بنحوه ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح

(9/49)


14385 - عن ابن عمر قال : كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه و سلم حي : أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر وعثمان ويسمع ذلك النبي صلى الله عليه و سلم ما ينكره ما نعلم عثمان جاء بشيء من الكبائر ولا قتل نفسا بغير حلها ولكنه هذا المال إن أعطاكموه رضيتم وإن أعطى قريشا سخطتم إنما تريدون أن تكونوا كفارس والروم لا يتركون لهم أميرا إلا قتلوه
قلت : في الصحيح طرف من أوله
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه باختصار إلا أنه قال : أبو بكر وعمر وعثمان ثم استوى الناس فيبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا ينكره علينا . وأبو يعلى بنحو الطبراني الكبير ورجاله وثقوا وفيهم خلاف

(9/49)


14386 - وعن ابن عمر قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات غداة بعد طلوع الشمس فقال :
رأيت قبيل الفجر كأني أعطيت المقاليد والموازين . فأما المقاليد فهذه المفاتيح . وأما الموازين فهذه التي يوزن بها فوضعت في كفة ووضعت
ص . 50
أمتي في كفة فوزنت بهم فرجحت . ثم جيء بأبي بكر فوزن بهم فوزن . ثم جيء بعمر فوزن بهم فوزن . ثم جيء
بعثمان فوزن بهم . ثم رفعت
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال : " فرجح بهم " . في الجميع . وقال : " ثم جيء بعثمان فوضع في كفة ووضعت أمتي في كفة فرجح بهم ثم رفعت " . ورجاله ثقات

(9/49)


14387 - وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
دخلت الجنة فسمعت فيها خشفة بين يدي فقلت : ما هذا ؟ قالوا : بلال . فمضيت فإذا أكثر أهل الجنة فقراء المهاجرين وذراري المسلمين ولم أر فيها أحدا أقل من الأغنياء النساء . قيل لي : أما الأغنياء فهم ها هنا يحاسبون ويمحصون وأما النساء فألهاهم الأحمران الذهب والحرير
قال : " ثم خرجنا من أحد أبواب الجنة الثمانية فلما كنت عند الباب أتيت بكفة فوضعت فيها ووضعت أمتي فرجحت بها . ثم أتي بأبي بكر فوضع في كفة وجيء بجميع أمتي فوضعت في كفة فرجح أبو بكر . ثم جيء بعمر فوضع في كفة وجيء بجميع أمتي فوضعوا فرجح عمر . وعرضت علي أمتي رجلا رجلا فجعلوا يمرون فاستبطأت عبد الرحمن بن عوف فجاء بعد الإياس فقلت : عبد الرحمن ؟ فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله [ والذي بعثك بالحق ] ما خلصت إليك حتى ظننت أني لا أخلص إليك أبدا إلا بعد المشيبات قال : وما ذاك ؟ قال : من كثرة مالي أحاسب وأمحص "
ص . 51
رواه أحمد والطبراني بنحوه باختصار وفيهما مطرح بن زياد وعلي بن يزيد الألهاني وكلاهما مجمع على ضعفه ومما يدلك على ضعف هذا أن عبد الرحمن بن عوف أحد أصحاب بدر والحديبية وأحد العشرة وهم أفضل الصحابة والحمد لله

(9/50)


14388 - عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أريت أني وضعت في كفة وأمتي في كفة فعدلتها ثم وضع أبو بكر في كفة وأمتي في كفة فعدلها ثم وضع عمر في كفة وأمتي في كفة فعدلها ووضع عثمان في كفة وأمتي في كفة فعدلها ثم رفع الميزان
رواه الطبراني وفيه عمرو بن واقد وهو متروك ضعفه الجمهور وقال محمد بن المبارك الصوري : كان صدوقا وبقية رجاله ثقات

(9/51)


14389 - وعن عرفجة قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم الفجر ثم قال :
وزن أصحابي الليلة فوزن أبو بكر فوزن ثم وزن عمر فوزن ثم وزن عثمان فوزن
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو متروك ووثقه ابن معين في رواية وضعفه في روايات

(9/51)


14390 - وعن أسامة بن شريك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم :
وزن أصحابي الليلة فوزن أبو بكر ثم وزن عمر ثم وزن عثمان
رواه الطبراني وقال : هكذا رواه يزيد بن هرون ورواه سعدويه عن عبد الأعلى بن أبي المساور عن زياد بن علاقة عن قطبة بن ملك عن عرفجة
ص . 52
قلت : وفي إسناد هذا أيضا عبد الأعلى بن أبي المساور وتقدم الكلام على ضعفه قبل هذا الحديث

(9/51)


14391 - عن أنس قال : كان أسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو بكر الصديق وسهيل بن عمرو
رواه البزار وإسناده حسن
قلت : وتأتي أحاديث في فضل أبي بكر وغيره في باب مناقب جماعة من الصحابة بعد فضل العشرة إن شاء الله

(9/52)


7 - . باب وفاة أبي بكر رضي الله عنه

(9/52)


14392 - عن عائشة قالت : تذاكر رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر ميلادهما عندي وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أكبر من أبي بكر فتوفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو ابن ثلاث وستين [ وتوفي أبو بكر رضي الله عنه وهو ابن ثلاث وستين ] لسنتين ونصف التي عاش بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم . يعني أبا بكر
قلت : في الصحيح منه أنه توفي وهو ابن ثلاث وستين فقط
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/52)


14393 - عن ابن عباس قال : توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو ابن خمس وستين وأبو بكر بمنزلته
قلت : هو في الصحيح غير قوله : وأبو بكر بمنزلته
رواه الطبراني وإسناده حسن
ص . 53

(9/52)


14394 - عن سعيد بن المسيب قال : توفي أبو بكر الصديق وهو ابن ثلاث وستين ودفن ليلا وصلى عليه عمر
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/53)


14395 - وعن عائشة قالت : توفي أبو بكر ليلة الثلاثاء ودفن ليلا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/53)


14396 - وعن الهيثم بن عمران قال : سمعت جدي يقول : توفي أبو بكر الصديق وبه طرف من السل وولي سنتين ونصفا
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/53)


14397 - عن الزبير بن بكار قال : استخلف أبو بكر في اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة . فذكر الحديث
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/53)


2 - . ( أبواب ) مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه

(9/53)


1 - . باب نسبه

(9/53)


14398 - عن ابن إسحاق قال : عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك يكنى : أبا حفص وأمه خنتمة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن
ص . 54
مخزوم وأم خنثمة الشفاء بنت [ عبد ] قيس بن عدي بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي
رواه الطبراني وهو صحيح عن ابن إسحاق

(9/53)


2 - . باب تسميته بأمير المؤمنين

(9/54)


14399 - عن ابن شهاب قال : قال عمر بن عبد العزيز لأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة : من أول من كتب من عبد الله أمير المؤمنين ؟ فقال : أخبرتني الشفاء بنت عبد الله - وكانت من المهاجرات الأول - أن لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم قدما المدينة فأتيا المسجد فوجدا عمرو بن العاص فقالا : يا ابن العاص استأذن لنا على أمير المؤمنين فقال : أنتما والله أصبتما اسمه فهو الأمير ونحن المؤمنون
فدخل عمرو على عمر فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين . فقال عمر : ما هذا ؟ فقال : أنت الأمير ونحن المؤمنون . فجرى الكتاب من يومئذ
رواه الطبراني ورجال رجال الصحيح

(9/54)


3 - . باب في صفته رضي الله عنه

(9/54)


14400 - عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : ركب عمر بن الخطاب فرسا فركضه فانكشف فخذه فرأى أهل نجران على فخذه شامة سوداء قالوا : هذا الذي نجد في كتابنا أنه يخرجنا من أرضنا
رواه الطبراني وإسناده حسن
ص . 55

(9/54)


14401 - وعن زر قال : كنت بالمدينة فإذا رجل آدم أعسر أيسر ضخم إذا أشرف على الناس كأنه على دابة فإذا هو عمر
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/55)


14402 - عن عبد الله بن هلال قال : رأيت عمر رجلا ضخما كأنه من رجال [ بني ] سدوس
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/55)


14403 - عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر أصلع شديد الصلع
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وقد تقدم في الخضاب بعض صفاته وصفات غيره

(9/55)


4 - . باب في إسلامه رضي الله عنه

(9/55)


14404 - عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام
فجعل الله دعوة رسوله صلى الله عليه و سلم لعمر بن الخطاب فبنى عليه الإسلام وهدم به الأوثان
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه باختصار وقال : " أيد الإسلام "
ورجال الكبير رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد وقد وثق
ص . 56

(9/55)


14405 - وعن أبي بكر الصديق قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
اللهم اشدد الإسلام بعمر بن الخطاب
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك

(9/56)


14406 - وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا عشية الخميس فقال :
اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام
فأصبح عمر يوم الجمعة فأسلم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه القاسم بن عثمان البصري وهو ضعيف

(9/56)


14407 - وعن عمر بن الخطاب قال : خرجت أبغي رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن أسلم فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة فجعلت أعجب من تأليف القرآن . قال : فقلت : هذا والله شاعر كما قالت قريش . قال : فقرأ : { إنه لقول رسول كريم وما بقول شاعر قليلا ما تؤمنون } قلت : كاهن . قال : { ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين } إلى آخر السورة . قال : فوقع الإسلام من قلبي كل موقع
رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن شريح بن عبيد لم يدرك عمر

(9/56)


14408 - عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب "
ص . 57
وقد ضرب أخته أول الليل وهي تقرأ : { اقرأ باسم ربك الذي خلق } حتى ظن أنه قتلها ثم قام في السحر فسمع صوتها تقرأ : { اقرأ باسم ربك الذي خلق } فقال : والله ما هذا بشعر ولا همهمته فذهب حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجد بلالا على الباب فدفع الباب فقال بلال : من هذا ؟ فقال : عمر بن الخطاب . فقال : حتى أستأذن لك على رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال بلال : يا رسول الله عمر بالباب . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن يرد الله بعمر خيرا أدخله في الدين " . فقال لبلال : " افتح " . وأخذ رسول الله بضبعيه وهزه وقال : " ما الذي تريد ؟ وما الذي جئت ؟ " . فقال له عمر : اعرض علي الذي تدعو إليه . فقال : " تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله " . فأسلم عمر مكانه وقال : أخرج
رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به وبقية رجاله ثقات

(9/56)


14409 - وعن ابن عباس قال : لما أسلم عمر قال القوم : انتصف القوم منا
رواه الطبراني وفيه النضر بن عمر وهو متروك

(9/57)


14410 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : إن كان إسلام عمر لفتحا وهجرته لنصرا وإمارته رحمة والله ما استطعنا أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر فلما أسلم عمر قاتلهم حتى ودعونا فصلينا
رواه الطبراني

(9/57)


14411 - وفيه رواية : ما استطعنا أن نصلي عند الكعبة ظاهرين
ورجاله رجال الصحيح إلا أن القاسم لم يدرك جده ابن مسعود
ص . 58

(9/57)


14412 - وعن ابن عباس قال : أول من جهر بالإسلام عمر بن الخطاب
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/58)


14413 - عن أسلم مولى عمر قال : قال عمر بن الخطاب : أتحبون أن أعلمكم أول إسلامي ؟ قال : قلنا : نعم . قال : كنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه و سلم فبينا أنا في يوم شديد الحر في بعض طرق مكة إذ رآني رجل من قريش فقال : أين تذهب يا ابن الخطاب ؟ قلت : أريد هذا الرجل . قال : يا ابن الخطاب قد دخل هذا الأمر في منزلك وأنت تقول هذا ؟ قلت : وما ذاك ؟ فقال : إن أختك قد ذهبت إليه . قال : فرجعت مغضبا حتى قرعت عليها الباب وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أسلم بعض من لا شيء له ضم الرجل والرجلين إلى الرجل ينفق عليه . قال : وكان ضم رجلين من أصحابه إلى زوج أختي . قال : فقرعت الباب فقيل لي : من هذا ؟ قلت : [ أنا ] عمر بن الخطاب . وقد كانوا يقرؤون كتابا في أيديهم فلما سمعوا صوتي قاموا حتى اختبؤوا في مكان وتركوا الكتاب فلما فتحت لي أختي الباب قلت : أيا عدوة نفسها صبوت ؟ قال : وأرفع شيئا فأضرب به على رأسها فبكت المرأة وقالت [ لي ] يا ابن الخطاب اصنع ما كنت صانعا فقد أسلمت فذهبت وجلست على السرير فإذا بصحيفة وسط الباب فقلت : ماهذه الصحيفة ها هنا ؟ فقالت لي : دعنا عنك يا ابن الخطاب فإنك
ص . 59
لا تغتسل من الجنابة ولا تتطهر وهذا لا يمسه إلا المطهرون . فما زلت بها حتى أعطتنيها فإذا فيها { بسم الله الرحمن الرحيم } قال : فلما قرأت { الرحمن الرحيم } تذكرت من أين اشتق ثم رجعت إلى نفسي فقرأت : { سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم } حتى بلغ : { آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه } قال : قلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله . فخرج القوم متبادرين فكبروا واستبشروا بذلك ثم قالوا لي : أبشر يا ابن الخطاب فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا يوم الاثنين فقال : " اللهم أعز الدين بأحب الرجلين إليك عمر بن الخطاب وأبي جهل بن هشام " . وإنا نرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه و سلم لك . فقلت : دلوني على رسول الله صلى الله عليه و سلم أين هو . فلما عرفوا الصدق دلوني عليه في المنزل الذي هو فيه . فجئت حتى قرعت الباب فقالوا : من هذا ؟ قلت : عمر بن الخطاب وقد علموا شدتي على رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يعلموا بإسلامي فما اجترأ أحد منهم أن يفتح لي حتى قال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم : " افتحوا له فإن يرد الله به خيرا يهده " . قال : ففتح لي الباب فأخذ رجلان بعضدي حتى دنوت من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أرسلوه " . فأرسلوني فجلست بين يديه فأخذ بمجامع قميصي ثم قال : " أسلم يا ابن الخطاب اللهم اهده " . فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . قال : فكبر المسلمون تكبيرة سمعت في طرق مكة . وقد كانوا سبعين قبل ذلك وكان الرجل إذا أسلم فعلموا به الناس يضربونه ويضربهم
ص . 60
قال : فجئت إلى رجل فقرعت عليه الباب فقال : من هذا ؟ قلت : عمر بن الخطاب . فخرج إلي قلت له : أعلمت أني قد صبوت ؟ قال : أو قد فعلت ؟ قلت : نعم . فقال : لا تفعل . قال : ودخل البيت فأجاف الباب دوني . قال : فذهبت إلى آخر من قريش فناديته فخرج فقلت له : أعلمت أني قد صبوت ؟ قال : وفعلت ؟ قلت : نعم . قال : لا تفعل ودخل البيت وأجاف الباب دوني . فقلت : ما هذا بشيء . قال : فإذا أنا لا أضرب ولا يقال لي شيء . فقال الرجل : أتحب أن يعلم إسلامك ؟ قلت : نعم قال : إذا جلس الناس في الحجر فائت فلانا فقل له فيما بينك وبينه : أشعرت أني قد صبوت ؟ فإنه قلما يكتم الشيء فجئت إليه وقد اجتمع الناس في الحجر فقلت له فيما بيني وبينه : أشعرت أني قد صبوت ؟ قال : فقال : أفعلت ؟ قال : قلت : نعم قال : فنادى بأعلى صوته : ألا إن عمر قد صبا . قال : فثار إلي أولئك الناس فما زالوا يضربوني وأضربهم حتى أتى خالي فقيل له : إن عمر قد صبا فقام على الحجر فنادى بأعلى صوته : ألا إني قد أجرت ابن أختي فلا يمسه أحد . قال : فانكشفوا عني فكنت لا أشاء أن أرى أحدا من المسلمين يضرب إلا رأيته فقلت : ما هذا بشيء إن الناس يضربون ولا أضرب ولا يقال لي شيء . فلما جلس الناس في الحجر جئت إلى خالي فقلت : اسمع جوارك عليك رد فقال : لا تفعل فأبيت فما زلت أضرب وأضرب حتى أظهر الله الإسلام
رواه البزار وفيه أسامة بن زيد بن أسلم وهو ضعيف

(9/58)


14414 - وعن ابن عمر قال : لما أسلم عمر قال : من أنم الناس ؟ قالوا : فلان قال : فأتاه فقال : إني قد
ص . 61
أسلمت فلا تخبرن أحدا . قال : فخرج يجر إزاره وطرفه على عاتقه فقال : ألا إن عمر قد صبأ قال : وأنا أقول : كذبت ولكني أسلمت وعليه قميص فقام إليه خلق من قريش فقاتلهم وقاتلوه حتى سقط وأكبوا عليه فجاء رجل عليه فقال : ما لكم والرجل أترون بني عدي يخلون عنكم وعن صاحبكم ؟ تقتلون رجلا اختار لنفسه اتباع محمد صلى الله عليه و سلم ؟ فكشف القوم عنه قال : فقلت لأبي : من الرجل ؟ قال : العاص بن الوائل السهمي
رواه البزار والطبراني باختصار ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس

(9/60)


14415 - وعن عمر أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إني لا أدع مجلسا جلسته في الكفر إلا أعلنت فيه الإسلام فأتى المسجد وفيه بطون قريش متحلقة فجعل يعلن الإسلام ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فثار المشركون فجعلوا يضربونه ويضربهم فلما تكاثروا عليه خلصه رجل فقلت لعمر : من الرجل الذي خلصك من المشركين ؟ قال : ذاك العاص بن وائل السهمي
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات

(9/61)


14416 - وعن ابن عباس قال : لما أسلم عمر قال المشركون : قد انتصف القوم منا وأنزل الله عز و جل : { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين }
رواه البزار والطبراني باختصار وفيه النضر أبو عمر وهو متروك
ص . 62

(9/61)


14417 - عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ضرب صدر عمر بيده حين أسلم ثلاث مرات وهو يقول : " اللهم أخرج ما في صدر عمر من غل وأبدله إيمانا " . يقول ذلك ثلاث مرات
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات

(9/62)


5 - . باب شدته رضي الله عنه في الله وكراهيته للباطل

(9/62)


14418 - عن عمر بن ربيعة أن عمر بن الخطاب أرسل إلى كعب الأحبار فقال : يا كعب كيف تجد نعتي ؟ قال : أجد نعتك قرن من حديد قال : وما قرن من حديد ؟ قال : أمير شديد لا تأخذه في الله لومة لائم قال : ثم مه ؟ قال : ثم يكون من بعدك خليفة تقتله فئة ظالمة . ثم قال : مه ؟ قال : ثم يكون البلاء
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/62)


14419 - عن الأسود بن سريع قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله إني حمدت ربي تبارك وتعالى بمحامد ومدح وإياك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أما إن ربك تبارك وتعالى يحب المدح هات ما امتدحت به ربك تبارك وتعالى
قال : فجعلت أنشده فجاء رجل فأستأذن آدم طوال أصلع أيسر أعسر فاستنصتني له رسول الله صلى الله عليه و سلم - ووصف لنا أبو سلمة كيف استنصته له قال : كما يصنع الهر - فخرج الرجل فتكلم ساعة ثم خرج ثم أخذت أنشده أيضا ثم
ص . 63
رجع بعد فاستنصتني رسول الله صلى الله عليه و سلم ووصفه أيضا فقلت : يا رسول الله من الذي تستنصتني له ؟ فقال : " هذا رجل لا يحب الباطل هذا عمر بن الخطاب "
رواه أحمد والطبراني بنحوه وقال : فدخل رجل طوال أقنى فقال لي : " اسكت "

(9/62)


14420 - وفي رواية عنده أيضا : حتى دخل رجل بعيد ما بين المناكب . وزاد : فقيل لي : عمر بن الخطاب فعرفت والله بعد أنه كان يهون عليه لو سمعني أن لا يكلمني حتى يأخذ برجلي فيسحبني إلى البقيع
ورجالهما ثقات وفي بعضهم خلاف

(9/63)


6 - . باب أن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه

(9/63)


14421 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه "
رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار رجال الصحيح غير الجهم بن أبي الجهم وهو ثقة

(9/63)


14422 - وعن عمر بن الخطاب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
إن الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه يقول به
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن سعيد المقرئ العكاوي ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/63)


14423 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه "
ص . 64
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن صالح كاتب الليث وقد وثق وفيه ضعف

(9/63)


14424 - وعن بلال قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه
رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبي مريم وقد اختلط

(9/64)


14425 - وعن معاوية بن أبي سفيان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه
رواه الطبراني وفيه ضعفاء سليمان الشاذكوني وغيره

(9/64)


14426 - وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ما كان نبي إلا في أمته معلم أو معلمان وإن يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر بن الخطاب إن الحق على لسان عمر وقلبه
قلت : في الصحيح بعضه بغير سياقه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو لين الحديث

(9/64)


14427 - وعن علي قال : إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر ما كنا نبعد أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أن السكينة تنطق على لسان عمر
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
ص . 65

(9/64)


14428 - وعن ابن مسعود قال : ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/65)


14429 - عن طارق بن شهاب قال : كنا نتحدث أن السكينة تنزل على لسان عمر
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/65)


7 - . باب ما ورد له من الفضل من موافقته للقرآن ونحو ذلك

(9/65)


14430 - عن عبد الله بن مسعود قال :
فضل عمر بن الخطاب الناس بأربع : بذكر الأسرى يوم بدر أمر بقتلهم فأنزل الله عز و جل : { لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم } . وبذكر الحجاب أمر نساء النبي صلى الله عليه و سلم أن يحتجبن فقالت له زينب : وإنك علينا يا ابن الخطاب والوحي ينزل في بيوتنا فأنزل الله عز و جل : { وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب } . وبدعوة النبي صلى الله عليه و سلم : " اللهم أيد الإسلام بعمر " . وبرأيه في أبي بكر كان أول من بايعه
رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه أبو نهشل ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
ص . 66

(9/65)


14431 - وعن ابن عباس أن عبد الله بن عبد الله بن أبي قال له أبوه : أي بني اطلب لي من رسول الله صلى الله عليه و سلم ثوبا من ثيابه فكفني فيه ومره يصلي علي . فقال عبد الله : يا رسول الله قد عرفت شرف عبد الله بن أبي وإنه أمرني أن أطلب إليك ثوبا نكفنه فيه وأن تصلي عليه فأعطاه ثوبا من ثيابه وأراد أن يصلي عليه فقال عمر : يا رسول الله قد عرفت عبد الله ونفاقه وقد نهاك الله أن تصلي عليه . قال : " وأين ؟ " . قال : { إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم } . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " فإني سأزيده " . فأنزل الله عز و جل : { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا } وأنزل الله : { سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم }
قال : ودخل رجل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأطال الجلوس فخرج النبي صلى الله عليه و سلم ثلاثا لكي يتبعه فلم يفعل فدخل عمر فرأى الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم بمقعده فقال : لعلك آذيت النبي صلى الله عليه و سلم ؟ ففطن الرجل فقام فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " لقد قمت ثلاثا لكي تتبعني فلم تفعل " . فقال : يا رسول الله لو اتخذت حجابا فإن نساءك لسن كسائر النساء وهو أطهر لقلوبهن . فأنزل الله : { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه } الآية . فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عمر فأخبره بذلك
قال : واستشار رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر وعمر في الأسارى فقال أبو بكر : يا رسول الله استحيي قومك وخذ منهم الفداء فاستعن به وقال عمر : اقتلهم فقال : " لو اجتمعتما ما عصيناكما " . فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بقول أبي بكر فأنزل الله عز
ص . 67
وجل : { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة } قال : ونزلت : { ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين } إلى آخر الآية . فقال عمر : تبارك الله أحسن الخالقين . فأنزلت : { فتبارك الله أحسن الخالقين }
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وقال : " لو اجتمعتما ما عصيتكما " . وفيه أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض وهو لين . وبقية رجاله ثقات

(9/66)


14432 - وعن عمار بن ياسر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا عمر أتاني جبريل آنفا فقلت : يا جبريل حدثني بفضائل عمر بن الخطاب في السماء فقال : يا محمد لو حدثتك بفضائل عمر ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ما نفدت فضائل عمر وإن عمر لحسنة من حسنات أبي بكر
رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط وفيه الوليد بن الفضل العنزي وهو ضعيف جدا

(9/67)


8 - . باب قول النبي صلى الله عليه و سلم : " لو كان بعدي نبي "

(9/67)


14433 - عن عصمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لو كان بعدي نبي لكان عمر "
رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف
ص . 68

(9/67)


14434 - وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لو كان الله باعثا رسولا بعدي لبعث عمر بن الخطاب
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد المنعم بن بشير وهو ضعيف

(9/68)


9 - . باب في غضبه ورضاه

(9/68)


14435 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أتاني جبريل عليه السلام فقال : اقرئ عمر السلام وقل له : إن رضاه حكم وإن غضبه عز
رواه الطبراني في الأوسط وفيه خالد بن زيد العمري وهو ضعيف

(9/68)


10 - . باب في علمه

(9/68)


14436 - عن أبي وائل قال : قال عبد الله : لو أن علم عمر وضع في كفة الميزان ووضع علم أهل الأرض في كفة لرجح علمه بعلمهم
قال وكيع : قال الأعمش : فأنكرت ذلك فأتيت إبراهيم فذكرته له فقال : وما أنكرت من ذلك ؟ فوالله لقد قال عبد الله أفضل من ذلك قال : إني لأحسب تسعة أعشار العلم ذهب يوم ذهب عمر
رواه الطبراني بأسانيد ورجال هذا رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة

(9/68)


14437 - عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
رأيت في النوم أني أعطيت عسا مملوءا لبنا فشربت حتى تملأت حتى
ص . 69
رأيته يجري في عروقي بين الجلد واللحم ففضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب
فأولوها قالوا : يا نبي الله هذا علم أعطاكه الله فملأك منه ففضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب . فقال : " أصبتم "
قلت : هو في الصحيح بغير سياقه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/68)


14438 - عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : إن عمر كان أعلمنا بالله وأقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله
رواه الطبراني في حديث طويل في وفاة عمر

(9/69)


11 - . باب منزلة عمر عند الله ورسوله صلى الله عليه و سلم

(9/69)


14439 - عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أبغض عمر فقد أبغضني ومن أحب عمر فقد أحبني وإن الله باهى بالناس عشية عرفة عامة وباهى بعمر خاصة . وإنه لم يبعث الله نبيا إلا كان في أمته محدث وإن يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر
قالوا : يا رسول الله كيف محدث ؟ قال : " تتكلم الملائكة على لسانه "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو سعد خادم الحسن البصري ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/69)


14440 - وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله عز و جل باهى ملائكته بعبيده عشية عرفة عامة وباهى بعمر خاصة
ص . 70
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن إبراهيم القاص وثقه أحمد وضعفه الجمهور

(9/69)


14441 - وعن ابن عباس قال : نظر رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم إلى عمر بن الخطاب وتبسم إليه فقال : " يا ابن الخطاب [ أتدري ] مما تبسمت إليك ؟ " . قال : الله ورسوله أعلم . قال : " إن الله عز و جل باهى [ ملائكته ليلة عرفة ] بأهل عرفة عامة وباهى بك خاصة "
رواه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وهو مختلف في الاحتجاج به

(9/70)


12 - . ( بابان في جزع الشيطان من عمر )

(9/70)


1 - . باب خوف الشيطان من عمر رضي الله عنه

(9/70)


14442 - عن سديسة مولاة حفصة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه
رواه الطبراني في الكبير في ترجمة سديسة من طريق الأوزاعي عنها ولا نعلم الأوزاعي سمع أحدا من الصحابة
ورواه في الأوسط عن الأوزاعي عن سالم عن سديسة وهو الصواب وإسناده حسن إلا أن عبد الرحمن بن الفضل بن موفق لم أعرفه وبقية رجاله وثقوا

(9/70)


14443 - وعن سديسة مولاة حفصة عن حفصة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول وقد نذرت أن أزفن بالدف إن قدم من مكة فبينا أنا كذلك إذ استأذن عمر فانطلقت بالدف إلى جانب البيت فغطيته بكساء فقلت : أي نبي الله أنت أحق أن تهاب قال : " إن الشيطان لا يلقى عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه "
رواه الطبراني في الأوسط

(9/70)


2 - . باب صرعه الشيطان

(9/70)


14444 - ص . 71 عن شقيق بن سلمة أبي وائل قال : قال عبد الله : لقي الشيطان رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فصارعه فصرعه المسلم وأزم بإبهامه فقال : دعني أعلمك آية لا يسمعها أحد منا إلا ولى فأرسله فأبى أن يعلمه فصارعه فتعره المسلم وأزم بإبهامه [ فقال : دعني أعلمك آية لا يسمعها أحد منا إلا ولى فأرسله فأبى أن يعلمه فعاد فصرعه المسلم وأزم بإبهامه ] فقال : أخبرني بها فأبى أن يعلمه فلما عاوده الثالثة قال : الآية التي في سورة البقرة { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } إلى آخرها فقيل لعبد الله : يا أبا عبد الرحمن من ذلك الرجل ؟ قال : من عسى أن يكون إلا عمر . - 14445 - وفي رواية : عن ابن مسعود أيضا قال : لقي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم رجلا من الجن فصارعه فصرعه الإنسي فقال له الجني : عاودني فعاوده فصرعه الإنسي فقال له الإنسي : إني لأراك ضيئلا شحيبا كأن ذريعتيك ذريعتا كلب قال : فكذلك أنتم معاشر الجن - أو أنت منهم كذلك - قال : لا والله إني منهم لضليع ولكن عاودني الثالثة فإن صرعتني علمتك شيئا ينفعك فعاوده فصرعه فقال : هات علمني قال : هل تقرأ آية الكرسي ؟ قال : نعم قال : إنك لن تقرأها في بيت إلا خرج منه الشيطان له خبج كخبج الحمار لا يدخله حتى يصبح قال رجل من القوم : يا أبا عبد الرحمن من ذاك الرجل من
ص . 72
أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ؟ قال : فعبس عبد الله وأقبل عليه وقال : من يكون هو إلا عمر رضي الله عنه
رواهما الطبراني بإسنادين ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح إلا أن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود ولكنه أدركه . ورواة الطريق الأولى فيهم المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط فبان لنا صحة رواية المسعودي برواية الشعبي والله أعلم

(9/71)


13 - . باب قوته في ولايته

(9/72)


14446 - عن عبد الله - يعني ابن مسعود - أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
يا أبا بكر إني رأيتني البارحة على قليب أنزع فجئت أنت فنزعت وأنت ضعيف والله يغفر لك ثم جاء عمر فاستحالت غربا وضرب الناس بعطن
رواه الطبراني وفيه أيوب بن جابر وقد وثق وضعفه غير واحد وبقية رجاله وثقوا

(9/72)


14447 - وعن أبي الطفيل أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
بينا أنا أنزع الليلة إذ وردت علي غنم سود وعفر فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له فجاء عمر فاستحالت غربا فملأ الحياض وأروى الواردة فلم أر عبقريا أحسن نزعا من عمر فأولت السود العرب والعفر العجم
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/72)


14448 - وعن أبي وائل قال : ما رأيت عمر قط إلا وبين عينيه ملك يسدده
ص . 73
رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدهما رجال الصحيح . ويأتي قول ابن مسعود كذلك في وفاة عمر

(9/72)


14 - . باب خوفه على نفسه

(9/73)


14449 - عن أم سلمة أن عبد الرحمن بن عوف دخل عليها فقال : يا أمه قد خفت أن يهلكني مالي أنا أكثر قريش مالا قالت : يا بني فأنفق فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
إن من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه
فخرج عبد الرحمن بن عوف فلقي عمر فأخبره بالذي قالت أم سلمة فدخل عليها عمر فقال : بالله منهم أنا ؟ فقالت : لا ولا أبرئ أحدا بعدك
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

(9/73)


15 - . باب حضوره لتنزيل القرآن

(9/73)


14450 - عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لنا يوما :
إني قد قيل لي : اقرأ على عمر بن الخطاب
فدعاه فأمره أن يقرأ القرآن إذا نزل ليقرأه عليه
رواه الطبراني والبزار وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم وإسناد البزار ضعيف

(9/73)


16 - . باب أمان الناس من الفتن في حياته

(9/73)


14451 - عن قدامة بن مظعون أن عمر بن الخطاب أدرك عثمان بن مظعون وهو على راحلته وعثمان على راحلته على ثنية الأثابة من العرج فقطعت
ص . 74
راحلته راحلة عثمان وقد مضت راحلة رسول الله صلى الله عليه و سلم أمام الركب فقال عثمان بن مظعون : أوجعتني يا غلق الفتنة فلما استسهلت الرواحل دنا منه عمر بن الخطاب فقال : يغفر الله لك أبا السائب ما هذا الاسم الذي سميتنيه ؟ فقال : لا والله ما أنا سميتكه سماكه رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا هو أمام الركب يقدم القوم مررت يوما ونحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
هذا غلق الفتنة
وأشار بيده " لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش هذا بين ظهرانيكم "
رواه الطبراني والبزار وفيه جماعة لم أعرفهم ويحيى بن المتوكل ضعيف

(9/73)


14452 - وعن أبي ذر أنه لقي عمر بن الخطاب فأخذ بيده فغمزها وكان عمر رجلا شديدا فقال : أرسل يدي يا قفل الفتنة فقال عمر : وما قفل الفتنة ؟ قال : جئت رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم ورسول الله صلى الله عليه و سلم جالس وقد اجتمع عليه الناس فجلست في آخرهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا تصيبكم فتنة ما دام هذا فيكم
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير السري بن يحيى وهو ثقة ثبت ولكن الحسن البصري لم يسمع من أبي ذر فيما أظن

(9/74)


17 - . باب عبادته رضي الله عنه

(9/74)


14453 - عن الحسن أن عثمان بن أبي العاص تزوج امرأة من نساء عمر بن الخطاب فقال : والله ما نكحتها حين نكحتها رغبة في مال ولا ولد ولكن أحببت أن تخبرني عن ليل عمر رضي الله عنه فسألها : كيف كانت صلاة عمر بالليل ؟ قالت : كان يصلي العتمة ثم يأمرنا أن نضع عند رأسه تورا ( إناء ) من ماء نغطيه ويتعار من الليل فيضع يده في الماء
ص . 75
فيمسح وجهه ويديه ثم يذكر الله ما شاء أن يذكر ثم يتعار مرارا حتى يأتي على الساعة التي يقوم فيها لصلاته . فقال ابن بريدة : من حدثك ؟ فقال : حدثتني بنت عثمان بن أبي العاص . فقال : ثقة
رواه الطبراني ورجاله ثقات==

14. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
المؤلف : نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي

18 - . باب بشارته بالشهادة والجنة

(9/75)


14454 - عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان في حائط فاستأذن أبو بكر فقال : " ائذن له وبشره بالجنة " . ثم استأذن عمر فقال : " ائذن له وبشره بالجنة والشهادة " . ثم استأذن عثمان فقال : " ائذن له وبشره بالجنة وبالشهادة "
رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن عمر بن إبان وهو ضعيف
وقد تقدمت لهذا الحديث طرق صحيحة فيما ورد من الفضل لأبي بكر وعمر وغيرهما

(9/75)


14455 - عن ابن عمر قال : رأى النبي صلى الله عليه و سلم على عمر ثوبا أبيض فقال : " أجديد ثوبك أم غسيل ؟ " . قال : فلا أدري ما رد عليه فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " البس جديدا وعش حميدا ومت شهيدا " . [ أظنه قال : ] " ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة "
قلت : رواه ابن ماجة باختصار قرة العين
ص . 76
رواه أحمد والطبراني وزاد بعد قوله : " ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة " . قال : وإياك يا رسول الله
ورجالهما رجال الصحيح

(9/75)


14456 - عن جابر بن عبد الله قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فأقبل عمر بن الخطاب وعليه قميص أبيض فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا عمر أجديد قميصك هذا أم غسيل ؟
فقال : غسيل . فقال : " البس جديدا وعش حميدا ومت شهيدا ويعطيك الله قرة عين في الدنيا والآخرة "
رواه البزار وفيه جابر بن زيد الجعفي وهو ضعيف

(9/76)


14457 - عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " بينما أنا أسير في الجنة فإذا أنا بقصر " . قال : " قلت : لمن هذا يا جبريل ؟ - ورجوت أن يكون لي - قال : لعمر " . قال : " ثم سرت ساعة فإذا أنا بقصر خير من القصر الأول " . قال : " قلت : لمن هذا يا جبريل ؟ - ورجوت أن يكون لي - قال : لعمر وإن فيه لمن الحور العين - يا أبا حفص - وما منعني أن أدخله إلا غيرتك " . قال : فاغرورقت عينا عمر وقال : أما عليك فلم أكن أغار

(9/76)


14458 - وفي رواية : " فإذا أنا بقصر من ذهب "
رواه أحمد والطبراني في الأوسط بنحوه

(9/76)


14459 - وزاد : عن أبي هريرة قال : مثله غير أنه قال :
عمر غيور وأنا أغير منه والله أغير منا
ورجال أحمد رجال الصحيح وزيادة أبي هريرة رواها عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف وذكر ابن دقيق العيد أنه وثق وبقية رجالها وثقوا
ص . 77

(9/76)


14460 - وعن معاذ بن جبل قال : إن كان عمر لمن أهل الجنة إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان ما رأى في يقظته أو نومه فهو حق وإنه قال : " بينا أنا في الجنة إذ رأيت فيها دارا فقلت : لمن هذه ؟ فقالوا : لعمر بن الخطاب "
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح

(9/77)


19 - . باب عمر سراج أهل الجنة

(9/77)


14461 - عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " عمر سراج أهل الجنة "
رواه البزار وفيه عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري وهو ضعيف

(9/77)


20 - . باب وفاة عمر رضي الله عنه

(9/77)


14462 - عن أبي كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
قال لي جبريل عليه السلام : ليبك الإسلام على موت عمر
رواه الطبراني وفيه حبيب كاتب ملك وهو متروك كذاب

(9/77)


14463 - عن عبد الله بن عمر قال : لما طعن أبو لؤلؤة عمر طعنه طعنتين فظن عمر أن له ذنبا في الناس لا يعلمه فدعا ابن عباس وكان يحبه ويدنيه ويسمع منه فقال : أحب أن نعلم عن ملأ من الناس كان هذا ؟ فخرج ابن عباس فكان لا يمر بملأ من الناس إلا وهم
ص . 78
يبكون فرجع إليه فقال : يا أمير المؤمنين ما مررت على ملأ إلا وهم يبكون كأنهم فقدوا اليوم أبكار أولادهم فقال : من قتلني ؟ فقال : أبو لؤلؤة المجوسي عبد المغيرة بن شعبة قال ابن عباس : فرأيت البشر في وجهه فقال : الحمد لله الذي لم يبتلني أحد يحاجني يقول : لا إله إلا الله أما أني قد كنت نهيتكم أن تجبلوا إلينا من العلوج أحدا فعصيتموني ثم قال : ادعوا إلي إخواني قالوا : ومن ؟ قال : عثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص فأرسل إليهم ثم وضع رأسه في حجري فلما جاءوا قلت : هؤلاء قد حضروا قال : نعم نظرت في أمر المسلمين فوجدتكم أيها الستة رؤوس الناس وقادتهم ولا يكون هذا الأمر إلا فيكم ما استقمتم يستقم أمر الناس وإن يكن اختلاف يكن فيكم . فلما سمعته ذكر الاختلاف والشقاق وإن يكن ظننت أنه كائن لأنه قلما قال شيئا إلا رأيته ثم نزفه الدم فهمسوا بينهم حتى خشيت أن يبايعوا رجلا منهم فقلت : إن أمير المؤمنين حي بعد ولا يكون خليفتان ينظر أحدهما إلى الآخر فقال : احملوني فحملناه فقال : تشاوروا ثلاثا ويصلي بالناس صهيب قالوا : من نشاور يا أمير المؤمنين ؟ قال : شاوروا المهاجرين والأنصار وسراة من هنا من الأجناد ثم دعا بشربة من لبن فشرب فخرج بياض اللبن من الجرحين فعرف أنه الموت فقال : الآن لو أن لي الدنيا كلها لافتديت بها من هول المطلع وما ذاك والحمد لله أن أكون رأيت إلا خيرا فقال ابن عباس : وإن قلت فجزاك الله خيرا أليس قد دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يعز الله بك الدين والمسلمين إذ يخافون بمكة فلما أسلمت كان إسلامك عزا وظهر بك الإسلام ورسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه وهاجرت إلى المدينة فكانت هجرتك فتحا ثم لم تغب عن مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه و سلم من قتال المشركين من يوم كذا ويوم كذا ثم قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو عنك راض فوازرت الخليفة بعده على منهاج رسول الله صلى الله عليه و سلم فضربت بمن أقبل على من أدبر حتى دخل الناس في الإسلام طوعا وكرها ثم قبض الخليفة وهو عنك راض ثم وليت بخير ما ولي الناس مصر الله بك الأمصار وحبى بك الأموال ونفى بك العدو وأدخل الله بك على كل أهل بيت من
ص . 79
توسعتهم في دينهم وتوسعتهم في أرزاقهم ثم ختم لك بالشهادة فهنيئا لك . فقال : والله إن المغرور من تغرونه . ثم قال : أتشهد لي يا عبد الله عند الله يوم القيامة ؟ فقال : نعم فقال : اللهم لك الحمد ألصق خدي بالأرض يا عبد الله بن عمر فوضعته من فخذي على ساقي فقال : ألصق خدي بالأرض فترك لحيته وخده حتى وقع بالأرض فقال : ويلك وويل أمك يا عمر إن لم يغفر الله لك يا عمر . ثم قبض رحمه الله فلما قبض أرسلوا إلى عبد الله بن عمر فقال : لا آتيكم إن لم تفعلوا ما أمركم به من مشاورة المهاجرين والأنصار وسراة من هنا من الأجناد
قال الحسن : وذكر له فعل عمر عند موته وخشيته من ربه فقال : هكذا المؤمن جمع إحسانا وشفقة والمنافق جمع إساءة وغرة والله ما وجدت فيما مضى ولا فيما بقي عبدا ازداد إحسانا إلا إزداد مخافة وشفقة منه ولا وجدت فيما مضى ولا فيما بقي عبدا ازداد إساءة إلا ازداد غرة
إني قد قيل لي : اقرأ على عمر بن الخطاب
فدعاه فأمره أن يقرأ القرآن إذا نزل ليقرأه عليه
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(9/77)


14464 - وعن أبي رافع قال : كان أبو لؤلؤة عبدا للمغيرة بن شعبة وكان يصنع الأرحاء وكان المغيرة يستغله كل يوم أربعة دراهم فلقي أبو لؤلؤة عمر فقال : يا أمير المؤمنين إن المغيرة قد أثقل علي غلتي فكلمه أن يخفف عني فقال له عمر : اتق الله وأحسن إلى مولاك ومن نية عمر أن يلقى المغيرة فيكلمه فيخفف . فغضب العبد وقال : وسع الناس كلهم عدله غيري فأضمر على قتله فاصطنع خنجرا له رأسان وشحذه وسمه ثم أتى به الهرمزان فقال : كيف ترى هذا ؟ قال : أرى أنك لا تضرب به أحدا إلا قتلته قال : فتحين أبو لؤلؤة فجاء في صلاة الغداة حتى قام وراء عمر وكان عمر إذا أقيمت الصلاة فتكلم يقول : أقيموا صفوفكم كما كان يقول قال : فلما كبر وجأه أبو لؤلؤة في كتفه ووجأه في خاصرته فسقط عمر وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلا فهلك منهم
ص . 80
سبعة وفرق منهم وجعل [ عمر ] يذهب [ به ] إلى منزله وضاج الناس حتى كادت تطلع الشمس فنادى عبد الرحمن بن عوف : يا أيها الناس الصلاة الصلاة الصلاة قال : وفزعوا إلى الصلاة وتقدم عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم بأقصر سورتين من القرآن فلما قضى الصلاة توجهوا [ إلى عمر ] فدعا بشراب لينظر ما قدر جرحه فأتي بنبيذ فشربه فخرج من جرحه . فلم يدر أنبيذ هو أم دم فدعا بلبن فشربه فخرج من جرحه فقالوا : لا بأس عليك يا أمير المؤمنين فقال : إن يكن القتل بأسي فقد قتلت فجعل الناس يثنون عليه يقولون : جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين كنت وكنت ثم ينصرفون ويجيء قوم آخرون فيثنون عليه فقال عمر : أما والله على ما يقولون وددت أني خرجت منها كفافا لا علي ولا لي وإن صحبة رسول الله صلى الله عليه و سلم [ قد ] سلمت لي . فتكلم عبد الله بن عباس فقال : والله لا تخرج منها كفافا لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه و سلم فصحبته خير ما صحبه صاحب كنت له وكنت له وكنت له حتى قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو عنك راض ثم صحبت خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم وليتها يا أمير المؤمنين أنت فوليتها بخير ما وليها وال كنت تفعل وكنت تفعل فكان عمر يستريح إلى حديث ابن عباس فقال عمر : يا ابن عباس كرر علي حديثك فكرر عليه . فقال عمر : أما والله على ما يقولون لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به اليوم من هول المطلع قد جعلتها شورى في ستة : عثمان وعلي وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وجعل عبد الله بن عمر معهم مشيرا [ وليس منهم ] وأجلهم ثلاثا وأمر صهيبا أن يصلي بالناس
ص . 81
رواه أبو يعلى ورجال ورجال الصحيح

(9/79)


14465 - وعن طارق بن شهاب قال : قالت أم أيمن يوم قتل عمر : اليوم وهي الإسلام
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف

(9/81)


14466 - وعن زيد بن وهب قال : أتى عبد الله - يعني ابن مسعود - رجلان وأنا عنده فقالا : يا أبا عبد الرحمن كيف تقرأ هذه الآية ؟ فقرأها عليه عبد الله فقال الرجل : إن أبا حكيم أقرأنيها كذا وكذا وقرأ الآخر فقال : من أقرأكها ؟ فقال : عمر فقال عبد الله : اقرأ كما أقرأك عمر ثم بكى عبد الله حتى رأيت دموعه تحدر في الحصى ثم قال : إن عمر كان حصنا حصينا على الإسلام يدخل الناس فيه ولا يخرجون منه وإن الحصن أصبح قد انثلم فالناس يخرجون منه ولا يدخلون

(9/81)


14467 - وزاد في رواية : قال عبد الله : ما أظن أهل بيت من المسلمين لم يدخل عليه حزن يوم أصيب عمر إلا أهل بيت سوء إن عمر كان أعلمنا بالله وأقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله اقرأها فوالله [ كما أقرأكها فوالله لهي ] أبين من طريق السيلحين

(9/81)


14468 - وفي رواية : وكان - يعني عمر - إذا سلك طريقا وجدناه سهلا فإذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر كان فضل ما بين الزيادة والنقصان والله لوددت أني أخدم مثله حتى أموت
رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح
ص . 82

(9/81)


14469 - وعن عبد الله أيضا قال : إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر إن إسلام عمر كان نصرا وإن إمارته كانت فتحا وايم الله ما أعلم على وجه الأرض أحدا إلا وجد فقد عمر حتى العضاة وايم الله إني لأحسب بين عينيه ملكا يسدده وايم الله إني لأحسب الشيطان يفرق ( يخاف ) منه أن يحدث في الإسلام حدثا فيرد عليه عمر وايم الله لو أعلم كلبا يحب عمر لأحببته

(9/82)


14470 - وفي رواية : لقد أحببت عمر حتى لقد خفت الله ووددت أني كنت خادما لعمر حتى أموت

(9/82)


14471 - وفي رواية : لقد خشيت الله في حبي عمر
رواه الطبراني من طرق وفي بعضها عاصم بن أبي النجود وهو حسن الحديث وبقية رجالهما رجال الصحيح وبعضها منقطع الإسناد ورجالها ثقات

(9/82)


14473 - وعن ابن مسعود أن سعيد بن زيد قال : يا أبا عبد الرحمن قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم فأين هو ؟ قال : في الجنة . قال : توفي أبو بكر فأين هو ؟ قال : ذاك الأواه عند كل خير يبتغى . قال : توفي عمر فأين هو ؟ قال : إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر
رواه الطبراني وإسناده حسن
ص . 83

(9/82)


14474 - وعن ابن عمر قال : لما طعن عمر أرسلوا إلى طبيب فجاء رجل من الأنصار فسقاه لبنا فخرج اللبن من الطعنة التي تحت السرة فقال له الطبيب : اعهد عهدك فلا أراك تمسي فقال : صدقتني
رواه الطبراني ورجال رجال الصحيح

(9/83)


14475 - وعن عبد الرحمن بن يسار قال : شهدت موت عمر بن الخطاب فانكسفت الشمس يومئذ
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/83)


14476 - وعن عروة بن الزبير قال : لما قتل عمر محا الزبير اسمه من الديوان
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/83)


14477 - وعن المسور بن مخرمة قال : ولي عمر عشر سنين ثم توفي
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/83)


14478 - وعن ابن عباس أن عمر بن الخطاب مات وهو ابن ست وستين سنة
رواه الطبراني ورجاله ثقات
ص . 84

(9/83)


14479 - وعن قتادة قال : قتل عمر وهو ابن إحدى وستين
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/84)


14480 - وعن ابن شهاب قال : مات عمر وهو على رأس خمس وخمسين

(9/84)


14481 - وعن سالم بن عبد الله أن عمر قبض وهو ابن خمس وخمسين
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/84)


14482 - وعن ابن عمر قال : توفي عمر وهو ابن خمس وخمسين وقال : أسرع إلي الشيب من قبل أخوالي بني المغيرة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/84)


14483 - وعن سهل بن سعد الأنصاري قال : دفن عمر يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين
رواه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف

(9/84)


14484 - وعن الليث بن سعد قال : قتل أمير المؤمنين عمر مصدر الحاج وذلك سنة ثلاث وعشرين
ص . 85
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/84)


14485 - وعن أبي بكر بن أبي شيبة قال : توفي عمر سنة ثلاث وعشرين وكانت خلافته عشر سنين

(9/85)


14486 - وعن عمرو بن علي قال : يقال : قتل عمر وهو ابن ثلاث وستين والثبت أنه كان ابن ثمان وخمسين
رواه الطبراني

(9/85)


14487 - عن يحيى بن بكير قال : استخلف عمر في رجب سنة ثلاث عشرة وقتل في عقب ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين فأقام ثلاثة أيام بعد الطعنة ومات في آخر ذي الحجة وصلى عليه صهيب وولى غسله ابنه عبد الله وكفنه في خمسة أثواب ودفن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وطعن يوم الأربعاء لتسع بقين من ذي الحجة . وقال بعض الناس : مات من يومه وكان سنه يوم توفي فيما سمعت مالك بن أنس يذكر أنه بلغ سن رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو ابن ثلاث وستين . وبعض الناس يقول : لتسع وخمسين . [ وبعضهم يقول : ثلاث وخمسين وخمس وخمسين . وقال بعضهم : أربع وخمسين ] وكانت خلافته عشر سنين وأربعة أشهر وأياما
رواه الطبراني
ص . 86

(9/85)


14488 - وعن معروف بن أبي معروف قال : لما توفي عمر سمعت صوتا :
ليبك على الإسلام من كان باكيا . . . فقد أوشكوا هلكا وما قدم العهد
وأدبرت الدنيا وأدبر خيرها . . . وقد ملها من كان يوقن بالوعد
رواه الطبراني

(9/86)


3 - . ( أبواب ) ما جاء في مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه

(9/86)


4 - . باب نسبه

(9/86)


14489 - قال مصعب بن عبد الله الزبيري : عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر . يكنى أبا عمرو ويقال : أبا عبد الله . وأم عثمان بن عفان [ أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن شمس . وأم أروى ] أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم . وأم أم حكيم [ فاطمة ] بنت عمرو بن عايد بن عمران بن مخزوم وهي جدة رسول الله صلى الله عليه و سلم [ من أبيه ]
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/86)


2 - . باب صفته رضي الله عنه

(9/86)


14490 - ص . 87 عن أسامة بن زيد قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عثمان بصحفة فيها لحم فدخلت عليه ورقية جالسة فما رأيت اثنين أحسن منهما فجعلت مرة أنظر إلى رقية ومرة أنظر إلى عثمان فلما رجعت قال لي النبي صلى الله عليه و سلم : " أدخلت عليهما ؟ " . قلت : نعم قال : " فهل رأيت زوجا أحسن منهما ؟ " . قلت : لا يا رسول الله لقد جعلت مرة أنظر إلى رقية ومرة أنظر إلى عثمان
رواه الطبراني وقال : كان هذا قبل نزول [ آية ] الحجاب وفيه راو لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/87)


14491 - وعن عبد الله بن حزم المازني قال : رأيت عثمان بن عفان فما رأيت قط ذكرا ولا أنثى أحسن وجها منه
رواه الطبراني وفيه الربيع بن بدر وهو متروك

(9/87)


14492 - وعن عبد الله بن شداد بن الهاد قال : رأيت عثمان بن عفان يوم الجمعة على المنبر عليه إزار عدني غليظ ثمنه أربعة دراهم أو خمسة وريطة كوفية ممشقة ضرب اللحم طويل اللحية حسن الوجه
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/87)


14493 - وعن موسى بن طلحة قال : كان عثمان يوم الجمعة يتوكأ على عصا وكان أجمل الناس وعليه ثوبان أصفران : إزار ورداء حتى يأتي المنبر فيجلس عليه
رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف
ص . 88

(9/87)


14494 - وعن عبد الله بن عون القاري قال : رأيت عثمان بن عفان أبيض اللحية
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه

(9/88)


14495 - وعن ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن سعد قال : رأيت عثمان بن عفان أصفر اللحية
رواه الطبراني عن مقدام بن داود وهو ضعيف

(9/88)


14496 - وعن أم موسى قالت : كان عثمان من أجمل الناس
رواه عبد الله ورجاله رجال الصحيح غير أم موسى وهي ثقة

(9/88)


14497 - وعن الحسن بن أبي الحسن قال : دخلت المسجد فإذا أنا بعثمان بن عفان متكئ على ردائه فأتاه سقاءان يختصمان إليه فقضى بينهما . ثم أتيته فنظرت إليه فإذا رجل حسن الوجه بوجهه نكتات جدري وإذا شعره قد كسا ذراعيه
رواه عبد الله وفيه أبو المقدام هشام بن زياد وهو متروك

(9/88)


3 - . باب هجرته رضي الله عنه

(9/88)


14498 - عن أنس قال : خرج عثمان مهاجرا إلى أرض الحبشة ومعه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم واحتبس على النبي صلى الله عليه و سلم خبرهم فكان يخرج يتوكف عنهم الخبر فجاءته امرأة فأخبرته
ص . 89
فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوط "
رواه الطبراني وفيه الحسن بن زياد البرجمي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/88)


14499 - وعن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما كان بين عثمان ورقية ولوط من مهاجر
يعني أنهما أول من هاجر إلى الحبشة
رواه الطبراني وفيه عثمان بن خالد العثماني وهو متروك

(9/89)


4 - . باب ما جاء في خلقه رضي الله عنه

(9/89)


14500 - عن عبد الرحمن بن عثمان القرشي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل على ابنته وهي تغسل رأس عثمان فقال : " يا بنية أحسني إلى أبي عبد الله فإنه أشبه صحابي بي خلقا "
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/89)


14501 - وعن أبي هريرة قال : دخلت على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم امرأة عثمان وفي يدها مشط فقالت : خرج من عندي رسول الله صلى الله عليه و سلم آنفا رجلت رأسه فقال : " كيف تجدين أبا عبد الله ؟ " . قلت :
بخير . قال : " فأكرميه فإنه من أشبه أصحابي بي خلقا "
رواه الطبراني وفيه محمد بن عبد الله يروي عن المطلب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/89)


5 - . باب في حيائه رضي الله عنه

(9/89)


14502 - ص . 90 عن ابن أبي أوفى قال : استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه و سلم وجارته تضرب بالدف فدخل ثم استأذن عمر ودخل ثم استأذن عثمان فأمسكت . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن عثمان رجل حيي "
رواه أحمد عن رجل من بجيلة عن ابن أبي أوفى ولم يسم الرجل وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/90)


14503 - عن حفصة بنت عمر قالت : دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فوضع ثوبه بين فخذيه فجاء أبو بكر فاستأذن فأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم على هيئته ثم جاء عمر يستأذن فأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم على هيئته وجاء ناس من أصحابه فأذن لهم وجاء علي فأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم على هيئته ثم جاء عثمان بن عفان فاستأذن فتجلل ثوبه فأذن له فتحدثوا ساعة ثم خرجوا فقلت : يا رسول الله دخل أبو بكر وعمر وعلي وناس من أصحابك وأنت على هيئتك لم تحرك فلما دخل عثمان تجللت ثوبك ؟ قال : " ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة "
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وأبو يعلى باختصار كثير وإسناده حسن

(9/90)


14504 - عن عبد الله بن عمر قال : بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس وعائشة جالسة وراءه إذ استأذن أبو بكر فدخل ثم استأذن عمر فدخل ثم استأذن علي
ص . 91
فدخل ثم استأذن سعد بن مالك فدخل ثم استأذن عثمان بن عفان فدخل ورسول الله صلى الله عليه و سلم يتحدث كاشفا عن ركبتيه فمد ثوبه على ركبتيه وقال لامرأته : " استأخري عني " . فتحدثوا ساعة ثم خرجوا . فقالت عائشة : فقلت : يا رسول الله دخل عليك أصحابك فلم تصلح ثوبك ولم تؤخرني عنك حتى دخل عثمان ؟ قال : " ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة والذي نفس محمد بيده إن الملائكة لتستحيي من عثمان كما تستحيي من الله ورسوله ولو دخل وأنت قريبة مني لم يرفع رأسه ولم يتحدث حتى يخرج "
رواه أبو يعلى والطبراني وفيه إبراهيم بن عمر بن أبان وهو ضعيف

(9/90)


14505 - وعن ابن عباس قال : جلس رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيت وعليه إزار فطرحه بين رجليه وفخذاه خارجتان فجاء أبو بكر يستأذن عليه فأذن له فدخل ثم جاء عمر فأذن له فدخل ثم جاء عثمان فأذن له فلما رآه النبي صلى الله عليه و سلم قام مسرعا حتى دخل البيت فشق ذلك على عائشة فلما خرج القوم قالت : يا رسول الله دخل أبو بكر وعمر فلم تغير عن حالك فلما دخل عثمان قمت ؟ فقال : " يا عائشة ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة إن الملائكة لتستحيي من عثمان "
رواه الطبراني والبزار باختصار كثير وفيه النضر أبو عمر وهو متروك

(9/91)


14506 - عن زيد بن خالد قال : وقف علينا زيد بن ثابت يوم الدار فقال : ألا تستحيون ممن تستحيي منه الملائكة ؟ قلت : وما ذاك ؟ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
مر بي عثمان وعندي ملك من الملائكة فقال : شهيد يقتله قومه إنا لنستحيي منه
قال بدر : فأصرفنا عنه عصابة من الناس
ص . 92
رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل الوساوسي وكان يضع الحديث

(9/91)


14507 - وعن الحسن وذكر عثمان وشدة حيائه فقال : إن كان ليكون في البيت والباب عليه مغلق فما يضع عنه الثوب ليفيض عليه الماء يمنعه الحياء أن يقيم صلبه
رواه أحمد ورجاله ثقات

(9/92)


6 - . باب تزويجه رضي الله عنه

(9/92)


14508 - عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن الله عز و جل أوحى إلي أن أزوج كريمتي من عثمان
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عمير بن عمران الحنفي وهو ضعيف بهذا الحديث وغيره

(9/92)


14509 - عن أبي هريرة قال : وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم على قبر ابنته الثانية التي كانت عند عثمان فقال : " ألا أبا أيم ؟ ألا أخا أيم يزوجها عثمان ؟ فلو كن عشرا لزوجتهن عثمان وما زوجته إلا بوحي من السماء "
رواه الطبراني في حديث طويل وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو لين وبقية رجاله وثقوا

(9/92)


14510 - عن عثمان قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم حين زوجني ابنته الأخرى :
لو أن عندي عشرا لزوجتكهن واحدة بعد واحدة فإني عنك راض
ص . 93
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن زكريا الغلابي قال ابن حبان في الثقات : يعتبر بحديثه إذا روى عن الثقات . وقد ضعفه الجمهور وروى هذا عمن لم أعرفه

(9/92)


14511 - وعن عصمة قال : لما ماتت بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم التي تحت عثمان قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " زوجوا عثمان لو كانت عندي ثالثة لزوجته وما زوجته إلا بوحي من الله عز و جل "
رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف

(9/93)


14512 - وعن أم عياش قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن لما تقدمه من الشواهد

(9/93)


14513 - وعنها قالت : ولدت رقية لعثمان غلاما فسماه رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الله وكنى عثمان بأبي عبد الله
رواه الطبراني بإسناد الذي قبله . قلت : ويأتي حديث عائشة وغيرها في تزويجه بعد إن شاء الله

(9/93)


7 - . باب فيما كان من أمره في غزوة بدر والحديبية وغير ذلك

(9/93)


14514 - عن شقيق قال : لقي عبد الرحمن بن عوف الوليد بن عقبة فقال له الوليد : ما لي أراك قد جفوت أمير المؤمنين عثمان ؟ قال [ له عبد الرحمن ] : أبلغه
ص . 94
عني أني لم أفر يوم عينين - قال عاصم : يوم أحد - ولم أتخلف عن بدر ولم أترك سنة عمر . قال : فانطلق فخبر ذلك عثمان . قال : فقال : أما قوله أني لم أفر يوم عينين فكيف يعيرني بذنب قد عفا الله عنه قال الله تعالى : { إن الذين تولوا عنكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم } . وأما قوله : إني لم أتخلف عن بدر فإني كنت أمرض رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى ماتت وقد ضرب لي رسول الله صلى الله عليه و سلم بسهم ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه و سلم بسهم فقد شهد . وأما قوله : إني لم أترك سنة عمر فإني لا أطيقها أنا ولا هو فائته فحدثه بذلك
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني باختصار والبزار بطوله بنحوه وفيه عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث وبقية رجاله ثقات

(9/93)


14515 - عن ابن عمر أن ابنة رسول الله صلى الله عليه و سلم اشتكت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أقم عليها فإنه لا بد لها مني أو منك وأنت أحق
فخلفه رسول الله صلى الله عليه و سلم عليها فلما فتح الله عليه
أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم يبشره أن الله قد أتم عدتهم بك "
قلت : في الصحيح بعضه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مجالد بن سعيد وقد وثق على ضعفه وبقية رجاله رجال الصحيح
ص . 95

(9/94)


14516 - عن عروة قال : عثمان بن عفان تخلف بالمدينة على امرأته بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وكانت معزة وجعة فضرب له رسول الله صلى الله عليه و سلم بسهمه قال : وأجري يا رسول الله ؟ قال : " وأجرك "
رواه الطبراني وهو مرسل حسن الإسناد

(9/95)


14517 - وعن سلمة بن الأكوع أن النبي صلى الله عليه و سلم لما بعث عثمان إلى أهل مكة فبايع أصحابه بيعة الرضوان بايع لعثمان بإحدى يديه على الأخرى فقال الناس : هنيئا لأبي عبد الله يطوف بالبيت آمنا فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " لو مكث كذا وكذا ما طاف بالبيت حتى أطوف "
رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف

(9/95)


14518 - وعن عثمان قال : خلفني رسول الله صلى الله عليه و سلم عن بدر وضرب لي بسهم
وقال عثمان في بيعة الرضوان : فضرب لي رسول الله صلى الله عليه و سلم بيمينه على شماله وشمال رسول الله خير من يميني
رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف

(9/95)


14519 - وعن سعيد بن المسيب قال : رفع عثمان صوته على عبد الرحمن بن عوف فقال له : لأي شيء ترفع صوتك
ص . 96
علي وقد شهدت بدرا ولم تشهد وبايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم تبايع وفررت يوم أحد ولم أفر . فقال له عثمان : أما قولك : إنك شهدت بدرا ولم أشهد فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم خلفني على ابنته وضرب لي بسهم وأعطاني أجري . وأما قولك : بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم أبايع فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثني إلى أناس من المشركين وقد علمت ذلك فلما احتبست ضرب بيمينه على شماله فقال : " هذه لعثمان بن عفان " . فشمال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير من يميني . وأما قولك : فررت يوم أحد ولم أفر فإن الله تبارك وتعالى قال : { إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم } فلم تعيرني بذنب قد عفا الله عنه
رواه البزار وإسناده حسن وقد تقدمت له طريق في هذا الباب وغيره

(9/95)


8 - . باب إعانته في جيش العسرة وغيره

(9/96)


14520 - عن عائشة قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأى لحما فقال : " من بعث بهذا ؟ " . قلت : عثمان . قالت : فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم رافعا يديه يدعو لعثمان
رواه البزار وإسناده حسن

(9/96)


14521 - وعن عبد الرحمن بن عوف أنه شهد ذلك حين أعطى عثمان بن عفان رسول الله صلى الله عليه و سلم ما جهز به جيش العسرة وجاء بسبعمائة أوقية ذهب
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن عمر بن أبان وهو ضعيف
ص . 97

(9/96)


14522 - وعن أنس قال : جاء عثمان بن عفان بدنانير فألقاها في حجر النبي صلى الله عليه و سلم فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يقلبها ويقول : " ما ما على عثمان ما فعل بعد هذا اليوم "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن صالح الرامهرمزي وهو ضعيف

(9/97)


14523 - وعن أبي مسعود قال : كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في غزاة فأصاب الناس جهد حتى رأيت الكآبة في وجوه المسلمين والفرح في وجوه المنافقين فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " والله
لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزق " . فعلم عثمان أن الله ورسوله سيصدقان فاشترى عثمان أربع عشرة راحلة بما عليها من الطعام فوجه إلى النبي منها بتسعة فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ما هذا ؟ " . قال : أهدى إليك عثمان فعرف الفرح في وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم والكآبة في وجوه المنافقين فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قد رفع يديه حتى رئي بياض إبطيه يدعو لعثمان دعاء ما سمعته دعا لأحد قبله ولا بعده :
اللهم أعط عثمان اللهم افعل بعثمان
رواه الطبراني وفيه سعيد بن محمد الوراق وهو ضعيف
ورواه في الأوسط وفيه رؤيا رآها الحسن بن علي رضي الله عنهما وتأتي إن شاء الله

(9/97)


9 - . باب ما عمل من الخير من الزيادة في المسجد وغير ذلك

(9/97)


14524 - عن أبي المليح عن أبيه قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم لصاحب البقعة التي زيدت في مسجد المدينة وكان صاحبها من
ص . 98
الأنصار فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " لك بها بيت في الجنة " . فقال : لا فجاء عثمان فقال له : لك بها عشرة آلاف درهم فاشتراها منه ثم جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله اشتر مني البقعة التي اشتريتها من الأنصاري فاشتراها منه ببيت في الجنة . فقال عثمان : فإني اشتريتها بعشرة آلاف درهم فوضع النبي صلى الله عليه و سلم لبنة ثم دعا أبا بكر فوضع لبنة ثم دعا عمر فوضع لبنة ثم جاء عثمان فوضع لبنة ثم قال للناس : " ضعوا " . فوضعوا
رواه الطبراني وفيه زياد بن أبي المليح وهو ضعيف

(9/97)


10 - . باب فيما كان فيه من الخير

(9/98)


14525 - عن عثمان بن عفان قال : لقد اختبأت عند ربي عشرا : إني لرابع أربعة في الإسلام وما تعنيت ولا تمنيت ولا وضعت يميني على فرجي منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وما مرت علي جمعة منذ أسلمت إلا وأنا أعتق فيها رقبة إلا ألا يكون عندي فأعتقها بعد ذلك ولا زنيت في جاهلية ولا إسلام
رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف وقال ابن دقيق العيد في الإمام : وقد وثق

(9/98)


11 - . باب كتابته الوحي

(9/98)


14526 - عن عمر بن إبراهيم اليشكري قال : سمعت أمي تحدث أن أمها انطلقت إلى البيت حاجة والبيت يومئذ له بابان قالت : فلما قضيت طوافي دخلت على عائشة . قالت : فقلت لها : يا أم المؤمنين إن بعض بنيك بعث يقرئك السلام وإن
ص . 99
الناس قد أكثروا في عثمان فما تقولين فيه ؟ فقالت : لعن الله من لعنه لعن الله من لعنه - لا أحسبها إلا قالت : ثلاث مرات - لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو مسند فخذه إلى عثمان وإني لأمسح العرق عن جبين رسول الله صلى الله عليه و سلم وإن الوحي ينزل عليه ولقد زوجه ابنتيه إحداهما بعد الأخرى وإنه ليقول : " اكتب عثيم " . قالت : ما كان الله عز و جل لينزل عبدا من نبيه بتلك المنزلة إلا عبد كريم عليه

(9/98)


14527 - وفي رواية : وهو مسند ظهره إلي
رواه أحمد والطبراني في الأوسط إلا أنه قال : عن أم كلثوم بنت ثمامة الحنطي أن أخاها المخارق بن ثمامة الحنطي قال لها : ادخلي على عائشة فأقرئيها مني السلام فدخلت عليها فقالت : إن بعض بنيك يقرئك السلام قالت عائشة : وعليه ورحمة الله وبركاته قلت : ويسألك أن تحدثيه عن عثمان بن عفان فإن الناس قد أكثروا فيه عندنا حين قتل . قالت : أما أنا فأشهد أن عثمان بن عفان في هذا البيت ونبي الله صلى الله عليه و سلم وجبريل جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم في ليلة قائظة وكان إذا نزل عليه الوحي ينزل عليه ثقله يقول الله جل ذكره : { إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا } فذكر نحوه . وأم كلثوم لم أعرفها وبقية رجال الطبراني ثقات

(9/99)


12 - . باب موالاته رضي الله عنه

(9/99)


14528 - عن جابر قال : بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيت في نفر من المهاجرين فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لينهض كل رجل إلى كفئه " . ونهض النبي صلى الله عليه و سلم إلى عثمان فاعتنقه وقال : " أنت وليي في الدنيا ووليي في الآخرة "
رواه أبو يعلى وفيه طلحة بن زيد وهو ضعيف جدا
ص . 100

(9/99)


14529 - وعن عبيد الحميري قال : كنت عند عثمان حين حوصر فقال : ها هنا طلحة فقال طلحة رحمه الله : نعم . فقال : نشدتك الله أما علمت أنا كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه " . فأخذت بيد فلان وأخذ فلان بيد فلان حتى أخذ كل رجل بيد صاحبه وأخذ النبي صلى الله عليه و سلم بيدي وقال : " هذا جليسي في الدنيا ووليي الآخرة " . فقال : اللهم نعم
رواه البزار وفيه خارجة بن مصعب وهو متروك قيل فيه : كذاب وقيل فيه : مستقيم الحديث وقد ضعفه الأئمة أحمد وغيره

(9/100)


13 - . باب جامع في فضله وبشارته بالجنة

(9/100)


14530 - عن ابن عمر قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فصافحه فلم ينزع النبي صلى الله عليه و سلم يده من يد الرجل حتى انتزع الرجل يده ثم قال له : يا رسول الله جاء عثمان قال : " امرؤ من أهل الجنة "
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وإسناده حسن

(9/100)


14531 - وعن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " عثمان في الجنة "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي وهو كذاب

(9/100)


14532 - وعن ابن عباس أن أم كلثوم جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله زوج فاطمة خير من زوجي . فأسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال : " زوجك يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله وأزيدك لو قد دخلت الجنة فرأيت منزله لم تري أحدا من أصحابي يعلوه في منزله "
ص . 101
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا وفيهم خلاف

(9/100)


14533 - وعن عبيد الله بن عدي بن الخيار : أن عثمان بن عفان قال له : يا ابن أخي أدركت رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال : لا ولكن خلص إلي من علمه [ واليقين ] ما يخلص إلى العذراء في سترها . قال : فتشهد ثم قال : أما بعد فإن الله عز و جل بعث محمدا صلى الله عليه و سلم بالحق فكنت فيمن استجاب لله ولرسوله وآمن بما بعث به محمد صلى الله عليه و سلم ثم هاجرت الهجرتين كما قلت ونلت صهر رسول الله صلى الله عليه و سلم وبايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم فوالله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله عز و جل
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(9/101)


14 - . باب أفضليته رضي الله عنه

(9/101)


14534 - عن النزال بن سبرة قال : لما استخلف عثمان قال عبد الله بن مسعود : أمرنا خير من بقي ولم نأل

(9/101)


14535 - وفي رواية : ما ألونا عن أعلاها ذا فوق
رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح

(9/101)


15 - . باب فيما كان من أمره ووفاته رضي الله عنه

(9/101)


14536 - عن عبد الله بن حوالة قال : أتيت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو جالس في ظل دومة وعنده كاتب يملي عليه فقال : " ألا أكتبك يا ابن حوالة ؟ " . قلت : لا أدري ما خار الله لي ورسوله فأعرض عني
وقال إسماعيل مرة : فأكب يملي عليه - ثم
ص . 102
قال : " أنكتبك يا ابن حوالة ؟ " . قلت : ما أدري ما خار الله لي ورسوله فأعرض عني وأكب على كاتبه يملي عليه . قال : فنظرت فإذا في الكتاب عمر فعرفت أن عمر لا يكتب إلا في خير . ثم قال : " أنكتبك يا ابن حوالة ؟ " . قلت : نعم قال : " يا ابن حوالة كيف تفعل في فتن تخرج من أطراف الأرض كأنها صياصي بقر ؟ " . قلت : لا أدري ما خار الله لي ورسوله . [ قال : " وكيف تفعل في أخرى تخرج بعدها كأن الأولى فيها انتفاخة أرنب ؟ " . قلت : لا أدري ما خار الله لي ورسوله ] قال : " اتبعوا هذا " . ورجل مقفي حينئذ فانطلقت فسعيت فأخذت بمنكبه فأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت : هذا ؟ قال : " نعم " . فإذا هو عثمان بن عفان
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح

(9/101)


14537 - وعن جبير بن نفير قال : بينا نحن معسكرين مع معاوية بعد قتل عثمان فقام مرة بن كعب البهزي فقال : أنا والله لولا شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قمت هذا المقام . فلما سمع معاوية ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم أجلس الناس قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم جلوس إذ مر بنا عثمان بن عفان مترجلا معدقا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لتخرجن فتنة من تحت رجلي - أو من تحت قدمي - هذا ومن اتبعه يومئذ على الهدى
فقمت حتى أخذت بمنكبي عثمان حتى بينته إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : هذا ؟ قال : " نعم هذا ومن اتبعه يومئذ على الهدى "
ص . 103
فقام عبد الله بن حوالة الأزدي من عند المنبر فقال : إنك لصاحب هذا ؟ قال : نعم قال : أما والله إني حاضر ذلك المجلس ولو كنت أعلم أن لي في الجيش مصدقا لكنت أول من تكلم به
قلت : حديث مرة رواه الترمذي
رواه الطبراني ورجاله وثقوا

(9/102)


14538 - وعن عبد الله بن عمر قال : أبو بكر الصديق أصبتم اسمه . عمر قرن من حديد . عثمان ذو النورين أصبتم اسمه قتل مظلوما أوتي كفلين من الأجر
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير عقبة بن أوس وهو ثقة

(9/103)


14539 - وعن حفصة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أنها كانت قاعدة وعائشة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " وددت أن معي بعض أصحابي نتحدث " . فقالت عائشة : أرسل إلى أبي بكر يتحدث معك ؟ قال : " لا " . قالت حفصة : أرسل إلى عمر يتحدث معك ؟ قال : " لا ولكن أرسل إلى عثمان "
ص . 104
فجاء عثمان فدخل فقامتا فأرختا الستر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعثمان : " إنك مقتول مستشهد فاصبر صبرك الله ولا تخلعن قميصا قمصكه الله عز و جل ثنتي عشرة سنة وستة أشهر حتى تلقى الله وهو عنك راض " . قال عثمان : إن دعا النبي صلى الله عليه و سلم لي بالصبر فقال : " اللهم صبره " . فخرج عثمان فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " صبرك الله فإنك سوف تستشهد وتموت وأنت صائم وتفطر معي "

(9/103)


14540 - قال إبراهيم : وحدثني أبي عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن عائشة حدثته مثل ذلك
رواه أبو يعلى واللفظ له وفي إسناد أبي يعلى إبراهيم بن عمر بن عثمان العثماني وهو ضعيف

(9/104)


14541 - عن أبي عبد الله الجسري قال : دخلت على عائشة وعندها حفصة بنت عمر فقالت لي : هذه حفصة زوج النبي صلى الله عليه و سلم ثم أقبلت عليها فقالت : أنشدك الله أن تصدقيني بكذب أو تكذبيني بصدق [ قلته ] تعلمين أني كنت أنا وأنت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فأغمي عليه فقلت لك : أترينه قد قبض ؟ قلت : لا أدري ثم أفاق قال : " افتحوا له الباب " . فقلت لك : أبي أو أبوك ؟ قلت : لا أدري ففتحنا له الباب فإذا عثمان بن عفان فلما رآه النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ادنه " . فأكب عليه فساره بشيء لا أدري أنا وأنت ما هو ثم رفع رأسه فقال : " أفهمت ما قلت لك ؟ " . قال : نعم
ص . 105
قال : " ادنه " . فأكب عليه أخرى مثلها فساره بشيء لا ندري ما هو ثم رفع رأسه فقال : " أفهمت ما قلت لك ؟ " . قال : نعم . قال : " ادنه " . فأكب عليه إكبابا شديدا فساره بشيء ثم رفع رأسه فقال : " أفهمت ما قلت لك ؟ " . قال : [ نعم ] سمعته أذناي ووعاه قلبي . فقال له : " اخرج " . قال : فقالت حفصة : اللهم نعم - أو قالت : اللهم صدق -
قلت : لعائشة وحدها حديث عند ابن ماجه بغير هذا السياق
رواه كله أحمد والطبراني في الأوسط بنحوه وزاد : فقال : " يا عثمان عسى أن يقمصك الله قميصا فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه " . ثلاث مرات . فقال لها النعمان بن بشير : يا أم المؤمنين أين كنت عن هذا الحديث ؟ فقالت : نسيته ورب الكعبة حتى قتل الرجل

(9/104)


14542 - وفي رواية عند الطبراني أيضا : فما فجأني إلا وعثمان جاث على ركبتيه قائلا : أظلما وعدوانا يا رسول الله ؟ فحسبت أنه أخبره بقتله . وأحد إسنادي الطبراني حسن

(9/105)


14543 - وعن محمد بن سيرين أن رجلا بالكوفة شهد أن عثمان بن عفان قتل شهيدا فأخذته الزبانية فرفعوه إلى أعلى وقالوا : لولا أن تنهانا أو نهينا ألا نقتل أحدا لقتلناه زعم أنه يشهد أن عثمان رضي الله عنه قتل شهيدا . فقال الرجل لعلي : وأنت تشهد أنه شهيد أتذكر أني أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فسألته فأعطاني وأتيت أبا بكر فسألته فأعطاني وأتيت عمر فسألته فأعطاني وأتيت عثمان بن عفان فسألته فأعطاني ؟ قال : فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يبارك لي فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " كيف لا يبارك لك وأعطاك نبي وصديق وشهيدان وأعطاك نبي وصديق وشهيدان وأعطاك نبي وصديق وشهيدان ؟ "
ص . 106
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح

(9/105)


14544 - وعن أسلم مولى عمر قال : شهدت عثمان يوم حوصر في موضع الجنائز ولو ألقي حجر لم يقع إلا على رأس رجل فرأيت عثمان أشرف من الخوخة التي [ تلي ] مقام جبرائيل عليه السلام فقال : يا أيها الناس أفيكم طلحة ؟ فسكتوا ثم قال : يا أيها الناس أفيكم طلحة ؟ فسكتوا ثم قال : يا أيها الناس أفيكم طلحة ؟ فقام طلحة بن عبيد الله فقال له عثمان : أراك ها هنا ما كنت أرى أنك [ تكون ] في جماعة قوم يسمعون ندائي آخر ثلاث مرات ثم لا تجيبني أنشدك الله يا طلحة أتذكر يوم كنت أنا وأنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في موضع كذا وكذا ليس معه أحد من أصحابه غيري وغيرك قال لك رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا طلحة إنه ليس من نبي إلا معه من أصحابه رفيق من أمته [ معه ] في الجنة وإن عثمان بن عفان هذا " - يعنيني - " رفيقي في الجنة " . قال طلحة : اللهم نعم ثم انصرف
قلت : روى النسائي بعضه بإسناد منقطع
رواه عبد الله وأبو يعلى في الكبير والبزار وفي إسناد عبد الله والبزار : أبو عبادة الزرقي وهو متروك وأسقطه أبو يعلى من السند والله أعلم

(9/106)


14545 - وعن عبد الله بن أبي رافع عن أمه قال :
ص . 107
خرجت الصعبة بنت الحضرمي فسمعناها تقول لابنها طلحة بن عبيد الله : إن عثمان قد اشتد حصره فلو كلمت فيه حتى يرفه عنه . قال : وطلحة يغسل أحد شقي رأسه فلم يجبها فأدخلت يديها في كم درعها فأخرجت ثدييها فقالت : أسئلك بما حملتك وأرضعتك إلا فعلت فقام ولوى شق شعر رأسه حتى عقده وهو مغسول ثم خرج حتى أتى عليا وهو جالس في جنب داره فقال طلحة ومعه أمه وأم عبد الله بن أبي رافع : لو رفهت الناس عن هذا فقد اشتد حصره فقال : والله ما أحب من هذا شيئا يكرهه
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم

(9/106)


14546 - وعن عبد الله بن سلام أنه قال حين هاج الناس في أمر عثمان : أيها الناس لا تقتلوا هذا الشيخ واستعتبوه فإنه لن تقتل أمة نبيها فيصلح أمرهم حتى يهراق دماء سبعين ألفا منهم ولن تقتل أمة خليفتها فيصلح أمرهم حتى يهراق دماء أربعين ألفا منهم . فلم ينظروا فيما قال وقتلوه فجلس لعلي في الطريق فقال : أين تريد ؟ فقال : أريد أرض العراق قال : لا تأتي العراق وعليك بمنبر رسول الله صلى الله عليه و سلم . فوثب به أناس من أصحاب علي وهموا به فقال علي : دعوه فإنه منا أهل البيت . فلما قتل علي قال عبد الله لابن معقل : هذه رأس الأربعين وسيكون على رأسها صلح ولن تقتل أمة نبيها إلا قتل به سبعون ألفا ولن تقتل أمة خليفتها إلا قتل به أربعون ألفا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
ص . 108

(9/107)


14547 - وعن عبد الملك بن عمير أن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام استأذن على الحجاج بن يوسف فأذن له فدخل وسلم وأمر برجلين مما يلي السرير أن يوسعا له فأوسعا له فجلس فقال له الحجاج : لله أبوك أتعلم حديثا حدثه أبوك عبد الملك بن مروان عن جدك عبد الله بن سلام ؟ قال : فأي حديث رحمك الله قرب حديث قال : حديث المصريين حين حصروا عثمان . قال : قد علمت ذلك الحديث
أقبل عبد الله بن سلام وعثمان محصور فانطلق فدخل عليه فوسعوا له حتى دخل فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال : وعليك السلام ما جاء بك يا عبد الله بن سلام ؟ قال : قد جئت لأثبت حتى أستشهد أو يفتح الله لك ولا أرى هؤلاء القوم إلا قاتلوك فإن يقتلوك فذاك خير لك وشر لهم . فقال عثمان : أسألك بالذي لي عليك من الحق لما خرجت إليهم خير يسوقه الله بك وشر يدفعه بك الله . فسمع وأطاع فخرج عليهم فلما رأوه اجتمعوا وظنوا أنه قد جاءهم ببعض ما يسرون به فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أما بعد فإن الله عز و جل بعث محمدا صلى الله عليه و سلم بشيرا ونذيرا يبشر بالجنة من أطاعه وينذر بالنار من عصاه وأظهر من اتبعه على الدين كله ولو كره المشركون ثم اختار له المشركون . ثم اختار له المساكن فاختار له المدينة فجعلها دار الهجرة وجعلها دار الإيمان فوالله ما زالت الملائكة حافين بالمدينة مذ قدمها رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى اليوم وما زال سيف الله مغمودا عنكم مذ قدمها رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى اليوم
ثم قال : إن الله بعث محمدا صلى الله عليه و سلم بالحق فمن اهتدى فإنما يهتدي بهدي الله ومن ضل فإنما يضل بعد البيان والحجة وإنه لم يقتل نبي فيما مضى إلا قتل به سبعون ألف مقاتل كلهم يقتل به ولا قتل خليفة قط إلا قتل به خمسة وثلاثون ألف مقاتل كلهم يقتل به فلا تعجلوا على هذا الشيخ بقتل فوالله لا يقتله رجل منكم إلا لقي الله يوم القيامة ويده مقطوعة مشلولة واعلموا أنه ليس لولد على والد حق إلا ولهذا الشيخ عليكم مثله
ص . 109
قال : فقالوا : كذبت اليهود كذبت اليهود . فقال : كذبتم والله وأنتم آثمون ما أنا بيهودي وإن لأحد المسلمين يعلم الله بذلك ورسوله والمؤمنون وقد أنزل الله في القرآن { قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب } وقد أنزل الآية الأخرى { قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم } . قال : فقاموا فدخلوا على عثمان فذبحوه كما يذبح الحلان
قال شعيب : فقلت لعبد الملك بن عمير : ما الحلان ؟ قال : الحمل
قال : وقد قال عثمان لكثير بن الصلت : يا كثير أنا والله مقتول غدا قال : بل يعلي الله كعبك ويكبت عدوك . قال : ثم أعادها الثالثة فقال مثل ما قال ثم يقول : يا أمير المؤمنين قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه أبو بكر وعمر فقال لي : " يا عثمان أنت عندنا غدا وأنت مقتول غدا " . فأنا والله مقتول قال : فقتل فخرج عبد الله بن سلام إلى القوم قبل أن يتفرقوا فقال : يا أهل مصر يا قتلة عثمان قتلتم أمير المؤمنين أما والله لا يزال عهد منكوث ودم مسفوح ومال مقسوم لا سقيتم
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/108)


14548 - وعن كلثوم الخزاعي قال : قال عبد الله - يعني ابن مسعود - : ما يسرني أني رميت عثمان بسهم أخطأه
أحسبه قال : - أريد قتله وأن لي مثل أحد ذهبا
رواه الطبراني وفيه عمران بن عمير ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/109)


14549 - وعن أبي الأسود الديلي قال : سمعت أبا بكرة يقول : لأن أخر من السماء فانقطع أحب إلي من أن أكون شركت في دم عثمان
ص . 110
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/109)


14550 - وعن الحسن قال : أدركت عثمان وأنا يومئذ قد أرهقت الحلم فسمعته وهو يخطب وشهدته وهو يقول : يا أيها الناس ما تنقمون علي ؟ قال : وما من يوم إلا وهم يقسمون فيه خيرا كثيرا يقول : يا أيها الناس اغدوا على أعطياتكم فيغدون فيأخذونها وافرة ثم يقال : يا أيها الناس أغدوا على كسوتكم فيجاء بالحلل فتقسم بينهم
قال الحسن : والعدو منفي والعطيات دارة وذات البين حسن والخير كثير ما على الأرض مؤمن يخاف مؤمنا من لقي من [ أي ] الأحياء فهو أخوه ومودته ونصرته والفتنة إن سل عليه سيفا
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/110)


14551 - وعن الحسن قال : حدثني سياف عثمان : إن رجلا من الأنصار دخل على عثمان فقال : ارجع ابن أخي فلست بقاتلي قال : كيف علمت ذلك ؟ قال : لأنه أتى بك رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم سابعك فحنكك ودعا لك بالبركة . قال : ثم دخل عليه رجل آخر من الأنصار فقال : ارجع ابن أخي فلست بقاتلي . قال : ومما تدري ذلك ؟ قال : لأنه أتى بك رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم سابعك فحنكك ودعا لك بالبركة . قال : ثم دخل عليه محمد بن أبي بكر فقال : أنت قاتلي فقال : وما يدريك يا نعثل ؟ قال : لأنه أتى بك النبي صلى الله عليه و سلم يوم سابعك ليحنكك ويدعو لك بالبركة
ص . 111
فخريت على رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال : فوثب على صدره وقبض على لحيته فقال : إن تفعل كان يعز على أبيك قال أن تسوءه فوجأه في نحره بمشاقص كانت في يده
رواه الطبراني وفيه سياف عثمان ولم يسم وبقية رجاله وثقوا

(9/110)


14552 - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : لما ضرب الرجل يد عثمان قال : إنها لأول يد خطت المفصل
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/111)


14553 - وعن زيد بن أبي حبيب أن عامة الركب الذين ساروا إلى عثمان جنوا
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/111)


14554 - عن محمد بن مسكين قال : قالت امرأة عثمان حين أطافوا به : تريدون قتله ؟ إن تقتلوه أو تتركوه فإنه كان يحيي الليل كله في ركعة يجمع فيها القرآن
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/111)


14555 - وعن الشعبي قال : لقي مسروق الأشتر فقال مسروق للأشتر : قتلتم عثمان ؟ قال : نعم قال : أما والله لقد قتلتموه صواما قواما قال : فانطلق الأشتر فأخبر عمارا فأتى عمار مسروقا فقال : والله ليجلدن عمارا وليسيرن أبا ذر وليحمين الحمى وتقول : قتلتموه صواما قواما ؟ فقال له مسروق : فوالله ما فعلتم واحدة من
ص . 112
شيئين ما عوقبتم بمثل ما عوقبتم به وما صبرتم فهو خير للصابرين . قال : فكأنما ألقمه حجرا
قال : وقال الشعبي : ما ولدت همذانية مثل مسروق
رواه الطبراني وفيه الحسن بن أبي جعفر الجفري وهو ضعيف لغفلته

(9/111)


14556 - وعن أبي الدرداء قال : لا مدينة بعد عثمان ولا رخاء بعد معاوية
وقال النبي صلى الله عليه و سلم : " إن الله وعدني بإسلام أبي الدرداء فأسلم "
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/112)


14557 - وعن عدي بن حاتم قال : قال رجل لما قتل عثمان : لا ينتطح فيها عنزان قلت : بلى وتفقأ فيها عيون كثيرة
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/112)


14558 - وعن ملك - يعني ابن أنس - قال : قتل عثمان فأقام مطروحا على كناسة بني فلان ثلاثا وأتاه اثنا عشر رجلا منهم جدي مالك بن أبي عامر وحويطب بن عبد العزى وحكيم بن حزام وعبد الله بن الزبير وعائشة بنت عثمان معهم مصباح في حق فحملوه على باب وإن رأسه تقول على الباب : طق طق حتى أتوا به البقيع فاختلفوا في الصلاة عليه فصلى عليه حكيم بن حزام أو حويطب بن عبد العزى - شك عبد الرحمن - ثم أرادوا دفنه فقام رجل من بني مازن فقال : لئن دفنتموه مع المسلمين لأخبرن الناس غدا فحملوه حتى أتوا به حش كوكب فلما دلوه في قبره صاحت عائشة بنت عثمان فقال لها ابن الزبير : اسكتي فوالله لئن عدت لأضربن الذي فيه عينك فلما دفنوه وسووا عليه التراب قال لها ابن الزبير : صيحي ما بدا لك أن تصيحي
ص . 113
قال مالك : وكان عثمان قبل ذلك يمر بحش كوكب فيقول : ليدفنن ها هنا رجل صالح
رواه الطبراني وقال : الحش : البستان ورجاله ثقات

(9/112)


14559 - وعن سهم بن حبيش - وكان ممن شهد قتل عثمان - قال : فلما أمسينا قلت : لئن تركتم صاحبكم حتى يصبح مثلوا به فانطلقوا به إلى بقيع الغرقد فأمكنا له من جوف الليل ثم حملناه وغشينا سواد من خلفنا فهبناهم حتى كدنا أن نتفرق عنه فنادى مناد : لا روع عليكم اثبتوا فإنا جئنا نشهده معكم
وكان ابن حبيش يقول : هم والله الملائكة
رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك

(9/113)


14560 - وعن فلفلة الجعفي قال : سمعت الحسن بن علي يقول : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في المنام متعلقا بالعرش ورأيت أبا بكر آخذا بحقوي النبي صلى الله عليه و سلم ورأيت عمر آخذا بحقوي أبي بكر ورأيت عثمان آخذا بحقوي عمر ورأيت الدم ينصب من السماء إلى الأرض . فحدث الحسن بهذا [ الحديث ] وعنده قوم من الشيعة فقالوا : وما رأيت عليا ؟ فقال الحسن : ما كان أحد أحب إلي أن أراه آخذا بحقوي رسول الله صلى الله عليه و سلم من علي ولكنها رؤيا رأيتها فقال أبو مسعود : إنكم لتحدثون عن الحسن بن علي في رؤيا رآها وقد كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في غزاة فأصاب الناس جهد حتى رأيت الكآبة في وجوه المسلمين والفرح في وجوه المنافقين فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزق " . فعلم عثمان أن الله ورسوله سيصدقان فاشترى عثمان أربع عشرة راحلة بما عليها من الطعام فوجه إلى النبي صلى الله عليه و سلم منها
ص . 114
بتسعة فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ما هذا ؟ " . قالوا : أهدى إليك عثمان قال : فعرف الفرح في وجوه المسلمين والكآبة في وجوه المنافقين فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم قد رفع يديه حتى رئي بياض إبطيه يدعو لعثمان دعاء ما سمعته دعا لأحد قبله : " اللهم أعط عثمان اللهم افعل لعثمان "
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وإسناده حسن

(9/113)


14561 - عن الحسن أيضا قال : يا أيها الناس رأيت البارحة عجبا في منامي رأيت الرب تعالى فوق عرشه فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى قام عند قائمة من قوائم العرش فجاء أبو بكر فوضع يده على منكب رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم جاء عمر فوضع يده على منكب أبي بكر ثم جاء عثمان فكان نبذة فقال : رب سل عبادك فيما قتلوني ؟ قال : فانبعث من السماء ميزابان من دم في الأرض . قال : فقيل لعلي : ألا ترى ما يحدث به الحسن ؟ قال : يحدث بما رأى

(9/114)


14562 - وفي رواية : أن الحسن قال : لا أقاتل بعد رؤيا رأيتها - فذكر نحوه - إلا أنه قال : ورأيت عثمان واضعا يده على عمر ورأيت دماء دونهم فقلت : ما هذا ؟ قيل : دماء عثمان يطلب الله به
رواه كله أبو يعلى بإسنادين وفي أحدهما من لم أعرفه وفي الآخر سفيان بن وكيع وهو ضعيف

(9/114)


14563 - وعن مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان أن عثمان بن عفان أعتق عشرين عبدا مملوكا ودعا بسراويل فشدها عليه ولم
ص . 115
يلبسها في جاهلية ولا إسلام وقال : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم البارحة في المنام رأيت أبا بكر وعمر [ وإنهم ] قالوا لي : اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة . ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه فقتل وهو بين يديه
رواه عبد الله وأبو يعلى في الكبير ورجالهما ثقات . وقد تقدمت لهذا طرق في الفتن

(9/114)


14564 - وعن قتادة قال : صلى الزبير على عثمان ودفنه وكان أوصى إليه
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن قتادة لم يدرك القصة

(9/115)


14565 - عن زهدم الجرمي قال : خطبنا ابن عباس فقال : لو أن الناس لم يطلبوا بدم عثمان لرجموا بالحجارة من السماء
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الكبير رجال الصحيح

(9/115)


14566 - وعن عبد الله بن سعيد عن أبيه قال : كنا جلوسا عند علي بن أبي طالب وعن يمينه عمار بن ياسر وعن يساره محمد بن أبي بكر إذ جاء غراب بن فلان الصدائي فقال : يا أمير المؤمنين ما تقول في عثمان ؟ فبدره الرجلان فقالا : تسأل عن رجل كفر بالله من بعد إيمانه ونافق ؟ فقال الرجل لهما : لست لكما أسأل ولا إليكما جئت . فقال له : لست أقول ما قالا . فقالا له جميعا : فلم قتلناه إذا ؟ قال : ولي عليكم فأسأء الولاية في آخر أيامه وجزعتم فأسأتم الجزع والله إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان كما قال الله عز و جل :
ص . 116
{ ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين }
رواه الطبراني وفيه عبد المنعم بن بشير ولا يحل الاحتجاج به

(9/115)


14567 - وعن أبي الأسود قال : سمعت طليق بن خشاف يقول : وفدنا إلى المدينة لننظر فيما قتل عثمان فلما قدمنا مررنا ببعض آل علي وبعض آل الحسين بن علي وبعض أمهات المؤمنين فانطلقت حتى أتيت عائشة فسلمت عليها فردت السلام وقالت : من الرجل ؟ قلت : من أهل البصرة قالت : ومن أي أهل البصرة ؟ قلت : من بكر بن وائل فقالت : ومن أي بكر بن وائل ؟ فقلت : من بني قيس بن ثعلبة فقالت : من آل فلان ؟ فقلت لها : يا أم المؤمنين فيما قتل عثمان أمير المؤمنين ؟ قالت : قتل والله مظلوما لعن الله من قتله أقاد الله من ابن أبي بكر به وساق الله إلى أعين بن تيم هوانا في بيته وأراق الله دماء ابني بديل على ضلاله وساق الله إلى الأشتر سهما من سهامه
فوالله ما من القوم رجل إلا أصابته دعوتها
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير طلق وهو ثقة

(9/116)


14568 - وعن الحسن قال : أخذ الفاسق محمد بن أبي بكر في شعب من شعاب مصر فأدخل في جوف حمار فأحرق
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/116)


14569 - عن علقمة بن وقاص قال : اجتمعنا في دار مخرمة - بعدما قتل عثمان - نريد البيعة فقال أبو جهم بن حذيفة : إنا من بايعنا منكم فإنا لا نحول دون قصاص فقال عمار : أما من دم عثمان فلا فقال أبو جهم : الله يا ابن سمية الله
ص . 117
لتقادن من جلدات جلدتها ولا يقاد من دم عثمان ؟ قال : فانصرفنا يومئذ على غير بيعة
رواه الطبراني ورجاله وثقوا

(9/116)


14570 - عن عمير بن رودي قال : خطب علي الناس فقال : يا أيها الناس إنه والله لئن لم يدخل النار إلا من قتل عثمان لا أدخلها ولئن لم يدخل الجنة إلا من قتل عثمان لا أدخلها . قال : فلما نزل قيل له : تكلمت بكلمة فرقت بها عنك أصحابك فخطبهم فقال : يا أيها الناس ألا إن الله عز و جل قتل عثمان وأنا معه
قال محمد بن سيرين : كلمة قرشية لها وجهان
قال الطبراني : كأنه يعني أن الله قتله وأنا معه مقتول
رواه الطبراني وفيه مجالد والأكثرون على تضعيفه وعمير لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/117)


14571 - وبسنده قال : خطبهم علي فقطعوا عليه خطبته فقال : إنما وهنت يوم قتل عثمان وضرب لهم مثلا مثل ثلاثة أثوار وأسدا اجتمعوا في أجمة : أسود وأحمر وأبيض وكان الأسد إذا أراد واحدا منهم اجتمعن عليه فامتنعن منه فقال الأسد للأسود والأحمر : إنما يفضحنا في أجمتنا هذه ويشهرنا هذا الأبيض فدعاني حتى آكله فلوني على لونكما ولونكما على لوني فحمل عليه فلم يلبث أن قتله ثم قال للأسود : إنما يفضحنا ويشهرنا في أجمتنا هذا الأحمر فدعني حتى آكله فلوني على لونك ولونك على لوني فحمل عليه فقتله فقال للأسود : إني آكلك قال : دعني أصوت ثلاثة أصوات فقال : ألا إنما أكلت يوم أكل الأبيض ألا إنما أكلت يوم أكل الأبيض ألا إنما أكلت يوم أكل الأبيض . ألا إنما وهنت يوم قتل عثمان
ص . 118
رواه الطبراني بإسناد الذي قبله

(9/117)


14572 - وعن مغيرة قال : خرج من الكوفة جرير وعدي بن حاتم وحنظلة الكاتب إلى قرسيسيا وقالوا : لا نقيم في بلدة يشتم فيها عثمان رضي الله عنه
رواه الطبراني ورجال رجال الصحيح إلا أن مغيرة لم يسمع من الصحابة

(9/118)


14573 - وعن يحيى بن بكير قال : كانت الشورى فاجتمع الناس على عثمان لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وقتل عثمان يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة [ تمام ] سنة خمس وثلاثين وسنه ثمان وثمانون سنة . وكان يصفر لحيته وكانت ولاية عثمان ثنتي عشرة سنة
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/118)


14574 - وعن قتادة أن عثمان قتل وهو ابن تسعين أو ثمان وثمانين سنة
رواه أحمد والطبراني ورجاله إلى قتادة ثقات

(9/118)


14575 - وعن المسور بن مخرمة قال : كانت خلافة عثمان ثنتي عشرة سنة
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/118)


14576 - وعن الزبير بن بكار قال : قتل عثمان بن عفان يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة ست
ص . 119
وثلاثين بعد العصر وهو ابن اثنتين وثمانين سنة وكان يومه صائما
رواه الطبراني

(9/118)


14577 - وعن أبي قلابة أن رجلا من قريش يقال له : ثمامة كان على صنعاء فلما جاءه قتل عثمان خطب فبكى بكاء شديدا فلما أفاق واستفاق قال : اليوم انتزعت خلافة النبوة من أمة محمد صلى الله عليه و سلم وصارت ملكا وجبرية من أخذ شيئا غلب عليه

(9/119)


14578 - وفي رواية : عن ثمامة بن عدي - وكانت له صحبة -
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح

(9/119)


14579 - قال الطبراني : أنشدني أبو خليفة فقال : أنشدنا أبو محمد التوزي قال أبو خليفة : وسألت الرياشي عنه فقال : هو لحسان بن ثابت :
وتركتم غزو الدروب وجئتم . . . لقتال قوم عند قبر محمد
فلبئس هدى الصالحين هديتم . . . ولبئس فعل الجاهل المتهجد

(9/119)


14580 - وأنشدنا أبو خليفة قال : أنشدنا العباس بن الفضل الرياشي لليلى الأخيلية :
أبعد عثمان ترجو الخير أمته . . . قد كان أفضل من يمشي على ساق
خليفة الله أعطاهم وخولهم . . . ما كان من ذهب حلو وأوراق
فلا تكذب بوعد الله واتقه . . . ولا تكونن على شيء بإشفاق
ولا تقولن لشيء سوف أفعله . . . قد قدر الله ما كان امرؤ لاق

(9/119)


16 - . باب فيمن قتل عثمان رضي الله عنه

(9/119)


14881 - عن الزبير بن العوام قال : قتل النبي صلى الله عليه و سلم يوم الفتح رجلا من قريش صبرا ثم قال :
لا يقتل قرشي بعد هذا اليوم صبرا إلا رجلا قتل عثمان بن عفان فاقتلوه فإن لا تفعلوا تقتلوا قتل الشاة
رواه الطبراني في الأوسط والبزار باختصار وقالا : لا يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا بهذا الإسناد وفي إسناد الطبراني أبو خيثمة مصعب بن سعيد وفي إسناد البزار عبد الله بن شبيب وكلاهما ضعيف

(9/119)


4 - . ( أبواب ) مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه

(9/119)


1 - . باب نسبه

(9/119)


14882 - عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
الناس من شجر شتى وأنا وعلي من شجرة واحدة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه ومن اختلف فيه

(9/119)


14583 - وقال الطبراني : علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن ملك يكنى أبا الحسن شهد بدرا

(9/119)


14583 - قال : وحدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل : حدثني أبي قال : بلغني بنو هاشم : أن أبا طالب اسمه : عبد مناف بن عبد المطلب وعبد المطلب اسمه : شيبة بن هاشم وهاشم اسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي وقصي اسمه زيد
ص . 121

(9/119)


14585 - وقال الزبير بن بكار : أم علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ويقال : إنها أول هاشيمة ولدت لهاشمي وقد أسلمت وهاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة وماتت ودفنها رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمها فاطمة بنت هرم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر بن لؤي
رواه الطبراني وهو صحيح

(9/121)


2 - . باب صفته رضي الله عنه

(9/121)


14586 - عن أبي إسحاق قال : خرجت مع أبي إلى الجمعة وأنا غلام فلما خرج علي المنبر قال لي أبي : قم أي عمرو فانظر إلى أمير المؤمنين قال : فقمت فإذا هو قائم على المنبر فإذا هو أبيض اللحية والرأس عليه إزار ورداء ليس عليه قميص . قال : فما رأيته جلس على المنبر حتى نزل عنه . قلت لأبي إسحاق : هل قنت ؟ قال : لا

(9/121)


14587 - وفي رواية : لم أره خضب لحيته ضخم الرأس
رواه الطبراني بأسانيد ورجاله رجال الصحيح

(9/121)


14588 - وعن شعبة قال : سألت أبا إسحاق : أنت أكبر من الشعبي ؟ قال : الشعبي أكبر مني بسنة أو سنتين
قال : ورأى أبو إسحاق عليا وكان يصفه لنا : عظيم البطن أجلح
قال شعبة : وكان أبو إسحاق أكبر من أبي البختري ولم يدرك أبو البختري عليا ولم يره
ص . 122
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/121)


14589 - وعن أبي رجاء العطاردي قال : رأيت عليا سمتا أصلع الشعر كأن بجانبه إهاب شاة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/122)


14590 - عن الشعبي قال : رأيت عليا على المنبر أبيض اللحية قد ملأت ما بين منكبيه
زاد يحيى بن سعيد في حديثه : على رأسه زغيبات
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/122)


14591 - عن الواقدي قال : يقال : كان علي بن أبي طالب آدم ربعة مسمنا ضخم المنكبين طويل اللحية أصلع عظيم البطن غليظ العينين أبيض الرأس واللحية
رواه الطبراني ورجاله إلى الواقدي ثقات

(9/122)


14592 - وعن أبي الطفيل قال : ذكر لأبي مسعود قول علي فقال : ألم تر إلى رأسه كالطست وإنما حوله كالحفاف
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/122)


3 - . باب في كنيته رضي الله عنه

(9/122)


14593 - عن أبي الطفيل قال :
ص . 123
جاء النبي صلى الله عليه و سلم وعلي رضي الله عنه نائم في التراب فقال : " إن أحق أسمائك أبو تراب أنت أبو تراب "
رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله ثقات

(9/122)


14594 - وعن عمار بن ياسر أن النبي صلى الله عليه و سلم كنى عليا رضي الله عنه بأبي تراب فكانت من أحب كناه إليه
رواه البزار ورواه أحمد وغيره في حديث طويل يأتي في وفاته وقاتله ورجال أحمد ثقات

(9/123)


4 - . باب إسلامه رضي الله عنه

(9/123)


14595 - عن معقل بن يسار قال : وضأت النبي صلى الله عليه و سلم ذات يوم فقال : " هل لك في فاطمة تعودها ؟ " . فقلت : نعم فقام متوكئا علي فقال : " أما إنه سيحمل ثقلها غيرك ويكون أجرها لك " . قال : فكأنه لم يكن علي شيء حتى دخلنا على فاطمة عليها السلام فقال : " كيف تجدينك ؟ " . فقالت : والله لقد اشتد حزني واشتدت فاقتي وطال سقمي
قال عبد الله : وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث : قال : " أما ترضين أن أزوجك أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما ؟ "
رواه أحمد والطبراني وفيه خالد بن طهمان وثقه أبو حاتم وغيره وبقية رجاله ثقات

(9/123)


14596 - وعن أبي إسحاق :
ص . 124
أن عليا لما تزوج فاطمة قالت للنبي صلى الله عليه و سلم : زوجتنيه أعيمش عظيم البطن . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " لقد زوجتكه وإنه لأول أصحابي سلما وأكثرهم علما وأعظهم حلما "
رواه الطبراني وهو مرسل صحيح الإسناد

(9/124)


14597 - وعن أبي ذر وسلمان قالا : أخذ النبي صلى الله عليه و سلم بيد علي فقال : " إن هذا أول من آمن بي وهذا أول من يصافحني يوم القيامة وهذا الصديق الأكبر وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل وهذا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين "
رواه الطبراني والبزار عن أبي ذر وحده وقال فيه : " أنت أول من آمن بي " . وقال فيه : " والمال يعسوب الكفار "
وفيه عمرو بن سعيد المصري وهو ضعيف

(9/124)


14598 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
السبق ثلاثة : السابق إلى موسى يوشع بن نون والسابق إلى عيسى صاحب ياسين والسابق إلى محمد صلى الله عليه و سلم - علي بن أبي طالب رضي الله عنه -
رواه الطبراني وفيه حسين بن حسن الأشقر وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وبقية رجاله حديثهم حسن أو صحيح

(9/124)


14599 - وعن سلمان قال : أول هذه الأمة ورودا على نبيها صلى الله عليه و سلم أولها إسلاما علي بن أبي طالب رضي الله عنه
رواه الطبراني ورجاله ثقات
ص . 125

(9/124)


14600 - وعن ابن عباس قال : أول من أسلم علي رضي الله عنه
رواه الطبراني وفيه عثمان الجزري ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/125)


14601 - وعن حبة العرني قال : رأيت عليا عليه السلام يضحك على المنبر لم أره ضحك ضحكا أكثر منه حتى بدت نواجذه ثم قال : ذكرت قول أبي طالب ظهر علينا أبو طالب وأنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن نصلي ببطن نخلة فقال : ماذا تصنعان يا ابن أخي ؟ فدعاه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الإسلام فقال : ما بالذي تصنعان بأس ولكن لا تعلوني استي أبدا فضحك تعجبا لقول أبيه ثم قال : اللهم لا أعترف [ أن ] عبدا [ لك ] من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك - ثلاث مرات - لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعا
رواه أحمد وأبو يعلى باختصار والبزار والطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(9/125)


14602 - وعن علي قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الاثنين وأسلمت يوم الثلاثاء
رواه أبو يعلى وفيه مسلم بن كيسان الملائي وقد اختلط
ص . 126

(9/125)


14603 - وعن الحسن وغيره قال : فكان أول من آمن علي بن أبي طالب وهو ابن خمس عشرة أو ست عشرة سنة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/126)


14604 - وعن عروة بن الزبير قال : أسلم علي وهو ابن ثمان سنين
رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/126)


14605 - وعن عفيف الكندي وقال : كنت امرأ تاجرا فقدمت مكة فأتيت العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه بعض التجارة وكان امرأ تاجرا قال : فوالله إني لعنده بمنى إذ خرج رجل من خباء قريب منه إذ نظر إلى السماء فلما رآها مالت - [ يعني ] قام يصلي - . ثم خرجت امرأة من ذلك الخباء الذي خرج ذلك الرجل منه فقامت خلفه تصلي ثم خرج غلام حين ناهز الحلم من ذلك الخباء فقام معه يصلي قال : فقلت للعباس : يا عباس ما هذا ؟ قال : هذا محمد ابن أخي ابن عبد الله بن عبد المطلب
ص . 127
قال : قلت : من هذه المرأة ؟ قال : هذه امرأته خديجة ابنة خويلد . قال : فقلت : من هذا الفتى ؟ قال : هذا علي بن أبي طالب ابن عمه . قال : قلت : فما هذا الذي يصنع ؟ قال : يصلي وهو يزعم أنه نبي ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه هذا الفتى وهو يزعم أنه ستفتح عليه كنوز كسرى وقيصر
قال : فكان عفيف - وهو ابن عم الأشعث بن قيس - يقول - وأسلم بعد فحسن إسلامه - : لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ فأكون ثانيا مع علي بن أبي طالب
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والطبراني بأسانيد ورجال أحمد ثقات
قلت : ويأتي حديث ابن مسعود كذلك في مناقب خديجة

(9/126)


14606 - وعن أبي رافع قال : صلى النبي صلى الله عليه و سلم يوم الاثنين وصلت خديجة يوم الاثنين من آخر النهار وصلى علي يوم الثلاثاء فمكث علي يصلي مستخفيا سبع سنين وأشهرا قبل أن يصلي أحد
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف

(9/127)


14607 - وعن علي قال : أنا أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير حبة العرني وقد وثق

(9/127)


14608 - وعن زيد بن أرقم قال :
ص . 128
أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم علي . قال عمر : فذكرت ذلك لإبراهيم فأنكره وقال : أبو بكر رضي الله عنه
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح

(9/127)


14609 - وعن أبي رافع قال : نبئ النبي صلى الله عليه و سلم يوم ااإثنين وأسلم علي يوم الثلاثاء
رواه البزار وفيه محمد بن عبيد الله بن أبي رافع وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات

(9/128)


5 - . باب قوله صلى الله عليه و سلم : " من كنت مولاه فعلي مولاه "

(9/128)


14610 - عن رباح بن الحارث قال : جاء رهط إلى علي بالرحبة قالوا : السلام عليك يا مولانا فقال : كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب ؟ قالوا : سمعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم غدير خم يقول :
من كنت مولاه فهذا مولاه
قال رباح : فلما مضوا تبعتهم فقلت : من هؤلاء ؟ قالوا : نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال : قالوا : سمعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
وهذا أبو أيوب بيننا فحسر أبو أيوب العمامة عن وجهه ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
ص . 129
ورجال أحمد ثقات

(9/128)


14611 - وعن عمر وذي مر وزيد بن أرقم قالا : خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم غدير خم فقال :
من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأعن من أعانه
قلت : لزيد بن أرقم عند الترمذي : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . فقط
رواه الطبراني وأحمد عن زيد وحده باختصار إلا أنه قال في أوله : نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بواد يقال له : خم فأمر بالصلاة فصلاها بهجير قال : فخطب وظلل على رسول الله صلى الله عليه و سلم على شجرة من الشمس فقال : " ألستم تعلمون - أو ألستم تشهدون - أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ " . قالوا : بلى . فذكر نحوه
والبزار وفيه ميمون أبو عبد الله البصري وثقه ابن حبان وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات

(9/129)


14612 - وعن أبي الطفيل قال : جمع على الناس في الرحبة ثم قال لهم : أنشد بالله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم غدير خم ما قال لما قام فقام إليه ثلاثون من الناس
قال أبو نعيم : فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده فقال : " أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ " . قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "
قال : فخرجت كأن في نفسي شيئا فلقيت زيد بن أرقم فقلت له : إني سمعت عليا يقول كذا وكذا قال : فما تنكر قد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ذلك
ص . 130
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة

(9/129)


14613 - وعن سعيد بن وهب قال : نشد علي عليه السلام الناس فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(9/130)


14614 - وعن عمرو بن ذي مر وسعيد بن وهب وعن زيد بن بثيع قالوا : سمعنا عليا يقول : نشدت الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم غدير خم لما قام فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ " . قالوا : بلى يا رسول الله . قال : فأخذ بيد علي فقال : " من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وأبغض من يبغضه وانصر من نصره واخذل من خذله "
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة

(9/130)


14615 - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : شهدت عليا في الرحبة يناشد الناس : أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في يوم غدير خم : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . لما قام فشهد
قال عبد الرحمن : فقام اثنا عشر بدريا كأني أنظر إلى أحدهم عليه سراويل
ص . 131
فقالوا : نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم غدير خم : " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم ؟ " . قلنا : بلى يا رسول الله قال : " فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "
رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا وعبد الله بن أحمد

(9/130)


14616 - عن زيد بن أرقم قال : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالشجرات فقم ما تحتها ورش ثم خطبنا فوالله ما من شيء يكون إلى يوم الساعة إلا قد أخبرنا به يومئذ . ثم قال : " يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم ؟ " . قلنا : الله ورسوله أولى بنا من أنفسنا قال : " فمن كنت مولاه فهذا مولاه " . يعني عليا ثم أخذ بيده فبسطها ثم قال : " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "
قلت : روى الترمذي منه : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . فقط
رواه الطبراني وفيه حبيب بن خلاد الأنصاري ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات . ورواه البزار أتم منه وفيه ميمون أبو عبد الله البصري وثقه ابن حبان وضعفه جماعة

(9/131)


14617 - وعن داود بن يزيد الأودي عن أبيه قال : دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع إليه الناس فقام إليه شاب فقال : أنشدك بالله سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ؟ . قال : فقال : إني أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "
ص . 132
رواه أبو يعلى والبزار بنحوه والطبراني في الأوسط وفي أحد إسنادي البزار رجل غير مسمى وبقية رجاله ثقات في الآخر وفي إسناد أبي يعلى داود بن يزيد وهو ضعيف

(9/131)


14618 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
رواه الطبراني وفيه عمر بن شبيب المسلمي وهو ضعيف

(9/132)


14619 - وعن زيد بن أرقم قال : نشد علي الناس : أنشد الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
؟ فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا بذلك وكنت فيمن كتم فذهب بصري
رواه الطبراني في الكبير والأوسط خاليا من ذهاب البصر والكتمان ودعاء علي

(9/132)


14620 - وفي رواية عنده : وكان علي دعا على من كتم
ورجال الأوسط ثقات

(9/132)


14621 - وعن ملك بن الحويرث قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من كنت مولاه فعلي مولاه "
رواه الطبراني ورجاله وثقوا

(9/132)


14622 - وعن حبشي بن جنادة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم غدير خم :
ص . 133
اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأعن من أعانه
رواه الطبراني ورجاله وثقوا

(9/132)


14623 - وعن جرير قال : شهدنا الموسم في حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فبلغنا مكانا يقال له : غدير خم فنادى : الصلاة جامعة فاجتمعنا المهاجرون والأنصار فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم وسطنا فقال :
أيها الناس بم تشهدون
قالوا : نشهد أن لا إله إلا الله . قال : " ثم مه ؟ " . قالوا : وأن محمدا عبده ورسوله . قال : " فمن وليكم ؟ " . قالوا : الله ورسوله مولانا قال : " من وليكم ؟ " . ثم ضرب بيده إلى عضد علي رضي الله عنه فأقامه فنزع عضده فأخذ بذراعيه فقال : " من يكن الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه اللهم من أحبه من الناس فكن له حبيبا ومن أبغضه فكن له مبغضا اللهم إني لا أجد أحدا أستودعه في الأرض بعد العبدين الصالحين غيرك فاقض له بالحسنى "
قال بشر : قلت : من هذين العبدين الصالحين ؟ قال : لا أدري
رواه الطبراني وفيه بشر بن حرب وهو لين ومن لم أعرفه أيضا

(9/133)


14624 - وعن زياد بن أبي زياد قال : سمعت علي بن أبي طالب ينشد الناس فقال : أنشد الله رجلا مسلما سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم غدير خم ما قال لما قام . فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا
رواه أحمد ورجاله ثقات

(9/133)


14625 - وعن نذير قال : سمعت عليا يقول يوم الجمل لطلحة : أنشدك الله
ص . 134
يا طلحة سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ؟ . قال : بلى فذكر وانصرف
رواه البزار ونذير تفرد عنه ابنه

(9/133)


14626 - وعن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ بيد علي فقال :
ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ من كنت وليه فإن عليا وليه
رواه البزار ورجاله ثقات

(9/134)


14627 - وعن سعيد بن وهب عن زيد بن يثيغ قال : نشد علي عليه السلام الناس في الرحبة : من سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم غدير خم إلا قام . قال : فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زيد سبعة فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم غدير خم لعلي : " أليس أنا أولى بالمؤمنين ؟ " . قالوا : بلى قال : " اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "
رواه عبد الله والبزار بنحوه أتم منه وقال : عن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثيغ كما هنا وقال عبد الله : عن سعيد بن وهب عن زيد بن يثيع والظاهر أن الواو سقطت والله أعلم وإسنادهما حسن

(9/134)


14628 - وعن علي أن النبي صلى الله عليه و سلم قال يوم غدير خم : " من كنت مولاه فعلي مولاه "
قال : وزاد الراوون بعد : " وال من والاه وعاد من عاداه "
ص . 135
رواه أحمد ورجاله ثقات

(9/134)


14629 - عن زيد بن أرقم قال : استشهد علي رضي الله عنه الناس فقال : أنشد الله عز و جل رجلا سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول : " اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " . قال : فقام ستة عشر فشهدوا
رواه أحمد وفيه أبو سليمان ولم أعرفه إلا أن يكون بشير بن سلمان فإن كان هو فهو ثقة وبقية رجاله ثقات

(9/135)


14630 - وعن زاذان أبي عمر قال : شهدت عليا في الرحبة وهو ينشد الناس : من شهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم غدير خم وهو يقول ما قال ؟ فقام ثلاثة عشر [ رجلا ] فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم غدير خم قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه "
رواه أحمد وفيه من لم أعرفهم

(9/135)


14631 - وعن حميد بن عمارة قال : سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول - وهو آخذ بيد علي - : " من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "
رواه البزار وحميد لم أعرفه وبقية رجاله وثقوا

(9/135)


14632 - وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه "
ص . 136
رواه البزار في أثناء حديث ورجاله ثقات

(9/135)


14633 - عن عميرة بنت سعد قالت : شهدت عليا على المنبر ناشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : من سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم [ يوم غدير خم ] يقول ما قال فيشهد ؟ فقام اثنا عشر رجلا منهم أبو هريرة وأبو سعيد وأنس بن مالك فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفي إسناده لين

(9/136)


14634 - وعن عمير بن سعد أن عليا جمع الناس في الرحبة وأنا شاهد فقال : أنشد الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ؟ . فقام ثمانية عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا النبي صلى الله عليه و سلم يقول ذلك
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(9/136)


14635 - وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من كنت مولاه فعلي مولاه "
رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده مختلف فيهم

(9/136)


14636 - وعن مالك بن الحويرث قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من كنت مولاه فعلي مولاه "
رواه الطبراني ورجاله وثقوا وفيهم خلاف
ص . 137

(9/136)


14637 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم آخذا بيد علي فقال :
هذا وليي وأنا وليه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه المعلى بن عرفان وهو متروك

(9/137)


14638 - وعن بريدة قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في سرية فاستعمل علينا عليا فلما جئنا قال :
كيف رأيتم صاحبكم ؟
فإما شكوته وإما شكاه غيري قال : فرفع رأسه وكنت رجلا مكبابا فإذا النبي صلى الله عليه و سلم قد احمر وجهه يقول : " من كنت وليه فعلي وليه " . فقلت : لا أسوؤك فيه أبدا
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

(9/137)


14639 - وعن زياد بن مطرف عن زيد بن أرقم - وربما لم يذكر زيد بن أرقم - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أحب أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة الخلد الذي وعدني ربي عز و جل غرس قضبانها بيده فليتول علي بن أبي طالب فإنه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة
رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف

(9/137)


14640 - عن عمار بن ياسر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب من تولاه فقد
ص . 138
تولاني ومن تولاني فقد تولى الله عز و جل ومن أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله تعالى ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عز و جل
رواه الطبراني بإسنادين أحسب فيهما ( في الأصل " أحسبهما فيه " ) جماعة ضعفاء وقد وثقوا

(9/137)


14641 - وعن وهب بن حمزة قال : صحبت عليا [ من المدينة ] إلى مكة فرأيت منه بعض ما أكره فقلت : لئن رجعت لأشكونك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما قدمت لقيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : رأيت من علي كذا وكذا فقال : " لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدي "
رواه الطبراني وفيه دكين ذكره ابن أبي حاتم ولم يضعفه أحد وبقية رجاله وثقوا

(9/138)


6 - . ( بابان في منزلته )

(9/138)


1 - . باب منزلته رضي الله عنه

(9/138)


14642 - عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلي :
أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
رواه أحمد والبزار إلا أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعلي في غزوة تبوك : " خلفتك في أهلي " . قال علي : يا رسول الله صلى الله عليه و سلم إني أكره أن تقول العرب : خذل ابن عمه وتخلف عنه . قال : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي "
وفيه عطية العوفي وثقه ابن معين وضعفه أحمد وجماعة وبقية رجال أحمد رجال الصحيح

(9/138)


14643 - وعن أسماء بنت عميس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعلي :
أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي
ص . 139
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير فاطمة بنت علي وهي ثقة

(9/138)


14644 - وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لعلي :
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ غير أنه لا نبي بعدي
رواه أبو يعلى والطبراني وفي إسناد أبي يعلى محمد بن سلمة بن كهيل وثقه ابن حبان وضعفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح وقال : عن عامر بن سعد عن أبيه وعن أم سلمة . وقال الطبراني : عن عامر بن سعد عن أبيه عن أم سلمة . فالله أعلم

(9/139)


14645 - وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لعلي :
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه لا نبي بعدي
رواه البزار والطبراني إلا أنه قال : " أنت مني بمنزلة هارون "
ورجال البزار رجال الصحيح غير أبي بلج الكبير وهو ثقة

(9/139)


14646 - وعن حبشي بن جنادة السلولي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلي :
أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه عبد الغفار بن القاسم وهو متروك

(9/139)


14647 - وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لعلي :
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه لا نبوة بعدي ولا وراثة
ص . 140
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفي إسناد الكبير يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف وفي الأوسط عبد الغفور وهو متروك

(9/139)


14648 - وعن علي أن النبي صلى الله عليه و سلم أراد غزوا فدعا جعفرا فأمره أن يتخلف على المدينة فقال : لا أتخلف بعدك أبدا فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعاني فعزم علي لما تخلفت قبل أن أتكلم فبكيت قال : " ما يبكيك ؟ " . قلت : يبكيني خصال غير واحدة تقول قريش غدا : ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله
وتبكيني خصلة أخرى كنت أريد أن أتعرض للجهاد في سبيل الله لأن الله عز و جل يقول : { ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين } فكنت أريد أن أتعرض للأجر . وتبكيني خصلة أخرى كنت أريد أن أتعرض لفضل الله . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أما قولك : تقول قريش : ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله فإن لك بي أسوة قد قالوا : ساحر وكاهن وكذاب . وأما قولك : أتعرض للأجر من الله أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه لا نبي بعدي وأما قولك : أتعرض لفضل الله فهذان بهاران من فلفل جاءنا من اليمن فبعه واستمتع به أنت وفاطمة حتى يأتيكما الله من فضله "
رواه البزار وفيه حكيم بن جبير وهو متروك

(9/140)


14649 - عن علي قال : وجعت وجعا فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأقامني في مكانه وقام يصلي وألقى علي
ص . 141
طرف ثوبه ثم قال : " قد برئت يا ابن أبي طالب لا بأس عليك ما سألت الله شيئا إلا سألت لك مثله ولا سألت الله عز و جل شيئا إلا أعطانيه غير أنه قيل لي : لا نبي بعدك "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من اختلف فيهم

(9/140)


14650 - وعن علي أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " خلفتك أن تكون خليفتي " . قال : أتخلف عنك يا رسول الله ؟ قال : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه لا نبي بعدي "
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح

(9/141)


14651 - وعن جابر - يعني ابن سمرة - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلي :
أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
رواه الطبراني وفيه ناصح الحائك وهو متروك

(9/141)


14652 - وعن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعلي :
أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف

(9/141)


14653 - وعن البراء بن عازب وزيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعلي حين أراد أن يغزو : " إنه لا بد من أن أقيم أو تقيم " . فخلفه . فقال ناس : ما خلفه إلا شيء كرهه فبلغ ذلك عليا فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم
ص . 142
فأخبره فتضاحك ثم قال : " يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه ليس نبي بعدي "
رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما ميمون أبو عبد الله البصري وثقه ابن حبان وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/141)


14654 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأم سلمة :
هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي ودمه دمي فهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
رواه الطبراني وفيه الحسن بن الحسين العرني وهو ضعيف

(9/142)


2 - . باب منه في منزلته ومؤاخاته

(9/142)


14655 - عن ابن عباس قال : لما آخى النبي صلى الله عليه و سلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار فلم يؤاخ بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبين أحد منهم خرج علي مغضبا حتى أتى جدولا فتوسد ذراعه فسفت عليه الريح فطلبه النبي صلى الله عليه و سلم حتى وجده فوكزه برجله فقال له :
قم فما صلحت أن تكون إلا أبا تراب أغضبت على حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم أؤاخ بينك وبين أحد منهم ؟ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه ليس بعدي نبي ألا من أحبك حف بالأمن والإيمان ومن أبغضك أماته الله ميتة جاهلية وحوسب بعمله في الإسلام
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه حامد بن آدم المروزي وهو كذاب
ص . 143

(9/142)


14656 - وعن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
مكتوب على باب الجنة : لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أخو النبي صلى الله عليه و سلم قبل أن يخلق الخلق السموات والأرض بألفي سنة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أشعث ابن عم الحسن بن صالح وهو ضعيف ولم أعرفه
ويأتي حديث المؤاخاة بين الصحابة في مناقب جماعة من الصحابة رضي الله عنهم

(9/143)


14657 - عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم آخى بين الناس وآخى بينه وبين علي رضي الله عنه
رواه الطبراني من طريق بشر بن عون وهو ضعيف

(9/143)


14658 - عن شراحيل بن مرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لعلي :
أبشر يا علي حياتك معي وموتك معي
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/143)


14659 - وعن ابن عباس قال : لما زوج النبي صلى الله عليه و سلم عليا فاطمة قالت فاطمة : يا رسول الله زوجتني من رجل فقير ليس له شيء . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 144
أفما ترضين يا فاطمة أن الله اختار من أهل الجنة رجلين أحدهما أباك والآخر زوجك
رواه الطبراني من رواية إبراهيم بن الحجاج عن عبد الرزاق قال الذهبي : إبراهيم هذا لا يعرف وبقية رجاله رجال الصحيح . ورواه بإسناد آخر ضعيف

(9/143)


14660 - عن ابن عباس قال : ما أنزل الله : { يا أيها الذين آمنوا } إلا على أميرها وشريفها ولقد عاتب الله أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم في غير مكان وما ذكر عليا إلا بخير
رواه الطبراني وفيه عيسى بن راشد وهو ضعيف

(9/144)


14661 - وعن جميع بن عمير أن أمه وخالته دخلتا على عائشة فذكر الحديث إلى أن قال : قالتا : فأخبرينا عن علي قالت : عن أي شيء تسلن ؟ عن رجل وضع [ يده ] من رسول الله صلى الله عليه و سلم موضعا فسالت نفسه في يده فمسح بها وجهه ؟ واختلفوا في دفنه فقال : إن أحب البقاع إلى الله مكان قبض فيه نبيه . قالتا : فلم خرجت عليه ؟ قالت : أمر قضي ووددت أن أفديه ما على الأرض من شيء
رواه أبو يعلى وفيه جماعة مختلف فيهم وأم جميع وخالته لم أعرفهما
ص . 145

(9/144)


14662 - عن أم سلمة قالت : والذي أحلف به أن كان علي لأقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه و سلم . قالت : عدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم غداة بعد غداة يقول : " جاء علي ؟ " . مرارا . قالت : وأظنه كان بعثه في حاجة قالت : فجاء بعد فظننت أن له إليه حاجة فخرجنا من البيت فقعدنا عند البيت وكنت من أدناهم إلى الباب فأكب عليه علي فجعل يساره ويناجيه ثم قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم من يومه ذلك وكان أقرب الناس به عهدا
رواه أحمد وأبو يعلى إلا أنه قال فيه : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم قبض في بيت عائشة . والطبراني باختصار ورجالهم رجال الصحيح غير أم موسى وهي ثقة

(9/145)


7 - . باب فيما أوصى به رضي الله عنه

(9/145)


14663 - عن ذؤيب أن النبي صلى الله عليه و سلم لما حضر قالت صفية : يا رسول الله لكل امرأة من نساءك أهل تلجأ إليهم وإنك أجليت أهلي فإن حدث حدث فإلى من ألتجئ ؟ قال : " إلى علي بن أبي طالب "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/145)


14664 - وعن ابن عباس قال : كنا نتحدث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد إلى علي سبعين عهدا لم يعهدها إلى غيره
رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم
ص . 146

(9/145)


14665 - وعن علي قال : لما نزلت هذه الآية : { وأنذر عشيرتك الأقربين } قال : جمع رسول الله صلى الله عليه و سلم من أهل بيته فاجتمع له ثلاثون رجلا فأكلوا وشربوا . قال : فقال لهم : " من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي ؟ " . فقال رجل لم يسمه شريك : يا رسول الله أنت كنت بحرا من يقوم بهذا ؟ قال : ثم قال لآخر : فعرض ذلك على أهل بيته فقال علي : أنا
رواه أحمد وإسناده جيد . وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في علامة النبوة في آيته في الطعام

(9/146)


14666 - عن جابر بن عبد الله قال : دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم العباس بن عبد المطلب فقال : " اضمن عني ديني ومواعيدي " . قال : لا أطيق ذلك فوقع به ابنه عبد الله بن عباس فقال : فعل الله بك من شيخ يدعوك رسول الله صلى الله عليه و سلم لتقضي عنه دينه ومواعيده . فقال : دعني عنك فإن ابن أخي يباري الريح . فدعا عليا بن أبي طالب فقال : " اضمن عني ديني ومواعيدي " . فقال : نعم هي علي . فضمنها عنه . فلما قدم على أبي بكر مال قال : هذا مال الله وما أفاء الله على المسلمين فحق ما قضى عن نبيه صلى الله عليه و سلم . فدعا الناس فقال : من كان له عند رسول الله صلى الله عليه و سلم دين أو موعود فليأخذ وكان فيمن جاء جابر فقال : قد قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إذا جاءنا مال حثونا لك هكذا وهكذا " . فقال له : خذ كما قال لك رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ ثلاث حثيات كما أمره رسول الله صلى الله عليه و سلم
ص . 147
قلت : في الصحيح منه عدة جابر بنحوها
رواه البزار وفيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة وهو متروك

(9/146)


14667 - وعن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " علي يقضي ديني "
رواه البزار وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف

(9/147)


14668 - وعن سلمان قال : قلت : يا رسول الله إن لكل نبي وصيا فمن وصيك ؟ فسكت عني فلما كان بعد رآني فقال : " يا سلمان " . فأسرعت إليه قلت : لبيك قال : " تعلم من وصي موسى ؟ " . قال : نعم يوشع بن نون قال : " لم ؟ " . قلت : لأنه كان أعلمهم يومئذ قال : " فإن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب "
رواه الطبراني وقال : [ قوله ] : " وصيي " أنه أوصاه بأهله لا بالخلافة . وقوله : " وخير من أترك بعدي " . [ يعني ] : من أهل بيته صلى الله عليه و سلم . وفي إسناده ناصح بن عبد الله وهو متروك

(9/147)


8 - . باب في علمه رضي الله عنه

(9/147)


14669 - قد تقدم في إسلامه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لفاطمة :
أما ترضين أن زوجتك أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما ؟
رواه أحمد والطبراني برجال وثقوا
ص . 148

(9/147)


14670 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه
رواه الطبراني وفيه عبد السلام بن صالح الهروي وهو ضعيف
( هذا حديث موضوع ذكره ابن الجوزي الموضوعات 1 / 350 ، كما أخرجه العقيلي في الضعفاء وابن حجر في الميزان وابن حبان في المجروحين والسيوطي في اللآلئ . - دار الحديث - )

(9/148)


9 - . باب فتح بابه الذي في المسجد

(9/148)


14671 - عن زيد بن أرقم قال : كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أبواب شارعة في المسجد . قال : فقال يوما : " سدوا هذه الأبواب إلا باب علي " . قال : فتكلم أناس في ذلك
ص . 149
قال : فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فحمد الله وأثنى عليه وقال : " أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي فقال فيه قائلكم وإني والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكني أمرت بشيء فاتبعته "
رواه أحمد وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/148)


14672 - وعن عبد الله بن الرقيم الكناني قال : خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها فقال :
أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وزاد : قالوا : يا رسول الله سددت أبوابنا كلها إلا باب علي قال : " ما أنا سددت أبوابكم ولكن الله سدها " . وإسناد أحمد حسن

(9/149)


14673 - وعن علي بن أبي طالب قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بيدي فقال :
إن موسى سأل ربه أن يظهر مسجده بهارون وإني سألت ربي أن يظهر مسجدي بك وبذريتك
ثم أرسل إلى أبي بكر : " أن سد بابك " . فاسترجع ثم قال : سمع وطاعة فسد بابه ثم أرسل إلى عمر ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك . ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي ولكن الله فتح باب علي وسد أبوابكم "
ص . 150
رواه البزار وفي إسناده من لم أعرفه

(9/149)


14674 - وعن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
انطلق فمرهم فليسدوا أبوابهم
فانطلقت فقلت لهم ففعلوا إلا حمزة فقلت : يا رسول الله قد فعلوا إلا حمزة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " قل لحمزة فليحول بابه " . فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرك أن تحول بابك . فحوله فرجعت إليه وهو قائم يصلي فقال : " ارجع إلى بيتك "
رواه البزار وفيه ضعفاء وقد وثقوا

(9/150)


14675 - وعن العلاء بن العرار قال : سئل ابن عمر عن علي وعثمان فقال : أما علي فلا تسألوا عنه انظروا إلى منزله من رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنه سد أبوابنا في المسجد وأقر بابه وأما عثمان فإنه أذنب يوم التقى الجمعان ذنبا عظيما فعفا الله عنه وأذنب فيكم ذنبا دون ذلك فقتلتموه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه

(9/150)


14676 - وعن جابر بن سمرة قال : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بسد الأبواب كلها غير باب علي رضي الله عنه . فقال العباس : يا رسول الله قدر ما أدخل أنا وحدي وأخرج قال : " ما أمرت بشيء من ذلك " . فسدها كلها غير باب علي قال : وربما مر وهو جنب
رواه الطبراني وفيه ناصح بن عبد الله وهو متروك

(9/150)


14677 - وعن ابن عباس قال :
ص . 151
لما أخرج أهل المسجد وترك عليا قال الناس في ذلك فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته ولكن الله أخرجكم وتركه إنما أنا عبد مأمور ما أمرت به فعلت { إن أتبع إلا ما يوحى إلي } "
رواه الطبراني وفيه جماعة اختلف فيهم

(9/150)


14678 - وعن محمد بن علي عن إبراهيم بن سعد عن أبيه وعن محمد بن علي مرسلا قال : كان قوم عند النبي صلى الله عليه و سلم فجاء علي فلما دخل علي خرجوا فما خرجوا تلاوموا فقال بعضهم لبعض : والله ما أخرجنا فارجعوا فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " والله ما أدخلته وأخرجتكم ولكن الله أدخله وأخرجكم "
رواه البزار ورجاله ثقات

(9/151)


10 - . باب ما يحل له في المسجد

(9/151)


14679 - عن خارجة بن سعد عن أبيه سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلي :
لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك
رواه البزار وخارجة لم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/151)


11 - . باب في أفضليته رضي الله عنه

(9/151)


14680 - ص . 152 عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : كنا نتحدث أن أفضل أهل المدينة علي بن أبي طالب
رواه البزار وفيه يحيى بن السكن وثقه ابن حبان وضعفه صالح جزرة وبقية رجاله ثقات

(9/152)


14681 - وعنه قال : قرأت على رسول الله صلى الله عليه و سلم سبعين سورة وختمت القرآن على خير الناس علي بن أبي طالب
قلت : هو في الصحيح خلا من قوله : وختمت إلى آخره
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه

(9/152)


14682 - وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " من سيد العرب ؟ " . قالوا : أنت يا رسول الله فقال : " أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه خاقان بن عبد الله بن الأهتم ضعفه أبو داود

(9/152)


12 - . باب مراعاته رضي الله عنه

(9/152)


14683 - عن أم سلمة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا غضب لم يجترئ أحد أن يكلمه إلا علي
رواه الطبراني في الأوسط وسقط منه التابعي وفيه حسين بن حسن الأشقر وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وبقية رجاله وثقوا

(9/152)


13 - . باب إجابة دعائه رضي الله عنه

(9/152)


14684 - ص . 153 عن زاذان أن عليا حدث بحديث فكذبه رجل فقال علي : أدعو عليك إن كنت كاذبا قال : ادعو فدعا عليه فلم يبرح حتى ذهب بصره
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمار الحضرمي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/153)


14 - . باب تزويجه بفاطمة رضي الله عنها

(9/153)


يأتي في فضل فاطمة

(9/153)


15 - . باب بشارته بالجنة

(9/153)


14685 - عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يطلع عليكم من تحت هذا الصور رجل من أهل الجنة
قال : فطلع أبو بكر فهنأناه بما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم . ثم لبث هنيهة ثم قال : " يطلع من تحت هذا الصور رجل من أهل الجنة " . فطلع عمر فهنأناه بما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم . ثم قال : " يطلع من تحت هذا الصور رجل من أهل الجنة اللهم إن شئت جعلته عليا " . ثلاث مرات قال : فطلع علي

(9/153)


14686 - وفي رواية : " اللهم اجعله عليا "
رواه أحمد وإسناده حسن

(9/153)


14687 - عن ابن مسعود قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
يطلع عليكم رجل من أهل الجنة
فدخل علي بن أبي طالب فسلم وصعد
رواه الطبراني بإسنادين وكلاهما ضعيف
ص . 154

(9/153)


14688 - وعن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن جده قال : أتى جبريل النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد إن الله يحب من أصحابك ثلاثة فأحبهم : علي بن أبي طالب وأبو ذر والمقداد بن الأسود . قال : فأتاه جبريل فقال : يا محمد إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة من أصحابك . وعنده أنس بن مالك فرجا أن يكون لبعض الأنصار قال : فأراد أن يسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عنهم فهابه فخرج فلقي أبا بكر فقال : يا أبا بكر إني كنت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم آنفا فأتاه جبريل فقال : إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك . فرجوت أن يكون لبعض الأنصار فهبته أن أسأله فهل لك أن تدخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم [ فتسأله ] ؟ فقال : إني أخاف أن أسأله فلا أكون منهم ويسبني قومي . ثم لقي عمر بن الخطاب فقال له مثل قول أبي بكر . قال : فلقي عليا فقال له علي : نعم إن كنت منهم أحمد الله وإن لم أكن منهم أحمد الله . فدخل على نبي الله صلى الله عليه و سلم فقال : إن أنسا حدثني أنه كان عندك آنفا وأن جبريل أتاك فقال : يا محمد إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة من أصحابك فمن هم يا نبي الله ؟ قال : " أنت منهم يا علي وعمار بن ياسر وسيشهد معك مشاهد بين فضلها عظيم خيرها وسلمان منا أهل البيت وهو ناصح فاتخذه لنفسك "
رواه أبو يعلى وفيه النضر بن حميد الكندي وهو متروك
ص . 155

(9/154)


14689 - وعن أنس قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد إن الله تبارك وتعالى يحب ثلاثة من أصحابك يا محمد . ثم أتاه فقال : يا محمد إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة من أصحابك . قال أنس : فأردت أن أسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم فهبته فلقيت أبا بكر فقلت : يا أبا بكر إني كنت ورسول الله صلى الله عليه و سلم وإن جبريل صلى الله عليه و سلم قال : يا محمد إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة فلعلك أن تكون منهم . ثم لقيت عمر بن الخطاب فقلت له مثل ذلك ثم لقيت علي بن أبي طالب فقلت له كما قلت لأبي بكر وعمر فقال علي : أنا أسأله إن كنت منهم حمدت الله تبارك وتعالى وإن لم أكن منهم حمدت الله تبارك وتعالى . فدخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إن أنسا حدثني أن جبريل صلى الله عليه و سلم أتاك فقال : إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك فإن كنت منهم حمدت الله تبارك وتعالى وإن لم أكن منهم حمدت الله عز و جل . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أنت منهم أنت منهم وعمار بن ياسر وسيشهد مشاهد بين فضلها عظيم أجرها وسلمان منا أهل البيت فاتخذه صاحبا "
قلت : روى الترمذي منه طرفا
رواه البزار وفيه النضر بن حميد الكندي وهو متروك

(9/155)


14690 - وعن علي بن أبي طالب قال : بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم آخذ بيدي ونحن نمشي في بعض سكك المدينة إذ أتينا على حديقة فقلت : يا رسول الله ما أحسنها من حديقة فقال : " إن لك في الجنة أحسن منها " . ثم مررنا بأخرى فقلت : يا رسول الله ما أحسنها من حديقة قال : " لك في الجنة أحسن منها " . حتى مررنا
ص . 156
بسبع حدائق كل ذلك أقول : ما أحسنها ويقول : " لك في الجنة أحسن منها " . فلما خلا لي الطريق اعتنقني ثم أجهش باكيا قلت : يا رسول الله ما يبكيك ؟ قال : " ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي " . قال : قلت : يا رسول الله في سلامة من ديني ؟ قال : " في سلامة من دينك "

(9/155)


14691 - وعن العلاء بن العرار قال : سئل ابن عمر عن علي وعثمان فقال : أما علي فلا تسألوا عنه انظروا إلى منزله من رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنه سد أبوابنا في المسجد وأقر بابه وأما عثمان فإنه أذنب يوم التقى الجمعان ذنبا عظيما فعفا الله عنه وأذنب فيكم ذنبا دون ذلك فقتلتموه
رواه أبو يعلى والبزار وفيه الفضل بن عميرة وثقه ابن حبان وضعفه غيره وبقية رجاله ثقات

(9/156)


14691 - عن ابن عباس قال : خرجت أنا والنبي صلى الله عليه و سلم وعلي في حشان المدينة فمررنا بحديقة فقال علي : ما أحسن هذه الحديقة يا رسول الله فقال : " حديقتك في الجنة أحسن منها " . ثم أومأ بيده إلى رأسه [ ولحيته ] ثم بكى حتى علا بكاؤه قلت : ما يبكيك ؟ قال : " ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدوني "
رواه الطبراني وفيهم من لم أعرفهم ومندل أيضا فيه ضعف

(9/156)


14692 - عن عمرو بن الحمق قال : هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فبينما أنا عنده ذات يوم قال لي :
يا عمرو هل أريك دابة الجنة تأكل الطعام وتشرب الشراب وتمشي في الأسواق ؟
قال : قلت : بلى بأبي أنت وأمي . قال : " هذا دابة الجنة " . وأشار إلى علي بن أبي طالب
رواه الطبراني وفيه جماعة ضعفاء

(9/156)


14693 - وعن سلمى امرأة أبي رافع أنها قالت : إني لمع رسول الله صلى الله عليه و سلم بالأسواف فقال : " ليطلعن عليكم رجل من أهل الجنة " . إذ سمعت الخشفة فإذا علي بن أبي طالب
ص . 157
رواه الطبراني وفيه محمد بن الفضل الرافعي ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه وبقية رجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف

(9/156)


16 - . باب النظر إليه رضي الله عنه

(9/157)


14694 - عن عبد الله - يعني ابن مسعود - أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " النظر إلى علي عبادة "
رواه الطبراني وفيه أحمد بن بديل اليامي وثقه ابن حبان وقال : مستقيم الحديث وابن أبي حاتم وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/157)


14695 - عن طليق بن محمد قال : رأيت عمران بن الحصين يحد النظر إلى علي فقيل له فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " النظر إلى علي عبادة "
رواه الطبراني وفيه عمران بن خالد الخزاعي وهو ضعيف

(9/157)


17 - . باب جامع في مناقبه رضي الله عنه

(9/157)


14696 - عن عمرو بن ميمون - يعني الأودي - قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه سبعة رهط فقالوا له : يا ابن عباس إما تقوم معنا وإما أن يخلونا هؤلاء قال : فقال ابن عباس : بل أقوم معكم وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى
ص . 158
قال : فانتبذوا فتحدثوا فلا أدري ما قالوا . قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف ويتف وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه و سلم : " لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا يحب الله ورسوله " . فاستشرف لها من استشرف قال : " أين علي ؟ " . قالوا : في الرحل يطحن قال : " وما كان أحدكم ليطحن " . قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر قال : فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه قال : فجاء بصفية بنت حيي قال : فبعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه قال : " لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه " . قال : وقال لبني عمه : " أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ " . فأبوا فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة . [ فقال : " أنت وليي في الدنيا والآخرة " . ] قال : وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة . قال : وأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين رضي الله عنهم وقال : " { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } " . قال : وشرى علي نفسه لبس ثوب رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم نام مكانه وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء أبو بكر وعلي نائم . قال : وأبو بكر يحسب أنه نبي الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا نبي الله فقال له علي : إن نبي الله صلى الله عليه و سلم قد انطلق نحو بئر ميمونة فأدركه فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار
ص . 159
قال : وجعل علي يرمي بالحجارة كما كان يرمى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف رأسه فقالوا : إنك لليئم كان صاحبك نرميه لا يتضور وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك . قال : وخرج بالناس في غزوة تبوك قال : فقال له علي : أخرج معك فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : " لا " . فبكى علي فقال له : " ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنك لست بنبي إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " . وقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أنت ولي كل مؤمن بعدي " . قال : وسد أبواب المسجد غير باب علي قال : فيدخل المسجد وهو جنب وهو طريقه ليس له طريق غيره . قال : وقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . قال : وأخبرنا الله أنه قد رضي عنهم عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم هل حدثنا أنه سخط عليهم بعد ؟ قال : وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمر حين قال : ائذن لي فلأضرب عنقه قال : " وكنت فاعلا وما يدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم "
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي بلج الفزاري وهو ثقة وفيه لين

(9/157)


14697 - وعن ابن عباس قال : كانت لعلي ثماني عشرة منقبة ما كانت لأحد من هذه الأمة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حكيم بن جبير وهو ضعيف
ص . 160

(9/159)


14698 - وعن ابن عمر قال : كنا نقول في زمن رسول الله صلى الله عليه و سلم خير الناس ثم أبو بكر ثم عمر ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم : زوجه رسول الله صلى الله عليه و سلم ابنته وولدت له وسد الأبواب إلا بابه في المسجد وأعطاه الراية يوم خيبر
رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح

(9/160)


14699 - وعن أبي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب : لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن يكون لي خصلة منها أحب إلي من أعطى حمر النعم . قيل : وما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال : تزويجه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وسكناه المسجد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يحل فيه ما يحل له والراية يوم خيبر
رواه أبو يعلى في الكبير وفيه عبد الله بن جعفر بن نجيح وهو متروك

(9/160)


14700 - وعن عبد الله بن عكيم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله تعالى أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي : أنه سيد المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين
رواه الطبراني في الصغير وفيه عيسى بن سوادة النخعي وهو كذاب
قلت : وتأتي أحاديث جامعة في باب من يحبه وغير ذلك

(9/160)


14701 - وعن أبي الحمراء قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتي باب علي وفاطمة ستة أشهر فيقول : " { إنما يريد الله
ص . 161
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } "
رواه الطبراني وفيه أبو داود الأعمى وهو كذاب

(9/160)


14702 - وعن أبي الحمراء خادم النبي صلى الله عليه و سلم قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت في ساق العرش مكتوبا : لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته
رواه الطبراني وفيه عمرو بن ثابت وهو متروك

(9/161)


14703 - وعن عمار بن ياسر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لعلي :
الله زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إليه منها وهي زينة الأبرار الزهد في الدنيا جعلك لا تملك من الدنيا شيئا وجعلها لا تنال منك شيئا ووهب لك حب المساكين
رواه الطبراني وفيه عمرو بن جميع وهو متروك

(9/161)


14704 - وعن ابن عمر قال : بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في ظل بالمدينة ونحن نطلب عليا إذ انتهينا إلى حائط فنظرنا إلى علي وهو نائم في الأرض وقد اغبر فقال : " لا ألوم الناس يكنونك أبا تراب " . فلقد رأيت عليا تغير وجهه واشتد ذلك عليه . فقال : " ألا أرضيك يا علي ؟ " . قال : بلى يا رسول الله . قال : " أنت أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعودي وتبرئ ذمتي فمن أحبك في حياة مني فقد قضى نحبه ومن أحبك
ص . 162
في حياة منك بعدي ختم الله له بالأمن والإيمان وأمنه يوم الفزع ومن مات وهو يبغضك يا علي مات ميتة جاهلية يحاسبه الله بما عمل في الإسلام "
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه

(9/161)


14705 - وعن علي قال : طلبني رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجدني في جدول نائما فقال : " قم ما ألوم الناس يسمونك أبا تراب " . قال : فرآني كأني وجدت في نفسي من ذلك فقال : " قم فالله لأرضينك أنت أخي وأبو ولدي تقاتل عن سنتي وتبرئ ذمتي من مات في عهدي فهو كنز الله ومن مات في عهدك فقد قضى نحبه ومن مات يحبك بعد موتك ختم الله بالأمن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت ومن مات يبغضك مات ميتة جاهلية وحوسب بما عمل في الإسلام "
رواه أبو يعلى وفيه زكريا الأصبهاني وهو ضعيف

(9/162)


باب اكتحاله بريق رسول الله صلى الله عليه و سلم وكفايته الرمد والحر والبرد . ( في الأصل بدون ترقيم )

(9/162)


14706 - عن علي قال : ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله صلى الله عليه و سلم وجهي وتفل في عيني يوم خيبر حين أعطاني الراية
رواه أبو يعلى وأحمد باختصار ورجالهما رجال الصحيح غير أم موسى وحديثها مستقيم
ص . 163

(9/162)


14707 - وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : خرج علينا علي بن أبي طالب في الحر الشديد وعليه ثياب الشتاء وخرج علينا في الشتاء وعليه ثياب الصيف ثم دعا بماء مشربه ثم مسح العرق عن جبهته ثم رجع إلى بيته فقلت لأبي : يا أبتاه أما رأيت ما صنع أمير المؤمنين ؟ خرج علينا في الشتاء عليه ثياب الصيف وخرج علينا في الصيف وعليه ثياب الشتاء ؟ فقال أبو ليلى : ما فطنت فأخذ بيد ابنه فأتى عليا فقال له الذي صنع فقال له علي : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان بعثني وأنا أرمد فبزق في عيني ثم قال : " افتح عينيك " . ففتحتهما فما اشكيتهما حتى الساعة ودعا لي فقال : " اللهم أذهب عنه الحر والبرد " . فما وجدت حرا ولا بردا حتى يومي هذا
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(9/163)


14708 - وفي رواية أخرى عنده : عن سويد بن غفلة قال : لقينا عليا وعليه ثوبان في الشتاء فقلنا : لا تغتر بأرضنا هذه فإن أرضنا هذه مقرة ليست مثل أرضك . قال : فإني كنت مقرورا فلما بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خيبر قلت : إني أرمد فتفل في عيني فما وجدت حرا ولا بردا ولا رمدت عيناي

(9/163)


14709 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم كحل عين علي بريقه
رواه الطبراني وفيه المعلى بن عرفان وهو متروك

(9/163)


14 - . باب فيما بشر به رضي الله عنه

(9/163)


14710 - عن علي قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم حين رجعت من جنازة قولا ما أحب أن لي به الدنيا جمعيعا
ص . 164
رواه أبو يعلى وفيه أبو حريز وثقه أبو زرعة وغيره وضعفه ابن المديني وغيره وبقية رجاله ثقات

(9/163)


19 - . باب فيما بلغت صدقة ماله رضي الله عنه

(9/164)


14711 - عن محمد بن كعب القرظي أن عليا قال : لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وإني لأربط الحجر على بطني من الجوع وإن صدقة مالي لتبلغ أربعين ألف دينار

(9/164)


14712 - وفي رواية : وإن صدقتي اليوم لأربعين ألفا
رواه كله أحمد ورجال الروايتين رجال الصحيح غير شريك بن عبد الله النخعي وهو حسن الحديث ولكن اختلف في سماع محمد بن كعب من علي والله أعلم

(9/164)


20 - . باب في قوله صلى الله عليه و سلم : " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله "

(9/164)


14713 - عن ابن عمر قال : جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إن اليهود قتلوا أخي قال : " لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه فيمكنك من قاتل أخيك " . فاستشرف لذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فبعث إلى علي فعقد له اللواء فقال : يا رسول الله إني أرمد كما ترى وهو يومئذ رمد فتفل في عينيه فما رمدت بعد يومه فمضى
ص . 165
رواه الطبراني وفيه أحمد بن سهل بن علي الباهلي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/164)


14714 - وعن جميع بن عمير قال : قلت لعبد الله بن عمر : حدثني عن علي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم خيبر :
لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله
فكأني أنظر إليها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يحتضنها وكان علي بن أبي طالب أرمد من دخان الحصن فدفعها إليه فلا والله ما تنامت الخيل حتى فتحها الله عليه
رواه الطبراني وفيه جميع بن عمير وهو ضعيف وقد وثق

(9/165)


14715 - وعن أبي ليلى قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله
فدعا عليا فأعطاه إياه
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف

(9/165)


14716 - وعن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله
فأعطاها عليا
رواه الطبراني بأسانيد وفي أحسنها معتمر بن أبي السري العسقلاني ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/165)


14717 - وعن ابن عباس قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خيبر - أحسبه قال : أبا بكر - فرجع منهزما ومن معه . فلما كان من الغد بعث عمر فرجع منهزما يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح الله عليه "
ص . 166
فثار الناس فقال : " أين علي ؟ " . فإذا هو يشتكي عينيه فتفل في عينيه ثم دفع إليه الراية فهزها ففتح الله عليه
رواه البزار وفيه حكيم بن جبير وهو متروك ليس بشيء

(9/165)


14718 - عن أبي ليلى قال : قلت لعلي - وكان يسمر معه - : إن الناس قد أنكروا منك أن تخرج في الحر في الثوب المحشو وفي الشتاء في الملاءتين الخفيفتين ؟ فقال علي : أو لم تكن معنا ؟ قلت : بلى قال : فإن النبي صلى الله عليه و سلم دعا أبا بكر فعقد له لواء ثم بعثه فسار بالناس فانهزم حتى إذا بلغ ورجع فدعا عمر فعقد له لواء فسار ثم رجع منهزما بالناس . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله له ليس بفرار
فأرسل فأتيته وأنا لا أبصر شيئا فتفل في عيني فقال : " اللهم اكفه ألم الحر والبرد " . فما آذاني حر ولا برد بعد
رواه البزار وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/166)


21 - . باب في شجاعته وحمله اللواء رضي الله عنه

(9/166)


14719 - عن أبي سعيد الخدري قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم الراية فهزها ثم قال : " من يأخذها بحقها ؟ " . فجاء الزبير فقال : أنا فقال : " أمط " . ثم قام رجل آخر فقال : أنا فقال : " أمط " . ثم قام آخر فقال : أنا فقال : " أمط "
ص . 167
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " والذي أكرم وجه محمد لأعطينها رجلا لا يفر هاك يا علي " . فقبضها ثم انطلق حتى فتح الله عليه فدك وخيبر وجاء بعجوتها وقديدها
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عصمة وهو ثقة يخطئ

(9/166)


14720 - وعن الحسن بن علي قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يبعث عليا مبعثا إلا أعطاه الراية
رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف

(9/167)


14721 - وعن ابن عباس قال : دفع رسول الله صلى الله عليه و سلم الراية إلى علي بن أبي طالب وهو ابن عشرين سنة
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/167)


22 - . ( أبواب في محبيه وبغضه )

(9/167)


1 - . باب في من يحبه أيضا ويبغضه أو يسبه

(9/167)


14722 - عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن أبي طالب : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا } قال : محبة في قلوب المؤمنين
رواه الطبراني في الأوسط وفيه بشر بن عمارة وقد وثق وضعفه جماعة وبقية رجاله وثقوا ولكن الضحاك قيل : إنه لم يسمع من ابن عباس

(9/167)


14723 - وعن أنس بن مالك قال : كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقدم فرخا مشويا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإلي يأكل معي من هذا الفرخ " . فجاء علي ودق الباب فقال
ص . 168
أنس : من هذا ؟ قال : علي فقلت : النبي صلى الله عليه و سلم على حاجة فانصرف ثم تنحى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأكل ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإلي يأكل معي من هذا الفرخ " . فجاء علي فدق الباب دقا شديدا فسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " يا أنس من هذا ؟ " . قلت : علي . قال : " أدخله " . فدخل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لقد سألت الله ثلاثا أن يأتيني بأحب الخلق إليه وإلي يأكل معي من هذا الفرخ " . فقال علي : وأنا يا رسول الله لقد جئت ثلاثا كل ذلك يردني أنس فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا أنس ما حملك على ما صنعت ؟ " . قال : أحببت أن تدرك الدعوة رجلا من قومي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا يلام الرجل على حب قومه "

(9/167)


14724 - وفي رواية : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في حائط وقد أتي بطائر

(9/168)


14725 - وفي رواية : أهدت أم أيمن إلى النبي صلى الله عليه و سلم طائرا بين رغيفين فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " هل عندكم شيء ؟ " . فجاءته بالطائر
قلت : عند الترمذي طرف منه
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وأبو يعلى باختصار كثير إلا أنه قال : فجاء أبو بكر فرده ثم جاء عمر فرده ثم جاء علي فأذن له
وفي إسناد الكبير حماد بن المختار ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح وفي أحد أسانيد الأوسط أحمد بن عياض بن أبي طيبة ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح ورجال أبي يعلى ثقات وفي بعضهم ضعف

(9/168)


14726 - وعن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه و سلم أطيار فقسمها بين نسائه فأصاب كل امرأة منها ثلاثة فأصبح عند بعض نسائه - صفية أو غيرها - فأتته بهن فقال : " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا " . فقلت : اللهم اجعله رجلا من الأنصار فجاء علي
ص . 169
رضي الله عنه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا أنس انظر من على الباب " . فنظرت فإذا علي فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم على حاجة ثم جئت فقمت بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " انظر من على الباب ؟ " . فإذا علي حتى فعل ذلك ثلاثا فدخل يمشي وأنا خلفه فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " من حبسك رحمك الله ؟ " . فقال : هذا آخر ثلاث مرات يردني أنس يزعم أنك على حاجة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما حملك على ما صنعت ؟ " . قلت : يا رسول الله سمعت دعاءك فأحببت أن يكون من قومي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الرجل قد يحب قومه إن الرجل قد يحب قومه " . قالها ثلاثا
رواه البزار وفيه إسماعيل بن سلمان وهو متروك

(9/168)


14727 - وعن سفينة - وكان خادما لرسول الله صلى الله عليه و سلم - قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه و سلم طوائر فصنعت له بعضها فلما أصبح أتيته به فقال : " من أين لك هذا ؟ " . فقلت : من التي أتيت به أمس فقال : " ألم أقل لك لا تدخرن لغد طعاما لكل يوم رزقه ؟ " . ثم قال : " اللهم أدخل علي أحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير " . فدخل علي رضي الله عنه عليه فقال : " اللهم وإلي "
رواه البزار والطبراني باختصار ورجال الطبراني رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة

(9/169)


14728 - وعن ابن عباس قال : أتي النبي صلى الله عليه و سلم بطير فقال : " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك " . فجاء علي فقال : " اللهم وإلي "
ص . 170
رواه الطبراني وفيه محمد بن سعيد شيخ يروي عنه سليمان بن قرم ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا وفيه ضعف

(9/169)


14729 - وعن الضحاك الأنصاري قال : لما سار النبي صلى الله عليه و سلم إلى خيبر جعل عليا على مقدمته فقال : " من دخل النخل فهو آمن " . فلما تكلم بها النبي صلى الله عليه و سلم نادى بها علي فنظر النبي صلى الله عليه و سلم إلى جبريل عليه السلام يضحك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما يضحكك ؟ " . قال : إني أحبه فقال النبي صلى الله عليه و سلم لعلي : " إن جبريل يقول : إني أحبك " . فقال : وبلغت أن يحبني جبريل ؟ قال : " نعم ومن هو خير من جبريل الله تبارك وتعالى "
رواه الطبراني وفيه نصر بن مزاحم وهو متروك

(9/170)


14730 - وعن النعمان بن بشير قال : استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه و سلم فسمع صوت عائشة وهي تقول : لقد علمت أن عليا أحب إليك من أبي مرتين أو ثلاثا . قال : فستأذن أبو بكر فدخل فأهوى إليها فقال : يا بنت فلانة لا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه و سلم
قلت : رواه أبو داود غير ذكر محبة علي رضي الله عنه
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ورواه الطبراني بإسناد ضعيف

(9/170)


2 - . باب منه جامع فيمن يحبه ومن يبغضه

(9/170)


14731 - عن بريدة - يعني ابن الحصيب - قال : أبغضت عليا بغضا لم أبغضه أحدا قط قال : وأحببت رجلا من قريش لم أحبه إلا على بغضه عليا رضي الله عنه
ص . 171
قال : فبعث ذلك الرجل على جيش فصحبته ما صحبته إلا ببغضه عليا رضي الله عنه قال : فأصبنا سبايا فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم : ابعث إلينا من يخمسه . قال : فبعث [ إلينا ] عليا رضي الله عنه وفي السبي وصيفة هي أفضل السبي قال : فخمس وقسم فخرج ورأسه يقطر فقلنا : يا أبا الحسن ما هذا ؟ قال : ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي فإني قسمت وخمست فصارت في الخمس ثم صارت في أهل بيت النبي صلى الله عليه و سلم ثم صارت في آل علي فوقعت بها . قال : فكتب الرجل إلى نبي الله صلى الله عليه و سلم فقلت : ابعثني مصدقا قال : فجعلت أقرأ الكتاب وأقول : صدق قال : فأمسك يدي والكتاب وقال : " أتبغض عليا ؟ " . قال : قلت : نعم قال : " فلا تبغضه وإن كنت تحبه فازدد له حبا فوالذي نفس محمد صلى الله عليه و سلم بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة " . قال : فما كان أحد من الناس بعد قول رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب إلي من علي
قال عبد الله - يعني ابن بريدة - : فوالذي لا إله غيره ما بيني وبين النبي صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث إلا أبي بريدة
قلت : في الصحيح بعضه
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عبد الجليل بن عطية وهو ثقة وقد صرح بالسماع وفيه لين
ص . 172

(9/170)


14732 - وعن بريدة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثين إلى اليمن على أحدهما علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعلى الآخر خالد بن الوليد فقال : " إذا التقيتم فعلي على الناس وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده " . قال : فلقينا بني زيد من أهل اليمن فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه . قال بريدة : فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يخبره بذلك فلما أتيت النبي صلى الله عليه و سلم دفعت الكتاب فقرئ عليه فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله هذا مكان العائذ بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه ففعلت ما أرسلت به فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي "
قلت : رواه الترمذي باختصار
رواه أحمد والبزار باختصار وفيه الأجلح الكندي وثقه ابن معين وغيره وضعفه جماعة وبقية رجال أحمد رجال الصحيح

(9/172)


14733 - وعن بريدة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا أميرا على اليمن وبعث خالد على الويلد فقال : " إن اجتمعتما فعلي على الناس " . فالتقوا وأصابوا من الغنائم ما لم يصيبوا مثله وأخذ علي جارية من الخمس فدعا خالد بن الوليد بريدة فقال : اغتنمها فأخبر النبي صلى الله عليه و سلم ما صنع فقدمت المدينة ودخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه و سلم في منزله وناس من أصحابه على بابه فقالوا : ما الخبر يا بريدة ؟ فقلت : خيرا فتح الله على المسلمين . فقالوا : ما أقدمك ؟ قلت : جارية أخذها علي من الخمس فجئت لأخبر
ص . 173
النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : فأخبر النبي صلى الله عليه و سلم فإنه يسقط من عين النبي صلى الله عليه و سلم ورسول الله صلى الله عليه و سلم يسمع الكلام فخرج مغضبا فقال : " ما بال أقوام ينتقصون عليا ؟ من تنقص عليا فقد تنقصني ومن فارق عليا فقد فارقني إن عليا مني وأنا منه خلق من طينتي وخلقت من طينة إبراهيم وأنا أفضل من إبراهيم ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم . يا بريدة أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ وأنه وليكم بعدي ؟ " . فقلت : يا رسول الله بالصحبة إلا بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديدا . قال : فما فارقته حتى بايعته على الإسلام
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم وحسين الأشقر ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان

(9/172)


14734 - وعن عبد الله بن بريدة عن علي قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد كل واحد منهما وحده وجمعهما فقال : " إذا اجتمعتما فعليكم علي " . قال : فأخذا يمينا ويسارا فدخل علي وأبعد وأصاب سبيا وأخذ جارية من السبي . قال بريدة : وكنت من أشد الناس بغضا لعلي قال : فأتى رجل خالد بن الوليد فذكر أنه أخذ جارية من الخمس فقال : ما هذا ثم جاء آخر ثم جاء آخر ثم تتابعت الأخبار على ذلك فدعاني خالد فقال : يا بريدة قد عرفت الذي صنع فانطلق بكتابي هذا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فكتب إليه فانطلقت بكتابه حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ الكتاب بشماله وكان كما قال الله عز و جل لا يقرأ ولا يكتب إذا تكلمت طأطأت رأسي حتى أفرغ من حاجتي فطأطأت رأسي فتكلمت فوقعت في علي حتى فرغت ثم رفعت رأسي فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم غضب غضبا شديدا لم أره غضب مثله إلا يوم قريظة والنضير فنظر إلي فقال : " يا بريدة أحب عليا فإنما يفعل ما أمر به " . فقمت وما من الناس أحد أحب إلي منه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ضعفاء وثقهم ابن حبان
ص . 174

(9/173)


14735 - وعن أبي سعيد الخدري قال : اشتكى عليا الناس فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فينا خطيبا فسمعته يقول : " أيها الناس لا تشكوا عليا فوالله إنه لأخشى في ذات الله أو في سبيل الله "
رواه أحمد

(9/174)


14736 - وعن عمرو بن شاس الأسلمي - وكان من أصحاب الحديبية - قال : خرجت مع علي عليه السلام إلى اليمن فجفاني في سفري ذلك حتى وجدت في نفسي عليه فلما قدمت المدينة أظهرت شكايته في المسجد حتى سمع بذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فدخلت المسجد ذات غداة ورسول الله صلى الله عليه و سلم جالس في ناس من أصحابه فلما رآني أبد لي عينيه - يقول : حدد إلي النظر - حتى إذا جلست قال : " يا عمرو والله لقد آذيتني " . قلت : أعوذ بالله من أذاك يا رسول الله قال : " بلى من آذى عليا فقد آذاني "
رواه أحمد والطبراني باختصار والبزار أخصر منه ورجال أحمد ثقات

(9/174)


14737 - وعن أبي رافع قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا أميرا على اليمن وخرج معه رجل من أسلم يقال له : عمرو بن شاس الأسلمي فرجع وهو يذم عليا ويشكوه فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " اخسأ يا عمرو هل رأيت من علي جورا في حكمه أو أثرة في قسمه ؟ " . قال : اللهم لا قال : " فعلام تقول الذي بلغني ؟ " . قال : بغضه لا أملك . قال : فغضب رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى عرف ذلك في وجهه ثم قال : " من أبغضه فقد أبغضني ومن
ص . 175
أبغضني فقد أبغض الله ومن أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله تعالى "
رواه البزار وفيه رجال وثقوا على ضعفهم

(9/174)


14738 - وعن سعد بن أبي وقاص قال : كنت جالسا في المسجد أنا ورجلين معي فنلنا من علي فأقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم غضبان يعرف في وجهه الغضب فتعوذت بالله من غضبه فقال :
ما لكم وما لي ؟ من آذى عليا فقد آذاني
رواه أبو يعلى والبزار باختصار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير محمود بن خداش وقنان وهما ثقتان

(9/175)


14739 - وعن أبي بكر بن خالد بن عرفطة أنه أتى سعد بن مالك فقال : بلغني أنكم تعرضون علي سب علي بالكوفة فهل سببته ؟ قال : معاذ الله والذي نفس سعد بيده لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في علي شيئا لو وضع المنشار على مفرقي ما سبتته أبدا
رواه أبو يعلى وإسناده حسن

(9/175)


14740 - وعن أبي عبد الله الجدلي قال : دخلت على أم سلمة فقالت لي : أيسب رسول الله صلى الله عليه و سلم فيكم ؟ قلت : معاذ الله أو سبحان الله أو كلمة نحوها . قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
من سب عليا فقد سبني
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله الجدلي وهو ثقة

(9/175)


14741 - وعن أبي عبد الله الجدلي قال : قالت لي أم سلمة : يا أبا عبد الله أيسب رسول الله صلى الله عليه و سلم فيكم ؟ قلت : أنى يسب رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قالت : أليس يسب علي ومن يحبه ؟ وقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحبه
ص . 176
رواه الطبراني في الثلاثة وأبو يعلى ورجال الطبراني رجال الصحيح غير أبي عبد الله وهو ثقة

(9/175)


14742 - وروى الطبراني بعده بإسناد رجاله ثقات إلى أم سلمة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال مثله

(9/176)


14743 - وعن كعب بن عجرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا تسبوا عليا فإنه ممسوس في ذات الله
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه سفيان بن بشر أو بشير متأخر ليس هو الذي روى عن أبي عبد الرحمن الحبلي ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف

(9/176)


14744 - وعن أبي كثير قال : كنت جالسا عند الحسن بن علي فجاءه رجل فقال : لقد سب عند معاوية عليا سبا قبيحا رجل يقال له : معاوية بن حديج فلم يعرفه قال : إذا رأيته فائتني به . قال : فرآه عند دار عمرو بن حريث فأراه إياه قال : أنت معاوية بن حديج ؟ فسكت فلم يجبه ثلاثا ثم قال : أنت الساب عليا عند ابن آكلة الأكباد ؟ أما لئن وردت عليه الحوض - وما أراك ترده - لتجدنه مشمرا حاسرا عن ذراعيه يذود الكفار والمنافقين عن حوض رسول الله صلى الله عليه و سلم قول الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه و سلم

(9/176)


14745 - وفي رواية : عن علي بن أبي طلحة مولى بني أمية قال : حج معاوية
ص . 177
بن أبي سفيان وحج معه معاوية بن حديج - وكان من أسب الناس لعلي بن أبي طالب - فمر في المدينة في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم والحسن بن علي جالس - فذكر نحوه إلا أنه زاد : { وقد خاب من افترى }
رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما علي بن أبي طلحة مولى بني أمية ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات والآخر ضعيف

(9/176)


14746 - وعن عبد الله بن أبي نجي أن عليا أتى يوم البصير بذهب وفضة فقال : ابيضي واصفري وغري غيري غري أهل الشام غدا إذا ظهروا عليك فشق قوله ذلك على الناس فذكر ذلك له فأذن في الناس فدخلوا عليه قال : إن خليلي صلى الله عليه و سلم قال : " يا علي إنك ستقدم على الله وشيعتك راضيين مرضيين ويقدم عليك عدوك غضاب مقمحين " . ثم جمع يده إلى عنقه يريد الإقماح
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف

(9/177)


14747 - وعن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعلي :
من أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحبه الله ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عز و جل
رواه الطبراني من رواية حرب بن الحسن الطحان عن يحيى بن يعلى وكلاهما ضعيف

(9/177)


14748 - وبسنده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث عليا مبعثا فلما قدم قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الله ورسوله وجبريل عنك راضون "
ص . 178

(9/177)


14749 - وبسنده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعلي :
أنت وشيعتك تردون على الحوض رواء مرويين مبيضة وجوهكم وإن عدوك يردون على الحوض ظماء مقمحين

(9/178)


14750 - وبسنده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعلي : " أما ترضى أنك أخي وأنا أخوك "

(9/178)


14751 - وبسنده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا

(9/178)


14752 - وبسنده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعلي :
والذي نفسي بيده لولا أن يقول فيك طوائف من أمتي بما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بأحد من المسلمين إلا أخذ التراب من أثر قدميك يطلب به البركة

(9/178)


14753 - عن الحسن بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا أنس انطلق فادع لي سيد العرب
- يعني عليا - فقالت عائشة : ألست سيد العرب ؟ قال : " أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب " . فلما جاء أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الأنصار فأتوه فقال لهم : " يا معشر
ص . 179
الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا ؟ " . قالوا : بلى يا رسول الله قال : " هذا علي فأحبوه بحبي وأكرموه بكرامتي فإن جبريل صلى الله عليه و سلم أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز و جل "
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن إبراهيم الضبي وهو متروك

(9/178)


14754 - وعن سلمان أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لعلي : " محبك محبي ومبغضك مبغضي "
رواه الطبراني وفيه عبد الملك الطويل وثقه ابن حبان وضعفه الأزدي وبقية رجاله وثقوا . ورواه البزار بنحوه

(9/179)


14755 - وعن أبي مريم الثقفي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لعلي :
يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك وويل لمن أبغضك وكذب فيك
رواه الطبراني وفيه علي بن الحزور وهو متروك

(9/179)


14756 - وعن عمار بن ياسر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لعلي بن أبي طالب :
إن الله تبارك وتعالى زينك بزينة لم يزين العباد بزينة مثلها إن الله تعالى حبب إليك المساكين والدنو منهم وجعلك لهم إماما ترضى بهم وجعلهم لك أتباعا يرضون بك فطوبى لمن أحبك وصدق عليك وويل لمن أبغضك وكذب عليك . فأما من أحبك وصدق عليك فهم جيرانك في دارك ورفقاؤك في جنتك وأما من أبغضك وكذب عليك فإنه حق على الله عز و جل أن يوقفهم مواقف الكذابين
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن الحزور وهو متروك
ص . 180

(9/179)


14757 - وعن أم سلمة قالت : أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
من أحب عليا فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/180)


14758 - وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم عشية عرفة فقال :
إن الله تعالى باهى بكم وغفر لكم عامة ولعلي خاصة وإني رسول الله إليكم غير محاب لقرابتي هذا جبريل يخبرني أن السعيد حق السعيد من أحب عليا في حياته وبعد موته وأن الشقي كل الشقي من أبغض عليا في حياته وبعد موته
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(9/180)


14759 - وعن جابر بن عبد الله قال : والله ما كنا نعرف منافقينا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا ببغضهم عليا
رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه إلا أنه قال : ما كنا نعرف منافقينا معشر الأنصار . بأسانيد كلها ضعيفة

(9/180)


14760 - وعن ابن عباس قال : نظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى علي فقال :
لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني وحبيبي حبيب الله وبغيضي بغيض الله ويل لمن أبغضك بعدي
ص . 181
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلا أن في ترجمة أبي الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري أن معمرا كان له ابن أخ رافضي فأدخل هذا الحديث في كتبه وكان معمر مهيبا لا يراجع وسمعه عبد الرزاق

(9/180)


14761 - وعن عمران بن الحصين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعلي :
لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن كثير الكوفي حرق أحمد حديثه وضعفه الجمهور ووثقه ابن معين وعثمان بن هشام لم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/181)


3 - . باب فيمن يفرط في محبته وبغضه

(9/181)


14762 - عن علي بن أبي طالب قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
إن فيك مثلا من عيسى أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به
ألا وإنه يهلك في اثنان محب مفرط يقرظني بما ليس في ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني ألا وإني لست بنبي ولا يوحى إلي ولكني أعمل بكتاب الله وسنة نبيه ما استطعت فما أمرتكم من طاعة الله فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم وكرهتم
رواه عبد الله والبزار باختصار وأبو يعلى أتم منه وفي إسناد عبد الله وأبي يعلى الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف وفي إسناد البزار محمد بن كثير القرشي الكوفي وهو ضعيف

(9/181)


23 - . باب في قتاله ومن يقاتله

(9/181)


14763 - ص . 182 عن أبي سعيد قال : كنا جلوسا ننتظر رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرج علينا من بعض بيوت نسائه قال : فقمنا معه فانقطعت نعله فتخلف عليها علي يخصفها ومضى رسول الله صلى الله عليه و سلم ومضينا معه ثم قام ينتظره وقمنا معه فقال : " إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله " . فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر فقال : " لا ولكنه خاصف النعل " . قال : فجئنا نبشره قال : فكأنه قد سمعه
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة

(9/182)


14764 - وعن أبي رافع قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو نائم أو يوحى إليه وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظه فاضطجعت بينه وبين الحية فإن كان شيء كان بي دونه فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية : { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا } الآية . قال : " الحمد لله " . فرآني إلى جانبه قال : " ما أضجعك ههنا ؟ " . قلت : لمكان هذه الحية قال : " قم إليها فاقتلها " . فقتلتها فحمد الله ثم أخذ بيدي فقال : " يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون عليا حق على الله تعالى جهادهم فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك شيء "
رواه الطبراني وفيه محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان ويحيى بن الحسين بن الفرات لم أعرفه وبقية رجاله ثقات
ص . 183

(9/182)


14765 - وعن ابن عباس أن عليا كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله عز و جل يقول : { أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله تعالى والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت والله إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارثه فمن أحق به مني
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/183)


14766 - وعن عبد الرحمن بن عوف قال : لما افتتح رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة انصرف إلى الطائف فحاصرها سبع عشرة أو ثمان عشرة فلم يفتتحها ثم أوغل روحة أو غدوة ثم نزل ثم هجر فقال :
يا أيها الناس إني فرط لكم وأوصيكم بعترتي خيرا وإن موعدكم الحوض والذي نفسي بيده ليقيموا الصلاة وليؤتوا الزكاة أو لأبعثن إليهم رجلا مني أو لنفسي فليضربن أعناق مقاتليهم وليسبين ذراريهم
قال : فرأى الناس أنه أبو بكر أو عمر وأخذ بيد علي فقال : " هذا هو "
رواه أبو يعلى وفيه طلحة بن جبر وثقه ابن معين في رواية وضعفه الجوزجاني وبقية رجاله ثقات

(9/183)


24 - . باب الحق مع علي رضي الله عنه

(9/183)


14767 - عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا على الحوض
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه صالح بن أبي الأسود وهو ضعيف
ص . 184

(9/183)


14768 - وعن أم سلمة أنها كانت تقول : كان علي على الحق من اتبعه اتبع الحق ومن تركه ترك الحق عهد معهود قبل يومه هذا
رواه الطبراني وفيه مالك بن جعوبة ولم أعرفه وبقية أحد الإسنادين ثقات

(9/184)


14769 - وعن جري بن سمرة قال : لما كان من أهل البصرة الذي كان بينهم وبين علي بن أبي طالب انطلقت حتى أتيت المدينة فأتيت ميمونة بنت الحارث - وهي من بني هلال - فسلمت عليها فقالت : ممن الرجل ؟ قلت : من أهل العراق قالت : من أي العراق ؟ قلت : من أهل الكوفة قالت : من أي أهل الكوفة ؟ قلت : من بني عامر قالت : مرحبا قربا على قرب ورحبا على رحب فمجيء ما جاء بك ؟ قلت : كان بين علي وطلحة [ والزبير ] الذي كان فأقبلت فبايعت عليا . قالت : فالحق به فوالله ما ضل ولا ضل به . حتى قالتها ثلاثا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حري بن سمرة وهو ثقة

(9/184)


14770 - وعن علي بن ربيعة قال : سمعت عليا وأتاه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ما لي أراك تستحيل الناس استحالة الرجل إبله ؟ أبعهد من رسول الله صلى الله عليه و سلم أم شيئا رأيته ؟ قال : والله ما كذبت ولا كذبت ولا ضللت ولا ضل بي بل عهد من رسول الله صلى الله عليه و سلم { وقد خاب من افترى }
رواه أبو يعلى وفيه الربيع بن سهل وهو ضعيف

(9/184)


14771 - وعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلي :
ص . 185
يا علي من فارقني فارق الله ومن فارقك يا علي فارقني
رواه البزار ورجاله ثقات

(9/184)


25 - . باب حالته في الآخرة

(9/185)


14772 - عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا علي معك يوم القيامة عصا من عصي الجنة تذود بها المنافقين عن حوضي
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سلام بن سليمان المدائني وزيد العمي وهما ضعيفان وقد وثقا وبقية رجالهما ثقات

(9/185)


14773 - وعن عبد الله بن إجارة بن قيس قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو على المنبر يقول : أنا أذود عن حوض رسول الله صلى الله عليه و سلم بيدي هاتين القصيرتين الكفار والمنافقين كما تذود السقاة غريبة الإبل عن حياضهم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن قدامة الجوهري وهو ضعيف

(9/185)


14774 - وعن علي بن أبي طالب قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ألا ترضى يا علي إذا جمع الله النبيين في صعيد واحد حفاة عراة مشاة قد قطع أعناقهم العطش فكان أول من يدعى إبراهيم فيكسى ثوبين أبيضين ثم يقوم عن يمين العرش ثم يفجر مثعب من الجنة إلى حوضي وحوضي أبعد مما بين بصرى وصنعاء فيه عدد نجوم السماء قدحان من فضة فأشرب وأتوضأ وأكسى ثوبين أبيضين ثم أقوم عن يمين العرش ثم تدعى فتشرب وتتوضأ وتكسى ثوبين أبيضين فتقوم معي ولا أدعى إلى خير إلا دعيت له
ص . 186
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمران بن ميثم وهو كذاب

(9/185)


26 - . ( أبواب في أواخر حياته رضي الله عنه )

(9/186)


1 - . باب وفاته رضي الله عنه

(9/186)


14775 - عن عمار بن ياسر قال : كنت أنا وعلي رفيقين في غزوة [ ذات ] العشيرة فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه و سلم وأقام بها رأينا بها ناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم [ في نخل ] فقال علي : يا أبا اليقظان هل لك أن أتي هؤلاء فننظر كيف يعملون ؟ فنظرنا إلى عملهم ساعة ثم غشينا النوم فانطلقت أنا وعلي فاضطجعنا في صور من نخل في دقعاء من التراب فنمنا والله ما أهبنا إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم يحركنا برجله وقد تتربنا من تلك الدقعاء فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلي : " أبا تراب " . لما يرى عليه من التراب . ثم قال :
ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين ؟
قلنا : بلى يا رسول الله قال : " أحمير ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا علي هذه - يعني قرنه - حتى يبل منه هذه - يعني لحيته - "
رواه أحمد والطبراني والبزار باختصار ورجال الجميع موثقون إلا أن التابعي لم يسمع من عمار

(9/186)


14776 - وعن صهيب عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال يوما لعلي رضي الله عنه : " من أشقى الأولين ؟ " . قال : الذي عقر الناقة يا رسول الله قال : " صدقت " . قال : " فمن أشقى الآخرين ؟ " . قال : لا علم لي يا رسول الله قال : " الذي يضربك على هذه " . وأشار النبي صلى الله عليه و سلم إلى يافوخه فكان
ص . 187
علي رضي الله عنه يقول لأهل العراق : وددت أنه قد انبعث أشقاكم يخضب هذه - يعني لحيته - من هذه ووضع يده على مقدم رأسه
رواه الطبراني وأبو يعلى وفيه رشدين بن سعد وقد وثق وبقية رجاله ثقات

(9/186)


14777 - وعن جابر - يعني ابن سمرة - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلي : " من أشقى ثمود ؟ " . قال : من عقر الناقة قال : " فمن أشقى هذه الأمة ؟ " . قال : الله أعلم قال : " قاتلك "
رواه الطبراني وفيه ناصح بن عبد الله وهو متروك

(9/187)


14778 - وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلي رضي الله عنه :
إنك امرؤ مستخلف وإنك مقتول وهذه مخضوبة من هذه
- لحيته من رأسه -
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه وفيه ناصح بن عبد الله وهو متروك

(9/187)


14779 - وعن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري قال : خرجت مع أبي عائدا لعلي وكان مريضا فقال له أبي : ما يقيمك بهذا المنزل لو هلكت به لم يلك الأعراب جهينة فلو دخلت المدينة كنت بين أصحابك فإن أصابك ما تخاف أو نخاف عليك وليك أصحابك . وكان أبو فضالة من أهل بدر . فقال له علي : إني لست ميتا من مرضي هذا - أو من وجعي هذا - إنه عهد إلى النبي صلى الله عليه و سلم إني لا أموت حتى أحسبه قال : أضرب أو تخضب هذه من هذه - يعني ضاربه - فقتل أبو فضالة معه بصفين
ص . 188
رواه البزار وأحمد بنحوه ورجاله موثقون

(9/187)


14780 - وعن أبي سنان الدؤلي أنه عاد عليا في شكوى اشتكاها فقال له : لقد تخوفنا عليك في شكواك هذه . فقال : ولكني والله ما تخوفت على نفسي منه لأني سمعت الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم يقول :
إنك ستضرب ضربة هنا وضربة ها هنا - وأشار إلى صدغه - فيسيل دمها حتى يخضب لحيتك ويكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/188)


14781 - وعن أبي سنان يزيد بن مرة الديلي قال : مرض علي بن أبي طالب مرضا شديدا حتى أدنف وخفنا عليه ثم إنه برأ ونقه فقلنا : هنيئا لك أبا الحسن الحمد لله الذي عافاك قد كنا تخوفنا عليك . قال : لكني لم أخف على نفسي أخبرني الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم أني لا أموت حتى أضرب على هذه - وأشار إلى مقدم رأسه الأيسر - فتخضب هذه منها بدم وأخذ بلحيته وقال : " يقتلك أشقى هذه الأمة كما عقر ناقة الله أشقى بني فلان من ثمود " . قال : فنسبه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى فخذه الدنيا دون ثمود
رواه أبو يعلى وفيه والد علي بن المديني وهو ضعيف

(9/188)


14782 - وعن عبد الله بن سبيع قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : لتخضبن هذه من هذه فما ينتظرني بي الأشقى ؟ قالوا : يا أمير المؤمنين فأخبرنا به نبير عترته قال : إذا تقتلون بي غير قاتلي قالوا : فاستخلف علينا قال : لا ولكن
ص . 189
أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا : فماذا تقول لربك إذا أتيته ؟ قال : أقول : اللهم تركتني فيهم ما بدا لك ثم قبضتني إليك وأنت فيهم فإن شئت أصلحتهم وإن شئت أفسدتهم
رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن سبيع وهو ثقة . ورواه البزار بإسناد حسن

(9/188)


14783 - وعن ثعلبة أنه قال على المنبر : والله إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه و سلم إلي أن الأمة ستغدر بي
رواه البزار وفيه علي بن قادم وقد وثق وضعف

(9/189)


14784 - وعن عائشة قالت : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم التزم عليا وقبله ويقول :
بأبي الوحيد الشهيد بأبي الوحيد الشهيد
رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه

(9/189)


14785 - وعن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعلي قبل موته :
تبرئ ذمتي وتقبل على سنتي
رواه البزار وفيه جماعة ضعفاء وقد وثقوا

(9/189)


14786 - وعن علي قال : أتاني عبد الله بن سلام وقد وضعت قدمي في الغرز فقال لي : لا تقدم العراق فإني أخشى أن يصيبك بها ذناب السيف . قال
ص . 190
علي : وايم الله لقد أخبرني به رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أبو الأسود : فما رأيت كاليوم قط محاربا يخبر بذا عن نفسه
رواه أبو يعلى والبزار بنحوه ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير إسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة مأمون

(9/189)


14787 - وعن ابن عباس قال : قال علي : يا رسول الله إنك كنت قلت لي يوم أحد حين أخرت عن الشهادة : " إن الشهادة من ورائك " . قال : " كيف خبرك إذا خضبت هذه من هذه ؟ " . وأهوى بيده إلى لحيته ورأسه فقال علي : أما إذ بينت لي ما بينت فليس ذاك في مواطن الصبر ولكن هو في مواطن البشرى والكرامة
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن كيسان المروزي وهو ضعيف

(9/190)


14788 - عن أبي صالح - يعني الحنفي - عن علي قال : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في منامي فشكوت إليه ما لقيت من أمته من الأولاد واللدد فبكيت فقال لي : " لا تبك يا علي والتفت " . فالتفت فإذا رجلان يتصعدان وإذا جلاميد ترضخ بها رؤوسهما حتى تفضخ ثم يرجع . - أو قال : يعود - . قال : فغدوت إلى علي كما كنت أغدو عليه كل يوم حتى إذا كنت في الخرازين لقيت الناس فقالوا لي : قتل أمير المؤمنين
رواه أبو يعلى هكذا ولعل الرائي هو أبو صالح رآه لعلي وأن الذين رآهما ابن ملجم القاتل ورفيقه والله أعلم . ورجاله ثقات

(9/190)


2 - . باب

(9/190)


14789 - ص . 191 عن أبي الطفيل قال : دعاهم علي إلى البيعة فجاء فيهم عبد الرحمن بن ملجم وقد كان رآه قبل ذلك مرتين ثم قال : ما يحبس أشقاها ؟ والذي نفسي بيده لتخضبن هذه من هذه وتمثل بهذين البيتين :
اشدد حيازيمك للمو . . . ت فإن الموت آتيك
ولا تجزع من الموت . . . إذا حل بواديك
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد وهو ضعيف

(9/191)


14790 - وعن عوانة بن الحكم قال : لما ضرب عبد الرحمن بن ملجم عليا وحمل إلى منزله أتاه العواد فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال : كل امرئ ملاق ما يفر منه والأجل مساق النفس والهرب من آفاته كم اطردت الأنام أبحثها عن مكنون هذا الأمر فأبى الله عز و جل إلا خفاءه هيان علم محزون . أما وصيتي إياكم فالله عز و جل لا تشركوا به شيئا ومحمد صلى الله عليه و سلم لا تضيعوا سنته أقيموا هذين العمودين وخلاكم ذم ما لم تشردوا وأحمل كل امرئ مجهوده وخفف عن الجهلة برب رحيم ودين قويم وإمام عليم كنا في رياح وذري أغصان وتحت ظل غمامة اضمحل مركدها فيحطها علو خاوركم تدني أيامنا تباعا ثم هواه فستعقبون من بعده جثة خواء ساكنة بعد حركة كاظمة بعد نطوق إنه أبلغ للمعتبرين من نطق
ص . 192
البليغ وداعيكم داع مرصد للتلاق غدا ترون أيامي ويكشف عن سرائري لن يحابيني الله عز و جل إلا أن أتزلفه بتقوى فيغفر عن فرط موعود عليكم السلام يوم اللزام إن أبق فأنا ولي دمي وإن أفنى فالفناء ميعادي العفو لي فدية ولكم حسنة فاعفوا عفا الله عنا وعنكم { ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم } . ثم قال :
عش ما بدا لك قصرك الموت . . . لا مرحل عنه ولا فوت
بينا عنى بيت وبهجته . . . زال الغنى وتقوض البيت
يا ليت شعري ما يراد بنا . . . ولعل ما تجدي لنا ليت
رواه الطبراني وفيه هشام الكلبي وهو متروك

(9/191)


14791 - عن إسماعيل بن راشد قال : كان من حديث ابن ملجم لعنه الله وأصحابه أن عبد الرحمن بن ملجم والبرك بن عبد الله وعمر بن بكر التميمي اجتمعوا بمكة فذكروا أمر الناس وعابوا عليهم عمل ولاتهم ثم ذكروا أهل النهروان فترحموا عليهم فقالوا : والله ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئا ؟ إخواننا الذين كانوا دعاة الناس لعبادة ربهم الذين كانوا لا يخافون في الله لومة لائم فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم فأرحنا منهم البلاد وثأرنا بهم إخواننا . قال ابن ملجم - وكان من أهل مصر - : أنا أكفيكم علي بن أبي طالب
وقال البرك بن عبد الله : أنا أكفيكم معاوية بن أبي سفيان
وقال عمرو بن بكر التميمي : أنا أكفيكم عمرو بن العاص
ص . 193
فتعاهدوا وتواثقوا بالله أن لا ينكص رجل منهم عن صاحبه الذي توجه إليه حتى يقتله أو يموت دونه فأخذوا أسيافهم فسموها وتواعدوا لسبع عشرة خلت من شهر رمضان أن يثب كل واحد على صاحبه الذي توجه إليه . وأقبل كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه الذي يطلب فأما ابن ملجم المرادي فأتى أصحابه بالكوفة وكاتمهم أمره كراهية أن يظهروا شيئا من أمره وأنه لقي أصحابه من تيم الرباب وقد قتل علي منهم عدة يوم النهر فذكروا قتلاهم فترحموا عليهم . قال : ولقي من يومه ذلك امرأة من تيم الرباب يقال لها : قطام بنت الشحنة وقد قتل علي بن أبي طالب أباها وأخاها يوم النهر وكانت فائقة الجمال فلما رآها التبست بعقله ونسي حاجته التي جاء لها فخطبها فقالت : لا أتزوج حتى تشفيني قال : وما تشائين ؟ قالت : ثلاثة آلاف وعبد وقينة وقتل علي بن أبي طالب فقال : هو مهر لك فأما قتل علي بن أبي طالب فما أراك ذكرتيه وأنت تريدينه قالت : بلى فالتمس غرته فإن أصبته شفيت نفسك ونفسي ونفعك معي العيش وإن قتلت فما عند الله عز و جل خير من الدنيا وزبرج أهلها . فقال : ما جاء بي إلى هذا المصر إلا قتل علي قالت : فإذا أردت ذلك فأخبرني حتى أطلب لك من يشد ظهرك ويساعدك على أمرك فبعثت إلى رجل من قومها من تيم الرباب يقال له : وردان فكلمته فأجابها وأتى ابن ملجم رجلا من أشجع يقال له : شبيب بن نجدة فقال له : هل لك في شرف الدنيا والآخرة ؟ قال : وما ذاك ؟ قال : قتل علي قال : ثكتلتك أمك لقد جئت شيئا إدا كيف تقدر على قتله ؟ قال : أكمن له في السحر فإذا خرج إلى صلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه فإن نجونا شفينا أنفسنا
ص . 194
وأدركنا ثأرنا وإن قتلنا فما عند الله خير من الدنيا وزبرج أهلها . قال : ويحك لو كان غير علي كان أهون علي قد عرفت بلاءه في الإسلام وسابقته مع النبي صلى الله عليه و سلم وما أجدني أشرح لقتله . قال : أما تعلم أنه قتل أهل النهروان العباد المصلين ؟ قال : بلى قال : نقتله بما قتل من إخواننا فأجابه فجاؤوا حتى دخلوا على قطام وهي في المسجد الأعظم معتكفة فيه فقالوا لها : قد اجتمع رأينا على قتل علي . قالت : فإذا أردتم ذلك فأتوني فجاء فقال : هذه الليلة التي واعدت فيها صاحبي أن يقتل كل واحد منا صاحبه فدعت لهم بالحرير فعصبتهم وأخذوا أسيافهم وجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها علي فخرج [ علي رضي الله عنه ] لصلاة الغداة فجعل يقول : الصلاة الصلاة فشد عليه شبيب فضربه بالسيف فوقع السيف بعضادي الباب أو بالطلق فشد عليه ابن ملجم فضربه [ بالسيف ] على قرنه وهرب حتى ورد أن حتى دخل منزله ودخل رجل من بني أسيد وهو ينزع السيف والحديد عن صدره فقال : ما هذا السيف والحديد ؟ فأخبره بما كان فذهب إلى منزله فجاء بسيفه فضربه حتى قتله وخرج شبيب نحو أبواب كندة فشد عليه الناس إلا أن رجلا يقال له : عويمر ضرب رجله بالسيف فصرعه وجثم عليه الحضرمي فلما رأى الناس قد أقبلوا في طلبه وسيف شبيب في يده خشي على نفسه فتركه فنجا بنفسه ونجا شبيب في غمار الناس . وخرج ابن ملجم فشد عليه
ص . 195
رجل من همذان يكنى : أبا أدما فضرب رجله فصرعه وتأخر علي ودفع في ظهر جعدة بن هبيرة بن أبي وهب فصلى بالناس الغداة وشد عليه الناس من كل جانب
وذكروا أن محمد بن حنيف قال : والله إن لأصلي تلك الليلة [ التي ضرب فيها علي ] في المسجد الأعظم قريبا من السدة في رجال كثيرة من أهل المصر ما فيهم إلا قيام وركوع وسجود ما يسأمون من أول الليل إلى آخره إذ خرج علي لصلاة الغداة وجعل ينادي : أيها الناس الصلاة الصلاة فما أدري أتكلم بهذه الكلمات أو نظرت إلى بريق السيف وسمعت : الحكم لله لا لك يا علي ولا لأصحابك . فرأيت سيفا ورأيت ناسا وسمعت عليا يقول : لا يفوتكم الرجل . وشد عليه الناس من كل جانب . فلم أبرح حتى أخذ ابن ملجم فأدخل على علي فدخلت فيمن دخل من الناس فسمعت عليا يقول : النفس بالنفس إن هلكت فاقتلوه كما قتلني وإن بقيت رأيت فيه رأيي . ولما أدخل ابن ملجم على علي قال له : يا عدو الله ألم أحسن إليك ؟ ألم أفعل بك ؟ قال : بلى قال : فما حملك على هذا ؟ قال : شحذته أربعين صباحا فسألت الله أن يقتل به شر خلقه قال له علي : ما أراك إلا مقتولا به وما أراك إلا من شر خلق الله عز و جل . وكان ابن ملجم مكتوفا بين يدي الحسن إذ نادته أم كلثوم بنت علي وهي تبكي : يا عدو الله [ إنه ] لا بأس على أبي والله عز و جل مخزيك . قال : فعلام تبكين والله لقد اشتريته بألف وسممته بألف ولو كانت هذه الضربة لجميع أهل مصر ما بقي منهم أحد ساعة وهذا أبوك باقيا حتى الآن . فقال علي للحسن : إن بقيت رأيت فيه رأيي ولئن هلكت من ضربتي هذه فاضربه ضربة ولا تمثل به فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ينهى عن المثلة ولو بالكلب العقور
وذكر أن جندب بن عبد الله دخل على علي يسأل به فقال : يا أمير المؤمنين إن فقدناك ولا نفقدك فنبايع الحسن ؟ قال : ما آمركم ولا أنهاكم أنتم أبصر . فلما
ص . 196
قبض علي رضي الله عنه بعث الحسن إلى ابن ملجم فدخل عليه فقال له ابن ملجم : هل لك في خصلة إني والله ما أعطيت الله عهدا إلا وفيت به إني كنت أعطيت الله عهدا أن أقتل عليا ومعاوية أو أموت دونهما فإن شئت خليت بيني وبينه ولك الله على أن لم أقتله أن آتيك حتى أضع يدي في يدك فقال له الحسن : لا والله أو تعاين النار فقدمه فقتله فأخذه الناس فأدرجوه في بوار ثم أحرقوه بالنار . وقد كان علي رضي الله عنه قال : يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون : قتل أمير المؤمنين قتل أمير المؤمنين ألا لا يقتل بي إلا قاتلي
وأما البرك بن عبد الله فقعد لمعاوية فخرج لصلاة الغداة فشد عليه بسيفه وأدبر معاوية هاربا فوقع السيف في إليته فقال : إن عندي خبرا أبشرك به فإن أخبرتك أنافعي ذلك عندك ؟ قال : وما هو ؟ قال : إن أخا لي قتل عليا [ في هذه ] الليلة . قال : فلعله لم يقدر عليه قال : بلى إن عليا يخرج ليس معه أحد يحرسه فأمر به معاوية فقتل فبعث إلى الساعدي وكان طبيبا فنظر إليه فقال : إن ضربتك مسمومة فاختر مني إحدى خصلتين : إما أن أحمي حديدة فأضعها في موضع السيف وإما أن أسقيك شربة تقطع منك الولد وتبرأ منها فإن ضربتك مسمومة . فقال له معاوية : أما النار فلا صبر لي عليها وأما انقطاع الولد فإن في يزيد وعبد الله وولدهما ما تقر به عيني . فسقاه تلك الليلة الشربة فبرأ فلم يولد له بعد . فأمر معاوية بعد ذلك بالمقصورات وقيام الشرط على رأسه
وقال علي للحسن والحسين : أي بني أوصيكما بتقوى الله و [ إقام ] الصلاة لوقتها وإيتاء الزكاة عند محلها وحسن الوضوء فإنه لا تقبل صلاة إلا بطهور . وأوصيكم بغفر الذنب وكظم الغيظ وصلة الرحم والحلم عن الجاهل والتفقه في الدين والتثبت في الأمر وتعاهد القرآن وحسن الجوار والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجتناب الفواحش
ص . 197
قال : ثم نظر إلى محمد بن الحنفية فقال : هل حفظت ما أوصيت به أخويك ؟ قال : نعم قال : إني أوصيك بمثله وأوصيك بتوقير أخويك لعظم حقهما عليك وتزيين أمرهما ولا تقطع أمرا دونهما . ثم قال لهما : أوصيكما به فإنه شقيقكما وابن أبيكما وقد علمتما أن أباكما كان يحبه
ثم أوصى فكانت وصيته : بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب أوصى أن يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون . ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين . ثم أوصيكما يا حسن ويا حسين ويا جميع أهلي وولدي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ربكم ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " إن صلاح ذات البين أعظم من عامة الصلاة والصيام " . وانظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب . والله الله في الأيتام لا يضيعن بحضرتكم والله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم والله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب الرب والله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم والله الله في القرآن لا يسبقنكم بالعمل به غيركم والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم
ص . 198
والله الله في بيت ربكم لا يخلون ما بقيتم فإنه إن ترك لم تناظروا والله الله في ذمة نبيكم صلى الله عليه و سلم فلا تظلمن بين ظهرانيكم والله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم صلى الله عليه و سلم قال : " ما زال جبريل يوصيني بهم حتى ظننت أنه سيورثهم " . الله الله في أصحاب نبيكم صلى الله عليه و سلم فإنه أوصى بهم والله الله في الضعيفين من النساء وما ملكت أيمانكم الصلاة الصلاة لا تخافن في الله لومة لائم الله يكفيكم من أرادكم وبغى عليكم { وقولوا للناس حسنا } كما أمركم الله ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى أمركم شراركم ثم تدعون ولا يستجاب لكم عليكم بالتواصل والتبادل إياكم والتقاطع والتدابر والتفرق { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب } حفظكم الله من أهل بيت وحفظ فيكم نبيكم صلى الله عليه و سلم . أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام
ثم لم ينطق إلا بلا إله إلا الله حتى قبض في شهر رمضان في سنة أربعين وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص وكبر عليه الحسن تسع تكبيرات وولي الحسن عمله ستة أشهر
ص . 199
وكان ابن ملجم قبل أن يضرب عليا قعد في بني بكر بن وائل إذ مر عليه بجنازة أبجر بن جابر العجلي أبي حجار وكان نصرانيا والنصارى حوله وناس مع حجار بمنزلته يمشون بجانب امامهم شقيق بن ثور السلمي فلما رآهم قال : من هؤلاء ؟ فأخبر ثم أنشأ يقول :
لئن كان حجار بن أبجر مسلما . . . لقد بوعدت منه جنازة أبجر
وإن كان حجار بن أبجر كافرا . . . فما مثل هذا من كفور بمنكر
أترضون هذا إن قسا ومسلما . . . جميعا لدى نعش فيا قبح منظر
وقال ابن [ أبي ] عياش المرادي :
ولم أر مهرا ساقه ذو سماحة . . . كمهر قطام بينا غير معجم
ثلاثة آلاف وعبد وقينة . . . وضرب علي بالحسام المصمم
ولا مهر أغلى من علي وإن غلا . . . ولا قتل إلا دون قتل ابن ملجم
وقال أبو الأسود الدؤلي :
ألا أبلغ معاوية بن حرب . . . فلا قرت عيون الشامتينا
أفي الشهر الحرام فجعتمونا . . . بخير الناس طرا أجمعينا
قتلتم خير من ركب المطايا . . . وحلسها ومن ركب السفينا
ومن لبس النعال ومن حذاها . . . ومن قرأ المثاني والمئينا
لقد علمت قريش حين كانت . . . بأنك خيرها حسبا ودينا
وأما عمرو بن بكر فقعد لعمرو بن العاص في تلك الليلة التي ضرب فيها معاوية فلم يخرج [ كان ] واشتكى فيها بطنه فأمر خارجة بن حبيب وكان صاحب شرطته وكان من بني عامر بن لؤي فخرج يصلي بالناس فشد عليه وهو يرى أنه عمرو بن العاص فضربه بالسيف فقتله [ فأخذ ] وأدخل على عمرو فلما
ص . 200
رآهم يسلمون عليه بالأمرة فقال : من هذا ؟ قالوا : عمرو بن العاص قال : من قتلت ؟ قالوا : خارجة قال : أما والله يا فاسق ما ضمدت غيرك . قال عمرو : أردتني والله أراد خارجة وقدمه وقتله فبلغ ذلك معاوية فكتب إليه :
وقتك وأسباب الأمور كثيرة . . . منية شيخ من لؤي بن غالب
فيا عمرو مهلا إنما أنت عمه . . . وصاحبه دون الرجال الأقارب
نجوت وقد بل المرادي سيفه . . . من ابن أبي شيخ الأباطح طالب
ويضربني بالسيف آخر مثله . . . فكانت عليه تلك ضربة لازب
وأنت تناغي كل يوم وليلة . . . بمصرك بيضا كالظباء الشوارب
وكان الذي ذهب ببيعته سفيان بن عبد شمس بن أبي وقاص الزهري وكان الحسن قد بعث قيس بن سعد بن عبادة على مقدمته في اثني عشر ألفا وخرج معاوية حتى نزل بايلياء في ذلك العام وخرج الحسن حتى نزل في القصور البيض في المدائن وخرج معاوية حتى نزل مسكن
وكان على المدائن عم المختار بن أبي عبيد وكان يقال له : سعد بن مسعود فقال له المختار وهو يومئذ غلام شاب : هل لك في الغنى والشرف ؟ قال : وما ذاك ؟ قال : توثق الحسن وتستأمر به إلى معاوية . فقال له سعد : عليك لعنة الله أأثب على ابن ابنة رسول الله صلى الله عليه و سلم فأوثقه ؟ [ بئس الرجل أنت ] . فلما رأى الحسن تفرق الناس عنه بعث إلى معاوية يطلب الصلح فبعث إليه معاوية عبد الله بن عامر وعبد الله بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس فقدما على الحسن بالمدائن فأعطياه ما أراد وصالحاه ثم قام الحسن في الناس فقال : يا أهل العراق إنما يستخي بنفسي عنكم ثلاث : قتلكم أبي وطعنكم إياي وانتهابكم متاعي . ودخل في طاعة معاوية ودخل الكوفة فبايعه الناس
ص . 201
رواه الطبراني وهو مرسل وإسناده حسن

(9/192)


14792 - عن أبي يحيى قال : لما ضرب ابن ملجم عليا عليه السلام الضربة قال : افعلوا به كما أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يفعل برجل أراد قتله فقال : " اقتلوه ثم حرقوه "
رواه أحمد وفيه عمران بن ظبيان وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات

(9/201)


3 - . باب في مولده ووفاته

(9/201)


14793 - وعن موسى بن طلحة قال : كان علي والزبير وسعد بن أبي وقاص عذار عام واحد
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو متروك وقال يعقوب بن شيبة : لا بأس به وبقية رجاله وثقوا

(9/201)


14794 - وعن محمد بن علي بن الحسين قال :
ص . 202
توفي علي وهو ابن ثمان وخمسين
[ رواه الطبراني في الكبير ] ورجاله رجال الصحيح

(9/201)


14795 - وعن يحيى بن بكير قال : قتل علي بن أبي طالب يوم الجمعة يوم سبع عشرة من شهر رمضان سنة أربعين
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/202)


14796 - عن أبي بكر بن أبي شيبة قال : قتل علي سنة أربعين وكانت خلافته خمس سنين وستة أشهر
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/202)


14797 - وعن عبد الله بن محمد بن عقيل قال : قتل علي سنة أربعين
رواه الطبراني وإسناده ضعيف

(9/202)


4 - . باب خطبة الحسن بن علي رضي الله عنهما

(9/202)


14798 - عن أبي الطفيل قال : خطبنا الحسن بن علي بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه خاتم الأوصياء ووصي الأنبياء وأمين الصديقين والشهداء ثم قال : يا أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون لقد كان
ص . 203
رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطيه الراية فيقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح الله عليه ولقد قبضه الله في الليلة التي قبض فيها وصي موسى وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم وفي الليلة التي أنزل الله عز و جل فيها الفرقان والله ما ترك ذهبا ولا فضة وما في بيت ماله إلا سبعمائة وخمسون درهما فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما لأم كلثوم . ثم قال : من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد صلى الله عليه و سلم . ثم تلا هذه الآية قول يوسف : { واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحق ويعقوب } ثم أخذ في كتاب الله ثم قال : أنا ابن البشير أنا ابن النذير وأنا ابن النبي أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه وأنا ابن السراج المنير وأنا ابن الذي أرسل رحمة للعالمين وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وأنا من أهل البيت الذين افترض الله عز و جل مودتهم وولايتهم فقال فيما أنزل الله على محمد صلى الله عليه و سلم : { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى }

(9/202)


14799 - وفي رواية : وفيها قتل يوشع بن نون فتى موسى
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار إلا أنه قال : ليلة سبع وعشرين من رمضان
وأبو يعلى باختصار والبزار بنحوه إلا أنه قال : ويعطيه الراية فإذا حم الوغى فقاتل جبريل عن يمينه وقال : وكانت إحدى وعشرين من رمضان

(9/203)


ورواه أحمد باختصار كثير وإسناد أحمد وبعض طرق البزار والطبراني في الكبير حسان

(9/203)


5 - . ( أبواب ) مناقب طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

(9/203)


1 - . باب نسبه

(9/203)


14800 - ص . 204 عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال : طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك . وأمه : الصعبة بنت الحضرمي وإنما قيل له : الحضرمي لأنه كان ببلاد حضرموت قتل بها عمرو بن ناهض الحميري ثم هرب إلى مكة فحالف حرب بني أمية . واسم الحضرمي : عبد الله بن عامر بن ربيعة بن أكثر بن بكير بن عوف بن مالك بن عريف بن الخزرج بن إياد بن الصدف بن حضرموت بن قحطان من كندة . والصعبة أخت العلاء بن الحضرمي وأمها عاتكة بنت وهب بن عبد بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/204)


2 - . باب صفته رضي الله عنه

(9/204)


14801 - عن موسى بن طلحة قال : كان طلحة بن عبيد الله أبيض يضرب إلى الحمرة مربوعا هو إلى القصر
ص . 205
أقرب رحب الصدر عريض المنكبين إذا التقت التفت جميعا ضخم القدمين
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف

(9/204)


14802 - وعن الواقدي قال : كان طلحة بن عبيد الله آدم كثير الشعر ليس بالجعد ولا بالسبط حسن الوجه دقيق العرنين إذا مشى أسرع وكان لا يغيره شيبه قتل يوم الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين
رواه الطبراني ورجاله إلى الواقدي ثقات

(9/205)


3 - . باب في كرمه وما سمي به رضي الله عنه

(9/205)


14803 - عن قبيصة بن جابر قال : ما رأيت رجلا قط أعطى الجزيل من المال من غير مسألة من طلحة بن عبيد الله . قال سفيان : وكان أهله يقولون : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم سماه الفياض
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/205)


14804 - وعن طلحة بن عبيد الله قال : سماني رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد : " طلحة الخير " . وفي غزوة ذي العشيرة : " طلحة الفياض " . ويوم حنين : " طلحة الجود "
رواه الطبراني وقال : بالسين والشين جميعا فالسين من العسرة وبالشين موضع . وفيه من لم أعرفهم وسليمان بن أيوب الطلحي وثق وضعف
ص . 206

(9/205)


14805 - وعن موسى بن طلحة أن طلحة نحر جزورا وحفر بئرا يوم ذي قرد فأطعمهم وسقاهم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " يا طلحة الفياض " . فسمي : طلحة الفياض
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة وقد وثق على ضعفه

(9/206)


14806 - وعن سلمة بن الأكوع قال : ابتاع طلحة بن عبيد الله بئرا بناحية الجبل فنحر جزورا فأطعم الناس فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أنت يا طلحة الفياض "
رواه الطبراني وفيه موسى بن محمد بن إبراهيم وهو مجمع على ضعفه

(9/206)


14807 - وعن يحيى بن بكير قال : كان طلحة بن عبيد الله يكنى أبا محمد
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/206)


14808 - وعن طلحة بن يحيى عن جدته سعدى قالت : دخل علي يوما طلحة فرأيت منه فعلا فقلت له : ما لك ؟ لعله رابك منا شيء فغيبك ؟ قال : لا ولنعم حليلة المرء المسلم أنت ولكن اجتمع عندي مال ولا أدري كيف أصنع به . قالت : وما يغمك منه أدع قومك فاقسمه بينهم . فقال : يا غلام علي قومي فسألت الخازن : كم قسم ؟ قال : أربعمائة ألف
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/206)


14809 - وعن عمرو بن دينار قال : كانت غلة طلحة كل يوم ألفا وافيا
ص . 207
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أنه مرسل

(9/206)


4 - . باب جامع في مناقبه رضي الله عنه

(9/207)


14810 - عن عروة قال : طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وكان بالشام فقدم وكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم في سهمه فضرب له سهمه قال : وأجري يا رسول الله ؟ قال : " وأجرك " . يعني يوم بدر
رواه الطبراني وهو مرسل حسن الإسناد

(9/207)


14811 - وعن أبي هريرة قال : تذاكرنا يوم أحد والنبي صلى الله عليه و سلم قائم يصلي فلما فرغ وانصرف من صلاته التفت إلينا فقال :
ألا أخبركم عن يوم أحد وما معي إلا جبريل عن يميني وطلحة عن يساري
رواه الطبراني في الأوسط وفيه القعقاع بن زكريا الطلحي ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/207)


14812 - وعن عائشة أم المؤمنين قالت : والله إني لفي بيتي ذات يوم ورسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه في الفناء والستر بيني وبينهم إذ أقبل طلحة بن عبيد الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على [ ظهر ] الأرض قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه صالح بن موسى وهو متروك

(9/207)


14813 - وعن طلحة بن عبيد الله قال :
ص . 208
كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا رآني قال :
من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله
رواه الطبراني وفيه سليمان بن أيوب الطلحي وقد وثق وضعفه جماعة وفيه جماعة لم أعرفهم

(9/207)


14814 - وبسنده قال : كان يوم أحد جعلت رسول الله صلى الله عليه و سلم على ظهري حتى استقل وصار على الصخرة واستتر من المشركين فقال بيده هكذا وأوما بيده إلى وراء ظهري :
هذا جبريل عليه السلام أخبرني أنه لا يراك يوم القيامة في هول إلا أنقذك منه

(9/208)


14815 - وبسنده قال : لما كان يوم أحد أصابني السهم قلت : حس . فقال :
لو قلت بسم الله لطارت بك الملائكة والناس ينظرون إليك

(9/208)


14816 - وبسنده قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا رآني قال : " سلفي في الدنيا وسلفي في الآخرة "

(9/208)


14817 - وبسنده قال : كانت راحلة رسول الله صلى الله عليه و سلم وطيئة إلي فأتاه رجل يسئله إحداهما فقال : " ذاك إلى طلحة بن عبيد الله " . فأتاني فأعلمني فأبيت عليه فعاد إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأعلمه فقال مثل ذلك فأتاني فأعلمني فأبيت عليه فعاد إلى النبي صلى الله عليه و سلم فرد عليه مثل ذلك فرجع إلي فقلت في نفسي : ما بعثه إلا وهو يحب أن يقضي حاجته وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يكاد يسأل شيئا إلا فعله . فقلت : لأن ألي بشرة رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب إلي من أن ألي راحلته فدفعتها إليه فأراد النبي صلى الله عليه و سلم سفرا فأراد أن يرحل له فأتاني
ص . 209
فقال : أي الراحلتين كانت أحب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقلت : الطائفية فرحلها له ثم قربها إليه فلما سارت به انكبت . فقال : " من رحل هذه ؟ " . قالوا : فلان قال : " ردوها إلى طلحة " . فردت إلي قال طلحة : والله ما غششت أحدا في الإسلام غيره لكي ترجع إلي راحلة رسول الله صلى الله عليه و سلم

(9/208)


14818 - عن الحارث الأعور الهمذاني قال : كنت عند علي بن أبي طالب إذ جاءه ابن طلحة بن عبيد الله فقال له علي : مرحبا بك يا ابن أخي إلى ههنا فأقعده معه ثم قال : أما والله إني لأرجو أن أكون أنا وأبوك ممن قال الله : { ونزعنا ما في صدورهم من غل } الآية
رواه الطبراني في الأوسط والحارث ضعفه الجمهور وقد وثق وبقية رجاله ثقات

(9/209)


14819 - عن عيسى بن طلحة قال : كان يوم قتل ابن اثنتين وستين سنة
قال الواقدي : وقتل يوم الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين

(9/209)


14820 - وفي رواية : عن المهاجر بن قنفذ قال : قتل طلحة وهو ابن أربع وستين سنة ودفن بالبصرة في ناحية ثقيف
وفي إسنادهما الواقدي وهو ضعيف

(9/209)


14821 - عن يحيى بن بكير قال : قتل طلحة بن عبيد الله يوم الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين وسنه ثنتان وخمسون سنة [ أو أربع وخمسون سنة ] والزبير أسن منه وكان يكنى أبا محمد
رواه الطبراني عن يحيى هكذا
ص . 210

(9/209)


14822 - وعن قيس بن أبي حازم قال : رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم فوقع في عين ركبته فما زال يسيح إلى أن مات
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/210)


14823 - وعن طلحة بن مصرف أن عليا انتهى إلى طلحة بن عبيد الله وقد مات فنزل عن دابته وأجلسه فجعل يمسح الغبار عن وجهه ولحيته وهو يترحم عليه وهو يقول : ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/210)


14824 - وعن قيس بن عباد قال : شهدت عليا يوم الجمل يقول لابنه حسن : يا حسن وددت أني مت منذ عشرين سنة
رواه الطبراني وإسناده جيد

(9/210)


6 - . باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه

(9/210)


14825 - قال الطبراني : الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن
ص . 211
قصي بن كلاب بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك يكنى أبا عبد الله أمه صفية عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم

(9/210)


14826 - وعن يحيى بن بكير قال : كان الزبير يكنى أبا عبد الله
رواه الطبراني

(9/211)


14827 - وعن عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير قال : كان الزبير أبيض طويلا محففا خفيف العارضين
رواه الطبراني وعبد الله يروي الموضوعات

(9/211)


14828 - وعن عروة : فيمن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من بني أسد بن عبد العزى : الزبير بن العوام بن أسد
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/211)


14829 - وعن عروة قال : كان الزبير بن العوام طويلا تخط رجلاه الأرض إذا ركب الدابة أشعر وربما أحدب بشعر كتفيه
رواه الطبراني وفيه أبو غزية ضعفه الجمهور ووثقه الحاكم وابن أبي الزناد مختلف فيه

(9/211)


14830 - عن عروة قال : أول من سل سيفا في سبيل الله الزبير بن العوام
ص . 212
ورجاله ثقات

(9/211)


14831 - وعن شيخ قدم من الموصل قال : صحبت الزبير بن العوام في بعض أسفاره فأصابته جنابة بأرض قفر فقال : استرني فسترته فحانت مني التفاتة إليه فرأيته مجدعا بالسيوف فقلت : والله لقد رأيت بك أثارا ما رأيتها بأحد قط قال : وقد رأيت ذلك ؟ قلت : نعم قال : أما والله ما منها جراحة إلا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي سبيل الله
رواه الطبراني والشيخ الموصلي لم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/212)


14832 - وعن مطيع بن الأسود قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : والله لو عهدت عهدا أو تركت تركة لكان أحب إلي أن أجعلها إلى الزبير بن العوام فإنه ركن من أركان الدين
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/212)


14833 - وعن أبي الأسود قال : أسلم الزبير بن العوام وهو ابن ثمان سنين وهاجر وهو ابن ثمان عشرة سنة وكان عم الزبير يعلق الزبير في حصير ويدخن عليه بالنار وهو يقول : ارجع إلى الكفر فيقول الزبير : لا أكفر أبدا
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أنه مرسل

(9/212)


14834 - وعن هشام بن عروة قال : أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة ولم يتخلف عن غزوة غزاها
ص . 213
رسول الله صلى الله عليه و سلم وقتل وهو ابن بضع وستين سنة وهو من البصرة على نحو بريد
رواه الطبراني وهو مرسل صحيح

(9/212)


14835 - وعن عبد الله بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
لكل نبي حواري والزبير حواري وابن عمتي
رواه أحمد والبزار والطبراني وإسناد أحمد المتصل رجاله رجال الصحيح

(9/213)


14836 - وعن الزبير بن بكار قال : التقى علي بن أبي طالب والزبير بن العوام يوم الجمل فقال علي للزبير : إن لم تقاتل معنا فلا تعن علينا . فقال الزبير : أتحب أن أرجع عنك ؟ قال : نعم وكيف لا أحب ذلك وأنت ابن عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم وابن خال رسول الله صلى الله عليه و سلم وحواري رسول الله صلى الله عليه و سلم وسيف رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
قوله : حوراي رسول الله صلى الله عليه و سلم يعني : خلصان رسول الله صلى الله عليه و سلم . وسلف رسول الله صلى الله عليه و سلم : لأن عائشة بنت أبي بكر زوج رسول الله صلى الله عليه و سلم وأسماء بنت أبي بكر زوج الزبير . وقوله : سيف رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن الزبير أول من سل سيفا في سبيل الله . وقوله : ابن عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم : أمه صفية عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم . وقوله : ابن خال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لأن أم النبي صلى الله عليه و سلم آمنة بنت وهب والزبير من رهطها
رواه الطبراني منقطع الإسناد

(9/213)


14837 - عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لكل نبي حوراي وحواريي الزبير "
رواه البزار ورجاله ثقات
ص . 214

(9/213)


14838 - وعن نافع قال : سمع ابن عمر رجلا يقول : يا ابن حوراي رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن كنت من آل الزبير وإلا فلا ؟
رواه البزار ورجاله ثقات

(9/214)


14839 - وعن الزبير قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم في ليلة باردة - أو في غداة باردة - فذهبت ثم جئت ورسول الله صلى الله عليه و سلم معه بعض نسائه في لحاف فطرح علي طرف ثوب أو طرف الثوب
رواه البزار وفيه إسحاق بن إدريس وهو متروك

(9/214)


14840 - وعن ابن عمر أن الزبير استأذن عمر في الجهاد فقال : اجلس فقد جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه البزار وإسناده حسن

(9/214)


14841 - وعن الزبير بن العوام قال : دعا لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ولولدي ولولد ولدي فسمعت أبي يقول لأخت لي كانت أسن مني : يا بنية - يعني : إنك ممن أصابته دعوة رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أبو يعلى وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك

(9/214)


14842 - وعن ابن عون قال : هؤلاء الأخيار قتلوا قتلا ثم بكى فقال قاتل
ص . 215
الزبير : أقبل على الزبير فأقبل الزبير عليه فقال : أذكرك الله فكف عنه الزبير حتى فعل ذلك مرارا فقال الزبير : قاتله الله يذكرنا الله ثم ينساه
رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله ثقات

(9/214)


14843 - عن يحيى بن بكير قال : قتل الزبير بن العوام يوم الجمل في جمادى - لا أدري الأولى أو الآخرة - سنة ست وثلاثين
وأخبرني الليث عن أبي الأسود أنه أخبره عروة : أن الزبير أسلم وهو ابن ثمان سنين وكان يكنى أبا عبد الله فإن كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أقام بمكة ثلاث عشرة سنة فهو يوم قتل ابن سبع وخمسين وإن كان أقام عشر سنين فالزبير ابن أربع وخمسين سنة
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/215)


14844 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال : قتل الزبير وهو ابن أربع وستين وقتل سنة ست وثلاثين
رواه الطبراني وإسناده منقطع

(9/215)


14845 - وعن هشام بن عروة قال : أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة وقتل وهو ابن بضع وستين
رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح

(9/215)


14846 - عن أسماء بنت أبي بكر قالت : فقال حسان :
أقام على عهد النبي وهديه . . . حواريه والقول بالفعل يعدل
هو الفارس المشهور والبطل الذي . . . يصول إذا ما كان يوم محجل
إذا كشفت عن ساقها الحرب حشها . . . بأبيض سباق إلى الموت يرفل
ص . 216
وإن كان امرؤ كانت صفية أمه . . . ومن أسد في بيتها لمؤثل
رواه الطبراني في حديث طويل قد تقدم في كتاب الأدب ويأتي في الشعر وأبوابه في أواخر الكتاب

(9/215)


7 - . باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

(9/216)


1 - . باب في سنه وصفته رضي الله عنه

(9/216)


14847 - عن سعد - يعني ابن أبي وقاص - أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله من أنا ؟ قال : " سعد بن مالك بن أهيب بن عبد مناف من قال غير ذلك فعليه لعنة الله "
رواه الطبراني والبزار مسندا ومرسلا ورجال المسند وثقوا

(9/216)


14848 - وعن مصعب بن عبد الله الزبيري قال : أم سعد بن أبي وقاص : حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف . وأمها بنت أبي سرح بن حبيب بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن لؤي بن غالب
رواه الطبراني

(9/216)


14849 - وعن عائشة بنت سعد قالت : كان أبي رجلا قصيرا دحداحا غليظا ذا هامة شثن الأصابع وقد شهد بدرا
ص . 217
رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف

(9/216)


14850 - عن إسماعيل بن محمد بن سعد قال : كان سعد بن أبي وقاص جعد الشعر أشعر الجسد طويلا أفطس
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك

(9/217)


2 - . باب إجابة دعوته رضي الله عنه

(9/217)


14851 - عن عامر - يعني الشعبي - قال : قيل لسعد بن أبي وقاص : متى أصبت الدعوة ؟ قال : يوم بدر كنت أرمي بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم فأضع السهم في كبد القوس ثم أقول : اللهم زلزل أقدامهم وأرعب قلوبهم وافعل بهم وافعل . فيقول النبي صلى الله عليه و سلم : " اللهم استجب لسعد "
رواه الطبراني وإسناده حسن
وقد تقدم في وقعة أحد أن السهام التي رمى بها يومئذ ألف سهم

(9/217)


14852 - وعنه قال : سمعني النبي صلى الله عليه و سلم وأنا أدعو فقال : " اللهم استجب له إذا دعاك "
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . ويأتي حديث ابن عباس في الباب الذي يليه

(9/217)


14853 - عن سعيد بن المسيب قال : خرجت جارية لسعد - يقال لها : زيرا - وعليها قميص حرير فكشفتها الريح
ص . 218
فشد عليها عمر بالدرة وجاء سعد ليمنعه فتناوله بالدرة فذهب سعد يدعو على عمر فناوله عمر الدرة وقال : اقتص . فعفا عن عمر
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/217)


14854 - وعن قيس - يعني ابن أبي حازم - قال : كان لابن مسعود على سعد مال فقال له ابن مسعود : أد المال الذي قبلك فقال له سعد : ويحك مالي ومالك ؟ قال : أد المال الذي قبلك فقال سعد : والله لأراك لاق مني شرا هل أنت إلا ابن مسعود وعبد من [ بني ] هذيل ؟ فقال : أجل والله إني لابن مسعود وإنك لابن حمنة فقال لهما هاشم بن عتبة : إنكما صاحبا رسول الله صلى الله عليه و سلم ينظر الناس إليكما فطرح سعد عودا كان في يده ثم رفع يده فقال : اللهم رب السماوات فقال له ابن مسعود : قل قولا ولا تلعن فسكت . ثم قال سعد : لولا اتقاء الله لدعوت عليك دعوة ما تخطئك
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة مأمون

(9/218)


14855 - عن عامر بن سعد قال : بينما سعد يمشي إذ مر برجل وهو يشتم عليا وطلحة والزبير فقال له سعد : إنك تشتم أقواما قد سبق لهم من الله ما سبق والله لتكفن عن شتمهم أو لأدعون الله عز و جل عليك . قال : يخوفني كأنه نبي فقال سعد : اللهم إن كان يشتم أقواما قد سبق لهم منك ما سبق فاجعله اليوم نكالا . فجاءت بختية ( الأنثى من الجمال ) فأفرج الناس لها فتخبطته فرأيت الناس يتبعون سعدا يقولون : استجاب الله لك يا أبا إسحاق
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
ص . 219

(9/218)


14856 - وعن قبيصة بن جابر : قال ابن عم لنا يوم القادسية :
ألم تر أن الله أنزل نصره . . . وسعد بباب القادسية معصم
فإبنا وقد أيمت نساء كثيرة . . . ونسوة سعد ليس فيهن أيم
فبلغ سعدا قوله فقال : اللهم [ اقطع ] عني لسانه ويده فجاءت نشابة فأصابت فاه فخرس ثم قطعت يده في القتال فقال سعد : احملوني على باب فخرج به محمولا ثم كشف عن ظهره وفيه قروح فأخبر الناس بعذره فعذروه وكان سعد لا يحين

(9/219)


14857 - وفي رواية : يقاتل حتى ينزل الله نصره . وقال : وقطعت يده وقتل
رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات

(9/219)


3 - . باب جامع في مناقبه رضي الله عنه

(9/219)


14858 - عن سعد قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم أستخبر له خبر قوم فذهبت وأنا أسعى حتى صرت إلى القوم ثم جئت وأنا أمشي على هيئتي حتى صرت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فسألني فأخبرته فقال : " ذهبت شديدا ثم جئت على هيئتك ؟ " . - أو كما قال - فقلت : يا رسول الله إني كرهت أن أسعى فيظن بي القوم أني قد فرقت . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " إن سعدا لمجرب "
رواه البزار وإسناده حسن

(9/219)


14859 - وعن جابر بن سمرة قال : أول من رمى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بسهم رمى به سعد
ص . 220
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي خالد الوالبي وهو ثقة

(9/219)


14860 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : أول من رمى بسهم في سبيل الله سعد
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه العلاء بن عمرو الحنفي وهو متروك

(9/220)


14861 - وعن سعد أن النبي صلى الله عليه و سلم جمع له أبويه قال : كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " سعد ارم فداك أبي وأمي " . قال : فنزعت بسهم ليس فيه نصل فأصبت جنبيه فوقع وانكشفت عورته فضحك النبي صلى الله عليه و سلم حتى نظرت إلى نواجذه
قلت : في الصحيح بعضه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة

(9/220)


14862 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : كان سعد يوم بدر يقاتل قتال الفارس والراجل
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن يوسف الصيرفي وهو ثقة

(9/220)


14863 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
أول من يدخل من هذا الباب رجل من أهل الجنة
فدخل سعد بن أبي وقاص
رواه أحمد وإسناده حسن
ص . 221

(9/220)


14864 - وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
يدخل عليكم رجل من أهل الجنة
فدخل سعد قال ذلك في ثلاثة أيام كل ذلك يدخل سعد
رواه البزار وفيه عبد الله بن قيس الرقاشي وقد ضعف

(9/221)


14865 - وعن سعد أن النبي صلى الله عليه و سلم كان بين يديه طعام فقال :
اللهم سق إن شئت هذا الطعام عبدا يحبه ويحبك
قال : فطلع - يعني نفسه -
رواه البزار ورجاله وثقوا

(9/221)


14866 - وعن ابن عباس قال : لما كان يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لسعد بن أبي وقاص : " دونك لحوم القوم " . فكان سعد يضع سهمه في كبد قوسه فيقول : قوسه فيقول : اللهم سهمك وفي سبيلك اللهم انصر رسولك . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اللهم استجب لسعد إذا دعاك "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو سعد البقال وهو مدلس ثقة وقد اعتضد حديثه بالحديثين اللذين تقدما إجابة دعائه

(9/221)


14867 - وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فخدتني وحشة من الليل فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ما لك ؟ " . فقلت : إني في هذا المكان في ليلة ظلماء فأخاف عليك . فقال : " كلا إن الله عز و جل يبعث لنا رجلا يحب الله ورسوله يكلؤنا بقية ليلتنا " . قالت : فبينا أنا كذلك إذ رأيت سوادا قد أقبل نحونا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من هذا ؟ " . فقال : أنا سعد بن مالك جئت أكلؤك بقية ليلتك هذه فوضع رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسه
ص . 222
قلت : في الصحيح طرف منه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو جعفر الأشجعي لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/221)


14868 - وعن سعد قال : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بدرا وما لي غير شعرة واحدة ثم أكثر الله لي من اللحى بعد
رواه البزار وقال : قوله : ما لي غير شعرة واحدة يعني : ما لي إلا ابنة واحدة . ثم أكثر الله لي من اللحى يعني : من الولد

(9/222)


14869 - وعن عامر بن سعد قال : كان سعد آخر المهاجرين وفاة رضي الله عنه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/222)


14870 - وقال أحمد بن حنبل : توفي وهو ابن ثلاث وثمانين ومات على عشرة أميال من المدينة وحمل على رقاب الرجال إلى المدينة وكان مروان يومئذ الوالي عليها وأسلم وهو ابن سبع عشرة سنة
رواه الطبراني

(9/222)


14871 - وعن إبراهيم بن سعد قال :
ص . 223
توفي سعد بن أبي وقاص زمن معاوية بعد حجته الأولى وهو ابن ثلاث وثمانين
رواه الطبراني ورجاله ثقات وروى نحوه عن يحيى بن بكير

(9/222)


14872 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال : مات سعد ومروان والي المدينة فصلى عليه ومات سنة خمس وخمسين
رواه الطبراني

(9/223)


14873 - وعن الزبير بن بكار قال : مات سعد بالعقيق على عشرة أميال من المدينة وحمل على رقاب الرجال إلى المدينة
ويقال : توفي وهو ابن بضع وسبعين
رواه الطبراني

(9/223)


8 - . باب مناقب سعيد بن زيد رضي الله عنه

(9/223)


14874 - عن شباب العصفري قال : سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن عدي بن كعب . يكنى أبا الأعور وأمه فاطمة بنت نعجة بن أمية بن خويلد من خزاعة
رواه الطبراني

(9/223)


14875 - وعن عمرو بن علي قال : كان سعيد آدم طوالا أشقر
ص . 224
رواه الطبراني وروى عن الواقدي مثله

(9/223)


14876 - وعن عروة قال : سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قدم من الشام بعدما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من بدر فكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم فضرب له بسهمه قال : وأجري - يا رسول الله - زعموا ؟ قال : " وأجرك "
رواه الطبراني وإسناده حسن وروى عن الزهري مثله

(9/224)


14877 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
عشرة من قريش في الجنة : أبو بكر وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وسعد في الجنة وسعيد في الجنة وعبد الرحمن بن عوفي ( كذا ) في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة
رواه الطبراني في الثلاثة رجاله رجال الصحيح غير حامد بن يحيى البلخي وهو ثقة ولهذا الحديث طرق في مناقب جماعة من الصحابة

(9/224)


14878 - وعن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال : بعث معاوية بن الحكم بالمدينة ليبلغ لابنه يزيد فقال رجل من أهل الشام : ما يجيبك حتى يجيئني سعيد بن زيد فيبايع فإنه أنبل أهل البلد فإذا بايع بايع الناس
رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/224)


14879 - وعن يحيى بن بكير قال :
ص . 225
توفي سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل سنة إحدى وخمسين وسنة بضع وسبعون ودفن بالمدينة ومات بالعقيق ونزل في قبره سعد بن أبي وقاص وابن عمر . ويكنى أبا الأعور
رواه الطبراني وروى عن محمد بن عبد الله بن نمير طرف منه

(9/224)


14880 - وعن عائشة بنت سعد قالت : غسل سعد سعيد بن زيد بالعقيق ثم حملوه فجاؤوا به فجاء سعد يمشي حتى إذا حاذى بداره دخل فاغتسل ثم خرج فقال : إني لم أغتسل من غسل سعيد إنما اغتسلت من الحر
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه

(9/225)


14881 - وعن زيد بن سعيد بن عبد الرحمن بن سعيد بن زيد أن سعد بن أبي وقاص غسل سعيدا بالسجرة
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه

(9/225)


9 - . باب مناقب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

(9/225)


14882 - عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال : عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن [ عبد ] الحارث بن زهرة بن كلاب
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/225)


14883 - وعن ابن سيرين أن عبد الرحمن بن عوف كان اسمه في الجاهلية عند الكعبة فسماه رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الرحمن
ص . 226
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/225)


14884 - وعن عبد الرحمن بن عوف قال : كان اسمي في الجاهلية عبد عمرو فسماني رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الرحمن
رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز وهو ضعيف

(9/226)


14885 - وعن ابن إسحاق قال : عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة يكنى أبا محمد شهد بدرا
وإسناده حسن

(9/226)


14886 - وعن عروة بن الزبير : فيمن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من بني زهرة بن كلاب بن مرة : عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف
رواه الطبراني وهو مرسل حسن الإسناد

(9/226)


14887 - وعن ابن إسحاق أن عبد الرحمن بن عوف كان ساقط الثنيتين أهتم أعسر أعرج وكان أصيب يوم أحد فهتم وجرح عشرين جراحة أو أكثر أصابه بعضها في رجله فعرج
رواه الطبراني ورجاله ثقات
ص . 227

(9/226)


14888 - وعن عبد الرحمن بن عوف قال : كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه و سلم لدين فكنت من أول الناس إسلاما
رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو مجمع على ضعفه

(9/227)


14889 - وعن عبد الرحمن بن عوف قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا عبد الرحمن إنك من الأغنياء لن تدخل الجنة إلا زحفا فأقرض الله يطلق قدميك
فقال عبد الرحمن : ما الذي أقرض أو أخرج ؟ وخرج عبد الرحمن بن عوف فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " مر عبد الرحمن فليضف الضيق وليطعم المسكين وليعط السائل فإن ذلك يجزي عن كثير مما هو فيه "
رواه البزار وفيه خالد بن يزيد بن أبي مالك وضعفه الجمهور ولا يثبت في دخوله زحفا حديث

(9/227)


14890 - وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أول من يدخل الجنة من أغنياء أمتي عبد الرحمن بن عوف والذي نفسي بيده لن يدخلها إلا حبوا
رواه البزار وفيه أغلب بن تميم وهو مجمع على ضعفه

(9/227)


14891 - وعن عبد الرحمن بن عوف قال : أريت الجنة فإذا هي لا يدخلها إلا المساكين فدخلت معهم حبوا فلما استيقظت قلت : إبلي التي أنتظرها بالشام وأحمالها في سبيل الله حتى أدخلها معهم ماشيا
رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو مجمع على ضعفه
ص . 228

(9/227)


14892 - وعن أنس قال : بينما عائشة في بيتها إذ سمعت صوتا في المدينة فقالت : ما هذا ؟ فقالوا : عير لعبد الرحمن بن عوف قدمت من الشام تحمل من كل شيء فكانت سبعمائة بعير فارتجت المدينة من الصوت فقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
قد رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا
فبلغ ذلك عبد الرحمن بن عوف فقال : إن استطعت لأدخلنها قائما فجعلها بأقتابها وأحمالها في سبيل الله
رواه أحمد والبزار بنحوه والطبراني وفيه عمارة بن زاذان ضعفه النسائي والدارقطني . وقد شهد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بدرا والحديبية وشهد له رسول الله صلى الله عليه و سلم بالجنة وصلى خلفه

(9/228)


14593 - وعن بسرة بنت صفوان أن النبي صلى الله عليه و سلم سألها : " من يخطب أم كلثوم بنت عقبة ؟ " . قالت : فلان وفلان وعبد الرحمن عوف فقال : " أنكحوا عبد الرحمن بن عوف فإنه من خيار المسلمين ومن خيارهم من كان مثله "

(9/228)


14594 - وفي رواية : قال : " فأين أنتم من عبد الرحمن بن عوف فإنه سيد المسلمين وخيارهم "
رواه الطبراني في الأوسط . وفي الرواية الأولى يعقوب بن حميد وسليمان بن سالم وكلاهما وثق وبقية رجالها رجال الصحيح . والثانية ضعيفة

(9/228)


14895 - وعن المسور بن مخرمة أن عبد الرحمن بن عوف باع كرمة من عثمان بأربعين ألف دينار فأمر عثمان عبد الله بن سعد بن أبي سرح فأعطى الثمن فقسمه عبد الرحمن بين بني زهرة وبين فقراء المسلمين وأزواج النبي صلى الله عليه و سلم
قال المسور : فأتيت عائشة فقالت : ما هذا ؟ قلت : بعث به عبد الرحمن
ص . 229
فقال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا يحنوا عليكن بعدي إلا الصابرونسقى الله ابن عوف من سلسل الجنة "
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(9/228)


14896 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
خياركم خيركم لنسائي من بعدي
قال : فأوصى لهن عبد الرحمن بكذا فبيع بأربعين ألفا
رواه البزار وإسناده حسن

(9/229)


14897 - وعن عبد الرحمن بن عوف قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
لا يعطفن عليكم إلا الصادقون
قال عبد الرحمن : فبعث من عبد الله بن سعد بن أبي سرح - شيئا قد سماه - بأربعين ألفا . فقسمه بينهن - يعني بين أزواج النبي صلى الله عليه و سلم ورحمهن الله
رواه البزار عن عبد الله بن شبيب وهو ضعيف

(9/229)


14898 - وعن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لأزواجه :
إن الذي يحنو عليكن بعدي لهو الصادق البار اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسل الجنة
ررواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات

(9/229)


14899 - وعن عبد الرحمن بن أبي أوفى قال : شكى عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
يا خالد لم
ص . 230
تؤذ [ رجلا ] من أهل بدر لو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله ؟
قال : يقعون في فأرد عليهم قال : " لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار "
رواه الطبراني والبزار ورجال الطبراني ثقات

(9/229)


14900 - وعن الزهري قال : تصدق عبد الرحمن بن عوف بشطر ماله على عهد رسول صلى الله عليه و سلم أربعة آلاف درهم ثم تصدق بأربعين ألفا ثم تصدق بأربعين ألف دينار ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله ثم حمل على ألف وخمسمائة راحلة في سبيل الله وكان عامة ماله من التجارة
رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله ثقات

(9/230)


14901 - وعن عبد الرحمن بن عوف أنه كان مع النبي صلى الله عليه و سلم فذهب النبي صلى الله عليه و سلم لحاجته فأدركهم وقت الصلاة فتقدهم عبد الرحمن بن عوف فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فصلى خلفه ركعة فلما سلم قال : " أصبتم أو أحسنتم "
رواه أحمد والبزار ولفظه : أن رسول الله انتهى إليه وهو يصلي فأراد أن يتأخر فأومأ إليه أن مكانك فصلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بصلاة عبد الرحمن . وأبو يعلى ورجال البزار رجال الصحيح

(9/230)


14902 - وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 231
ما قبض نبي حتى يؤمه رجل من أمته
رواه البزار وفيه راو لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/230)


14903 - وعن عبد الرحمن بن عوف قال : أقطعني رسول الله صلى الله عليه و سلم وعمر أرض كذا وكذا فذهب ابن الزبير رحمه الله إلى آل عمر فاشترى نصيبه منهم فأتى عثمان بن عفان فقال : إن عبد الرحمن بن عوف زعم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أقطعه وعمر بن الخطاب أرض كذا وكذا وإني اشتريت نصيب آل عمر ؟ فقال عثمان : عبد الرحمن جائز الشهادة له وعليه
رواه أحمد

(9/231)


14904 - وعن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال : سمعت عليا يوم مات عبد الرحمن بن عوف يقول : أذهب ابن عوف فقد أدركت صفوها واستقت رفقها ؟

(9/231)


14905 - وفي رواية : أذهب عبد الرحمن بن عوف فققد ذهبت بتطنيتك لم ينتقص منها بشيء
رواه كله الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة

(9/231)


14906 - ووعن يحيى بن بكير قال : ولد عبد الرحمن بن عوف بعد الفيل بعشرين سنة ومات سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين وسنه خمس وسبعون سنة وصلى عليه عثمان بن عوف رضي الله تعالى عنهما

(9/231)


10 - . باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه

(9/231)


14907 - ص . 232 قال ابن إسحاق : هو عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر لم يعقب . وأم أبي عبيدة أم غنم بنت جابر بن عدي بن العداء بن عامر بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر
رواه الطبراني وروى عن أبي بكر بن أبي شيبة بعض ذلك ورجالهما ثقات

(9/232)


14908 - وعن عروة قال : شهد بدرا من بني الحارث بن فهر أبو عبيدة بن الجراح
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/232)


14909 - وعن ابن شوذب قال : جعل أبو أبي عبيدة يتصدى له يوم بدر فجعل أبو عبيدة يحيد عنه فلما أكثر قصده أبو عبيدةفقتله فأنزل الله عز و جل هذه الآية : { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون }
رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله ثقات
ص . 233

(9/232)


14910 - وعن أبي البختري قال : قال ابو بكر لأبي عبيدة : ابسط يدك حتى أبايعك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " أنت أمين هذه الأمة " . فقال أبو عبيدة : ما كنت لأتقدم بين يدي رجل أقره رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤمنا فأمنا حتى مات
رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن أبا البختري لم يدرك أبا عبيدة ولا عمر

(9/233)


14911 - وعن ابن مسعود قال : جاء العاقب والسيد صاحبا نجران قال : وأرادا أن يلاعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال : فقال أحدهما لصاحبه : لا تلاعنن فوالله لئن كان نبيا فلاعناه لا نفلح نحن ولا عقبنا أبدا . قال : فأتياه فقالا : لا نلاعنك ولكنا نعطيك ما سألت فابعث معنا رجلا أمينا . قال : فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " لأبعثن رجلا حق أمين حق أمين " . قال : فاستشرف لها أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فقال : " قم يا أبا عبيدة بن الجراح " . فلما قام قال : " هذا أمين هذه الأمة "
قلت : عند ابن ماجة طرف منه
رواه أحمد والبزار ورجال البزار رجال الصحيح وكذلك رجال أحمد غير خلف بن الوليد وهو ثقة

(9/233)


14912 - وعن شريح بن عبيد وراشد بن سعد وغيرهما قالوا : لما بلغ عمر بن الخطاب سرغ حدث أن بالشام وباء شديدا
ص . 234
قال : بلغني أن شدة الوباء بالشام فقلت : إن أدركني أجلي وأبو عبيدة حي استخلفته فإن سألني الله : لم استخلفته على أمة محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قلت : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " لكل نبي أمين وأميني أبو عبيدة بن الجراح " . فأنكر القوم ذلك وقالوا : ما بال عليا قريش ؟ يعني بني فهر
ثم قال : فإن أدركني أجلي وقد توفي أبو عبيدة استخلفت معاذ بن جبل فإن سألني ربي : لم استخلفته ؟ قلت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " إنه يحشر يوم القيامة بين يدي العلماء نبذة "
رواه أحمد وهو مرسل راشد وشريح لم يدركا عمر

(9/233)


14913 - وعن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لكل نبي أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح "
رواه الطبراني في الأوسط ورجال البزار ثقات

(9/234)


14914 - وعن أبي بكر الصديق قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
إن لكل أمة أمينا وأن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك

(9/234)


14915 - ووعن خالد بن الوليد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح
ص . 235

(9/234)


14916 - وعن جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم كان في يده مخصرة أو قضيب أو عود فأومى بيده إلى خاصرة أبي عبيدة بن الجراح فقال : " إن هذه لخاصرة أو خويصرة مؤمنة "
رواه البزار وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف

(9/235)


14917 - وعن يحيى بن بكير قال : مات أبو عبيدة في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وهو ابن ثمان وخمسين سنة وشهد بدرا وهو ابن إحدى وأربعين سنة ويقال : صلى عليه معاذ بن جبل
رواه الطبراني
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

(9/235)


11 - . باب في فضل جماعة من الصحابة منهم أبو بكر وعمر وغيرهما رضي الله عنهما

(9/235)


14918 - عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأرفق أمتي لأمتي عمر وأصدق أمتي حياء عثمان وأقضى أمتي علي بن أبي طالب وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل يجيء يوم القيامة أمام العلماء برثوة وأقرأ أمتي أبي بن كعب وأفرضها زيد بن
ص . 236
ثابت وأتي عويمر عبادة
- يعني أبا الدرداء - رضوان الله عليهم أجمعين
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(9/235)


14919 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أرأف أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في الإسلام عمر وأصدقهم حياء عثمان بن عفان وأقضاهم علي وأفرضهم زيد بن ثابت وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأقرؤهم أبي بن كعب ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة
رواه أبو يعلى وفيه محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني وهو ضعيف

(9/236)


14920 - وعن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم على حراء فتزلزل الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اثبت حراء ما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد " . وعليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل
رواه الطبراني وأبو يعلى وفيه النضر بن عمر وهو متروك

(9/236)


14921 - وعن سهل بن سعد قال : تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صعد أحدا وأبو بكر وعمر فارتجز الجبل وعليه أبو بكر وعمر وعثمان فقال الني صلى الله عليه و سلم : " اثبت أحد ما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان "
ص . 237
قلت : حديث عثمان رواه الترمذي فقال فيه : صعد حراء
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/236)


14922 - وعن عبد الله بن سعد بن أبي سرح قال : بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في عشرة من أصحابه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وغيرهم على جبل حراء إذ تحرك بهم فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
اسكن حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
قلت : وقد تقدم حديث ابن عمر في مناقب سعيد بن زيد وهو أصح شيء عندي وحديث عثمان

(9/237)


14923 - وعن عبد الرحمن بن أبزي قال : كأني أنظر إليهم خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف
رواه الطبراني هكذا وفيه إبراهيم بن إسحاق الضرير وهو متروك

(9/237)


14924 - وعن ابن عمر قال : لما طعن عمر وأمر الشورى دخلت عليه حفصة ابنته فقالت : إن الناس يقولون : إن هؤلاء القوم الذين جعلتهم في الشورى ليس هم رضى قال : أسندوني فأسندوه وهو لما به فقال : ما عسى أن تقولوا في عثمان ؟ لسمعت رسول الله يقول : " يوم يموت عثمان تصلي عليه ملائكة السماء " . قلت : لعثمان خاصة أم للناس عامة ؟ قال : " بل عثمان خاصة "
قال : ما عسى أن تقولوا في عبد الرحمن بن عوف ؟ رأيت النبي صلى الله عليه و سلم جاع جوعا شديدا فجاء عبد الرمحن برغيفين بينهما إهالة فوضع بين رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
ص . 238
كفاك الله أمر دنياك فأما الآخرة فأنا لها ضامن
ما عسى أن تقولوا في طلحة ؟ رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم سقط رحله في ليلة مرة فقال : " من يسوي رحلي وله الجنة ؟ " . فابتدى طلحة الرحل فسواه فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " لك الجنة علي يا طلحة غدا "
ما عسى أن تقولوا في الزبير ؟ فقد رأيت النبي صلى الله عليه و سلم وقد نام فلم يزل يدب عن وجهه حتى استيقظ فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : " لم تزل يل أبا عبد الله ؟ " . فقال : لم أزل فداك أبي وأمي وقال : " هذا جبريل يقرئك السلام ويقول لك : علي أن أذب عن وجهك شرر جهنم يوم القيامة "
ما عسى أن تقولوا في علي ؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " يا علي يدك مع يدي يوم القيامة تدخل حيث أدخل "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبد الله بن سليمان الخراساني تكلم فيه الذهبي من عند نفسه بهذا الحديث ولم ينسبه والله أعلم

(9/237)


14925 - وعن زيد بن أبي أوفى قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسجد المدينة فجعل يقول : " أين فلان بن فلان ؟ " . [ فلم يزل ] يتفقدهم ويبعث إليهم حتى اجتمعوا عنده فقال : " إني محدثكم بحديث فاحفظوه وعوه وحدثوا من بعدكم : إن الله اصطفى من خلقه خلقا " . ثم تلا هذه الآية : " { الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس } خلقا يدخلهم الجنة وإني مصطفى منكم من أحب أن أصطفيته ومؤاخي بينكم كما آخى الله بين الملائكة قم يا أبا بكر " . فقام حتى جثا بين يديه فقال : " إن لك عندي يدا الله يجزيك بها ولو كنت متخذا خليلا لتخذتك خليلا فأنت مني بمنزلة قميصي من جسدي " . وحرك قميصه بيده
ص . 239
ثم قال : " ادن يا عمر " . فدنا عمر فقال : " قد كنت شديد الشغب علينا أبا حفص فدعوت الله يعز الدين بك أو بأبي جهل [ ففعل الله ذلك بك ] فكنت أحبهما إلي فأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة من هذه الأمة " . ثم تنحى وآخى بينه وبين أبي بكر
ثم دعا عثمان بن عفان فقال : " ادن مني يا عثمان " . فلم يزل يدن حتى ألصق ركبتيه بركبة رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم نظر إليه ثم نظر إلى السماء فقال : " سبحان الله العظيم " - ثلاث مرات - ثم نظر إلى عثمان فإذا إزاره محلولة فزررها رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده ثم قال : " اجمع عطفي رداءك على حقوك فإن لك شأنا في [ أهل ] السماء أنت ممن يرد علي الحوض وأوداجك تشخب دما فأقول : من فعل هذا بك ؟ فتقول : فلان وفلان وذلك كلام جبريل إذ هتف من السماء : ألا إن عثمان أمين على كل خاذل "
ثم دعا عبد الرحمن بن عوق - ف وقال : " ادن يا أمين الله والأمين في السماء [ يسلطك الله ] على مالك بالحق إن لك عندي دعوة وقد أخرتها " . قال : خر لي يا رسول الله قال : " قد حملتني يا عبد الرحمن أمانة أكثر الله مالك " . وجعل يحرك يده ثم تنحى وآخى بينه وبين عثمان
ثم دخل طلحة والزبير فقال : " ادن مني " . فدنوا منه فقال : " أنتما حواري كحواري عيسى بن مريم عليه السلام " . ثم آخى بينهما
ثم دعا عويمر أبا الدرداء وسلمان الفارسي فقال : " يا سلمان أنت منا أهل البيت وقد آتاك الله علم الأول وعلم الآخر والكتاب الأول [ والكتاب الآخر ] " . ثم قال : " ألا أرشدك يا أبا الدرداء ؟ " . قال : بلى بأبي وأمي أنت يا رسول الله [ قال ] :
ص . 240
إن تنقدهم ينقدوك وإن تتركهم لا يتركوك وإن تهرب منهم يدركوك فأقرضهم عرضك ليوم فقرك
فآخى بينهما
ثم نظر في وجوه أصحابه فقال : " أبشروا وأقروا عينا فأنتم أول من يرد علي الحوض وأنتم في أعلى الغرف "
ثم نظر إلى عبد الله بن عمر فقال : " الحمد لله الذي يهدي من الضلالة "
فقال علي : يا رسول الله ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت ما فعلت مع أصحابك غيري فإن كان سخط علي فلك العتبى والكرامة فقال : " والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي فأنت مني بمنزلة هارون من موسى ووارثي " . قال : يا رسول الله ما إرثي منك ؟ قال : " ما أورثت الأنبياء " . [ قال : وما أورثت الأنبياء ] قبلك ؟ قال : " كتاب الله وسنة نبيهم فأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي وأنت أخي في الله ينظر بعضهم إلى بعض "
رواه الطبراني والبزار بنحوه إلا أنه قال في عثمان : " أمير على كل مخذول " . وقال في أبي الدرداء : " ألا أرشوك ؟ " بدل : " أرشدك " . وقال فيه : " فأقرضهم عرضك ليوم فقرك واعلم أن الجزاء أمامك " . وفي إسنادهما من لم أعرفهم . د

(9/238)


14926 - وعن عبد الله بن أبي أوفى قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم على أصحابه أجمع ما كانوا فقال :
إني رأيت الليلة منازلكم في الجنة وقرب منازلكم
ص . 241
ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أقبل على أبي بكر فقال : " يا أبا بكر إني لأعرف رجلا أعرف اسمه واسم أبيه و [ اسم ] أمه لا يأتي الجنة إلا قالوا : مرحبا " . فقال سلمان : إن هذا لمرتفع شأنه يا رسول الله فقال : " هو أبو بكر بن أبي قحافة "
ثم أقبل على عمر فقال : " يا عمر [ لقد ] رأيت في الجنة قصرا من درة بيضاء اللؤلؤ أبيض مشيد بالياقوت فقلت : لمن هذا ؟ فقيل : لفتى من قريش فظننت أنه لي فذهبت لأدخله فقال : يا محمد هذا لعمر بن الخطاب فما منعني من دخوله إلا غيرتك يا أبا حفص " . فبكى عمر وقال : بأبي وأمي أعليك أغار يا رسول الله ؟
ثم أقبل على عثمان فقال : " يا عثمان إن لكل نبي رفيقا في الجنة وأنت رفيقي في الجنة "
ثم أخذ بيد علي ثم قال : " يا علي أما ترضى أن يكون منزلك في الجنة مقابل منزلي ؟ "
ثم أقبل على طلحة والزبير فقال : " يا طلحة ويا زبير إن لكل نبي حواري وأنتما حواري "
ثم أقبل على عبد الرحمن بن عوف فقال : " لقد بطئ بك عني من بين أصحابي حتى خشيت أن تكون هلكت وعرقت عرقا شديدا [ فقلت : ما بطأ بك ؟ ] فقلت : يا رسول الله من كثرة مالي ما زلت موقوفا محاسبا أسأل عن مالي : من أين اكتسبته ؟ وفيما أنفقته ؟ " . فبكى عبد الرحمن بن عوف وقال : يا رسول الله هذه مائة
ص . 242
راحلة جاءتني الليلة من تجارة مصر أشهدك أنها على أهل المدينة وأيتامهم لعل الله يخفف عني ذلك اليوم
رواه البزار والطبراني بنحوه وفيه عمار بن سيف ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود ووثقه العجلي وغيره وبقية رجاله ثقات

(9/240)


14927 - وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
السباق أربعة : أنا سابق العرب وسلمان سابق الفرس وبلال سابق الحبشة وصهيب سابق الروم
رواه البزار ورجاله ثقات

(9/242)


14928 - وعن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
أنا سابق العرب إلى الجنة وصهيب سابق الروم إلى الجنة وبلال سابق الحبشة إلى الجنة وسلمان سابق الفرس إلى الجنة
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه أيوب بن أبي سليمان الصوري شيخ الطبراني ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح غير بقية وقد صرح بالسماع

(9/242)


14929 - وعن سعيد بن عامر الجمحي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم :
يا أبا بكر تعال ويا عمر تعال أمرت أنا أؤاخي بينكما بوحي أنزل علي من السماء فأنتما أخوان في الدنيا وأخوان في الجنة فليسلم كل واحد منكما على صاحبه وليصافحه
فأخذ أبو بكر بيد عمر فتنسم رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال : " يكون قبله ويموت قبله "
وقال : " يا زبير يا طلحة تعالا أمرت أن أؤاخي بينكما فأنتما أخوان في الدنيا وأخوان في الجنة فليسلم كل واحد منكما على صاحبه " . ففعلا
ص . 243
ثم قال : " يا علي تعال يا عمار تعال أمرت أن أؤاخي بينكما فأنتما أخوان في الله في الجنة فليسلم كل واحد منكما على صاحبه " . ففعلا
ثم قال لابن مسعود وأبي بن كعب مثل ذلك ففعلا
ثم قال لأبي الدرداء وسلمان مثل ذلك ففعلا
ثم قال لسعد بن أبي وقاص ولصهيب مثل ذلك ففعلا
[ ثم لأبي ذر ولبلال مولى المغيرة بن شعبة مثل ذلك ففعلا ]
ثم قال : " يا أسامة يا أبا هند تعالا " - حجاما كان يحجم النبي صلى الله عليه و سلم يشرب دمه - فقال لهما مثل ذلك
ولأبي أيوب ولعبد الله بن سلام مثل ذلك ففعلا . قال : فذكر الحديث
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(9/242)


14930 - وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أرحم أمتي لأمتي أبو بكر وأرفق أمتي لأمتي عمر وأصدق أمتي حياء عثمان وأقضى أمتي علي بن أبي طالب وأعلمها بالحلال والحلاام معاذ بن جبل يجيء يوم القيامة أمام العلماء برتوة وأقرأ أمتي أبي بن كعب وأفقهها زيد بن ثابت وقد أوتي عويمر عبادة
- يعني أبا الدرداء رضوان الله عليهم أجمعين
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مندل بن علي وهو ضعيف وقد وثق

(9/243)


14931 - وعن علي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ألا إن الجنة اشتاقت إلى أربعة من أصحابي فأمرني ربي أن أحبهم
فانتدب صهيب الرومي وبلال بن رباح وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر فقالوا : يا رسول الله من هؤلاء الأربعة حتى
ص . 244
نحبهم ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا عمار عرفك الله المنافقين وأما هؤلاء الأربعة فأحدهم علي بن أبي طالب والمقداد بن الأسود الكندي والثالث سلمان الفارسي والرابع أبو ذر الغفاري "
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلا ابن إسحاق مدلس

(9/243)


14932 - عن بريدة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن جبريل عليه السلام أتاني فقال : إن ربك يحب من أصحابك أربعة ويأمرك أن تحبهم
قال بعض أصحابه : سمهم لنا يا رسول الله . قال : " أما إن عليا منهم " . حتى إذا كان الغد قالوا : يا رسول الله النفر الذين أخبرك الله أنه يحبهم ؟ قال : " علي وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الأسود وسلمان الفارسي "
قلت : رواه الترمذي وغيره باختصار
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد النور بن عبد الله كذبه شعبة ووثقه ابن حبان

(9/244)


14933 - وعن نافع عن ابن عمر قال : قيل له : إنك قد أحسنت الثناء على عبد الله بن مسعود قال : وما يمنعني من ذلك وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
اقرؤوا القرآن عن أربعة : عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل
ثم قال : " لقد هممت أن أبعثهم إلى الأمم كما بعث عيسى الحواريين " . قيل : يا رسول الله ألا تبعث أبا بكر وعمر فهما أفضل ؟ قال : " إنه لا غنى بي عنهما إنهما من الدين بمنزلة السمع والبصر من الرأس "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حماد بن عمر النصيبي وهو متروك

(9/244)


14934 - وعن عائشة قالت : ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد من الناس يعتد عليهم فضلا بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم : سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر
ص . 245
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلا ابن إسحاق عنعنه

(9/244)


14935 - وعن علي قال : خرج زيد بن حارثة إلى مكة فقدم بابنة حمزة بن عبد المطلب فقال جعفر بن أبي طالب : أنا آخذها وأنا أحق بها بنت عمي وعندي خالتها وإنما الخالة أم . فقال علي : [ بل ] أنا أحق بها منكما بنت عمي وعندي بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي أحق بها . وأنا أرفع صوتي أسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم حجتي قبل أن يخرج . فقال زيد : بل أنا أحق بها خرجت إليها وسافرت وجئت بها . قال : فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " ما شأنكم ؟ " . فأعادوا عليه مثل قولهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " سأقضي بينكم فلي هذا وفي غيره " . قلت : نزل القرآن في رفعنا أصواتنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لزيد : " أما أنت فمولاي ومولاها " . قال : قد رضيت يا رسول الله . " وأما أنت يا جعفر فأشبهت خلقي وخلقي وأنت من شجرتي التي خلقت منها " . قال : قد رضيت يا رسول الله . " وأما أنت يا علي فصفيي وأميني " . قال : رضيت يا رسول الله . " وأما الجارية فأقضي بها لجعفر تكون مع خالتها وإنما الخالة أم " . قال : قد سلمنا يا رسول الله
قلت : رواه أبو داود باختصار
رواه البزار ورجاله ثقات
ص . 246

(9/245)


14936 - وعن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إنه لم يكن نبي إلا وقد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء وإني أعطيت أربعة عشر : حمزة وجعفر وعلي وحسن وحسين وأبو بكر وعمر وعبد الله بن مسعود وأبو ذر والمقداد وحذيفة وعمار وسلمان وبلال
قلت : عزاه في الأطراف لبعض روايات الترمذي ولم أجده في نسختي
رواه البزار وأحمد وزاد : " وعبد الله بن مسعود " . والطبراني باختصار وذكر فيهم في بعض طرقه : " مصعب بن عمير " . وفيه كثير النواء وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات

(9/246)


14937 - وعن سهل بن يوسف بن سهل عن أبيه عن جده قال : لما قدم النبي صلى الله عليه و سلم من حجة الوداع صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أيها الناس إن أبا بكر لم يسؤني قط فاعرفوا ذلك له . يا أيها الناس إني عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف والمهاجرين والأنصار راض فاعرفوا ذلك لهم . أيها الناس احفظوني في أصحابي وأصهاري وأختاني لا يطلبنكم الله بمظلمة منهم . أيها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين وإذا مات أحد منهم فقولوا فيه خيرا
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم

(9/246)


14938 - وعن عبد الله بن عمرو قال : ثلاثة من قريش أصبح قريش وجوها وأحسنها أخلاقا وأثبتها جنانا إن
ص . 247
حدثوك لم يكذبوك وإن حدثتهم لم يكذبوك : أبو بكر الصديق وأبوعبيدة بن الجراح وعثمان بن عفان
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/246)


14939 - وعن عبادة بن الصامت قال : خلوت برسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : أي أصحابك أحب إليك حتى أحب من تحب كما أحب ؟ قال : " اكتم علي يا عبادة حياتي " . قلت : نعم قال : " أبو بكر ثم عمر ثم علي " . ثم سكت فقلت : ثم من ؟ قال : " من عسى أن يكون بعد هؤلاء إلا الزبير وطلحة وسعد وأبو عبيدة ومعاذ وأبو طلحة وأبو أيوب وأنت يا عبادة وأبي بن كعب وأبو الدرداء وابن مسعود وابن عوف وابن عفان ثم هؤلاء الرهط من الموالي : سلمان وصهيب وبلال وسالم مولى أبي حذيفة هؤلاء خاصتي وكل أصحابي علي كريم إلي حبيب وإن كان عبدا حبشيا "
قال : قلت : لم تذكر حمزة ولا جعفرا ؟ فقال عبادة إنهما : كانا أصيبا يوم سألت إنما كان بأخرة أو كما قال
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن إبراهيم روى عن أبي قلابة ذكره في الميزان ولم يذكر فيه كلاما لأحد وإنما ذكر أن له حديثا في الفضائل باطل ولم أدر ما بطلانه والله أعلم

(9/247)


14940 - وعن قيس بن أبي حازم قال : سئل علي عن عبد الله بن مسعود فقال : قرأ القرآن ووقف عند متشابهه وأحل حلاله وحرم حرامه . وسئل عن عمار فقال : مؤمن نسي إذا ذكر ذكر وقد حشي ما بين قرنه إلى كعبه إيمانا . وسئل عن حذيفة فقال : كان أعلم أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمنافقين سأل عنهم فأخبر بهم
ص . 248
قالوا : فحدثنا عن سلمان . قال : أدرك العلم الأول والعلم الآخر بحر لا ينزح من أهل البيت . قالوا : حدثنا عن أبي ذر . قال : وعن علما ضيعه الناس . قالوا : فأخبرنا عن نفسك ؟ قال : أيها أردتم ؟ كنت إذا سكت ابتديت وإذا سألت أعطيت وإن بين الذقنين لعلما جما
رواه الطبراني وفيه علي بن عابس وهو ضعيف

(9/247)


14941 - وعن أبي الأسود وردان الكندي قال : كنا ذات يوم عند علي فوافق الناس من طيب نفس ومزاج فقال : يا أمير المؤمنين حدثنا عن أصحابك . قال : عن أي أصحابي ؟ قال : عن أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم . قال : كل أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أصحابي فعن أيهم تسألون ؟ قالوا : عن عبد الله بن مسعود . قال : قرأ القرآن وعلم السنة وكفى بذلك . قال : فوالله ما علمنا أراد بقوله : وكفى بذلك كفى القراءة القرآن وعلم السنة أو كفى بعبد الله ؟ . قال : فسئل عن أبي ذر قال : كان يكثر السؤال فيعطى زكان حريصا شحيحا على دينه حريصا على العلم بحرقد ملئ له في وعائه حتى امتلأ . فقلنا : حدثنا عن سلمان . قال : من لكم بمثل لقمان الحكيم امرؤ منا وإلينا أهل البيت أدرك العلم الأول والعلم الآخر وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر بحرا لا سرف . قلنا : حدثنا عن عمار بن ياسر . قال : امرؤ خلط الإيمان بلحمه ودمه وشعره وبشره حيث زال زال معه لا ينبغي للنار أن تأكل منه شيئا . قلنا : فحدثنا عن نفسك قال : مهلا نهى الله عن التزكية . قال له رجل : فإن
ص . 249
الله عز و جل يقول : { وأما بنعمة ربك فحدث } . قال : فإني أحدث بنعمة ربي كنت والله إذا سئلت أعطيت وإذا سكت ابتديت
رواه الطبراني من طريقين وفي أحسنهما حبان بن علي وقد اختلف فيه وبقية رجالها رجال الصحيح

(9/248)


14943 - عن ربعي بن حراش قال : استأذن عبد الله بن عباس على معاوية وقد علقت عنده بطون قريش وسعيد بن العاص جالس عن يمينه فلما رآه معاوية مقبلا قال : يا سعيد والله لألقين على ابن عباس مسائل يعيا بجوابها . فقال له سعيد : ليس مثل ابن عباس يعيا بمسائلك
فلما جلس قال له معاوية : ما تقول في أبي بكر ؟ قال : رحم الله أبا بكر كان والله للقرآن تاليا وعن الميل نائيا وعن الفحشاء ساهيا وعن المنكر ناهيا وبدينه عارفا ومن الله خائفا وبالليل قائما وبالنهار صائما ومن دنياه سالما وعلى عدل البرية عازما وبالمعروف آمرا وإليه صائرا وفي الأحوال شاكرا ولله في الغدو والرواح ذاكرا ولنفسه بالصالح قاهرا . فاق أصحابه ورعا وكفافا وزهدا وعفافا وبرا وحياطة وزهادة وكفاءة فأعقب الله من ثلبه اللعائن إلى يوم القيامة . قال معاوية : فما تقول في عمر بن الخطاب ؟ قال : رحم الله أبا حفص كان والله حليف الإسلام ومأوى الأيتام ومحل الإيمان وملاذ الضعفاء ومعقل الحنفاء . للخلق حصنا وللناس عونا . قام بحق الله صابرا محتسبا حتى أظهر الله الدين وفتح الديار وذكر الله في الأقطار والمناهل وعلى التلال وفي الضواحي
ص . 250
والبقاع . وعند الخنا وقورا وفي الشدة والرخاء شكورا ولله في كل وقت وأوان ذكورا فأعقب الله من يبغضه اللعنة إلى يوم الحسرة . قال معاوية : فما تقول في عثمان بن عفان ؟ قال : رحم الله أبا عمر كان والله أكرم الحفدة وأوصل البررة وأصبر الغزاة . هجادا بالأسحار كثير الدموع عند ذكر الله دائم الفكر فيما يعنيه الليل والنهار ناهضا إلى كل مكرمة يسعى إلى كل منجبة فرارا من كل موبقة . وصاحب الجيش والبئر وختن المصطفى على ابنتيه فأعقب الله من سبه الندامة إلى يوم القيامة . قال معاوية : فما تقول في علي بن أبي طالب ؟ قال : رحم الله أبا الحسن كان والله علم الهدى وكهف التقى ومحل الحجا وطود النهى ونور السرى في ظلم الدجى . داعيا إلى المحجة العظمى عالما بما في الصحف الأولى وقائما بالتأويل والذكرى متعلقا بأسباب الهدى وتاركا للجور والأذى وحائدا عن طرقات الردى وخير من آمن واتقى وسيد من تقمص وارتدى وأفضل من حج وسعى وأسمح من عدل وسوى وأخطب أهل الدنيا إلا الأنبياء والنبي المصطفى . وصاحب القبلتين فهل يوازيه موحد ؟ وزوج خير النساء وأبو السبطين لم تر عيني مثله ولا ترى إلى يوم القيامة واللقاء . من لعنه فعليه لعنة الله والعباد إلى يوم القيامة . قال : فما تقول في طلحة والزبير ؟ قال : رحمة الله عليهما كانا والله عفيفين برين مسلمين طاهرين متطهرين شهيدين عالمين زلا زلة والله غافر لهما إن شاء الله بالنصرة القديمة والصحبة القديمة والأفعال الحميلة . قال معاوية : فما تقول في العباس ؟ قال : رحم الله أبا الفضل كان والله صنو
ص . 251
أبي رسول الله صلى الله عليه و سلم وقرة عيني صفي الله كهف الأقوام وسيد الأعمام قد علا بصرا بالأمور ونظرا بالعواقب قد زانه علم قد تلاشت الأحساب عند ذكر فضيلته وتباعدت الأنساب عند فخر عشيرته ولم لا يكون كذلك وقد ساسه أكرم من دب وهب عبد المطلب أفخر من مشى من قريش وركب . قال معاوية : فلم سميت قريش قريشا ؟ قال : بدابة تكون بالبحر هي أعظم دواب البحر خطرا لا تظفر بشيء من دواب البحر إلا أكلته فسميت قريش لأنها أعظم العرب فعالا . قال : هل تروي في ذلك شيئا ؟ فأنشد قول الجمحي :
وقريش هي التي تسكن البح . . . ر [ البحر ] بها سميت قريش قريشا
تأكل الغث والسمين ولاتت . . . رك [ تترك ] فيها لذي جناحين ريشا
هكذا كان في الكتاب حي قريش . . . يأكل البلاد أكلا حشيشا
ولهم آخر الزمان نبي . . . يكثر القتل فيهم والخموشا
تملأ الأرض خيله ورجال . . . يحشرون المطي حشرا كميشا
قال : صدقت يا ابن عباس أشهد أنك لسان أهل بيتك . فلما خرج ابن عباس من عنده قال : ما كلمته قط إلا وجدته مستعدا
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(9/249)


14943 - وعن مسروق قال : شاممت أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجدت علمهم انتهى إلى ستة [ إلى ] عمر وعلي وعبد الله [ بن مسعود ] ومعاذ وأبي الدرداء وزيد بن ثابت
ص . 252
ثم شاممت الستة فوجدت علمهم انتهى إلى علي وعبد الله
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير القاسم بن معين وهو ثقة

(9/251)


14944 - وعن سعيد بن عبد العزيز قال : كان العلماء بعد معاذ بن جبل : عبد الله ابن مسعود وأبو الدرداء وسلمان وعبد الله بن سلام . وكان العلماء بعد هؤلاء : زيد بن ثابت . وكان بعد زيد بن ثابت : [ ابن ] عمر وابن عباس
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . قلت : وقد تقدمت أحاديث في فضل جماعة من الصحابة منهم أبو بكر وعمر وغيرهما رضي الله عنهم قبل مناقب عمر وبعد مناقب أبي بكر رضي الله عنهما

(9/252)


14945 - وعن هشام بن عروة قال : قالت عائشة رضي الله عنها وما علم أبي سعيد وأنس بأحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم وإنما كانا غلامين صغيرين
رواه الطبراني إلا أن هشاما لم يدرك عائشة ورجاله رجال الصحيح

(9/252)


12 - . باب فضل أهل بدر والحديبية رضي الله عنهم

(9/252)


14946 - وعن أبي هريرة أن رجلا من الأنصار عمي فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم اخطط لي في داري مسجدا لأصلي فيه فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد اجتمع إليه قومه فتغيب رجل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما فعل فلان ؟ " . فذكره بعض القوم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أليس قد شهد بدرا ؟ " . قالوا : نعم ولكنه كذا وكذا . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " فلعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "
قلت : رواه أبو داود وابن ماجة باختصار كثير
ص . 253
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(9/252)


14947 - عن عبد الله بن أوفى قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إني لأرجو أن لا يدخل النار أحد جاز العقبة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ورواه البزار بنحوه

(9/253)


14948 - وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما كان يوم الحديبية قال :
لا توقدوا نارا بليل
فلما كان بعد ذلك قال : " أوقدوا واصطنعوا فإنه لن يدرك أحد بعدكم مدكم ولا صاعكم "
رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف

(9/253)


14949 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ليدخلن الجنة من بايع تحت الشجرة إلا صاحب الجمل الأحمر
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير خداش بن عياش وهو ثقة

(9/253)


14950 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إني لأرجو أن لا يدخل النار من شهد بدرا إن شاء الله
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
ص . 254
قلت : ويأتي باب في فضل المهاجرين والأنصار في أواخر مناقب الصحابة رضي الله عنهم

(9/253)


13 - . باب فضل إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه و سلم

(9/254)


14951 - عن أنس بن مالك قال : كانت سرية النبي صلى الله عليه و سلم أم إبراهيم في مشربة لها وكان قبطي يأوي إليها ويأتيها بالماء والحطب فقال الناس في ذلك : علج يأوي إلى علجة . فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم فأرسل علي بن أبي طالب فأمره بقتله فانطلق فوجده على نخلة فلما رأى القبطي السيف مع علي وقع فألقى الكساء الذي عليه فاقتحم فإذا هو مجبوب فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أرأيت إذا أمرت أحدنا بأمر ثم رأيت غير ذلك أيراجعك ؟ قال : " نعم " . فأخبره بما رأى من أمر القبطي . قال : فولدت أم إبراهيم إبراهيم فكان النبي صلى الله عليه و سلم منه في شك حتى جاءه جبريل عليه السلام فقال : السلام عليك يا [ أبا ] إبراهيم فاطمأن إلى ذلك
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف

(9/254)


14952 - وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل على أم إبراهيم مارية القبطية أم ولده وهي حامل منه بإبراهيم فوجد عندها نسيبا لها كان قدم معها من مصر فأسلم وحسن إسلامه وكان يدخل على أم إبراهيم مارية القبطية وإنه لمكانه من أم ولد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يجب نفسه فقطع ما بين رجليه حتى لم يبق لنفسه شيئا قليلا ولا كثيرا فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما على إبراهيم فوجد قريبها عندها فوقع في نفسه من ذلك شيء كما يقع في أنفس الناس فرجع متغير اللون فلقي عمر فأخبره بما وقع في نفسه من قريب أم إبراهيم فأخذ السيف وأقبل يسعى حتى دخل على مارية فوجد قريبها ذلك عندها فأهوى إليه بالسيف ليقتله فلما رأى ذلك منه كشف عن نفسه فلما رأى ذلك عمر رجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ألا أخبرك يا عمر إن
ص . 255
جبريل صلى الله عليه و سلم أتاني فأخبرني أن الله عز و جل قد برأها وقريبها مما وقع في نفسي وبشرني أن في بطنها غلاما مني وأنه أشبه الخلق بي وأمرني أن أسميه إبراهيم وكناني بأبي إبراهيم ولولا أني أكره أن أحول كنيتي التي عرفت بها لتكنيت بأبي إبراهيم كما كناني جبريل عليه السلام "
رواه الطبراني وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف

(9/254)


14953 - وعن السدي قال : سألت أنس بن مالك قلت : صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم على ابنه إبراهيم قال : لا أدري رحمة الله على إبراهيم لو عاش لكان صديقا نبيا
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(9/255)


14954 - وعن البراء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال في ابنه إبراهيم : " إن له مرضعا في الجنة "
رواه أحمد وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف لكنه من رواية شعبة عنه ولا يروي عنه شعبة كذبا وقد صح من غير حديث البراء

(9/255)


14955 - وعن ابن أبي أوفى وقيل له : هل رأيت إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال : نعم مات وهو صغير أشبه الناس به صلى الله عليه و سلم
قلت : هو في الصحيح غير ذكر الشبه
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير عبيد بن جناد الحلبي وهو ثقة

(9/255)


14956 - وعن سيرين قالت : حضرت موت إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه و سلم وكنت كلما صحت وأختي صاح النساء ولا ينهانا فلما مات نهانا عن الصياح
ص . 256
وحمله إلى شفير القبر والعباس إلى جنبه ونزل في القبر الفضل بن العباس وأسامة بن زيد وأنا أبكي [ عند قبره ] فما نهاني وكسفت الشمس فقال الناس : هذا لموت إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إنها لا تنكسف لموت أحد ولا لحياته
ورأى رسول الله صلى الله عليه و سلم فرجة في القبر فأمر بها أن تسد فقيل : يا رسول الله تنفعه ؟ فقال : " أما أنها لا تنفعه ولا تضره ولكن تضر بعين الحي " . ومات يوم الثلاثاء لعشر خلون من ربيع الأول سنة عشر
رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما الواقدي وفي الآخر محمد بن الحسن بن زبالة وكلاهما متروك

(9/255)


14 - . باب في فضل أهل البيت رضي الله عنهم

(9/256)


14957 - عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله عز و جل حبل ممدود ما بين السماء والأرض - أو ما بين السماء إلى الأرض - وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض
رواه أحمد وإسناده جيد

(9/256)


14958 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إني خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما أبدا : كتاب الله ونسبي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض
رواه البزار وفيه صالح بن موسى الطلحي وهو ضعيف
ص . 257

(9/256)


14959 - عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إني مقبوض وإني قد تركت فيكم الثقلين - يعني كتاب الله وأهل بيتي - وإنكم لن تضلوا بعدهما وإنه لن تقوم الساعة حتى يبتغى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم كما تبتغى الضالة فلا توجد
رواه البزار وفيه الحارث وهو ضعيف

(9/257)


14960 - وعن عبد الرحمن بن عوف قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة انصرف إلى الطائف حاصرها سبع عشرة أو تسع عشرة ثم قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أوصيكم بعترتي خيرا وإن موعدكم الحوض والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة أو لأبعثن إليكم رجلا مني أو كنفسي يضرب أعناقكم
ثم أخذ بيد علي فقال : " هذا "
رواه البزار وفيه طلحة بن جبر وهو ضعيف

(9/257)


14961 - وعن ابن عمر قال : آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أخلفوني في أهل بيتي "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف

(9/257)


14962 - عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض
رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده رجال مختلف فيهم
ص . 258

(9/257)


14963 - وعن زيد بن أرقم قال : نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم الجحفة ثم أقبل على الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي قبله وإني أوشك أن أدعى فأجيب فما أنتم قائلون ؟ " . قالوا : نصحت قال : " أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق ؟ " . قالوا : نشهد قال : فرفع يده فوضعها على صدره ثم قال : " وأنا أشهد معكم " . ثم قال : " ألا تسمعون ؟ " . قالوا : نعم قال : " فإني فرط على الحوض وأنتم واردون على الحوض وإن عرضه ما بين صنعاء وبصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين " . فنادى مناد : وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال : " كتاب الله طرف بيد الله عز و جل وطرف بأيديكم فتمسكوا به ولا تضلوا والآخر عشيرتي وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فسألت ذلك لهما ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهما فهم أعلم منكم " . ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال : " من كنت أولى به من نفسه فعلي وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "

(9/258)


14964 - وفي رواية أخصر من هذه : " فيه عدد الكواكب من قدحان الذهب والفضة "
وقال فيها أيضا : " الأكبر كتاب الله والأصغر عترتي "

(9/258)


14965 - وفي رواية : لما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قام فقال : " كأني قد دعيت فأجبت "
ص . 259
وقال في آخره : فقلت لزيد : أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال : ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه صلى الله عليه و سلم
قلت : في الصحيح طرف منه وفي الترمذي منه : " من كنت مولاه فعلي مولاه "
رواه الطبراني . وفي سند الأول والثاني : حكيم بن جبير وهو ضعيف

(9/258)


14966 - عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : لما صدر رسول الله صلى الله عليه و سلم من حجة الوداع نهى أصحابه عن سمرات متفرقات بالبطحاء أن ينزلوا تحتهن ثم بعث إليهن فقم ما تحتهن من الشوك وعمد إليهن فصلى عندهن ثم قام فقال : " يا أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله وإني لأظن يوشك أن أدعى فأجيب وإني مسؤول وأنتم مسؤولون فماذا أنتم قائلون ؟ " . قالوا : نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيرا . قال : " أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق وأن البعث حق بعد الموت وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ؟ " . قالوا : بلى نشهد بذلك . قال : " اللهم اشهد " . ثم قال : " يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه " . - يعني عليا رضي الله عنه - " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " . ثم قال : " يا أيها الناس إني فرط وأنتم واردون على الحوض حوض [ أعرض ] ما بين بصرى إلى صنعاء فيه عدد النجوم قدحان من فضة وإني
ص . 260
سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما الثقل الأكبر : كتاب الله عز و جل سبب طرفه بيد الله عز و جل وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا . وعترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض "
رواه الطبراني وفيه زيد بن الحسن الأنماطي قال أبو حاتم : منكر الحديث ووثقه ابن حبان وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات

(9/259)


14967 - وعن علي بن علي الهلالي عن أبيه قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم في شكاته التي قبض فيها فإذا فاطمة رضي الله عنها عند رأسه . قال : فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم طرفه إليها فقال : " حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك ؟ " . فقالت : أخشى الضعية بعدك فقال : " يا حبيبتي أما علمت أن الله عز و جل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته ثم اطلع اطلاعة فاختار منها بعلك وأوحى إلي أن أنكحك إياه يا فاطمة ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم تعط لأحد قبلنا ولا تعطى أحدا بعدنا . أنا خاتم النبيين وأكرم النبيين على الله وأحب المخلوقين إلى الله عز و جل وأنا أبوك ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله وهو عمك حمزة بن عبد المطلب وعم بعلك ومنا من له جناحان أخضران يطير مع الملائكة في الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما والذي بعثني بالحق خير منهما . يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن منهما مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا فيبعث الله عز و جل عند ذلك منهما من
ص . 261
يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا يقوم بالدين آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ويملأ الدنيا عدلا كما مئلت جورا . يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي فإن الله عز و جل أرحم بك وأرأف عليك مني وذلك لمكانك من قلبي وزوجك الله زوجا وهو أشرف أهل بيتك حسبا وأكرمهم منصبا وأرحمهم بالرعية وأعدلهم بالسوية وأبصرهم بالقضية وقد سالت ربي عز و جل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي "
قال علي رضي الله عنه : فلما قبض النبي صلى الله عليه و سلم لم تبق فاطمة رضي الله عنها بعده إلا خمسة وسبعين يوما حتى ألحقها الله عز و جل به صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه الهيثم بن حبيب قال أبو حاتم : منكر الحديث وهو متهم بهذا الحديث

(9/260)


14968 - عن أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لفاطمة :
نبينا خير الأنبياء وهو أبوك وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك حمزة ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك جعفر ومنا سبطا هذه الأمة الحسن والحسين وهما ابناك ومنا المهدي
رواه الطبراني في الصغير وفيه قيس بن الربيع وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات

(9/261)


14969 - وعن أم سلمة قالت : بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيتي يوما إذ قالت الخادم : إن عليا وفاطمة بالسدة
ص . 262
قالت : فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " قومي فتنحي لي عن أهل بيتي " . قالت : فقمت فتنحيت في البيت قريبا فدخل علي وفاطمة ومعهما ابناهما الحسن والحسين وهما صبيان صغيران فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى فقبل فاطمة وقبل عليا فأغدق عليهم خميصة سوداء فقال : " اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي " . قالت : فقلت : أنا يا رسول الله . قال : " وأنت "
رواه أحمد

(9/261)


14970 - عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لفاطمة :
ائتني بزوجك وابنيك
فجاءت بهم فألقى عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم كساء كان تحتي خيبريا أصبناه من خيبر ثم قال : " اللهم هؤلاء آل محمد - عليه السلام - فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد "
قلت : رواه الترمذي باختصار الصلاة
رواه أبو يعلى وفيه عقبة بن عبد الله الرفاعي وهو ضعيف

(9/262)


14971 - عن أم سلمة قالت : جاءت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه و سلم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم متوركة الحسن والحسين في يدها برمة للحسن فيها سخين حتى أتت بها النبي صلى الله عليه و سلم فلما وضعتها قدامه
ص . 263
قال : " أين أبو حسن ؟ " . قالت : في البيت فدعاه فجلس النبي صلى الله عليه و سلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين يأكلون . قالت أم سلمة : وما سامني النبي صلى الله عليه و سلم وما أكل طعاما وأنا عنده إلا سامنيه قبل ذلك اليوم - تعني سامني : دعاني إليه - فلما فرغ التف عليهم بثوبه ثم قال : " اللهم عاد من عاداهم ووال من والاهم "
رواه أبو يعلى وإسناده جيد

(9/262)


14972 - وعن شداد أبي عمار قال : دخلت على وائلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا عليا رضي الله عنه فلما قاموا قال : ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قلت : بلى قال : أتيت فاطمة رضي الله عنها أسألها عن علي قالت : توجه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه حسن وحسين فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه حسن وحسين أخذ كل واحد منهما بيد حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذ ثم لف عليهم ثوبه أو كساءه ثم تلا هذه الآية : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } وقال : " اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق "
رواه أحمد وأبو يعلى باختصار وزاد : " إليك لا إلى النار " . والطبراني وفيه محمد بن مصعب وهو ضعيف الحديث سيئ الحفظ رجل صالح في نفسه

(9/263)


14973 - عن أبي عمار أيضا قال : إني لجالس عند واثلة بن الأسقع إذ ذكروا عليا فشتموه فلما قاموا قال : اجلس أخبرك عن الذي شتموا . إني عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم إذ جاء علي وفاطمة وحسن وحسين رضي الله
ص . 264
عنهم فألقى عليهم كساء له ثم قال : " اللهم أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " . فقلت : يا رسول الله وأنا ؟ قال : " وأنت " . قال : والله إنها لأوثق عملي في نفسي

(9/263)


14974 - وفي رواية : إنها لأرجى ما أرجو
رواه الطبراني بإسنادين ورجال السياق رجال الصحيح غير كلثوم بن زياد ووثقه ابن حبان وفيه ضعف

(9/264)


14975 - وعن وائلة بن الأسقع قال : خرجت وأنا أريد عليا فقيل لي : هو عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فأممت إليهم فأجدهم في حظيرة من قصب رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلي وفاطمة وحسن وحسين قد جمعهم تحت ثوب قال : " اللهم إنك جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم "
رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك

(9/264)


14976 - عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
نزلت هذه الآية في خمسة : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } في وفي علي وفاطمة وحسن وحسين
رواه البزار وفيه بكر بن يحيى بن زبان وهو ضعيف

(9/264)


14977 - وعن أبي سعيد الخدري : أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فعدهم في يده فقال : خمسة : رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين
ص . 265
وقال أبو سعيد : في بيت أم سلمة نزلت هذه الآية
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عطية وهو ضعيف

(9/264)


14978 - عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق ومن قاتلنا في آخر الزمان كمن قاتل مع الدجال
رواه البزار والطبراني في الثلاثة وفي إسناد البزار الحسن بن أبي جعفر الجفري وفي إسناد الطبراني عبد الله بن داهر وهما متروكان

(9/265)


14979 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق
رواه البزار والطبراني وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو متروك

(9/265)


14980 - عن عبد الله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها سلم ومن تركها غرق
رواه البزار وفيه ابن لهيعة وهو لين

(9/265)


14981 - وعن أبي سعيد الخدري قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في إسرائيل من دخله غفر له
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم
ص . 266

(9/265)


14982 - عن ابن عباس قال : لما نزلت : { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } قالوا : يا رسول الله ومن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي وفاطمة وابناهما
رواه الطبراني وفيه جماعة ضعفاء وقد وثقوا

(9/266)


14983 - وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن لله عز و جل حرمات ثلاثا من حفظهن حفظ الله له أمر دينه ودنياه ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله له شيئا : حرمة الإسلام وحرمتي وحرمة رحمي
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إبراهيم بن حماد وهو ضعيف

(9/266)


14984 - عن عمرو بن شعيب أنه دخل على زينب بنت أبي سلمة فحدثته أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان عند أم سلمة فحمل حسنا من شق وحسينا من شق وفاطمة في حجره فقال : " { رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد } "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف

(9/266)


14985 - وعن أبي الحمراء قال :
ص . 267
رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتي باب فاطمة ستة أشهر فيقول :
{ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا }
رواه الطبراني وفيه أبو داود الأعمى وهو ضعيف

(9/266)


14986 - عن أبي بزرة قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم سبعة عشر شهرا فإذا خرج من بيته أتى باب فاطمة فقال : " الصلاة عليكم { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس } " . الآية
رواه الطبراني وفيه عمر بن شبيب المسلي وهو ضعيف

(9/267)


14987 - عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جاء إلى باب علي رضي الله عنه أربعين صباحا بعدما دخل على فاطمة فقال : " السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم

(9/267)


14988 - عن علي أنه دخل على النبي صلى الله عليه و سلم وقد بسط شملة فجلس عليها هو وعلي وفاطمة والحسن والحسين ثم أخذ النبي صلى الله عليه و سلم بمجامعه فعقد عليهم ثم قال : " اللهم ارض عنهم كما أنا عنهم راض "
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير عبيد بن طفيل وهو ثقة كنيته أبو سيدان

(9/267)


14989 - عن صبيح قال : كنت بباب النبي صلى الله عليه و سلم فجاء علي وفاطمة والحسن
ص . 268
والحسين فجلسوا ناحية فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلينا فقال : " إنكم على خير " . وعليه كساء خيبري فجللهم به وقال : " أنا حرب لمن حاربكم سلم لمن سالمكم "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم

(9/267)


14990 - وعن أبي هريرة قال : نظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى علي والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم فقال : " أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم "
رواه أحمد والطبراني وفيه تليد بن سليمان وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/268)


14991 - عن علي قال : دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا نائم على المنامة فاستسقى الحسن والحسين فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى شاة لنا بكيء فحلبها فدرت فجاء الحسن فنحاه النبي صلى الله عليه و سلم فقالت فاطمة : كأنه أحبهما إليك يا رسول الله ؟ قال :
لا ولكنه استسقى قبله
ثم قال : " إني وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد "
رواه أحمد والبزار إلا أنه قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا والحسن والحسين نيام في لحاف أو في شعار فاستسقى الحسن فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى إناء لنا فصب في القدح فجاء به فوثب الحسين فقال بيده فقالت فاطمة : كأنه أحبهما إليك
ص . 269
يا رسول الله ؟ قال : " إنه استسقى قبله وإني وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة "
رواه الطبراني بنحوه إلا أنه قال : فقام إلى قربة لنا فجعل يمصرها في القدح وقال : " إنهما عندي بمنزلة واحدة "
وأبو يعلى باختصار وفي إسناد أحمد قيس بن الربيع وهو مختلف فيه وبقية رجال أحمد ثقات

(9/268)


14992 - وعن أبي جعفر محمد بن علي قال : قلنا لعبد الله بن جعفر : حدثنا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم ورأيت منه ولا تحدثنا عن غيرك وإن كان ثقة . قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ما بين السرة إلى الركبة عورة

(9/269)


14993 - وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
الصدقة تطفئ غضب الرب

(9/269)


14994 - وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
شرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به يأكلون من الطعام ألوانا يتشدقون في الكلام

(9/269)


14995 - وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
يا بني هاشم إني قد سألت الله لكم أن يجعلكم نجباء رحماء وسألته أن يهدي ضالكم ويؤمن خائفكم ويشبع جائعكم

(9/269)


14996 - ورأيت في يمين النبي صلى الله عليه و سلم قثاء وفي شماله رطبات وهو يأكل من ذا مرة ومن ذا مرة
ص . 270

(9/269)


14997 - وأهدي لرسول الله صلى الله عليه و سلم شاة وأرغفة فجعل يأكل ويأكلون

(9/270)


14998 - وسمعته يقول : " عليكم بلحم الظهر فإنه من أطيبه "

(9/270)


14999 - وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب : { قل يا أيها الكافرون } و { قل هو الله أحد }

(9/270)


15000 - وكان مهر فاطمة بدن حديد

(9/270)


15001 - وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأتاه العباس فقال : يا رسول الله إني انتهيت إلى قوم يتحدثون فلما رأوني سكتوا وما ذاك إلا لأنهم يبغضونا . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أو قد فعلوها ؟ والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحبكم أيرجون أن يدخلوا الجنة بشفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب ؟
قلت : في الصحيح منه أكل القثاء بالرطب وروى ابن ماجة منه : " أطيب اللحم لحم الظهر "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أصرم بن حوشب وهو متروك

(9/270)


15002 - وفي رواية : " لا يؤمن أحدكم حتى يحبكم بحبي "
رواها في الصغير باختصار كثير

(9/270)


15003 - وعن شهر بن حوشب قال : أقام رجال خطباء يسبون عليا حتى كان آخرهم رجل من الأنصار يقال له : أنيس والله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " إني لأشفع يوم القيامة لأكثر مما على الأرض من شجر وحجر "
ص . 271
وايم الله ما أحد أوصل لرحمه من رسول الله صلى الله عليه و سلم أفيرجوها غيره ويقصر عن أهل بيته ؟
رواه البزار وفيه من لم أعرفه

(9/270)


15004 - وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل على فاطمة ذات يوم وعلي نائم وهي مضطجعة وابناهما إلى جنبهما فاستسقى الحسن فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى لقحة لهم فحلب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتى به فاستيقظ الحسين فجعل يعالج أن يشرب قبله حتى بكى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن أخاك استسقى قبلك " . فقالت فاطمة : كأن الحسن آثر عندك ؟ فقال : " ما هو بآثر عندي منه وإنهما عندي بمنزلة واحدة وإني وإياك وهما وهذا النائم لفي مكان واحد يوم القيامة "
رواه الطبراني وفيه كثير بن يحيى وهو ضعيف ووثقه ابن حبان

(9/271)


15005 - وعن عمرو بن شعيب أنه دخل على زينب بنت أبي سلمة فحدثتهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان عند أم سلمة فدخل عليها الحسن والحسين وفاطمة فجعل الحسن من شق والحسين من شق وفاطمة في حجره وقال : " { رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد } " . وأنا وأم سلمة جالستين فبكت أم سلمة فنظر إليها فقال : " ما يبكيك ؟ " . فقالت : يا رسول الله خصصت هؤلاء وتركتني أنا وابنتي . فقال : " أنت وابنتك من أهل البيت "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار وفيه ابن لهيعة وهو لين
ص . 272

(9/271)


15006 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا بني عبد المطلب إني سألت الله لكم ثلاثا : أن يثبت قائمكم ويعلم جاهلكم ويهدي ضالكم وسألته أن يجعلكم جوداء رحماء فلو أن رجلا صفن بين الركن والمقام وصلى وصام ثم مات وهو مبغض لآل بيت محمد صلى الله عليه و سلم دخل النار
رواه الطبراني عن شيخه محمد بن زكريا الغلابي وهو ضعيف وذكره ابن حبان في الثقات وقال : يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات فإن في روايته عن المجاهيل بعض المناكير . قلت : روى هذا عن سفيان الثوري وبقية رجاله رجال الصحيح . وقد تقدم في حديث طويل في هذا الباب من حديث عبد الله بن جعفر

(9/272)


15007 - وعن الحسن بن علي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله عز و جل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا والذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وغيره

(9/272)


15008 - وعن الحسن بن علي أنه قال : يا معاوية بن خديج إياك وبغضنا فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلا ذيد عن الحوض يوم القيامة بسياط من نار "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن عمرو الواقفي وهو كذاب

(9/272)


15009 - وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فسمعته وهو يقول :
ص . 273
أيها الناس من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهوديا
فقلت : يا رسول الله وإن صام وصلى ؟ قال : " وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم احتجر بذلك من سفك دمه وأن يؤدي الجزية عن يد وهو صاغرون . مثل لي أمتي في الطين فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي وشيعته "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم

(9/272)


15010 - وعن أبي جميلة أن الحسن بن علي حين قتل علي استخلف فبينا هو يصلي بالناس إذ وثب إليه رجل فطعنه بخنجر في وركه فتمرض منها أشهرا ثم قام فخطب على المنبر فقال : يا أهل العراق اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم وضيفانكم ونحن أهل البيت الذين قال الله عز و جل : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } . فما زال يومئذ يتكلم حتى ما ترى في المسجد إلا باكيا
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/273)


15011 - عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
بغض بني هاشم والأنصار كفر وبغض العرب نفاق
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(9/273)


15012 - وعن سلمان قال : أنزلوا آل محمد بمنزلة الرأس من الجسد وبمنزلة العينين من الرأس فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرأس وإن الرأس لا يهتدي إلا بالعينين
رواه الطبراني وفيه زياد بن المنذر وهو متروك
ص . 274

(9/273)


15013 - وعن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله عز و جل جعل ذرية كل نبي في صلبه وإن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب رضي الله عنه
رواه الطبراني وفيه يحيى بن العلاء وهو متروك

(9/274)


15014 - عن فاطمة الكبرى قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
كل بني أم ينتمون إلى عصبة إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم
رواه الطبراني وأبو يعلى وفيه شيبة بن نعامة ولا يجوز الاحتجاج به

(9/274)


15015 - وعن ابن عباس قال : جاء العباس يعود النبي صلى الله عليه و سلم في مرضه فرفعه فأجلسه على سريره فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " رفعك الله يا عم " . فقال له العباس : هذا علي يستأذن فقال : " يدخل " . فدخل ومعه الحسن والحسين فقال له العباس : هؤلاء ولدك يا رسول الله . قال : " وهم ولدك يا عم " . قال : أتحبهما ؟ قال : " أحبك الله كما أحبهما "
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه محمد بن يحيى الحجري وهو ضعيف

(9/274)


15016 - وعن أبي هريرة أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : يا رسول الله أيما أحب إليك أنا أم فاطمة ؟ قال : " فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز منها وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس وإن عليه الأباريق مثل عدد نجوم السماء وإني وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة
ص . 276
إخوانا على سرر متقابلين أنت معي وشيعتك في الجنة " . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم : " { إخوانا على سرر متقابلين } لا ينظر أحد في قفا صاحبه "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سلمى بن عقبة ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/274)


15017 - وعن عثمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من صنع إلى أحد من ولد عبد المطلب يدا فلم أكافئه بها في الدينا فعلي مكافأته غدا إذا لقيني
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف "

(9/276)


15018 - وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا لأهله فذكر عليا وفاطمة وغيرهما فقلت : يا رسول الله أنا من أهل البيت ؟ قال : " نعم ما لم تقم على باب سدة أو تأتي أميرا تسأله "
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات

(9/276)


15019 - عن جابر أنه سمع عمر بن الخطاب يقول للناس حين تزوج بنت علي : ألا تهنئوني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " ينقطع يوم القيامة كل سبب ونسب إلا سببي ونسبي "
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ورجالهما رجال الصحيح غير الحسن بن سهل وهو ثقة

(9/276)


15020 - وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي
ص . 276
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/276)


15021 - عن أم بكر بنت المسور بن مخرمة أن الحسن بن علي خطب إلى المسور بن مخرمة ابنته فزوجه وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي "
رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن زكريا العبدسي ولم أعرفه

(9/276)


15022 - عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين يوم القيامة في قبة تحت العرش
رواه الطبراني وفيه حيان الطائي ولم أعرفه

(9/276)


15023 - عن علي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
أنا وعلي وفاطمة وحسن وحسين مجتمعون ومن أحبنا يوم القيامة نأكل ونشرب حتى يفرق بين العباد
فبلغ ذلك رجلا من الناس فسأل عنه فأخبره به فقال : كيف بالعرض والحساب ؟ فقلت له : كيف لصاحب ياسين بذلك حين أدخل الجنة من ساعته
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم

(9/276)


15024 - وعن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعلي رضي الله عنه :
إن أول أربعة يدخلون الجنة : أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا
رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف
ص . 277

(9/276)


15025 - وعن سلمة بن الأكوع عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
النجوم جعلت أمانا لأهل السماء وإن أهل بيتي أمان لأمتي
رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو متروك

(9/277)


15026 - عن ابن عباس ( سلام على آل ياسين ) قال : نحن آل محمد صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وفيه موسى بن عمير القرشي وهو كذاب

(9/277)


15027 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " خيركم خيركم لأهلي من بعدي "
قال أبو خيثمة : الناس يقولون : " لأهله " . وقال هذا : " لأهلي "
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات

(9/277)


15 - . ( بابان في مناقب الحسن رضي الله عنه )

(9/277)


1 - . باب ما جاء في الحسن بن علي رضي الله عنه

(9/277)


15028 - عن سودة بنت مسرح قالت : كنت فيمن حضر فاطمة رضي الله عنها حين ضربها المخاض في نسوة فأتانا النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " كيف هي ؟ " . قلت : إنها لمجهودة يا رسول الله قال : " إذا هي وضعت فلا تسبقني فيه بشيء " . قال : فوضعت فسروه ولفوه في خرقة صفراء فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " ما فعلت ؟ " . فقلت : قد وضعت غلاما وسررته ولففته في خرقة . فقال : " عصيتني ؟ " . قلت : أعوذ بالله من
ص . 278
معصيته ومن غضب رسوله صلى الله عليه و سلم قال : " فائتني به " . فأتيته به فألقى عنه الخرقة الصفراء ولفه في خرقة بيضاء وتفل رسول الله صلى الله عليه و سلم في فيه والبأه بريقه فجاء علي رضي الله عنه فقال : " ما سميته يا علي ؟ " . قال : سميته جعفر . قال : " لا ولكن حسن وبعده حسين وأنت أبو حسن "

(9/277)


15029 - وفي رواية : " وأنت أبو حسن الخير "
رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما عمر بن فيروز وعمر بن عمير ولم أعرفهما وبقية رجاله وثقوا

(9/278)


15030 - وعن علي بن أبي طالب قال : خطبت إلى النبي صلى الله عليه و سلم ابنته فاطمة قال : فباع علي رضي الله عنه درعا له وبعض ما باع من متاعه فبلغ أربعمائة وثمانين درهما وأمر النبي صلى الله عليه و سلم أن يجعل ثلثيه في الطيب وثلثا في الثياب ومج في جرة من ماء فأمرهم أن يغتسلوا به . قال : وأمرها أن لا تسبقه برضاع ولدها . قال : فسبقته برضاع الحسين وأما الحسن فإنه صلى الله عليه و سلم وضع في فيه شيئا لا ندري ما هو فكان أعلم الرجلين
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات

(9/278)


15031 - عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يصلي فإذا سجد وثب الحسن عليه السلام على ظهره وعلى عنقه فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم رفعا رفيقا لئلا يصرع قالوا : يا رسول الله رأيناك صنعت بالحسن شيئا ما رأيناك صنعته بأحد ؟ قال : " إنه ريحانتي من الدنيا وإن ابني هذا سيد وعسى الله أن يصلح به بين فئتين "
ص . 279

(9/278)


15032 - وفي رواية : يثب على ظهره يفعل ذلك غير مرة
رواه أحمد والبزار والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وقد وثق

(9/279)


15033 - وعن أبي سعيد قال : جاء حسن إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو ساجد فركب على ظهره فأخذه رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده حتى قام ثم ركع فقام على ظهره فلما قام أرسله فذهب
رواه البزار وفي إسناده خلاف

(9/279)


15034 - وعن الزبير قال : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ساجدا حتى جاء الحسن بن علي فصعد على ظهره فما أنزله حتى كان هو الذي نزل وإن كان ليفرج له رجليه فيدخل من ذا الجانب ويخرج من ذا الجانب الآخر
رواه الطبراني وفيه علي بن عابس وهو ضعيف

(9/279)


15035 - عن البهي قال : قلت لعبد الله بن الزبير : أخبرني بأقرب الناس شبها برسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال : الحسن بن علي كان أقرب الناس شبها برسول الله صلى الله عليه و سلم وأحبهم إليه كان يجيء ورسول الله صلى الله عليه و سلم ساجد فيقع على ظهره فلا يقوم حتى يتنحى ويجيء فيدخل تحت بطنه فيفرج له رجليه حتى يخرج
رواه البزار وفيه علي بن عابس وهو ضعيف

(9/279)


15036 - وعن ابن أبي مليكة قال : كانت فاطمة رضي الله عنها تنقر الحسن وتقول : بني شبيه رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس بشبيه علي عليه السلام
ص . 280
رواه أحمد وهو مرسل وفيه زمعة بن صالح وهو لين

(9/279)


15037 - وعن كليب بن شهاب قال : ذكر الحسن بن علي عند ابن عباس فقال : إنه كان يشبه رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن كليبا لا أعرف له سماعا من الصحابة

(9/280)


15038 - وعن علي قال : أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه و سلم ما بين رأسه إلى نحره الحسن
رواه الطبراني وإسناده جيد

(9/280)


15039 - وعن زهير بن الحارث قال : بينما الحسن بن علي يخطب بعدما قتل علي رضي الله عنهما إذ قام رجل من الأزد آدم طوال فقال : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم واضعه في حبوته يقول :
من أحبني فليحبه فليبلغ الشاهد الغائب
ولولا عزيمة رسول الله صلى الله عليه و سلم ما حدثتكم
رواه أحمد وفيه من لم أعرفه

(9/280)


15040 - وعن أبي هريرة قال : سمعت أذناي هاتان وأبصرت عيناي هاتان رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو آخذ بكفيه جميعا حسنا - أو حسينا - وقدماه على قدمي رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يقول :
حزقة حزقة ترق عين بقه
ص . 281
فيرقى الغلام فيضع قدميه على صدر رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال : " افتح فاك " . ثم قبله ثم قال : " اللهم من أحبه فإني أحبه "
رواه الطبراني وفيه أبو مزرد ولم أجد من وثقه وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/280)


15041 - وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يأخذ حسنا فيضمه إليه فيقول :
اللهم إن هذا ابني فأحبه وأحب من يحبه
رواه الطبراني وفيه عثمان بن أبي الكنات وفيه ضعف

(9/281)


15042 - وعن سعيد بن زيد بن نفيل أن النبي صلى الله عليه و سلم احتضن حسنا وقال :
اللهم إني أحبه فأحبه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يزيد بن يحنس وهو ثقة

(9/281)


15043 - وعن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للحسن بن علي :
اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه
قلت : هو في الصحيح غير قوله : وأحب من يحبه
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار وأبو يعلى ورجال الكبير رجال الصحيح

(9/281)


15044 - وعن رجاء بن ربيعة قال : كنت جالسا بالمدينة في مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم في حلقة فيها أبو سعيد وعبد الله بن عمرو فمر الحسن بن علي فسلم فرد عليه القوم وسكت عبد الله بن عمرو ثم اتبعه فقال : وعليك السلام ورحمة
ص . 282
الله ثم قال : هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء والله ما كلمته منذ ليال صفين . فقال أبو سعيد : ألا تنطلق إليه فتعتذر إليه ؟ قال : نعم فقام فدخل أبو سعيد فاستأذن فأذن له ثم استأذن لعبد الله بن عمرو فدخل فقال أبو سعيد لعبد الله بن عمرو : حدثنا بالذي حدثتنا به حيث مر الحسن فقال : نعم أنا أحدثكم : إنه أحب أهل الأرض إلى أهل السماء قال : فقال له الحسن : إذ علمت أني أحب أهل الأرض إلى أهل السماء فلم قاتلتنا أو كثرت يوم صفين ؟ قال : أما إني والله ما كثرت سوادا ولا ضربت معهم بسيف ولكني حضرت مع أبي أو كلمة نحوها . قال : أما علمت أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله ؟ قال : بلى ولكني كنت أسرد الصوم على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فشكاني أبي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إن عبد الله بن عمرو يصوم النهار ويقوم الليل . قال : " صم وأفطر وصل ونم فإني أنا أصلي وأنام وأصوم وأفطر " . قال لي : " يا عبد الله أطع أباك " . فخرج يوم صفين وخرجت معه
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير هاشم بن البريد وهو ثقة
قلت : وتأتي له طريق في فضل الحسين أيضا

(9/281)


15045 - وعن عمير بن إسحاق قال : رأيت أبا هريرة لقي الحسن بن علي فقال له : اكشف عن بطنك حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبل منه فكشف عن بطنه فقبله

(9/282)


15046 - وفي رواية : فقبل سرته
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال : فكشف عن بطنه ووضع يده على سرته
ورجالهما رجال الصحيح غير عمير بن إسحاق وهو ثقة

(9/282)


15047 - وعن معاوية قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يمص لسانه أو قال : شفته - يعني الحسن بن علي - وإنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله صلى الله عليه و سلم
ص . 283
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن أبي عوف وهو ثقة

(9/282)


15058 - وعن عبد الرحمن بن أبي عوف قال : قال عمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي لمعاوية : إن الحسن بن علي عيي فقال معاوية : لا تقولا ذلك فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد تفل في فيه ومن تفل في فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم فليس بعيي . فقال الحسن بن علي : أما أنت يا عمرو فتنازع فيك رجلان فانظر أيهما أباك ؟ وأما أنت يا أبا الأعور فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن رعلا وذكوان وعمرو بن سفيان
رواه الطبراني عن شيخه محمد بن عون السيرافي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/283)


15059 - عن المقبري قال : كنا مع أبي هريرة فجاء الحسن بن علي رضي الله عنهما فسلم فرد عليه القوم ومعنا أبو هريرة لا يعلم فقيل له : هذا حسن بن علي يسلم فلحقه فقال : وعليك يا سيدي فقيل له : تقول يا سيدي ؟ فقال : أشهد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " إنه سيد "
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/283)


15050 - عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحسن بن علي :
إن ابني هذا سيد وليصلحن الله به بين فئتين من المسلمين عظيمتين
رواه الطبراني في الأوسط والكبير والبزار وفيه عبد الرحمن بن مغراء وثقه غير واحد وفيه ضعف وبقية رجال البزار رجال الصحيح
ص . 284

(9/283)


15051 - وعن الحسن قال : وأظنه عن أنس رفعه قال : " ابني هذا سيد " . - يعني الحسن - . قال : وكان يشبهه أو نحو هذا
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

(9/284)


15052 - وعن جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " الحسن سيد شباب أهل الجنة "
رواه البزار وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف

(9/284)


15053 - وعن رقبة بن مصقلة قال : لما حصر الحسين بن علي رضي الله عنهما قال : أخرجوني إلى الصحراء لعلي أتفكر أنظر في ملكوت السماوات - يعني الآيات - فلما أخرج به قال : اللهم إني أحتسب نفسي عندك فإنها أعز الأنفس علي وكان مما صنع الله له أنه احتسب نفسه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن رقبة لم يسمع من الحسن فيما أعلم وقد سمع من أنس فيما قيل

(9/284)


15054 - عن شرحبيل قال : كنت مع الحسين بن علي وأخرج بسرير الحسن بن علي فأراد أن يدفنه مع النبي صلى الله عليه و سلم فخاف أن يمنعه بنو أمية فلما انتهوا به إلى المسجد قامت بنو أمية فقام عبد الله بن جعفر فقال : إني سمعته يقول : إن منعوني فادفنوني مع أمي
رواه الطبراني وفيه شرحبيل بن سعد وهو ضعيف
ص . 285

(9/284)


15055 - وعن ميمون بن مهران قال : كان ابن عباس رضي الله عنهما لما كف بصره يقول لقائده : إذا أدخلتني على معاوية فسددني لفراشه ثم أرسل يدي لا يشمت بي معاوية ففعل ذلك يوما فقال معاوية لبعض جلسائه : ليغتمن فلما جلس معه على فراشه قال : يا أبا عباس آجرك الله في الحسن بن علي ؟ قال : أمات ؟ قال : نعم فقال : رحمة الله ورضوانه عليه وألحقه بصالح سلفه أما والله يا معاوية لا تسد حفرته ولا تأكل رزقه ولا تخلد بعده ولقد رزئنا بأعظم فقدا منه رسول الله صلى الله عليه و سلم فما خذلنا الله بعده
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وقد وثق وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/285)


15056 - وعن الهيثم بن عدي قال : هلك الحسن بن علي رضي الله عنه سنة أربع وأربعين . قال : هكذا قال الهيثم بن عدي وخولف

(9/285)


15057 - وعن أبي نعيم قال : وفيها مات الحسن بن علي وسعد بن أبي وقاص سنة ثمان وخمسين

(9/285)


15058 - عن أبي بكر بن حفص قال : توفي الحسن بن علي سنة ثمان وأربعين

(9/285)


15059 - وعنه قال : توفي الحسن بن علي وسعد بن أبي وقاص بعدما مضى من إمرة معاوية عشر سنين
ص . 286

(9/285)


15060 - عن أبي بكر بن أبي شيبة قال : مات الحسن بن علي سنة ثمان وأربعين

(9/286)


15061 - عن يحيى بن بكير قال : توفي الحسن بن علي سنة تسع وأربعين وصلى عليه سعيد بن العاص وكان موته بالمدينة وسنه ست أو سبع وأربعون ويكنى أبا محمد

(9/286)


15062 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال : مات الحسن بن علي رضي الله عنهما وهو ابن سبع وأربعين ويكنى أبا محمد
قلت وأسانيد وفاته كلها صحيحة إلى قائلها

(9/286)


2 - . باب فيما اشترك فيه الحسن والحسين رضي الله عنهما من الفضل

(9/286)


15063 - عن أبي هريرة قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه الحسن والحسين عليهما السلام هذا على عاتقه وهذا على عاتقه يلثم هذا مرة وهذا مرة حتى انتهى إلينا فقال رجل : يا رسول الله إنك لتحبهما ؟ قال : " من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني "
قلت : رواه ابن ماجة باختصار
رواه أحمد ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف ورواه البزار

(9/286)


15064 - وعن عطاء بن يسار أن رجلا أخبره أنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم يضم إليه حسنا وحسينا يقول :
ص . 287
اللهم إني أحبهما فأحبهما
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(9/286)


15065 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما فإذا قضى الصلاة وضعهما في حجره وقال :
من أحبني فليحب هذين
رواه أبو يعلى والبزار وقال : فإذا قضى الصلاة ضمهما إليه . والطبراني باختصار ورجال أبي يعلى ثقات وفي بعضهم خلاف

(9/287)


15066 - وعنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال للحسن والحسين :
اللهم إني أحبهما فأحبهما ومن أحبهما فقد أحبني
رواه البزار وإسناده جيد

(9/287)


15067 - وعن قرة بن إياس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال للحسن والحسين :
إني أحبهما فأحبهما - أو اللهم إني أحبهما فأحبهما -
رواه البزار وفيه زياد بن أبي زياد وثقه ابن حبان وقال : يهم وبقية رجاله ثقات

(9/287)


15068 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للحسن والحسين :
اللهم إني أحبهما فأحبهما
رواه البزار وإسناده حسن
ص . 288

(9/287)


15069 - وعنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول للحسن والحسين : " من أحبني فليحبهما "
رواه البزار ورجاله وثقوا وفيهم خلاف

(9/288)


15070 - وعنه قال : وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم على بيت فاطمة فسلم فخرج إليه الحسن أو الحسين فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ارق بأبيك عين بقة " . وأخذ بإصبعيه فرقي على عاتقه ثم خرج الآخر من بقعة أخرى فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ارق بأبيك أنت عين البقة " . وأخذ بإصبعيه فاستوى على عاتقه الآخر . وأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بأقفيتهما حتى وضع أفواههما على فيه ثم قال : " اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما "
قلت : في الصحيح بعضه
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(9/288)


15071 - وعن أبي هريرة أيضا أن مروان أتاه في مرضه الذي مات فيه فقال مروان لأبي هريرة : ما وجدت عليك في شيء منذ اصطحبنا إلا في حبك الحسن والحسين قال : فتحفز أبو هريرة فجلس فقال : أشهد لخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كنا ببعض الطريق سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم الحسن والحسين وهما يبكيان وهما مع أمهما فأسرع السير حتى أتاهما فسمعته يقول : " ما شأن ابني ؟ " . فقالت : العطش قال : فأخلف رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى شنة يبتغي فيها ماء وكان الماء يومئذ أغدارا والناس يريدون فنادى : " هل أحد منكم معه ماء ؟ " . فلم يبق أحد إلا أخلف بيده إلى كلامه يبتغي الماء في شنه فلم يجد أحد منهم قطرة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ناوليني إحدهما " . فناولته إياه من تحت الخدر فرأيت بياض
ص . 289
ذراعيها حين ناولته فأخذه فضمه إلى صدره وهو يضغو ما يسكت فأدلع لسانه فجعل يمصه حتى هدأ أو سكن فلم أسمع له بكاء والآخر يبكي كما هو ما يسكت ثم قال : " ناوليني الآخر " . فناولته إياه ففعل به كذلك فسكتا فلم أسمع لهما صوتا ثم قال : " سيروا " . فصدعنا يمينا وشمالا عن الظعائن حتى لقيناه على قارعة الطريق فأنا لا أحب هذين وقد رأيت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/288)


15072 - وعن سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
الحسن والحسين من أحبهما أحببته ومن أحببته أحبه الله ومن أحبه الله أدخله جنات نعيم ومن أبغضهما أبغضته ومن أبغضته أبغضه الله ومن أبغضه الله أدخله جهنم وله عذاب مقيم
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف

(9/289)


15073 - وعن أبي أيوب الأنصاري قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم والحسن والحسين رضي الله عنهما يلعبان بين يديه أو في حجره فقلت : يا رسول الله أتحبهما ؟ فقال :
وكيف لا أحبهما وهما ريحانتاي من الدينا أشمهما
رواه الطبراني وفيه الحسن بن عنبسة وهو ضعيف

(9/289)


15074 - وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال : دخلت على
ص . 290
رسول الله صلى الله عليه و سلم والحسن والحسين يلعبان على بطنه فقلت : يا رسول الله أتحبهما ؟ فقال :
وما لي لا أحبهما وهما ريحانتاي
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

(9/289)


15075 - عن يعلى بن مرة قال : كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
حسين مني وأنا منه أحب الله من أحبه الحسن والحسين سبطان من الأسباط
قلت : رواه الترمذي باختصار ذكر الحسن
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/290)


15076 - وعن أبي هريرة قال : كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم العشاء الآخرة فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا رفع رأسه أخذهما من خلفه أخذا رفيقا ويضعهما على ظهره فإذا عاد عادا حتى قضى صلاته أقعدهما على فخذيه . قال : فقمت إليه فقلت : يا رسول الله أردهما ؟ فبرقت برقة فقال لهما : " الحقا بأمكما " . قال : فمكث ضوؤها حتى دخلا على أمهما
رواه أحمد والبزار باختصار وقال : في ليلة مظلمة . ورجال أحمد ثقات

(9/290)


15077 - وعن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسجد فيجيء الحسن والحسين فيركب ظهره فيطيل السجود فيقال : يا نبي الله أطلت السجود فيقول : " ارتحلني ابني فكرهت أن أعجله "
رواه أبو يعلى وفيه محمد بن ذكوان وثقه ابن حبان وضعفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح
ص . 291

(9/290)


15078 - وعن عمر - يعني ابن الخطاب - قال : رأيت الحسن والحسين على عاتقي النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : نعم الفرس تحتكما . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ونعم الفارسان "
رواه أبو يعلى في الكبير ورجاله رجال الصحيح ورواه البزار بإسناد ضعيف

(9/291)


15079 - وعن جابر قال : دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم وهو يمشي على أربعة وعلى ظهره الحسن والحسين رضي الله عنهما وهو يقول : " نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما "
رواه الطبراني وفيه مسروح أبو شهاب وهو ضعيف

(9/291)


15080 - وعن البراء بن عازب قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي فجاء الحسن والحسين أو أحدهما فركب على ظهره فكان إذا رفع رأسه قال بيده فأمسكه أو أمسكهما قال : " نعم المطية مطيتكما "
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(9/291)


15081 - وعن سلمان قال : كنا حول رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاءت أم أيمن فقالت : يا رسول الله لقد ضل الحسن والحسين قال : وذاك رأد النهار - يقول : ارتفاع النهار - فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " قوموا فاطلبوا ابني " . وأخذ كل رجل تجاه وجهه وأخذت نحو النبي صلى الله عليه و سلم فلم يزل حتى أتى سفح جبل وإذا الحسن والحسين رضي الله عنهما ملتزق كل واحد منهما صاحبه وإذا شجاع ( الحية الذكر ) قائم على ذنبه يخرج من فيه
ص . 292
شرر النار فأسرع إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فالتفت مخاطبا لرسول الله صلى الله عليه و سلم ثم انساب فدخل بعض الأحجرة ثم أتاهما فأفرق بينهما ثم مسح وجوههما وقال : " بأبي وأمي أنتما ما أكرمكما على الله " . ثم حمل أحدهما على عاتقه الأيمن والآخر على عاتفه الأيسر فقلت : طوباكما نعم المطية مطيتكما . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ونعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما "
رواه الطبراني وفيه أحمد بن رشد الهلالي وهو ضعيف

(9/291)


15082 - عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة "
رواه الطبراني بأسانيد وفيها الحارث الأعور وهو ضعيف

(9/292)


15083 - وعن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لفاطمة رضي الله عنها :
والله ما من نبي إلا ولد الأنبياء غيري وإن ابنيك سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة يحيى وعيسى
رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف

(9/292)


15084 - وعن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة "
رواه الطبراني وفيه حكيم بن حزام أبو سمير وهو متروك

(9/292)


15085 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 293
إن ملكا من السماء لم يكن زارني فاستأذن الله في زيارتي فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
رواه الطبراني وفيه مروان الذهلي ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/292)


15086 - وعن حذيفة بن اليمان قال : بت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأيت عنده شخصا فقال لي :
يا حذيفة هل رأيت ؟
قلت : نعم قال : " هذا ملك لم يهبط منذ بعثت أتاني الليلة يبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة "
قلت : رواه الترمذي باختصار
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو عمر الأشجعي ولم أعرفه أو أبو عمرة وبقية رجاله ثقات

(9/293)


15087 - وعن حذيقة أيضا قال : رأينا في وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم السرور يوما من الأيام فقلنا : يا رسول الله لقد رأينا في وجهك تباشير السرور فقال :
كيف لا أسر وقد أتاني جبريل عليه السلام فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما أفضل منهما ؟
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عامر أبو الأسود الهاشمي ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا . وفي عاصم بن بهدلة خلاف

(9/293)


15088 - وعن قرة بن إياس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح
ص . 294

(9/293)


15089 - وعن مالك بن الحويرث قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما
رواه الطبراني وفيه عمران بن أبان وملك بن الحسن وهما ضعيفان وقد وثقا

(9/294)


15090 - عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " حسن وحسين سيدا شباب أهل الجنة "
رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف

(9/294)


15091 - وعن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه زياد الجصاص وهو متروك ووثقه ابن حبان وقال : ربما يهم

(9/294)


15092 - وعن الحسين بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم

(9/294)


15093 - وعن البراء - يعني ابن عازب - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
رواه الطبراني وإسناده حسن
ص . 295

(9/294)


15094 - وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
فخرت الجنة على النار فقالت : أنا خير منك فقالت النار : بل أنا خير منك فقالت لها الجنة استفهاما : وممه ؟ قالت : لأن في الجبابرة ونمروذ وفرعون فأسكتت . فأوحى الله إليها : لا تخضعين لأزينن ركنيك بالحسن والحسين فماست كما تميس العروس في خدرها
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عباد بن صهيب وهو متروك

(9/295)


15095 - وعن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
الحسن والحسين شنفا العرش وليسا بمعلقين

(9/295)


15096 - وإن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إذا استقر أهل الجنة في الجنة قالت الجنة : يا رب وعدتني أن تزينني بركنين من أركانك قال : ألم أزينك بالحسن والحسين ؟
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حميد بن علي وهو ضعيف

(9/295)


15097 - وعن ابن عباس قال : صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة العصر فلما كان في الرابعة أقبل الحسن والحسين حتى ركبا على ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما سلم وضعهما بين يديه وأقبل الحسن فحمل رسول الله صلى الله عليه و سلم الحسن على عاتقه الأيمن والحسين على عاتقه الأيسر ثم قال :
أيها الناس ألا أخبركم بخير الناس جدا وجدة ؟ ألا أخبركم بخير الناس عما وعمة ؟ ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة ؟ ألا أخبركم بخير الناس أبا وأما ؟ الحسن والحسين
ص . 296
جدهما رسول الله - صلى الله عليه و سلم - وجدتهما خديجة بنت خويلد وأمهما فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه و سلم - وأبوهما علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعمهما جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وعمتهما أم هانئ بنت أبي طالب وخالهما القاسم بن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - وخالاتهما زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله - صلى الله عليه و سلم - . جدهما في الجنة وأبوهما في الجنة وأمهما في الجنة وعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة وخالاتهما في الجنة وهما في الجنة ومن أحبهما في الجنة
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيهما أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي وهو متروك

(9/295)


15098 - وعن فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه و سلم أنها أتت بالحسن والحسين إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في شكواه التي توفي فيها فقالت : يا رسول الله هذان ابناك فورثهما شيئا . فقال :
أما حسن فله هيبتي وسؤددي وأما حسين فله جراءتي وجودي
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(9/296)


15099 - وعن أبي رافع قال : جاءت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم بحسن وحسين إلى رسول الله في مرضه الذي قبض فيه فقالت : هذان ابناك فورثهما شيئا . فقال لها :
أما حسن فله ثباتي وسؤددي وأما حسين فإن له حزامتي وجودي
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم

(9/296)


15100 - وعن عبد الله بن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أتاه رجل يقول : علي رقبة من ولد إسماعيل يقول : " عليك بحسن وحسين "
رواه الطبراني ورجاله ثقات
ص . 297

(9/296)


15101 - عن أبي شداد قال : كنت ألاعب الحسن والحسين بالمداحي فإذا ما دحاني ركباني وإذا ما دحتهما قالا : تركب بضعة من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
رواه الطبراني بإسنادين وأبو شداد لم أعرفه وفي أحد الإسنادين إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه غير واحد وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات

(9/297)


16 - . باب مناقب الحسين بن علي عليهما السلام

(9/297)


15102 - عن بشر بن غالب قال : كنت مع أبي هريرة فرأى الحسين بن علي وقال : يا أبا عبد الله لقد رأيتك على يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم قد خضبتهما دما حين أتى بك حين ولدت فسررت فلفك في خرقة ولقد تفل في فيك ولقد تكلم بكلام لا أدري ما هو ولقد كانت فاطمة سبقته بسرة الحسن فقال : " لا تسبقيني بهذا "
رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو متروك

(9/297)


15103 - وعن محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي قال : كان جسد الحسين شبه جسد رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني ورجاله ثقات . وقد تقدمت أحاديث نحو هذا

(9/297)


15104 - وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال :
ص . 298
لم يكن بين الحسن والحسين إلا طهرا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن محمد بن علي لم يدرك ذلك

(9/297)


15105 - وعن علي - يعني ابن أبي طالب - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للحسين بن علي :
من أحب هذا فقد أحبني
رواه الطبراني وفيه الحرث الأعور وهو ضعيف

(9/298)


15106 - وعن أبي هريرة قال : كان الحسين بن علي رضي الله عنهما عند النبي صلى الله عليه و سلم وكان يحبه حبا شديدا فقال : اذهب إلى أمي فقلت : أذهب معه ؟ فجاءت برقة من السماء فمشى في ضوئها حتى بلغ
رواه الطبراني وفيه موسى بن عثمان وهو متروك

(9/298)


15107 - وعن أبي سعيد قال : جاء الحسين يشتد ورسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي فالتزم عنق رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام به وأخذ بيده فلم يزل ممسكها حتى ركع
رواه الطبراني ورجاله مختلف في الاحتجاج بهم

(9/298)


15108 - عن ابن عباس قال :
ص . 299
رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فرج ما بين فخذي الحسين وقبل زبيبته
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/299)


15109 - وعن رجاء بن ربيعة قال : كنت في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ مر الحسين بن علي فسلم فرد عليه القوم السلام وسكت عبد الله بن عمرو ثم رفع ابن عمرو صوته بعدما سكت القوم فقال : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ثم أقبل على القوم فقال : ألا أخبركم بأحب أهل الأرض إلى أهل السماء ؟ قالوا : بلى قال : هو هذا المقفي والله ما كلمته كلمة ولا كلمني كلمة منذ ليالي صفين ووالله لأن يرضى عني أحب إلي من أن يكون لي مثل أحد . فقال له أبو سعيد : ألا تغدو إليه ؟ قال : بلى فتواعدوا أن يغدوا إليه وغدوت معهما فاستأذن أبو سعيد فأذن فدخلنا فاستأذن لابن عمرو فلم يزل به حتى أذن له الحسين فدخل فلما رآه زحل له وهو جالس إلى جنب الحسين فمده الحسين إليه فقام ابن عمرو فلم يجلس فلما رأى ذلك خلا عن أبي سعيد فأزحل له فجلس بينهما فقص أبو سعيد القصة فقال : أكذاك يا ابن عمرو ؟ أتعلم أني أحب أهل الأرض إلى أهل السماء ؟ قال : أي ورب الكعبة إنك لأحب أهل الأرض إلى أهل السماء . قال : فما حملك على أن قاتلتني وأبي يوم صفين ؟ والله لأبي خير مني . قال : أجل ولكن عمرو شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : إن عبد الله يصوم النهار ويقوم الليل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " صل ونم وصم وأفطر وأطع عمرا " . فلما كان يوم صفين أقسم علي والله ما كثرت لهم سوادا ولا اخترطت لهم سيفا ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم . فقال الحسن : أما علمت أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ؟ قال : بلى . قال : كأنه قبل منه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن سعيد بن بشير وفيه لين وهو حافظ وبقية رجاله ثقات
ص . 300
وقد تقدم من البزار في ترجمة الحسن والله أعلم

(9/299)


15110 - وعن جابر قال :
من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن علي
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقوله
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعد وقيل : ابن سعيد وهو ثقة

(9/300)


15111 - وعن أنس بن مالك أن ملك القطر استاذن [ ربه ] أن يأتي النبي صلى الله عليه و سلم فأذن له فقال لأم سلمة : " املكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد " . قال : وجاء الحسين بن علي ليدخل فمنعته فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النبي صلى الله عليه و سلم وعلى منكبه وعلى عاتقه قال : فقال الملك للنبي صلى الله عليه و سلم : أتحبه ؟ قال : " نعم " . قال : إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل به . فضرب بيده فجاء بطينة حمراء فأخذتها أم سلمة فصرتها في خمارها . قال ثابت : بلغنا أنها كربلاء
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني بأسانيد وفيها عمارة بن زاذان وثقه جماعة وفيه ضعف وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح

(9/300)


15112 - عن نجي الحضرمي أنه سار مع علي رضي الله عنه وكان
ص . 301
صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي : اصبر أبا عبد الله اصبر أبا عبد الله بشط الفرات . قلت : وما ذاك ؟ قال : دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم ذات يوم وإذا عيناه تذرفان قلت : يا نبي الله أغضبك أحد ؟ ما شأن عينيك تفيضان ؟ قال : " بل قام من عندي جبريل عليه السلام قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات " . قال : فقال : " هل لك أن أشمك من تربته ؟ " . قلت : نعم قال : فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عينيي أن فاضتنا
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله ثقات ولم ينفرد نجي بهذا

(9/300)


15113 - وعن عائشة أو أم سلمة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لإحداهما :
لقد دخل على البيت ملك فلم يدخل علي قبلها قال : إن ابنك هذا حسين مقتول وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها
قال : فأخرج تربة حمراء
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(9/301)


15114 - وعن عائشة قالت : دخل الحسين بن علي رضي الله عنهما على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يوحى إليه فنزا على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو منكب وهو على ظهره فقال جبريل لرسول الله صلى الله عليه و سلم : أتحبه يا محمد ؟ قال : " يا جبريل وما لي لا أحب ابني " . قال : فإن أمتك ستقتله من بعدك فمد جبريل عليه السلام يده فأتاه بتربة بيضاء فقال : في هذه الأرض يقتل ابنك هذا واسمها الطف فلما ذهب جبريل من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم والتزمه في يده يبكي فقال : " يا عائشة إن جبريل أخبرني أن ابني حسين مقتول في أرض الطف وأن أمتي ستفتن بعدي " . ثم خرج إلى أصحابه فيهم علي وأبو بكر وعمر وحذيفة وعمار وأبو ذر رضي الله عنهم وهو يبكي فقالوا : ما يبكيك يا رسول الله ؟ فقال : " أخبرني جبريل عليه
ص . 302
السلام أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف وجاءني بهذه التربة وأخبرني أن فيها مضجعه "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار كثير وأوله : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أجلس حسينا على فخذه فجاءه جبريل . وفي إسناد الكبير ابن لهيعة وفي إسناد الأوسط من لم أعرفه

(9/301)


15115 - وعن زينب بنت جحش أن النبي صلى الله عليه و سلم كان نائما عندها وحسين يحبو في البيت فغفلت عنه فحبا حتى أتى النبي صلى الله عليه و سلم فصعد على بطنه فوضع ذكره في سرته فبال قلت : فاستيقظ النبي صلى الله عليه و سلم فقمت إليه فحططته عن بطنه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " دعي ابني " . فلما قضى بوله أخذ كوزا من ماء فصبه وقال : " إنه يصب من الغلام ويغسل من الجارية " . قالت : ثم قام يصلي واحتضنه فكان إذا ركع وسجد وضعه وإذا قام حمله فلما جلس جعل يدعو ويرفع يديه ويقول فلما قضى الصلاة قلت : يا رسول الله لقد رأيتك تصنع اليوم شيئا ما رأيتك تصنعه ؟ قال : " إن جبريل أتاني فأخبرني أن ابني يقتل قلت : فأرني إذا فأتاني بتربة حمراء "
رواه الطبراني بإسنادين وفيهما من لم أعرفه

(9/302)


15116 - عن أم سلمة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم جالسا ذات يوم في بيتي قال : " لا يدخل علي أحد " . فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيج رسول الله صلى الله عليه و سلم يبكي فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي صلى الله عليه و سلم يمسح جبينه وهو يبكي فقلت : والله ما علمت حين دخل فقال : " إن جبريل عليه السلام كان معنا في البيت فقال : أفتحبه ؟ قلت : أما في الدنيا فنعم قال : إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها : كربلاء فتناول جبريل من تربتها " . فأراها النبي صلى الله عليه و سلم فلما أحيط بحسين حين قتل
ص . 303
قال : ما اسم هذه الأرض ؟ قالوا : كربلاء فقال : صدق الله ورسوله كرب وبلاء

(9/302)


15117 - وفي رواية : صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم أرض كرب وبلاء
رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات

(9/303)


15118 - وعن أم سلمة قالت : كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيتي فنزل جبريل فقال : يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك وأوما بيده إلى الحسين فبكى رسول الله صلى الله عليه و سلم وضمه إلى صدره ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا أم سلمة وديعة عندك هذه التربة " . فشمها رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال : " ويح وكرب وبلاء " . قالت : وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل " . قال : فجعلتها أم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول : إن يوما تحولين فيه دما ليوم عظيم
رواه الطبراني وفيه عمرو بن ثابت النكري وهو متروك

(9/303)


15119 - وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لنسائه : " لا تبكوا هذا الصبي " . يعني حسينا قال : وكان يوم أم سلمة فنزل جبريل فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم الداخل وقال لأم سلمة : " لا تدعي أحدا أن يدخل علي " . فجاء الحسين فلما نظر إلى النبي صلى الله عليه و سلم في البيت أراد أن يدخل فأخذته أم سلمة فاحتضنته وجعلت تناغيه وتسكته فلما اشتد في البكاء خلت عنه فدخل حتى جلس في حجر النبي صلى الله عليه و سلم فقال جبريل للنبي صلى الله عليه و سلم : إن أمتك ستقتل ابنك هذا فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " يقتلونه وهم مؤمنون بي ؟ " . قال : نعم يقتلونه فتناول جبريل تربة فقال : بمكان كذا وكذا فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم قد احتضن حسينا كاسف البال مغموما فظنت أم سلمة أنه غضب
ص . 304
من دخول الصبي عليه فقالت : يا نبي الله جعلت لك الفداء إنك قلت لنا : " لا تبكوا هذا الصبي " . وأمرتني أن لا أدع أحدا يدخل عليك فجاء فخليت عنه . فلم يرد عليها فخرج إلى أصحابه وهم جلوس فقال : " إن أمتي يقتلون هذا " . وفي القوم أبو بكر وعمر وكانا أجرأ القوم عليه فقالا : يا نبي الله وهم مؤمنون ؟ قال : " نعم وهذه تربته " . وأراهم إياها
رواه الطبراني ورجاله موثقون وفي بعضهم ضعف

(9/303)


15120 - وعن معاذ بن جبل قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم متغير اللون فقال :
أنا محمد أوتيت فواتح الكلام وخواتمه فأطيعوني ما دمت بين أظهركم فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب الله أحلوا حلاله وحرموا حرامه أتتكم الموتة أتتكم بالروح والراحة كتاب من الله سبق . أتتكم فتن كقطع الليل المظلم كلما ذهب رسل جاء رسل تناسخت النبوة فصارت ملكا رحم الله من أخذها بحقها وخرج منها كما دخلها أمسك يا معاذ وأحص
قال : فلما بلغت خمسا قال : " يزيد لا بارك الله في يزيد " . ثم ذرفت عيناه صلى الله عليه و سلم . ثم قال : " نعي إلي حسين وأتيت بتربته وأخبرت بقاتله والذي نفسي بيده لا يقتلوه بين ظهراني قوم لا يمنعوه إلا خالف الله بين صدروهم وقلوبهم وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعا " . قال : " واها لفراخ آل محمد من خليفة يستخلف مترف يقتل خلفي وخلف الخلف أمسك يا معاذ " . فلما بلغت عشرة قال : " الوليد اسم فرعون هادم شرائع الإسلام بين يديه رجل من أهل بيته يسل الله سيفه فلا غماد له واختلف فكانوا هكذا " . فشبك بين أصابعه ثم قال : " بعد العشرين ومائة يكون موت سريع وقيل ذريع ففيه هلاكهم ويلي عليهم رجل من ولد العباس "
ص . 305
رواه الطبراني وفيه مجاشع بن عمرو وهو كذاب

(9/304)


15121 - وعن أبي الطفيل قال : استأذن ملك القطر أن يسلم على النبي صلى الله عليه و سلم في بيت أم سلمة فقال : " لا يدخل علينا أحد " . فجاء الحسين بن علي رضي الله عنهما فدخل فقالت أم سلمة : هو الحسين فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " دعيه " . فجعل يعلو رقبة النبي صلى الله عليه و سلم ويعبث به والملك ينظر فقال الملك : أتحبه يا محمد ؟ قال : " إي والله إني لأحبه " . قال : أما إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان . فقال بيده فتناول كفا من تراب فأخذت أم سلمة التراب فصرته في خمارها فكانوا يرون أن ذلك التراب من كربلاء
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/305)


15122 - وعن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يقتل حسين بن علي على رأس ستين من مهاجري
رواه الطبراني وفيه سعيد بن طريف وهو متروك

(9/305)


15123 - وبإسناده قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يقتل الحسين حين يعلوه القتير
قال الطبراني : القتير : الشيب

(9/305)


15124 - عن علي قال : ليقتلن الحسين وإني لأعرف التربة التي يقتل فيها قريبا من النهرين
رواه الطبراني ورجاله ثقات
ص . 306

(9/305)


15125 - وعن شيان بن محرم - وكان عثمانيا - قال : إني لمع علي رضي الله عنه إذ أتى كربلاء فقال : يقتل بهذا الموضع شهيد ليس مثله شهداء إلا شهداء بدر فقلت : بعض كذباته وثم رجل حمار ميت فقلت لغلامي : خذ رجل هذا الحمار فأوتدها في مقعده وغيبها فضرب الظهر ضربة فلما قتل الحسين بن علي انطلقت ومعي أصحابي فإذا جثة الحسين بن علي على رجل ذلك الحمار وإذا أصحابه ربضة حوله
رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط وبقية رجاله ثقات

(9/306)


15126 - وعن أبي هريمة قال : كنت مع علي رضي الله عنه بنهر كربلاء فمر بشجرة تحتها بعر غزلان فأخذ منه قبضة فشمها ثم قال : يحشر من هذا الظهر سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/306)


15127 - عن أبي خيرة قال : صحبت عليا رضي الله عنه حتى أتى الكوفة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : كيف أنتم إذا نزل بذرية نبيكم بين ظهرانيكم ؟ قالوا : إذا نبلي الله فيهم بلاء حسنا فقال : والذي نفسي بيده لينزلن بين ظهرانيكم ولتخرجن إليهم فلتقتلنهم ثم أقبل يقول :
هم أوردوه بالغرور وغردوا . . . أحبوا نجاه لا نجاة ولا عذرا
رواه الطبراني وفيه سعد بن وهب متأخر ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/306)


15128 - وعن المسيب بن نجية قال : قال علي رضي الله عنه : ألا أحدثكم عن خاصة نفسي وأهل بيتي ؟ قلنا : بلى قال : أما حسن فصاحب جفنة وخوان
ص . 307
وفتى من الفتيان ولو قد التقت حلقتا البطان لم يغن عنكم في الحرب حبالة عصفور . وأما عبد الله بن جعفر فصاحب لهو وظل وباطل ولا يغرنكم ابنا عباس . وأما أنا وحسين فأنا منكم وأنتم منا والله لقد خشيت أن يدال هؤلاء القوم بصلاحهم في أرضهم وفسادكم في أرضكم وبأدائهم الأمانة وخيانتكم وبطواعيتهم إمامهم ومعصيتكم له واجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم تطول دولتهم حتى لا يدعون لله محرما إلا استحلوه ولا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا دخله ظلمهم وحتى يكون أحدكم تابعا لهم وحتى تكون نصرة أحدكم منهم كنصرة العبد من سيده إذا شهد أطاعه وإذا غاب سبه وحتى يكون أعظمكم فيها غناء أحسنكم بالله ظنا فإن أتاكم الله بالعافية فاقبلوا فإن ابتليتم فاصبروا فإن العاقبة للمتقين
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/306)


15129 - عن ابن عباس قال : كان الحسين جالسا في حجر النبي صلى الله عليه و سلم فقال جبريل صلى الله عليه و سلم : أتحبه ؟ فقال : " وكيف لا أحبه وهو ثمرة فؤادي ؟ " . فقال : أما إن أمتك ستقتله ألا أريك من موضع قبره ؟ فقبض قبضة فإذا تربة حمراء
رواه البزار ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف

(9/307)


15130 - وعن الشعبي قال : لما أراد الحسين بن علي أن يخرج إلى أرض
ص . 308
[ العراق ] أراد أن يلقى ابن عمر فسأل عنه فقيل له : إنه في أرض له فأتاه ليودعه فقال له : إني أريد العراق فقال : لا تفعل فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
خيرت بين أن أكون ملكا نبيا أو نبيا عبدا فقيل لي : تواضع فاخترت أن أكون نبيا عبدا
وإنك بضعة من رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا تخرج . قال : فأبى فودعه وقال : أستودعك الله من مقتول ؟
رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار ثقات

(9/307)


15131 - عن ابن عباس قال : استأذنني حسين في الخروج فقال : لولا أن يزري ذلك بي أو بك لشبكت بيدي في رأسك فكان الذي رد علي أن قال : لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن يستحل بي حرم الله ورسوله . قال : فذلك الذي سلى بنفسي عنه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/308)


15132 - وعن عبيد الله بن الحر أنه سأل الحسين بن علي رضي الله عنهما : أعهد إليك رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسيرك هذا شيئا ؟ قال : لا
رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف

(9/308)


15133 - وعن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال : لما أحيط بالحسين بن علي قال : ما اسم هذه الأرض ؟ قيل : كربلاء قال : صدق النبي صلى الله عليه و سلم : " إنها أرض كرب وبلاء "
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وهو ضعيف وقد وثق

(9/308)


15134 - وعن علي بن الحسين قال : قال لي الحسين بن علي قبل قتله بيوم : إن بني إسرائيل كان لهم ملك . قال : وذكر الحديث
ص . 309
رواه الطبراني وإسناده جيد

(9/308)


15135 - وعن محمد بن الحسن قال : لما نزل عمر بن سعد بالحسين وأيقن أنهم قاتلوه قام في أصحابه خطيبا فحمد الله عز و جل وأثنى عليه ثم قال : قد نزل ما ترون من الأمر وإن الدنيا تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها وانشمر حتى لم يبق منها إلا صبابة الإناء إلا حسيس عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا ينتاهى عنه ؟ ليرغب المؤمن في لقاء الله فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما . وقتل الحسين يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بالطف بكربلاء وعليه جبة خز دكناء وهو صابغ بالسواد وهو ابن ست وخمسين
رواه الطبراني ومحمد بن الحسن هذا هو ابن زبالة متروك ولم يدرك القصة

(9/309)


15136 - وعن الكلبي قال : رمى رجل الحسين وهو يشرب فشل شدقيه فقال : لا أرواك الله فشرب حتى تفطر
رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات

(9/309)


15137 - وعن الضحاك بن عثمان قال : خرج الحسين بن علي إلى الكوفة ساخطا لولاية يزيد بن معاوية فكتب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله بن زياد وهو واليه على العراق أنه : قد بلغني أن حسينا قد سار إلى الكوفة وقد ابتلى به زمانك من بين الأزمان وبلدك من بين البلاد وابتليت به من بين العمال وعندها تعتق أو تعود عبدا كما يعتبد العبيد . فقتله عبيد الله بن زياد وبعث برأسه إليه فلما وضع بين يديه تمثل بقول الحصين بن حمام المري :
ص . 310
نفلق هاما من رجال أحبة . . . إلينا وهو كانوا أعق وأظلما
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن الضحاك لم يدرك القصة

(9/309)


15138 - وعن ابن وائل - أو وائل بن علقمة - أنه شهد ما هناك قال : قام رجل فقال : أفيكم حسين ؟ قالوا : نعم قال : أبشر بالنار قال : أبشر برب رحيم وشفيع مطاع قالوا : من أنت ؟ قال : أنا ابن جويرة - أو جويزة - قال : اللهم جزه إلى النار فنفرت به الدابة فتعلقت رجله في الركاب قال : فوالله ما بقي عليها منه إلا رجله
رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط

(9/310)


15139 - وعن ابن أبي ليلى قال : قال حسين حين أحس بالقتل : ائتوني ثوبا لا يرغب فيه أحد أجعله تحت ثيابي لا أجرد . فقيل له : تبان . فقال : لا ذاك لباس من ضربت عليه الذلة فأخذ ثوبا فخرقه فجعله تحت ثيابه فلما أن قتل جردوه
رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات

(9/310)


15140 - وعن عمار الدهني قال : مر علي رضي الله عنه على كعب الأحبار فقال : يقتل من ولد هذا الرجل رجل في عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على محمد صلى الله عليه و سلم . فمر حسن فقالوا : هذا يا أبا إسحاق ؟ قال : لا . فمر حسين فقالوا : هذا ؟ قال : نعم
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن عمارا لم يدرك القصة

(9/310)


15141 - وعن ابن عباس قال : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في المنام بنصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم يلتقطه
ص . 311
أو يتتبع فيها شيئا فقلت : ما هذا ؟ قال : دم الحسين وأصحابه فلم أزل أتتبعه منذ اليوم
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح

(9/310)


15142 - وعن عمارة بن يحيى بن خالد بن عرفطة قال : كنا عند خالد بن عرفطة يوم قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما فقال لنا خالد : هذا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إنكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي
رواه الطبراني والبزار ورجال الطبراني رجال الصحيح غير عمارة وعمارة وثقه ابن حبان

(9/311)


15143 - وعن حبيب بن يسار قال : لما أصيب الحسين بن علي رضي الله عنه قام زيد بن أرقم على باب المسجد فقال : أفعلتموها ؟ أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " اللهم إني أستودعكهما وصالح المؤمنين " . فقيل لعبيد الله بن زياد : إن زيد بن أرقم قال : كذا وكذا . قال : ذاك شيخ قد ذهب عقله
رواه الطبراني وفيه محمد بن سليمان بن بزيع ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/311)


15144 - وعن الزبير بن بكار قال : ولد الحسين لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة إحدى وستين قتله سنان بن أبي أنس وأجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي من حمير وحز رأسه وأتى به عبيد الله بن زياد فقال سنان :
ص . 312
أوقر ركابي فضة وذهبا . . . أنا قتلت الملك المحجبا
قتلت خير الناس أما وأبا
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/311)


15145 - وعن شهر بن حوشب قال : سمعت أم سلمة حين جاء نعي الحسين بن علي لعنت أهل العراق وقالت : قتلوه قتلهم الله عز و جل غروه ودلوه لعنهم الله
رواه الطبراني ورجاله موثقون

(9/312)


15146 - وعن أسلم المنقري قال : دخلت على الحجاج فدخل سنان بن أبي أنس قاتل الحسين فإذا شيخ آدم فيه حناء طويل الأنف في وجهه برش فأوقف بحيال الحجاج فنظر إليه الحجاج فقال : أنت قتلت الحسين ؟ قال : نعم قال : وكيف صنعت به ؟ قال : دعمته بالرمح وهبرته ( قطعته ) بالسيف هبرا . فقال له الحجاج : أما إنكما لن تجتمعا في دار
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/312)


15147 - وعن إبراهيم - يعني النخعي - قال : لو كنت فيمن قتل الحسين ثم غفر لي ثم أدخلت الجنة استحييت أن أمر على النبي صلى الله عليه و سلم فينظر في وجهي
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/312)


15148 - وعن الليث - يعني ابن سعد - قال : أبى الحسين بن علي أن يستأسر فقاتلوه فقتلوه وقتلوا بنيه وأصحابه الذين
ص . 313
قاتلوا معه بمكان يقال له : الطف وانطلق يعلى بن حسين وفاطمة بنت حسين وسكينة بنت حسين إلى عبيد الله بن زياد وعلي يومئذ غلام قد بلغ فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية فأمر بسكينة فجعلها خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها وذوي قرابتها وعلي بن حسين في غل فوضع رأسه فضرب على ثنيتي الحسين فقال :
نفلق هاما من رجال أحبة . . . إلينا وهم كانوا أعق وأظلما
فقال علي بن حسين : { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير } . فثقل على يزيد أن يتمثل ببيت شعر وتلا علي ابن الحسين آية من كتاب الله عز و جل . فقال يزيد : بل بما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير . فقال علي : أما والله لو رآنا رسول الله صلى الله عليه و سلم مغلولين لأحب أن يخلينا من الغل . فقال : صدقت فخلوهم من الغل . فقال : ولو وقفنا بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم على بعد لأحب أن يقربنا . قال : صدقت فقربوهم . فجعلت فاطمة وسكينة يتطاولان لتريا رأس أبيهما وجعل يزيد يتطاول في مجلسه ليستر رأس الحسين ثم أمر بهم فجهزوا وأصلح إليهم وأخرجوا إلى المدينة
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/312)


15149 - وعن زيد بن أرقم قال : لما أتى ابن زياد برأس الحسين رضي الله عنه فجعل ينقر بقضيب في يده في عينه وأنفه فقال زيد بن أرقم : ارفع القضيب قال له : لم ؟ فقال : رأيت فم رسول الله صلى الله عليه و سلم في موضعه
رواه الطبراني وفيه حرام بن عثمان وهو متروك

(9/313)


15150 - وعن أنس قال : لما أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين جعل ينكت بالقضيب ثناياه يقول : لقد
ص . 314
كان - أحسبه قال - جميلا فقلت : والله لأسوءنك إني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يلثم حيث يقع قضيبك . قال : فانقبض
رواه البزار والطبراني بأسانيد ورجاله وثقوا

(9/313)


15151 - وعن الشعبي قال : رأيت في النوم كأن رجالا من السماء نزلوا معهم حراب يتتبعون قتلة الحسين فما لبثت أن نزل المختار فقتلهم
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/314)


15152 - عن الشعبي قال : رأيت الحسين أول رأس حمل في الإسلام
رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف

(9/314)


15153 - وعن عبد الملك بن عمير قال : دخلت على عبيد الله بن زياد وإذا رأس الحسين قدامه على ترس فوالله ما لبثت إلا قليلا حتى دخلت على المختار فإذا برأس عبيد الله بن زياد على ترس فوالله ما لبثت إلا قليلا حتى دخلت على مصعب بن الزبير وإذا رأس المختار على ترس فوالله ما لبثت إلا قليلا حتى دخلت على عبد الملك وإذا رأس مصعب بن الزبير على ترس
رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه وقال : ما كان لهؤلاء عمل إلا الرؤوس . ورجال الطبراني ثقات

(9/314)


15154 - وعن ذويد الجعفي عن أبيه قال : لما قتل الحسين انتهبت جزور من عسكره فلما طبخت إذا هي دم فأكفؤها
ص . 315
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/314)


15155 - وعن حميد الطحان قال : كنت في خزاعة فجاءوا بشيء من تركة الحسين فقيل لهم : ننحر أو نبيع فنقسم . قال : انحروا فجلست على جفنة فلما جلست فارت نارا
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه

(9/315)


15156 - وعن عمرو بن بعجة قال : أول ذل دخل على العرب قتل الحسين بن علي وادعاء زياد
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/315)


15157 - وعن أبي رجاء العطاردي قال : لا تسبوا عليا ولا أحدا من أهل البيت فإن جارا لنا من بلهجيم قال : ألم تروا إلى هذا الفاسق الحسين بن علي قتله الله ؟ فرماه الله بكوكبين في عينيه فطمس الله بصره
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/315)


15158 - وعن حاجب عبيد الله بن زياد قال : دخلت القصر خلف عبيد الله بن زياد حين قتل الحسين فاضطرم في وجهه نارا فقال هكذا بكمه على وجهه فقال : هل رأيت ؟ قلت : نعم فأمرني أن أكتم ذلك
رواه الطبراني وحاجب عبيد الله لم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/315)


15159 - وعن الزهري قال : قال لي عبد الملك : أي واحد أنت إن أعلمتني
ص . 316
أي علامة كانت يوم قتل الحسين بن علي فقال : قلت : لم ترفع حصاة ببيت المقدس إلا وجد تحتها دم عبيط فقال لي عبد الملك : إني وإياك في هذا الحديث لقرينان
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/315)


15160 - عن الزهري قال : ما رفع بالشام حجر يوم قتل الحسين بن علي إلا عن دم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/316)


15161 - وعن أم حكيم قالت : قتل الحسين وأنا يومئذ جويرية فمكثت السماء أياما مثل العلقة
رواه الطبراني ورجاله إلى أم حكيم رجال الصحيح

(9/316)


15162 - وعن جميل بن زيد قال : لما قتل الحسين احمرت السماء قلت : أي شيء تقول ؟ قال : إن الكذاب منافق إن السماء احمرت حين قتل
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه

(9/316)


15163 - وعن أبي قبيل قال : لما قتل الحسين بن علي انكسفت الشمس كسفة حتى بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هي
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/316)


15164 - وعن عيسى بن الحارث الكندي قال :
ص . 317
لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام إذا صلينا العصر نظرنا إلى السماء على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة . ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضا
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه

(9/316)


15165 - وعن محمد بن سيرين قال : لم تكن في السماء حمرة حتى قتل الحسين
رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف

(9/317)


15166 - وعن سفيان قال : حدثتني جدتي أم أبي قالت : شهد رجلان من الجعفيين قتل الحسين بن علي فأما أحدهما فطال ذكره حتى كان يلفه . وأما الآخر فكان يستقبل الراوية بفيه حتى يأتي على آخرها
قال سفيان : رأيت ولد أحدهما كان به خبل وكأنه مجنون
رواه الطبراني ورجاله إلى جده سفيان ثقات

(9/317)


15167 - وبسنده قال : رأيت الورس الذي أخذ من عسكر الحسين صار مثل الرماد

(9/317)


15168 - وعن الأعمش قال : خرى رجل على قبر الحسين فأصاب أهل ذلك البيت خبل وجنون وجذام وبرص وفقر
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
ص . 318

(9/317)


15169 - وعن الليث بن سعد قال : توفي معاوية في رجب لأربع ليال خلون منه واستخلف يزيد سنة ستين وفي سنة إحدى وستين قتل الحسين بن علي وأصحابه رضي الله عنهم لعشر ليال خلون من المحرم يوم عاشوراء وقتل العباس بن علي بن أبي طالب وأمه أم البنين عامرية و جعفر بن علي بن أبي طالب وعبد الله بن علي بن أبي طالب وعثمان بن علي بن أبي طالب وأبو بكر بن علي بن أبي طالب وأمه ليلى بنت مسعود نهشلية وعلي بن الحسين بن أبي طالب الأكبر وأمه ليلى ثقفية وعبد الله بن الحسين وأمه الرباب بنت امرئ [ القيس ] كلبية وأبو بكر بن الحسين لأم ولد والقاسم بن الحسين لأم ولد وعون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ومحمد بن جعفر بن أبي طالب وجعفر بن عقيل بن أبي طالب ومسلم بن عقيل بن أبي طالب وسليمان مولى الحسين وعبد الله رضيع الحسين . وقتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة رضي الله عنهم
رواه الطبراني ورجاله إلى قائليه رجال الصحيح

(9/318)


15170 - وعن منذر الثوري قال : كنا إذا ذكرنا حسينا ومن قتل معه قال محمد بن الحنفية : قتل معه سبعة عشر [ شابا ] كلهم ارتكض في رحم فاطمة رضي الله عنها وعنهم
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح

(9/318)


15171 - وعن محمد بن علي بن الحسين قال : قتل الحسين بن علي وهو ابن ثمان وخمسين
ص . 319
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/318)


15172 - وعن الحسن - يعني البصري - قال : قتل مع الحسين بن علي ستة عشر رجلا من أهل بيته والله ما على ظهر الأرض يومئذ أهل بيت يشبهونهم . قال سفيان : ومن يشك في هذا ؟

(9/319)


15173 - عن أبي بكر بن أبي شيبة قال : قتل الحسين بن علي يوم عاشوراء في سنة إحدى وستين وهو ابن ثمان وخمسين وكان يخضب بالحناء والكتم
رواه الطبراني

(9/319)


15174 - وعن جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا قتل وهو ابن ثمان وخمسين وقتل الحسين كذلك ومات علي بن الحسين وهو كذلك

(9/319)


15175 - وعن علي بن الحسين قال : قتل الحسين بن علي وعليه دين كثير فباع فيها علي بن الحسين عين كذا وعين كذا
رواه الطبراني وفيه نوح بن دراج وهو ضعيف

(9/319)


15176 - وعن محمد بن الحسن المخزومي قال : لما أدخل ثقل الحسين بن علي على يزيد بن معاوية ووضع رأسه بين يديه بكى يزيد وقال :
نفلق هاما من رجال أحبة . . . إلينا وهم كانوا أعق وأظلما
ص . 320
أما والله لو كنت صاحبك ما قتلتك أبدا . فقال علي بن الحسين : ليس هكذا . قال يزيد : كيف يا ابن أم ؟ قال : { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير } . وعنده عبد الرحمن بن أم الحكم فقال عبد الرحمن - يعني ابن أم الحكم - :
لهام بجنب الطف أدنى قرابة . . . من ابن زياد العبد ذي النسب الوغل
سمية أمسى نسلها عدد الحصى . . . وبنت رسول الله ليس لها نسل
فرفع يزيد يده فضرب صدر عبد الرحمن وقال : اسكت
رواه الطبراني ومحمد بن الحسن هو ابن زبالة ضعيف

(9/319)


15177 - وعن أبي قبيل قال : لما قتل الحسين احتزوا رأسه وقعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ يتحيون بالرأس فخرج إليهم قلم من حديد من حائط فكتب بسطر دم :
أترجو أمة قتلت حسينا . . . شفاعة جده يوم الحساب
فهربوا وتركوا الرأس ثم رجعوا
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه

(9/320)


15178 - وعن إمام لبني سليمان عن أشياخ له قال : غزونا الروم فنزلوا في كنيسة من كنائسهم فقرؤوا في حجر مكتوب :
أترجو أمة قتلت حسينا . . . شفاعة جده يوم الحساب
فسألناهم : منذ كم بنيت هذه الكنيسة ؟ قالوا : قبل أن يبعث نبيكم بثلاث مائة سنة
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
ص . 321

(9/320)


15179 - عن أم سلمة قالت : سمعت الجن تنوح على الحسين بن علي
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/321)


15180 - وعن ميمونة قالت : سمعت الجن تنوح على الحسين بن علي
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/321)


15181 - وعن أم سلمة قالت : ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبي صلى الله عليه و سلم إلا الليلة وما أرى ابني إلا قبض - تعني الحسين رضي الله عنه - فقالت لجاريتها : اخرجي اسألي فأخبرت أنه قد قتل وإذا جنية تنوح :
ألا يا عين فاحتفلي بجهد . . . ومن يبكي على الشهداء بعدي
على رهط تقودهم المنايا . . . إلى متجبر في ملك عبد
رواه الطبراني وفيه عمرو بن ثابت بن هرمز وهو ضعيف

(9/321)


15182 - وعن أبي جناب الكلبي قال : حدثني الجصاصون قالوا : كنا إذا خرجنا إلى الجبان بالليل - عند مقتل الحسين - سمعنا الجن ينوحون عليه ويقولون :
مسح الرسول جبينه . . . فله بريق في الخدود
أبواه من عليا قري . . . ش [ قريش ] جده خير الجدود
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه وأبو جناب مدلس
ص . 322

(9/321)


15183 - وعن أحمد بن محمد بن حميد الجهمي - من ولد أبي جهم بن حذيفة - أنه كان ينشد في قتل الحسين وقال هذا الشعر لزينب بنت عقيل بن أبي طالب :
ماذا تقولون إن قال النبي لكم : . . . ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم
بعترتي وبأنصاري وذريتي . . . منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم ؟
ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم . . . أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي
فقال أبو الأسود الدؤلي : نقول : { ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين }
رواه الطبراني بإسناد منقطع

(9/322)


15184 - ورواه بإسناد آخر أجود منه وزاد فيه : فقال أبو الأسود الدؤلي :
أقول وزادني حنقا وغيظا . . . أزال الله ملك بني زياد
وأبعدهم كما بعدوا وخانوا . . . كما بعدت ثمود وقوم عاد
ولا رجعت ركائبهم إليهم . . . إذا قفت إلى يوم التنادي

(9/322)


15185 - وعن سليمان بن الهيثم قال : كان علي بن الحسين بن علي يطوف بالبيت فإذا أراد أن يستلم الحجر أوسع له الناس والفرزدق بن غالب ينظر إليه فقال رجل : أبا فراس من هذا ؟ فقال الفرزدق :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته . . . والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم . . . هذا التقي النقي الطاهر العلم
يكاد يمسكه عرفان راحته . . . ركن الحطيم لديه حين يستلم
إذا رأته قريش قال قائلها . . . إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يفضي حياء ويفضي من مهابته . . . فلا يكلم إلا حين يبتسم
رواه الطبراني
في كفه خيزران ريحه عبق . . . بكف أورع في عرنينه شمم
مشتقة من رسول الله نبعته . . . طابت عناصره والخيم والشيم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم . . . ولا يدانيهم قوم وإن كرموا
أي العشائر ليست في رقابهم . . . ولأولية هذا أوله نعم
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه

(9/322)


15186 - عن سفيان قال : قلت لعبيد الله بن أبي يزيد : رأيت الحسين بن علي ؟ قال : أسود الرأس واللحية إلا شعرات ههنا في مقدم لحيته فلا أدري أخضب وترك ذلك المكان تشبها برسول الله صلى الله عليه و سلم أو لم يكن شاب منه غير ذلك ؟ قال : ورأيت حسنا وقد أقيمت الصلاة فسجد بين الإمام وبين بعض الناس فقيل له : اجلس فقال : قد قامت الصلاة
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح

(9/322)


15187 - عن مصعب بن عبد الله قال : حج الحسين خمسا وعشرين حجة ماشيا
رواه الطبراني بإسناد منقطع

(9/322)


15188 - وعن يزيد بن أبي زياد قال : خرج النبي صلى الله عليه و سلم من بيت عائشة فمر على بيت فاطمة فسمع حسينا يبكي فقال : " ألم تعلمي أن بكاؤه يؤذيني ؟ "
رواه الطبراني وإسناده منقطع
وقد تقدم في حديث أبي أمامة الطويل في الأخبار بقتله النهي عن بكائه رضي الله عنه
ص . 324
وقد تقدم حديث بيعته في البيعة

(9/322)


17 - . ( بابان في مناقب السيدة فاطمة رضي الله عنها )

(9/324)


1 - . باب مناقب فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم رضي الله عنها

(9/324)


15189 - عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وفاطمة سيدة نسائهم إلا ما كان لمريم بنت عمران
قلت : رواه الترمذي غير ذكر فاطمة ومريم
رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح

(9/324)


15190 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
سيدات نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران فاطمة وخديجة ثم آسية بنت مزاحم امرأة فرعون
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه إلا أنه قال : " وآسية " . ورجال الكبير رجال الصحيح

(9/324)


15191 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن ملكا من السماء لم يكن زارني فاستأذن الله في زيارتي فبشرني - أو أخبرني - أن فاطمة سيدة نساء أمتي
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن مروان الذهلي ووثقه ابن حبان

(9/324)


15192 - وعن علي - يعني ابن أبي طالب - أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لفاطمة :
ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة وابناك سيدا شباب أهل الجنة ؟
ص . 325
رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف

(9/324)


15193 - عن عائشة قالت : ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها . قالت : وكان بينهما شيء ؟ فقالت : يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب
رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى إلا أنها قالت : ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة . ورجالهما رجال الصحيح

(9/325)


15194 - وعن النعمان بن بشير قال : استأذن أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه و سلم فسمع صوت عائشة عاليا وهي تقول : والله لقد عرفت أن عليا وفاطمة أحب إليك مني ومن أبي - مرتين أو ثلاثا - . فاستأذن أبو بكر [ فدخل ] فأهوى إليها فقال : يا بنت فلانة لا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه و سلم
قلت : رواه أبو داود غير ذكر علي وفاطمة
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(9/325)


15195 - وعن ابن عباس قال : دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على علي وفاطمة وهما يضحكان فلما رأيا النبي صلى الله عليه و سلم سكتا فقال لهما النبي صلى الله عليه و سلم : " ما لكما كنتما تضحكان فلما رأيتماني سكتما ؟ " . فبادرت فاطمة فقالت : بأبي أنت يا رسول الله . قال هذا : أنا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم منك فقلت : بل أنا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم منك فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال : " يا بنية لك رقة الولد وعلي أعز علي منك "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
ص . 326

(9/325)


15196 - وعن أبي هريرة قال : قال علي بن أبي طالب : يا رسول الله أي أحب إليك أنا أم فاطمة ؟ قال : " فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز علي منها " . قلت : فذكره وقد تقدم
رواه الطبراني في الأوسط

(9/326)


15197 - وعن عائشة قالت : كنت أرى رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبل فاطمة فقلت : يا رسول الله إني أراك تفعل شيئا ما كنت تفعله من قبل قال لي : " يا حميراء إنه لما كان ليلة أسري بي إلى السماء أدخلت الجنة فوقفت على شجرة من شجر الجنة لم أر في الجنة شجرة هي أحسن منها حسنا ولا أبيض منها ورقة ولا أطيب منها ثمرة فتناولت ثمرة من ثمرتها فأكلتها فصارت نطفة في صلبي فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فإذا أنا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت ريح فاطمة . يا حميراء إن فاطمة ليست كنساء الآدميين ولا تعتل كما يعتلون "
( هذا مستحيل فإن فاطمة ولدت قبل الإسراء بلا خلاف - ابن حجر )
رواه الطبراني وفيه أبو قتادة الحراني وثقه أحمد وقال : كان يتحرى الصدق وأنكر على من نسبه إلى الكذب وضعفه البخاري وغيره وقال بعضهم : متروك وفيه من لم أعرفه أيضا وقد ذكر هذا الحديث في ترجمته في الميزان

(9/326)


15198 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لفاطمة رضي الله عنها :
إن الله غير معذبك ولا ولدك
ص . 327
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/326)


15199 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن فاطمة حصنت فرجها وإن الله عز و جل أدخلها بإحصان فرجها وذريتها الجنة
رواه الطبراني والبزار بنحوه وفيه عمرو بن عتاب وقيل : ابن غياث وهو ضعيف

(9/327)


15200 - وعن علي أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " أي شيء خير للمرأة ؟ " . فسكتوا فلما رجعت قلت لفاطمة : أي شيء خير للنساء ؟ قالت : لا يراهن الرجال . فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال :
إنما فاطمة بضعة مني - رضي الله عنها -
رواه البزار وفيه من لم أعرفه

(9/327)


15201 - عن ابن عباس أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خطب بنت أبي جهل فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " إن كنت تزوجها فرد علينا ابنتنا " . - إلى ههنا ينتهي حديث خالد - وفي الحديث زيادة : قال : فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " والله لا تجتمع بنت رسول الله - صلى الله عليه و سلم - وبنت عدو الله تحت رجل "
رواه الطبراني في الثلاثة والكبير واختصره في الكبير والبزار باختصار أيضا وفيه عبيد الله بن تمام وهو ضعيف

(9/327)


15202 - وعن أسماء بنت عميس قالت : خطبني علي بن أبي طالب رضي
ص . 328
الله عنه فبلغ ذلك فاطمة فأتت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : إن أسماء متزوجة عليا فقال لها :
ما كان لها أن تؤذي الله ورسوله
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيهما من لم أعرفه

(9/327)


15203 - وعن المسور بن مخرمة أن حسن بن حسن بعث إلى المسور يخطب ابنة له فقال : قل له يوافيني في وقت ذكره فلقيه فحمد الله المسور وقال : ما من سبب ولا نسب ولا صهر أحب إلي من نسبكم وصهركم ولكن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " فاطمة شجنة مني يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها وإنه تنقطع يوم القيامة الأنساب إلا نسبي وسببي " . وتحتك ابنتها فلو زوجتك قبضها ذلك فذهب عاذرا له
رواه الطبراني وفيه أم بكر بنت المسور ولم يجرحها أحد ولم يوثقها وبقية رجاله وثقوا

(9/328)


15204 - عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك "
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/328)


15205 - وعن عمران بن حصين قال : إني لجالس عند النبي صلى الله عليه و سلم إذ أقبلت فاطمة فقامت بحذاء النبي صلى الله عليه و سلم مقابله فقال : " ادني يا فاطمة " . فدنت دنوة ثم قال : " ادني يا فاطمة " . فدنت دنوة ثم قال : " ادني يا فاطمة " . فدنت دنوة حتى قامت بين يديه قال عمران : فرأيت صفرة قد ظهرت على وجهها وذهب الدم فبسط رسول الله صلى الله عليه و سلم
ص . 329
بين أصابعه ثم وضع كفه بين ترائبها فرفع رأسه قال : " اللهم مشبع الجوعة وقاضي الحاجة ورافع الوضعة لا تجع فاطمة بنت محمد " . فرأيت صفرة الجوع قد ذهبت عن وجهها وظهر الدم ثم سألتها بعد ذلك فقالت : ما جعت بعد ذلك يا عمران
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عتبة بن حميد وثقه ابن حبان وغيره وضعفه جماعة وبقية رجاله وثقوا

(9/328)


2 - . باب منه في فضلها وتزويجها بعلي رضي الله عنهما

(9/329)


15206 - عن حجر بن عنبس - وكان قد أدرك الجاهلية - قال : خطب علي رحمة الله عليه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فاطمة فقال : " هي لك يا علي لست بدجال "
رواه البزار وقال :
معنى قوله صلى الله عليه و سلم : " لست بدجال " . يدل على أنه قد كان وعده فقال : إني لا أخلف الوعد
وحجر لا يعلم روى عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا هذا الحديث ورجاله ثقات إلا أن حجرا لم يسمع من النبي صلى الله عليه و سلم

(9/329)


15207 - وعن حجر بن عنبس أيضا - وكان قد أكل الدم في الجاهلية وشهد مع علي رضي الله عنه الجمل وصفين - فقال : خطب أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فاطمة رضي الله عنها فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
هي لك يا علي
رواه الطبراني ورجاله ثقات
ص . 330

(9/329)


15208 - عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/330)


15209 - عن عبد الله بن مسعود قال : سأحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم أزل أطلب الشهادة للحديث فلم أرزقها : سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك يقول ونحن نسير معه :
إن الله لما أمرني أن أزوج فاطمة من علي ففعلت قال جبريل عليه السلام : إن الله تعالى بنى جنة من لؤلؤة قصب بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوتة مشذرة بالذهب وجعل سقوفها زبرجدا أخضر وجعل فيها طاقات من لؤلؤة مكللة باليواقيت ثم جعل عليها غرفا لبنة من فضة ولبنة من ذهب ولبنة من در ولبنة من ياقوت ولبنة من زبرجد ثم جعل فيها عيونا تنبع في نواحيها وحفت بالأنهار وجعل على الأنهار قبابا من در قد شعبت بسلاسل الذهب وحفت بأنواع الشجر وبنى في كل غصن قبة وجعل في كل قبة أريكة من درة بيضاء غشاؤها السندس والإستبرق وفرش أرضها بالزعفران وفتق بالمسك والعنبر وجعل في كل قبة حوراء والقبة لها مائة باب على كل باب حارسان وشجرتان في كل قبة مفرش وكتاب مكتوب حول القباب آية الكرسي . قلت لجبريل : لمن بنى الله هذه الجنة ؟ قال : بناها لفاطمة ابنتك وعلي بن أبي طالب سوى جنانهما تحفة أتحفهما وأقر عينيك يا رسول الله
رواه الطبراني وفيه عبد النور بن عبد الله المسمعي وهو كذاب
ص . 331

(9/330)


15210 - وعن أنس بن ملك قال : جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقعد بين يديه فقال : يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وإني وإني قال : " وما ذاك ؟ " . قال : تزوجني فاطمة فسكت عنه - أو قال : فأعرض عنه - فرجع أبو بكر إلى عمر فقال : هلكت وأهلكت قال : وما ذاك ؟ قال : خطبت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأعرض عني قال : مكانك حتى آتي النبي صلى الله عليه و سلم فأتى عمر النبي صلى الله عليه و سلم فقعد بين يديه فقال : يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وإني وإني قال : " وما ذاك ؟ " . قال : تزوجني فاطمة فأعرض فرجع عمر إلى أبي بكر فقال : إنه ينتظر أمر الله فيها انطلق بنا إلى علي حتى نأمره أن يطلب مثل الذي طلبنا قال علي : فأتياني وأنا في سبيل فقالا : بنت عمك تخطب فنبهاني لأمر فقمت أجر ردائي طرفا على عاتقي وطرفا آخر في الأرض حتى أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقعدت بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله قد علمت قدمي في الإسلام ومناصحتي وإني وإني قال : " وما ذاك يا علي ؟ " . قلت : تزوجني فاطمة قال : " وما عندك ؟ " . قلت : فرسي وبدني - يعني درعي - قال : " أما فرسك فلا بد لك منه وأما بدنك فبعها " . فبعتها بأربعمائة وثمانين درهما فأتيت بها النبي صلى الله عليه و سلم فوضعتها في حجره فقبض منها قبضة فقال : " يا بلال ابغنا بها طيبا " . وأمرهم أن يجزوها فجعل لها سريرا مشرطا بالشريط ووسادة من آدم حشوها ليف وملأ البيت كثيبا - يعني رملا - وقال : " إذا أتتك فلا تحدث شيئا حتى آتيك " . فجاءت مع أم أيمن فقعدت في جانب البيت وأنا في جانب فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " أههنا أخي ؟ " . فقالت أم أيمن : أخوك وقد زوجته ابنتك ؟ فقال لفاطمة : " ائتيني بماء " . فقامت إلى قعب في البيت فجعلت فيه ماء فأتته به فمج فيه ثم قال لها : " قومي " . فنضح بين ثدييها وعلى رأسها ثم قال : " اللهم أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم "
ص . 332
ثم قال : " ائتيني بماء " . فعلمت الذي يريده فملأت القعب ماء فأتيته به فأخذ منه بفيه ثم مجه فيه ثم صب على رأسي وبين يدي ثم قال : " اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم " . ثم قال : " ادخل على أهلك بسم الله والبركة "
رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف

(9/331)


15211 - وعن أنس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى أبا بكر رحمة الله عليه فقال : يا أبا بكر ما يمنعك أن تزوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : لا يزوجني قال : إذا لم يزوجك فمن يزوج وإنك من أكرم الناس عليه وأقدمهم في الإسلام ؟ قال : فانطلق أبو بكر رحمة الله عليه إلى بيت عائشة رضي الله عنها فقال : يا عائشة إذا رأيت من رسول الله صلى الله عليه و سلم طيب نفس وإقبالا عليك فاذكري له أني ذكرت فاطمة فلعل الله عز و جل أن ييسرها لي . قال : فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأت منه طيب نفس وإقبالا فقالت : يا رسول الله إن أبا بكر ذكر فاطمة وأمرني أن أذكرها . قال : " حتى ينزل القضاء " . قال : فرجع إليها أبو بكر فقالت : يا أبتاه وددت أني لم أذكر له الذي ذكرت . فلقي أبو بكر عمر فذكر أبو بكر لعمر ما أخبرته عائشة فانطلق عمر إلى حفصة فقال : يا حفصة إذا رأيت من رسول الله صلى الله عليه و سلم إقبالا - يعني عليك - فاذكريني له واذكري فاطمة لعل الله أن ييسرها لي . قال : فلقي رسول الله صلى الله عليه و سلم حفصة فرأت طيب نفس ورأت منه إقبالا فذكرت له فاطمة رضي الله عنها فقال : " حين ينزل القضاء " . فلقي عمر حفصة فقالت له : يا أبتاه وددت أني لم أكن ذكرت له شيئا . فانطلق عمر رضي الله عنه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : ما يمنعك من فاطمة ؟ فقال : أخشى أن لا يزوجني قال : فإن لم يزوجك فمن يزوج وأنت أقرب خلق الله إليه ؟
ص . 333
فانطلق علي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يكن له مثل عائشة ولا مثل حفصة قال : فلقي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : إني أريد أن أتزوج فاطمة قال : " فافعل " . قال : ما عندي إلا درعي الحطمية قال : " فاجمع ما قدرت عليه وائتني به " . قال : فأتى باثنتي عشرة أوقية أربعمائة وثمانين فأتى بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فزوجه فاطمة رضي الله عنها فقبض ثلاث قبضات فدفعها إلى أم ايمن فقال : " اجعلي منها قبضة في الطيب " . أحسبه قال : " والباقي فيما يصلح المرأة من المتاع " . فلما فرغت من الجهاز وأدخلتهم بيتا قال : " يا علي لا تحدثن إلى أهلك شيئا حتى آتيك " . فأتاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا فاطمة متقنعة وعلي قاعد وأم أيمن في البيت فقال : " يا أم أيمن ائتني بقدح من ماء " . فأتته بقعب فيه ماء فشرب منه ثم مج فيه ثم ناوله فاطمة فشربت وأخذ منه فضرب جبينها وبين كتفيها وصدرها ثم دفعه إلى علي فقال : " يا علي اشرب " . ثم أخذ منه فضرب به جبينه وبين كتفيه ثم قال : " أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " . فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وأم أيمن وقال : " يا علي أهلك "

(9/332)


15212 - وفي رواية : قال : خطب علي رضي الله عنه فاطمة رضي الله عنها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : وذكر الحديث
رواه البزار وفيه محمد بن ثابت بن أسلم وهو ضعيف

(9/333)


15213 - عن ابن عباس قال : كانت فاطمة تذكر لرسول الله صلى الله عليه و سلم فلا يذكرها أحد إلا صد عنه حتى يئسوا منها فلقي سعد بن معاذ عليا فقال : إني والله ما أرى رسول الله صلى الله عليه و سلم يحبسها إلا عليك . فقال له علي رضي الله عنه : فلم ترى ذلك ؟ ما أنا بأحد الرجلين : ما أنا بصاحب دنيا يلتمس ما عندي وقد علم ما لي صفراء ولا بيضاء وما أنا بالكافر الذي يترفق بها عن دينه - يعني يتألفه بها - إني لأول من أسلم فقال سعد : إني أعزم عليك لتفرجنها عني فإن لي في ذلك فرجا
ص . 334
قال : أقول ماذا ؟ قال : تقول : جئت خاطبا إلى الله وإلى رسوله فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و سلم . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " مرحبا " . كلمة ضعيفة . ثم رجع إلى سعد فقال له : قد فعلت الذي أمرتني به فلم يزد علي أن رحب بي كلمة ضعيفة . فقال سعد : أنكحك والذي بعثه بالحق إنه لا خلف الآن ولا كذب عنده أعزم عليك لتأنينه غدا فلتقولن : يا نبي الله متى تبنيني ؟ فقال علي : هذه أشد علي من الأولى أولا أقول : يا رسول الله حاجتي ؟ قال : قل كما أمرتك فانطلق علي فقال : يا رسول الله متى تبنيني ؟ قال : " الليلة إن شاء الله " . ثم دعا بلالا فقال : " يا بلال إني قد زوجت ابنتي ابن عمي وأنا أحب أن يكون من سنة أمتي الطعام عند النكاح فائت الغنم فخذ شاة وأربعة أمداد واجعل لي قصعة أجمع عليها المهاجرين والأنصار فإذا فرغت فآذني " . فانطلق ففعل ما أمره به ثم أتاه بقصعة فوضعها بين يديه فطعن رسول الله صلى الله عليه و سلم في رأسها وقال : " أدخل الناس علي زفة زفة ولا تغادرن زفة إلى غيرها " . - يعني إذا فرغت زفة فلا يعودون ثانية - . فجعل الناس يردون كلما فرغت زفة وردت أخرى حتى فرغ الناس . ثم عمد النبي صلى الله عليه و سلم إلى ما فضل منها فتفل فيه وبارك وقال : " يا بلال احملها إلى أمهاتك وقل لهن : كلن وأطعمن من غشيكن " . ثم قام النبي صلى الله عليه و سلم حتى دخل على النساء فقال : " إني زوجت بنتي ابن عمي وقد علمتن منزلتها مني وأنا دافعها إليه فدونكن " . فقمن النساء فغلفنها من طيبهن وألبسنها من ثيابهن وحلينها من حليهن ثم إن النبي صلى الله عليه و سلم دخل فلما رأينه النساء ذهبن وبين النبي صلى الله عليه و سلم ستر وتخلفت أسماء بنت عميس رضي الله عنها فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم : " على رسلك من أنت ؟ " . قالت : أنا التي أحرس ابنتك إن الفتاة ليلة
ص . 335
بنائها لا بد لها من امرأة قريبة منها إن عرضت لها حاجة أو أرادت أمرا أفضت بذلك إليها . قال : " فإني أسال إلهي أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم " . ثم صرخ بفاطمة فأقبلت فلما رأت عليا جالسا إلى النبي صلى الله عليه و سلم بكت فخشي النبي صلى الله عليه و سلم أن يكون بكاؤها أن عليا لا مال له فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ما يبكيك ؟ ما ألوتك في نفسي وقد أصبت لك خير أهلي والذي نفسي بيده لقد زوجتك سعيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين " . فلان منها . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " يا أسماء ائتيني بالمخضب " . فأتت أسماء بالمخضب فمج النبي صلى الله عليه و سلم فيه ومسح في وجهه وقدميه ثم دعا فاطمة فأخذ كفا من ماء فضرب به على رأسها وكفا بين ثدييها ثم رش جلده وجلدها ثم التزمها فقال : " اللهم إنها مني وإني منها اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرهما " . ثم دعا بمخضب آخر ثم دعا عليا فصنع به كما صنع بها ثم دعا له كما دعا لها ثم قال لهما : " قوما إلى بيتكما جمع الله بينكما في سركما وأصلح بالكما " . ثم قام وأغلق عليهما بابهما بيده
قال ابن عباس رضي الله عنهما : فأخبرتني أسماء بنت عميس رضي الله عنها أنها رمقت رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يزل يدعو لهما خاصة لا يشركهما في دعائه أحد حتى توارى في حجرته صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى وهو متروك

(9/333)


15214 - وعن بريدة قال : قال نفر من الأنصار لعلي رضي الله عنه : عندك فاطمة فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " ما حاجة ابن أبي طالب - رضي الله عنه - ؟ " . فقال :
ص . 336
يا رسول الله ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال : " مرحبا وأهلا " . لم يزد عليها . فخرج علي بن أبي طالب على أولئك الرهط من الأنصار ينتظرونه فقالوا : ما وراءك ؟ قال : ما أدري غير أنه قال لي : " مرحبا وأهلا " . قالوا : يكفيك مكن رسول الله صلى الله عليه و سلم إحداهما أعطاك الأهل والمرحب . فلما كان بعدما زوجه قال : " يا علي إنه لا بد للعروس من وليمة " . قال سعد : عندي كبش وجمع له من الأنصار أصوعا من ذرة فلما كانت ليلة البناء قال : " لا تحدث شيئا حتيه ( كذا ) تلقاني " . فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بماء فتوضأ منه ثم أفرغه علي فقال : " اللهم بارك فيهما وبارك لهما في بنائهما "
رواه الطبراني والبزار بنحوه إلا أنه قال : قال نفر من الأنصار لعلي رضي الله عنه : لو خطبت فاطمة . وقال في آخره : " اللهم بارك فيهما وبارك لهما في شبليهما "
ورجالهما رجال الصحيح غير عبد الكريم بن سليط ووثقه ابن حبان

(9/335)


15215 - عن جابر قال : حضرنا عرس علي رضي الله عنه وفاطمة رضي الله عنها فما رأينا عرسا كان أحسن منه حشونا الفراش - يعني الليف - وأتينا بتمر وزبيب فأكلنا وكان فراشها ليلة عرسها إهاب كبش
رواه البزار وفيه عبد الله بن ميمون القداح وهو ضعيف

(9/336)


15216 - عن أسماء بنت عميس قالت : لما أهديت فاطمة إلى علي بن أبي طالب لم نجد في بيته إلا رملا مبسوطا ووسادة حشوها ليف وجرة وكوزا فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم [ إلى علي ] : " لا تحدثن حدثا - أو قال : لا تقربن أهلك - حتى آتيك " . فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " أثم أخي ؟ " . فقالت أم أيمن - وهي أم أسامة بن زيد وكانت حبشية وكانت امرأة صالحة - : يا رسول الله هذا أخوك وزوجته ابنتك ؟ وكان النبي صلى الله عليه و سلم آخى بين أصحابه وآخى بين علي ونفسه قال : " إن ذلك يكون يا أم أيمن "
ص . 337
قالت : فدعا النبي صلى الله عليه و سلم بإناء فيه ماء ثم قال ما شاء الله أن يقول ثم مسح صدر علي ووجهه ثم دعا فاطمة فقامت إليه تعثر في مرطها من الحياء فنضح عليها من ذلك وقال لها ما شاء الله أن يقول ثم قال لها : " أما إني لم آلك أن أنكحتك أحب أهلي إلي " . ثم رأى سوادا من وراء الستر - أو من وراء الباب - فقال : " من هذا ؟ " . قالت : أسماء قال : " أسماء بنت عميس ؟ " . قالت : نعم يا رسول الله قال : " جئت كرامة لرسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ " . قالت : نعم إن الفتاة ليلة يبنى بها لا بد لها من امرأة تكون قريبا منها إن عرضت لها حاجة أفضت ذلك إليها . قالت : فدعا لي بدعاء إنه لأوثق عملي عندي . ثم قال لعلي : " دونك أهلك " . ثم خرج فولى فما زال يدعو لهما حتى توارى في حجره

(9/336)


15217 - وفي رواية : عن أسماء بنت عميس أيضا قالت : كنت في زفاف فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما أصبحت جاء النبي صلى الله عليه و سلم فضرب الباب فقامت إليه أم أيمن ففتحت له الباب فقال لها : " يا أم أيمن ادعي لي أخي " . فقالت : أخوك هو وتنكحه ابنتك ؟ قال : " يا أم أيمن ادعي لي " . فسمع النساء صوت النبي صلى الله عليه و سلم فتحشحشن فجلس في ناحية ثم جاء علي رضي الله عنه فدعا له ثم نضح عليه من الماء ثم قال : " ادعوا لي فاطمة " . فجاءت وهي عرقة أو حزقة من الحياء فقال : " اسكتي فقد أنكحتك أحب أهلي إلي " . فذكر نحوه
رواه كله الطبراني ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح

(9/337)


15218 - وعن عبد الله بن عمرو قال : لما جهز رسول الله صلى الله عليه و سلم فاطمة إلى علي رضي الله عنهما بعث معها بخميل - قال عطاء : ما الخميل ؟ قال : قطيفة - ووسادة من أدم حشوها ليف وإذخر وقربة . كانا يفترشان الخميل ويلتحفان بنصفه
رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط
ص . 338

(9/337)


15219 - وعن أم أيمن أن النبي صلى الله عليه و سلم زوج ابنته علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وأمره أن لا يدخل على أهله حتى يجيئه فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فذكر الحديث
قلت : روى هذا في ترجمة أم أيمن ولم يذكر قبله ولا بعده ما يناسبه والله أعلم
رواه الطبراني

(9/338)


15220 - وعن أم سلمى قالت : اشتكت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم شكواها التي قبضت فيها فكنت أمرضها فأصبحت يوما كأمثل ما رأيتها في شكواها تلك قالت : وخرج علي لبعض حاجته فقالت : يا أمه اسكبي لي غسلا فسكبت لها غسلا فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل ثم قالت : يا أمه أعطيني ثيابي الجدد فأعطتها فلبستها ثم قالت : يا أمه قدمي لي فراشي وسط البيت ففعلت واضطجعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدها ثم قالت : يا أمه إني مقبوضة الآن وقد تطهرت فلا يكشفني أحد . فقبضت مكانها قالت : فجاء علي فأخبرته
رواه أحمد وفيه من لم أعرفه

(9/338)


15221 - وعن عبد الله بن محمد بن عقيل أن فاطمة رضي الله عنها لما حضرتها الوفاة أمرت عليا رضي الله عنه فوضع لها غسلا فاغتسلت وتطهرت ودعت بثياب أكفانها فأتيت بثياب غلاظ خشن ولبستها ومست من حنوط ثم أمرت عليا أن لا تكشف إذا قبضت وأن تدرج كما
ص . 339
هي في ثيابها فقلت له : هل علمت أحدا فعل ذلك ؟ قال : نعم كثير بن العباس وكتب في أطراف أكفانه : يشهد كثير بن العباس أن لا إله إلا الله
رواه الطبراني وعبد الله بن محمد لم يدرك القصة فالإسناد منقطع

(9/338)


15222 - عن محمد بن إسحاق قال : توفيت فاطمة رضي الله عنها وهي بنت ثمان وعشرين وكان مولدها وقريش تبني الكعبة قبل مبعث النبي صلى الله عليه و سلم بسبع سنين وستة أشهر وأقام النبي صلى الله عليه و سلم بمكة عشر سنين بعد مبعثه ثم هاجر فأقام عشرا ثم عاشت فاطمة بعده ستة أشهر وتوفيت سنة إحدى عشرة
رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات

(9/339)


15223 - عن أبي بكر بن أبي شيبة قال : توفيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي بنت سبع وعشرين سنة
رواه الطبراني

(9/339)


15224 - وعن ابن جريح قال : قال لي غير واحد : كانت فاطمة أصغر ولد رسول الله صلى الله عليه و سلم وأحبهن إليه . وزعم الزبير بن بكار أن رقية أصغر من فاطمة
رواه الطبراني ورجاله إلى ابن جريح رجال الصحيح

(9/339)


15225 - وعن محمد بن علي بن المديني فستقة قال : كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم تكنى أم أبيها
ص . 340
قال : كانت أصغر ولد رسول الله صلى الله عليه و سلم من خديجة . وقيل : كانت تؤم عبد الله بن رسول الله صلى الله عليه و سلم
في الطبراني منقطع الإسناد

(9/339)


15226 - عن عائشة قالت : توفيت فاطمة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم بستة أشهر ودفنها علي بن أبي طالب ليلا
رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح

(9/340)


15227 - عن أبي جعفر - يعني محمد بن علي - قال : مكثت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه و سلم ثلاثة أشهر وما رئيت ضاحكة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا أنهم قد امتروا في طرف نابها
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا جعفر لم يدرك القصة

(9/340)


15228 - عن علي - يعني ابن أبي طالب - عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إذا كان يوم القيامة قيل : يا أهل الجمع غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و سلم . فتمر وعليها ربطتان خضراوان
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الحميد بن بحر وهو ضعيف

(9/340)


18 - . باب ما جاء في فضل زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم رضي الله عنها

(9/340)


15229 - عن ابن جريج قال : قال لي غير واحد : كانت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم أكبر بنات رسول الله صلى الله عليه و سلم
ص . 341
رواه الطبراني ورجاله إلى ابن جريج رجال الصحيح

(9/340)


15230 - وعن الزبير بن بكار قال : فولد لرسول الله صلى الله عليه و سلم القاسم وهو أكبر ولده ثم زينب وكانت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم عند أبي العاص بن الربيع بن عبد شمس فولدت له عليا وأمامة وكان علي مسترضعا في بني غاضر فافتصله رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبوه يومئذ مشرك . وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من شاركني في شيء فأنا أحق به وأيما كافر شارك مسلما في شيء فهو أحق به منه "
قال الزبير : وحدثني عمر بن أبي بكر المؤملي قال : توفي علي بن أبي العاص بن الربيع ابن بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد ناهز الحلم وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أردفه على راحلته يوم الفتح
رواه الطبراني وعمر بن أبي بكر متروك

(9/341)


15231 - عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما قدم مكة خرجت ابنته زينب من مكة مع كنانة - أو ابن كنانة - فخرجوا في طلبها فأدركها هبار بن الأسود فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها وألقت ما في بطنها فتحملت واشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية فقال بنو أمية : نحن أحق بها وكانت تحت ابن عمهم أبي العاص وكانت عند هند بنت عتبة بن ربيعة وكانت تقول : هذا في سبب أبيك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لزيد بن حارثة : " ألا تنطلق فتجيء بزينب ؟ " . قال : بلى يا رسول الله قال : " فخذ خاتمي فأعطها إياه " . فانطلق زيد فلم يزل يتلطف فلقي راعيا فقال : لمن ترعى ؟ فقال : لأبي العاص فقال : لمن هذه الغنم ؟ فقال : لزينب بنت محمد صلى الله عليه و سلم فسار معه شيئا ثم قال : هل
ص . 342
لك أن أعطيك شيئا تعطيها إياه ولا تذكره لأحد ؟ قال : نعم فأعطاه الخاتم وانطلق الراعي فأدخل غنمه وأعطاها الخاتم فعرفته فقالت : من أعطاك هذا ؟ قال : رجل قالت : فأين تركته ؟ قال : بمكان كذا وكذا فسكتت حتى إذا كان الليل خرجت إليه فلما جاءته قال لها : اركبي بين يدي على بعيره . قالت : لا ولكن اركب أنت بين يدي فركب وركبت وراءه حتى أتت فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " هي خير بناتي أصيبت في "
فبلغ ذلك علي بن حسين فانطلق إلى عروة فقال : ما حديث بلغني عنك أنك تحدثه تنتقص حق فاطمة ؟ فقال عروة : والله ما أحب أن لي ما بين المشرق والمغرب وأني أنتقص فاطمة حقا لها وأما بعد ذلك إني لا أحدث به أبدا
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بعضه ورواه البزار ورجاله رجال الصحيح

(9/341)


15232 - عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أن زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم استأذنت أبا العاص بن الربيع زوجها حين خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم مهاجرا أن تذهب إليه فأذن لها فقدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم إن أبا العاص لحقها بالمدينة فأرسل إليها : أن خذي لي من أبيك أمانا فأطلعت رأسها من باب حجرتها ورسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي بالناس الصبح فقالت : أيها الناس أنا زينب وإني قد أجرت أبا العاص بن الربيع فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من الصلاة قال : " أيها الناس إني لا علم لي بهذا حتى سمعته الآن وإنه يجير على المسلمين "
رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات

(9/342)


15233 - وعن ابن إسحاق قال : كان في الأسارى يوم بدر أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس ختن رسول الله صلى الله عليه و سلم زوج ابنته وكان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وكان لهالة بنت خويلد [ وكانت ] خديخة خالته فسألت خديجة رسول الله صلى الله عليه و سلم أن
ص . 343
يزوجه زينب وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يخالفها وكان قبل أن ينزل عليه وكانت تعده بمنزلة ولدها فلما أكرم الله نبيه صلى الله عليه و سلم بالنبوة وآمنت به خديجة وبناته وصدقنه وشهدن أن ما جاء به هو الحق ودن بدينه وثبت أبو العاص على شركه وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد زوج عتبة بن أبي لهب إحدى ابنتيه رقية أو أم كلثوم فلما بادئ رسول الله صلى الله عليه و سلم قريشا بأمر الله ونادوه قال : " إنكم قد فرغتم محمدا من همه فردوا عليه بناته فاشغلوه بهن " . فمشوا إلى أبي العاص بن الربيع فقالوا : فارق صاحبتك ونحن نزوجك أي امرأة شئت . فقال : لا - هاء الله - إذا لا أفارق صاحبتي وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش . فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يثني عليه في صهره خيرا - فيما بلغني - . فمشوا إلى الفاسق عتبة بن أبي لهب فقالوا : طلق امرأتك بنت محمد ونحن نزوجك أي امرأة من قريش فقال : إن زوجتموني بنت أبان بن سعيد بن العاص فزوجوه بنت سعيد ففارقها ولم يكن عدو الله دخل بها فأخرجها الله من يده كرامة لها وهوانا له وخلف عثمان بن عفان عليها بعده وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يحل بمكة ولا يحرم مغلوبا على أمره وكان الإسلام قد فرق بين زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين أبي العاص بن الربيع إلا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا يقدر على أن يفرق بينهما فأقامت معه على إسلامها وهو على شركه حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة وهي مقيمة معه بمكة فلما سارت قريش إلى بدر سار معهم أبو العاص بن الربيع فأصيب في الأسارى يوم بدر وكان بالمدينة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم

(9/342)


15234 - قال ابن إسحاق : فحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت : لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم في فداء
ص . 344
أبي العاص وبعثت فيه بقلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها فلما رآها رسول الله صلى الله عليه و سلم رق لها رقة شديدة وقال : " إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا " . فقالوا : نعم يا رسول الله فأطلقوه وردوا عليها الذي لها . قال : وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أخذ عليه ووعده ذلك أن يخلي سبيل زينب إليه إذ كان فيما شرط عليه في إطلاقه ولم يظهر ذلك منه ولا من رسول الله صلى الله عليه و سلم فيعلم إلا أنه لما خرج أبو العاص إلى مكة وخلى سبيله بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار فقال : " كونا ببطن ناجح حتى تمر بكما زينب فتصحبانها فتأتياني بها " . فلما قدم أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها فخرجت جهرة

(9/343)


15235 - قال ابن إسحاق : قال عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم : حدثت عن زينب أنها قالت : بينما أنا أتجهز بمكة للحوق بأبي لقيتني هند بنت عتبة فقالت : يا بنت عمي إن كانت لك حاجة بمتاع مما يرفق بك في سفرك أو ما تبلغين به إلى أبيك فلا تضطني منه فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال . قالت : ووالله ما أراها قالت ذلك إلا لتفعل ولكني خفتها فأنكرت أن أكون أريد ذلك فتجهزت فلما فرغت من جهازي قدم إلي حمي كنانة بن الربيع أخو زوجي بعيرا فركبته وأخذ قوسه وكنانته ثم خرج بها نهارا يقود بها وهي في
ص . 345
هودجها وتحدثت بذلك رجال قريش فخرجوا في طلبها حتى أدركوها بذي طوى وكان أول من سبق إليها هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي ونافع بن عبد القيس الزهري فروعها هبار وهي في هودجها وكانت حاملا - فيما يزعمون - فلما وقعت ألقت ما في بطنها فنزل حموها ونثر كنانته وقال : والله لا يدنو مني رجل إلا وضعت فيه سهما فتكركر الناس عنه وجاء أبو سفيان في جلة من قريش فقال : أيها الرجل كف عنا نبلك حتى نكلمك فكف وأقبل أبو سفيان فأقبل عليه فقال : إنك لم تصب خرجت بامرأة على رؤوس الناس نهارا وقد علمت مصيبتنا ونكبتنا وما دخل علينا من محمد فيظن الناس إذا خرجت إليه ابنته علانية من بين ظهرانينا أن ذلك من ذل أصابنا عن مصيبتنا التي كانت وأن ذلك منا ضعف ووهن وإنه لعمري ما لنا في حبسها عن أبيها حاجة ولكن أرجع المرأة حتى إذا هدأ الصوت وتحدث الناس أنا قد رددناها فسلها سرا وألحقها بأبيها . قال : ففعل وأقامت ليالي حتى إذا هدأ الناس خرج بها ليلا فأسلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه فقدمنا بها على رسول الله صلى الله عليه و سلم وأقام أبو العاص بمكة وكانت زينب عند رسول الله صلى الله عليه و سلم قد فرق الإسلام بينهما حتى إذا كان قبيل الفتح خرج أبو العاص تاجرا إلى الشام وكان رجلا مأمونا بأموال له وأموال لرجال من قريش أبضعوها معه فلما فرغ من تجارته أقبل قافلا فلحقته سرية رسول الله صلى الله عليه و سلم فأصابوا ما معه وأعجزهم هاربا فلما قدمت السرية بما أصابوا من ماله أقبل أبو العاص بن الربيع تحت الليل حتى دخل على زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم واستجارها فأجارته وجاء في طلب ماله
ص . 346
فلما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى صلاة الصبح - كما حدثني يزيد بن رومان - فكبر وكبر الناس خرجت زينب من صفة النساء وقالت : أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع . فلما سلم رسول الله صلى الله عليه و سلم من الصلاة أقبل على الناس فقال : " أيها الناس أسمعتم ؟ " . قالوا : نعم قال : " أما والذي نفسي بيده ما علمت بشيء كان حتى سمعته إنه ليجير على المسلمين أدناهم " . ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى دخل على ابنته فقال : " يا بنية أكرمي مثواه ولا يخلص إليك فإنك لا تحلين له "

(9/344)


15236 - قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاص بن الربيع : " إن هذا الرجل منا قد علمتم أصبتم له مالا فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له فإنا نحب ذلك وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاءه عليكم فأنتم أحق به " . قالوا : يا رسول الله بل نرده فردوا عليه ماله حتى إن الرجل يأتي الرجل بالشنة والإداوة حتى إن أحدهم ليأتي بالشظاظ حتى إذا ردوا عليه ماله بأسره لا يفقد منه شيئا احتمل إلى مكة فرد إلى كل ذي مال من قريش ماله ممن كان أبضع معه ثم قال : يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه ؟ قالوا : لا وجزاك الله خيرا فقد وجدناك عفيفا كريما قال : فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله والله ما منعني من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم
فأما إذ أداها الله إليكم وفرغت منها أسلمت . وخرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وإسناده منقطع

(9/346)


15237 - وعن عروة بن الزبير
ص . 347
أن رجلا أقبل بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فلحقه رجلان من قريش فقاتلاه حتى غلباه عليها فدفعاها فوقعت على صخرة فأسقطت وهريقت دما فذهبوا بها إلى أبي سفيان فجاءته نساء بني هاشم فدفعها إليهن ثم جاءت بعد ذلك مهاجرة فلم تزل وجعة حتى ماتت من ذلك الوجع فكانوا يرون أنها شهيدة
رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح

(9/346)


19 - . باب ما جاء في رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأختها أم كلثوم

(9/347)


15238 - عن قتادة بن دعامة قال : كانت رقية عند عتبة بن أبي لهب فلما أنزل الله تبارك وتعالى : { تبت يدا أبي لهب } سأل النبي صلى الله عليه و سلم عتبة طلاق رقية وسألته رقية ذلك فطلقها فتزوج عثمان بن عفان رضي الله عنه رقية وتوفيت عنده
رواه الطبراني وفيه زهير بن العلاء ضعفه أبو حاتم ووثقه ابن حبان فالإسناد حسن

(9/347)


15239 - وعن الزبير بن بكار قال : وكانت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم عند عتبة بن أبي لهب ففارقها فتزوج عثمان بن عفان رقية وهاجرت معه إلى أرض الحبشة فولدت له عبد الله وبه كان يكنى وقدمت معه إلى المدينة وتخلف عن بدر عليها بإذن رسول الله صلى الله عليه و سلم وضرب له رسول الله صلى الله عليه و سلم مع سهمان أهل بدر قال : وأجري يا رسول الله ؟ قال : " وأجرك "
رواه الطبراني وروى عن الزهري بعضه ورجالهما إلى قائلهما ثقات
ص . 348

(9/347)


15240 - وعن الزهري قال : توفيت رقية يوم جاء زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم ببشرى بدر
رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله ثقات

(9/348)


15241 - وعن الزهري قال : تزوج عثمان أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم قتوفيت عنده ولم تلد له شيئا
رواه الطبراني بإسناد الذي قبله

(9/348)


15242 - وعن الزبير بن بكار قال : وكانت أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم عند عتبة بن أبي لهب الذي أكله الأسد ففارقها ولما توفيت رقية عند عثمان زوجه رسول الله صلى الله عليه و سلم أم كلثوم فتوفيت عنده ولم تلد له شيئا وقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لو كان لي عشر لزوجتكهن "
رواه الطبراني منقطع الإسناد
وقد تقدم قصة طلاق عتيبة بن أبي لهب إياها في المغازي فيما لقي من أذى المشركين وبعضها في مناقب عثمان رضي الله عنه

(9/348)


20 - . باب في أولاد رسول الله صلى الله عليه و سلم

(9/348)


15243 - وعن ابن عباس أن خديخة ولدت لرسول الله صلى الله عليه و سلم ستة : عبد الله والقاسم وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة وولدت له مارية القبطية : إبراهيم
ص . 349
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو متروك

(9/348)


15244 - وعن الزبير بن بكار قال : ولد للنبي صلى الله عليه و سلم القاسم وهو أكبر ولده ثم زينب ثم عبد الله وكان يقال له : الطيب ويقال له : الطاهر ولد بعد النبوة ومات صغيرا ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية هكذا الأول فالأول . مات القاسم بمكة ثم عبد الله
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/349)


21 - . باب ما جاء من الفضل لمريم وآسية وغيرهما

(9/349)


15245 - وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
الصخرة صخرة بيت المقدس على نخلة والنخلة على نهر من أنهار الجنة وتحت النخلة آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم ابنة عمران ينظمان سموط أهل الجنة إلى يوم القيامة
رواه الطبراني وفيه محمد بن مخلد الرعيني وهذا الحديث من منكراته

(9/349)


15246 - وعن أبي أمامة قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول لعائشة :
أشعرت أن الله قد زوجني في الجنة مريم بنت عمران وكلثم أخت موسى وامرأة فرعون
رواه الطبراني وفيه خالد بن يوسف السمتي وهو ضعيف

(9/349)


15247 - وعن سعد بن جنادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله عز و جل قد زوجني في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون وأخت موسى
ص . 350
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(9/349)


15248 - وعن أبي رواد قال : دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على خديجة رضي الله عنها في مرضها الذي توفيت فيه فقال لها : " بالكره مني الذي أرى منك يا خديجة وقد يجعل الله في الكره خيرا كثيرا أما علمت أن الله عز و جل زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون وكلثم أخت موسى ؟ " . قالت : وقد فعل الله ذلك يا رسول الله ؟ قال : " نعم " . فقالت : بالرفاء والبنين
رواه الطبراني منقطع الإسناد وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف
وبقية الأحاديث التي فيها : " كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربعة " . في مواضعها مفرقة في فضل آدم وفاطمة وخديجة

(9/350)


15249 - وعن أبي هريرة أن فرعون أوتد لامرأته أربعة أوتاد في يديها ورجليها فكان إذا تفرقوا عنها أظلتها الملائكة فقالت : { رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين } . فكشف لها عن بيتها في الجنة
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح

(9/350)


22 - . باب فضل خديجة بنت خويلد زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم

(9/350)


15250 - عن الزبير بن بكار قال : وأم بني رسول الله صلى الله عليه و سلم وبناته غير إبراهيم : خديجة بنت خويلد وكانت في الجاهلية : الطاهرة بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمها فاطمة بنت زائدة بن جندب وهو الأصم بن حجر بن عبد معيص بن عامر بن لؤي وأمها هالة بنت عبد
ص . 351
مناف بن الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي وأمها العرقة واسمها : قلابة بنت سعد بن سهل بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي . وحبان بن عبد مناف - أخو هالة لأبيها وأمها - هو الذي رمى سعد بن معاذ رحمه الله يوم الخندق فقال : خذها وأنا ابن العرقة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " عرق الله وجهك في النار " . فأصاب اكحل سعد رحم الله سعدا فمات شهيدا
وكانت خديجة بنت خويلد قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم عند عتيق بن عائذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم فولدت له هند بنت عتيق ثم خلف عليها أبو هالة مالك بن نباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن عدي من بني أسد بن عمرو بن تميم حليف بني عبد الدار بن قصي فولدت له هند بن أبي هالة فهند بن عتيق بن عائذ وهند وهالة ابنا أبي هالة مالك بن نباش بن زرارة أخو ولد رسول الله صلى الله عليه و سلم من خديجة بنت خويلد من أمهم

(9/350)


15251 - عن ابن شهاب قال : تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم خديجة بمكة وهي أول امرأة تزوج وكانت قبله عند أبي هالة التميمي وتزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو ابن إحدى وعشرين سنة وتوفيت لسبع سنين مضين من مبعثه
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف

(9/351)


15252 - عن عمر بن أبي بكر الموملي أن عمرو بن أسد زوج خديجة رسول الله صلى الله عليه و سلم وتزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو ابن خمس وعشرين سنة وقريش تبني الكعبة
رواه الطبراني وعمر هذا متروك
ص . 352

(9/351)


15253 - عن ابن جريج قال : نكح رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو ابن سبع وثلاثين سنة
وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف

(9/352)


15254 - عن عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة عن أبيه قال : قال عمرو بن أسد : محمد بن عبد الله يخطب خديخة بنت خويلد هذا الفحل لا يقرع أنفه
رواه الطبراني وفيه ابن زبالة وهو ضعيف

(9/352)


15255 - عن ابن شهاب قال : كانت خديجة بنت خويلد عند رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن ينزل عليه القرآن ثم نزل عليه القرآن وهي عنده وهي أول من صدق النبي صلى الله عليه و سلم وآمن به وتوفيت بمكة قبل أن يخرج النبي صلى الله عليه و سلم إلى المدينة بثلاث سنين
رواه الطبراني وفيه ابن زبالة أيضا وهو ضعيف

(9/352)


15256 - عن مالك بن الحويرث قال : أول من أسلم من الرجال علي ومن النساء خديجة
رواه الطبراني وفي رجاله ضعف ووثقهم ابن حبان

(9/352)


15257 - عن بريدة قال : خديجة أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلي بن أبي طالب
رواه الطبراني ورجاله وثقوا وفيهم ضعف
ص . 353

(9/352)


15258 - عن أبي رافع قال : أول من أسلم من الرجال علي وأول من أسلم من النساء خديجة
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

(9/353)


15259 - عن محمد بن إسحاق قال : خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي
رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق رجال الصحيح

(9/353)


15260 - قال الطبراني : خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي أم ولده الذكور والإناث إلا إبراهيم عليه السلام فإنه من سريته مارية القبطية

(9/353)


15261 - عن قتادة بن دعامة قال : توفيت خديجة بنت خويلد قبل الهجرة بثلاث سنين وهي أول من آمن بالنبي صلى الله عليه و سلم من النساء والرجال ولم يتزوج من الجاهلية غيرها ولم يلد له من المهاير غيرها
رواه الطبراني وفيه زهير بن العلاء وثقه ابن حبان وضعفه غيره وروى الطبراني نحوه باختصار عن عروة بن الزبير ورجاله رجال الصحيح

(9/353)


15262 - عن الزهري قال : لم يتزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم على خديجة حتى ماتت
ص . 354
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/353)


15263 - عن عائشة قالت : توفيت قبل أن تفرض الصلاة
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف

(9/354)


15264 - عن ابن عباس - فيما يحسب حماد - أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر خديجة وكان أبوها يرغب عن أن يزوجه فصنعت طعاما وشرابا فدعت أباها ونفرا من قريش فطعموا وشربوا حتى ثملوا فقالت خديجة : إن محمد بن عبد الله يخطبني فزوجني إياه . فزوجها إياه فخلقته وألبسته حلة وكذلك كانوا يفعلون بالآباء فلما سري عنه سكره نظر فإذا هو مخلق وعليه حلة فقال : ما شأني ؟ ما هذا ؟ قالت : زوجتني محمد بن عبد الله فقال : أنا أزوج يتيم أبي طالب ؟ لا لعمري قالت خديجة : ألا تستحيي ؟ تريد أن تسفه نفسك عند قريش ؟ تخبر الناس أنك كنت سكران ؟ فلم تزل به حتى رضي
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد والطبراني رجال الصحيح

(9/354)


15265 - عن عمار بن ياسر : أنه كان إذا سمع ما يتحدث به الناس من تزويج رسول الله صلى الله عليه و سلم خديجة يقول : أنا أعلم الناس بتزويج رسول الله صلى الله عليه و سلم إياها : كنت من إخوانه فكنت له خدنا وإلفا في الجاهلية وإني خرجت مع
ص . 355
رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم حتى مررنا على أخت خديجة وهي جالسة على أدم لها فنادتني فانصرفت إليها ووقف رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : أما لصاحبك في تزويج خديجة حاجة ؟ فأخبرته فقال : " بلى لعمري " . فرجعت إليها فأخبرتها بما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : اغد علينا إذا أصبحت غدا فغدونا عليهم فوجدناهم قد ذبحوا بقرة وألبسوا أبا خديجة حلة وضربوا عليه قبة فكلمت أخاها فكلم أباها وأخبرته برسول الله صلى الله عليه و سلم وبمكانه وأنه سأل أن يزوجه خديجة فزوجه فصنعوا من البقرة طعاما فأكلنا منه ونام أبوها ثم استيقظ فقال : ما هذه الحلة وهذه القبة وهذا الطعام ؟ قالت له ابنته التي كلمت عمارا : هذه الحلة كساكها محمد بن عبد الله ختنك وهذه بقرة أهداها لك فذبحناها حين زوجته خديجة فأنكر أن يكون زوجه وخرج حتى جاء الحجر وجاءت بنو هاشم حين جاءوا فقال : أين صاحبكم الذي تزعمون أني زوجته ؟ فلما رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم ونظر إليه قال : إن كنت زوجته وإلا فقد زوجته
رواه الطبراني والبزار وفيه عمر بن أبي بكر المؤملي وهو متروك

(9/354)


15266 - عن جابر بن سمرة - أو رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم - قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يرعى غنما فاستعلى الغنم فكان في الإبل هو وشريك له فأكريا أخت خديجة فلما قضوا السفر بقي لهم عليها شيء فجعل شريكهم يأتيها فيتقاضاهم ويقول لمحمد : انطلق فيقول : " اذهب أنت فإني أستحي " . فقالت مرة وأتاهم : فأين محمد ؟ قال : قد قلت له فزعم أنه يستحي فقالت : ما رأيت رجلا أشد حياء ولا أعف ولا ولا فوقع في نفس أختها خديجة فبعثت إليه فقالت : ائت أبي فاخطبني قال : " أبوك رجل كثير المال وهو لا يفعل " . قالت : انطلق فالقه فكلمه فأنا أكفيك وائت عند سكره ففعل فأتاه فزوجه فلما أصبح جلس في
ص . 356
المجلس فقيل له : أحسنت زوجت محمدا فقال : أو قد فعلت ؟ قالوا : نعم فقام فدخل عليها فقال : إن الناس يقولون : إني قد زوجت محمدا وما فعلت قالت : بلى فلا تسفهن رأيك فإن محمدا كذا فلم تزل به حتى رضي ثم بعثت إلى محمد صلى الله عليه و سلم بوقيتين من فضة أو ذهب وقالت : اشتر حلة واهدها لي وكبشا وكذا وكذا ففعل
رواه الطبراني والبزار ورجال الطبراني رجال الصحيح غير أبي خالد الوالبي وهو ثقة ورجال البزار أيضا إلا أن شيخه أحمد بن يحيى الصوفي ثقة ولكنه ليس من رجال الصحيح وقال فيه : قالت : وأته غير مكره . بدل : سكره . وقالت في الحلة : فأهدها إليه . بدل : إلي

(9/355)


15267 - عن ابن مسعود قال : أول شيء علمت من أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم قدمت مكة في عمومة لي فأرشدنا على العباس بن عبد المطلب فانتهينا إليه وهو جالس في زمزم فجلسنا إليه فبينا نحن عنده أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة له وفرة جعدة إلى أطراف أذنيه أشم أفنى الأنف براق الثنايا أدعج العينين كث اللحية دقيق المسربة شثن الكفين والقدمين عليه ثوبان أبيضان كأنه القمر ليلة البدر يمشي عن يمينه غلام أمرد حسن الوجه مراهق أو محتلم تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها حتى قصد نحو الحجر فاستلمه ثم استلمه الغلام واستلمت المرأة ثم طاف بالبيت سبعا والغلام والمرأة يطوفون معه ثم استلم الركن ورفع يديه وكبر وقام الغلام عن يمينه ورفع يديه وكبر وقامت المرأة خلفهما ورفعت يديها وكبرت وأطال القنوت ثم ركع فأطال الركوع ثم رفع رأسه من الركوع فقنت وهو قائم ثم سجد وسجد الغلام والمرأة معه يصنعان مثل ما يصنع يتبعانه
ص . 357
قال : فرأينا شيئا لم نكن نعرفه بمكة فأنكرنا فأقبلنا على العباس فقلنا : يا أبا الفضل إن هذا الدين لك نكن نعرفه فيكم أشيء حدث ؟ قال : أجل والله أما تعرفون هذا ؟ قلنا : لا قال : هذا ابن أخي محمد بن عبد الله والغلام علي بن أبي طالب والمرأة خديجة بنت خويلد أما والله ما على ظهر الأرض أحد يعبد الله على هذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة
رواه الطبراني وفيه اثنان أحدهما يحيى بن حاتم ولم أعرفه والآخر بشر بن مهران وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم وبقية رجاله ثقات
وقد تقدم هذا من حديث عفيف الكندي . رواه أحمد وغيره ورجاله ثقات

(9/356)


15268 - عن ابن عباس قال : خط رسول الله صلى الله عليه و سلم في الأرض أربعة خطوط فقال : " أتدرون ما هذا ؟ " . فقالوا : الله ورسوله أعلم . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أفضل نساء أهل الجنة : خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه و سلم ومريم ابنة عمران وآسية ابنة مزاحم امرأة فرعون "
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجالهم رجال الصحيح

(9/357)


15269 - عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
بحسبك من نساء العالمين أربع : فاطمة بنت محمد وخديجة بنت خويلد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان الشاذكوني وهو ضعيف

(9/357)


15270 - عن عمار بن ياسر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 358
لقد فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم على نساء العالمين
رواه الطبراني والبزار وفيه أبو يزيد الحميري ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا

(9/357)


15271 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
سيدات نساء أهل الجنة : مريم بنت عمران ثم فاطمة بنت محمد ثم خديجة ثم آسية امرأة فرعون
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك

(9/358)


15272 - عن عبد الله بن جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع

(9/358)


15273 - عن فاطمة أنها قالت للنبي صلى الله عليه و سلم : أين أمنا خديجة ؟ قال :
في بيت من قصب لا لغو فيه ولا نصب بين مريم وآسية
قالت : من هذا القصب ؟ قال : " لا بل من القصب المنظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت "
رواه الطبراني في الأوسط من طريق مهاجر بن ميمون عنها ولم أعرفه ولا أظنه سمع منها والله أعلم وبقية رجاله ثقات
ص . 359

(9/358)


15274 - عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن خديجة أنها ماتت قبل أن تنزل الفرائض والأحكام ؟ قال : " أبصرتها على نهر من أنهار الجنة في بيت من قصب لا لغو فيه ولا نصب "
وسئل عن أبي طالب : هل نفعته ؟ قال : " أخرجته من جهنم إلى ضحضاح منها "
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ورجالهما رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد وقد وثق وخاصة في أحاديث جابر

(9/359)


15275 - عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا : بشر رسول الله صلى الله عليه و سلم خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب
قلت : حديث أبي هريرة في الصحيح
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه محمد بن عبد الله الزهيري ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/359)


15276 - عن جابر بن رئاب أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لخديجة : إن جبريل عليه السلام أتاني فقال : بشر خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب
رواه الطبراني وفيه الوازع بن نافع وهو متروك

(9/359)


15277 - عن ابن عباس قال :
ص . 360
بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس مع خديجة إذ أتاه جبريل فقال : يا محمد أقرئ خديجة السلام وبشرها في الجنة ببيت من قصب لا أذى فيه ولا نصب
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه

(9/360)


15278 - عن ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
قال لي جبريل صلى الله عليه و سلم : بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب
يعني قصب اللؤلؤ
قلت : في الصحيح بعضه
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن أبي سمينة وقد وثقه غير واحد

(9/360)


15279 - عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يكثر ذكر خديجة فقلت : ما أكثر ما تكثر من ذكر خديجة وقد أخلف الله تعالى لك من عجوز حمراء الشدقين وقد هلكت في دهر ؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه و سلم غضبا ما رأيته غضب مثله قط وقال : " إن الله رزقها مني ما لم يرزق أحدا منكن " . قلت : يا رسول الله اعف عني والله لا تسمعني أذكر خديجة بعد هذا اليوم بشيء تكرهه

(9/360)


15280 - وفي رواية : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ذكر خديجة لم يكن يسأم من ثناء عليها والاستغفار قال : " ورزقت مني الولد إذ حرمتنه مني " . فغدا علي بها وراح شهرا
رواه الطبراني وأسانيده حسنة
ص . 361

(9/360)


15281 - عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ذكر خديجة أثنى فأحسن الثناء قالت : فغرت يوما فقلت : ما أكثر ما تذكر حمراء الشدقين قد أبدلك الله خيرا منها . قال : " أبدلني الله خيرا منها ؟ قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس "
رواه أحمد وإسناده حسن

(9/361)


15282 - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن جبريل كان مع النبي صلى الله عليه و سلم فجاءت خديجة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا جبريل هذه خديجة " . فقال جبريل عليه السلام : أقرئها من الله السلام ومني
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح

(9/361)


15283 - عن سعيد بن كثير قال : جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو بحراء فقال : هذه خديجة قد جاءت بحيس في غرزتها فقل لها : إن الله يقرئك السلام فلما جاءت قال لها : " إن جبريل أعلمني بك وبالحيس الذي في غرزتك قبل أن تأتي فقال : الله يقرئها السلام " . فقالت : هوز السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف

(9/361)


15284 - عن عائشة قالت : أطعم رسول الله صلى الله عليه و سلم خديجة من عنب الجنة
ص . 362
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه

(9/361)


23 - . باب في فضل عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها

(9/362)


1 - . باب في تزويجها

(9/362)


15285 - عن عائشة قالت : لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم بن الأوقص - امرأة عثمان بن مظعون وذلك بمكة - : يا رسول الله ألا تزوج ؟ قال : " من ؟ " . قالت : إن شئت بكرا وإن شثت ثيبا ؟ قال : " فمن البكر ؟ " . قالت : ابنة أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر قال : " فمن الثيب ؟ " . قالت : سودة بنت زمعة آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه . قال : " فاذهبي فاذكريها علي " . فجاءت فدخلت بيت أبي بكر فوجدت أم رومان أم عائشة فقالت : يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة أرسلني رسول الله صلى الله عليه و سلم أخطب عليه عائشة قالت : وددت انتظري أبا بكر فإنه آت . فجاء أبو بكر فقالت : يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة أرسلني رسول الله صلى الله عليه و سلم أخطب عليه عائشة فقال : هل تصلح له ؟ إنما هي بنت أخيه فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فقال : " ارجعي إليه فقولي له : أنت أخي في الإسلام وأنا أخوك وابنتك تصلح لي " . فأتت أبا بكر فقال : ادعي لي رسول الله صلى الله عليه و سلم . فجاء فأنكحه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث
ص . 363

(9/362)


15286 - عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قالا : لما هلكت خديجة جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون فقالت : يا رسول الله ألا تزوج ؟ قال : " من ؟ " . قالت : إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا ؟ قال : " فمن البكر ؟ " . قالت : بنت أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر . قال : " ومن الثيب ؟ " . قالت : سودة ابنة زمعة قد آمنت بك واتبعتك على ما تقول . قال : " اذهبي فاذكريها علي " . فأتت أم رومان فقالت : يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة قالت : وما ذاك ؟ قالت : أرسلني رسول الله صلى الله عليه و سلم أخطب عليه عائشة قالت : انتظري أبا بكر حتى يأتي . فجاء أبو بكر فقالت : يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة قال : وما ذاك ؟ قالت : أرسلني رسول الله صلى الله عليه و سلم أخطب عائشة . قال : وهل تصلح له ؟ إنما هي ابنة أخيه فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له قال : " ارجعي فقولي له : أنا أخوك وأنت أخي في الإسلام وابنتك تصلح لي " . فرجعت فذكرت ذلك له فقال : انتظري وخرج قالت أم رومان : إن مطعم بن عدي كان قد ذكرها على ابنه فوالله ما وعد وعدا قط فأخلفه لأبي بكر فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي وعنده امرأته أم الفتيان فقلت : يا ابن أبي قحافة لعلك مصبئ صاحبنا فدخله في دينك الذي أنت عليه أن يزوج إليك قال أبو بكر للمطعم بن عدي : أقول هذه تقول إنك تقول ذلك فخرج من عنده وقد أذهب الله ما كان في نفسه من عدته التي وعده فقال لخولة : ادعي لي رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعته فزوجها إياه وعائشة رضي الله عنها يومئذ بنت ست سنين
ص . 364
ثم خرجت فدخلت على سودة بنت زمعة فقالت : ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة قالت : وما ذاك ؟ قالت : أرسلني رسول الله صلى الله عليه و سلم أخطبك عليه قالت : وودت ادخلي على أبي فاذكري ذلك له وكان شيخا كبيرا قد أدركته السن قد تخلف عن الحج فدخلت عليه فحيته بتحية الجاهلية فقال : من هذه ؟ فقالت : خولة ابنة حكيم قال : فما شأنك ؟ قالت : أرسلني محمد بن عبد الله أخطب عليه سودة فقال : كفؤ كريم فماذا تقول صاحبتك ؟ قالت : تحب ذلك فقال : ادعيها فدعتها لي فقال : أي بنية إن هذه تزعم أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك وهو كفؤ كريم أتحبني أن أزوجك [ به ] ؟ قالت : نعم قال : ادعيه لي فجاءه رسول الله صلى الله عليه و سلم فزوجها إياه . فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل يحثي في رأسه التراب فقال بعد أن أسلم : لعمري إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب إن تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم سودة ابنة زمعة
قالت عائشة : فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحرث بن الخزرج بالسنح قالت : فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فدخل بيتنا فجاءت بي أمي وأنا في أرجوحة ترجح بي بين عذتين فأنزلتني من الأرجوحة ولي جميمة ففرقتها ومسحت وجهي يشيء من ماء ثم أقبلت تقودني حتى وقفت [ بي ] عند الباب وإني لأنهج حتى سكن من نفسي ثم
ص . 365
دخلت بي فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس على سرير في بيتنا وعنده رجال ونساء من الأنصار فأجلستني في حجرة ثم قالت : هؤلاء أهلك فبارك الله لك فيهم وبارك لهم فيك . فوثب الرجال والنساء فخرجوا وبنى بي رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيتنا ما نحرت علي جزور ولا ذبحت علي شاة حتى أرسل إلينا سعد بن عبادة بجفنة كان يرسل بها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دار إلى نسائه وأنا يومئذ ابنة سبع سنين
قلت : في الصحيح طرف منه
رواه أحمد بعضه صرح فيه بالاتصال عن عائشة وأكثره مرسل وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وثقه غير واحد . وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/363)


15287 - عن عائشة قالت : ما تزوجني رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أتاه جبريل بصورتي فقال : هذه زوجتك . ولقد تزوجني وإني لجارية على حوف ( ثوب لا كمين له ) فلما تزوجني أوقع الله علي الحياء
رواه أبو يعلى والطبراني باختصار وفيه أبو سعد البقال وهو مدلس

(9/365)


15288 - عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : لما توفيت خديجة اشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى تزوج عائشة
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح
ص . 366

(9/365)


15289 - عن عائشة قالت : لما هاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم خلفنا وخلف بناته فلما استقر بالمدينة بعث زيد بن حارثة وبعث معه أبا رافع مولاه وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم أخذها من أبي بكر يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر وبعث أبو بكر معهما عبد الله بن الأريقط الدئلي ببعيرين أو ثلاثة وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر أن يحمل معه أهله أم رومان وأم أبي بكر وأنا وأخي وأسماء بنت أبي بكر امرأة الزبير فخرجوا مصطحبين حتى انتهوا إلى قديد اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمائة درهم ثلاثة أبعرة ثم دخلوا مكة جميعا فصادفوا طلحة بن عبيد الله يريد الهجرة فخرجنا جميعا وخرج زيد وأبو رافع بفاطمة وأم كلثوم وسودة بنت زمعة وحمل زيد أم أيمن وولدها أيمن وأسامة واصطحبنا حتى إذا كنا بالبيض من نمر نفر بعيري وأنا في محفة معي فيها أمي فجعلت تقول : وابنتاه واعروستاه حتى إذا أدرك بعيرنا وقد هبط من الثنية ثنية هرشا فسلم الله حتى قدمنا المدينة فنزلت في عيال أبي بكر ونزل إلي النبي صلى الله عليه و سلم ورسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ يبني المسجد وأبياتنا حول المسجد فأنزل فيها أهله فمكثنا أياما ثم قال أبو بكر : يا رسول الله ما يمنعك أن تبني بأهلك ؟ قال : " الصداق " . فأعطاه أبو بكر ثنتي عشرة أوقية ونشا ( نصف الأوقية ) فبعث بها إلينا وبنى بي رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيتي هذا الذي أنا فيه وهو الذي توفي فيه ودفن فيه وأدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم سودة بنت زمعة أحد تلك البيوت وكان يكون عندها
وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف

(9/366)


15290 - وعن عائشة قالت : قدمنا مهاجرين فسلكنا في ثنية صعبة فنفر بي جمل كنت عليه نفورا منكرا
ص . 367
فوالله ما أنسى قول أمي : يا عربسة فركب بي رأسه فسمعت قائلا يقول : ألقي خطامه فألقيته فقام يستدير كأنما إنسان قائم تحته
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/366)


15291 - عن عائشة قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما كنا بالحد انصرفنا وأنا على جمل فكان آخر العهد منهم وأنا أسمع صوت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " واعروساه " . قالت : فوالله إني لعلى ذلك إذ نادى مناد : أن ألقي الخطام فألقيته فأعلقه الله عز و جل بيده
رواه أحمد وفيه أبو شداد ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/367)


15292 - عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم اجتلى عائشة رضي الله عنها في أهلها قبل أن يدخل بها
رواه الطبراني وفيه القاسم بن عبد الله بن عمر وهو متروك
قلت : وقد تقدم في الوليمة من كتاب الضحايا أحاديث في جلائها

(9/367)


15293 - عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم تزوج عائشة بنت أبي بكر في شوال وأعرس بها في شوال بالمدينة وتوفيت لسبع عشرة خلت من رمضان بعد الوتر سنة ثمان وخمسين ودفنت من ليلتها
ص . 368
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف

(9/367)


15294 - عن نافع وغيره من أهل العلم قالوا : صلينا على عائشة وأم سلمة زوجي النبي صلى الله عليه و سلم وسط البقيع والإمام يوم صلينا على عائشة أبو هريرة وحضر ذلك عبد الله بن عمر ودخل في قبر عائشة عبد الله وعروة ابنا محمد بن أبي بكر وعبد الرحمن بن أبي بكر وماتت سنة ثمان وخمسين في رمضان لسبع عشرة خلت منه ودفنت من ليلتها
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف

(9/368)


2 - . باب حديث الإفك

(9/368)


15295 - عن عائشة قالت : دخلت علي أم مسطح فخرجت لحاجة لي إلى حش فوطئت أم مسطح على عظم أو شوكة فقالت : تعس مسطح قلت : بئس ما قلت أتسبين رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : أشهد أنك من الغافلات المؤمنات أتدرين ما قد طار عليك ؟ فقلت : لا والله فقالت : متى عهدك برسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقلت : رسول الله صلى الله عليه و سلم يصنع في أزواجه ما أحب ويرجي من أحب منهن ؟ فقالت : إنه طار عليك كذا وكذا فخررت مغشية علي فبلغ أم رومان أمي فلما بلغها أن عائشة بلغها الأمر أتتني فحملتني فذهبت بي إلى بيتها فبلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم أن عائشة قد بلغها الخبر فجاء إليها فدخل عليها وجلس عندها وقال : " يا عائشة إن الله قد وسع التوبة " . فازددت شرا إلى ما بي فبينا نحن كذلك إذ جاء أبو بكر فدخل علي فقال : يا رسول الله ما تنظرن بهذه التي قد خانتك وفضحتني ؟ قالت : فازددت شرا إلى شر
قالت : فأرسل إلى علي فقال : " يا علي ما ترى في عائشة ؟ " . قال : الله ورسوله أعلم . قال : " لتخبرني ما ترى في عائشة ؟ " . قال : قد وسع الله النساء ولكن أرسل إلى بريرة خادمها فسلها فعسى أن تكون قد اطلعت على شيء من أمرها فأرسل
ص . 369
إلى بريرة فجاءت فقال : " أتشهدين أني رسول الله ؟ " . قالت : نعم قال : " فإن سألتك عن شيء فلا تكتميني " . قالت : يا رسول الله فما شيء تسألني عنه إلا أخبرتك به ولا أكتمك إن شاء الله شيئا . قال : " قد كنت عند عائشة فهل رأيت منها شيئا تكرهينه " . قالت : لا والذي بعثك بالنبوة ما رأيت منها منذ كنت عندها إلا خلة قال : " ما هي ؟ " . قالت : عجنت عجينا لي فقلت لعائشة : احفظي العجين حتى أقتبس نارا فأختبز فقامت تصلي فغفلت عن العجين فجاءت الشاة فأكلته . فأرسل إلى أسامة فقال : " يا أسامة ما ترى في عائشة ؟ " . قال : الله ورسوله أعلم قال : " لتخبرني ما ترى فيها ؟ " . قال : إني أرى أن تسكت عنها حتى يحدث الله إليك فيها
قالت : فما كان إلا يسيرا حتى نزل الوحي فلما نزل جعلنا نرى في وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم السرور وجاء عذرها من الله جل ذكره فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أبشري يا عائشة ثم أبشري يا عائشة قد أتاك الله بعذرك " . فقلت : بغير حمدك وحمد صاحبك . قال : فعند ذلك تكلمت
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه خصيف وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون . وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/368)


15296 - عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأصاب عائشة القرعة في غزوة بني المصطلق فلما كان في جوف الليل انطلقت عائشة لحاجة فانحلت قلادتها فذهبت في طلبها وكان مسطح يتيما لأبي بكر وفي عياله فلما رجعت عاثشة لم تر العسكر
ص . 370
قال : وكان صفوان بن المعطل السلمي يتخلف عن الناس فيصب القدح والجراب والإدواة - أحسبه قال : فيحمله - قال : فنظر فإذا عائشة فغطى - أحسبه قال : وجهه عنها - ثم أدنى بعيره منها قال : فانتهى إلى العسكر فقالوا قولا وقالوا فيه . قال : ثم ذكر الحديث حتى انتهى قال : وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يجيء فيقوم على الباب فيقول : " كيف تيكم ؟ " . حتى جاء يوما فقال : " أبشري يا عائشة فقد انزل الله عذرك " . فقالت : بحمد الله لا بحمدك . قال : وأنزل الله في ذلك عشر آيات : { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم } . قال : فحد رسول الله صلى الله عليه و سلم مسطحا وحمنة وحسان
رواه البزار وفيه محمد بن عمرو وهو حسن الحديث وبقية رجاله ثقات

(9/369)


15297 - عن الأسود قال : قلت - يعني لعائشة - : يا أم المؤمنين - أو يا أمتاه - ألا تحدثيني كيف كان - يعني أمر الإفك - ؟ قالت : تزوجني رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أخوض المطر بمكة وما عندي ما يرغب فيه الرجال وأنا بنت ست سنين فلما بلغني أنه تزوجني ألقى الله علي الحياء ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم هاجر وأنا معه فاحتملت إليه وقد جاءني وأنا بنت تسع سنين فسار رسول الله صلى الله عليه و سلم مسيرا فخرج بي معه وكنت خفيفة في حداجة لي عليها ستور فلما ارتحلوا جلست عليها واحتملوها وأنا فيها فشدوها على ظهر البعير فنزلوا منزلا وخرجت لحاجتي فرجعت وقد نادوا بالرحيل فنزلت في الحداجة وقد روأني حين حركت الستور فلما جلست فيها ضربت بيدي على صدري فإذا أنا قد نسيت قلادة كانت معي من جزع فخرجت مسرعة أطلبها فرجعت فإذا القوم قد ساروا فإذا أنا لا أرى إلا الغبار من بعيد فإذا هم قد وضعوا الحداجة على ظهر البعير لا يرون إلا أني فيها لما رأوا من خفتي فإذا رجل آخذ برأس بعيره فقلت :
ص . 371
من الرجل ؟ فقال : صفوان بن المعطل أم المؤمنين أنت ؟ قلت : نعم قال : إنا لله وإنا إليه راجعون قلت : أدر عني وجهك وضع رجلك على ذراع بعيرك . قال : أفعل ونعمة خير وكرامة . قالت : فأدركت الناس حين نزلوا فذهب فوضعني عند الحداجة فنظر إلي الناس وأنا لا أشعر قالت : وأنكرت لطف أبوي وأنكرت لطف رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا أعلم ما قد كان قيل حتى دخلت علي خادمي أو ربيبتي فقالت كذا قالت وقال لي رجل من المهاجرين : ما أغفلك فأخذتني حمى نافض فأخذت أمي كل ثوب في البيت فألقته علي . فاستشار رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس من أصحابه فقال : " ما ترون ؟ " . فقال بعضهم : ما أكثر النساء وتقدر على البدل . وقال بعضهم : أنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وينزل عليك الوحي وأمرنا لأمرك تبع . وقال بعضهم : والله ليبيننه الله لك فلا تعجل
قالت : وقد صار وجه أبي كأنه صب عليه زرنيخ
قالت : فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأى ما بي فقال : " ما لهذه ؟ " . قالت أمي : ما لهذه مما قلتم وقيل فلم يتكلم ولم يقل شيئا قالت : فزادني ذلك على ما عندي
قالت : وأتاني فقال : " اتقي الله يا عائشة وإن كنت قارفت من هذا شيئا فتوبي إلى الله فإن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات " . قالت : وطلبت اسم يعقوب فلم أقدر عليه فقلت : غير أني أقول كما قال أبو
ص . 372
يوسف : { فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون } { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون } قالت : فبينا رسول الله صلى الله عليه و سلم مع أصحابه ووجهه كأنما ذيب عليه الزرنيخ حتى نزل عليه وكان إذا أوحي إليه لم يطوف فعرف أصحابه أنه يوحى إليه وجعلوا ينظرون إلى وجهه وهو يتهلل ويفسر فلما قضى الوحي قال : " أبشر يا أبا بكر قد أنزل الله عذر ابنتك وبراءتها فانطلق إليها فبشرها " . قالت : وقرأ عليه ما نزل في
قالت : وأقبل أبو بكر مسرعا يكاد أن ينكب قالت : فقلت : بحمد الله لا بحمد صاحبك الذي جئت من عنده فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فجلس عند رأسي فأخذ بكفي فاتنزعت يدي منه فضربني أبو بكر وقال : أتنزعين كفك من رسول الله صلى الله عليه و سلم - أو برسول الله صلى الله عليه و سلم - ؟ تفعلين هذا ؟ فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم
قالت : فهذا كان أمري
رواه الطبراني وفيه أبو سعد البقال وهو ضعيف وقد وثق

(9/370)


15298 - عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت :
كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أراد أن يسافر أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه فخرج سهم عائشة في غزوة النبي صلى الله عليه و سلم بني المصطلق من خزاعة فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم فكان قريبا من المدينة وكانت عائشة جويرية حديثة السن قليلة اللحم خفيفة وكانت تلزم خدرها فإذا أراد الناس الرحيل ذهبت فتوضأت ثم رجعت فدخلت محفتها فيرحل بعيرها ثم تحمل محفتها فتوضع على البعير فكان أول ما قال فيها المنافقون وغيرهم ممن اشترك في أمر عائشة : إنها خرجت تتوضأ حين دنوا من المدينة فانسل من عنقها عقد لها من جزع أظفار فارتحل رسول الله صلى الله عليه و سلم والناس وهي
ص . 373
في بغاء العقد ولم تعلم برحيلهم فشدوا على بعيرها المحفة وهم يرون أنها فيها كما كانت تكون فرجعت عائشة إلى منزلها فلم تجد في العسكر أحدا فغلبتها عيناها
وكان صفوان بن المعطل السلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم تخلف تلك الليلة عن العسكر حتى أصبح . قالت : فمر بي فرآني فاسترجع وأعظم مكاني حين رآني وحدي وقد كنت أعرفه ويعرفني قبل أن يضرب علينا الحجاب . قالت : فسألني عن أمري فسترت وجهي عنه بجلبابي وأخبرته بأمري فقرب بعيره فوطئ على ذراعه فولاني قفاه حتى ركبت وسويت ثيابي ثم بعثه فأقبل يسير بي حتى دخلنا المدينة نصف النهار أو نحوه فهنالك قال في وفيه من قال من أهل الإفك وأنا لا أعلم شيئا من ذلك ولا مما يخوض الناس فيه من أمري وكنت تلك الليالي شاكية
وكان أول ما أنكرت من أمر النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يعودني قبل ذلك إذا مرضت وكان تلك الليالي لا يدخل علي ولا يعودني إلا أنه كان يقول وهو مار : " كيف تيكم ؟ " . فيسأل عني أهل البيت . فلما بلغ النبي صلى الله عليه و سلم ما أكثر الناس فيه من أمري غمه ذلك وقد شكوت قبل ذلك إلى أمي ما رأيت من النبي صلى الله عليه و سلم من الجفوة فقالت لي : يا بنية اصبري فوالله ما كانت امرأة حسناء لها ضرائر إلا رمينها
قالت : فوجدت حسا تلك الليلة التي بعث النبي صلى الله عليه و سلم من صبحها إلى علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد يستشيرهما في أمري وكنا ذلك الزمان ليس لنا كنف نذهب فيها إنما كنا نذهب كما يذهب العرب ليلا إلى ليل فقلت لأم مسطح بن أثاثة : خذي الإداوة فاملئيها ماء فاذهبي بها إلى المناصع وكانت هي وابنها مسطح بينهما وبين أبي بكر قرابة وكان أبو بكر ينفق عليهما فكانا يكونان عنده ومع أهله
ص . 374
فأخذت الإداوة وخرجت نحو المناصع فعثرت أم مسطح فقالت : تعس مسطح فقلت : بئس ما قلت قالت : ثم مشينا فعثرت أيضا فقالت : تعس مسطح فقلت لها : بئس ما قلت لصاحب النبي صلى الله عليه و سلم وصاحب بدر فقالت : إنك لغافلة عما فيه الناس من أمرك فقلت : أجل فما ذاك ؟ فقالت : إن مسطحا وفلانا وفلانة فيمن استزلهم الشيطان من المنافقين يجتمعون في بيت عبد الله بن أبي بن سلول أخي بني الحارث بن الخزرج يتحدثون عنك وعن صفوان بن المعطل يرمونك به
قالت : فذهب عني ما كنت أجد من الغائط فرجعت عودي على يدي
فلما أصبحنا من تلك الليلة بعث النبي صلى الله عليه و سلم إلى علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد فأخبرهما بما قيل في واستشارهما في أمري فقال أسامة : والله يا رسول الله ما علمنا على أهلك سوءا وقال علي له : يا رسول الله ما أكثر النساء وإن أردت أن تعلم الخبر فتوعد الجارية - يعني بريرة - فقال النبي صلى الله عليه و سلم لعلي : " فشأنك بالخادم " . فسألها علي عني فلم تخبره والحمد لله إلا بخير قالت : والله ما علمت على عائشة سوءا إلا أنها جويرية تصبح عن عجين أهلها فتدخل الشاة الداجن فتأكل من العجين
قالت : ثم خرج النبي صلى الله عليه و سلم حين سمع ما قالت بريرة لعلي إلى الناس فلما اجتمعوا إليه قال : " يا معشر المسلمين من لي من رجال يؤذونني في أهلي ؟ فما علمت على أهلي سوءا ويرمون رجلا من أصحابي ما علمت عليه سوءا ولا خرجت مخرجا إلا خرج معي فيه "
قال سعد بن معاذ الأنصاري الأشهلي من الأوس : يا رسول الله إن كان ذلك من أحد من الأوس كفيناكه وإن كان من الخزرج أمرتنا فيه بأمرك
وقام سعد بن عبادة الأنصاري ثم الخزرجي فقال لسعد بن معاذ : كذبت والله هذا الباطل
ص . 375
فقام أسيد بن حضير الأنصاري ثم الأشهلي ورجال من الفريقين فاستبوا وتنازعوا حتى كاد أن يعظم الأمر بينهم . فدخل النبي صلى الله عليه و سلم بيتي وبعث إلى أبوي فأتياه فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال لي :
يا عائشة إنما أنت من بنات آدم فإن كنت أخطأت فتوبي إلى الله واستغفريه
فقلت لأبي : أجب عني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : إني لا أفعل هو نبي الله والوحي يأتيه فقلت لأمي : أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت لي كما قال أبي فقلت : والله لئن أقررت على نفسي بباطل لتصدقنني ولئن برأت نفسي - والله يعلم أني برئية - لتكذبنني فما أجد لي ولكم مثلا إلا قول أبي يوسف : { فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون } . ونسيت اسم يعقوب لما بي من الحزن والبكاء واحتراق الجوف فتغش رسول الله صلى الله عليه و سلم ما كان يتغشاه من الوحي ثم سري عنه فمسح وجهه بيده ثم قال :
أبشري يا عائشة قد أنزل الله عز و جل براءتك
فقالت عائشة : والله ما كنت أظن أن ينزل القرآن في أمري ولكني كنت أرجو لما يعلم الله من براءتي أن يرى النبي صلى الله عليه و سلم في أمري رؤيا فيبرئني الله بها عند نبيه صلى الله عليه و سلم
فقال لي أبواي عند ذلك : قومي فقبلي رأس رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : والله لا أفعل بحمد الله لا بحمدكم
قال : وكان أبو بكر ينفق على مسطح وأمه فلما رماني حلف أبو بكر أن لا ينفعه بشيء أبدا قال : فلما تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم : " { وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم } " . بكى أبو بكر قال : بلى يا رب وأعاد النفقة على مسطح وأمه
ص . 376
قالت : وقعد صفوان بن المعطل لحسان بن ثابت بالسيف فضربه ضربة فقال صفوان لحسان حين ضربه :
تلق ذباب السيف عنك فإنني . . . غلام إذا هوجيت لست بشاعر
ولكنني أحمي حماي وأنتقم . . . من الباهت الرامي البراة الطواهر
ثم صاح حسان فاستغاث الناس على صفوان فلما جاء الناس فر صفوان فجاء حسان إلى النبي صلى الله عليه و سلم فاستعداه على صفوان في ضربته إياه فسأله النبي صلى الله عليه و سلم أن يهب له ضربة صفوان إياه فوهبها للنبي صلى الله عليه و سلم فعاوضه النبي صلى الله عليه و سلم حائطا من نخل عظيم وجارية رومية - ويقال قبطية - تدعى سيرين . فولدت لحسان ابنه عبد الرحمن الشاعر . قال أبو أويس : أخبرني بذلك حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن ابن عباس
قالت عائشة : ثم باع حسان ذلك الحائط من معاوية بن أبي سفيان في ولايته بمال عظيم
قالت عائشة رضي الله عنها : وبلغني - والله أعلم - أن الذي قال الله فيه : { والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم } أنه عبد بن أبي بن سلول أحد بني الحارث بن الخزرج
قالت عائشة : فقيل في أصحاب الإفك الأشعار وقال أبو بكر في مسطح في رميه عائشة فكان يدعى عوفا :
يا عوف ويحك هلا قلت عارفة . . . من الكلام ولم تبغي به طمعا
فأدركتك حميا معشر أنف . . . فلم يكن قاطعا يا عوف من قطعا
هلا حربت من الأقوام إذ حسدوا . . . فلا تقول وإن عاديتهم قذعا
لما رميت حصانا غير مقرفة . . . أمينة الجيب لم نعلم لها خضعا
فيمن رماها وكنتم معشرا إفكا . . . في سيئ القول من لفظ الخنا شرعا
ص . 377
فأنزل الله عذرا في براءتها . . . وبين عوف وبين الله ما صنعا
فإن أعش أجز عوفا في مقالته . . . سوء الجزاء بما ألفيته تبعا
وقالت أم سعد بن معاذ في الذين رموا عائشة من الشعر :
تشهد الأوس كلها وفتاها . . . بحقد وذلك معلوم
[ نساء الخزرجيين يشهدن . . . والخماسي من نسلها والعظيم ]
أن بنت الصديق كانت حصانا . . . عفة الجيب دينها مستقيم
تتقي الله في المغيب عليها . . . نعمة الله سرها ما يريم
خير هدي النساء حالا ونفسا . . . وأبا للعلا نماها كريم
للموالي إذا رموها بإفك . . . أخذتهم مقامع وجحيم
ليت من كان قد قفاها بسوء . . . في حطام حتى يبول اللئيم
وعوان من الحروب تلظى . . . ثغسا قوتها عقار صريم
ليت سعدا ومن رماها بسوء . . . في كطاة حتى يتوب الظلوم
وقال حسان وهو يبرئ عائشة رضي الله عنها فيما قيل فيها ويعتذر إليها :
حصان رزان ما تزن بريبة . . . وتصبح غرثي من لحوم الغوافل
خليلة خير الناس دينا ومنصبا . . . نبي الهدى والمكرمات الفواضل
عقيلة حي من لؤي بن غالب . . . كرام المساعي مجدها غير زائل
مهذبة قد طيب الله خيمها . . . وطهرها من كل سوء وباطل
فإن كان ما قد جاء عني قلته . . . فلا رفعت صوتي إلى أناملي
وإن الذي قد قيل ليس بلائط . . . بك الدهر بل قول امرئ غير هائل
وكيف وودي ما حييت ونصرتي . . . لآل رسول الله زين المحافل
له رتب عال على الناس فضلها . . . تقاصر عنها سورة المتطاول
ص . 378
قال أبو أويس : وحدثني [ أبي ] أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بالذين رموا عائشة فجلدوا الحد [ جميعا ] ثمانين ثمانين . وقال حسان بن ثابت في الشعر حين جلدوا :
لقد ذاق عبد الله ما كان أهله . . . وحمنة إذ قالوا هجيرا ومسطح
تعاطوا برجم الغيب زوج نبيهم . . . وسخطة ذي العرش الكريم فأنزحوا
فآذوا رسول الله فيها وعمموا . . . مخازي سوء حللوها وفضحوا
قلت : حديث الإفك من حديث عائشة في الصحيح باختصار غير هذا وبغير سياقه أيضا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن بعض هذا يخالف ما في الصحيح

(9/372)


15299 - عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا سافر سافر ببعض نسائه ويقسم بينهن فسافر بعائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وكان لها هودج وكان الهودج يحملونه ويضعونه فعرس رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه وخرجت عائشة للحاجة فتباعدت فلم يعلم بها فاستيقظ النبي صلى الله عليه و سلم والناس قد ارتحلوا وجاء الذين يحملون الهودج فحملوه ولا يحسبون إلا أنها فيه فساروا وأقبلت عائشة فوجدتهم قد ارتحلوا فجلست مكانها فاستيقظ رجل من الأنصار يقال له : صفوان بن المعطل وكان لا يقرب النساء فتقرب منها وكان معه بعير له فلما رآها حملها وقد كان يراها قبل الحجاب وجعل يقود بها البعير حتى أتوا الناس والنبي صلى الله عليه و سلم ومعه [ عائشة وأكثروا القول فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فشق عليه حتى اعتزلها واستشار فيها زيد بن ثابت وغيره ] . فقال : يا رسول الله دعها لعل الله أن يحدث لك فيها وقال علي بن أبي طالب : النساء كثير فحمل النبي صلى الله عليه و سلم عليها وخرجت عائشة ليلة تمشي في نساء فعثرت أم مسطح فقالت : تعس مسطح فقالت : بئس ما قلت تقولين هذا لرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ؟ فقالت : إنك لا تدرين ما يقولون وأخبرتها الخبر
ص . 379
فسقطت عائشة مغشيا عليها ثم نزل القرآن بعدها في سورة النور : { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم } حتى بلغ { والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم } { ولا يأتل أولو الفضل منكم } إلى قوله : { والله غفور رحيم } . وكان أبو بكر يعطي مسطحا ويبره ويصله وكان ممن أكثر على عائشة فحلف أبو بكر ألا يعطيه شيئا فنزلت هذه الآية : { ألا تحبون أن يغفر الله لكم } فأمره النبي صلى الله عليه و سلم أن يأتيها ويبشرها فجاء أبو بكر فأخبرها بعذرها وبما أنزل الله . فقالت : لا بحمدك ولا بحمد صاحبك
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل وهو متروك

(9/378)


15300 - عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه أثلاثا فمن أصابته القرعة خرج بهن معه فكن يخرجن يسقين الماء ويداوين الجرحى فلما غزا بني المصطلق أقرع بينهن فأصابت القرعة عائشة أم المؤمنين وأم سلمة فخرج بهما معه فلما كانوا ببعض الطريق مال رحل أم سلمة فأناخوا بعيرها ليصلحوا رحلها . وكانت عائشة تريد قضاء حاجة فلما أبركوا إبلهم قالت عائشة : فقلت في نفسي : إلى ما يصلحوا رحل أم سلمة أقضي حاجتي
قالت : فنزلت من الهودج فأخذت ما في السطل ولم يعلموا بنزولي فأتيت حوبة فانقطعت قلادتي فاحتبست في رجعها ونظامها وبعث القوم إبلهم ومضوا
ص . 380
وظنوا أني في الهودج لم أنزل قالت عائشة : ولم أر أحدا قالت : فاتبعتهم حتى أعييت فقدر في نفسي أن القوم سيفقدوني ويرجعون في طلبي
قالت : فنمت على بعض الطريق فمر بي صفوان بن المعطل وكان رفيق رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يجعله على الساقة فجعله فكان إذا رحل الناس قام يصلي ثم اتبعهم فما سقط منهم من شيء حمله حتى يأتي به أصحابه
قالت عائشة : فلما مر بي ظن أني رجل فقال : يا نؤوما قم فإن الناس قد مضوا قالت : قلت : إني لست رجلا أنا عائشة . فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ثم أناخ بعيره فعقل يديه ثم ولى عني فقال : يا أمه قومي فاركبي فإذا ركبت فآذنيني . قالت : فركبت فجاء حتى حل العقال ثم بعث جمله فأخذ بخطام الجمل
قال ابن عمر : فما كلمها كلاما حتى أتى بها رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقال عبد الله بن أبي بن سلول : فجر بها ورب الكعبة وأعانه على ذلك حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة . وشاع ذلك في العسكر وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم وكان في قلب النبي صلى الله عليه و سلم ما قالوا حتى رجعوا إلى المدينة وأشاع عبد الله بن أبي بن سلول المنافق هذا الحديث في المدينة واشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه و سلم
قالت عائشة : فدخلت ذات يوم أم مسطح فرأتني وأنا أريد المذهب فحملت معي السطل وفيه ماء فوقع السطل منها فقالت : تعس مسطح فقالت لها عائشة : سبحان الله تتعسين رجلا من أصحاب بدر وهو ابنك ؟ فقالت لها أم مسطح : إنك سال بك السيل وأنت لا تدرين فأخبرتها بالخبر
قالت : فلما أخبرتني أخذتني الحمى وتقلض ما كان بي ولم أبعد المذهب
قالت عائشة : وكنت أرى من النبي صلى الله عليه و سلم جفوة ولم أدر من أي شيء هي حتى حدثتني أم مسطح فعلمت أن جفوة رسول الله صلى الله عليه و سلم لما أخبرتني أم مسطح
ص . 381
قالت عائشة : فقلت للنبي صلى الله عليه و سلم : يا رسول الله أتاذن لي أن أذهب إلى أهلي ؟ قال : " اذهبي " . فخرجت عائشة حتى أتت أباها أبا بكر رضي الله عنه فقال لها أبو بكر : ما لك ؟ قالت : أخرجني رسول الله صلى الله عليه و سلم من بيته قال لها أبو بكر : أخرجك رسول الله صلى الله عليه و سلم وأؤويك أنا ؟ والله لا أؤويك حتى يأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يؤويها . قال لها أبو بكر : والله ما قيل لنا هذا في الجاهلية قط فكيف وقد أعزنا الإسلام ؟ فبكت عائشة وأمها أم رومان وأبو بكر وعبد الرحمن وبكى معهم أهل الدار
وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال :
يا أيها الناس من يعذرني ممن يؤذيني ؟
فقام إليه سعد بن معاذ فسل سيفه فقال : يا رسول الله أنا أعيذك منه إن يكن من الأوس أتيتك برأسه وإن يكن من الخزرج أمرتنا بأمرك فيه . فقام سعد بن عبادة فقال : كذبت لعمر الله لا تقدر على قتله إنما طلبتنا بذحول ( عداوة ) كانت بيننا وبينكم في الجاهلية فقال هذا : يا للأوس وقال هذا : يا للخزرج . فاضطربوا بالنعال والحجارة وتلاطموا فقام أسيد بن حضير فقال : ففيم الكلام ؟ هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرنا بأمره فنفذ عن رغم أنف من رغم ونزل جبريل عليه السلام وهو على المنبر فصعد إليه أبو عبيدة فاحتضنه . فلما سري عنه أومأ رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس جميعا ثم تلا عليهم ما نزل به جبريل عليه السلام فنزل : { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي } إلى آخر الآيات فصاح الناس : رضينا يا رسول الله بما أنزل الله من القرآن فقام بعضهم إلى بعض فتلازموا وتصافحوا
ونزل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المنبر وانتظر الوحي في عائشة فبعث إلى علي وأسامة وبريرة وكان إذا أراد أن يستشير في أهله لم [ يعد ] عليا وأسامة بعد موت أبيه
ص . 382
زيد فقال لعلي : " ما تقول في عائشة فقد أهمني ما قال الناس فيها ؟ " . فقال علي : يا رسول الله قد نال الناس وقد أحل لك طلاقها
وقال لأسامة : " ما تقول أنت فيها ؟ " . قال : سبحان الله ما يحل لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم فقال لبريرة : " ما تقولين يا بريرة ؟ " . قالت : والله يا رسول الله ماعلمت على أهلك إلا خيرا إلا أنها امرأة نؤوم تنام حتى تجيء الداجن فتأكل عجينها وإن كل شيء من هذا ليخبرنك الله
فخرج النبي صلى الله عليه و سلم حتى أتى منزل أبي بكر فدخل عليها فقال لها : " يا عائشة إن كنت فعلت هذا الأمر فقولي حتى أستغفر الله لك " . فقالت : والله لا أستغفر الله منه أبدا إن كنت فعلته فلا غفره الله لي وما أجد مثلي ومثلكم إلا مثل أبي يوسف - وذهب اسم يعقوب من الأسف - : { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون }
فبينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يكلمنا إذ نزل جبريل عليه السلام بالوحي على النبي صلى الله عليه و سلم فأخذت النبي صلى الله عليه و سلم رعشة فقال أبو بكر لعائشة : قومي فاحتضني رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقالت : لا والله لا أدنو منه . فقام أبو بكر فاحتضن النبي صلى الله عليه و سلم فسري عنه وهو يتبسم فقال : " يا عائشة قد أنزل الله عذرك " . فقالت : بحمد الله لا بحمدك . فتلا عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم سورة النور إلى الموضع الذي انتهى إليه خبرها وعذرها وبراءتها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " قومي إلى البيت " . فقامت وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المسجد فأمر أبا عبيدة بن الجراح فجمع الناس ثم تلا عليهم ما أنزل الله عز و جل من البراءة لعائشة ونزل رسول الله صلى الله عليه و سلم وبعث إلى عبد الله بن أبي بن سلول المنافق فجيء به
ص . 383
فضربه النبي صلى الله عليه و سلم حدين وبعث إلى حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش فضربوا ضربا وجيعا ووجيء في رقابهم
قال ابن عمر : إنما ضرب النبي صلى الله عليه و سلم حدين لأنه من قذف أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فعليه حدان . فبعث أبو بكر إلى مسطح بن أثاثة فقال : أخبرني عنك وأنت ابن خالتي ما حملك على ما قلت في عائشة ؟ أما حسان فرجل من الأنصار ليس من قومي وأما حمنة فامرأة ضعيفة لا عقل لها وأما عبد الله بن أبي فمنافق وأنت في عيالي منذ مات أبوك وأنت ابن أربع حجج وأنا أنفق عليك وأكسوك حتى بلغت ما قطعت عنك نفقة إلى يومي هذا والله إنك لرجل لا وصلتك بدراهم أبدا ولا عطفت عليك بخير أبدا ثم طرده أبو بكر وأخرجه من منزله فنزل القرآن : { ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة } الآية فلما قال : { ألا تحبون أن يغفر الله لكم } بكى أبو بكر فقال : أما قد نزل القرآن [ بأمري ] فيك لأضاعفن لك النفقة وقد غفرت لك فإن الله أمرني أن أغفر لك وكانت امرأة عبد الله بن أبي منافقة معه فنزل القرآن : { الخبيثات } يعني امرأة عبد الله { للخبيثين } يعني عبد الله { والخبيثون للخبيثات } عبد الله لامرأته . { والطيبات للطيبين } يعني عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه و سلم { أولئك مبرؤون } إلى آخر الآيات
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي وهو كذاب

(9/379)


15301 - عن عائشة قالت : لما رميت بما رميت به أردت أن ألقي نفسي في قليب ( بئر )
ص . 384
رواه [ البزار و ] الطبراني في الأوسط ورجالهما ثقات

(9/383)


15302 - عن عائشة أنه لما نزل عذرها قبل أبو بكر رأسها فقالت : ألا عذرتني ؟ فقال : أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إن قلت ما لا أعلم
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

(9/384)


15303 - عن زينب بنت جحش قالت : افتخرت أنا وعائشة وزينب فقالت زينب : أنا التي زوجني الله من السماء . وقالت عائشة : أنا التي نزل عذري من السماء حين حملني صفوان بن المعطل فقالت لها زينب : أي شيء قلت حين ركبت ؟ قالت : قلت : حسبي الله ونعم الوكيل . قالت : قلت كلمة المؤمنين
رواه الطبراني وفيه المعلى بن عرفان وهو متروك

(9/384)


15304 - عن محمد بن جحش قال : افتخرت عائشة وزينب فقالت زينب : أنا التي زوجني الله من السماء وقالت عائشة : أنا التي نزل عذري حين حملني صفوان بن المعطل فقالت لها زينب : أي شيء قلت حين ركبت ؟ قالت : قلت : حسبي الله ونعم الوكيل قالت : قلت كلمة المؤمنين
رواه الطبراني وفيه المعلى بن عرفان وهو متروك

(9/384)


15305 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إذا كان يوم القيامة حد الله الذين شتموا عائشة ثمانين ثمانين على رؤوس الخلائق فيستوهب ربي المهاجرين منهم فاستأمرك يا عائشة
فسمعت عائشة الكلام فبكت وهي في البيت وقالت : والذي بعثك بالحق نبيا لسرورك أحب إلي من
ص . 385
سروري فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم ضاحكا وقال : " ابنة أبيها "
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن هارون أبو علقمة الفروي وهو ضعيف . وقد تقدم هذا الحديث طرق

(9/384)


3 - . باب في حديث أم زرع

(9/385)


قلت : وقد تقدمت طرقه في النكاح في باب عشرة النساء وبقيت هذه الطريق

(9/385)


15306 - عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
يا عائشة كنت لك كأبي زرع لأم زرع إلا أن أبا زرع طلق وأنا لا أطلق
قلت : هو في الصحيح غير قوله : " إلا أن أبا زرع طلق وأنا لا أطلق "
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه وعبد الجبار بن سعيد المساحقي وثقه ابن حبان وضعفه جماعة وعبد العزيز محمد بن زبالة لم أعرفه وعبد الرحمن بن أبي الزناد فيه ضعف وبقية رجاله ثقات . وقد تقدمت بقية طرقه في النكاح

(9/385)


4 - . باب جامع فيما بقي من فضلها رضي الله عنها

(9/385)


15307 - عن عائشة قالت : لقد أعطيت تسعا ما أعطيتهن امرأة إلا مريم بنت عمران : لقد نزل جبريل صلى الله عليه و سلم بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يتزوجني ولقد تزوجني بكرا وما تزوج بكرا غيري ولقد قبض ورأسه في حجري ولقد قبرته في بيتي ولقد حفت الملائكة بيتي وإن كان الوحي لينزل وهو في أهله فيتفرقون عنه وإن كان الوحي
ص . 386
لينزل عليه وإني معه في لحافه وإني لابنة خليفته وصديقه ولقد نزل عذري من السماء ولقد خلقت طيبة وعند طيب ولقد وعدت مغفرة وزرقا كريما
رواه أبو يعلى وفي الصحيح وغيره بعضه وفي إسناد أبي يعلى من لم أعرفهم

(9/385)


15308 - وعن عائشة قالت : خلال في سبع لم تكن في أحد من النساء إلا ما آتى الله مريم بنت عمران والله ما أقول هذا فخرا على أحد من صواحبي
فقال لها عبد الله بن صفوان : وما هن يا أم المؤمنين ؟ قالت : نزل الملك بصورتي وتزوجني رسول الله صلى الله عليه و سلم لسبع سنين وأهديت إليه لتسع سنين وتزوجني بكرا ولم يشركه في أحد من الناس وكان الوحي يأتيه وأنا وهو في لحاف واحد
قالت : وكنت أحب الناس إليه وبنت أحب الناس إليه ولقد نزل في آيات من القرآن وقد كادت الأمة تهلك في ورأيت جبريل ولم يره أحد من نسائه غيري وقبض في بيتي ولم يله أحد غيري وقوي الملك
قلت : هو في الصحيح باختصار
رواه الطبراني ورجال أحد أسانيد الطبراني رجال الصحيح

(9/386)


15309 - وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قلت : يا رسول الله من أحب الناس إليك ؟ قال : " ولم " . قلت : لأحب ما تحب . قال : " عائشة "
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/386)


15310 - وعن عبد الله بن شقيق قال : قلت لعائشة : أي النساء كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قالت : عائشة . قلت : فمن الرجال ؟ قالت : أبوها
ص . 387
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(9/386)


15311 - وعن عائشة قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أبكي فقال : " ما يبكيك ؟ " . قلت : سبتني فاطمة فدعا فاطمة فقال : " يا فاطمة سببت عائشة ؟ " . قالت : نعم يا رسول الله قال : " أليس تحبين من أحب ؟ " . قالت : نعم قال : " وتبغضين من أبغض ؟ " . قالت : بلى قال : " فإني أحب عائشة فأحبيها " . قالت فاطمة : لا أقول لعائشة شيئا يؤذيها أبدا
رواه أبو يعلى والبزار باختصار وفيه مجالد وهو حسن الحديث وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/387)


15312 - وعن عائشة قالت : أعطيت سبعا لم يعطها نساء النبي صلى الله عليه و سلم : كنت من أحب الناس إليه نفسا وأحب الناس إليه أبا وتزوجني رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يتزوج بكرا غيري وكان جبريل عليه السلام ينزل عليه بالوحي وأنا معه في لحاف ولم يفعل ذلك بغيري وكان لي يومان وليلتان ولنسائه يوم وليلة
قلت : فذكر الحديث
رواه الطبراني وفيه من ضعف

(9/387)


15313 - وعن أم سلمة أنها قالت يوم ماتت عائشة : اليوم مات أحب شخص كان في الدنيا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم . ثم قالت : أستغفر الله ما خلا أباها
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(9/387)


15314 - وعن عمرو بن الحارث بن المصطلق قال : بعث زياد إلى أزواج النبي صلى الله عليه و سلم بمال وفضل عائشة . فجعل الرسول يعتذر إلى
ص . 388
أم سلمة فقالت : يعتذر إلينا زياد فقد كان يفضلها من كان أعظم علينا تفضيلا من زياد رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(9/387)


15315 - وعن عروة قال : قلت لعائشة : إني أفكر في أمرك فأعجب أجدك من أفقه الناس فقلت : ما يمنعها ؟ زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم وابنة أبي بكر . وأجدك عالمة بأيام العرب وأنسابها وأشعارها فقلت : وما يمنعها وأبوها علامة قريش ؟ ولكن أعجب أني وجدتك عالمة بالطب فمن أين ؟ فأخذت بيدي فقالت : يا عرية إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كثرت أسقامه فكانت أطباء العرب والعجم يبعثون له فتعلمت ذلك
رواه البزار واللفظ له وأحمد بنحوه إلا أنه قال : قالت : وكنت أعالجها له فمن ثم . والطبراني في الأوسط والكبير وفيه عبد الله بن معاوية الزبيري قال أبو حاتم : مستقيم الحديث وفيه ضعف . وبقية رجال أحمد والطبراني في الكبير ثقات إلا أن أحمد قال : عن هشام بن عروة أن عروة كان يقول لعائشة . . . فظاهره الانقطاع . وقال الطبراني في الكبير : عن هشام بن عروة عن أبيه فهو متصل والله أعلم

(9/388)


15316 - وعن مسروق أنه قيل له : هل كانت عائشة تحسن الفرائض ؟ قال : والذي نفسي بيده لقد رأيت مشيخة أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم يسألونها عن الفرائض
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/388)


15317 - وعن عروة قال :
ص . 389
ما رأيت امرأة أعلم بطب ولا بفقه ولا بشعر من عائشة
رواه الطبراني بإسناد الذي قبله

(9/389)


15318 - وعن الزهري أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
لو جمع علم نساء هذه الأمة فيهن أزواج النبي صلى الله عليه و سلم كان علم عائشة أكثر من علمهن
رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات

(9/389)


15319 - وعن معاوية قال : والله ما رأيت خطيبا قط أبلغ ولا أفصح ولا أفطن من عائشة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/389)


15320 - وعن موسى بن طلحة قال : ما رأيت أحدا كان أفصح من عائشة رضي الله عنها
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . قلت : وقد تقدمت خطبتها في مناقب أبيها

(9/389)


15321 - وعن معاوية أنه كان يقول : والله ما هبت الكلام عند أحد هيبتي عند عائشة وما سمعت كلامها إلا ذكرت كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وفيه محمد بن السائب الكلبي وهو كذاب

(9/389)


15322 - وعن عامر الشعبي قال :
ص . 390
قال رجل : كل أمهات المؤمنين أحب إلي من عائشة قلت له : أما أنت فقد خالفت رسول الله صلى الله عليه و سلم هي كانت أحبهن إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/389)


15323 - وعن أم سليم قالت : دخلت علي عائشة فقلت : أين رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقالت : في البيت يوحى إليه ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث ثم سمعت النبي صلى الله عليه و سلم بعد يقول :
يا عائشة هذا جبريل عليه السلام يقرأ عليك السلام
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد وهو ضعيف

(9/390)


15324 - وعن عبد الرحمن بن عوف قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه

(9/390)


15325 - وعن مصعب بن سعد عن سعد - إن شاء الله - عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن عائشة تفضل على النساء كما يفضل الثريد على سائر الطعام
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح

(9/390)


15326 - وعن قرة بن إياس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/390)


15327 - وعن عائشة قالت :
ص . 391
لما رأيت من النبي صلى الله عليه و سلم طيب نفس قلت : يا رسول الله ادع الله لي قال : " اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر وما أسرت وما أعلنت "
فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أيسرك دعائي ؟ " . فقالت : وما لي لا يسرني دعاؤك ؟ فقال : " والله إنها لدعوتي لأمتي في كل صلاة "
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي وهو ثقة

(9/391)


15328 - وعن ابن عباس [ أنه ] قال [ لها ] :
إنما سميت أم المؤمنين لسعدي وإنه لاسمك قبل أن تولدي
رواه أحمد وفيه راو لم يسم

(9/391)


24 - . باب فضل حفصة بنت عمر بن الخطاب زوج النبي صلى الله عليه و سلم ورضي عنها

(9/391)


15329 - قال الزبير بن بكار : فولد عمر عبد الله بن عمر وأخته لأبيه وأمه حفصة بنت عمر رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم وعبد الرحمن الأكبر وأمهم زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح كانت من المهاجرات وكانت قبل النبي صلى الله عليه و سلم عند حنيس بن حذافة السهمي وشهد بدرا أبوها وعمها زيد بن الخطاب وأخوالها عثمان وقدامة وعبد الله وابن خالها السائب بن عثمان
رواه الطبراني

(9/391)


15330 - وعن ابن عمر قال : دخل عمر على حفصة وهي تبكي فقال : ما
ص . 392
يبكيك ؟ لعل رسول الله صلى الله عليه و سلم طلقك إن النبي صلى الله عليه و سلم طلقك وراجعك من أجلي والله لئن كان طلقك لا كلمتك كلمة أبدا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/391)


15331 - وعن عقبة بن عامر الجهني أن النبي صلى الله عليه و سلم طلق حفصة فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فوضع التراب على رأسه وقال : ما يعبأ الله بك يا ابن الخطاب بعدها فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر
رواه الطبراني وفيه عمرو بن صالح الحضرمي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/392)


15332 - وعن عمار بن ياسر قال : لما طلق رسول الله صلى الله عليه و سلم حفصة أتاه جبريل صلى الله عليه و سلم فقال : راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة
رواه البزار والطبراني إلا أنه قال :
أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يطلق حفصة فجاءه جبريل عليه السلام فقال : لا تطلقها فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة
وفي إسناديهما الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف

(9/392)


15333 - وعن أنس قال :
ص . 393
طلق النبي صلى الله عليه و سلم حفصة فاغتم الناس من ذلك ودخل عليها خالها عثمان بن مظعون وأخوه قدامة فبينما هم عندها وهم مغتمون إذ دخل النبي صلى الله عليه و سلم على حفصة فقال :
يا حفصة أتاني جبريل عليه السلام آنفا فقال : إن الله يقرئك السلام ويقول لك : راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم

(9/393)


15334 - وعن قيس بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم طلق حفصة تطليقة فأتاها خالاها عثمان وقدامة ابنا مظعون فقالت : والله ما طلقني عن شبع فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فدخل فتجلببت فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أتاني جبريل عليه السلام فقال : راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/393)


15335 - وعن مالك بن أنس قال : توفيت حفصة عام فتحت إفريقية وماتت ومروان على المدينة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/393)


15336 - وعن زيد بن أبي حبيب قال : غزا معاوية بن خديج إفريقية ثلاث مرات فالأولى سنة أربع وثلاثين والثانية سنة أربعين والثالثة سنة خمسين
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/393)


25 - . باب فضل أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم رضي الله عنها

(9/393)


15337 - ص . 394 قال الطبراني : أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب
حدثنا بهذه النسبة علي بن عبد العزيز حدثنا الزبير بن بكار قال :
وكانت أم سلمة قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم عند أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد فولدت له سلمة وعمر وزينب ثم توفي عنها فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم

(9/394)


15338 - وعن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه أتاها فلف رداءه ووضعه على أسكفة الباب واتكأ عليه وقال : " هل لك يا أم سلمة ؟ " . قالت : إني امرأة شديدة الغيرة وأخاف أن يبدو إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم مني ما يكره . فانصرف
ثم عاد فقال : " هل لك يا أم سلمة ؟ إن كان بك الزيادة في صداقك زدنا ؟ " . فعادت لقولها
فقالت أم عبد : يا أم سلمة تدرين ما يتحدث به نساء قريش ؟ يقلن : إن أم سلمة إنما ردت محمدا لأنها تريد شابا من قريش أحدث منه سنا وأكثر منه مالا
قال : فأتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فتزوجها
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
قلت : وقد تقدم في فضل أهل البيت أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لها : " إنك على خير "

(9/394)


15339 - وعن الهيثم بن عدي قال : أول من هلك ( مات ) من أزواج النبي صلى الله عليه و سلم : زينب بنت جحش هلكت في خلافة عمر وآخر من هلكت أم سلمة زمن يزيد بن معاوية سنة ثنتين وستين
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/394)


26 - . باب ما جاء في سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه و سلم

(9/394)


15340 - ص . 395 عن عائشة قالت : تزوج النبي صلى الله عليه و سلم سودة بنت زمعة فجاء أخوها من الحج عبد بن زمعة فجعل يحثو على رأسه التراب فلما أسلم قال : إني لسفيه يوم أحثو على رأسي التراب أن تزوج النبي صلى الله عليه و سلم سودة
رواه الطبراني ورجاله ثقات . وقد تقدمت رواية أحمد له في مناقب عائشة رضي الله عنها

(9/395)


15341 - وعن سهل بن حنيف قال : ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم سودة بنت زمعة وكانت قبله تحت السكران بن عمرو أخي عامر بن لؤي
رواه الطبراني وفيه القاسم بن عبد الله بن مهدي وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات

(9/395)


15342 - وعن عبد الرحمن بن سابط قال : أراد النبي صلى الله عليه و سلم فراق سودة فدعا أبا بكر وعمر ليشدهما على طلاقها فقالت : يا رسول الله ما لي رغبة في الدينا إلا لأحشر يوم القيامة في أزواجك فيكون لي من الثواب ما لهن
رواه الطبراني مرسلا وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف

(9/395)


15343 - وعن الهيثم - أو أبي الهيثم - أن النبي صلى الله عليه و سلم طلق سودة تطليقة فجلست في طريقه فلما مر سألته الرجعة
ص . 396
وأن تهب قسمها منه لأي أزواجه شاء رجاء أن تبعث يوم القيامة زوجته فراجعها وقبل ذلك منها
رواه الطبراني وفي إسناده ضعف

(9/395)


27 - . باب ما جاء في زينب بنت جحش رضي الله عنها - زوج النبي صلى الله عليه و سلم

(9/396)


15344 - عن زينب بنت جحش قالت : خطبني عدة من قريش فأرسلت أختي حمنة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أستشيره فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها ؟ " . قالت : ومن هو يا رسول الله ؟ قال : " زيد بن حارثة " . قال : فغضبت حمنة غضبا شديدا وقالت : يا رسول الله تزوج بنت عمك مولاك ؟ قالت : وجاءتني فأعلمتني فغضبت أشد من غضبها وقلت أشد من قولها فأنزل الله تعالى : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } قالت : فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : إني أستغفر الله وأطيع الله ورسوله أفعل ما رأيت فزوجني زيدا وكنت أرثي [ عليه ] فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فعاتبني رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم عدت فأخذت بلساني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أمسك عليك زوجك واتق الله " . فقال : يا رسول الله أنا أطلقها . قالت : فطلقني فلما انقضت عدتي لم أعلم إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم قد دخل علي وأنا مكشوفة الشعر فقلت : إنه أمر من السماء فقلت : يا رسول الله بلا خطبة ولا شهادة ؟ فقال : " الله المزوج وجبريل الشاهد "
رواه الطبراني وفيه حفص بن سليمان وهو متروك وفيه توثيق لين
ص . 397

(9/396)


15345 - وعن سهل بن حنيف قال : ثم تزوج النبي صلى الله عليه و سلم زينب بنت جحش وكانت قبله تحت زيد بن حارثة
رواه الطبراني عن شيخه القاسم بن عبد الله بن مهدي وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات

(9/397)


15346 - وعن الزهري قال : تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم زينب بنت جحش بن رئاب [ بن أسد ] بن خزيمة . وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال : وهي أول نساء النبي صلى الله عليه و سلم توفيت
رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات

(9/397)


15347 - وعن محمد بن إسحاق قال : هاجر من بني أسد من نسائهم زينب بنت جحش ونسوة . فذكرهن
رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات

(9/397)


15348 - وعن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جاء [ بيت ] زيد بن حارثة فاستأذن فأذنت له زينب ولا خمار عليها فألقت كم درعها على رأسها فسألها عن زيد فقالت : ذهب قريبا يا رسول الله فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم وله همهمة قالت أم سلمة : فاتبعته فسمعته يقول : " تبارك مصرف القلوب " . فما زال يقولها حتى تغيب
ص . 398
رواه الطبراني مرسلا وبعضه عن أم سلمة كما تراه ورجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف

(9/397)


15349 - وعن أنس قال : بنى رسول الله صلى الله عليه و سلم بزينب بنت جحش . فذكر حديث الوليمة إلى أن قال : وإن زينب لجالسة في جنب البيت
قال : وكانت المرأة قد أعطيت جمالا وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم شديد الحياء . فذكر الحديث
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح

(9/398)


15350 - وعن راشد بن سعد قال : دخل النبي صلى الله عليه و سلم منزله ومعه عمر بن الخطاب فإذا هو بزينب بنت جحش تصلي وهي في صلاتها تدعو فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " إنها لأواهة "
رواه الطبراني وإسناده منقطع وفيه يحيى بن عبد الله البابلي وهو ضعيف

(9/398)


15351 - وعن أبي برزة قال : كان للنبي صلى الله عليه و سلم تسع نسوة فقال يوما :
خيركن أطولكن يدا
فقامت كل واحدة تضع يدها على الجدار فقال : " لست أعني هذا ولكن أصنعكن يدين "
رواه أبو يعلى وإسناده حسن لأنه يعتضد بما يأتي

(9/398)


15352 - وعن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت : دخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن جلوس فقال : " أولكن يرد علي الحوض
ص . 399
أطولكن يدا " . فجعلنا نقدر أذرعنا أيتنا أطول يدا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لست ذاك أعني إنما أعني أصنعكن يدا "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف

(9/398)


15353 - وعن عبد الرحمن بن أبزي أن عمر كبر على زينب بنت جحش أربعا ثم أرسل إلى أزواج النبي صلى الله عليه و سلم : من يدخل هذه قبرها ؟ فقلن : من كان يدخل عليها في حياتها . ثم قال عمر : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أسرعكن بي لحوقا أطولكن يدا " . فكن يتطاولن بأيديهن وإنما كان ذلك لأنها كانت صناعا تعين بما تصنع في سبيل الله
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

(9/399)


15354 - وعن ابن المنكدر قال : توفيت زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه و سلم في خلافة عمر رضي الله عنهما
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/399)


15355 - وعن محمد بن إسحاق قال : توفيت زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه و سلم سنة عشرين
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/399)


15356 - عن الشعبي أنه صلى مع عمر على زينب وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه و سلم موتا وكان يعجبه أن يدخلها قبرها فأرسل إلى أزواج النبي صلى الله عليه و سلم : من يدخلها قبرها ؟ فقلن : من كان يراها في حياتها فليدخلها قبرها
ص . 400
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/399)


28 - . باب مناقب زينب بنت خزيمة الهلالية رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم

(9/400)


15357 - عن الزهري قال : تزوج النبي صلى الله عليه و سلم زينب بنت خزيمة وهي أم المساكين سميت بذلك لكثرة إطعامها المساكين وهي من بني [ هلال بن ] عامر بن صعصعة وتوفيت ورسول الله صلى الله عليه و سلم حي
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/400)


15358 - وعن محمد بن إسحاق قال : تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين كانت قبله عند الحصين - أو عند الطفيل بن الحارث - ماتت بالمدينة أول نسائه موتا
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/400)


29 - . باب مناقب ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه و سلم ورضي عنها

(9/400)


15359 - عن الزهري قال : ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤيبه بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/400)


15360 - وعن أبي رافع قال : كنت في بعث مرة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 401
اذهب فائتني بميمونة
فقلت : يا رسول الله إني في البعث فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أليس تحب ما أحب ؟ " . فقلت : بلى قال : " فاذهب فائتي بها " . فذهبت فجئته بها
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير الحسن بن علي بن أبي رافع وهو ثقة

(9/400)


15361 - وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم تزوج ميمونة بسرف
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح

(9/401)


15362 - وعن يزيد بن الأصم قال : ثقلت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه و سلم بمكة وليس عندها أحد من بني أخيها فقالت : أخرجوني من مكة فإني لا أموت بها إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرني أني لا أموت بمكة . قال : فحملوها حتى أتوا بها سرف إلى الشجرة التي بنى بها رسول الله صلى الله عليه و سلم تحتها في موضع القبة . قال : فماتت فلما وضعناها في لحدها أخذت ردائي فوضعته تحت خدها في اللحد فأخذه ابن عباس فرمى به
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح

(9/401)


15363 - وعن يزيد بن الأصم قال : رأيت ميمونة تحلق رأسها بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقلت ليزيد بن الأصم فقال : أراها تبتذل
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عقبة بن وهب وهو ثقة

(9/401)


15364 - وعن ميمونة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 402
الأخوات مؤمنات
- يعني ميمونة بنت الحرث وأم الفضل بنت الحرث وسلمى امرأة حمزة وأسماء بنت عميس -
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/401)


15365 - وعن محمد بن إسحاق قال : ماتت ميمونة بنت الحرث زوج النبي صلى الله عليه و سلم عام الحرة سنة ثلاث وستين
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/402)


30 - . باب مناقب أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه و سلم رضي الله عنها

(9/402)


15366 - عن الزهري قال : تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك . واسم أم حبيبة : رملة . وأنكح رسول الله صلى الله عليه و سلم رقية رضي الله عنها عثمان بن عفان رضي الله عنه من أجل أن أم حبيبة أمها صفية بنت أبي العاص وصفية عمة عثمان أخت عفان لأبيه وأمه . وقدم بأم حبيبة على رسول الله صلى الله عليه و سلم شرحبيل بن حسنة
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/402)


31 - . باب مناقب جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه و سلم ورضي عنها

(9/402)


15367 - ص . 403 عن سهل بن حنيف قال : سبى رسول الله صلى الله عليه و سلم جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار من بني المصطلق من خزاعة في غزوته التي هدم فيها مناة غزوة المريسيع
رواه الطبراني عن شيخه القاسم بن عبد الله بن مهدي وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات

(9/403)


15368 - وعن الزهري قال : سبى رسول الله صلى الله عليه و سلم جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن الحارث بن عائذ بن مالك بن المصطلق من خزاعة - واسم المصطلق خزيمة - يوم واقع بني المصطلق
رواه الطبراني وإسناه حسن

(9/403)


15369 - وعن الشعبي قال : كانت جويرية ملك رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعتقها وجعل عتقها صداقها وأعتق كل أسير من بني المصطلق
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح

(9/403)


15370 - وعن مجاهد قال : قالت جويرية للنبي صلى الله عليه و سلم : إن أزواجك يفخرن علي ويقلن : لم يتزوجك النبي صلى الله عليه و سلم قال : " أو لم أعظم صداقك ؟ ألم أعتق أربعين من قومك ؟ "
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح
ص . 404

(9/403)


15371 - وعن شباب العصفري قال : ماتت جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه و سلم سنة ست وخمسين

(9/404)


32 - . باب مناقب صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه و سلم ورضي عنها

(9/404)


15372 - عن أبي برزة قال : لما نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر وصفية عروس في مجاسدها فرأت في المنام أن الشمس وقعت على صدرها فقصتها على زوجها فقال : والله ما تمنين إلا هذا الملك الذي نزل بنا . فافتتحها رسول الله صلى الله عليه و سلم فضرب عنق زوجها صبرا وتعرض لها من هنالك من فتيان رسول الله صلى الله عليه و سلم فتزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم وألقى لهم تمرا على سفيف وقال : " كلوا وليمة رسول الله صلى الله عليه و سلم على صفية "
رواه الطبراني وفيه النهاس بن قهم وهو ضعيف مجمع عليه

(9/404)


15373 - وعن ابن عمر قال : كان بعيني صفية خضرة فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم : " ما هذه الخضرة بعينيك ؟ " . قالت : قلت لزوجي : إني رأيت فيما يرى النائم كأن قمرا وقع في حجري فلطمني وقال : أتريدين ملك يثرب ؟ قالت : وما كان أبغض إلي من رسول الله صلى الله عليه و سلم قتل أبي وزوجي فما زال يعتذر إلي وقال : " يا صفية إن أباك ألب علي العرب وفعل وفعل " . حتى ذهب ذلك من نفسي
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/404)


15374 - وعن جابر بن عبد الله قال : لما دخلت صفية بنت حيي رضي الله عنها على رسول الله صلى الله عليه و سلم فسطاطه
ص . 405
حضر ناس وحضرت معهم ليكون لي فيها قسم فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " قوموا عن أمكم " . فلما كان من العشاء حضرنا فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلينا في طرف ردائه نحو مد ونصف من تمر عجوة فقال : " كلوا من وليمة أمكم "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(9/404)


15375 - وعن رزينة قالت : لما كان يوم قريظة والنضير جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم بصفية بنت حيي وذراعها في يده فلما رأت السبي قالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فأرسل ذراعها من يده وأعتقها وخطبها وتزوجها وأمهرها رزينة
رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه من طريق عليلة بنت الكميت عن أمها أمينة عن أمة الله بنت رزينة وهؤلاء الثلاث لم أعرفهن . وبقية إسناده ثقات وهو مخالف لما في الصحيح والله أعلم

(9/405)


15376 - وعن سهل بن حنيف قال : سبى رسول الله صلى الله عليه و سلم صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير وكانت مما أفاء الله عليه
رواه الطبراني عن شيخه القاسم بن عبد الله بن مهدي وهو ضعيف وقال ابن عدي : لا بأس به وبقية رجاله ثقات

(9/405)


15377 - وعن الزهري قال : سبى رسول الله صلى الله عليه و سلم صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير يوم حنين وهي عروس بكنانة بن أبي الحقيق
رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات
ص . 406

(9/405)


15378 - وعن وحشي بن حرب أن النبي صلى الله عليه و سلم لما أفاء الله عليه صفية قال لأصحابه : " ما تقولون في هذه الجارية ؟ " . قالوا : نقول : إنك أولى الناس بها وأحقهم قال : " فإني أعتقتها واستنكحتها وجعلت عتقها مهرها " . فقال رجل : يا رسول الله الوليمة قال : " الوليمة حق والثانية معروف والثالثة فخر وحرج "
رواه الطبراني ورجاله وثقهم ابن حبان

(9/406)


15379 - وعن صفية قالت : انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وما من الناس أحد أكره إلي منه فقال :
إن قومك صنعوا كذا وكذا
قالت : فما قمت من مقعدي ومن الناس أحد أحب إلي منه

(9/406)


15380 - وفي رواية عنها قالت : ما رأيت قط أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد رأيته ركب بي من خيبر على عجز ناقته ليلا فجعلت أنعس فيضرب رأسي مؤخرة الرحل فيمس بيده ويقول : " يا هذه مهلا يا بنت حيي " . حتى إذا جاء الصهباء قال : " أما إني أعتذر إليك يا صفية مما صنعت بقومك إنهم قالوا لي كذا وكذا "
رواه أبو يعلى بأسانيد ورجال الطريق الأولى رجال الصحيح إلا أن حميد بن هلال لم يدرك صفية وفي رجال هذه ربيع ابن أخي صفية ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/406)


33 - . باب في زوجاته وسراريه صلى الله عليه و سلم

(9/406)


15381 - ص . 407 عن الزهري أن أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم : خديجة بنت خويلد وعائشة بنت أبي بكر وأم سلمة بنت أبي أمية وحفصة بنت عمر وأم حبيبة بنت أبي سفيان وميمونة بنت الحارث وجويرية بنت الحارث وزينب بنت جحش وسودة بنت زمعة وصفية بنت حيي . اجتمعن عنده تسعة [ بعد خديجة ] والكندية من بني الجون والعالية بنت ظبيان من بني عامر بن كلاب وزينب بنت خزيمة وامرأة من بني هلال

(9/407)


15382 - قال الزهري : فأخبرني عروة بن الزبير قال : لما أن دخلت الكندية على النبي صلى الله عليه و سلم قالت : أعوذ بالله منك قال : " عذت بعظيم الحقي بأهلك "
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح

(9/407)


15383 - وعن ابن عباس قال : لم يكن عند النبي صلى الله عليه و سلم امرأة وهبت نفسها له
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/407)


15384 - وعن سهل بن حنيف قال : تزوج النبي صلى الله عليه و سلم خديجة بنت خويلد وكانت قبله تحت عتيق بن عائذ المخزومي . ثم تزوج عائشة بمكة ولم يتزوج بكرا غيرها . ثم تزوج بالمدينة حفصة بنت عمر وكانت قبله تحت خنيس بن حذافة السهمي
ص . 408
ثم تزوج سودة بنت زمعة وكانت قبله تحت السكران بن عمرو أخي بني عامر بن لؤي . ثم تزوج أم حبيبة بنت أبي سفيان وكانت قبله تحت عبد الله بن جحش الأسدي أسد خزيمة . ثم تزوج أم حرام . ثم تزوج أم سلمة بنت أبي أمية وكان اسمها هند وكانت قبله تحت أبي سلمة بن عبد الأسد بن عبد العزى . ثم تزوج زينب بنت جحش وكانت قبله تحت زيد بن حارثة . ثم تزوج ميمونة بنت الحارث . وسبى جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار من بني المصطلق من خزاعة في غزوته التي هدم فيها مناة غزوة المريسيع . وسبى صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير وكانت مما أفاء الله عليه . واستسر ريحانة من بني قريظة ثم أعتقها فلحقت بأهلها واحتجبت وهي عند أهلها . وطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم الغالية بنت ظبيان . وفارق أخت بني عمرو بن كلاب . وفارق أخت بني الجون الكندية من أجل بياض كان بها . وتوفيت زينب بنت خزيمة الهلالية ورسول الله صلى الله عليه و سلم حي . وبلغنا أن الغالية بنت ظبيان تزوجت قبل أن يحرم الله نساءه ونكحت ابن عم لها من قومها وولدت فيهم
ص . 409
رواه الطبراني عن شيخه القاسم بن عبد الله الأخميمي وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات . وقد رواه مرة باختصار موقوفا على يحيى بن أبي كثير ورجاله ثقات

(9/407)


15385 - وعن قتادة قال : تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس عشرة امرأة منهن ست من قريش وواحدة من نساء القريظ وسبع من سائر العرب وواحدة من بني إسرائيل ولم يتزوج في الجاهلية منهن غيرها فأول من تزوج في الجاهلية خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وكانت قبله عند عتيق بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ثم خلف عليها بعد عتيق أبو هالة هند بن زرارة بن نباش بن حبيب بن صرد بن سلامة بن جراوة بن أسيد بن عمرو بن تيم فولدت له هند بن هند
قال زهير : قال يونس بن عبيد : فمر هند بالبصرة مجتازا فهلك بها فلم يقم سوق ولا كلأ يومئذ فتزوجها النبي صلى الله عليه و سلم بعدهما فولدت له في الجاهلية عبد مناف وولدت له في الإسلام غلامين وأربع بنات
رواه الطبراني مرسلا وفيه زهير بن العلاء وهو ضعيف

(9/409)


15386 - وعن ابن أبي ملكية وعمرو بن دينار قال : اجتمع عند النبي صلى الله عليه و سلم تسع نسوة مع صفية بعد خديجة مات عنهن كلهن
قال : وزاد عثمان بن أبي سليمان امرأتين سوى التسع من بني عامر بن صعصعة كلتاهما جمع وكانت إحداهما تدعى أم المساكين وكانت خير نسائه للمساكين ونكح امرأة من بني الجون فلما جاءته استعاذت منه فطلقها ونكح امرأة من كندة ولم يجامعها فتزوجت بعد النبي صلى الله عليه و سلم ففرق عمر بينهما وضرب زوجها
ص . 410
فقالت : اتق الله يا عمر إني كنت من أمهات المؤمنين فاضرب علي الحجاب وأعطني مثل ما أعطيتهن قال : أما هنالك فلا قالت : فدعني أنكح قال : لا ولا نعمة ولا أطمع في ذلك أحدا
رواه الطبراني مرسلا وزيادة عثمان معضلة ورجاله ثقات

(9/409)


15387 - قال الطبراني : شراف بنت خليفة بن فروة الكلبية أخت دحية بن خليفة تزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يدخل بها

(9/410)


15388 - وعن ابن أبي ملكية قال : خطب النبي صلى الله عليه و سلم امرأة من كلب فبعث عائشة تنظر إليها
رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف

(9/410)


15389 - قال الطبراني : قتيلة بنت قيس الكندية أخت الأشعث بن قيس تزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يدخل بها حتى فارقها

(9/410)


15390 - عن خولة بنت حكيم بن الأوقص : أنها كانت من اللائي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف
ورواه أيضا مرسلا عن عروة بن خولة وفيه عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة وهو متروك

(9/410)


34 - . باب مناقب أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم

(9/410)


15391 - ص . 411 عن عائشة قالت : أهدي لرسول الله صلى الله عليه و سلم قلادة من جزع ملمعة بالذهب ونساؤه مجتمعات في بيت كلهن وأمامة بنت أبي العاص بن الربيع جارية تلعب في جانب البيت بالتراب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " كيف ترين هذه ؟ " . فنظرنا إليها فقلنا : يا رسول الله ما رأينا أحسن من هذه قط ولا أعجب . فقال : " ارددنها إلي " . فلما أخذها قال : " والله لأضعنها في رقبة أحب أهل البيت إلي " . قالت عائشة : فأظلمت علي الأرض بيني وبينه خشية أن يضعها في رقبة غيري منهن ولا أراهن إلا أصابهن مثل الذي أصابني ووجمنا جميعا سكوت فأقبل بها حتى وضعها في رقبة أمامة بنت أبي العاص فسري عنا
رواه الطبراني واللفظ له وأحمد باختصار وأبو يعلى وإسناد أحمد وأبي يعلى حسن

(9/411)


15392 - قال الزبير بن بكار : وأوصى أبو العاص بن الربيع بابنته أمامة إلى الزبير وبتركته فزوجها الزبير علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها أوصته بذلك فاطمة رضي الله عنها وقتل علي بن أبي طالب وأمامة بنت أبي العاص عنده ولم تلد له . فقالت أم الهيثم النخعية :
أشاب ذؤابتي وأذل ركني . . . أمامة يوم فارقت القرينا
تطيف به لحاجتها إليه . . . فلما استأنست رفعت رنينا
ص . 412
رواه الطبراني وإسناده منقطع

(9/411)


15393 - وعن محمد بن عبد الرحمن قال : كانت أمامة بنت أبي العاص أمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم عند علي بن أبي طالب فلما توفي عنها قال لها : لا تزوجي فإن أردت الزواج فلا تخرجي من رأي المغيرة بن نوفل فخطبها معاوية بن أبي سفيان فجاءت إلى المغيرة تستأمره فقال لها : أنا خير لك منه فاجعلي أمرك إلي ففعلت فدعا رجالا فتزوجها فهلكت أمامة بنت أبي العاص عند المغيرة بن نوفل ولم تلد له فليس لزينب عقب
رواه الطبراني بإسناد منقطع وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف

(9/412)


35 - . باب مناقب صفية عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم ورضي عنها

(9/412)


15394 - عن الزبير بن بكار قال : كانت صفية بنت عبد المطلب لا تغطي رأسها من رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا من عشرة من المهاجرين الأولين : حمزة بن عبد المطلب أخوها وجعفر وعلي ابنا أبي طالب ابنا أخيها والزبير بن العوام ابنها وعثمان بن عفان ابن ابنة أخيها أمه أروى بنت كريز وأمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب وأبو سلمة بن عبد الأسد وأبو سبرة بن أبي رهم ابنا أختها برة بنت عبد المطلب وأم طليب بن عمير بن وهب بن عبد بن قصي أروى بنت عبد المطلب وأم عبد الله وأبي أحمد الأعمى الشاعر اسمه عبد بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن وردان بن أسد بن خزيمة أميمة بنت عبد المطلب . توفيت صفية في خلافة عمر
ص . 413
قلت : وقد تقدمت قصة قتلها اليهودي في قريظة وغزوة أحد أيضا والله أعلم

(9/412)


36 - . باب ما جاء في عاتكة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم ورضي عنها

(9/413)


وقد تقدم ما أذكره وأكثر منه في أوائل غزوة بدر

(9/413)


15395 - عن عاتكة بنت عبد المطلب قالت : رأيت راكبا أخذ صخرة من أبي قبيس فرمى بها للركن فتفلقت الصخرة فما بقي دار من دور قريش إلا دخلتها منها كسرة غير دور بني زهرة . قلت : فذكر الحديث إلى آخره
رواه الطبراني وقد تقدم من طريق عروة بن الزبير مرسلا وهو حسن الإسناد

(9/413)


15396 - وعن مصعب بن عبد الله وغيره من قريش : أن عاتكة بنت عبد المطلب قالت في صدق رؤياها وتكذيب قريش لها حين أوقع بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ببدر :
ألم تكن الرؤيا بحق ويأتكم . . . بتأويلها فل من القوم هارب
رأى فأتاكم باليقين الذي رأى . . . بعينيه ما تفري السيوف القواضب
فقلتم ولم أكذب : كذبت وإنما . . . يكذبني بالصدق من هو كاذب
[ وما فر إلا رهبة الموت منهم . . . حكيم وقد ضاقت عليه المذاهب ]
أفر صباح القوم عزم قلوبهم . . . فهن هواء والحلوم عوازب
مروا بالسيوف المرهفات دماءكم . . . كفاحا كما يمري السحائب جانب
فكيف رأى يوم اللقاء محمدا . . . بنو عمه والحرب فيه التجارب
ص . 414
ألم يغشيهم ضربا يحار لوقعه ال . . . جبان [ الجبان ] وتبدو بالنهار الكواكب
ألا بأبي يوم اللقاء محمدا . . . إذا عض من عون الحروب الغوارب
كما برزت أسيافه من مليكتي . . . زعازع وردا بعد إذ هي صالب
حلفت لئن عدتم ليصطلمنكم . . . بجأواء يردى حافيتها المقانب
كأن ضياء الشمس لمع بروقها . . . لها جانبا نور شعاع وثاقب
رواه الطبراني وحديث رجاله حسن ولكن الإسناد منقطع

(9/413)


37 - . باب مناقب فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب رضي الله عنها

(9/414)


15397 - عن علي - يعني ابن أبي طالب - قال : كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم تكفيه الداخل وفاطمة بنت أسد تكفيه الخارج - يعني النبي صلى الله عليه و سلم -
رواه الطبراني

(9/414)


15398 - وفي رواية : عن علي أيضا قال : قلت لأمي فاطمة بنت أسد بن هاشم : اكفي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم سقاية الماء والذهاب في الحاجة وتكفيك خدمة الداخل الطحن والعجن
ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح

(9/414)


15399 - وعن أنس بن مالك قال : لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي رضي الله عنهما
ص . 415
دخل عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فجلس عند رأسها فقال : " رحمك الله يا أمي كنت أمي بعد أمي تجوعين وتشبعيني وتعرين وتكسيني وتمنعين نفسك طيبا وتطعميني تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة " . ثم أمر أن تغسل ثلاثا فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده ثم خلع رسول الله صلى الله عليه و سلم قميصه فألبسها إياه وكفنها ببرد فوقه ثم دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاما أسود يحفرون فحفروا قبرها فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فاضطجع فيه فقال : " الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين " . وكبر عليها أربعا وأدخلوها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصديق رضي الله عنهم
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه روح بن صلاح وثقه ابن حبان والحاكم وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/414)


15400 - وعن ابن عباس قال : لما ماتت فاطمة أم علي بن أبي طالب خلع النبي صلى الله عليه و سلم قميصه وألبسها إياه واضطجع في قبرها فلما سوي عليها التراب قال بعضهم : يا رسول الله رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه بأحد فقال : " ألبستها قميصي لتلبسني من ثياب الجنة واضطجعت معها في قبرها أخفف عنها من ضغطة القبر إنها كانت من أحسن خلق الله إلي صنيعا بعد أبي طالب "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات

(9/415)


38 - . باب مناقب أم هانئ رضي الله عنها

(9/415)


15401 - عن عبد الرحمن بن أبي رافع :
ص . 416
أن أم هانئ بنت أبي طالب خرجت متبرجة قد بدا قرطاها فقال لها عمر بن الخطاب : اعملي فإن محمدا لا يغني عنك شيئا فجاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرته به فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما بال أقوام يزعمون أن شفاعتي لا تنال أهل بيتي وإن شفاعتي تنال حاء وحكم وحاء حكم
- قبيلتان -
رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله ثقات

(9/415)


39 - . باب مناقب درة بنت أبي لهب رضي الله عنها

(9/416)


15402 - عن ابن عمر وعن أبي هريرة وعن عمار بن ياسر قالوا : قدمت درة بنت أبي لهب مهاجرة فنزلت دار رافع بن المعلى الزرقي فقال لها نسوة جالسين إليها من بني زريق : أنت بنت أبي لهب الذي قال الله : { تبت يد أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب } ؟ يعني : ما يغني مهاجرك ؟ فأتت درة النبي صلى الله عليه و سلم فشكت إليه ما قلن لها فسكنها رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال : " اجلسي " . ثم صلى بالناس الظهر وجلس على المنبر ساعة وقال : " أيها الناس مالي أوذى في أهلي فوالله إن شفاعتي لتنال حي حاء وحكم وصدا وسلهب يوم القيامة "
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن بشير الدمشقي وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم وبقية رجاله ثقات

(9/416)


15403 - وعن ابن أبي حسين قال : كانت درة بنت أبي لهب عند الحارث بن عبد الله بن نوفل فولدت له عقبة والوليد وأبا مسلم ثم أتت النبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة فأكثر الناس في أبويها فجاءت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله ما ولد الكفار غيري ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : " وما ذاك ؟ " . قالت : قد آذاني أهل المدينة في أبوي فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إذا
ص . 417
صليت الظهر فصلي حيث أرى " . فصلى النبي صلى الله عليه و سلم الظهر ثم التفت إليها فأقبل على الناس فقال :
أيها الناس ألكم نسب وليس لي نسب ؟
فوثب عمر بن الخطاب فقال : أغضب الله من أغضبك فقال : " هذه بنت عمي فلا يقل لها أحد إلا خيرا "
رواه الطبراني وابن أبي حسين هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح

(9/416)


15404 - وعن درة ابنة أبي لهب قالت : كنت عند عائشة فدخل النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " ائتوني بوضوء " . قالت : فابتدرت أنا وعائشة الكوز فبدرتها فأخذته أنا فتوضأ فرفع إلي عينه أو بصره قال : " أنت مني وأنا منك "
قالت : فأتي برجل فقال : ما أنا فعلته إنما قيل لي
قالت : وكان يسأله على المنبر : من خير الناس ؟ فقال : " أفقهم في دين الله وأوصلهم لرحمه "
وذكر شريك شيئين آخرين فلم أحفظهما
رواه أحمد ورجاله ثقات

(9/417)


40 - . باب ما جاء في أم أيمن أم أسامة رضي الله عنها

(9/417)


15405 - قال الطبراني : أم أيمن أم أسامة بن زيد مولاة رسول الله صلى الله عليه و سلم كانت لأخت خديجة فوهبتها لرسول الله صلى الله عليه و سلم فأنكحها زيد بن حارثة ويقال : اسمها بركة

(9/417)


15406 - عن ابن عباس قال :
ص . 418
أم أيمن هي أم أسامة بن زيد
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/418)


15407 - وعن طارق بن شهاب عن أم أيمن وكانت ممن بايع النبي صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسين بن أشكاب ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/418)


15408 - وعن ابن شهاب قال : كانت أم أيمن أم أسامة بن زيد من الحبشة وكانت وصيفة لعبد المطلب وكانت تحضن رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو صغير فأعتقها رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم أنكحها زيد بن حارثة وتوفيت بعد النبي صلى الله عليه و سلم بخمسة أشهر
رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله ثقات

(9/418)


15409 - وعن طارق بن شهاب قال : قالت أم أيمن يوم قتل عمر : اليوم وهى الإسلام
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف

(9/418)


41 - . باب في خولة بنت حكيم رضي الله عنها

(9/418)


15410 - عن خولة بنت حكيم وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم تزوجها فأرجأها فيمن أرجأ
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(9/418)


42 - . باب في زينب بنت أبي سلمة ربيبة رسول الله صلى الله عليه و سلم رضي الله عنها

(9/418)


15411 - ص . 419 عن زينب بنت أبي سلمة قالت : كانت أمي إذا دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم يغتسل تقول : اذهبي فادخلي قالت : فدخلت فنضح في وجهي بالماء وقال : " ارجعي "
قال العطاف : قالت أمي : فرأيت وجه زينب وهي عجوز كبيرة ما نقص من وجهها شيء
رواه الطبراني وأم عطاف لم أعرفها

(9/419)


43 - . باب في حليمة السعدية رضي الله عنها

(9/419)


15412 - قال الطبراني : حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث بن حيان من بني سعد بن بكر بن هوازن وهي أم رسول الله صلى الله عليه و سلم التي أرضعته وفصلته

(9/419)


15413 - عن أبي الطفيل قال : كنت غلاما أحمل عضو البعير فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقسم لحما بالجعرانة فجاءته امرأة فبسط رداءه فقلت : من هذه ؟ فقالوا : أمه التي أرضعته
قلت : عند أبي داود بعضه
رواه الطبراني ورجاله وثقوا
قلت : وقد تقدمت قصة رضاعها للنبي صلى الله عليه و سلم في علامات النبوة

(9/419)


44 - . باب في أم أبي بكر الصديق وغيرها رضي الله عنهن

(9/419)


15414 - عن ابن عباس قال :
ص . 420
أسلمت أم أبي بكر وأم عثمان وأم طلحة وأم الزبير وأم عبد الرحمن بن عوف وأم عمار بن ياسر
رواه الطبراني وفيه خازم بن الحسين وهو ضعيف

(9/420)


15415 - وعن الهيثم بن عدي قال : أم أبي بكر يقال لها : أم الخير بنت صخر بن عامر وهلك أبو بكر فورثاه أبواه جميعا وكانا أسلما وماتت أم أبي بكر قبل أبيه
رواه الطبراني وإسناده منقطع

(9/420)


45 - . باب في أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها

(9/420)


15416 - قال محمد بن علي بن المديني فستقة : ماتت أسماء بنت أبي بكر الصديق بعد ابنها عبد الله بليال وكانت أخت عائشة لأبيها وأم أسماء بنت أبي بكر قتيلة بنت عبد العزى بن عبد أسعد من بني مالك بن حسل . وكانت لأسماء يوم ماتت مائة سنة ولدت قبل التاريخ بسبع وعشرين سنة . وولدت أسماء لأبي بكر وسنه إحدى وعشرون سنة

(9/420)


15417 - وعن يعلى بن حرملة قال : دخلت مكة بعدما قتل ابن الزبير فجاءت أمه أسماء بنت أبي بكر عجوز كبيرة طويلة مكفوفة البصر فقالت للحجاج : أما آن لهذا الراكب أن ينزل ؟
رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى وهو ضعيف

(9/420)


46 - . باب مناقب أسماء بنت عميس وأخواتها رضي الله عنهن

(9/420)


15418 - ص . 421 عن عروة بن الزبير قال - في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة - : جعغر بن أبي طالب ومعه امرأته أسماء بنت عميس الخثعمية فولدت له بأرض الحبشة عبد الله بن جعفر وعون بن جعفر ومحمد بن جعفر
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن

(9/421)


15419 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الأخوات المؤمنات " . ميمونة زوج النبي صلى الله عليه و سلم وأم الفضل امرأة العباس وأسماء بنت عميس امرأة جعفر وامرأة حمزة وهي أختهن لأمهن
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح . وقد تقدم من حديث ميمونة في مناقبها

(9/421)


47 - . باب مناقب أسماء بنت يزيد رضي الله عنها

(9/421)


15420 - عن مهاجر أن أسماء بنت يزيد بن السكن بنت عم معاذ بن جبل قتلت يوم اليرموك تسعة من الروم بعمود فسطاط
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/421)


48 - . باب مناقب أم سليم وولدها عبد الله ووالده رضي الله عنهم

(9/421)


15421 - عن [ النضر بن ] أنس قال :
ص . 422
جاءت أم سليم إلى أبي أنس فقالت : جئت اليوم بما تكره فقال : لا تزالين تجيئين بما أكره من عند هذا الأعرابي . قالت : كان أعرابيا اصطفاه الله واختاره وجعله نبيا قال : ما الذي جئت به ؟ قال ( كذا ) : حرمت الخمر قال : هذا فراق بيني وبينك فمات مشركا . وجاء أبو طلحة إلى أم سليم قال : لم أكن أتزوجك وأنت مشرك ؟ قال : لا والله ما هذا دهرك قالت : فما دهري ؟ قال : دهرك في الصفراء والبيضاء قالت : فإني أشهدك وأشهد نبي الله صلى الله عليه و سلم أنك إن أسلمت فقد رضيت بالإسلام منك قال : فمن لي بهذا ؟ قالت : يا أنس قم فانطلق مع عمك . فقام فوضع يده على عاتقي فانطلقنا حتى إذا كنا قريبا من نبي الله صلى الله عليه و سلم فسمع كلامنا فقال : " هذا أبو طلحة بين عينيه عزة الإسلام " . فسلم على نبي الله صلى الله عليه و سلم فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فزوجه رسول الله صلى الله عليه و سلم على الإسلام . فولدت له غلاما ثم إن الغلام درج وأعجب به أبوه فقبضه الله تبارك وتعالى فجاء أبو طلحة فقال : ما فعل ابني يا أم سليم ؟ قالت : خير ما كان فقالت : ألا تتغدى ؟ قد أخرت غداءك اليوم قالت : فقربت إليه غداءه فقلت : يا أبا طلحة عارية استعارها قوم وكانت العارية عندهم ما قضى الله وإن أهل العارية أرسلوا إلى عاريتهم فقبضوها ألهم أن يجزعوا ؟ قال : لا قالت : فإن ابنك قد فارق الدنيا قال : فأين هو ؟ قالت : ها هو ذا في المخدع فدخل فكشف عنه واسترجع فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فحدثه بقول أم سليم فقال : " والذي بعثني بالحق لقد قذف الله تبارك وتعالى في رحمها ذكرا لصبرها على ولدها "
ص . 423
قال : فوضعته فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم : " اذهب يا أنس إلى أمك فقل لها : إذا قطعت سرار ابنك فلا تذيقيه شيئا حتى ترسلي به إلي " . قال : فوضعته على ذراعي حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه و سلم فوضعته بين يديه فقال : " ائتني بثلاث تمرات عجوة " . قال : فجئت بهن فقذف نواهن ثم قذفه في فيه فلاكه ثم فتح فا الغلام فجعله في فيه فجعل يتلمظ فقال : " أنصاري يحب التمر " . فقال : " اذهب إلى أمك فقل : بارك الله لك فيه وجعله برا تقيا "
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي وهو ثقة

(9/421)


15422 - وفي رواية للبزار أيضا : قالت له : أتزوجك وأنت تعد خشبة يجرها عبدي فلان . قلت : فذكر الحديث
ورجاله رجال الصحيح

(9/423)


15423 - وعن أنس قال : أراد أبو طلحة أن يطلق أم سليم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن طلاق أم سليم لحوب ( إثم )
رواه البزار وفيه علي بن عاصم وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/423)


49 - . باب في حمنة بنت جحش رضي الله عنها

(9/423)


15424 - عن أبي أحمد بن جحش قال : رأيت بعيني حمنة بن جحش يوم أحد تسقي العطشى وتداوي الجرحى
رواه الطبراني وإسناده حسن
ص . 424

(9/423)


15425 - وعن محمد بن إسحاق قال : هاجر من بني أسد من نسائهم حمنة بنت جحش في نسوة ذكرهن
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/424)


50 - . باب ما جاء في أم عياش رضي الله عنها

(9/424)


15426 - عن أم عياش وكانت خادما للنبي صلى الله عليه و سلم بعث بها مع ابنته إلى عثمان بن عفان
رواه الطبراني وإسناده حسن

(9/424)


51 - . باب سلمى أم المنذر رضي الله عنها

(9/424)


15427 - عن محمد بن إسحاق قال : أم المنذر التي روت عن النبي صلى الله عليه و سلم اسمها سلمى بنت قيس وصلت القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق رجال الصحيح

(9/424)


52 - . باب في أم أيوب رضي الله عنها

(9/424)


15428 - عن ابن عباس أن أبا أيوب طلق امرأته فقال له النبي صلى الله عليه و سلم :
يا أبا أيوب إن طلاق أم أيوب كان حوبا
قال ابن سيرين : الحوب : الإثم
ص . 425
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف

(9/424)


53 - . باب في خضرة رضي الله عنها

(9/425)


15429 - عن محمد بن علي بن الحسين قال : كانت خادم النبي صلى الله عليه و سلم يقال لها : خضيرة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(9/425)


54 - . باب في روضة رضي الله عنها

(9/425)


15430 - عن روضة قالت : كنت وصيفة لامرأة بالمدينة فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم من مكة إلى المدينة قالت لي مولاتي : يا روضة قومي على باب الدار فإذا مر هذا الرجل فأعلميني فقمت فأتاهم النبي صلى الله عليه و سلم في نفر من أصحابه فأخذت بطرف ردائه فتبسم في وجهي
قال شيبة : وأظنه مسح على رأسي
فقلت لمولاتي : هو ذا قد جاء الرجل فخرجت مولاتي ومن كان معها في الدار فعرض عليهم الإسلام فأسلموا
قال عبد الجليل : وحدثني شيبة قال : كانت روضة معي في الدار في بني سليم إذا اشترى الجيران مملوكا أو خادما أو ثوبا أو طعاما قالوا لها : يا روضة ضعي يدك عليه فكانت كل شيء تمسه فيه البركة
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(9/425)


55 - . باب في عاتكة بنت زيد رضي الله عنها

(9/425)


15431 - عن عائشة قالت : كانت عاتكة بنت زيد تحت عبد الله بن أبي بكر
رواه الطبراني وفيه راو لم يسم

(9/425)


56 - . باب في أم معبد رضي الله عنها

(9/425)


15432 - قال الطبراني : أم معبد الخزاعية اسمها عاتكة بنت خالد بن منقذ بن ضبيس الكعبية الخزاعية

(9/425)


15433 - عن هشام بن حرام عن أبيه أن أم معبد كانت تجري عليها كسوة وشيء من غلة اليمن وقطران لإبلها فمر عثمان فقالت : أين كسوتي وأين غلة اليمن التي كانت تأتيني ؟ قال : هي لك يا أم معبد عندنا واتبعته حتى أعطاها إياها
رواه الطبراني وهشام بن حرام وأبوه لم أعرفهم وبقية رجاله رجل الصحيح
قلت : وقد تقدمت قصتها في الهجرة إلى المدينة في كتاب المغازي ولها طريق آخر في علامات النبوة في صفته صلى الله عليه و سلم

(9/425)


57 - . باب في أم حرام رضي الله عنها

(9/425)


15434 - عن هشام بن الغاز قال :
ص . 427
قبر أم حرام بنت ملحان بقبرس وهم يقولون : هذا قبر المرأة الصالحة
رواه الطبراني ورجاله إلى قائله رجال الصحيح

(9/425)


58 - . باب في فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها

(9/427)


15435 - قال الطبراني : فاطمة بنت الخطاب بن نفيل تكنى أم جميل أخت عمر قديمة الإسلام أسلمت قبل عمر وكانت امرأة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنهما

(9/427)


59 - . باب في أم خالد بنت الأسود رضي الله عنها

(9/427)


15436 - عن أم خالد بنت الأسود بن عبد يغوث أنها دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " من هذه ؟ " . فقالوا : بنت الأسود بن عبد يغوث فقال : " الحمد لله الذي يخرج الحي من الميت " . - يعني المؤمن من الكافر

(9/427)


15437 - وفي رواية : دخل النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " من هذه ؟ " . فقالوا : بعض خالاتك فقال : " إن خالاتي في هذه الأرض لغرائب من هذه ؟ " . قالوا : أم خالد بنت الأسود بن عبد يغوث فقال : " سبحان الذي يخرج الحي من الميت "
رواه كله الطبراني بإسنادين وإسناد الثاني حسن

(9/427)


60 - . باب في صفية بنت عمر رضي الله عنها

(9/427)


15438 - عن ابن عمر أن صفية بنت عمر كانت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين
ص . 428
رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف

(9/427)


61 - . باب في سلامة بنت الحر رضي الله عنها

(9/428)


15439 - عن سلامة بنت الحر قالت : مر بي رسول الله صلى الله عليه و سلم في بدء الإسلام وأنا أرعى فقال :
يا سلامة بما تشهدين ؟
قلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فتبسم ضاحكا
رواه الطبراني وفيه أم داود الوابشية ولم أعرفها وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/428)


62 - . باب في سمراء رضي الله عنها

(9/428)


15440 - عن يحيى بن أبي سليم قال : رأيت سمراء بنت نهيك - وكانت قد أدركت النبي صلى الله عليه و سلم - عليها دروع غليظة وخمار غليظ بيدها سوط تؤدب الناس وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر
رواه الطبراني ورجاله ثقات

(9/428)


63 - . باب في هند بنت عتبة رضي الله عنها

(9/428)


15441 - قال الطبراني : هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف أم معاوية

(9/428)


15442 - وعن حميد بن مهب الطائي قال : كانت هند بنت عتبة عند الفاكه بن المغيرة المخزومي وكان الفاكه من فتيان قريش وكان له بيت للضيافة يغشاه الناس من غير إذن فخلى ذلك البيت يوما واضطجع الفاكه وهند وقت القائلة ثم خرج الفاكه في بعض حاجاته وأقبل رجل
ص . 429
ممن كان يغشاه فولج البيت فلما رأى المرأة ولى هاربا فأبصره الفاكه وهو خارج من البيت فأقبل إلى هند فضربها برجله وقال : من هذا الذي كان عندك ؟ قالت : ما كان عندي أحد وما انتبهت حتى أنبهتني . قال : الحقي بأبيك وتكلم فيها الناس فقال لها أبوها : يا بنية إن الناس قد أكثروا فيك فنبئيني نبأك فإن يكن الرجل عليك صادقا دسست له من يقتله فينقطع عنك الفاكه وإن يك كاذبا حاكمته إلى بعض كهان اليمن فحلفت له بما كانوا يحلفون به أنه لكاذب عليها . فقال للفاكه : يا هذا إنك رميت ابنتي بأمر عظيم فحاكمني إلى بعض كهان اليمن . فخرج عتبة في جماعة من بني عبد مناف وخرج الفاكه في جماعة من بني مخزوم وخرجت معهم هند في نسوة معها . فلما شارفوا البلاد قالوا : نرد على الكاهن تنكر حال هند وتغير وجهها فقال لها أبوها : إني أرى ما بك من تنكر الحال وما ذاك إلا لمكروه عندك أفلا كان هذا قبل أن يشهد الناس مسيرنا ؟ فقالت : لا والله يا أبتاه ما ذاك لمكروه ولكن أعرف أنكم تأتون بشرا يخطئ ويصيب ولا آمن أن يسمني بسمة تكون علي سبة في العرب . فقال : إني أختبره من قبل أن ينظر في أمرك . فصفر بفرسه حتى أدلى ثم أخذ حبة من بر فأدخلها في إحليله وأوكأ عليها بسير فلما صبحوا الكاهن أكرمهم ونحر لهم فلما تغدوا قال له عتبة : إنا قد جئناك في أمر وإني قد خبأت لك خبيئا أختبرك به فانظر ما هو . قال : تمرة في كمرة . قال : أريد أبين من هذا قال حبة من بر في إحليل مهر قال : صدقت فانظر في أمر هؤلاء النسوة . فجعل يدنو من إحداهن ويضرب كتفها ويقول : انفضي حتى دنا من هند فضرب كتفها وقال : قومي غير وحشاء ولا زانية ولتلدن غلاما يقال له : معاوية
ص . 430
فقام إليها الفاكه فأخذ بيدها فنثرت يدها من يده وقالت : إليك فوالله لأحرصن على أن يكون ذلك من غيرك . فتزوجها أبو سفيان فجاءت بمعاوية
رواه الطبراني وفيه زحر بن حصن وهو مجهول

(9/428)


64 - . باب في جماعة من النساء رضي الله عنهم

(9/430)


15443 - عن قيلة بنت مخرمة قالت : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فصليت معه بعض الصلاة فلما قضى الصلاة قمت ونظر إلي - وكانت امرأة طويلة - فقال : " إن كان ابن هذه ليقاتل من وراء الحاجز " . قالت : والله إن كان لكذلك يا رسول الله ولكنه مات . قالت : اكتب لي كتابا قالت : ومعي ثلاث بنات فكتب : " من محمد رسول الله لقبيلة والنسوة الثلاث لا يظلمن حقا ولا يستكرهن على نكاح وكل مؤمن ومسلم لي ولهن ناصر وأحسن ولا تسئن "
رواه الطبراني وفيه رجل لم يسم وبقية رجاله ثقات

(9/430)


15444 - وعن جمرة بنت عبد الله اليربوعي قالت : ذهب بي أبي إلى النبي صلى الله عليه و سلم بعدما وردت على أبي الإبل فقال : يا رسول الله ادع الله لبنتي بالبركة قالت : فأجلسني النبي صلى الله عليه و سلم في حجره ووضع يده على رأسي ودعا لي بالبركة
رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف

(9/430)


15445 - قال الطبراني : التوأمة بنت أمية بن خلف لها ذكر ولا حديث لها

(9/430)


15446 - قال عبد الله بن [ عبد ] الحكم بن أبي زياد :
ص . 431
صالح مولى التوأمة وهي بنت أمية بن خلف
رواه الطبراني

(9/430)


15447 - قال الطبراني : تميمة بنت وهب وهي التي طلقها رفاعة بنت سموأل لها ذكر ولا حديث لها

(9/431)


15448 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال : شرحبيل بن حسنة إنما حسنة أمه وكانت ممن هاجر إلى أرض الحشبة
رواه الطبراني

(9/431)


15449 - قال الطبراني : ذفرة أم ولد أذينة يقال لها : صحبة

(9/431)


15450 - وقال : رائطة بنت منبه بن الحجاج السهمي أم عبد الله بن عمرو بن العاص

(9/431)


15451 - وقال : سفانة بنت حاتم أخت عدي بن حاتم

(9/431)


15452 - وقال : السوداء بنت خلف بن ضرار بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب

(9/431)


15453 - وقال : شيماء بنت الحارث بن عبد العزى بن رفاعة أخت رسول الله صلى الله عليه و سلم من الرضاعة

(9/431)


15454 - وقال : ليلى بنت أبي حثمة بن حذيفة بن غانم بن عبد الله بن
ص . 432
عبيد بن هويج بن عدي بن كعب أم عبد الله بن عامر بن ربيعة من المهاجرات
قلت : حديثها في الهجرة إلى الحبشة

(9/431)


15455 - وقال : أم أسيد الأنصارية

(9/432)


15456 - وقال : أم عبد الله بنت الحارث بن قديد الهذلية أم عبد الله بن مسعود فرض لها عمر في أخذ النساء من الغنيمة

(9/432)


65 - . ( بابان في مناقب حمزة والعباس رضي الله عنهما )

(9/432)


1 - . باب ما جاء في فضل حمزة عم رسول الله صلى الله عليه و سلم ورضي عنه

(9/432)


15457 - عن العباس قال : تزوج عبد المطلب هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة فولدت له حمزة وصفية
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف

(9/432)


15458 - وعن عروة في تسمية من شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم : حمزة بن عبد المطلب
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن

(9/432)


15459 - وعن ابن شهاب في تسمية من شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم : حمزة بن عبد المطلب بن عبد مناف
ص . 433
رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات

(9/432)


15460 - وعن محمد بن كعب القرظي قال : كان إسلام حمزة رضي الله عنه حمية وكان يخرج من الحرم فيصطاد فإذا رجع مر بمجلس قريش وكانوا يجلسون عند الصفا والمروة فيمر بهم فيقول : رميت كذا وكذا وصنعت كذا وكذا ثم ينطلق إلى منزله . فأقبل من رميه ذات يوم فلقيته امرأة فقالت : يا أبا عمارة ماذا لقي ابن أخيك من أبي جهل بن هشام شتمه وتناوله وفعل [ به ] وفعل فقال : هل رآه أحد ؟ قالت : إي والله لقد رآه ناس فأقبل حتى انتهى إلى ذلك المجلس عند الصفا والمروة فإذا هم جلوس وأبو جهل فيهم فاتكأ على قوسه وقال : رميت كذا وكذا وفعلت كذا وكذا ثم جمع يديه بالقوس فضرب بها بين أذني أبي جهل فدق سنتها ثم قال : خذها بالقوس وأخرى بالسيف أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنه جاء بالحق من عند الله قالوا : يا أبا عمارة إنه سب آلهتنا وإن كنت أنت وأنت أفضل منه ما أقررناك وذاك وما كنت يا أبا عمارة فاحشا
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح

(9/433)


15461 - وعن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس بن شريق حليف بني زهرة أن أبا جهل اعترض لرسول الله صلى الله عليه و سلم بالصفا فآذاه وكان حمزة رضي الله عنه صاحب قنص وصيد وكان يومئذ في قنصه فلما رجع قالت له امرأته - وكانت قد رأت ما صنع أبو جهل برسول الله صلى الله عليه و سلم - : يا أبا عمارة لو رأيت ما صنع - تعني أبا جهل - بابن أخيك فغضب حمزة ومضى كما هو قبل أن يدخل بيته وهو معلق قوسه في عنقه حتى دخل المسجد فوجد أبا جهل في مجلس من مجالس قريش
ص . 434
فلم يكلمه حتى علا رأسه بقوسه فشجه فقام رجال من قريش إلى حمزة يمسكونه عنه فقال حمزة : ديني دين محمد أشهد أنه رسول الله فوالله لا أنثني عن ذلك فامنعوني من ذلك إن كنتم صادقين . فلما أسلم حمزة عز به رسول الله صلى الله عليه و سلم والمسلمون وثبت لهم بعض أمرهم وهابت قريش وعلموا أن حمزة رضي الله عنه سيمنعه
رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات

(9/433)


15462 - وعن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
والذي نفسي بيده إنه لمكتوب عند الله في السماء السابعة : حمزة أسد الله وأسد رسوله
رواه الطبراني ويحيى وأبوه لم أعرفهما وبقية رجاله رجال الصحيح

(9/434)


15463 - عن عمير بن إسحاق قال : كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ويقول : أنا أسد الله وأسد رسوله
رواه الطبراني ورجاله إلى قائله رجال الصحيح

(9/434)


15464 - وعن علي - يعني ابن أبي طالب - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب
رواه الطبراني وفيه علي بن الحزور وهو متروك

(9/434)


15465 - وعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 435
أفضل الشهداء عند الله حمزة بن عبد المطلب
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حكيم بن زيد قال الأزدي : فيه نظر وبقية رجاله وثقوا

(9/434)


15466 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ضعف

(9/435)


2 - . باب ما جاء في العباس عم رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن جمع معه من ولده

(9/435)


15467 - عن محمد بن إسحاق قال : العباس بن عبد المطلب يكنى أبا الفضل وأمه نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عبد مناف بن عمرو بن عامر بن زيد بن عبد مناة بن عامر بن سعد بن الخزرج بن تيم اللات بن نمر بن قاسط بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان
رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات

(9/435)


15468 - وعن ابن عباس قال : قال عمر بن الخطاب للعباس : أسلم فوالله لأن تسلم أحب إلي من أن يسلم الخطاب وما ذاك إلا لأنه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلم يكن لك سبقك
رواه البزار وفيه عبد العزيز بن أبان وهو متروك
ص . 436

(9/435)


15469 - وعن أبي رافع أنه بشر النبي صلى الله عليه و سلم بإسلام العباس فأعتقه رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

(9/436)


15470 - وعن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للعباس :
هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفا وأوصلها
رواه أحمد والبزار بنحوه وأبو يعلى إلا أنه قال : كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم ببقيع الخيل فأقبل العباس فقال : فذكر نحوه . والطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال : خرج النبي صلى الله عليه و سلم يجهز جيشا فنظر إلى العباس فقال وفيه محمد بن طلحة التيمي وثقه غير واحد وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح

(9/436)


15471 - وعن سهل بن سعد الساعدي قال : استأذن العباس بن عبد المطلب النبي صلى الله عليه و سلم في الهجرة فقال له : " يا عم أقم مكانك الذي أنت فيه فإن الله عز و جل يختم بك الهجرة كما ختم بي النبوة "
رواه أبي يعلى والطبراني وفيه أبو مصعب إسماعيل بن قيس وهو متروك

(9/436)


15472 - وعن عروة بن الزبير قال : كان العباس أسلم وأقام على سقايته ولم يهاجر
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن
ص . 437

(9/436)


15473 - وعن الحسن بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " احفظوني في العباس فإنه بقية آبائي "
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم

(9/437)


15474 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
استوصوا بالعباس خيرا فإنه بقية آبائي فإنما عم الرجل صنو أبيه
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف ووثقه ابن حبان وقال : ربما أخطأ وبقية رجاله وثقوا

(9/437)


15475 - وعن عصمة قال : دخل العباس بن أبي طالب يوما إلى المسجد فسلم عليهم فنظر إلى الكراهية في وجوههم فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيته فقال : يا رسول الله ما لي إذا دخلت المسجد أرى الكراهية في وجوه الناس ؟ فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى دخل المسجد فقال :
يا معشر الناس لن تؤمنوا بالله ولن تكونوا مؤمنين حتى تحبوا عباسا
رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف

(9/437)


15476 - وعن سهل بن سعد قال : أقبل النبي صلى الله عليه و سلم من غزاة له في يوم حار فوضع له ماء يتبرد به فجاء العباس فولاه ظهره وستره بكساء كان عليه فقال : " من هذا ؟ " . قالوا : عمك العباس يا رسول الله فلما فرغ النبي صلى الله عليه و سلم رفع يديه حتى طلعت علينا من الكساء قال : " سترك الله يا عم وذريتك من النار "
رواه الطبراني وفيه أبو مصعب إسماعيل بن قيس وهو ضعيف
ص . 438

(9/437)


15477 - وعن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمه العباس :
أنا خاتم النبيين
ثم رفع يديه وقال : " اللهم اغفر للعباس وأبناء العباس وأبناء أبناء العباس "
رواه الطبراني عن شيخه عبد الرحمن بن حاتم المرادي وهو متروك

(9/438)


15478 - وعن عبد الله بن الغسيل قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فمر بالعباس وقال :
يا عم اتبعني ببنيك
فانطلق بستة من بنيه : الفضل وعبد الله وعبيد الله وعبد الرحمن وقثم ومعبد فأدخلهم النبي صلى الله عليه و سلم بيتا وغطاهم بشملة له سوداء مخططة بحمرة وقال : " اللهم أهل بيتي وعترتي فاسترهم من النار كما سترتهم بهذه الشملة " . قال : فما بقي في البيت مدر ولا باب إلا أمن
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم

(9/438)


15479 - وعن أبي أسيد الساعدي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للعباس بن عبد المطلب :
لا ترم منزلك وبنوك غدا حتى آتيكم فإن لي فيكم حاجة
فانتظروه حتى بعدما أضحى فدخل عليهم فقال :
السلام عليكم
قالوا : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته قال : " كيف أصبحتم ؟ " . قالوا : بخير نحمد الله قال : " تقاربوا بزحف بعضكم إلى بعض " . حتى إذا أمكنوه اشتمل عليهم بملاءته ثم قال : " يا رب هذا عمي وصنو أبي وهؤلاء أهل بيتي فاسترهم من النار كستري إياهم بملاءتي هذه " . فأمنت أسكفة الباب وحوائط البيت فقالت : آمين آمين آمين
قلت : روى ابن ماجة بعضه في الأدب
رواه الطبراني وإسناده حسن 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعقيب علي طلاق السنة والبدعة وبيان خطأ هذا المصطلح اصلا

 التعقيب علي طلاق السنة والبدعة وبيان خطأ هذا المصطلح اصلا   والتعقيب من المدون/ قال القرطبي /السابعة : عن عبدالله بن مسعود قال: طلاق ...